Skip to main content

Full text of "مجلة آفاق الثقافة والتراث"

See other formats


تصدر عن دائرة السبحت 
ال اوالدراسات 
بمركر ج سه ةالماجد 

خافة والتراث 


السنة التايعاة :العدد السادس والثلاثون - شوال 1411 ه- يناير(كانون الناني) 1011م 


مصحف شريف + تسخة مذهبة ومزخرفة تاريخ التنسخ 1147 ه 


ففامء ممم قمة فمعامعفامه مه "ونه برزوق 
1193 نوملال لا عه عاوه 





شروط التشر ف المجلة 





0 ١-أن‏ يكون المو ضوع المط وق متم يرا بالجدّة والموضوعية والشمول والإثراء لمحف رواق د يتناول أحد أمرين: 
00 
9 - قضية ثقافية معاصرة. يعود بحثها بالفائدة على الثقافة العربية والإسلامية.: وتسهم .يش تجاوز المشكلات 


الثقافية. 
- قضية ترائية علمية. تسهم # تنمية الزاد الفكري والمعر. لدى الإنسان العربي المسلم. وتثري الثقافة العربية 
]| والإسلامية بالجديد. 























- ألا يكون البحت جزءًا من رسالة الماجستير أو الدكتوراه التي أَعدّها الباحث. وألاً يكون قد سبق نشره على أىّ 
نحو كان. ويشمل ذلك البحوث المقدمة للنشر إلى جهة أخرى. أو تلك التي سيق تقديمها للجامعات ت أو الندوات 
العلمية وغيرها. ويثبت ذلك بإقرار بخط الباحث وتوفيعه. 
- يجب أن يُراعى البحوث المتضمنة لنصوص شرعية ضبطها بالشكل مع الدقّة كك الكتابة: وعزو الآيات 
القرآنية. وتخريج الأحاديث النبوية الشريفة. 

اديعب أكون البهف سليسًا اليا من الأخطاء اللفوية والنحوية. مع مراعاة علامات الترقيم المتعارف عليها 
الأسلوب العربي. وضبط الكلمات التي تحتاج إلى ضبط. 

9 4 - يجب اتباع المنهج العلمي من حيث الإحاطة : والاستقصاء؛ والاعتماد على المصادر الأصيلة ٠.‏ والإسناد. والتوثيق وّ 

1: والحواشي .والمصادر. ٠‏ والمراجع: وغير ذلك من القواعد المرعية 2 البحوث العلمية, »مع مراعاة الي 

0 كل صفحة وحواشيها أتقلها: 

١ 8‏ - بيان المصادر والمراجع 


0 وتاريخه. 


العلمية ومؤلفيها ب نهاية كلّ بحث مرتبة ترتيبًا هجائيًا تبمًا للعنوان مع بيان جهة النشر 


” - أن يكون البحث مجمومًا بالحاسوب. أو مرقونًا على الآلة الكاتبة؛ أو بخط واضح ٠‏ وأن تكون الكتابة على وجهٍ 
واحد من الورقة. 
1 - على الباحث أن يرفق ببحثه نبذة مختصرة عن حياته العلميّة مبينًا. اسمه الثلاثي ودرجته العلمية. ووظيفته. 
8 ومكان عمله من قسم وكلية وجامعة. إضافةٌ إلى عنوانه وصورة شخصية ملونة حديثة 
1- يمكن أن يكون البحث تحقيقًا لمخطوطة تراثية؛ و هذه الحالة تتبع القواعد العلمية المعروفة 4 تحقيق التراث, 
دترفيب انيت جور مو حيخ الخطوي الحلق لحر الشتمد دبع ادر 
٠١‏ - أن لا يقل البحث عن خمس عشرة صفحة .ولا يزيد عن ثلاثين. 
ملا حظات 
تريب البحوث م المجلة يخضع لاعتبارات هنية 


ل ترد البحوك 
نرد البحوث المرسلة إلى المجلة :"إلى أمتحانه!! ٠سواء‏ نشرت أو لم تنشر. 


0 
اي ل 


وذلك قبل أشعاره بقيول بحته 


- نستيعد المجلة أَىّ ي بحث مخالف للشروط المذكورة. 


اجام ب ا ٠‏ آو مراجعات الكتب. أو أىّ أعمال فكرية. 
١‏ - يعطى الباحث نسختين من المجلة. 











تصدر عن قسم الدراسات والمجلة 


بمركز جمعة الماجد للثقافة والتراتث 
13 5 دبي ص.ب. 5هاوه 
©“ 1 96 هاتف 7551449 ؛ الاحر 
9 فاكس 595460 4 الاق 
دولةالإماراتالعربيةالمتحدة 


السنة العاشرة : العدد السابع والثلاثون ‏ المحرم ١577‏ ه- نيسان(ابريل) 1١٠1م‏ 


رقم التسجيل الدوئي للمجلة هيثة التحرير 
مدير التحرير 


ردمد ١5١0-5١8١‏ د. عزالدين بن زغيبة 


سكرتير التحرير 


1 يونس قدوري الكبيسي 


المجلة مسجلة في دليل 
أولريخ الدولي للدوريات 


9 5 هيئة التحرير 
لحث رقم //ا1 1957" 


اند حاتم صالح الضامن 
د. محمد أحمد القرشي 


8 عبد القادر احمد عبد القادر 





داخل الامارات خارج الامارات 
505 اكه وعد عار ره كد اتات زيانه المثالات المنسورة عد حات المجلة تحبر عن اراء كاتبيها 
١‏ تراك 3 8 

2 المؤسسات ٠‏ درهم ١١١‏ درهما ولاتمنل بالضرورة وجهة نخلر المجلة او المركز الذي تصدر عنه 
السنوي الاقراد ٠‏ درهضمهما ولا درهمها - 2 
الحللاب :1٠‏ درهسا هلا درهسما يخضع ترتيب المقالات لامور فنية 








' 
ا 
ا 
ا 


ا 
ا 


1 

















أ 





/ 
ا 
ٍ 
ا 


ْ 


( 


الفهرس 


79 الل 00 
+ جسم ماج مااع مسجو ايه بن مع بده مهدع اعبت مدت اله ند من عمجي بي نويد 


امنتاحية العدد 
» استتنساخ أم اميتتسال:أم:خاذا..؟ 
وقفة مع المصطلح 
سكرتير التحرير 
لمقايات 
« حملة أبرهة الحبشي إلى مكة : أهدافها ونتائجها 
(دراسة نقدية). 
درياض هاشم النعيمي 
#عوان اللمضاراك “الفشارة الإسلامية تموديا 
أ. مصطفى محمد طه 
# جهود العرب في انتشار الإسلام والحضارة العربية 
في خراسان والمشرق. 


أ. د. توفيق سلطان اليوزبكي 


/ 
الدورة الحضارية للمجتمعات عند مالك بن نبي. 


أ. موسى الحرش. 
« أصالة القيم الثقافية في المدينة العربية والغزى 
الثقافي الأجنبي. 
أ.د. محمد صالح العجيلي 
» صورة الجوع في إبداعات شعرية عربية قبل 
الإسلام : تحليل ونقد. 
أ. د. بوجمعة جمي 
» المعرّب والدخيل في كتاب العين : دراسة ومعجم. 


د. عبد العزيز ياسين عبد الله 


ماو سسب عند وجب با نح مجه بابي مسرن جص يحوب مده سويد ووس م سم 


0 


1١ه‎ 


53” 


: 


مه 


الا 


ا 











#كقان المتطوطات العرنية فى العتبة البريطائية 


ومكتبة جامعة كامبردج : عرض ومراجعة. 
د. محمد عبد الجواد محمد علي 9/ 
المقالات العلمية 
»ه طريق النشر العلمي الإلكتروني : بناء المجتمع 
الرقمي. 
أ. الأخضر إيدروج ١١١‏ 
« أمراض الأذن عند الأطباء المسلمين القدامى. 
د. غياث حسن الأحمد ١7١١‏ 
من قرائد المخطوطات 
» مطالع التمام ونصائح الأنام للقاضي أبي العباس 


أحمد الشمّاع الهنتاتي المتوفى سنة 475ه: عرض 


د. عبد الخالق بن المفضل أحمدون 17 ١‏ 


وتحليل. ا 





#» من فرائد المخطوطات : مخطوطة ذكر أعضاء ٍْ 
الإنسان لبدر الدين الغرْي المتوفى سنة 4/44ه. ْ 
أ. د. حاتم صالح الضامن ١ ١997‏ 
تحقيق المخطوطات 
» الرسالة الأمينية في الفصد : تصنيف أمين الدولة 1 
أبي الحسن هبة الله بن صاعد بن إبراهيم المتوفى ْ 


سئة 635١‏ هد 


أ. عبد القادر أحمد عبد القادر ١17‏ 

















استنساخ أم استنسال أم ماذا ... ؟ 
وقفة مع المصطلح 


إن كلمة الاستنساخ في بنيتها مصدر معناه طلب عمل نسخة أخرى من كتاب مكتوب مطابقة للأصل كما عرّقه 
علماء اللفة: قال تعالى: #إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون» (الجاثية ١؟).‏ 
وقد اختلفت كلمة علماء العرب في التعبير عن هذا المصطلح الذي هو في حقيقة الأمر ترجمة للكلمة 
الإنجليزية 0100108 أو الفرنسية ع010028. شذهبت الأكثرية إلى تسميته ب الاستنساخ. ومسوّغهم في ذلك أن 
كلمة الاستنساخ هي الأقرب إلى الدقة؛ لأنّ مصطلح التنسيل أو التناسل يعني إنتاج النسل من أبوين مختلفين ضي 
الجنس أحدهما ذكر والآخر أنثى. وحيث إن هذه التقنية لا تتضمن اتحاد خليتين جنسيتين متأتيتين من هذين 
المصدرين. حيث لا تسهم فيها الخلية الجنسية الذكرية بأي دور؛ لذا ليس الناتج نسلاً. وانما صورة طبق الأصل 
للكائن الذي أخذت منه الخلية الجسمية. 
وأطلق عليه آخرون لفظ «الاستنسال», وحجتهم أنّ كلمة الاستنساخ التي وضعت لتقابل كلمة عطلد10© 
الإنجليزية ترجمة غير دقيقة؛ ؛ أن أصل هذه 0 باليونانية, وتعني البرعم الوليد. وتستخدم في علم 
الأحياء: لوصف ظاهرة انشطار الخلية دون أي اتصال جنسي 
وكلمة 1002© الإنجليزية يقابلها في المعاجم (النسيلة) 8 تعني تكوين خلايا وأنسجة وأعضاء أو أجئة من 
خلية سابقة واحدة. بينما يقابل كلمة الاستنساخ 08 الاٍ0©. لذلك يرى هؤلاء أن كلمة الاستنسال هي الترجمة 
الصحيحة. 
وقد أطلق عليه بعضهم عبارة التكاثر اللا جنسي. وسّمَيَ (لا جنسي)! لأ التكائر الجنسي الطبيعي يتم من لقاء 
حيوان منوي من رجل وبويضة أنثوية من امرأة. ويحدث هذا إثر لقاء جنسي طبيعي. وهذه العملية لا يحصل فيها 
هذا اللقاء الجنسي الطبيعي. 
وقد سماه آخرون بالتكاثر الخلوي. أو بالتكاثر الجيني. وقبل تحرير المصطلح الذي يعيّر تعبيرا دقيقًا عن 
العملية وينطبق على المعنى المقصود لا بد من الوقوف أولاً على المقصود من هذا المصطلح؟ 
إن المقصود بالاستنساخ كما بين العلماء ذلك أخدٌ نواة خلية جسدية من كائن حي تحتوي على المعلومات 
الوراثية كافّة: ثم زرعها في بويضة مفرغة من مورتاتها: آي منزوعة النواة ليأتي الجنين الجديد مطابقًا تمامًا في 
كل شيء للأصل: أي الكاثن الأول الذي أخذت منه تلك الخلية. أمّا عمل البويضة المنزوعة النواة قليس سوى توغير 
الوسط الغذاثي لتلك النواة المزروعة فيها. 











لكن ما ينبفي الإشارة إليه هو وجود جملة من الحقائق تتعآّق بعملية الاستنساخ يجب الالتفات إليها وهي: 

١‏ - يستحيل استنسال أو ( استنساخ) المتوفين من قبل مثات السنين: لأنّه لا يمكن استعادة مادتهم الوراثية سليمة 
كاملة من غير عطب. وإن عثر على الأجساد كاملة. 

* - لا يمكن استنسال الأحياء بعقولهم وعبقريتهم؛ لأنّ النسل الناتج سيكون شبيهًا للأصل جسميًا فقط؛ حيث لا 
يمكن إعادة مؤئّرات بيئة الرحم. أو البيثة العائلية والاجتماعية: أو البيت, أو المدرسة: أو الأم. أو الأب. للأصل. 
فكيف يمكن لنسلة المتوشى أن تمر بتجربته الحياتية نفسها. وأن تعيش حياته نفسها في مرحلة زمنية مختلفة 
وتحت مؤثّرات لا حصر لهاة 

؟ - الاستنسال. على فرض حدوثه. لا يلفي التفرّد والخصوصية والتميّز عند الإنسان؛ لأنّ النسل ستكون له 
شخصيته المستقلة كالتوائم. فهي لا تختلف عنه من الناحية الوراثية والبيولوجية. والفرق الوحيد أن النسلة فرد 
يشابه أخاه الذي أخذت منه الخلايا لتنقل وتزرع 2 رحم امرأة. 

؛ - إن تنسيل جنين كامل من الأمور المعقدة جدً!؛ لأنَّ الأمر لا يتعلق بنقل نواة من خلية جسمية إلى بويضة منزوعة 
النواة فحسب. بل هو مرتبط بفموض التكوين؛ حيث إِنّهِ لم يُعرف إلى الآن السبب الحقيقي في قضية تمايز 
الخلايا. وكيف أنَّ بعضها يتحول ويتخصّص ليعطي خلايا عظم. بينما تعطي خلايا أخرى مجاورة خلايا كبد. 
وأخرى عصبية وهكذا. والتعقيد الأكبر أن بعض هذه الخلايا إذا تخصّصت لا تتراجع أبدً! عن تخصّصها؛ ولا 
يمكن إعادة تأهيلها إلى تخصّصات أخرى ما عدا حالات قليلة. 

- إِنّهِ من الممكن جدً!. وأمام التطوّر الهائل في علم الهندسة الوراثية؛ أن تهندس النواة جينيًا قبل زرعها في 
البويضة المنزوعة النواة: وهذا أمرٌ غاية في التعقيد. وعند نجاحه. إذا حصل ذلك. لا يعود الأمر هنا 
استنساحًا؛ لأنَّ المولود المعدّل جينيًا لن يكون مطابقًا للأصل الذي أخذت منه الخلية الجسمية. 





ومن خلال ما سبق. وبالنظر إلى العناصر اللازمة في هذه العملية؛ وهي وجود بويضة؛ وإن كانت منزوعة النواة, 
والرحم الذي يتم فيه زرع تلك البويضة. والذي تتم فيه مراحل التكوين: ويتدخل بمؤثّراته في ذلك. يتبيّن لنا أن 
هذه العملية لا يمكن تسميتها بالاستنساخ؛ وإن كان الفرع الناتج عن ذلك مطابقًا للأصل في الشكل؛ كلون الشعر. 
والعيون. والبشرة؛ والطولء والقصرء وغيرها؛ لأنّنا لا نتعامل مع مادة جامدة حتى يكون الاعتبار بالناحية الشكلية 
فقطء وَإنْما نتعامل مع كاثن حي ؛يتكون من مادة وروح: مع وجود جانب معنوي فيه. لا يمكن لهذه العملية السيطرة 
عليه كما سيق بيانه. 

وبناء عليه نرى أنْ المصطلح الملائم لهذه العملية هو الاستنسال؛ إضافة إلى أن هذا المصطلح يبعد الفكرة 
عن اشتباهها بالخلق. الذي هومن اختصاصه سبحانه وتعالى. 


مدير التحرير 
الدكتور عرّ الدين بن زغيبة 





حملة أبرهة الحبشى 
إلى مكة: أهدافها ونتائجها 


دراسة نقدية 


الدكتور/ رياض هاشم النعيمي 
أستاذ السيرة النبوية المساعد 
جامعة الموصل - العراق 


تعرض العديد من الباحثين والدارسين في مجال التاريخ الإسلامي لحملة أبرهة 
الحبشي ء متناولين أسباب هذه الحملة , ودوافع أبرهة للقيام بها. ولقد أغنت هذه 
الدراسات المكتبة التاريخية بفيض من الآراء والتحلييلات حول هذا الموضوع. إلا أن أيًا 
من هذه الدراسات لم تحاول التطرق إلى جوهر موقف قريش وزعامتها » متمثلة بعيد 
المطلب آنذاك ؛ مستندين إلى نص أورده ابن إسحاق ومن أخن عنه هذا النصّ فقط ؛: من 
دون المحاولة للبحث عن حقيقة هذا النص » وعن الهدف والغاية منه. ولم أقرأ لأحد من 
الباحثين محاولة للتحمّق من هذا النص. ثم العمل على نقده وتحليله والحكم عليه؛ إما 


بصحنه واما يعدم صحته. 


وسنحاول في هذه الدراسة المتواضعة أن ككلمتنيء أتكلمنى فى مئتى بعير أصبتها لك؛ وتترك 
نستعرض بشكل مركّز أهمّ أهداف هذه الحملة بِينَاء هو دينك ودين أبائك؛ قد جئت لهدمه؛ لا تكلمني 
السياسية والاقتصادية والدينية. ثم الوقوف على فيه! قال له عبد المطلب: إِنَي أنا رب الإبل وإ للبيت 
أبرز نتائجها. وسيتم التركيز على معالجة النص ربا سيمنعه؛ قال: ما كان ليمتنع مني قال: أنت 
١‏ 





لذي اورده ابن إسحاق. والذي يقول فيه: «لمًا دنا 2 وذاك“". إن القبول بهذا. كما أورده ابن إسحاق؛ لا 





أبرهة من مكة أصاب جنده مثتي بعير لعبد المطلب. يتفق أبدًا مع ما عهد عن أمة العرب من أخلاق عالية 
فطلب مقابلة أبرهة لاعادتها إليه. فقال أبرهة له: قد في الدفاع عن الأرض والحمى والعرض حتى 
6 كنت أعجبتني حين رأيتك. ثم قد زهدت فيك حين 2 الموت. 


( 








ونأمل من الله أن نكون موفقين قي عرض 
النوضوع .مما قد يفسح المجال للأجيال القادمة من 
الباحقين والدارسين للعمل على نقد المصادر 
التاريخية العربية ورواياتهاء من أجل الوصول إلى 
الحقيقة التاريخية: التي هي مبتغانا وميتغى جميع 
الباحثين والدارسين. 
أهداف الحملة 

أ- أهداف سياسية. 

ب - أهداف اقتصادية. 


ج - أهداف ديئية. 


بعد نجاح أبرهة في دعم مركزه المستقل في حكم 
اليمن. والعمل على رفع مكانته لدى الملوك والحكام 
المعاصرين له آنذاك"'؛ حيث رغب أولئك الحكام 
والملوك في إقامة علاقات دبلوماسية وتجارية معه. 
ففي عام 047م, ووفقًا لرواية رقيم مأرب؛. وصلت 
إلى بلاط الملك سفارات خمس دول؛ هي: أكسوم, 
وبيزنطة, وإيران: والمناذرة؛ والغساسنة". إن دلت 
هذه السفارات على شيء فإِنّما تدل على أن أبرهة 
أصبح ملكًا مستقلاً بنفسه. مما دفع حاكم الحبشة 
أكسوم, الذي أرسله لغزو اليمنء إلى أن يرسل 
سفارة للتودد إليه والعمل على كسب رضاه دون 
إثارته: لأن أهدافه وأهداف أبرهة والروم البيزنطيين 
جعل المنطقة كلها تدين بالنصرانية؛ وعليه نجد أن 
أبرهة كان حريصًا على إضفاء الطابع المسيحي على 
حكمه لبلاد اليمن. فكان يستهل كتاباته بنحو هذه 
لعبارة التي وجدت على رقيم مأرب: «بحول وقوة 
ورحمة الرحمن ومسيحه والروح القدس٠”2‏ كما قام 
بإنشاء كنيسة القليس في مأربء وعين لخدمتها 
بأ. وقام بنفسه بافتتاحها". 








وعليه لا يمكننا هنا الفصل ما بين أهداف أبرهة 
السياسية والاقتصادية والدينية التى دفعته لغزو 


جماعة من متنصرة 





مكة؛ لأنها أسباب قد تداخلت مع بعضها؛ إلا أن من 





ا 2 لس كم 


المؤكد أنّْ أبرهة بعد تفرّده بالسيطرة على اليمن دقعه 
طموحه السياسيء المرتبط بالعامل الاقتصادي, 
والذي أضفى على حملته تلك طابعًا دينيًا بحنًا إلى 
القيام بتلك الحملة. 


وعليه نرى أن أبرهة كان يحرص أشدٌ الحرص 
للسيطرة على طريق تجارة البخورء الذي يمتد من 
جنوب الجزيرة العربية حتى بلاد الشام, مارًا بمكة 
المركز التجاري العريق؛ الذي يتوسط هذه المنطقة 
ويشرف عليهاء كما أن مكة. على الرغم من تبوثها 
لهذا المركزء لم تخضع لأي سيطرة أجنبية منذ 
إنشائها ؛ فهي مدينة حرة تعمل لخدمة مصالحها 
السياسية والاقتصادية والدينية. ثم إن تطلعات أبرهة 
في هذا المجال لم تكن بعيدة عن الأهداف العامة 
للامبراطورية البيزنطية ودولة اكسوم. لذا فقد عمل 
أبرهة للقضاء على نفوذ مكة السياسي والاقتصادي 
والديني من خلال بسط سلطانه عليهاء ثم على بقية 
أنحاء الحجاز بذريعة نشر المسيحية بين العرب", 
يقول الطبري: «بنى أبرهة؛ بعد أن رضي عنه 
النجاشي وأقرّه على ملكه. كنيسة صنعاء بناءًا معجبًا 
لم يّنَ مثله. فرصعها بالذهب والأصباغ المعجبة 
وكتب إلى قيصر يعلمه أنه يريد بناء كنيسة بصنعاء 
يبقى أثرها وذكرهاء وسأله المعونة له على ذلك» 
فأعانه بالصناع والفسيفساء والرخام» وكتب أبرهة 
إلى النجاشي حينما تم بناؤها: إني اريد أن اصرف 
إليها حاج العرب؛ فلما سمعت بذلك العرب أعظمته, 
وكبر عليهاء فخرج رجل من بني مالك من بني كنانة 
حتى قدم اليمن؛ فدخل الهيكل فأحدث فيه؛ فخقضب 
أبرهة؛ وأجمع على غزو مكة وهدم البيت'". 

وعند تحليلنا لهذا النصّ الذي أورده الطبري تحليلاً 
متقطفنا :لتمكتنا را يقة ناد الأموار الأدية, التى قد تساعدنا 
على كشف حقيقة تلك الحملة و أهدافها ل 5 





١‏ - إن شروع البناء لهذه الكنيسة بهذه الصورة 
الكبيرة قد تم الاتفاق عليه. ومن ثم تم تنفيذه: بين 























أبرهة والروم البيزنطيين على الرغم من اختلافهم 
معه فى المذهب. 

؟ - وضّح أبرهة لملك الحبشة أهدافه الصريحة من 
بناء كنيسة القليس, وهي صرف الحجاج العرب 
عن التوجه إلى مكة. ولكي يعمل على تحقيق ذلك 
نصب محمد بن خزاعي وأمّره على مضرء وأمره 

أن يسير في الناس فيدعوهم إلى الحج إلى 

+ - ومن هنا ندرك أن الحملة لم تكن يسبب قيام أحد 
أبناء القبائل العربية بإحداث حدث فيها فحسب, 

بل هي مخطّط سياسي لإخضاع العرب عامة؛ في 

لشمال (مضر) للسيطرة البيزنطية؛ وفي 

لجنوب للأحباش بذريعة نشر النصرانية. 

: - السيطرة على طريق التجارة المارٌ عبر مكة, 
وجعلها محمية عسكرية تابعة لحكام اليمن 
بمساندة الروم البيزنطيين في الشمال؛ ومن ثم 
جعل هذا الطريق خاضعا لهم بصورة كاملة. 





5 - ويمقتل محمد بن خزاعي على يد أهل تهامة: الذي 
نصّبه أبرهة حاكمًا لهذه البلاد نيابةٌ عنه, 
استشاط غضياء وصمُم على التدخل عسكريًا؛ 
الإخضاع جميع قبائل الجنوب إلى سيطرته؛ مما 
حداه إلى الإسراع بتنفيذ مخططه بنفسه. يقول 
الطبري: «فلمًا علم أفل تهامة خير محمد بن 
خزاعي قاموا بإرسال من يتولى قتله»*'. ويضيف 
قائلاً: «فلمًا سمع أبرهة بمقتله غضب وحلف 
ليغزون بني كنانة وليهدمن البيت»". 
على الرغم من أنه لم يصل إلينا عن هذه الحملة 

نقوش يمنية مباشرة وصريحة. إلا أن الباحثين 

اعتمدوا على الروايات التي تناقلها الإخباريون عن 
طريق الرواية الشفوية"". مما جعلها تفتقد إلى الدقة 
التي يبتغيها دارس الرواية التاريخية. غير أنه يمكن 
القول إن هناك تداخلاً واضمًا ما بين العوامل 


السياسية والاقتصادية والدينية. وعليه يمكن القول 
إن هزم الحتكلة كانه توم الت تعفيق أهدات 
سياستة وافتصاديةاتحذت مظهرا دين لتسقيق 
أهدافها . 

ويبدو أن حملة أبرهة الحبشي للسيطرة على 
الحجاز لم تكن حملة واحدة؛ بل هناك عدة محاولات 
سبقت محاولته تلك للسيطرة على مكّة, حيث ذهب 
بعض الباحتين إلى القول إِنّهِ في حوالي (/347م) قام 
أبرهة بحملة على بلاد بني عامر. وهي من مخاليف 
مكة النجدية وعلى مساحة ثمانين ميلاً تقريبًا إلى 
الجنوب الشرقي من الطائف”". وأنّ هذه الحملة لم 
تكن موفقة, ولم يتمكن من الوصول إلى مكة؛ حيث 
أنهكته المقاومة العربية له. مما حداه إلى الرجوع 
والعودة إلى اليمن على أمل تجهيز حملة جديدة في 
الستتفيل. ١‏ 

وْتَكَكَْتَ المضادن الكازيكة عن حملة جديدة 
لأبرهة عام (070 - ١/51م)»‏ أعدّ فيها العدّة لتحقيق 
طموحه بالسيطرة على مكة وإخضاع جميع القبائل 
العربية الضاربة على طريقه من اليمن إلى مكة, 
وتحقق له ذلك, ولا سيما باستخدامه العديد من الفيلة, 
حتى أطلق عليها المؤرخون حملة أصحاب الفيل التي 
أشار إليها القرآن الكريم"'. وقدم هؤلاء روايات 
ونصوصًا مسهبة عن هذه الخملة. وكيف تصدى لها 
العديد من أبناء القبائل العربية: لمنعها من الوصول 
إلى مكة؛ ولكن دون جدوى. وتمكن أبرهة هذه المرة 
من الوصول إلى مكّة. بعد أن قهر كل من حاول 
التصدي له. وعسكر هو وقواته وفيله أمام البيت 
الحرام الذي جاء ليهدمه: ليحول حاج العرب عنه إلى 
القليس كما ادّعى ذلك من قبل. وبعد وصوله إلى مكة 
أرسل إلى.زعيمها. يخبره. يما يرئِد: :هذهب رسؤله 
قاتلا لعبد المطلب كما حدثنا بذلك أبن إسحاق بقوله 
«إن الملك يقول لك: إني لم أت لحربكم. إنما جنت 
لهدم هذا البيت. فان لم تعرضوا دونه يحرب فلا 











حاجة لي بدمائكم»” . وما كان من عبد المطلب سيد 
قومه إلا أن أمرهم بترك مكة والخروج عنها؛ لأنهم لا 
قبل لهم يه""'. 
والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن هل موقف سسيد 
قريش وزعيم بني هاشم, كما ذكرته تلك الروايات؛ 
ذاك موقف المسالم السلبيء» .حتى إِنّه لم يحاول 
الاعتراض على غزو أبرهة لمدينته أو إعلان 
الامتعاض ولو بأبسط أنواعة::ؤالتعروف عن سكان 
مكّة الرفض لأَيّ محاولة مهما كانت للنيل من سيادة 
مدينتهم أو المساس بالبيت الحرام؛ وعليه لا بُدٌ من 
ذكر نصنّ الرواية التي قدّمها ابن إسحاق» وهو أقدم 
من ذكرها لنا ؛ وهي رواية تتحدّث عن أن ن أبرهة لما 
سمع عن عبد المطلب بِأَنْه سيد قومه, أذن له بالدخول 
عليه. ولم يشأ أن يجلسه بجانبه, فنزل أبرهة عن 
سريره؛ وجلس مع عبد المطلب على بساط مفروش 
على الأرض, ولمًا سأله عن حاجته بوساطة ترجمانه. 
قال: حاجتي أن ترد إلي مثتي بعير أصابها جنودك!”' 
فردٌ عليه أبرهة: «قد كنت أعجبتني حين رأيتك؛ ثم قد 
زهدت فيك حين كلمتني, أتكلّمني في مثتي بعير 
أصبتها لك وتترك بيتا وهو دينك ودين أبائك»: قد 
جئت لهدمه,ٍ ؛ ولا تكلمني فيه»: قال له عبد المطلب: 
«إني أنا وب الأبل:وإن للبيت :وما يمتعة :قال :دما 
كان ليمتنع منّي». قال: «أنت وذاك»" 
عليه أغلب المصادر التاريخية عندما ذكرت نص 


''. هذا ما اتفقت 


الحوار الذي دار بين أبرهة الغازي. الذي أراد هدم 
البيت. وبين سيد بني هاشم وزعيم قريش سيدة 
العرب أنذاك والراعية لمصالحهم الاقتصادية 
والدينية. وإذا ما حاولنا استكمال المقطع الذي 
يتحدث عن رد فعل زعيم قريش عبد المطلب. يقول 
ابن إسحاق: «ولما انصرف عبد المطلب إلى قريش. 
فآخبرهم الخبر. وأمرهم بالخروج من مكّة والتحرّز 
في شعف الجبال والشعاب. تخوفا عليهم من معرّة 
الكسسن؛ ثم قام عبد المطلب . فأخذ بحلقة باب الكعبة. 


وقام معه نفر من قريش يدعون الله. ويستنصروته 





آفاق الثقافة والتواث 


على آبرهة وجنده؛ فقال عبد المطلب وهو أخذ بحلقة 
باب الكعية: 

لا همّ إن العبد يمنع رحله فامنع حلالك 

لا يغلين صلبيهم ومحالهم غدوًا محالك 

إنْ كنت تاركهم وقبلتنا فأمر ما بدا لكا" 

ثم أرسل عبد المطلب حلقة باب الكعبة؛ وانطلق 
هو ومن معه من قريش إلى شعف الجبال؛ فتحرزوا 
فيهاء ينتظرون ما أبرهة فاعل بمكة إذا دخلها. 

وهنا سن أغرضية نهذ 'التمتوصن دلاحط أن 
الإجراء الذي قام به عبد المطلب كبير قومه. هو 
المطالبة بإعادة مائتي البعير ثمّ الدعاء إلى السماء 
بحفظ البيت». ثم طلب من أهله وقومه الخروج إلى 
الجبال ينتظرون ماذا سيحل بأبرهة وجيشه بعد 
تصميمه على هدم البيت. 

وإذا ما أردنا التحقّق من هذه الرواية» على الرغم 
من أن أقدم المصادر التاريخية قد أوردتهاء وهي 
سيرة ابن إسحاق, ثم سيرة ابن هشامء وأخبار مكة 
للأزرقي؛ وتاريخ الرسل للطبريء وأن جميع هذه 
المصادر اعتمدت على ابن إسحاق في ذكرها لهذه 
الرواية» وعلى الروعم من أن سندها قد يبدو لا غبار 

عليه ولو ظاهريًا إلا أننا نقول: لا يْدّ من استعراض 
سريع لتاريخ مكة؛ ولا سيّما قبل قريشء حيث يحدثنا 
الأزرقي أن هناك محاولة جرت من قبل التبابعة لفزو 
مكة على عهد خزاعة. فيقول: «قامت خزاعة على ما 
كانت عليه من ولاية البيت والحكم بمكة ثلاثمائة سنة» 
وكان بعض التبابعة قد ساروا إليه وأرادوا هدمه 
وتخريبه؛ فقامت دونه خزاعة؛ وقاتلت عليه أشد 


كخم 


القتال حتى رجع عنه"''. وجرت محاولات أخرى 
وكانت غير ناجحةا “: وكما هو مغلوم لذيثا أن 
التبابعة حكّام اليمن يدينون بالوثنية: غير أَنَهِم 


حاولوا تحقيق اهدافهم السياسية والاقصادية 


























بالسيطرة على مكة. ولكن دون جدوىء وتذرعوا 
بذريعة هدم البيت وتخريبه. والملاحظ هنا أن خزاعة 
التى قاتلت دون البيت أشد القتال: حتى جعلت تبع 
الثالث كما يقول الأزرقي «الذي نحر له وكساه وجعل 
له غلفًاء وأقام عنده أَيَاما ينحر كل يوم ماية بدنة» 
هم عرب أيضا. وهم حماة لهذا البيت؛ وعليه وجدوا 
أن من واجبهم حماية البيت والدفاع عنه حتى الموت 
ضدٌ أي غزو خارجي؛ مهما كان هذا الغزو عربيًا أو 
أجنبيًا. دق لي أن التبابعة كانوا أقوياء وذوي 
بأس: فقد تمكنوا من الوصول إلى البيت؛ حالهم حال 
أبرهة, فمكنهم ذلك من إخضاع كل من أعاق 
وصولهم إلى هدفهم. ثم إن عرب الحجاز لم يكونوا 
متسامحين مع أي قوة كانت تريد النيل من البيت 
الحرام؛ وذلك لوجود أصنامهم فيه؛ وارتباطهم 
بالإيلاف مع قريشء وأصبح من مصلحتهم حماية 
البيت والدفاع عنه. والقتال دونه ضدٌ كلّ من يحاول 


8؟) 





الوصول إليه؛ أو المساس بقريشء وبمقدساتها 
الدينية ومكانتها التجارية في جزيرة العرب شمالاً 
وجنويًا”". 


ورواية أبن إسحاق حول موقف عبد المطلب من 
أبرهة الغازي يجب أن ينظر إليها برواية غيرها بدقة 
متناهية؛ وعرضها على مختبرات الفكر» وتحليلها 
ومناقشتها؛ ومن ثم إما قبولها وإمًا رفضها. حسب 
انسجامها مع النقد التاريخي للحدث. فموقف عبد 
المطلب من أبرهة سنجده. ليس بهذا الشكل 
الاستسلامي المتخاذل الذي قدمه اين إسحاق وغيره 
تجاه عملية غزو عسكري من قبل قائد عسكري كانت 
له عدة محاولات || صول إلى مقدى. ات العرب والثيل 
قنهاء تعم :فد يبدو المقطع الأول من الرواية لا ضير 
فيه من أن عبد المطلب استطاع استرجاع إبله من 
أبرهة. ولكن الذي لا يمكن القبول به هو الاستسلام 
المتناهي لأبرهة وحبشه وفيله. وكان لا بد لعبد 
لمطلب من أن يتخذ بعض الإجراءات بحكم كونه سيّد 
قومه وزعيم مكة. ودليلنا على ذلك أنه أرسل الى 





بعض زعماء القبائل العربية؛ وشكل وفدًا ليتفاوض 
مع أبرهة. يقول ابن إسحاق: «قد ذهب مع عبد 
المطلب إلى أبرهة؛ بعث إليه حناطة بن يعمر بن لفانة 
أبن عدي بن الدئل بن بكر بن مناة بن كنانة. وهو 
يومثذ سيد بني بكرء وخويلد بن وائلة الهذلي؛ وهو 
يومئذ سيد هذيل, فعرضوا على أبرهة ثلث أموال 
تهامة» على أن يرجع عنهم ولا يهدم البيت؛ فأبى 
عليهم'"'». فهي محاولة أولى لإغراء أبرهة وردّه عن 
تحقيق هدفه بهدم البيت ويبدو أن إخفاق هذه 
السفارة دفع عبد المطلب للعمل على اتخاذ احتياطات 
أغوف رالا :أن المسساير الفاريقية ل عديها يقي 
غير ما ذكره اين إسحاق من أنْ عبد المطلب بعد 
إخفاقه في إقناع أبرهة انطلق إلى الجبل تاركًا مصير 
البيت للأقدار. ففي الوقت الذي يقول فيه ابن 
إسحاق: «ثم أرسل عبد المطلب حلقة باب الكعبة, 
وانطلق هو ومن معه من قريش إلى شعف الجبال 
فتخروا فيها؛'' في حين نراه يقول «إنّْ مكة لم يبقّ 
فيها أحد سوى عبد المطلب وأبي أمية بن المغيرة 
المخزومي يطعمان الطعام ويسقيان الحجاج,". 
نظرة فاحصة إلى ما ذكره اين إسحاق ليدل على أن 
هذه الرواية لا تخلو أَبدًا من ارتباك وعدم دقة؛ ففي 
الوقت الذي يقول فيه: إن عبد المطلب وأهل مكة 
جميعًا خرجوا إلى الجبال ينتظرون ماذا يصنع أبرهة 
بمدينتهم ومقدساتهم, ورجال الملأ فيها يقفون 
مكتوفي الأيدي تجاه هذا الغزو؛ تحدثنا المصادر عن 
العديد من المحاولات التي قام بها زعماء القبائل 
العربية للحيلولة دون وصول أبرهة إلى مكة وهدم 
البيت؛ يقول ابن إسحاق: «ولمًا سمعت بذلك العرب» 
فأعظموه وفظعوا به ورأوا جهاده حقًا عليهم. حين 
سمعوا بآنه يريد هدم الكعبة. بيت الله الحرام,”". 








وأجمعت أشراف العرب على قتال أبرهة. يقول 
ابن إسحاق: «فخرج إليه رجل من أشراف أهل اليمن 
وملوكهم يقال له: ذو نفرء فدعا قومه. ومن إجابة 
سائر العرب إلى حرب أيرهة. وجهاده عن بيت الله 

















الحرام؛ وما يريد من هدمه وإخرابه. فأجابه إلى ذلك 
من أجابه»””. ولمًا اعترضوا لهم هزمهم: وعندما 
وصل أرض خثعم قاتله نفيل بن حبيب الختّعمي ومن 
تبعه من قبائل العرب حتى هزمهم أبرهة"". يقهم من 
الروايات أن زعماء القبائل العربية قاتلت دون قريش 
لتمنع أيرهة من الوصول إلى بيت الله الحرام وهدمه. 
وبذلت لذلك الغالي والنفيس, ولما يصل أبرهة بعد 
جهد إلى مكّة نجد قريش تستسلم له بكلّ بساطة, 
ومن دون محاولة عمل أي شيء ليمنع أئرهة مق 
تحقيق مخططه لهدم البيت والسيطرة على مكة؛ وهي 
حلقة وصل تجاري ما بين الشمال والجنوب. 


ويمكننا أن نستنتج, وبكل حرية؛ أن الرواية التي 


قدّمها ابن إسحاق واعتمدها غيره من المؤرخين 


والمفسرين"”'. وهي في مجملها قد تعرّضت إلى نوع 


من التحريف والتضليلء الهدف منها الطعن بقريش 
ثم بنبيهم محمد يل وإذا ما علمنا أن كتابة السيرة 
بالذات كانت في نهايات العصر الأموي وبدايات 
العصر العباسي؛ حيث انتشرت الفرق السياسية؛ 
وتطاولت الشعوبية والمجوسية على العرب. فليس 
من المعقول أنْ خزاعة؛ التي كانت سيّدة مكة قبل 
قريش. تحارب حتى الموت لمنع حكام اليمن من 
دخول البيت؛ وعبد المطلب زعيم قريش يأمر 
بالخروج من مكة ويتركها لأبرهة الغازي, علمًا بِأنّنا 
نعرف عن عبد المطلب أنه ذاك الرجل الصلب 
لشديد؛ ووجدناه قويًا عند حفر زمزم وليس له غير 
ولد واحد' "'. وهو الذي قاتل مع قريش في حروب 
لفجار""'. وهو الذي نجده بعد بعث الرسول 2 
مدافعا عنه ومساندًا له”". فهو إذا ليس بالرجل 
لجبان المتخاذل, لو كان كذلك؛ لما أصبح سيد مكة 
وزعيمها. ثم إن المعروف عن قريش القوة ورباطة 
لجاش. وقد صنعت لنفسها. تبعا لذلك. المكانة 
المرموقة بين القبائل العربية عن طريق الايلاف. 





فاق الثقافة والتواث 





وأصبحت بعد ذلك راعية لمصالحهم الاقتصادية: 





وحامية لمقدساتهم الدينية. ثم إنّنا وجدنا أبناء قريش 
3 لال تاريخهم في مكّة يي فضون أي محاولة 
للسيطرة عليهاء وجعلها محمية لدولة أجنبية» فهم 
يرفضون محاولة الروم البيزنطيين السيطرة عليها. 
يقول ابن بكار: «حين قدم عثمان بن الحويت بكتاب 
من قيصر مختومًا بالذهب, بإعلانه ملكا عليها وتابعًا 
للقيصر»'”". رفضوا ذلك حتى «قام زمعة بن الأسود 
ابن المطلب بن أسد بالناس في الطوافء وأخذ ينادي 
إن قريشَ لقاح لا تملك ولا تملك فانشقت قريش على 
كلام ومتكو ا عتماق ,هما حا تطلن :و أحدو |انتسوثة 
ويشتمونه حتى طردوه من مكة»" ولمًا عيّن محمد 
بن الخزاعي من قبل أبرهة حاكمًا على مكة”", أرسلت 
بنو كنانة من يغتاله, وهو في طريقه إلى مكة. ومن 
هنا نرى أن جماعة قريش ورجال الملأ فيهاء وهم 
حكامها ورجالهاء كانوا تجاه مصالحهم السياسية 
والاقتصادية والدينية؛ غير متساهلين وغير 
مساومين. ومهما يكن من أمر فإن قبيلة قريش 
بعشائرها كافة وملئها أعدّت العدّة من أجل مقاومة 
هذا الغزو الأجنبي ولو بأبسط أنواع المقاومة؛ إظهار 
الرفضء والعمل على اتخاذ الاحتياطات المناسبة 
كافة؛ لدرء خطر هذا الغزو. ويقول ابن إسحاق: 'إن 
قريشَ لبست الدروع وجلود النمور لتحول دون هدم 
البيت من قبل أبرهة»"". لو اتخذت قريش موقفًا غير 
ذلك لقضت هيبتها وكبرياؤها أمام القبائل العربية, 
ولما كانت قريش تدرك تمام الإدراك بأنها غير قادرة 
على مواجهة جيش أبرهة وفيله؛ أوكلت للعناية الإلهية 
حسم الأمرء ورد أبرهة وحماية البيت منه؛ وهنا نجد 
أن العناية الإلهية تتدخل لحماية البيت ورد الأحباش 
الحودد ين عندها تكن اسيكان :الحو بالأسيات كافة 
ولما بعكوو! وركغلتؤ ابغح ذلك صواحة وير غواالله 
تعالى بحمياتهم والدفاع عنهم. عندها نجد الله تعالى 














لن يخذلهم أيدًاء وهذا ما حصل فعلاً عندما سلط الله 
نكل واعلا مكذؤداة. لون أبرهة. وكفى أهل مكة القتال. 
جاء في قوله تعالى: #ألم تر كيف فعل ربك 
بأصحاب الفيل: ألم يجعل كيدهم في تضليل» 
وأرسل عليهم طيرًا أبابيل؛ ترميهم بيحجارة من 
سجّيل: فجعلهم كمصف مأكول#"". وجاء في 
تفسير قوله تعالى: «أنَ الله أرسل عليهم طيرًا من 
البحر أمثال الخطاطيف اللسان مع كل طائر منها 
ثلاثة أحجار يحملهاء حجر في منقاره؛ وحجران في 
رجليه, أمتال الحمّص والعدسء لا تصيب منهم أحدًا 
إلا هلك»*". وكان ممُن أهلكهم الله أبرهة؛ حيث 
أصيب جسده. ويقول ابن كثير: «وخرجوا به معهم, 
وجسمه يسقط أنملة أنملة. حتى قدموا به صنعاء. 
ومات فيها'". وا مَارأت العرب ما حل بأبرهة 
وجيشه وفيله وما كان من قريش في دفاعها عن بيت 
الله الحرام وحمايته؛ أكبرت ذلك؛ وقالت إن السماء 
قاتلت نيابة عن أهل مكة؛ وعليه أصبح لقريش مكانة 





مقدسة في نفوس العربء وقالوا عنهم «أهل الله 


وحماة بيتها'. 





قمااسيق: عزضنه. يمكننا أن كشكذلصن: التالاخطات 


الآتية: 
١‏ 
١ ١‏ - إن الرواية التي قدّمها ابن إسحاق. وهي 
موضوع البحث. وهو أوّل من كتب في السيرة 
لنبوية؛ تبيّن لنا أن هذه الرواية لا تخلو أبدًا من 





رتباك وتشويه وتحريف. ولقد تم نقلها عن ابن 
إسحاقء كما هي من قبل كثّاب مااع 
وال شاريخ الإسا 


لامي العام ''.وبعض 
لمضرين"":والعنويدن سن اللي اسمكقين 





لمعاصرين”''. دون محاولة نقدها وتمحيصها أو 











" - إن الهدف من هذه الرواية. على الرغم من أن 
بعض مقاطعها تبدو سليمة: إلا أنه يجب الحذر 


عند التعامل معهاء وبخاصة تلك المقاطع التي 
تنال من قريش. وحاولت أن تظهرها بمظهر لا 
يتناسب مع مكانتها بين القبائل العربية: وإن كان 
ذلك قد يبدو خفيًا, إلا أنه يبدو واضمًا وصريحًا 
عند المناقشة والتحليل. وقريش التي وجدناها 
تقاتل حتى الموت دفاعًا عن مصالحها ومكانتها 
لسياسية والاقتصادية والدينية”'' ضدّ كل من 
يحاول النيل منهاء نجدها أمام أبرهة في منتهى 
لذل والخذلان: ولا سيّما سيّدها وكبيرها عبد 
لمطلب جد الرسول يي فهي رواية الهدف منها 
لنيل من مكانة العرب كافة ونبيّهم خاصّة. تلك 
لأمة التي حملت لواء الإسلام. وسارت به أينما 
وطأت أقدام خيلها ورجالها. فالأمّة العربية, التي 
صطفاها الله لهذا الدين: ومصداق ذلك قوله لت 
في حديث صحيح: إن الله اصطفى كتانة من ولد 
إسماعيل. و اخنطض قزيف من كانة: وإضتطنن 
من قريش بني هاشم., واصطفاني من بني 





هاشمء” . 
وعليه فهي أمّة شرفها الله بحمل رسالة الإسلام. 
" - من الواجب عليناء نحن الباحثين طلآب العلم 
والتشقيقة. الستهزاء كل التضوهن :والزوابات 
ونقدها وتحليلهاء فالهدف من ذلك ليس الطعن, 
نما الهدف من ذلك يجب أن يكون خدمة لتاريخ 
أمتنا المجيدة وتنقيته مما علق به من 
الإسرائيليات والنصرانيات والأهواء والشعوبية 
وغير ذلك. 
؛ - كان من آبرز نتانج حملة أبيرهة الحبشي إخفاق 
تلك الحملة ورجوعها خانية وموت قائدها. وتعزيز 
مكانة مكة ليس بين القبائل العربية فحسبء بل 
انسحب ذلك إلى الأمراء والحكام والملوك 
المنضمين اليها؛ فظلت حرة مستقلة. © 























الستمرة: ا رفن 

- الوسيط فى تاريخ العرب قبل الإسلام: ؟١٠‏ - 1١9‏ 

؟ - أخبار مكة وما جاء فيها من الأثار: 154/١‏ 

: - تاريخ الرسل والملوك: ؟/ 755-15 

ه - المرجع السابق نفسه 

5 - الوسيط في تاريخ العرب: 1١9 - ٠١7‏ 

؛ - آخبار مكّة: .158//١‏ تاريخ الرسل والملوك: ”/ ١5١‏ - 
0 

8 - سيرة النبي 

5 - تاريخ الرسل والملوك: /ر 755-17١‏ 

٠‏ - المرجع السابق نفسه. 

.٠١5 - ٠١5 انظر الوسيط في تاريخ العرب:‎ - ١ 

.٠١1- 1١5 الوسيط في تاريخ العرب:‎ - ١ 

.5 - ١ الفيل:‎ - ١١ 

5 - سيرة النبي 

8- المصدر السابق نفسه: .50/١‏ أخبار مكة: ١/ر؟4١.‏ 


.550- 3 





١ 





5- السيرة: .5١ - 58 /١‏ أخبار مكة: ١/ر؟1١.‏ 

.١4؟ر/١ أخبار مكة:‎ .4١ - 59 /١ السيرة:‎ - ١ 

- السيرة: :4١ - 59 ١‏ أخبار مكة: ١/ره4١.‏ 

- أخبار مكة: ١/ر .1١5-1١‏ 

٠‏ - المرجع السابق نفسه 

١‏ - المرجع السابق نفسه. 

.158 - ١5١ تاريخ الرسل والملوك: ؟/ر‎ - ١١ 

75 - سيرة النبي -5٠ ١١:‏ 3د 

8" - حول الموضوع ينظر السيرة: ٠ - 58 /١‏ 5. سيرة النبى 
ا/ر.ة- 5 . تاريخ الرسل والملوك: 5:'/ر 1١7١‏ 1 








- أخبار مكّة وما جاء فيها من الأثار. للازرقي. محمد بن 
عبدالله. تح رشدى الصالح ملحس. ط؟. مكة. 1575م. 


أنوار التنزيل وأسرار التاويل. للبيضاوي. حل١‏ . القاهرة. 


0-6 





ا/رهع للا 





/الا - المصدر السايق: ١/ر‏ 55 -/ا8. 
8 - للمزيد ينظر سيرة النبي 
- انظر حول موضوع الفيل: جامع البيان في تفسير القرأن, 
ثيرء أنوار التنزيل وأسرار التأويل. 

ع ينظر: السير والمفازي: /١‏ 57 - 
ه. وأخبار مكة وما جاء فيها من الأثار: ١/ر‏ 44 - 15. 


:ده -لا2, 








تفسير اين 


٠‏ - للمزيد عن ال 


,555 - انظر حول ذلك أيام العرب في الجاهلية: ؟؟5‎ - ١ 
.754- 575ر/١ انظر السير والمغازي:‎ - 5١ 

6" - جمهرة نسب قريش وأخبارها: 437. 

8 - المصدر السابق نفسه. 

5 - تاريخ الرسل والملوك: ”// 10 -351. 


- سيرة النبى بظ: /١‏ ة: -50. 


/؟ - القيل: ١‏ - 5. 

- للمزيد عن تفسير سورة الفيل ينظر: تفسير ابن كثير: 4/ 
؟مه-كمهة, 

- سيرة النبى يلله: :1/١‏ - 50 تفسير أبن كثير: 4/ 5075 





,.2601- 

.١54//١ أخبار مكة:‎ - ٠ 

7” الطبقات الكبرى: ؟/‎ .5١ - 5غ‎ /١ سيرة النبى ييلة:‎ - ١ 
دقة‎ 

؟: - الكامل في التاريخ: ؟/ر 8١‏ - 49. 

؟؛ - حول تفسير سورة الفيل ينظر الجامع لأحكام القرأن؛ 
وأنوار التنزيل. 

4 - محاضرات في العرب: .5١‏ 

5 - ينظر: بنى مخزوم ودورهم السياسي والحضري حتى 
نهاية العهد الراث ي (د الة دكتوراه غير منشورة). 

- الجامع الصحيح: 0/ر58. 


- أيَامِ العرب في الجاهلية . لمحمد أحمد جاد المولى: ورفاقه. 
دار الفكر. ١15731م.‏ 
بنو مخزوم ودورهم السياسي و الحضاري حتى نهاية 


العهد الرانندي. لرياضص هاشم ١ل‏ 


دمن (وسالة دكتوواة 























غير منشورة), كلية الأداب؛ جامعة الموصل. 15553م. - السير والمغازيء؛ لمحمد بن إسحاق, تح. سهيل زكار: ط١»‏ 


- تاريخ الريسل والملوك. لمحمد بن جرير الطبري: طظ دار القكر: 1517/8م. 
القاهرة, 1534م. - السيرة, لابن إسحاق, تح. محمد حميد الله. الرباط: 1515م 
- تفسير ابن كثير , لإسماعيل بن عمر ط؟, القاهرة, لم - سيرة النبي :, لابن هشام: تح. مصطفى السقًا ورفاقه, 
- جامع البيان في تفسير القرآن. لمحمد بن جرير الطبري. ط١اء‏ بيروت» دات. 
58 تروت الام - الكامل في التاريخ؛ لابن الأثير» ط١؛‏ بيروت: 1175م. 
- الجامع الصحيح, لمسلم بن الحجاج القشيري؛ تح. محمد - محاضرات في تاريخ العرب. لصالح أحمد العلي؛ ط١,‏ 
فؤاد عبد الباقي. ط١؛‏ القاهرة؛ 1558م. جامعة الموصل؛ 1541م. 1 
- جمهرة نسب قريش وأخبارها؛ الزبير بن بكار, تح. 2 - الوسيط في تاريخ العرب قبل الإسلام. لهاشم يحيى 
محمود محمد شاكرء دار العروية. ١581١ه.‏ الملاخ» ط١؛‏ جامعة الموصلء 1594م. 


مس222 ب 1 





حوار الحضارات 
الحضارة الاسلامية نموذجا 


الأستاذ/ مصطفى محمد طه 
الجامعة اللبنانية 


بيروت - لبنان 


يُعدٌ الحوار بين الحضارات بُعدًا أساسيًا لفهم التاريخ فهمًا واعيًا ؛ وذلك نظرًا لأَنَْ التاريخ ذاكرة 
الأمم الحيّة . إضافة إلى أنه المستودع الذي احتوى - ويحتوي - مخزون التراث الحضاري الحي لأي 
أمّة ؛ بجميع مناحيه المعنوية والمادية. كما أنَّ التاريخ بلا ريب هو الوسط الزماني الذي تم عبره 


الإنجاز الحضاري للامة. 


ولهذا كان الاهتمام الواعي بالتاريخ ‏ بمنزلة مؤشّر حضاري حيوي على مدى صحة الأمّة 
وديناميكيتها . ولا سيّما في بدايات القرن (الحادي والعشرين - الخامس عشر الهجري) ؛ الذي يُعد 
قرن التحؤلات الكونية : مما يجعل ظاهرة حوار الحضارات تمثل ضرورة إيمانية راشدة » وذلك من 
خلال الفهم الواعي لكيفية الاتصال والتفاعل الحيوي فيما بين الحضارات بعضها مع بعضها الآخر 


عبر مسيرة التاريخ البشري المديدة. 


وفي هذا السياق يذكر العلماء أن قاعدة القواعد: 
في النظام الكوني. هي حوار الكائنات. وإنٌّ كانت 
جامدة: وذلك ليأخذ بعضها من بعض. ويعطي بعضها 
بعض كهنا سن طبوعة الُحراة: فكوة الات جا 
والتنا 0 





8 
غم والتعاضد. ومن ثم الاستمرار. فالحوار 
ليس قصرا على الكلمات اللسانية المسموعة. وائما 








قد يتجاوز ذلك أحيانا إلى الإشارة | 


والبسمة المشرقة. والحس الخافق. والعما 


لموضحة 





ل 


اق الثقافة والترات | 





والمُوقق"السديد: حتى الضفت لآ:ييعد أحيانا أن 
يصبح حوارا راقيًاا". 

ولقد أكّدت معطيات الوجود الحضاري الإنساني؛ 

نذ الاتبكاقة الأولئ لفجر التاريغ: أن الخوار 
الحضاري الناضج هو ذلك الحوار - واللقاء - الذي 
يتجِسّد من خلال التفاعل الحي فيما بين الحضارات» 
وذلك لأنَ الحوار ظاهرة صحية. إضافة إلى كونه 
ات الوتخوي: الث 


سمة بارزة من ي. لذا ينيغي ان 




















يكون المشروع الحضاري الإسلامي. الذي يتبغي 
علينا الشروع الفعلي في رسم ملامحه الواضحة, 
للشروح اله إلق واقعنا المحسوس محاولةٌ صادقة 
نبذلها ليتسنىٍ لنا الارتقاء بالأمة الإسلامية ارتقاءً 
حضاريًا شاملاً. وهذا الارتقاء المنشود لن يتحقق إلا 
بعد رأب الصدع الحضاري الفادح؛ الذي انتاب 
الجسد الإسلامي: :وأ وخ فيه تَعَوُقا خَطيرَاء ولا 
سيّما فى المجالات الحضارية المتنوعة. 

ومن هنا يصبح العالم الإسلامي المعاصر 
مطالبًا. أكثر من أي وقت مضىء بضرورة اعتماد 
الحوار الحضاري مع الآخرء ٠‏ وذلك شريطة ألا 
يتعارض الحوار بين الحضارات مع ثوابتنا العقيدية 
وأصالتنا الحضارية. إضافةً إلى أن يكون الحوار في 
إطار من الفهم الناضج؛ لروح العصر, الذي هو 
غصبر الحؤاقة: ومن ثم لا مكان :الذي سه اتسين 
وبخاصة إذا ما صمت أذانها عمًا يحدث من حولها 
ويدور في أروقة مراكن البحث العلمي ؛ التي تعد 
أوعية للتقدم العلمي المذهل؛ وذلك لأن الآأمة التي 
تتقوقع على ذاتهاء وتعيش داخل برجها العاجي» 
الذي صنعته لنفسها, طبقًا لرؤية ضيّقة الأفق» غير 
مبلورة الأبعاد والملامح. تكون قد حكمت على نفسها 
بالانتحار الحضاري. 
زم نهنا يطبي مق التحعيى عا يتنا تحن 
السيلمين.تضرورة اسخلهام المفامخ الإسلاقية 
للحضارة. وترجمتها إلى مبادىء عملية وحركية 
فعالة: لأن الآمّة التي تصل إلى هذا الوضع الخطير: 
لذي يمكن أن نسمّيه بظاهرة الانغلاق الحضاري. 
تكون أمةمنطويةءا تفده ومن ف 
الانعزالي إلى المود 
لحضاري. الذي قاد إليه الأمم الحمانا نحن 


يفودهاهذاالموقذ 


إرادتها. ومن هنا لا بد للباحثين من تقديم الحلول 








لجذرية. مستوحين في ذلك روح الإسلام» ورؤيته 


رية. تلك الرؤية التي تهدف إلى 








لديمانية والحضا 





تجسيد جميع مناشط الإنسان المعرفية والعلمية» في 
صوزة واقغية قابلة للتطبيق على الأرطن الاسلاميةة 
وفقًا للتصور الإسلامي الخاص. ولهذا السبب نرى 
أنّه لا خيار للمسلمين؛ في ترك القضايا الحاسمة من 
المنظور الحضاري دون بلورة, فضلاً عن الوصول 
بها إلى ما يمكن أن يُسمّى بالتعتيم الحضاري: لأن 
وصولنا إلى هذا المرتع الوخيم. سوف يجعلنا أمة 
فاقدة للقدرة على الانبعات الحضاري من جديد , وهذا 
غين فقول إسلؤميا وتحضنارنا: فإما أن بكوك أىالا 
نكون. 

ومن هناء يمكن القول إن 
الحضارات يتطلّب منًا أن نلقي نظرة على مفهوم 
الحضارة: ليتِسنَى لنا معرفة الملامح الأساسية لهذا 
الحوار المنشود» دون الدخول في مسارب 
التعريفات اللغوية والإجرائية (الاصطلاحية) لهذا 
المفهوم فإئنا نرى أنّ الحضارة في هيكلها البناثي 
العام تعد بلا ريب» ؛ كيانًا عضويًا يماثل أيّ كائن حي 
يتفاعل مع الوسط الحياتي والبيثي؛ الذي يعيش فيه 
- هذه النظرية في التفسير الحضاري عليها 
اعتراضات كثيرة من بعض علماء الحضارة؛ ولكنها 
لا تقلّل من أهميّتها وحيويّتها - ومن ثم يعتري 
الحضارة ما يعتري أي كائن حي من انتعاش وهزال؛ 
بل ذبول وتلاش. ْ 

ولهذا نرى أن ابن خلدون (2:8 - 15/اه) 
فيلسوف الحضارة الإسلامية الأول قد أصاب كبد 
الحقيقة: عندما شيّه الحضارة في دورتها الوجودية, 


التحدية عن وان 


وما يترتب على هذه الدورة الحضارية من صعود 
وهبوط بالكائن الحيء لم يخطىء. ولعل الذي أعطى 
لهذه النظرية الخلدونية لمفهوم الحضارة بُعدها 
الكوني أن فيلسوف الحضارة الغربية المعاصرة. 
أوزفالد متتيفلن كن مرك لاحي زتممكت 
مم ) - الالماني الجنسية - صاحب كتاب «سقوط 
الغرب لابلا ملا اد عزنا دل 








قد تبتّى معطيات 























بن خلدون . وجعل منها نظرية في تفسير التاريخ - 
0 التفسير البيولوجي للتاريخ - لذلك هذه 
النظرية التفسيرية تصدق إلى حدّ كبير» » وذلك لأتها 
تؤكد أن الحضارة تمائل الكائن الحي تمامًا ا 
تتعرَّض الحضارات خلال مسارها التطوّري إلى 
تغيّرات تاريخية ووجودية وفكرية جذرية' . إضاقةٌ إلى 
التحوّلات الكونية؛ مثل تلك التغييرات البيولوجية 
(الحيوية) البحتة, التي يتعرّض لها الكائن الحي أي 
كان إنسانًا أم حيوانًا أم نبا . 

وفي معركة البقاء الشرسة:؛ التي لا ترحم أحدّاء لا 
به للكائن الحي السوي من أن يتفاعل مع الأخرين» 
الذين ب يشاركونه في المنظومة الإنسانية ؛.حتى يتسنى 
له التواصل معهم عبر محاولة جادة إلى إيجاد جسور 
للحوار الحضاري الحيويء الذي ب 
لكلل لتو اح وادمة وملست جودلك حي مدان 


يذبغي ينبغي أن يتم من 


مقدور جميع الحضارات أن تفتح نوافذ رحبة للحوار 
والتفاعل فيما بينها عبر التأثّر والتأثير المتبادل؛ إنها 
سنة من سنن الوجود الكونية: التي لن تجد لها 
تحويلاًء ولن تجد لها تبديلا. 

ومن هنا يمكن القول إنْ الحوار الراقي مظهرٌ 
حضاري ؛ يعكس تطوّر الحضارات المتحاورة: ولذا 
لا داقن رخ دلقت إلى أسس ثابتة :وش وانط منفكمة: 
وأن يقوم على منطلقات أساسية: يمكن حصرها في 
ثلاث. هي: 

١‏ - الاحترام المتبادل. 

؟ - الإنصاف والعدل. 

* - نبذ التعصب والكراهية. 

وفي رؤيتنا الإسلامية الحضارية يعد الاحترام 
أورة المتظلق الأول 
الذي يجب أن يرتكز عليه الحوار. يقول تعالى: #ولا 
تسبّوا الذين يدعون من دون الله فيسبُوا الله 


!/ متيادل بين الآحطا اف امف 


عدوا بغير علم*''. وهذا يفترض وجود قواسم 





مشتركة تكون إطارًا عامًا وأرضية صلبة للحوار. 
ولنا في القيم الدينية أولاً, ثم في المبادىء الإنسانية 
والقواعد القانونية ثانيا؛ غناء لجميع الفرقاء 
المشاركين في الحوار؛ على أي مستوى كان؛ وهي 
جميعًا قيم ومبادىء تحكم علاقات البشر بعضهم مع 
بعضء وتضبط مسار حركاتهم وسكناتهم؛ وتضع 
القواعد الثابتة للتعامل فيما بينهم, وبذلك تضمن آلآ 
0 

قدار الدّاسء والمسنّ بمكانتهم؛ وتبادل الإساءة فيما 


كا 


بينهم, ولثلاً يفقد الحوار صبغته الحضارية 


وفي ضوء هذا المنطلق تأتي أهمية الحوار 
الحضاري الذي يعد ظاهرة وجودية صحية؛ أثبتت» 
بلاريبء مدى فعاليتها الديد 
التاريضي. ولذلك نرى أنَّ الحضارة الإسلامية؛ التي 
هي مثالنا التاريخي العلمي للحوار الحشتاري 
الناجح. تدلّ دلالة أكيدة على مدى إمكان تطبيق هذه 
الظاهرة الوجودية - تطبيقًا مثاليًا - إلى أبعد 
الحدود. وذلك لأنَ الحضارة الإسلامية قامت على 
أساس التفاعل من أوَّل يوم لانبثاقها من رحم 
التاريخ؛ فهيء لهذه الخاضية خض زة خوان فى 
المقام الأول. أخذت عن الحضارات السابقة, 
الأمم والشعوب التي احتكت 
بها؛ وصهرت حصيلة هذا كله في بوتقة التفاعل 
الحضارى. فكانت حضارة الإسلام. ولا تزال؛ مثالاً 
نادر! للتفاعل بين الحضارات. فلقد كان لحيوية 
الحضارة الاسلامية وقوتها الذاتية الدافعة لها إلى 
التطوّر والتقدّم والإبداع الأثر القوي في نقل روح 
المدنية إلى العالم الغربي وهو الأمر الذي يعترف به» 
ويشهد له. معظم الكتّاب والمؤرخين والمفكرين 
والأوروبيين الذين برءوا من الهوى والغرض,» 
وكتبوا بانصاف عن خاصيّة التفاعل الحضاري في 
الحضارة الإسلامية. ولعلنا لا نغالي إذا أكدنا هنا أن 
الاسلام. وهو دعوة الله إلى النّاس كافة. ورسالته 
سبحانه إلى العالمين. هو الدين الذي يدعو إلى 


ميكية في واقعنا 





واقتبيست من ثقافات 

















التفاعل الحضاري دعوة صريحة قوية. ويحث عليه 
حمًا. على أساس أن الحوار الذي نادى به الإسلام» 
هو في طبيعته وجوهره ورسالته, تفاعل حضاري» 
كما لا نحتاج إلى أن نقول إن قاعدة التسامح التي 
يقوم عليها الإسلام فتحت أمام الآمة الإسلامية 
السبيل إلى الاحتكاك الواسع بالأمم والشعوب» 
وشمّعت الحضارة الإسلامية على التفاعل مع 
الثقافات والحضارات جميعًا!". 





ومن هنا يمكن القول إن هذه الحضارة كانت مثالاً 
حيًا للتفاعل الحضاري مع الآخرء وذلك لأنها 
استمدّت عناصرها التكوينية من عطاء السماء المترع 
بكل القيم الإيمانية والحضارية المشعة؛ ولهذا تسمى 
بالحضارة الربانية. ومن ثم أصبحت معطياتها 
الروحية تمثّل الجانب الإلهي منهاء أَمّا جانبها 
البشري, فقد ساهم البشر المنتسبون بطبيعة الحال 
إلى الإسلام بوصفه دينًا وحضارة - أعني المسلمين 
- في تكوينه العضوي الحي. ولهذا استطاعت هذه 
لحضارة - دون سواها - أن تمتزج مزجا حيويًا بين 
لجانب السماوي (الثوابت)؛ والجانب الأرضي 
المتغيرات)؛ ومن ثم أصبحت معطياتها تتسم 
بالديمومة الحضارية؛ وذلك بعكس غيرها من 
الحضارات المتباينة التي شهدتها البشرية عبر 
مسيرتها التاريخية المديدة. وماتت بعد أن سادت 





حينا من الدهر طال أم قَصر. 


وبناءً على هذا التصور الإيمانى للحضارة 
الإسلامية, يمكن التأكيد أنَّ المسلمين - بصفتهم 
البشرية - في معترك الوجود الحضاريء وأمام 
السنن الكونية, التي تحكم مسار حياتهم؛ يتفقون مع 
سائر البشر في ضرورة الأخذ عن الآخر؛ وذلك عبر 
لحوار الحضاري الحيّ. لا الحوار الميّت حضاريً . 
وهذا من منطلق أن الإسلام الخالد؛ دين القدرة على 
النحؤاق الواعي» بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى 





ودلالة. إضافة إلى أنه دين الاستيعاب الموضوعى 


لكل نتاجات الآخرين؛ وذلك من خلال قدرته الفائقة 
على صهرها في بوتقته الحضارية, ومن ثم صبغها 
بصبغته الإيمانية الخالصة؛ إِنّها #صبغة الله ومن 
أحسن من الله صبفةً ونحن له عابدون6”. كما 
أن الإسلام هو الدين السماوي الوحيد القادر على 
الحوار الواعي مع جميع التيارات الحضارية 
المتباينة, أي كان مصدرهاء ما دامت لا تتعارض مع 
النسق الإيماني المتفرد لهذا الدين» ولا مع المنطق 
الأخلاقي والعملي المتميّز للدين الإسلامي الحق. 

ولكي تكون ظاهرة حوار الحضارات فعالة 
وعملية. إضافةٌ إلى تحقيق الأهداف المنشودة؛ من 
ورائهاء لا بد أن تتم في إطار من الاحترام المتبادل؛ 
قيما: تين الحضارات ‏ المتهاوزة بعضها: مع بعفيا 
الآخر؛ وذلك لكي يسهم هذا الحوار إسهامًا حيًا في 
بناء الحضارة بناءً شاهقًاء إضافةٌ إلى إنعاش 0 
روافدها الرحبة؛ وذلك عبر تغذيتها بكلّ العناصر 
الحيوية» التي تساعد على مد الحضارة بكل القيم 
البّاءة. ولهذا يعد التاريخ الحضاري للبشرية الوسط 
الزماني؛ الذي تمّ من خلاله - وسيتم حاضرًا 
ومستقبلا - الحوار فيما بين الحضارات. 

وإذا ما حاولنا إجراء تنظير تاريخي حي؛ لبلورة 
آفاق هذه الظاهرة الإنسانية وملامحهاء فإنَّنا سنجد 
أن هذه الحضارة قد مارست الحوار مع الآخر منذ أن 
بزغ فجرها المشرق إلى دنيا الوجود التاريخي, 
وذلك لأنها تسعى جاهدة إلى تحقيق نماء حضاري 
إسلامي, يشمل كل مناحي الحياة. وكما هو معروف 
تاريخيً ؛ سبق الحضارة الإسلامية في الوجود على 
مسرح التاريخ حضارات شتَّىء منها الشرقية ومنها 
الغربية. ومن ثم كان لكل منها سماتها الخاصة بها, 
إضافة إلى روحها ونسقها وطابعها المميز لها عن 
بقية الحضارات؛ وذلك لأن هذا هو القانون الطبيعي» 
الذي يحكم أي حضارة تفطر عنها قلب التاريخ 


البشري على مدار حقبه وتطاول أعصاره. وفى 

















الواقع أنّ هذا التباين النوعي فيما بين الحضارات» 
ولاسيما في جوانيها المعنوية؛ وليس في إطار 
علومها الطبيعية واليحتة, التي هي ظاهرة إنسانية 
عامّة: مما يجعلها ملكًا لكل البشرء يجعل حوار 
الحضارات ضرورة إنسانية. 

ومنهنانرى أن الحضارة. في ضوء هذا 
المنظور النسقي للتأصيل المنهجي لمفهومهاء 
نعكاس اجتماعي حي لواقع وجود أمة معينة؛ تعيش 
داخل كيان جغرافى ذا أطر محددة المعالم. ولذا 
تعطنا وتوت الحضارة الإسلامية مع الحضارات 
الأخرى؛ وشي في طور النشأة والتكوين؛ ولا سيما 
مع الحضارتين - الفارسية والرومانية - حيث ورثت 
مكنا هفنا - جغرافيًا - إضافةً إلى إفرا زاتهما 
التحفبارية - قار يخي إشأتهنا في 3للءاقنان كل 
حضارات الدنيا قاطبة, فكل حضارة ترث سابقتها 
إذ ابش التعبين: 2 لا تتخلف 
ولا تتبدل؛ وهذا الميراث الحتمي للحضارات بعضها 
لبعضها الآخر يُعدَ بلا ريب الظاهرة التاريخية» التي 
تؤكد مدى مصداقية القانون الإلهي العادل؛ الذي 
الدكتور عماد الدين خليل - في كتابه 
التفسير الإسلامي للتاريخ» بقانون (المداولة 
لتاريخية). وصدق الله عندما قال: #وتلك الأيّام 





في متوالية تاريخية - 


يسمية - 


١ 


نداولها بين النّاس4*". وأحيانًا يسمّيه بقانون 
(الحتمية التفاؤلية). وهذا القانون الوجودي 


لصارم؛ ذي الأبعاد الإيمانية. صادقّ تمام الصدق: 
ابجاو حنمي شري علق قر ابحضارات في 
مسارها التطوري, ٠‏ وفق هذا النسق التاريخي المعجز 
لذي أراده الله سبحانه وتعالى. 





وفي ضوء هذا المنطلق الإيماني الراشد تحاورت 
الحضارة الإسلامية مع ال ارات الأخرى بلا 
استثناء. وأخذت من كل حضارة ما يتواءم مع روحها 
الخاصة. وذلك وفقا لميبدأ الإسلام الخالد. الذي لا 


يعادي الحوار الواعي مع الأخرين. ومعنى هذا أن 





الإسلام لا يحارب التفاعل الحضاري مع الآخر. إذا 
كان ذلك التفاعل - أو بالأحرى التأثر الناتج عنه - لا 
يمس الجوهر الصافى للعقيدة الإسلامية: ولا يمس 
أيضًا القسمات البارزة للذات الحضارية للأمّة. وهذا 
لأنّ الدين الإسلامي الخالد دين الحضارة والحوار» 
ومع ذلك لا يقبل الإسلام الحوار مع أي وافد. ولى 
كان حضاريًا. وبخاصة إذا ما كان هذ! الوافد يسهم 
فى تحكير صفق عفييته التسمفاء..ونسقةه الإيغاني 
المعجز. ١‏ 

ومن هنا يمكن تأكيد أنّْ هذا الدين الخالد يتسم 
بالقدرة ل ايا البنَّاء مع | الآخر» 
سواء كان هذا الحوار شموليًا - ي حضاريًا - أم 
كان حرا رَاعسكريًا أو ناسنا أو:اقتضاديا أو 
اجتماعيًا 0 ثقافيًا . ولعل الذي أرسى دعائم هذا 
الحوار أن القرآن الكريم - الرافد الأول للحضارة 
الإسلامية - قد 0 ضمن سياقه الشريف ما 
يمكن أن نطلق عليه البنية الأساسية للحوار النا 
مع الآخرء. حتى ولو كان يختلف معنا عقيدة. وذلك 
ضمن إطار من التقدير والاحترام. ولذا قامت 
الحضارة الأسلامية في مراحل تطورها التاريخي 
بصهر كل المنجزات الحضارية المتنوعة لدى 
الآخرينء في بوتقة واحدة - كما سبقت الإشارة - 
ممًا شكل ما نستطيع أن نسميه بالمدنية الإسلامية - 
أي الجانب المادي من الحضارة - ولعلّه من المناسب 
هنا - طبقًا لهذه الرؤية - أن نؤكّد أنّ شروط نجاح 
الحوار الحضاري في المنظور الإسلامي هو أن هذا 
الحوار يتحِسّد فى الاستفادة من كل القيم الهادفة, 
التي من شأنها أن تساعد مساعدة فعالة على ترسيخ 
مفهوم حضاري أصيل لوجودنا الحق بين الأمم. 
الحوار الحضاري في عصر الرسالة 

يضيق المجال هنا عن سرد النماذج الحية لهذا 
الحوار الحضاريي التأصيلي من قبل مجتمع التوحيد 
الأول مع الأخر. كما شهدها التاريخ. ويكفي الباحث 














أن يتمئّل من هذا الخضم الزاخر؛ المفعم بالقيم 
الحوارية, كما تبلورت ملامحها البارزة في واقعنا 
التاريخي |! ق ينموذج إيماني ي للجوان 
التطيائق من عض الرسالة. ذلك الموقف الراشد 
لرائد هذه الحضارة - سيدتا محمد يل - من الآخر 
وذلك عند إرساله الرسائل إلى الملوك والأمراء 
والعظماء بالدعوة الحانية للدخول في دين الله وترك 
الوثنيّات والتحريفات التي أضافتها الأهواء إلى دين 
الله الحق؛ وقد احترم الإسلام أهل الكتاب وأوصى 
يهمء وطلب اليرَ بهم وجدالهم بالتي هي أحسن”". 
وفي هذا يقول عر من قائل: إولا تجادلوا أهل 
الكتاب إلا بالتي هي أحسن4". 


ومن هنا يمكن القول إن هذه الصورة المشرقة 
للحوار الحضاري الهادىء مع الأخر تشير إلى مدى 
حسن تطبيق الرسول 8ف للمفاهيم القرآنية للحوار 
لهادف. وذلك حتى يتسنى تكوين كيان إسلامي 
مترع بالأصالة والانفتاح. 

لحوار الحضاري في عصر الراشدين 

ما في العصر الراشديء الذي يعد الامتداد 
لخار دكي الطبيمي لعسِسنالوشالة: فإن التموار: 
ع الآخر؛ المخالة 
للمسلمين أنذاك عقائديًا وحضاريً؛ قد اتخذ بُعدًَا 
أخر: إذ انتقل العامل من مستوى النقاش الفردي إلى 
لمستوى الجمعي. فلقد كانت الفتوحات الإسلامية 
لعامل الحيوي. الذي ساعد على انتشار الإسلام. 





لحضارى فى هذا العص 


ره الحضاري في الكون. ولم تكن هذه 
لفتوحات مجالا للاحتكاك الحربى فقط. بل كانت 
لميدان الخصيب للاتضالالحضا ركنن المقلديو 
لفاتحين وأهل البلاد الأصليين. وذلك من خلال 
اطن التي شهدت صورا من الحوار الينّاء: مثل 
ذلك الحوار الذي دار بين الصحابي الجليل ربعي بن 
عامر «“اكية ورستم قاند الفرس. وغير ذلك كثير. 


وقد نتج عن هذه ا! 














ارات أن تلاحقت التيارات 


الحضارية وامتزجت. تلك التيارات التي مثّلها أهل 
البلاد المفتوحة. مع المنهج الإسلامي؛ ونتج عن ذااء 
وليد حضاري غض. يمكننا أن نعده بمنزلة 
الإرهاص ات ال يّةللحضارة الإسلامية. وكذلك 
اقتيس المسلمون في عصر عمر بن الخطاب رقتققة 
النظم الإدارية من الفرس. 
الحوار الحضاري في العصر الأموي 

بداية يمكن القول إنّ هذا العصر قد شهد نضج 
الحضارة الإسلامية الوليدة. ولا سيما فى شِقّها 
المادي (المدنية). وهذا الجانب الصادي ع 
الحضارة الإسلامية قد انتعش مع بقاء المدّ 
المعنوي بفعاليته الحيوية. تلك الفعالية التي تبلورت 
ملاككها :النارززة هكد اننفاف" الجقبارة الإسلامية 
أول مرّة في التاريخ؛ على يد رائدها الأول؛ سيّدنا 
محمد . ولكي ندلّل على مدى ديناميكية هذا المفهوم 
الحواري إبَان العصر الأموي ينبغي علينا أن 
تُشرّح تشريحًا معرفيًا دقيقًا حقلاً واحدًا من 
الحقول الثرّة الفيّاضة: التي أبدع فيها الإنسان 
المسلم. خلال هذه الحقبة الزاهرة من الحضارة 
الإسلامية؛ ونعني به حقل العمارة الإسلامية؛ وذلك 
لأنَ العمارة هي معيار الحضارة؛ على حدّ تعبير 
الدكتور عبد المجيد وافي. 

ومن هنا أول ما يسترعي انتباه المراقب الذي 
ينظر للحضارة من الخارج: هو سماتها الجمالية, 
وإدراكها للجمال بشكل عام والأساليب الفنية 
المعبّرة عنه. ولا يضفى على أحد أن الحوار 
الحضاري يتم من أجل الملامح الجمالية. وتعد 
المنشآت المعمارية والأدوات والكتابات ذات أهمية 
خاصة بالنسبة لمفاهيم الجمال في كل حضارة, 
ويأتي بعد علم الجمال كل ما له علاقة بالحياة 
المادية كفن الطبخ. و أسالد 
الفكتان و11 
والألات والأسلحة. حيث يتم الك 


ب التغذية. وصناعة 
خزف. والأوانى المنزلية: والأثاث: 
ع بين الفائدة 
























































المباشرة: والمسحة الجمالية. ولذا فإنّ الفاحمص 
المدمّق يجد أن تيار الفكر الحضاري الإنساني 
يتخذ طابعًا واحدًاء لا ينأى كثيرًا عن تاريخ الإنسان 
زاته: فالحضارات المختلفة تتفاعل مع بعضها 
فتنتج للإنسان ما يشبع حاجته الفكرية والمادية... 
وبذا تكون الحضارات الإنسانية على مرّ العصور, 
كاد متماسكًا . يترابط بنيانه العضوي الحي كحلقات 
لسلسلة الواحدة: التي لا تنفصم الواحدة منها عن 
لأخرى"!. 

وفي ضوء ما تقدّم, نخلص إلى أن العمارة 
لإسلامية - المنجز الحضاري الذي يشخص 
لعيان - فى هذه الحقبة من تاريخ الحضارة 
لإسلامية؛ قد حقّقت صحة ما ذهبنا إليه؛ وذلك لأنّ 
لمفردات التكوينية لهذه العمارة قد تكونت من 
عناصر معمارية؛ وأساليب تخطيطية: وقيم جمالية 
متنوعة؛ جاءت كانعكاس طبيعي لهذا التمازج 
لحيوي؛ الذي نتج عن حوار حضاري فاعل فيما 
بين الحضارة الإسلامية والحضارة الفارسية 
الساسانية وما قبلها), والحضارة الإغريقية 
(الهيلينية والهيلنستية), والحضارة البيزنطية 
الرومانية الشرقية). وسواء أكانت هذه 
لاقتباسات معمارية بحتة؛ أم جمالية: إلا أنَها في 








نهاية المطاف تشي بمدى نجاح حوار الحضارة 
الإسلامية مع كل هذه الحضارات. 

ولعل القاء نظرة أثارية فاحصة على كل مخلّفات 
العصر الأموي الأثرية. تقدم - وبكل موضوعية - 
الدليل العلمي الدقيق على أن الحوار الحضاري في 
هذا العصر كان حوارا واعيًا. كما هي الحال في 
لتكوين المعماري و الجمالي لقبّة الصخرة المشرّفة 
بالقدس الشريف. والجامع الأموي الكبير بدمشق 
لفيحاء. يضاف إلى ذلك القصور الأموية في البادية 
(صحزاء شرق الأردن). مثل قصير غمرة وقصتر 
لمشتى. وخربة المفجر... الخ. تلك القصور التى 












الثقافة والتياث 


جاء بنيانها على غاية من الدقة المعمارية المترعة 
يالا سات الجمالية الساحرة. 

ومن هنا يمكن القول إن الحوار الحضاري مع 
الآخرء وبلورة نتائج هذا الحوار في مضمار 
العمارة. ليس بالجانب السلبي حضاريًا. وهذا من 
منطلق أن العمارة بمنزلة البوتقة التي تنصهر 
فيها كل المقوّمات العامة والخاصة للأمة؛ سواء في 
الإطار المعنوي أم المادي. ومن ثم فأمتنا الإسلامية 
ليست نشارًا في هذا النسق الوجودي العام» ناهيك 
عن أن الحضارة بصفتها ظاهرة إنسانية وضرورة 
اجتماعية: قد تكونت - كما أثبت ذلك الواقع 
التاريخي الحي للبشرية - نتيجة تفاعل البشر 
بعضهم مع بعض كصنَّاع للحضارة. ولذا فإن 
الحضارة نتاج وإفراز إنساني بحت ولا سيما في 
جانبها المادي وهي طبقًا لهذه الوجهة تعتمد 
اعتمادًا أساسيًا على الأخذ والعطاءء والتأثّر 
والتأثيرء وكل ذلك يتم عبر الحوار الحضاري 
الحيوي. 
الحوار الحضاري في العصر العباسي 

لذ كنوك هذا العصن بحؤارً دينا مكنا للحضارة 
الإسلامية مع حضارات الأمم المختلفة؛ قام على 
أساس أن العالم أقرب ما يكون إلى منتدى عالمي 
لحضارات متميّزة. تشترك أممها في عضوية هذا 
المنتدى» ومن ثم فإن بين هذه الحضارات ما هو 
«مشترك حضاري عام»: ولذلك تتمايز هذه الأمم 
حضارية 

وفي ضوء هذا المنطلق يمكن القول إن الحضارة 
الإسلامية. فى هذا العصرء قد واصلت عطاءها 
الايد اعي المتنامي؛ ومن كم تنامت مسيرتها الحوارية 
بخضار نا«مع 'الأكر ولع يكن الحوان المشارى رفن 
هذا العصر حوارًا سلبيًا. بل كان حوارًا علميًا, بكل 
ما تعني |! لمة من معنى, فتحاورت الأمة الإسلامية 
انذاك مع تراث الأمم السابقة. وترجمت كل ما له صلة 
































ضوية حيّة بنهضتها الحضارية الوثابة: مما ساعد 
على تغذية مسيرتها التاريخية بكل القيم الحضارية 
الحيوية» ذات الصبغة العلمية البحتة, التي رفدت 
بناءها الحضاري الشامخ بكل الروافد الحية. 

أن اكد يل الأخير نرى أن الحضارة 
لإسلامية؛ إيَّان هذا العصر الذهبي» قد أجرت حوارًا 
واعيًا مع الرصيد الحضاري لهذه الأمم؛ وأقل ما 
يقال نه انه حُوَان حضاري بنّاء. ولذا يستطيع 
لباحث في حوار الحضارات أن يلاحظ في دراسته 
وتحليله لملامح هذا الحوار أن لقاء الحضارة 
لإسلامية بالحضارة الفارسية؛ والهندية, 
والإغريقية. والرومانية؛ قد قام في الأساس على لقاء 
حضارة الإسلامية وتفاعلها مع المعطيات العلمية 
لهذه الحضارات. ومن كم يلحظ المدرك لأيعاد هذا 
التفاعل بوضوح أن المسامين لم يكونوا يومئذ خواء 
من أي تفتّح عقلي؛ إذ كانت نواة التفكير فيهم قد 
تكونت, كما كانت بين أيديهم نظرية كونية شاملة 
أمدّهم بها القرأن الكريم؛ فكانت بمنزلة العمود 
الفقري لكل تفكير عقلي وتحرّك عملي وعلمي"". 

ولهذا أقبل المسلمون على امتصاص المعارف 
الإنسانية المادية التي خلفتها في الأمم والشعوب 
حضارات سالفات منقرضات. فامتصّ المسلمون 
بسرعة فائقة ما خلّفه الإغريق من علوم فلسفية 
وعقلية. وما خلفه الفرس من حكم وآداب وخبراتٍ 
سياسية:؛ وما كان لدى سائر الأمم التى التقت 
المسلمين لقاء مودة أو لقاء خصام. ثم قاموا بتحرير 
هذه العلوم؛ وتنقيتها من الشوائب. وتطويرها 
وتنميتها, وصقلها. وإصلاح فاسدها. مسترشدين 
بالمنهج العلمي العام الذي رسمه للمسلمين مصدرا 
التشريع الإسلامي العظيمان القرآن والسنّة, كل ذلك 
فيما لم يكن من خصائص الشريعة الإسلامية بيانه, 
وتحديد أصوله وفروعه؛ كآصول الاعتقاد وأحكام 
المعاملات. ونظم الحياة الفردية والاجتماعية, التى 





رسم الإسلام للنّاس طريقهاء وأوضح لهم صراطها 
المستقيد”". 

وبالفعل نتج عن هذا الحوار الحضاري ثماره 
اليائعة, فرأينا المؤسسات العلمية تُخْرّجٍ الأجيال 
الواعية. التي حملت مشعل الحضارة الإسلامية, 
فشهدت هذه الحضارة قمة ازدهارهاء وهذا 
الازدهار الحضاري قمّة دورة العقل لهذه 
الحضارة: وفقًا لتصوّر المفكّر الإسلامي مالك بن 
نبي (1195-1505م)لدورات الحضارة 
الإسلامية» التي يقسّمها إلى ثلاث دورات حضارية: 
دورة الروح» ودورة العقلء ودورة الانحطاط 
«إنسان ما بعد الموحدين». 


وإذا كان العصر العباسي قد شهد حوار 
الحضارة الإسلامية مع الحضارات السايقة» حيث 
كانت هذه الحضارة في موقع التأثّر بمعطيات تلك 
الخضاراك اعلمنا: :فإن هذا العصر :قن شي يها 
حوار الحضارة الغربية - وهي في طور النشأة - 
مع الحضارة الإسلامية؛ ولكنّ الحوار هذه المرة 
كان من موقع تأثير الحضارة الإسلامية في 
الحضارة الغربية. وقد تم اللقاء بينهما عبر معابر 
ثلاثة. هي: صقلية. والحروب الصليبية في الشام 
ومصرء وبلاد الأندلس. 

ويضيق المجال هناء عن تناول ملامح كل 
النماذج الواقعية للحوار الحضاري بين المسلمين 
مع الآخر ودراستها وتحليلها عبر واقعنا 
التاريخي. لذا اكتفينا بتلك النماذج الحيّة, التي دلت 
دلالة أكيدة على المقدرة الفائقة للحضارة الإسلامية 
الخالدة على الحوار الحضاري الواعي؛ وذلك لأن 
العزلة العضاونة ,واللجهل طنونان: كلا هما تخلقت: 
وكلاهما حاجرٌ يمنع وصول الضوء؛ وكلاهما عقبة 
كأداء في ق التطور والتقدّم. ويكاد يكون 











مؤكدًا لدى الجميع أنه لا توجد حضارة ما قامت 
بذاتهاء واكتفت بذاتها مستغنية عن غيرهاء وإِنّما 
هى نتيجة تطوّر حضاري دائم؛ وتفاعل بين 
شارك أخرى تفاعلت هي بدورها مع غيرها من 
الحضارات الموازية لها في الوجود الزماني 
والمكاني. ومن ثم يعتمد لق" الحضاري أساسًا 
على التجارب الحضارية الأخرى؛ وكلما ازدادت 
فرص التفاعل بين الحضارات ازدادت قرص 
الحياة والنمو والاكتساب والتعلم, والأمة 
الإسلامية. وهي تتطلّع إلى مستقبل مشرقء لا بد 
من أن تخوض معركة بناء الذات وتجديدها؛ مسوقة 
بقيم وأفكار ومواريث؛ لها في وعيها فاعليتها 
القوية. ولا يخفى على أحد أن الأمة الإسلامية تملك 
رصيدًا ضخمًا من القيم الهادفة وتوجيهات 
الإسلام. وهذه القيم كفيلة عند استثمارها بأن 
تجعل الأمة الإسلامية في وضع يسمح لها بأن تنمي 
بسكي النجماريه الإشسيانية . إضيافة إلنيا أن 
تتسابق مع أمم الأرض في بناء حضارة إنسانية 
متوازنة. وممًا هو معروف أنه ليس كل عمل يصدر 
عن الإنسان يسهم في بناء الحضارة الإنسانية, 
وإثما الذي يسهم هو ذلك العمل الذي ينمي 
لحضارة وينطلق من الإنسان للإنسان””". ْ 
لذا ليس ثمّة طريق آخر يقود إلى هذا الموقف 
لحضاري إلا الحوار والتفاعل. وذلك نظرًا للعلاقة 
لمتينة بين الحوار وبين التفاعل الحضاري. حيث 
يوجد هنالك ترابط محكم بين أهداف الحوار وبين 
غايات التفاعل الحضاري. وإذا شتنا الدقة نقول: 
ن التفاعل الحضاري عملية تكاملية تتم بين 

الطرفين» وتمتزج فيها عناصر شتّى, وتؤدي في 
لنهاية إلى حالة من الانسجام والتناغم؛ وهي ليست 
عملية عشوانية لا إرادية. ولا هي ضربٌ من الترف 
لفكري. وإنما هي فعلٌ ينتج عن التقاء إرادتين 











تسعيان إلى تبادل التأثير في المحيط الاجتماعي 
على تنوع مناشطه وتشعب ضوابطه. وهكذا يصير 
الحوار المفضي إلى التفاعل الحضاري فعلاً 
إنسانيًا مؤثّرًا في حركة التاريخ؛ وعنصرًا مساعدًا 
على استتباب الأمن والسلام على الأرضء؛ وقوة 
دفع لاستقرار الحياة الإنسانية ولازدهارها 
ولرقيّها. إننالا نريد حوارًا وتفاعلاً بين 
الحضاراتء على أنّْه ترف فكريء ولا نريد حوارًا 
وتقاعلا'بين التحضنارات» لآ تكون 'لهمنا: اتفكاسات 
على الواقع المعاصرء ولا تصل أثارهما إلى دوائر 
صنع القرارء ولا نريد حوارًا وتفاعلاً بين 
الحضارات الثقافية: ينطلقان من الإحساس بالتفوّق 
العنصريء وبالاستعلاء الحضاري؛ ويصدران عن 
روح الهيمنة الثقافيةا"". 


ولكي يؤتى هذا الحوار الحضاري المعاصر 
المنشود ثماره اليائعة ينبغي علينا العمل على إنشاء 
مراكز أبحاث ودراسات متخصصة في جامعاتنا 
ومعاهدنا الإسلامية تُعنى بقضية الحوار. وتعمل 
على الاتصال بالمراكز المماثلة لتقدّم المعلومات 
الصحيحة: كما ينبغي على المسامين وعلمائهم 
بوجه أخصّ أن يبذلوا جهدًا مضاعفًا في تبني قضية 
الختواز: فهم الأمة الشاهدة على النّاس بالدعوة, 
إضافةً إلى 2 ن عليهم أن يتخذوا الوسائل الملائمة 
لفهم نفسية المخاطبين, ٠‏ وبخاصة فهم الحضارة 
الغربية والحضارات الأخرى: مثل الحضارة 
الصيتية: والنذاهن المختلفة: فهذا ما فعله سلفنا 
الصالح, وأن يقدّروا ظروف كل شريحة؛ وذلك لأن 
الإسلام قد أصبح موجودًا في كل بقاع المعمورة, 
كماآ نَ الأيديولوجيات والمذاهب الأخرى قد 
أقلست. ومن ثم أصبحت الحاجة ماسّة إلى الإسلام 
ونسقه الإيماني و!! اري؛ فهل ينهض 
المسلمون المعاصرون يواجبهم ويتقدمون للعالم 
بالخير الذي عنده."". 

















وإذا أردنا أن نسحب ظاهرة الحوار الحضاري 
على موقفناء بوصفنا مسلمين نعيش في هذا الوقت 
الراهن» من التيارات الحضارية المسيطرة على 
العصرء وتصيفه بروحها وطايعها الخاصء فما 
علينا إلا أن نتخاور مع جميع حضارات الكون كله: 
ولا سيّما في إطارها العلمي تجريبيًا. وذلك لأنَّ هذا 
الحوار سوف يساعد على نهوض المسلمين من 
جديد, بدلا من حالهم المتأزم حضاريًا. حيث إتهم 
يعيشون في ظلال مدنية مستوردة:؛ لا حضارة 
مبدعة ذاتيًا - على حدّ تعبير الدكتور عمر فرّوخ - 
ولانتحاور بأي حال من الأحوال مع الجانب 
الأخلاقي الذاتي, لذي .حطسازة مين الحضازات: 
وَدَلِك لأنه- :كما لمحتا سابك لكل خضارة مق 
الحضارات - على مر العصور - روحها الأخلاقية 
الذاتية المعبرة عنها والمجسدة لنزعتها الإنسانية 
في الوجود. 


ومن هنا ينبغي علينا ! ن نتحاور بأسلوب علمي 
متميز مع المبدعين للأسس العلمية والمادية لأي 
حضارة؛ كما فعلت ذلك اليابان - في بداية اتصالها 
الحضاري مع الغرب منذ عام 1878م - حيث 
هضمت وامتصت الأفكار الحضارية الديناميكية 

من الغرب, بينما العالم الإسلامي - الذي اتصل 
بالغرب قبل اليابان - كان ولا يزال يستورد الأشياء 
من الغربء وذلك بغرض الاستهلاك والتكدس 
لشيثي - إن الاكتفاء باستيراد المواد والأشياء 
لتي أفرزتها المدنية المعاصرة لا يصنع حضارةً 
بآي حال من الأحوال؛ أم أنّنا نريد أن نعيش - 
امح يا الى رع يم 
لحضارات, ولا نسهم بأي نصيب ما في صنع 
لتقدم الحضاربي الشامل. 

والخلاصة أن الحوار الحضارى هو النمط 
لأرقى من الحوارات التي تُجرى بين الفنات المثققة 








من اليشر ؛ وهو لا يرتبط بشكل محدد .ولا بصيغة 
معينة .ولا بمكان أو زمان ولكنّه مجموع العمليات 


التفاعلية التي تتم على المستويات؛ السياسية 


والاقتصادية: الكقافية والفنية الاجشناعية 
والإعلامية :ولابُدَ أن يكون للعالم الإسلامي 
التعاصين مشاركةٌ فاعلة ومؤثّرة في جميع أنماط 
الحوار؛ وبصفة أخصّ الحوار الحضاري الذي يُعدَ 
المدخل الرئيس إلى التفاعل الحضاري؛ وحيث إِنّ 
العالم من حولنا في تغيرٍ سريع الإيقاع. وفي كل 
الجهات» لذا لا يجوز أن يفوتنا قطار التغيير حتى 
نساير العصر الجديد, أو حتى لا نتخلّف عن مسيرة 
التاريخ العالمي والحضاري العام؛ ويترتب على كل 
هذا التغيير في مجالات الاقتصاد والسياسة: بل فى 
الفكر السياسي والثقافي العام؛ دخولنا إلى عصر 
حضاري جديد طلع على البشرية قبل انتهاء (القرن 
العشرين الميلادي/ الرابع عشر والخامس عشر 
الهجري) الذي سيسجل تاريخ الإنسانية أنّه كان 
قرن الحتمؤل العظيم في الصلات والعلاقات الدولية, 
وأنَ من يتخلف عن مسيرته نما يتخلف عن مسيرة 
الإنسانية نحو المستقبل لا بْدّ أن يكون مختلفًا عن 


كار 


عصرنا الذي نخرج منه 
وأأخيرا ولس آخراء هذه دضوة صنادقة لأمكنا: 
وهي في سبيل إقلاعها الحضاري المنشود؛ ولذا 
ينبغي عليها إجراء حوار حضاري راشد مع الأخر, 
وذلك من موقع الند للندء وليس من موقع التخاذل 
والانشتجباب مِن السباحة: حتئ تبقئ القسمات 
البارزة الشخصيتنا الحضارية باقية؛ إضافةً إلى 
إسهامنا في الارتقاء الحضاري المعاصرء ولن يتم 
لنا ذلك المطلب الحيوي إلا من خلال الاعتماد على 
الذات؛ والحوار الحضاري الهاضم لكل البنيات 
الحضارية العصرية في إطارها الإبداعي العملي 
كما فعل أسلافنا من قبل. فهل نحن فاعلون؟! © 




















١‏ - لقاء الحضارات. مجلة مستقبل العالم الإسلامي؛ء س'/ 
عت/ 5 

١١80 الأتعام‎ - 

+ - الحوار من أجل التعايش : .١7‏ 

؟ - الحوار من أجل التعايش : 255 ؟5. 

.١78 : -البقرة‎ © 

3+ :ال عمزان 34 

“ - حوار الحضارات : مدخل إلى رؤية إسلامية: 59 -51. 

8 - العنكيوت :4137. 

- لقاء الحضارات : 574. 


- لقاء الحضارات: للدكتور أحمد السايح؛ مجلة مستقبل العالم 
الإسلامي. عة/رس؟, زدراسات العالم الإسلامي, 
مالطاء 1555م. 

- الحوار من أجل التعايش, للدكتور عبدالعزيز التويجري, 
دار الشروق.ء القاهرة؛ 1515١ه/959ام‏ 


.558 : لقاء الحضارات‎ - ٠ 
لقاء الحضارات : ؟645؟.‎ - ١١ 

اليا وصون من 
تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في ساتر الأمم: 


نقة 


اللتحضيارة الاشلامنة + أسيحها وو 


,5801/ - 7551: لقاء الحضارات‎ - ١ 
.”5 : الحوار من أجل التعايش‎ - 5 
.38 1 حوار الحضارات‎ -6 


5- الحوار من أجل التعايش : 71. 


- حوار الحضارات:؛ مدخل إلى رؤية إسلامية؛ للدكتور أحمد 
العسال, مكتبة وهبة» القاهرة, 517١1ه/1953م.‏ 
مها ووسائلها؛ لعبدالرحمن حسز 


حبنكة الميداني؛ دار القلم؛ دمشق, 518١ه/994ام.‏ 


- الحضارة الإسلامية؛ ١‏ 


5 




















جهود العرب في انتشار الإسلام 
والتقارة العويية 


٠ 


هحاضا 


3 


خراسان والمشرق 


الأستاذ الدكتور/ توفيق سلطان اليوزبكي 
كلية الآداب 
جامعة الموصل 
الموصل - العراق 


يُعدَ إقليم المشرق من الأقاليم ذات الأهمية الكبيرة والخطيرة في تاريخ الدولة 
العربية الإسلامية » فكانت خراسان ثغرًا ومنطلقا لحركات الفتح العربي الإسلامي 
باتجاه أواسط آسيا وأقاليم المشرق. ويُعدَ فتح خراسان عملا استراتيجيًا ذا أهمية 
عسكرية للعرب الفاتحين ؛ لميّزات موقعهاالجغرافي للحدٌ من عمليات المقاومة 
المحلية ؛ وتمكين الفاتحين من فتح بلاد إيران بأسرها ؛ ليُعد الشمّة بينها وبين القواعد 
التي كانت تنطلق منها القوات العربية في العراق (البصرة والكوفة) ؛ ولذا أصبحت فيما 
بعد قاعدة للقوّات العربية التي انطلقت منها تحو أواسط آسيا . وتتفق أغلب الروايات 
التاريخية على أن عملية الفتح ونشاطها في أقاليم بلاد إيران بدأت بشكل واسع منن 


خلافة عمر بن الخطاب كف 1". 


فقد ذكر البلاذري أنَّ فتح هذا الإقليم (خراسان) << لاقتناعه بضرورة فتح هذا الإقليم؛ لأهميته العسكرية 
بدأ في عهد الخليفة عمر بن الخطاب يَتْقيَة (؟١‏ - بالنسبة للمشرق”". قفتحت نيسابور. وهي أهم مدن 
7ه/ 1575-154م) حيث بلغت القوات العربية خراسان. وأصبحت قاعدة للعمليات العسكرية في 
أطراف خراسان, وأخذ الفتح أبعاده في خلافة عثمان المشرقء وتوسّعت الفتوحات بعد الانتصارات التي 
ابن عفان رتاية (505-55ه/ 345 -100م) حققها المسلمون بالتوجه إلى الأقسام الشمالية من 








خراسان: حتى وصل الأحنف بن قيس إلى (مرو 
الروذ)؛ واتخذها قاعدة للانطلاق إلى الجهات 
المجاورة'. وواصل العرب فتوحاتهم في المشرق» 
فقد أرسل عبدالله بن عامر الأحنف بن قيس إلى 
جيحونء ففتح بلخ الواقعة على نهجر جيحون''. 
وبذلك توقفت فتوحات العرب بوصولهم إلى إقليم نهر 


جيحون. 


جهود العرب في خراسان والمشرق 
لقد صحب عمليات الفتوح العربية الإسلامية في 
خراسان والمشرق استيطان العرب فيها حيث كانت 
أهدافهم تتحدّد في نشر الإسلام؛ وتطويق الديانات 
المجوسية الزرادشتية والمانوية والمزدكية 
والبوذيةا'', وتعميم الإسلام والمعطيات الحضارية 
العربية الإسلامية'''. كما هدفت من الناحية الإنسانية 
إنقان هذه الشعوب من النظم والتقاليد البالية, 
المستندة إلى الظلم والاستبداد والاستعباد". 
يُضاف إلى ذلك الهدف السياسيء الذي يتمثّل 
نإسقاط الزولة السباساضة: والقضناء على لشر لوكا 
يزدجرد بن شهريار» وليصبح هذا الإقليم ضمن 
حظيرة الدولة العربية الإسلامية". ولا يمكن تحقيق 
هذه الأهداف من دون حضور عربي إسلامي فيها, 
يتفاعل مع سكانهاء ويؤثّر فيهم, ولذلك عمدوا إلى 
إنشاء قواعد ثابتة ودائمة, تؤمّن السيادة العربية 
الإسلامية على أقاليم المشرق والدفاع عنها, ثم 
توسيع رقعة الدولة بالامتداد شرقًا". 
وقد بدآت هذه السياسة منذ سنوات الفتح 
الآولى؛ منها قيام عثمان بن آبي العاص بتوطين 
العرب في مدينة (توج) من إقليم فارس. وقام بتوطين 
بعض القباتل العربية من عبد القيس والأزد وتميم 
وبني ناجية؛ وابتنى لهم فيها مسجدًا''". وقام عبدالله 
أبن بي عامر. بعد أن فتح خراسان. بإسكان القبائل 
العربية فيها. فقسمها إلى أربعة أرباع. جعل على كل 
ربع منها أميرًا عربيً”". وكان أوسع استيطان 








آفاق الثقافة والتواث 


لمجاميع كبيرة من القبائل العربية في خراسان 
والمشرق, ثم في ولاية زياد بن أبيه على البصرة 
بتوليته الربيع بن زياد الحارثي عام ١ده/‏ ١/ا1م,‏ 
فنقل معه من أهل البصرة و الكوفة زهاء خمسين ألف 
بعيالاتهم وأسكنهم هناك"'. فكان معظم العرب الذين 
استؤظنوا نخراسان والمشبرق:من_القبائل البصرية: 
الذين وقع عليهم عبء فتوح خراسان؛ واستمرت 
عتمليات استيطان القجائل العربية فى خؤاسان 
والمشرق في العصر الأموي حسب رواية كل من 
الطبري وابن الأثير» فإِنْ عدد المهاجرين إلى 
خراسان وحدها بلغ أكثر من (50؟) ألف نسمة عدا 
غير المسجّلين في الديوان”". ون هذا العدد الكبير 
أدى إلى إقامة المدن والقرى؛ وتحوّل بعضها إلى 
مدن عامرة بسبب هذه الهجرة؛ سواء أكانت جماعات 
أو أفرادًا'". وتبع ذلك انتشار الإسلام فيهاء وصار 
لها شأن, من حيث العناية بالعلوم العربية 
الإسلامية”''. كما أسفر عن إقامة العرب الطويلة في 
خراسان والمشرق أن بدأت عملية الاندماج السكاني 
بين العرب والسكان المحليين؛ مما سهّل عملية نشر 
الإسلام بينهم؛ ونشأ شعور اجتماعي بينهم”". 
فأصبحت خراسان والمشرق أشبه بشبه جزيرة 
عرب ثانيةا"". 

وف انين علافنة لغوت بالسكان والحكاء 
المحليين بالعلاقة الطيبة وحسن التعامل؛ فقد ترك 
العرب للحكام المحليين إدارة شؤونهم الخاصة 
بالسكان. وتجنّب إثارة أيّ مشكلات معهه"". ولذلك 
أبدى الحكام العحليون الدغول من جانبهم في 
مفاوضات وإقرار عهود صلح مع العرب"". وعبر 
العرب في الوقت نفسه عن احترامهم للحياة الإنسانية 
لأمل البلاد وعدم استرقاقهم في إطار عمليات 
الفتم” 1 

وعلى الرغم من سياسة التسامح, التي أبداها 
العرب المسلمون مع أهالي البلاد المفتوحة ومع 











لسكان المحليين» إلا أنّ سير الأحداث أقرز أحيانًا 
جوإنب سلبية» من أبرزها تقض عهود الصلح من 
حائك عدة من المنان أو ,الحكاح المطليين !80 إلا أن 
لعرب أَتْبتّوا حسن النية في التعامل مع حالات التمرّد 
والعصيان, مؤكّدين الطابع الإنساني في التعامل مع 
لأمم والشعوبء الذي كان من أهم ملامح الرسالة 
لإسلامية التي حملوها وجاهدوا في التبشير بها 
للشعوب. ومصداق ذلك أنّهم لم يعاقبوا الشعوب التي 
تمردتء بل اكتفوا بإعادة عهود الصلح كما كانت 
عليه. دون أن يتحمّل السكان أعباء ماليّة إضافية””. 
وقد أدّت هذه السياسة إلى أن تترسّخ سلطة الدولة 
وإلى التوسع في نشر الإسلام والتعجيل لعملية 
الاندماج في جسم الأمة الإسلاميةا””. 


تأثيرات العرب في خراسان والمشرق 
أ - انتشار الإسلام 


لقد أثمرت حركة الفتح والتحرير العربي 
الإسلامي عن تأسيس دولة مترامية الأطراف؛ ضمت 
أممًا وشعوبًا عديدة من غير العرب؛ وقد أطلق العرب 
عليهم تسمية (الموالي)”'". وقد انتشر عدد كبير من 
هؤلاء في الأمصار العربية للسكن والاستقرار فيها. 
كما أن عددًا كبمرً] من العرب توعّلوا في البلاد 
المفتوحة, ؛واستقروا في كثير من المدن والقرى؛ مما 
أَدَءٍ ى إلى الاختلاط بين العرب والموالي وأهل الذمة, 
وقد تمتع الموالي بامتيازات عديدة انبثقت من خلال 
مبادىء الإسلام. فقال تعالى: ««يا أيّها التّاس انا 
خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل 
لتعارفوا إن أكرمكم عند الله آتقاكم»'". وقد 
اندمج هؤلاء الموالي في المجتمع العربي الاسلامي: 
أن الا ابتك مدو 
وأصبحوا جزءا لا يتجرًأ من المجتمع الإسلامي”". 
3 الرغم من أن تقديرات بعض المستشرقين 
تطرفة إلى حد كبير عند تقويمهم لحياة 
0 عموما في المشرق'”". إلا أنَ الحكم العربى 








لام آكد روح المساواة بي 


الإسلامي هناك كان كما وصفه بعض المؤرخين 
«ناعم الملمس كثير المحاسن»"". فقد اتخذ العرب 
القاطنون في ان والمشرق موالي لهم 
وتزوجوا من نسائهم”'. وممًا يشير إلى حسن 
العلاقة والتفاهم والتعاون بين العرب والسكّان 
المتحليون مم اعتدق الإسلام (الموالي)؛ أو ممن بقي 
على دينه (أهل الذمة)؛ لم تفرض عليهم امتيازات 
جديدة؛ بل وضعت الزكاة فقط على من أسلم منهه'”". 


وسمح لهم العرب بالإسهام في شتّى مرافق 
الحياة العامة في الدولة والمجتمع جنبًا إلى جنب مع 
العرب المسلمين. فقد استعانوا بالموالي في الفتوح. 
ويرجع ذلك إلى خلافة معاوية بن أبي سفيان؛ حيث 
أمق قادة الجيش الأموي بالاستحانة بهم في فت بلاد 
ما وراء النهر'". فكان ضمن جيش الأحنف بن قيس 
آلف من مسلمي العجم”"". كما استعان المهلب بن أبي 
صفرة بالموالي في القتال في خراسان'""'. وكان عدد 
الموالي في جيش قتيبة بن مسلم الباهلي سبعة ألاف 
مقاتل؛ كان عليهم حيان النبطي”". وبلغ عدد الموالي 

في الجيش الأموي في خلافة عمر بن عبد العزيز 
أربعين ألفًاا*". إضافةٌ إلى استعانة العرب بالسكان 
المحليّين في الأعمال الإدارية والمالية والفكرية, 
وكان معظم كتّاب الدواوين من الموالي قبل تعريبها 
وبعده حتى نهاية الدولة الأموية"". وكان الرقاد بن 
عبيد صاحب شرطة المهلب بن أبي صفرة من أعيان 
الفرس"'") الي في الحياة 
الفكرية؛ فكان أغلب فقهاء الأمصار في أواخر العصر 
الأموي من الموالي. فيذكر الحموي: أنه بعد انقضاء 
جيل الصحابة صار الفقه في أغلب البلدان إلى 
الموالي. فكان فقيه مكّة عطاء بن أبي رباح وفقيه 


دن شرا 


.وبرزالعديدمن! 


اليمن طاووس. وققيه اليمامة يحيى بن أبي كثير» 
وفقيه اليصرة !! ن؛ وفقيه الك فة النخعي» وفقيه 
الشاع مكخول» وفقيه خراسان عطاء الخو اسافي. إلا 
المدينة المنو : 


ييل 


. وهذا ناتج عن 
تنقه افاقا واسعة 


رة فكان من قريذة 


موقف ال 


لام أل د فتحا 9 





























وأوضاعًا جديدة لمن آمن به ليتمتعوا بمزايا الإسلام 
من امتيازات ومساواة بالعربا*". وذلك انطلاقا من 
مبادىء الإسلام وتطبيقات الرسول َكل والخلفاء 
الراشدين رضي الله عنهم أجمعين؛ دمن ذلك أن 

الخليفة عمر بن الخطاب : 
الأشعري أ أن يلحق الموالي بالعطاء » على قدم المساواة 
مع العربا 0و لمحل 
بالفاتحين أن العرب أبقوا الأراضي بأيدي أهل 
البلاد , مما جعلهم يكنّون الاحترام والتقدير وعدوهم 
الإقطاع : فكان ذلك من 






يذ كتب إلى أبي موسى 








ماعوؤة نقةا كان ١١‏ ليين 





محرّرين لهم من 
دوافع تقبلهم للعرب والإسلام"”'' 

وكانت هذه العوامل الرئيسة التي تحكم حركة 
انتشار الإسلام وفاعلي بته؛ كما أن العديد من قادة 
العرب أبدى سلوكًا روحيًا عميقًاء كان له صدى 
روحي ونفسي لدى السكان المحليين للإقبال على 
الإسلام. فقد اتبع قتيبة بن مسلم الباهلي أسَلونًا 
لزرع الإيمان في قلوب أهل البلاد» روى النرشخي: 
أنه قام بيناء المسجد الجامع داخل حصن بخارى؛ 
وكان ذلك الموضع بيت أصنامء وأمر أهل بخارى 
بالتجمع هناك كل يوم» فكان ينادي كل يوم للصلاة, 
ومن يحضر للصلاة يعطي له درهمين”'''. كما أمر 
أهل بخارى بأن يعطوا نصف بيوتهم للعرب: ليقيموا 
معهم. ويطلعوا على عباداتهم وأحوالهم: فآظهر 
الكثير منهم الإسلام والالتزام بأحكام الشريعة 
الإسلامية: وازالوا آثار 


العجوسية"". 


الكفر ورسوم 


فبفضل سياسة العرب وتعاملهم مع شعوب 
المشرق. الذي الهم حريةالاعتقاد مع 
التشجيع على الدخول في الإسلام. كما استخدموهم 
في مؤسسات الدولة الا ختلفة. ولم 
يحاربوا لغتهم أو ثقافتهم. مما ترك اثاره الطيبة لدى 
هؤلاء. فتشجعوا على الدخول في الاسلام. فبرز منهم 
نخبة طيبة من الفقياء والعلماء والمحدثين والكتّاب. 


لامية ا! 





أسهموا بنشر الإسلام. وأصبحت مدنهم مراكز 
للثقافة العربية الإسلامية!". 


ب - انتشار اللغة العربية 


لقن أساهمت عطليات: القتوح: العزدنة: الأسلامية: 
وما أدّت إليه من نشر الإسلام في خراسان 
والمشرقء إلى انتشار اللغة العربية. إضافة إلى 
الهجرات العربية المستمرة إلى تلك الأقاليم» حيث 
ساهمت إلى حدٌ كبير في تعريبها”'. كما أن دخول 
قسم من السكان في الإسلام؛ وهم (الموالي)» الذين 
التسقوا بالقبائل الغربيةمما أذى إلى امتداك انتشان 
الأرياف والقرىء وامتا> 


8 





الأراض 
ما أذى إلى إقد 
أهل البلاد على تعلّم العربية؛ وإن كانت ببطء 
ومحدودية؛ لأنْ العرب لم ينهجوا سياسة تعريب 
الأقاليم المفتوحة ونشر اللغة العربية وفق منهج 
يحقّق عملية التعريب في مدة زمنية محدودة. ّ 


العرب في 





هناك. وتزوجوا الأعجميات”". 


حم 


إن انتشار اللغة العربية كان أمرًا طبيعيًا متوقعًا 
حصوله؛ لوجود حاميات عسكرية عربية في المدن 
الكبيرة» وفيها عدد كبير من المو لي وكان لا بد من 
أن ينشاً بين العرب والسكان المحليين اختلاط ساهم 
في مد اللغة العربية إليهم, أضف إلى ذلك من 
تكلم منهم في مرافق الدولة الإدارية والمالية. 
وكان أغلبهم ممّن دخل الإسلام, ولا يمكن أن يكو 
إل بتعلّم اللغة العربية. التي هي لغة الدين والدولة. 
فالأعجمي عند ١‏ يسلم يتعرب بحكم استخدامها في 
فهم مبادىء الإسلام وشرائعه؛ كما أن العرب ! 
يحاربوا لغة البلاد الأصلية؛ بل ساروا على نشر 
لختهم بتعقّل ودون إثارة مما خلق حالة القبول للعربية 
لدى السكات 3 
بالانتماء | 





. وأدى بمرور الزمن إلى أن شعورهم 
لى العربية مرادفا للانتماء إلى الإسلام”'. 
وان إقبال العرب للزواج من الأعجميات والاختلاط 

بهم ساهم يفاعلية في انتشار اللغة العربية: إذ 
أدب ى إلى ظهور + 





ل مؤمن بالإسلام ومتقن للعربية 















































نتيجة هذا التماذ"". وقد علّل اين خلدون سر 
انتشار اللغة العربية بقوله: «لمًا هجر الدين اللغات 
الأعجمية؛ وكان لسان الفاتحين في الدولة عربيًا 
هجرتها فى جميع ممالكها؛ لأنَ النّاس تبع للسلطان, 
وعانى تاينة “فصان اشتعمال اللسان العوتئ من 
شعائر الإسلام وطاعة العرب”'. كما يجب أن لا 
نقلّل من أثر الولاة والقادة والفقهاء والمحدثين 
والتحؤيين والأدناء في نشر الإسلام واللغة العربية 
في المشرق بحكم اتصالاتهم الدائمة. 
ج - الاندماج الاجتماعي بين العرب والسكان 
المحليين 

إن توسّع الفتوح في المشرق صحبه الاختلاط 
بين الفاتحين وأهل البلاد واعتماد سياسة المساواة 
بين العرب والموالي» وذلك في عهد الفتوح» فقد كتب 
الخليفة عمر بن الخطاب َي إلى أمراء الأجناد 
والأقاليم يقول: «ومن أعتقتم من الحمراء (الأعاجم) 
فأسلموا, فألحقوهم بمواليهم؛ لهم ما لهم؛ وعليهم ما 
عليهم: وإن أَحَبُوا أن يكونوا قبيلةٌ وحدهم, فاجعلوهم 
أسوتهم في العطاء»"*'. وكان الخليفة عمر بن الخطاب 
تيد يهدف إلى امتزاج الموالى بالعرب الفاتحين: 
وممًا مهد لعملية الاندماج استعانة العرب بالسكان 
المحليين في الأعمال الإدارية. ولا سيما الدواوين 
ذات الطبيعة الحسابية”''. وممًا يؤشر إلى حصول 
الامتزاج بين العرب والفرس ما ذكره اليعقوبي 
بقوله:«إن نيسابور كانت أخلاضًا من ١١‏ 03 
والعجم»"'. وكان أهل (بست) من العجم؛ وأكثرهم 
يقولون إنهم ناقلة من اليمن من حمير'**'. وقال أهل 
الرأي من سكان سمرقند بحقّ العرب: «لقد خالطنا 
هؤلاء القوم. وأقمنا معهم؛ وأمنونا؛ وأمناهم»"". 





وإضافة إلى الاندماج السكاني في المدن حصل 
ذلك في القرى والأرياف والسجاري انها فق دل 
العرب قرى ودساكر. فكانت (باسان) قرية مضر. 
و(بونيه) قرية طيىء”'. وقرية كندة بأعلى (مرو), 


وقرية (بالين) تابعة لخزاعة”'. وكان يقيم في 
صحاري الجوزجان عشرون ألف عربيء لهم ثروات 
كبيرة من الأغنام والجمال”'. وغيرهم كثير. وقد 
جاء من جرّاء الاستقرار الطويل فيها ما مكّن العرب 
من شراء الأراضي وامتلاكها والتأقلم في وطنهم 
الجديد. كما لم يقف أهل البلاد من العرب موقف 
العداء أو النفور: لأنّ الفتح الإسلامي لم يغيّر من 
أحوالهم؛ بل حسّن كثيرًا من أوضاعهم الاجتماعية, 
وعدّوهم أحرارًاء وفي أحوالهم الاقتصادية؛ لأنّ 
الغريا أبقوا الأراضي بابدديع وكتصوا كيرا من 
الضرائب التي كانت عليهم أَيَام الساسانيين"". 
ويبدو أن توطين العرب في خراسان تزامن مع 
حركة الفتوح. حيث وردت إشارات تدل على ذلك» 
منها قيام عثمان بن أبي العاص بتوطين العرب في 
مدينة (توج) من إقليم فارس, عندما قام بفتحها, 
وكان المقاتلون الذين تم توطينهم من عبد القيس 
والأزد وتميم وبني ناجية وابتنى لهم فيها مسجِدً!”. 
وأسكن مجاشع بن مسعود السلمي بعض العرب في 
إقليم كرمان الذي فتحه؛ فأقطع لهم الأراضي, 
وابتنوا المنازل فيها'". ولمًا قام عبدالله بن عامر 
بفتح خراسان قسّمها إلى أربعة أرباع؛ جعل على كل 
ربع منها أميرًا عربيًا”". وقد يكون في ذلك إشارة 
إلى شكل من أشكال الاستيطان في خر اسان في ذلك 
الوقت المبكر ”5. فكان من الطبيعي أن تحتاج هذه 
الأرباع إلى حاميات عربية بجانب الأمراء؛ لتثبيت 
السلطة العربية"". كما أن نظام الأرباع نظام كوفي 
في أصله. فيعتقد أن القبائل الكوفية والبصرية؛ التي 
شارعت في الفتوح» قد أخذت في التوطن هناك”". 
وفي الواقع 3 أقدم استيطان وأوسعه لمجاميع 
كبيرة من القبائل العربية في خراسان تم في ولاية 
زياد بن أبيه على البصرة بتوليته الربيع بن زياد 


الحارثي سنة ١ده/‏ ١117م‏ على خر اسان. فنقل معه 


فة زهاء < 


كن اقل النتصيرة وال ين ألفًا بأسرهم 











وكين هناك”"'. وقد قدّم المدائني تفاصيل أوفى 
عن هذه العملية. فأشار إلى أنْ عدد أهل البصرة بلغ 
خمسة وعشرين ألقًا بأسرهم, عليهم الربيع بن زياد» 
دبل أهل الكوفة العدد نفسه وعليهم عبدالله بن أبي 
عقيل وعلى الجماعتين الربيع بن زياد” “'. علمًا أ 
الهجرة إلى خراسان والاستيطان لم تتوقف؛ فبتولي 
سعيد بن عثمان ولاية خراسان خرج معه أوسن بن 
ثعلبة التميمي وطلحة بن عبد الله الخزاعي؛ والمهلب 
ابن أبي صفرة, وخرج معه قوم من تميم فيهم مالك بن 
الريب المازني في جماعة كانوا معه"'. ويفهم من هذا 
التضن: أذ 
وخزاعة والأزد وبني مازن. 
وفي عام اكمر لام توجه مسلم بن زياد إلى 
خراسان واليّا عليهاء ورافقه عدد من وجوه العرب» 
وعدد كبير من فرسان البصرة وأشرافهم, وكان قد 
جاء بكتاب من يزيد بن معاوية إلى عبيدالله بن زياد 
تضمّن أمرًا بأن يُجرى اختيار ألفي رجل؛ وقيل: ستة 
ألاف من وجوه البصرة وفرسانها؛ وخرج معه 
في الجهاد؛. وكان على رأسهم حنظلة 
ابن عرادة” “'. وكان ذلك عامل تشجيع لمزيد من 
الهجرة والاستقرار في مدن خراسان والمشرق: كما 
شكل هؤلاء القاعدة التي بني عليها المجتمع العربي 
الإسلامي في خراسان والمشرق. وفي خلافة عبد 
الملك بن مروان أراسيل بجي إلى بخ راسنان:مسنة 
5ه/ 1720م لتعزيز ولاية أمية بن عبد الملك عليهاء 
وأتبع ذلك في عام ةلاه/ 13م إرسال المهلب بن 
أبي صفرة أميرًا عليها. ورافقه جيش كبيرا*. ولا 
شك في أن هؤلاء قد استوطنوا في خراسان: لأنّ 
عمليات الفتح الإسلامي كانت تستدعي أن يرافق 
الجند عواتلهم. 
وفي عام #كه/ لام بعث الحجاج ين يوسف 
الثقفي أمير العراق والمشرق جِيشًا آخر من الكوفة 
والبصرة إلى خراسان: للجهاد تحت راية قتيبة بن 


ن الذين خرجوا معه كانوا من قبائل تميم 


جماعة رغيوا ف 





مسلم الباهلي.ء فلمًا كان بالشاش أتاه خبر وفاة 
الحجاج؛ فعاد بالجيش إلى مرو بعد أن ترك قسمًا منه 
في بخارى؛ ووجه قسمًا آخر إلى كش ونسف, ثم أتى 
مرو افأقام بها" كما أسكن قتيبة بن مسلم أريعة 
آلاف من العرب في سمرقند””. هذا إضافةً إلى أن 
العرب سكنوا فرغانة والشاش وجميع مدن ما وراء 
النهر أيضًاا”". وكانت سياسة قتيبة بن مسلم الباهلي 
تقوم على توزيع القبائل العربية للسكن في الأحياء 
المختلفة من مدينة بخارى, والمدن التي فتحها, إِنَّما 
تهدف إلى الاندماج السكاني وبخاصة بقبائل مضر 
وأهل اليمن''". وذكر اليعقوبي «أن في جميع مدن 
خراسان وقراها قومًا من العرب من مضر وربيعة 
وسائر بطون اليمن»”". 

وانصرف بعضهم إلى ممارسة المهن المتعددة 
من زراعة وصناعة وحرفء فأدى ذلك إلى تبادل 
التأثير وتوحيد المشاعر والاندماج الاجتماعيا”” 
ولااسيّما أن العرب منذ ولاية قتيبة بن مسلم الباهلي, 
الذي كان يأمر الجند باصطحاب أسرهم في أثناء 
التوجه إلى جبهات القتال وفتح المدن» فكانت خطوة 
على طريق الاندماج بين العرب والسكان 
المحليين"". 

ومن الصحابة الذين استوطنوا مرو بريدة بن 
الخطيب وطائفة من صحابة رسول الله يَِةِ والتابعين 
أيضًا, ولكثرة العرب الذين استقروا في مرو لم 
تعد تتسع للوافدين إليها9". 

ويبدو من هذا العرض الموجز أن كلا من العرب 
والموالي شاركوا في عمليات الاندماج السكاني في 
أقاليم خراسان والمشرق وما وراء نهر جيحون 
ؤهدنها مما أدى "إلى ترسيخ أقيم 'اجتماعية اجديدة 
بتالفهم واتسجامهم عقائديًا وفكريًا واجتماعيً؛ 


لتحقيق مصالحهم. والتوطيد. الأمن والأسندقر ار في 
البلاد. © 








١‏ - فتوح البلدان تاريخ الطبري: #/رعه: : الكامل: 
؟/ر١ا؟؛‏ معجم البلدان: ”/رهغ 5, و : 5/ر555, وكا 5 

؟ - فتوح البلدان : 594: والكامل: .١١/5‏ 

* - تارييغ ابن خياط: :١55/١‏ وفتوح البلدان: 5354؛ وتاريخ 
الطبري: .5١5/4‏ 

: - تاريخ ابن خياط: ١/55١!؛‏ وفتوح البلدان: 595: وتاريخ 
الطبري: 515/5 

ه - دراسات في حضارة الإسلام: .5١‏ 

5ت الحضارة الاأسلامية: ؟؟: 

/- المرجع السابق: .5١‏ 

8 - نشأة الدولة الإسلامية: 2547 5448. 

- امتداد العرب فى صدر الإسلام: 59: والقبائل العربية في 
المشرق في العصر الأموي ل 

٠‏ - فتوح البلدان : 9/ا 

.171/5 : تاريخ اليعقوبي‎ - ١ 

٠١‏ - فتوح البلدان ٠‏ والكامل: “/”55: وتاريخ الطبري: 
رتم 

.١هر/ه تاريخ الطبري د/ر؟١: : والكامل:‎ - ١ 

.18١ التوزيع الجغرافي لعرب خراسان:‎ - ١4 

5 - تاريخ الدولة العربية: 415. 

7- العصر العباسي الأول: .١9/‏ 

.554 تاريخ الدولة العربية:‎ - ١١ 

- تاريخ اليعقوبي: 1517//5. 

1 - الفتوح : ؟/”١٠:‏ وفتوح البلدان: 595. 

٠‏ - النظم الإسلامية: 1؟1. 

.70١ وحركة الفتح الإسلامي:‎ :1١5 الإدارة العربية:‎ - ١ 

.11١ أهل الذمة في الإسلام:‎ - ١ 

"3 - الإدارة العربية: .1١9‏ 

4 - (الموالي): تعني كلمة الموالي من الموالاة أو المحالفة. 
ويسمى (مولى الموالاة). وقد 9 الإسلام الولاء استنادا 
إلى ما روي عن النبي محمد يِل (مولى القوم منهم وحليفهم 
منهم). الموالي في العصر الأموبي: 15. والموالي التي 
أشارت إليهم كتب التاريخ ما أن يكون أصلهم أسرى حرب 


استرقوا ثم أعتقوا. فصارو! موالى. وإمًا أن يكونوا من أهل 
البلاد المفتوحة. وعندما أسلموا تحالفوا مع المسلمين: لكي 
يعتزوا بقوتهم. وبذلك أصيحوا موائي بالحلف و الموالاة. 
دراسات في النظم العربية الاسلامية: 517 


.١7: الحجرات‎ - 0 

- دور الموالي ومركزهم في المجتمع الإسلامي: 84. 
/ا؟ - الدولة الأموية: .١8‏ 

8 - الإسلام والحضارة العربية: 478. 

- العراق في ظل الحكم الأموي: 554. 

٠‏ - النقائض :؟/4. 

.5١؟/1 تاريخ الطبري:‎ - ١ 

594 - فتوح البلدان: /591؟‎ - 7١ 

35 - تاريخ الطبري: 7/؟57. 

5 - المصدر السابق: .5١7/3‏ 

65- المصدر السايق: 1/ر9؟5. 

5 - مقدمة في التاريخ الاقتصادي العربي: 57. 
/ا"' - معجم البلدان: ؟/ر 4 4. 

68- المصدر السابق: */رغ55. 

8 - تاريخ أهل الذمة في العراق: 1/17 -8/. 

.51/4 تاريخ الطبري:‎ - ٠٠ 

.55 الإسلام في أسيا الوسطى:‎ - ١ 

”؛ - تاريخ بخارى: .8١‏ 

- المصدر السابق: 95. 

4 - الوليد بن عبد الملك: 555 وتاريخ الدولة العربية: .4١15‏ 
5 - فتوح البلدان: 109. 

- تاريخ الدولة العربية: 1455. 

/ا؛ - الإسلام والحضارة العربية: .١8‏ 

8 - الإسلام وانتشار العربية والتعريب: ؟5. 
5 - حضارة الإسلام: .15١‏ 

.57 مقدمة ابن خلدون:‎ - ٠ 

5١7: الأموال‎ - ١ 

5 - العراق في ظل الحكم الأموي: 555. 

57 - البلدان 41 -45,. 

5ه - الفرق بين الفرق: 55. 

5 - تاريخ الطبري: 16/ر538. 

. المصدر السابق: 38/ر؟١5.‏ 

لاه - المصدر نفسه: 531//5. 

8 - الأنساب : 180/0 . دائرة المعارف الإسلامية: ١/ره١؟‏ 


تاريخ الدولة العربية: /17. 





آفاق الثقافة والد 


٠‏ - فتوح البلدان: 1/8؟. 

- فتوح البلدان 0 

55 - تاريخ اليعقوبي ا 5 

؟5 - القبائل العربية في المشرق ونا 

4 - استيطان العرب في خراسان: 53. 

5 - القبائتل العربية: 30/5 . 

5 - فتوح البلدان: ٠-١‏ : تاريخ الطبري دمرككم؟: الكامل: 
رك 

510 - تاريخ الطبري: 587/5. 

8 - المصدر السايق: ه/ر .5١1- 5١5‏ 


6 - المصدر نفسه: در الاع - 51/1: والكامل: 93/5 


- الإدارة العريية ليلاد فاريس في القرن الاول الهجري: 
مجلة المؤرخ؛ العدر 54 بغداد, /5/1ام. 

- استيطان العرب في خراسان. لصالح أحمد العلي. مجلة 
كلية الأداب والعلوم؛ بغداد؛ العدد؟, /193م. 

- الإسلام في أسيا الوسطى بين الفتحين العربي 
والتركي؛ لحسن أحمد محمود. الهينة المصرية للكتاب» 
القاهرة. 151/7م. 

- الإسلام والحضارة الإسلامية, لمحمد كرد علي ط”؟؛ لجنة 
التأليف والترجعة والنشر. القاهرة. /157م. 

- الإسلام وانتشار العربية والتعريب. لعبدالعزيز الدوري. 
مجلة المستقبل العربي. العدد 74 1941م 

- الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ: للسخاوي. محمد بن 
عبد الرحمن. دار إحياء الكتب العربية. القاهرة: ١1971م.‏ 

- امتداد العرب في صدر الإسلام. لصالح أحمد العلى. مجلة 
المجمع العراقي. مج؟7. بغداد. 1340م 

- الاموال. للقاسم بن سلام. ط. دار الفكر. القاهرة. ١191م‏ 

- أهل الذمة في الإسلام. لأ.س. ترتون. دار المعارف. 
القاهرة. 13571م. 


- البلدان. لأحمد اليعقوبي. ط"5. المطبعة الحيدرية. النجف. 


ام 


- تاريخ ابن خداط. أبو عمر خليفة. النجف, /19531م 


- تاريخ أهل الذمة في العراق. لتوفيق سلطان اليوزبكي. 


مكتبة دار العلوم, الرياضص. 1515م 


تاريح بخارى. لمحمد بن جعفر النرشخي. دار المعارف. 


القاهرة. 1335 


5 


-/ - الفتوح : لا/رهلا: وتاريخ الطبري: ثر 554 - 556 

.897- 495 /7 تاريخ الطبري:‎ - ١ 

؟, - تاريخ الطبري: /ردلا؛ : واستيطان العرب في خراسان: 
006 

ل - فتوح البلدان: 43١-51١‏ 

5 - تاريخ بخارى 1 

5 - البلدان : 35. 

- الحكم الأموي في خراسان: .318.:4١‏ 

// - تاريخ الطبري: ت/ر١٠5.‏ 

- الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ: 595. 


- تاريخ الطبري: 57/,//1. 


- قاريخ الدولة العربية. ليوليوس ولهاوزن:؛ بنغازي, 
5017م 

- تاريخ الرسل والملوك. لمحمد بن جرير الطبري؛ 
دارسويدان. بيروت: 1915م. 

- تاريخ العراق في ظل الحكم الأمويء للخربوطلي؛ علي 
حسنيء دار المعارف. مصر. 1555م. 

- تاريخ اليعقوبي, لأحمد اليعقوبي. دار صادر - دار بيروت» 
م 

- التوزيع الجغرافي لعرب خراسان, لعبدالرزاق الأنباري, 
مجلة دراسات الأجيال. العدد الرابع. 

- حركة الفتح الإسلامي في القرن الأول الهجريء لشكري 
فيصل ط؛ ؛ دار العلم للملايين. بيروت. 0 154م. 


- حضارة الإسلام. ! دار الكت 


لاح الدين خودابخث 
الحديثة, القاهرة. 1553م. 

- الحضارة الإسلامية, للخربوطلي. علي حسني؛ مصر. 
لالاكام 

- دراسات في حضارة الإسلام؛ لهاملتون جب. بيروت: 
5م 

- دراسات في النظم العربية الإسلامية. لتوفيق سلطان 
اليوزيكي. ظ؟. جامعة الموصل. 191/5م. 
دور الموالي ومركزهم في المجتمع الإسلامي. مجلة 
الاستشراق. العدد 5 . بغداد. 1951م 
الدولة الأموية والمعارضة. لابراهيم بيضون. بيروت»: 
1م 











- العصر العباسي الأولء لعبد العزيز الدوري. ط؟. بغداد, - مقدمة ابن خلدون., لعبد الرحمن بن محمد. مصطفى البابي 


م الحلبي؛ القاهرة. د.ت. 
- فتوح البلدان؛ لأحمد بن يحيى البلاذري دار الكتب العلمية, - مقدمة في التاريخ الاقتصادي العربي, لعبد العزيز 
بيروت: 1519/8م. الدوريء ط؟؛ بيروت: 1517/8م. 


< لقف :فق ”القرة:* تعد القا مر #التقدادى «نظيحة 'الموفي:: 1 
الفرق بين الفرق, لعبد القاهر ف يي - الموالي في العصر الأموي. لمحمد طيب النجار دار النيل 
القاهرة. 0 1 
3 للطباعة؛ القاهرة؛ 1915م 


- القبائل العربية في المشرق. مجلة اتحاد المؤرخين.؛ بغداد. أ ٍ 
- نشأة الدولة الإسلامية, لأمين سعيد, مطبعة البابي الحلبى. 


154م. 
- الكامل في التاريخ, لابن الأثيرء ط؟», دار الكتاب العربي» القاهرة. 

بيروت: 1581م. - النظم الإسلامية, لموريس ديموبين. مطبعة الزهراء؛ بغداد. 
- كتاب الأنسابء لعبد الكريم بن منصور السمعاني» دائرة 1561م 


الكارندا تحير ان 01111 - نقائفض جرير والفرزدق, لمعمر بن المثنى؛ مطبعة بريل, 


- كتاب الفتوح. لابن أعثم؛ أحمد بن عثمان: دار الندوة ليدن, 158م. 
الجديدة. بيروت» 1517/5م. 
- الوليد بن عبد الملكء لسيدة إسماعيل كاشفء المؤسسة 


- معجم البلدانء: لياقوت الحموي؛ دار صادر - دار بيروت»: 
المصرية العامة, القاهرة, 1555م. 


6م 


--- سس 2222-0 © 








الدورة الحضارية للمجتمعات 


الأستاذ / موسى الحرش 
جامعة باجي مختار 
عنابة - الجزائر 


تعد الحضارة - بصفتها ظاهرة اجتماعية - إحدى القضايا المحورية ؛ التي شغلت ؛ ولا تزال 
تشغل: بال المفكرين والباحثين على تنوّع مشاربهم الفكرية. وقد بدأت ملامح أزمتها تتفتح أكثر بعد 
احنكاك العديد من المجتمعات - ومن بينها مجتمعات العالم الإسلامي - بالغرب » في لحظة 


تاريخية: كان فيها التخلف السمة الغالبة على جميع أوجه النشاط الإنساني في هذه المجتمعات. 


لذلك طرحت أسئلة محورية عديدة من قبيل: لم هذا التخلّف الحضاري؟ أو بالأحرى لماذا هذا 


التراجع الحضاري ويخاصة المجتمعات التي كاتت قد عرفت في السابق تقدّما حضاريا في شتى 


المجالات . كما هي حال مجتمعات العالم الإسلامي ؟ كيف يمكن الأخذ بأسباب التقدّم الحضاري من 


جديد ؟ ثم كيف يمكن المحافظة على هذا التقدّم ؟ 


كل هذه التساؤلات - وغيرها - تمثّل جوهر 
مشكلة الحضارة:, التي لا يزال الكثير منها بحاجة إلى 
إجابات أخرى واضحة ومثرية أكثر لما هو مقدم من 
تحليلات. ومن هنا بدت الحاجة المعرفية ملحّة لدراسة 
هذا الموضوع (أزمة الحضارة)؛ بمعنى فتح باب 
التفكير والمناقشة فيه مرة أخرى. وتوجيه الذهن إلى 
مسائل جديرة بأن توضع موضع التآمل والبحث. 


ولا شك في أن من بين أبرز منْ عُنوا بدراسة هذا 





الموضوع في العصر الحديث المفكر الجزائري 
ال 





«مالك بن نبي» (1905 -1975), الذي حاول بدوره 
أن يقدّم في هذا الإطار مساهمة تحليلية؛ من شأنها 
أن تساعد - في نظره - على فهم أكثر لهذه القضية 
وما يحيط بها من ملابسات. وهذه المقالة تتوجه 
أساسا للتعرض إلى هذه المساه ناقشتها 


و 


على أن الضبط المنهجي و المعرفي يتطلب منًا أن 
نحدد إطار التحرك عند التعرّض إلى هذه المساهمة, 


وكذا عند مناقشتها. ولذا تم تحديد هذا الإطار - في 




















حدود ما تسمح به هذه المقالة - بدراسة نظرية 
الدورة الحضارية عنده؛ أي محاولة معرفة وجهة 
نظره فى القوانين التي تحكم التطور الحضاري 
للمجتمعات (النشأة. والارتقاء. والأفول). بناءً على 
مرجعيته الفكرية الإسلامية؛ واطلاعه الواسع على 
رواقد الفكر العالمي. والتعاطي معها بشكل واع» 
بل حمارب لسارت ارقن المجمداف / الام 
لسابقة والحاضرة: في محاولة منه للمساهمة - مع 
غيره من المفكرين - في تقديم منهجية معرفية؛ لبناء 
فكر استئناف البناء الحضاريء وتحقيق الشعور 
لحضاري مره أخرى.. وبخاصّة في مجتمعات العالم 
لإسلاميء :الع :يبدو.- من خلال حال التذني: الثي 
تعيشها اليوم على مستوى أصعدة كثيرة من الحياة 
لمجتمعية "80016101". وهذا على الرغم من توفرها 
على العوامل المؤهلة (المعنوية والمادية)» التي 
تجعلها تتجاوز هذه الحال - يبدو أنْها استقالت على 
لعموم؛ وخرجت من الوظيفة والغائية التاريخية 
كخروج المفلس والمعلن عن سقف العطاء التاريخي؛ 
بعد أن كانت في السابق؛ في مجموعهاء أمة رائدة 
وفاعلة في التاريخ الإنساني العالمي بفضل قواها 
الإنشائية الإبداعية في مجالات الحياة المتنوعة؛ كما 
هي الحال في عهد الرسول الكريم محمد يي وفي 
عهود الأجيال اللاحقة له. 








فما وجهة نظر المفكر «مالك بن نبيء إِذ! في 
الحضارة ابتداء من نشونها إلى عوامل سقوطهاء 
وماذا يمكن أن نستخلص من و هة نظره؛ حتى 
كن من النهوض بمجتمعنا الاسلامي؛ 


" - مراحل الحضارة (الظهور والأفول): 

إن المتأمّل جيّدا فيما ذهب إليه ٠كيسرلنخ‏ 
تالت سمال تزحزح عن مكانه. وتتخولن بالنهضة 
والإصلاح الديني من مجال »الروح» إلى مجال 
«العقل'"'. يدرك بوضوح أن «الحضارة؛ بوصفع 





ظاهرة مجتمعية. لها سيرورة تاريخية معينة؛ تمر في 
البداية بمرحلة تسمى ب «مرحلة الروح». ثم تدخل بعد 
ذلك في مرحلة جديدة تسمى ب «مرحلة العقل». وذلك 

ااخرى شعلا سيرابل علدى التعك از 
المسيحية: عندما تم تزحزح مركز ثقلها عن مكانه من 
مجال «الروح» إلى مجال «العقل». 

إن هذه الإشارة إلى المرحلتين الأوليين؛ اللتين 
مرت بهما الحضارة ١ ١|‏ عبر عن ذلك 
«كيسر لنغ عدذاءءةنزء!»: تجد من يكملها بإضافة 
5 وبخاصة عند بعض 
المفكرينء الذين انتابهم سُتعور يسقوط«الفدقة 
الغربية» مثلما هي الحال بالنسبة للمفكّر «أوزفالد 
شبينجلر “تعاوارءعم5 لل0)» فى مؤلفه (انحطاط 


مترنظلة كالتشة واد 


الغرب اتعلأعع0'! عل مأاعقل ملا . 


وما ينبفي الإلماع إليه هنا أن هذا الالتقاء 
والتكامل في الرؤية بالنسبة لتطور الحضارة عند كلا 
المفكّرين: لم يكونا وليدي المصادفة العارضة, 
وإنما فرضتهما طبيعة الأحداث وواقع التاريخ نفسه. 

والمفكر الجزائري «مالك بن نبي» (1505- 
907) ذاته يقبل بدورة الحضارة بالأسلوب الذي 
عبّر به هذان المفكران - وغيرهما ك «اين خلدون» - 
الذي يقع على مقياس الزمن بين حدين اثنين؛ هما 
نقطة الميلاد (م) التي منها تبدا ٠‏ الحضارة» في 
الظهور. ونقطة النهاية (ن) التي عندها تنتهي 
«الحضارة» إلى الأفول'". 

ويكون المنحنى البياني, الذي يمثل القيم النفسية 
الاحتماعية؛ صورة الت هذه القيم عبر المراحل 
الحضارية المتنوّعة. فيبدأ بالنقطة الأولى (م) في خط 
صاعد دال على النمو الحضاري: ليصل إلى النقطة 
النهانية (ن) دالاً على السقوط التضارى: 0-6 
بالضرورة. بين ٠‏ النهضة» و» السقوط». اكتمال معين 
هود طول #تتضين فيه 6 
بخط افقي. مثلما هو موخ ح قي ألنة ل الآتي' ': 





ضارة وتتوسمع؛ يعبر عنه 









































أ المرحلة الثانية 0 

5 2 

| العقل 

اخ 

1 

3 5 
5 3 4 
ناقيل #تعضرسام سس ها بعد التحضر سس 

شكل رقم )١(‏ 
يبين الدورة الحضارية 


عنك «١‏ ملك بن نبي» 


أولا : مرحلة الروح 

وهي المرحلة الأولى من التحضرء المميزة 
باندفاع روحي قويء ترجع إليها - حسب رأي 
«مالك بن نبي» - كل التطورات الحاصلة في 
المجتمع. سواء أكانت أزمات مفضية إلى تقهقر, 
أم قفزات مفضية إلى تقدّم. فهو في هذا الصدد 
يقول: «والحق أن تطور الإنسانية هى ما يحدث 
من نمو في مشاعرها الدينية المسجلة في واقع 
الأحداث الاجتماعية؛ تلك التي تطبع حياة الإنسان 
وعمله على وجه (الأرض)2". 

وما ينبغي تسجيله هنا أن كلمة «الروح 
«5000». التي تآتي عنوانا لهذه المرحلة مقابل كلمة 
٠العقل‏ *1.080.. التي تأتي عنوانا للمرحلة المقيلة. 
يكتنفها بعض الغموض. ولكن كمحاولة 
لاستيعاب محتواها من مؤلفات «مالك اين نبى؛". 
يمكن القول إنّها تعني الالتزام بالمبدأ الذي يظهر 
- بالث. 


َه للمشلسيق مكلا عدن المسكوئ 


التعبدي الث لشخصي في صورة رابطة (مسلم - 
آفاق الثقافة والتواث 








الله) وعلى المستوى التعبّدي الجمعي في صورة 
رابطة (مسلم - مسلم). والتي على الرغم من 
تعقّدها (حكام مقابل محكومين: أغنياء مقابل 
فقراء..إلغ). إلا أن حدودها بارزة من خلال 
نصوص الوحي (المبدأ)'". 
إن مرحلة «الروح» تمكل, في النهاية - على 
مستوى ما يُُسمّيه «مالك بن نبي» بسلَّم القيم 
النفسية الزمنية» التي تميز مستوى حضارة ما 
في وقت معيّن - ترجمة تاريخية للعلاقة العضوية 
الموجودة بين الإيمان بفكرة /مبدأ/ معتقد معيّن 
كالإسلام أو المسيحية, والفرد الذي يشكل 
بالنسبة إلى هذا الإيمان السند المحسوسء وهو 
هنا المسلم أو المسيحي... ذلك أن هذا الإيمان 
عندما تمكو وو ب م تنا يه النفسية 
والاجتماعية - كقادح. يطبع - وهذه هي العلاقة 
العضوية - معنى التصاعد في مجهود كل فرد, 
بحيث ينتقل به من حال الانسان الطبيعي أو 
الغطري "سنالا 
المعروقة إلى 


.|" بجميع غرائزه 
آلة:الأشسيات" المتحرز :عزنا من 






































قانون الطبيعة المغطور في جسدهء وذلك من 
خلال عملية اشتراط "امعمعمه00زل000" - يعير 
عنها في علم النفس (عند فرويد خاصّةً) ب 
«الكبت» تنظم (ولا تلغي) غرائزه (وحياته كلّها) 
فى علاقة وظيفية مع المقتضيات الروحية التي 
بها الألتزام بالمبدأ في نفسه". 

فهو في هذ الخال الجدجذة يضح معازسسا] 
حياته وفق «قانون الروح», الذي ينظم غرائزه 
ويُعرّفه مسوّغات وجوده؛ فينطلق بذلك - بمعية 
الأفراد الأخرين - بالقيام بأول فعل تاريخي؛ وهو 
تكوين شبكة العلاقات الاجتماعية اللازمة لأداء 
العمل الاجتماعي المشتركء وتكون أفعاله 
ونشاطاته المختلفة - في هذه الحالة أيضًا - نابعة 
من قدرته وإرادته المعبرة عن التوتر» الذي يعتريه» 
والذي يحوله إلى طاقة وفعالية باعثة للحضارة. 

وهكذا يغدو الدور الاجتماعي للدين/ المبدأ 
في هذه المرحلة (مرحلة الروح) متركرًا أساسًا 
حول تشكيل مجموعة قيم؛ تجعل من «الإنسان 
لعضوي (البيولوجي) وحدة اجتماعية مقدرًا 








(بساعات عمل): ومن التراب - الذي يقوم بصورة 
فردية مطلقة غذاء الإنسان فى صورة استهلاك 
بسيط - مجالاً مجهرًا ومكيقًا تكييقًا فنيًاء ب 
حاجات الحياة الاجتماعية الكثيرة» تبعًا لظروف 
عملية الإنتاج»". 

إنها باختصارء الفعالية التي يحدثها الجانب 
الروحي/ المبدأ في أوجه نشاطات الفرد المتنوعة/ 
المجتمع الحياتية؛ وذلك ما يمكن ملاحظته على 
سبيل المثال - حسب رأي «مالك بن نبي» - في 
«المسيحية», التي عندما انتقلت إلى 0 انيين» 
في شمال أورباء ووجدت عندهم تقاليد فطرية, 
انطبعت في نفوسهم, فتمثّلوها؛ ونشأت عندئذ 
الحضارة المسيحية مبتدئة مرحلتها الأولى 5 
«شرلمان»: حيث كان المبدأ الأخلاقي (الجانب 
الروحي) مهيمنًا على أوجه النشاط المتنوعة في 
الحياة. وامتدت هذه المرحلة إلى عهد «النهضة 
الغربية» التي طبعت بالطابع الديكارتي؛ أي بهيمنة 
العقل "005.آ" البحت على نشاطات الحياة المتعددة 
بدلاً من المبدأ الأخلاقيا”', كما يبدو ذلك موضحًا 
في الشكل الأتي: 








شكل رقم (؟) 
يبين الحضارة المسيحية 
من وجهة نظظر «ملك بن نبي» 


























والأمر كذلك بالنسبة للحضارة الإسلامية عند 
«مالك بن نبي»؛ فقد عرفت بداية تشكلها وفعاليتها 
في مرحلتها الأولى (مرحلة الروح) التي تبدأ من 
غار حراء (نزول الوحي) إلى عهد الخلافة 
الراشدة: وذلك نظرًا للأثر الكبير الذي قام به 
المبدأ الأخلاقي في تحريك الحضارة وتنميتها 
خلال هذه المرحلة. ولقد انتهت هذه المرحلة سنة 


/الاه/لادام؛ وهو ما يوافق واقعة صفين ''' التي 
حوّلت؛ في نظر «مالك بن نبي» مجرى التاريخ 
الإسلامى. إذ أخرجت الحضارة الإسلامية من 
طور يسوده الالتزام بالمبدأ إلى طور يسوده العقل 
وتزينه العظمة [انظر الشكل رقم (؟)]1"'. وذلك في 
حَد ذاتة يَمْكّل تعبير|:ؤاضحا عن أن مرخلة:التألق 
والإشعاع قد انتهتء لتبداً مرحلة جديدة: لها 
سلمها النفسي والاجتماعي الخاصء الذي يختلف 
نوعيًا عن السلّم النفسي والاجتماعى للمرحلة 
السابقة: إنها مرحلة العقل. 

كانيا : مرحلكة العقل 


هناك جملة من التساؤلات المنهجية المشروعة 
التي تطرح نفسها في هذا الصددء ومن بينها: 
لماذا «العقل» بالذات عنوان هذه المرحلة؟ وهل 
هذا يعني أن المرحلة السابقة (مرحلة الروح) لم 
يكن فيها شيء من العقل؟ 

لإزالة هذا اللبس يمكن القول إن كلمة «العقل» 
هنا جاءت - حسب المحتوى الذي ضمنه إيّاها 
«مالك بن نبي» مرادفة للاجتهادات الشخصية 
المتحررة من سلطة الروح (المبدأ الأخلاقي). 
والتي تسمح ببداية ظهور الحسابات الشخصية 
والمصلحية [بروز الأنانية]. مما يمرَّق ذلك جواتب 
من «خيوط» شبكة العلاقات الاجتماعية الكبيرة. 
أما «العقل». كجهاز للإدراك والاستبصار وتحقيق 





المعرفة: فإنّه معمول به في المرحلة السابقة, على 
أساس أن تطور المجتمع حضاريًا محكوم بانفتاح 
أبواب النشاط العقلي فيه. وما قدمه العلماء. على 
سبيل المثالء في إطار الحضارة الإسلامية أو 
المسيحية من إنتاجات مهمّة في مجالات عديدة هو, 
في الواقعء نتاج الوتدسة الإسلامية والمسيدية 
للعقل. 

وهكذا يمكن القول, تبعًا لما تقدّم. إن مرحلة 
العقل تمثّل - بالنسبة ل «مالك بن نبي» - مرحلة 
تحلل بطيء وجزئي للمجتمع؛ ونقص في الفعالية, 
ناجم عن انكماش في تأثير المبدأ/ الروح في حياة 
المجتمع بصفة عامة ونموٌ في العقل, مما يؤدي 
ذلك - بصفة آلية - إلى توفّفه عن «الصعود 
المصاري. 

إن هذا ما وقع بالضبط حسب مايذهب إليه 
«مالك بن نبي» بالنسبة للحضارتين المسيحية 
والإسلامية مثلاً. فالحضارة المسيحية؛ التي 
ابتدأت مرحلتها الأولى (مرحلة الروح) بعهد 
«شرلمان», متميّزة بالمبدأ الأخلاقي. تخلت شينًا 
ما عن هذا المبدأ في المرحلة التالية المتزامنة مع 
عهد «النهضة»؛ الذي طبع بالطابع «الديكارتي»؛ 
أي بهيمنة العقل "وموم" [انظر الشكل رقم 
وا 

والشيء نفسه أيضًا بالنسبة للحضارة 
الإسلامية [انظر الشكل رقم ()]. حيث تخلت عن 
المبدأ الذي كان يسود مرحلتها الأولىء التي تبدأ 
من غار حراء إلى نهاية عهد الخلافة الراشدة: 
لتدخل مرحلة جديدة في حياتهاء يسودها العقل, 
اليك (العصر الأموي 
والعصر العباسي الآول). قب ل المبدأ اتجه 
الأفراد إلى تقديس الأشخاص مهما كان قربهم أو 


وذلك يبدو جليًا مع حكم /!١‏ 

















١‏ بعدهم عن المبدأء مما نتج عنه بروز مذاهي 
واتجاهات سياسية وفقهية متصارعة (أتباع فلان 
وفلان...) أَذّرت بشكل نسبي في شبكة العلاقات 
الاجتماعية, بحيث اعترى التمرّق بعض الجوانب 
من خيوطها لعدم سيادة المبدأ في هذه المرحلة 
سيادة مطلقة 500, 

وإنّه لتظل هذه السيادة - حسب رأي «مالك بن 
نبى» - مواصلة لنقصانها منذ أن دخلت الحضارة 
مرحلة العقل؛ لأنّ الغرائز. في هذه المرحلة, تجد 
المجال مفتوحًا أمامها للتحرّر شيئًا فشينًًا من 
القواعد والضوابط التي رسمها لها المبدأ الأخلاقي/ 
الروح"". وعندما يبلغ هذا التحرر تمامه تبدأ 
المبرحلة الخالخة من مز ال الحهتانة: إنها فرحلة 
الغريزة. 











ا المر حلة الثانية 


ثالثا : مرحلة الغريزة 

وهدة الموحلة كد ئاضيمة حاكما سيقت الاشارة 
إلى ذلك من قبل - في طروحات بعض المفكرين, 
الذين انتايهم شعورٌ ببداية أفول الحضارة الأوربية 
المسيحية, مثل «أوزفالد شبنجلر #عاياعم5 
,ل»08» في مؤلفه (انحطاط الغرب امعللهه0! عل 
«ذاتكل نا) [انظر الشكل رقم (؟)]. 

ذلك لأنْ مشكلة الحضارة في العصر الحالي 
أضحت لا تخص المجتمعات الإسلامية: أو حتى ما 
كان يعرف في السابق ب «المجتمعات العالمثالثية, 
فقط: وإنما أضحت: تخض «المجتمعات المتقرمة» 
نفسها أيضاء التي تتهدّدها فكرة الانحطاط/ 
الأفول. 





العقل 


























شكل رقم (؟) 
يبين دورة الحضارة الإسلامية 
من وجهة نخلر «ملك بن نبي» 








وبالنسبة للمجتمعات الإسلامية تمثّل هذه 
المرحلة (مرحلة الغريزة) - حسب رأي «مالك بن 
نبى» - زمن «ابن خلدون» وما بعد الموحدين (من 
5 اا ى يومنا هذا)[انظر الشكل رقم 
ذا 3 

وهي مرحلة تنتهي فيها الوظيفة الاجتماعية 
للمبدأ الأخلاقي (الروح)؛ بحيث يصبح (هذا 
المبدأً) هنا عاجرًا عن القيام يمهمته تمامًا في 
مجتمع منحلء استعادت الطبيعة فيه (بجميع 
الغرائز التي تتضمّنها) غلبتها”". 

فلم يعد بذلك «الإنسان والتراب والوقت عوامل 
حضارية. بل عناصر خامدة, ليس لها فيما بينها 
صلة مينع 7 


وعلى الرغم مما قد يبدو لبعض المفكرين من 
أن المجتمع في هذه المرحلة كان ميسورًا في 
ظاهره. ناميًاء إلا أن شبكة علاقاته هي, في الواقع, 
مُحفككة : ويتَجَلَى ذلك 'فيما يضيب #الأنا» عت 
الفرد من «تضخم» ينتهي إلى تحثّل (البناء) 
الاجتماعي (المتكامل)””' لصالح الفردية؛ عندما 
يختفي «الشخص» أو عندما يسترد «الفرد» 
استقلاله وسلطته في داخل (البناء) الاجتماعى... 
فالعلاقات الاجتماعية تكون (غير وظيفية) عندما 
تصاب الذوات بالتضخم. فيصبح العمل الجماعي 
المشترك صعبًا أو مستحيلاً: إذ يدور النقاش 
حيننذ لا لإيجاد حلول للمشكلات. بل للعثور على 
ادلة وبراهين»”"' - مهماكانت قيمتها 
وموضوعيتها - تحاول أن تعرَّز ما ذهب إليه 
الفرد,. 
كما أن الاهتمام بالمشكلات لا يكون منصبًا - 
وبخاصة في هذه المرحلة - حول المشكلات 


الواقعية التي يثيرها نمرّ المجتمع. وإنما يكون 








متصضيًا خول المشكلات «الخبالنة المخضة»: أو 
غير الواقعية, كما هو الشأن بالنسبة لفقهاء 
«عصر الانحطاط». الذين لجأوا إلى البحث في 
مسائل تتعلق ب «جنس الملائكة». أو « التوضؤ من 
وطهء البهيمة»*"... إضافةً إلى ذلك تفشّي ظاهرة 
«اقتراض الحلول» أو «الأفكار الجاهزة» الناجمة 
عن «عقدة النص» أو «القابلية للتبعية»'”''. ويظهر 
ذلك مثلاً في السياسات التي يتبنّاها قادة بعض 
دول العالم الإسلامي وإفريقيا وأآسيا"" في 
المجال الاقتصادي؛ بحيث يحاولون «تطبيق 
حلول فنية» يقترحها بعض المختصين الأوربيين» 
على الرغم من أن هذه الحلول قد تكون عديمة 
الجدوى في تلك (الدول)؛ لأنّها لا تتفق مع 
عناصر «الأنا» فيها (المعادلة الاجتماعية 
والتركيبة النقيية والذهية الخاصة بالفرد 
والمجتمع)”". 

وطبيعي أيضًا - في نظر «مالك بن نبي» - أن 
يمتد أثر الاضطراب أو التفكك في شبكة العلاقات 
الاجتماعية - في هذه المرحلة خاصة - إلى 
تكاليف الحياة اليومية للأفراد؛ إن إن التزايد 
الكنين والمستمن مغلا تعن الكيز أ النظاطا: أو 
الطماطم, من مدّة زمنية إلى أخرىء لا يمكن 
تفسيره على ضوء قانون العرض والطلب؛ أي 
بإرجاعه إلى مشكلات تتعلق أساسًا بندرة المنتوج 
في السوق نظرًا لعكام كفاية الإنتاج» وهذا بسبب 
عدم خصويبة الآأرض. 

ذلك لآن هناك دولاً من العالم الإسلامي - 
وبصفة عامّة من دول ما كان يسمّى في السابق ب 
«العالم الخالت: - لها أراض خصبة جدًا: وال 
يعقزها أى كدو قن مخضا مها مثد تدر كدر : 
كما هو الشأن مثلاً بالنسبة لآراضي العراق (فيما 


بين دجلة والفرات).؛ والجزائر (سهول المتيجة 


























والعبادلة...). والسودان... ولكنها (الدول) تواجه 
المشكلة نقسها (ارتفاع الأسعار). 

«فإنا كان الإنتاج قد تغيّر - في هذه الدول, 
وأصبح غير كاف مما انج عنه ارتفاع كبير في 
الأسعار - قما ذلك إلا لأسباب اجتماعية تتصل 
بتنسيق الأعمال الزراعية والتوزيع؛ (أي): 
لاضطراب في شبكة العلاقات". 

هذا وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن هذه 
المرحلة الأخيرة من مراحل الحضارة (مراحل 
الغريزة) تتميّز يسيطرة فكرة «الشيء عدهتان 
انا»؛ بحيث يتحول الهدف من النشاط الاجتماعي 
هنا إلى ما يُعرف ب «الكم والعدد“"'"'. ويعبارة 
أشرئ تكون الاهتفاء.هنا يا حول المسائل 
من جانبها الكمي أو الشيئي: كم كسبت؟ كم 
الثروة؟ عدد السكنات؟ عدد السيارات؟ كم كتابًا 
ألفت؟ كم مقالة كتبت؟ ...إلخ. 


وهكذا تصير الحضارة إلى الأفول منهية 
بهذه المرحلة دورتها التاريخية الكاملة. في 
انتظار قوة دافعة تجدّدها مرَةٌ أخرى. 
ولا شك في «أنَ التجارب التاريخية العامة 
(وحياة المجتمعات) تؤكّد - حسب رأبي «مالك 
ابن نبي» - أطوار الحضارات هذدء ولا تكاد 
حضارة ما تشدٌ عن هذه القاعدة»'' '', بما فى ذلك 
«الدولة» التي تعد ناتجًا معيّنًا من ديات 
الحضارة""!. 
فالحضارة بهذا المعنى إذَا تبداً حينما يدخل 
التاريخ مبدأ أخلاقي معيّن. وتنتهي حينما يفقد 
هذا المبدأ سيادته على الحياة الطبيعية 
للمجتمع. فيحدث بذلك تراجع وتقهقر حضاري. 
ون المجتمع إلى حالة ما قبل الدخول فى 
الحضارة المتميزة بسيطرة الغريزة واتعدام 


«المسوغات - التي يخلقها المبدأ الأخلاقي - 
والتي تكون الدواقع الإن. نية التي تدفم 
بالتقباط إلى ذروكة القص ى؛ وتعطي للحال 
والمآل معنى,. وتجعل الثمن المطلوب كواجب 
ثمنًا معقولاً مهما كان متجاورًا للطبيعة (أو 
الطاقة)البشرية اميا 

ولعل ما ينبغي تأكيد مدلوله في هذا الصدد 
أنّ مفهوم «تقهقر المجتمع حضاريًا» عند «مالك 
ابن نبي», لا يعني - كما فهم ذلك خطأ؛ فيما 
نرى» الباحث «عكاشة شايف»"" - أن المجتمع 
يعود إلى نقطة الصفر من الناحية العلمية؛ لأن 
ذلك غير منطقي من وجهة نظر تاريخية, 
(فالمجتمع في هذه الحالة يتوقّف ويتخلف عن 
المسيرة فقط). وإنما المقصود بذلك (أي 
التقهقر) عودة المجتمع من حيث العامل المشحذ 
للحضارة (المبدأ الأخلاقي) إلى نقطة الصفر؛ 
(أي ما قبل الدخول في الحضارة) نظرًا لغيابه أى 
لفقدانه السيادة على الغرائزء ومن ثم على الحياة 
العامة للمجتمع؛ مثلما هي الحال في السابق. 

وبصدد الحديث عن الدين/ الميدأ الأخلاقى 


كمشخة الخضار #عنيفى أيفنا إلى حاتي ما 





تقدّم - إضافة ملاحظة منهجية ومعرفية, وهي 
أن «مالك بن نبي» أراد التركيز على دراسة 
الظاهرة الدينية في علاقتها يمحيطها 
الاجتماعي» ولم يدرسها في ذاتهاء كما رأى ذلك 


1 


الباحث «محمد محمد حسين"' 


ذلك لأنّ مشكلة الفرد/ المجتمع المسلم 
اليوم. مثلاً . ليست - بالنسبة إليه - مسألة تلقين 


للصلاة وغيرها من الفرائض الدينية: فنادرًا ما 
لا يكون قد تلقنها (هذا الأخير) من قبل: وإِنّما 
المسألة إرجاع وظائف الدين (المبدأ الأخلاقى) 


























الاجتماعيةا”" والمجسّدة في عدّة مظاهر 
حضارية. مثل: تحقيق العدالة بمعناها الواسع 
(العدالة الاقتصادية؛ والسياسية والاجتماعية), 
التمتّع بحقّ الكلمة» القضاء على التبعية و القابلية 
للاستعمارء تثمين دور العلم في مجالات التنمية 
المتتوفة.. اإلق 

وفي الواقع؛ مكلت هذه النقطة جانبًا معيّثًا من 
المآخذ التي عدها «مالك بن نبي» على المفكرين 
الإصلاحيين "760015165 معنا" الذين - على 
الرغم من الجهود التي بذلوها - ابتعدوا - في 
نظره - عن التخطيط الذي يعالج التغيير""؛ أي 
التخطيط الذي يمسّ جوهر المشكة المتمكّة 
أساسًا في الهوة المتعاظمة بين «الإسلام 
النظري» و«الإسلام العملي»: مما انجرّ عن ذلك 
عجز المجتمعات الإسلامية عن التقدم وفقدان 
الدين فيها لوظائفه الاجتماعية, وباختصار: عدم 
فعاليتها. 

لقد انشغل هؤلاء المفكرون حسب رأيه 
بقضايا عرضية وجزثئية كسعي: «محمد عيدة» 
مثلاً. ومن بعده «محمد إقبال»؛ لإصلاح علم 
الكلام (طرح المشكلة كلاميًا)» وسعي «جمال 
الدين الأفغاني» لإصلاح الحكم (الاهتمام 
بالجانب السياسي فقط), وانشغال «عيد 
الرجين الكواكبي» و«شكيب أرسلان» و«رشيد 
رضا» بمسائل دفاعية وجدالية تدلّ على دخولهم 
في عهد التسويغ ...0 





ومن هنا ينبغي في حالة التفسّخ الحضاري - 
حسب رأ «مالك بن نبي» - البحث في جوهر 
المشكلة الحضارية. المتمثل في كيفية توتير 
الوعي وتثويره عن طريق الدين/ المبدآ 
الأخبلاقى ١‏ التذى اعتوماى 


خل ‏ يوظائفه 





الاجتماعية - التاريخ تبدأ حينئذ دورة 
ااخصازة: ا 
الخاتمكه 

لعلّه من المقيد جدًاء في النهاية» الإشارة إلى 
أن «مالك بن نبي» رأى أن الفرد» قبل بدء الدورة 
الحضارية؛ يكون في حالة سابقة على الحضارة, 
أمّا عند نهايتها فإنّه يكون في عهد ما بعد 
الحضارة (أي فردًا متفسَّمًا حضاريًا/ منزوع 
الحضارة تمامًا). وفي ذلك اختلاف بِيّن. إذ إن 
الفرد الذي تفسّخ حضاريًا لا يعد فردًا خارجًا 
عن الحضارة فحسب - كما هو الشأن بالنسية 
للفرد السابق على الحضارة (الفرد الفطري/ 
الطبيعي) - بل أكثر من ذلكء فهو لم يعد قابلاً 
لإنجاز «عمل محضر عهتاددذاندك 086 إلا إذا 
فين هو تقنسة من اجذاور» :الأشاسية ١1"‏ يتما 
يحقى الفزن :السائق على العصازة ميا 
للدخول في دورة الحضارة. 

ولتقريب الصورة أكثر يسوق «مالك بن نبي» 
مثالاً من الطبيعة؛ وبالضبط من (علم الطاقة 
المائية) - بصفته مهندس كهرباء أيضًا - ويعقد 
من خلاله مقابلة: لو أخذنا «جزيئًا» من الماء في 
وضعين مختلفين؛ يكون في أولهما (قبل) 
وصوله إلى خرّان وظيفته إنتاج الكهرباء. وفي 
ثانيهما (بعد) خروجه منه. «فهذا الجزيء عندما 
يكون (قبل) الخزان يعطينا صورة (للفرد) 


نطو عل 
طاقة مذخورة معينة قابلة لتأدية عمل نافعء إذا ما 
استعملتها أجهزة الخزان في الريء أو في إنتاج 
الكهرياي:". 


عَسْْ أنه ذا مَا.تحول هذا اللجزيه إلى وضع 


دورة حضارية: معينة. فب جزىء 


























يكون فيه (بعد) الخزان؛ فإِنّه يصبح عاجرًا عن 
تأدية العمل نفه ه: «لأنّهِ يكون قد فقد طاقته 
المنخورة: وهو ما يعطينا صورة (للفرد) المنحل 

ارِيّا أو (الفرد) الذي خرج من دورة 
الحضارة. ذلك أنّ هذا الجزيء الخارج من خزانه 
لم يعد في إمكانه أن يستعيد حالته (الأولى) إلا 
مايل حل جزير 4ب تسح لل مل الجر 


التي ترجع به إلى حالة بخارية. وفي التيارات 
الكونة الملاتمة التي ترجعه إلى أصله؛ حيث يتم 


اني واقع (قبل) 


تحويله من جديد إلى جزيء 


يد بو ا 
خزان معين»!”". 


وهذه صورة الفرد/ المجتمع قبل دخوله 


الدورة الحضارية: وبعد خروجه منها. © 


.317 شروط النهضة:‎ - ١ 

” - المرجع السابق: 55 - 34 

لم ورسالته في الثلث الأخير من القرن 
العشرين: 57 -/ا؟. 

؟ - انظر فى هذا الصدد: شروط النهضة: ؟*/ا - 7/4. 
واشكالية الحضارة عند مالك بن نبي: 553. 


ور :1 


5 - ميلاد مجتمع: شبكة العلاقات الاجتماعية: 51. 

1 - مثل :«شروط الحضارة»؛ «ميلاد مجتمع. شبكة 
العلاقات الاجتماعية». «تأملات». 38:285) 912005 5هاء 
''73مانؤبالا ععممم عا ذمقل ععفل] وعل عمغاطم2م ع ا". 

/ا- انظر في هذا الصدد: - المصدر السابق: 55. 
ونظرية الدورة الحضارية عند مالك بن نبي: 15. 

8- شروط النهضة: ؛/ا- دلا. 

- .19 تصواول| ع0 موتاوعم/ ,أطهممعق ,كإولوانة 


.355 - 51١ انظر في هذا الصدد: شروط النهضة:‎ - ٠ 
504 إشكالية الحضارة عند مالك بن نبي:‎ 


١١‏ - تجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن «واقعة صفين» 


قدا اختلفت المصادر التاريخية بشان سرد بعض 


تفاصيلها. مما يس توركى العسدر المدهف 


والحذر المعرفي المطتوبين عند التعرضن اليها. 
والاحتراس قدر الإمكان من إعطاء موثوقية مطلقة لكل 
التفاصيل الواردة بشأنها 

إذا كان الغرض هنا ليس التعرض لحيثيّات هذا 
الاختلاف في بعضى النقاط نظرا لارتباطه بمجال 


بحت آخر. وكذا لعدم حسم المؤرخين المحققين فيه 


إلى الآن - فإنه يمكن القول - وهذا ما أراد «مالك بن 
نبي» التركيز عليه - إن هذه الواقعة سجلت تزحزح 
مركز الثقل في المجتمع الإسلامي من «مجال الروح» 
إلى «مجال العقل». وإذا كانت هناك محاولة لقراءة 
ختصرة مساعدة على الاقتراب من فهم هذه الواقعة, 
إن يمكن القول إن هذه الأخيرة (الواقعة) حدثت حين 
تولى «علي بن آبي طالب» الخلافة بعد مبايعة لم تكن 
محل إجماع كل الصحابة أنذاك: وذلك إثر مقدتل 
الخليفة الثالث «عثمان بن عفان», الذي تميّزت سياسته 
باللين. 
وأوّل عمل قام به «علي بن أبي طالب» بعد مبايعته كان 
عزل «الولاة» الذين ولآهم «عثمان بن عفان» 
مناصبهم. لكن «معاوية بن أبي سفيان». والي الشام 
في خلافة «عثمان بن عفان». لم ير في ذلك تصرقًا 
سليمًا. إذ عد أن أوّل عمل ينبفي القيام به هو 
٠‏ القصاص» من قتلة «عثمان بن عفان». وكانت في هذا 
الشأن مراسلات عديدة بين «معاوية بن أبي سفيان» 
و«علي بن أبي طالب» تتمحور حول تمسّك كل طرف 
بمطلبه: لينتهي الأمر إلى التصار ع بين الطرفين. وكان 
مسوغ «معاوية بن أبي سفيان»-- الذي استفاد من دعم 
أهل الشام انذاك - اتهام «علي بن أبي طالب» ومن معه 
بإيواء قتلة «عثمان» في جيشه. فجرى بذلك قتال فيما 
5-85 انظر فى هذا الصدد : تازيخ الأسلام السياسي 
والديني والثقافي والاجتماعي اروحاع 
9 - 36 تعأاهعا فاتعع0 ودر ها :عدوتاتامم اع تمهاذا - 
بعد هذه الواقعة توبجّد. علي بن أبي طالب» إلى ٠‏ الكوفة» 
بالعراق وانطلق منها بتسعين (30) ألفا من أتباعه إلى 
































موقم «.صفين» شرق نهر الفرات. وسار «معاوية بن 
أبي سفيان» من الشام ألى الموقع نقفسه وي 
وثمانين (85) آلفا من اتباعه؛ ووقع بينهم هناك قتال 
شديد (إذ في موقع «صفين» سنة 1 هجرية وليس 748 
هجرية كما 3 إلى ذلك ٠مالك‏ بن نبي»). 
وعندما كادت فنة «علي ع أبي طالب» أن تنتصر في 
هذا القتال. أشار ٠معاوية‏ بن أبي سفيان» إلى أتباعه 
يرفع المصاحف بهدف الاحتكام إلى الكتاب (القرأن): 
نا سبّب ذلك تفتكا في صفوف أتباع “علي بن أبي 
ى أن الاحتكام إلى العمصحف 





طالب»: إذ منهم من راأى أن 
واجبء بينما رآى ٠علي‏ بن أبي طالي» أن التقصى 
٠عند‏ معاوية بن أبي سفيان» وأتباعه غير هذاء 
فنصحهم بذلك بأن لا يستجيبوا لطلبهم. غير أن هؤلاء 
صمّموا على الاستجابة لطلب «معاوية بن أبي سفيان» 
وأتباعه. 

وأل الأمر في النهاية إلى التحكيم. حيث اختار الطرفان 
حكمين آحدهما من أتباع ٠علي‏ بن أبي طالب» وهو ٠‏ أبو 
موسى الأشعري» والآخر من أتباع «معاوية بن أبي 
سفيان» وهو «عمرو بن العاص». 

وكانت النهاية أن أرغم حكم «علي بن أبي طالب» على 
إقالة موكله من الخلافة وتثبيت «عمر بن العاص» 
لموكله ٠معاوية‏ بن أبي سفيان» في الخلافة» وقد كان 
الحكمان قد اتفقا على إقالة الاثنين. وترك الأمر 


للمسلمين لاختيارهم خليفة ينال إجماع الطرفين 
ورضاهم. وهكذا اتسعت مساحة الخلاف بين 
المسلمين - في ظل تناقص التأثير الرو 


والأخلاقي. الذي كان يطبع حياتهم من قبل. ويحافظ 
على . فا 3 العلاقات ال اح ماعية 5-5 وأصد للدولة 
المترامية الأطراق عا تان للخلافة. لا تعترف 


إحداهما بالأذ . فالكوفة بالعراق لأتباع «علي بن أبي 
طالب». و الشام لأتباع «معاوية بن ابي سفيان». لمزيد 
من التفاصيل انظر 

-تا يخ الاسلام السياسي و الديني والتقافي والاجتماعي 


15-2 ادو جلفاء الوسول كد 
١١‏ - انخلر في هذا الصدد 


3 © تلق اناكننتت مواعصهجر ها عمون مهؤل) دمن 


لالىهة. 


7ةاطهمم ع1 
7 .م نتصهلعا"ا عه موتلوعويا 


9ل .جر تأطاهصموم علعلهالا ععداه ممتادكللأيك مرك عنيمؤرا ١‏ 





5 


1 


1١ه‎ 


وواقع المسلمين وسييل النهوض يهم في فكر مالك بن 
نبى: 585 - 555. إشكالية الحضارة عند مالك بن 


000 كلفد 
- انظر فى هذا !! 3 وط النهضة ١‏ آلا - لالا. 


ميلاد مجتمع. شبكة العلاقات الاجتماعية: ١‏ 5. 


إشكالية الحضارة مالك بن نبي: 505. وواقع 
المسلمين وسبييل النهوخ بهم في فكر مالك بن 
نبي: 5301 


- انظن فى هذ1 الصؤو: كَرؤوظل الخيضة:: 
إشكالية الحضارة عند مالك بن نبي: 504. 


بحي ا 


- ومع هذا يشير «مالك بن نبي» إلى أنّه هناك بقايا من 
التمسك بالميدأ في هذه المرحلة مجسدة فى مواقف 
بعض الأفراد من أمثال: عقبة بن نافع؛ عمر بن عبد 
العزيزء مالك بن أنس... انظر فى هذا الصدد: 


.8 - 0:17صهاوا'ا عك ممالهعملا - 


.49 .م :أطقصمع8 كلعلها/ا معط ممالهذذاأياك ها عل عأرمؤطا ها ٠‏ 


إضافة إلى ذلك أن العضارة الاسلاضة: ولو ننه 
الانحراف في هذه المرحلة (مرحلة العقل). يدان لها - 
حسب رأي «مالك بن نبي» - ببعض الاكتشافات المهمة 
مثل اكتشاف النظام المنوي '!08أء06 ع لرفاولاة ها" 
وتطبيق المنهج التجريبي في الطب. واستخدام فكرة 
الزمن الرياضية: التي أبطلت فكرة تقسيم الزمن إلى 
قسمين اثنتي عشرة 
لليل. كما كان معمول به من قبل عند الإغريق 
والرومان. 


إنظر في هذا الصدد .17 :806ا5ا'ا عل مهتتهءه/ا 


اعة للنهار. واثنتى عشرة ساعة 


- انظر في هذا الصدد شروط النهضة :58 - 35, 
لال. واقع المسلمين وسبيل النهوض بهم في 
فكر مالك بن نبى: 555 555. إشكالية الحضارة عند 
مالك ين تبى: 50 - 508, 
انظر في هذا الصدد: شروط النهضة : لالا. 
.19 - 18 :لمقاقا' ا عل ومتاهوه/ا - 
أنخلر في هذا الصدد : شروط النهضة . 035 14, 
ميلاد مجتمع. وشبكة العلاقات الاجتماعية: 157. 


4 - 21 اتضواكلنا عل تمتلوعملا - 


.50 .جز اللخصصمة .كأعلدقة معدك مستمدالسن ها عل عتمفطا هله 


اشكالية الكختارة عد غالك فق وأ 















































واف ناسل النوواضى دوع فيفع الله ين (كوحدات) في علاقات مق ية تكاملية: أي فى 


:5987 علاقات تخضع لنظم معينة. 

8- تجدر الإشارة في هذا !١‏ الى أن الوارسسن انا ءاسحقتيم الاجمسامي فون فركين [الأشيطة 
المتأمل في تاريخ قيام الدولة الموحدية - التي هي من الاجتماعية التي تقوم بها وحدات البناء (الأفراد). 
الدول الإسلامية الكبرى؛ التي ظهرت في العصور والاصطلاحان الاثنان (البناء والتنظيم) لا يخرجان. 
الوسطىء والتي أسّست بقيادة «محمد بن تومرت» سنة في الواقع. عن كونهما اصطلاحين مختلفين لحقيقة 
مم ووطد أركانها وساهم في استكمال بنيانها واحدة (مكوتات المتحكمم):وليسن كثوانين الفيقتين 
خليفته «عبد المؤمن بن علي» - يلاحظ أن هذه الأخيرة مختلفتين. 
(الدولة الموحدية) أوّل دولة وحدت المغزب العربي لمزيد من التفاصيل: انظر في هذا الصدد: قاموس 
وضمت إليه الأندلس وبعض جزر البحر المتوسط؛ صطلحات الاثتولوجيا والفولكلور: ١595-55‏ . معجٍ 
.حيث امتدت حدودها من مصر الفاطمية (الغربية) إلى علم الاجتماع: 5١8‏ --515. المرجع في 3 
المحيط الأطلسىء ومن أعماق الصحراء (الصحراء العلوم الاجتماعية: 57٠‏ - 450 . المقاهيم الأساسية 
الكبرى) إلى شمال الأندلس. في علم الاجتماع: 5؛ - 85. المعجم النقدي 
ولقد كان لدولة الموحدين تأثيرٌ في التوضة الأوونية الاجتماع: 1993201-56 -5300, 
المعاضيزةة 7 - ميلاد مجتمع, شبكة العلاقات الاجتماعية: .5١‏ 
وتميّزت عن دول العصور الوسطىء؛ بتشجيع حركة 5 - المصدر السابق : .,.5١- 5٠‏ 
الفكر. ونشر الثقافة على أوسع نطاق بين الذكور 0 - فيما يخص «القابلية للتبعية» يمكن الاستزادة 
والاناث: البدو والحضرء فكان من ثمرة ذلك أن تبغ بالاطلاع على أطروحة مفهوم التبعية عند مالك بن نبي 
كثير من المفكرين: «ابن طفيل», و«ابن رشد». (غير منشورة). 
و«الإدريسي» (جغرافي) وغيرهم... إضافة إلى +5 - منها على سييل المثال. لا الحصرء دول المغرب 
تماسك التنظيم الإداري وقوته (الوزارات. العربي؛ دولة النيجر ؛ مالي» كينيا؛ تشاد.. 


والمقاطعات. والموظفون ذوو الخبرة...) والعسكري >< 80 _ميلاد مجتمع, شبكة العلاقات الاجتماعية: 5١‏ - 55 
(التدريب العالي. الفرقء العتاد. العدّة...) والحركة 
الاقتصادية (العلاقات التجارية الواسعة مع العديد من 
الدول. الأسطول التجاري الكبير الذي يربط بين 
موانتها. وبينها وبين العالم الخارجي. تطور الصناعة ال صووط الحوفية 101 

والفلاحة...). ١‏ - المصدر السابق :15 - 7١‏ 


8- المصدر السابق : 55 . 


9 - نظرية الدورة الحضارية عند مالك بن نبي: 19. 


لقد سقطت الدولة الموحدية باحتلال ٠بني‏ مرين.» 56 - مقولة التوتر في البناء الحضاري عند مالك بن نبي: 


العاصمة (مراكش) في سنة 19؟١م.‏ بعد مرحلة من يضفة 
الضعف مرت بها ابتداه من سنة ؟١١١م.‏ إثر تفكّك | 56 - الصراع الحضاريي في العالم الإسلامي (مدخل 
جيشها القوي. وتقلص نفوذها في البوادي والأرياف. تحليلي لفلسفة الحضارة عند مالك بن نبي: 115 - 
وطموح الولاة إلى الاستقلال بمقاطعاتهم. لمزيد من ا 


التفصيل. انظر في هذا الصدد: قادة فتح المغرب 55 - انظر في هذا الصدد: مذكرة مفكرون إسلاميون 
العربي: ”ىر 185 - .١93‏ شروط النهضة : /الا. معاصرون. 


- .م نحمهاوانا هل موتاهعميا 5 - .36 - 35 .مرمنطرواةانا عل صمتاوءملا‎ 19. - ١ 


55 - تجدر الاشارة في ذا الصدد إلى أن «البناء فكرة نويلث إسلامي: ١ل.‏ مفهوم التبعية عند مالك 
الاجتماعي» يعني بصفة عامة - في حقول المعرفة ابن نبي (أطروحة ماجستير ). مالك بن ند 
الانسانية عامة وعلم الاجتماع خاصّة ٠‏ ترتيبا للأفراد الرسالة: 1١8‏ 


رجل 












































ا وان أل النلعضة لحك - مناهج الحركات الإسلامية المعاصرة في التغيير: 514 


1 اعد الك بن نبي» مفْكّرًا إصلا حا الى 

ويتجلَّى ذلك من خلال الأطروحة التي أعدها لنيل١‏ 88- اي إلا إذا تخلّص من كل عوائق الحضارة المجسدة 
شهادة الدكتوراه المعنونة ب: «مالك بن نبي: مفكرا فيه والقى ميته في السابق؛ ولا يتم ذلك إلا بإرادة 
إصلائميا»: غير أن المتابعة: الدقيفة الفكر..«مالك. ذبن التغيير الذاتى وإنعاش «القكرة الدينية/ المبدأ 


1 5 ات ل ادنلوه متلق عن[ فكرة ١‏ 5 ِ 
بي», من خلال مؤلفاته المختلفة ف عن أن فكرة الأخلاقي» وواقع التحدي الذي تكلم عنه «توي 
الإصلاح - التي تمس جوانب معينة من المشكلة؛ 


وذلك بطريقة تكون في بعض الأحيان غير معمقة - لم 
تكن تشغل حيّرًا كبيرًا من تفكيره, وإنما الذي شغل 


عع طامعلزه 01 


وفنا :تسن '- كنا لإسطلنا من :فل هئ مكل «قالن 


00 ِ ا انوكي لنظويات الكضبارة كة تمثلاً كد 
حيرًا كبيرا من تفكيره هو - كما تمت الإشارة إليه بن نبي ظطرياً ل ارة الحديثة تمثلا كبيرا 
نذا -فكوه «التفييوة القل تكس أولا الإتسان:- من واستلهامه في أحايين كثيرة - على غرار ما فعل مع 

كل نواحيه - كصائع للحضارة. مالك بن نبيء مفكرًا «ابن خلدون» - أعمال بعض المفكرين الغربيين أمثال 
إصَلاحِيًا: «أرنولد توينبي».«هرمان كيسرلنغ». «أوزفاكد 
/ال - 50 - 49 .مم:همةاذانا عل ممتاوعه/ا - شبنجلر»... انظر في هذا الصدد: ابن خلدون في 


الفكر العريبى الحديث: 55 - 454., 


89- شروط النهضة :8/ا- ولا. 


.26 - 24 :نعممغطا 5لمهقىو 5عا - 


- أفاق جزاترية (للحضارة --. للثقافة - للمفهومية): 





ومدمهة. ٠٠‏ - المصدر السابق : قلا. 
المصادر جع 
- أفاق جزائرية للحضارة, للثقافة, للمفهومية. لمالك بن وعبدالصيور شاهينء ط؛؛ دار الفكر - الجزائر» دار الفكر 
نبي. ترجمة الطيب الشريف, مكتبة النهضة الجزاترية: - دمشق, 15417م. 
الجزائر. ١155م.‏ - الصراع الحضاري في العالم الإسلامي لعكاشة شايف, 
- إشكالية الحضارة عند مالك بن نبي , لمحمد سعيد مولاي, ط؟. ديوان المطبوعات الجامعية. الجزائر: 1995م. 


مجلة الموافقات. ع" جوان. 19134م. - فكرة كومنويلث إسلامي., لمالك بن نبيء ترجمة الطيب 


- شاريخ الإسلام, السياسي والديني والثقافي الشبرئك#طالادان الفكن د ومشى: :زان الفكر + الجزانن: 
والاجتماعي, لحسن إبراهيم حسن. ط؟1١.‏ دار اليل - ف 
بيروت؛ مكتبة النيضة المصرية - القاهرة, ١195م‏ - قادة فتح المغرب العربي؛ لمحمود شيت خطاب؛ طلاء؛ دار 
- ابن خلدون والفكر العربي المعاصر. لفيمي جدعان. الفكر. بيروت. 1585م. 
المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (جامعة الدول - قاموس مصطلحات الاثنولوجيا والفولكلور, لايكه 
العربية). الدار العربية للكتاب. تونس. 1585م. هولتكرانس. ترجمة محمد الجوهري. وحسن الشامي. دار 
- خلفاء الرسول. لخالد محمد خالد. ط؟. دار الكتاب العربى, المعارف. القاهرة. 1515م 
بيروت. 1514م - مالك بن نبي رجحل الرسالة. لرشيد بن عيسى؛ ترجعة محمد 
- دور المسلم ورسالته في الثلث الأخير من القرن صلاح الدين المستاوي. جريدة الشروق. ع5١.‏ 
العشرين. لمالك بن نبي. دار الفكر - الجزائر . دار الفكر. مالك ين نبي مفكرا إصلاحيًا, لأحمد السحمراني. ط؟. دار 
دمشق. 1351م النفائس. بيروت. 1541م ْ 


- شسروط النهضة. لمالك بن نبي. ترجمة عمر كامل مسقاوي. المرجع في مصطلحات العلوم الاجتماعية. لتخية من 



































أساتذة قسم الاجتماع, دار المعرفة الجامعية؛ الإسكندرية» فرجية عب الضيؤر كتامين: لاز الم باعة 


دنت. والتوزيع والنشر. دمشق: 15857م. 
- معجم علماء الاجتماع. لدينكين ميشيل؛ ترجمة إحسان - نظرية الدورة الحضارية عند مالك بن نبي. ليزيد رمرم. 
محمد حسن, دار الطليعة. بيروت: 155١م‏ جريدة الشروق الثقافي الأسبوعية. العدد 15. نوفمبر» 
7 0 5 الك افو 557 
- مفكّرون إسلاميّون معاصرون: لمحمد محمد حسين, لجزائر 5 
جامعة قاريونس؛ ليبياء د.ت. - واقع المسلمين وسبيل النهوض بهم في فكر مالك بن 
. 1 نسى, : ف. مجلة الموافقات. أحوات: 
- مفهوم التبعبة عند مالك بن نبي. لسلوى بن جديد : نبي لحسين يوسف, مجلة الموافقات, العدد ؟. جوان 
5 391010000 5م 
(أطروحة ماجستير) غير منشورة. م 
2 1 8 اك ها تعبوتاللمه أع قهواذا : ويوالهط6© مقطان8 - 
-:مقولة :الدوض في الخناء. الحضاري بعد .ماك بن دجي ,1997 ,(طومعهه) ممللتمع بزعواق ,فلتمعووا! 
لحمودة سعيديء مجلة الموافقات. ع”؛ جوان» 1555ام. ا وموك 10865 دعل وممؤاطمرط عا : أطهصصع8 عاأعاواة - 
0 0 58 58 بعأاعموالابله8-اثظ .0ع ,إعواث ,30ل اناكلت/8 علممم 
- مناهج الحركات الإسلامية المعاصرة في التغيير, لعبد 0 
اللطيف عبادة, مجلة الموافقات: ع؟. جوان: 1555م. -و5أاأناته ها عل علرمغط1 هم : عنام عمعطكا 618 نولم 3 
١‏ بعمقطه6 داع .لع نعواخ ,تطعممع8 عاعلهلا جعطه وملا 
- ميلاد مجتمع, شبكة العلاقات الاجتماعية: لمالك بن نبي» .49 .م ,أناوناه7 أ 


سر 0 2220 © 
















أفاق الشتسافة والتسسرات أن - له لآ 315نه؟ - له 150نم 
مجلة فصلية ثقافية ترائية مكتبية ععماتدء11 لمسناانان) غه لممسسامل واتع يدن 0 4 
تصدر عن مركن جمعة الماجد 2000 اث 11128 لمة عتطانن) عرهظ “عامعن) لأزة81 - أ قصال 









































فقسب اشناك صحدها د00 ممتامتنوطهه  ١‏ 
١ /‏ 
ا ستة أكثر من سنة عدد السنوات ا 
: بوعل عم نوعلا عم0 مهطا عنوالةا 5اوع ل أن # . 
: للأعدان : # 5565| عدد النسخ : : 168م00 أ0 # ا 
: ابتداء من تاريخ : 821 موأأماعءوطنة ا 
: شيك حوالة مصرفية حوالة بريدية ١‏ 
: اعوط 2214 كامو8 ]22 أهأومص : 
0 التاريخ 0216 التوقيع : #الاتهموز5 2 ' 
3 ب اي ب يي 

الاشتراك ١‏ لسنو 
داخل الإمارات لاشتر ف في الخارج : 

للمؤنيسات:: ١١‏ درهقا: للمؤسسات : 55 دولاراً أمريكياً 

للأفراد : 7١‏ درهماً. للأفراد : "١‏ دولاراً أمريكياً 

للطلاب : ١؛‏ درهما. 


تودع الإشتراكات في رقم الحساب البنكي للمركز : ٠45050560178‏ بنك المشرق دبى 
ع129لع! لمة عنناغان0 )0١‏ تعتمعتن لأزواا - اه فصيال مغ علقص عط لانامطة كتمعميروم 
أدطناط - عامة8 وأعطكهالا - اه 0490906523 # .ععم 


أفاق الثتسافة والتسسراث ا ل اا 





اناك ال ينا 
اشعار بالتسلم 


أماععع ]1 01 امع سععلء 1 مداع م 























الاسم الكامل : علصقلا 

المؤوسسة : : لوأأاألاقما 

العنوان : 26001655 

صند وق البريد :»“ام8 .0م 
العدد ا : .0لا 5عناووا| عدد النسخ : 85أم00 أه .ملا 

اهداء © تبادل [ ]| مومهطم»ع اشتراك ممنتاملروةطناة 

التاريخ : 0816 التوقيع : 6الاأهموأ5 







































































انا 








فاكس ا 


ٍ :1 
هه : 
. 55 1 
2 اس َه 
- لم 
2 2 : 
د 5 
3 ك0 1 
3 5-5 5 مد 
2 :3 
جح ينا 0 
5 5 1 ذ 
3 3د 
لات ا ا 0 
5 31 
للم ”3 0ه 
ا 
26 ب 5 كك 
6 © 5 
0 ا اع 
57 ح- 0 78 5 شع انق 
4 9 و كط 
2 2 دك ت 1 1 
6 5 2 2 90 1 
65 5 © 3 3 
0086 > م 


ا ان سنن حا مه باس نا مانا نان نان ناس م ساح ناح نح ناح حم ع ما ساح سس سا ل اح سا اا سا ساس ساس ال ا 2 





والغزو الثقافي الأجنبي 


الأستاذ الدكتور/ محمد صالح العجيلي 
رئيس قسم الدراسات الجفرافية 
الجامعة المستنصرية - بفداد 


أصبح من مستلزمات المنطق؛ حينما نتحدث عن شأن عربي ماء؛ أن نستطرد بعض المتغيّرات 
الثابتة والمُلزِمة أحيانا؛ وأن نتكلّم عن صراعات» وإشكاليات» وتحديات: وتهديدات؛ صراع حضاري أو 
صراع ديني. وتحذ مصيري؛ وإشكاليات ثقافية؛ وتهديدات أمنية وغيرهاء وكأئنا قوم نعيشٌ في وسط 
غابة مظلمة. ليس فيها سوى الوحوش.؛ وما علينا إل أن نتجهّز ونستعد في كل لحظة لهجوم علينا 
محتمل. هذه هي فلسفة العاتم الغربي المتحضرء وتلك قوانينه المستمدة من شريعة الغاب: وهو 
ينشد الديمقراطية. وهذه نظرته التعسفية الضيّقة وهو يدعي التقدمية. ولكنٌ هذه أخلا قهم 
وفلسفتهم في الحياة: فما بائنا نحن أمّة العرب والإسلام. إزاء هذا الهجين من القيم والأخلاق؟ كيف 
نحافظ على مجتمعاتنا من الانجرار وراء هذه التيّارات الهزيلة؟ وحسبي أن أقولها بأسى: لم نجد 
سوى ,أدبيات, التراجع والاستسلام والرضى. لم نجد سوى التأرجح بين أصالة التراث المجيد 
والانفتاح العشوائي لحضارة الغرب. سقط من أيدينا سلاح الإيمان القاهرء وهزل منطق الإسلام في 
كيفية التعامل مع الأخرين. واستيعاب منطق الآخرين في التعامل معنا. نسينا أن أخلاقنا هي التزام, 
وأنها تقوم على الإيمان بالله. وابتعدنا عن دستور القيم والثقافة ومكمن القوؤة كتابنا المجيد. 


ترى كيف يمكننا التوفيق بين أصالة قيمنا أولا : الخصائص العامة للمدن العربية 
وثقافتنا؛ وأن يكون لنا مشروع ومنهج وأسلوب 5 مذ 1 خاصٌ 


احتلت المدينة منن أقدم العصور مكانة 
حياة دون الاعتمار كلة لكوي و ا : 
ياة دون د كليًا على الآخرين. ونحن نعيش في التاريخ البشري. فبينما يمثل الريف والبادية 


في دوامة المواجهة والفزو المزدوج لحاضرنا مناطق الانتشار السكاني. إذا بالمدن تمقّل مراكن 
ومستقبلنا. هذا ما يحاول بحثنا أن يجيب عنه. الكثافة السكانية, وغاليا ما يصاحب هذه الكذافة 


3 

















تنوّع العناصر والفئات والطبقات والطوائف, 
وتتنوّع بمحتواها المواهب والأمزجة والميول 
الثقافية. مما يترك أثره واضمًا في الحياة العامة 
داخل المدينة. 

ويف لا 
والاجتماعية والسياسية. ومكانًا تتمحور بداخله 
الاتجاهات الأيديولوجية؛ ولهذا دعا بعضهم إلى 
الاعتقاد أن المدينة تعني الحضارة: ولا ريب أن 
الحضارة العربية الإسلامية كانت: باعتراف 
الباحثين, قد انبعثت من المدن العربية؛ التي كانت 
بالفعل مراكز الإشعاع الحضاريء وذلك لما اتسمت 


دينة مركرًا للأنشطة الاقتصادية 


به تلك المدن من أمن واستقرار وتسامح وعدالة. 
كانت , نؤلة مقوّمات لآ ملوب الحياة يومئذ. 
والمدن كلهاء بشكل عام, لها أسس مشتركة؛ من 
حيث إِنّها تؤدي وظائف معيّنة. وهي بهذا عندما تتغيّر 
تبقى محتفظة ببعض ملامحها القديمة؛ تتناسب 
والملامح الجديدة: التي تؤول إليها التجمّعات 
الحضرية وعلى مستوى مدن العالم. وتعكس المدينة 
في ضوء طابعها الحضري مظاهر حضارية وثقافية 
واجتماعية. تختلف باختلاف العصور ما دامت 
المدينة انعكاسًا لثقافة العصر الذي وُحدت فيه مع 
وجود أساس ثابت مستمر بطبيعة الحال. 
وتختلف القيم الثقافية فى المدن. التى تتمثّل عادةّ 
في اختلاف العادات والتقاليد واللغة مع ما مخملة هذه 
اللغة من تراث فكري وأساليب للتفكير وطريقة 
للتعبير عن تلك الأساليبا"'. 
وإن النظرة الصحيحة للمدينة هي النظرة التي 
تتكامل فيها صورة لوك النّاس وتصرّفاتهم 
وأفعالهم وعلاقاتهم الاجتماعية بعضهم ببعض. بعيدًا 
عن النظرة (الستاتيكية) الحامدة لها. 
حقيقة. وفي ضوء التغيّرات العصرية في نمط 
الحياة الحضرية والمشكلات المرافقة لها. من حيث 


تأَذّرها بالحضارة الغربية وتقليد سكانها العشوائي 
لنمط الحياة لهذه الحضارة وأساليبها بخسيسها 
دون نفيسهاء وزائفها دون أصيلهاء نرى أن مُدننا 
اليوم بحاجة إلى مراجعة دقيقة وإصلاحات جذرية 
بعيدًا عن العلاجات التزيينية: أن ما تواجهه المدن 
اليوم قد لا يكون شبيهًا بما واجهته على مدى عمرها 
الطويل. فهي بحاجة إلى تخطيط اقتصادي؛ وسياسة 
اجتماعية؛ ومفاهيم إدارية» وتخطيط سكاني سليم, 
يتجاوز أخطاء الماضيء وكلّ ذلك مرهون بكفاءاتٍ 
علميّة وخبرات تقنية عالية وعلى قدر كبير لمواجهة 
مشكلاتها. 

وبالنظر لما للتحضّر من تماس واتصال مع 
الحداثة والتقدّم» اتخذ التحضّر اتجاهات غالبا ما 
تكون منافية للأعراف والتقاليد العربية والقيم 
الدينية. وهذا هو السبب الذي دعا الكاتب العربي 
طه حسين أن يقول: «علينا أن نصبح أوربيين في 
كل شيء» قابلين ما في ذلك من حسنات وسيّثات» 
وذلك فى معرض انتقاداته للثقافة المصرية 
المعاصرةا". 


ويعود هذا التوجه؛ غير المحسوبء إلى النمو 
المتسارع للتحضّر في الوطن العربي, والناتج عن 
عاملين: أولهما تركز النشاطات الاقتصادية: 
وبخاصّة الصناعية: الذي أدَى إلى توفير فرص 
عمل كبيرة تُغري الناس بالانجذاب إليها وثانيهما 
الهجرة الريفية إلى المدن الناجمة من رغبة أبناء 
الريف بالتممّع بالحياة الحضرية ذات الإغراءات 
المتعدّدة"'. 

وقد رافق النمو العشواتي للتحضّر في الوطن 
العربي مشكلات حضرية معاصرة: يعد الاختلاف 


فى المستويات الثقافية. واختلال القيم» والتقليد 


العشواتي للآخرين. والابتعاد عن الأصالة. من 
أككوما تاتيزلاف؟ السبتفل الثقافى لسكان الحشين 
في الوطن العربي. 























ثانيا : التأصيل الإسلامي في فيم الثقافة 
الحضرية في الوطن العربي 

للتحضر دلالات حذ 
واجتماعية. وأخرى اقتصادية؛ هذه الدلالات طبعت 


ية. وحضارية: ودينية: 


الحياة الحضرية بصفات وخصائص تميّزها عن 
سواها من الريف والبادية» وفي الوقت نفسه تعطي 
انعكاسًا مميّرًا على مستوى مجتمعات الأرض 
وأممهاء فهناك المدينة العربية والمدينة الأوربية 
والمدينة الأمريكية وهكذا. 

وقد أمن سكان المدن العربية بالدين الإسلامي 
التمديف على أساس أنه عقيدة وغنادة؛ وتلق :وماد 
ثقافية؛ وقانون للحياة؛ وسياحة. وقوة, واعتنقوه 
نظام كاملا ١‏ يفرضل “تفني» علر: كل مكلا فر التحناة: 
وينظم أمر الدنيا كما ينظم أمر الآخرة". 

بهذا الفهم توغات مبادىء الدين الحنيف في 
مفاصل الحياة كلّهاء وضمن استراتيجية محكمة. 
تدعو إلى وحدة الأمّة الإسلامية كافة وكسياج منيع 
لأيّ اختراق أجنبي, من شأنه تهشيم قيم المسلم 


وتحجريف ميادثه. 





وفي الوقت ذاته الإسلام دين لا يحبّذ العزلة 
والرهبنة؛ والانغلاق على النفس: لأنّ هذا السلوك لا 
يساعد على الاستقرار البشري. ولكثه يحذَّر من 
الانغماس في التمدّن؛ أي إن وعد من جعل التمدّن 
غاية في ذاته: إذ إن هذا الانغماس يؤدَى بالإنسان 
لأن ينتقل من مرحلة المباح إلى مرحلة الشبهات. ثمّ 
إلى المحرّمات. ومن ثم تدمير الحواضر. وأنّ هذا 
لتأصيل الديني للتحضّر يساعد على بناء رؤية 
منهجية واضحة متحرّرة من الهيمنة: التى تدعو 
إليها المدارس الأجنبية للتحضّر: والمتمئلة يكل 
لمظاهر الخارجة عن المألوف في قيم المجتمع 
الحضري لعربي وسلوكه وأخلاقه الفاضلة ودينه 
لسمع. ذلك أن المدينة الاسلا 











مية تضع حدود 
لإسلام وشرعه مثلا أعلى. وتعيش أحكام الحكام. 








آفاق الثقافة والتراث 


كما تقيس سلولك الأفراد. وصحة المعاملات: 
والعلاقات البشرية. 

والقيم الإسلامية» وإن لم يحسن الناس تطبيقها, 
أو حادوا عنها في عديدٍ من مدن الإسلام؛ وفى 
العصور المتعاقبة. فإن هذا لا يلغيهاء ولكتها كانت 
على الدوام تقيم الحجّة على من يخالفها" . إنّ 
للأصالة جذورًا في المجتمع العربي وقوى تدافع 
عنهاء وهي تقاوم الذوبان في الآخرين؛ منطلقة من 
ميزة الواقع العربي الاستراتيجية والقومية والدينية 
والجغرافية. ونحن إذ نتكلم عن هذه الميزة يعد تكلمنا 
حدينًا مباشرًا عن الهوية العربية» وإنّ جوهر هذه 
الهوية يكمن في الثقافة الإسلامية. 

ولم ترفض الحضارة الإسلامية» في أيّ مرحلة, 
التعامل مع العالم والتفاعل معه مطلقًا؛ فبعد 
الفتوحات الإسلامية, التي أدخلت أهم الحضارات 
القديمة - الفارسية, والهندية» واليونانية - في إطار 
الدولة الإسلامية؛ حدث أعظم ألوان الانفتاح 
الحضاري وأوسعه من العرب المسلمين على تلك 
الحضارات القديمة: لكنّهم ميّزوا بين المشترك 
الإنساني العام, فاستلهموه؛ ووظفوه؛ محكومًا 
بأخلاقيات الإسلام؛ وبين الخصوصيات الحضارية 
فرفضوهاء بل شنّوا عليهاء عندما تعرّضوا لفزوهاء 
حريًا ضروسًا". 

وبهذا المنحى تتعرّز أواصر الاتصال والانفتاح 
بين ثقافة المجتمع المسلم مع حضارات الآخرين 
دون الإخلال بموازين الأصالة وجوهرها. 

تلك هي الثوابت التي يبقى المجتمع بموجبها 
متماسكا موحدًا ومستمرًا ومستقلاء إلا أن الطموح 
والرغبة في استمرارها يواجه اليوم مقاومة من 
القوى المجهولة على الهيمنة الطامعة في الأرض 
والشروة. والمٌّخْلخِلة للفكر. والمهدّدة للعقيدة 
والوجود. فهذه القوى تعمل بالضدٌ بشثى الوسائل 
السياسية والثقافية والاقتصادية و الحسكرية. 














0 





ولفرض مقاومة هذا التيّارء ولكي يحافظ 
التحضر العربي الحديث على أصالته. يتطلب الحذر 
الشديد من الانفماس والاندفاع في التعامل مع صيغ 
التحضّر الغربي الدخيلء والانجرار وراء ما تمليه 
قيمه الثقافية. ومحاولة وضع مفهوم التقدّم والتطور 
الحضري كإطار معياري للتحول الاجتماعي والوعي 
الثقافى بمقتضيات اللحظة الراهنة في مقابل ماض, 
يستوجب الانفصال عنه. وفي اتجاه مستقبل يجب 
تحقيقه. وبهذا التصوّر الذي يكشف للتاريخ البشري 
عن مسار العقل الإنساني, اذغ يقبغ يخا تشمو له 
التحوّل نحو الحداثة والتطوّر والمعرفة؛ ومحتفطًا في 
الوقت نفسه بأصالة القيم وجوهرها. 
ثالثا : تغير القيم الثقافية لمجتمع المدينة 
العربية 

رافق التحوّلات التي شهدتها البنية الإنتاجية, 
وبنية قوّة العملء ازدياد معدّلات التحضّر في 
المجتمع العربي؛ كون الصناعة والخدمات هما - في 
التليلالأحين ‏ شتأنا مَدَئنا إلن حد كنين: 

وتمخّض عن ارتفاع نسبة التحضرء وزيادة 
سكان المدن؛. ضعف الإدارة الحضرية فيما يتعلق 
بتنظيم الأحوال الاجتماعية» وتحسين الأحوال 
لمعيشية. وتطوير مجالات العلم؛ ورفع المهارات 


من حيث البناء الذاتي والتحصين الثقافي والتمثيل 
لقيمي للعائلة. وضعف الإدراك الحسّي للإرث 
لمعرفي الإسلامي. وخاصية الثقافة الإسلامية التى 





أرسيت قواعدها في كيان المدينة العربية الإسلامية 
في بواكير نشأتها. 


ويمكن حصر هذا التغيّر في قيم الثقافة الحضرية 
بعنصرين: 


١‏ - تأثر الواقع الثقافي العربي بالثقافة الغربية. وهذا 


لغردية لسكان المدن؛ وانعكس هذا الأمر بشكل 
خطير على المستوى الثقافي وخلخلة القيم الثقافية, 


أدّى إلى ظهور ثقافة منفصلة عن الواقع 
الاجتماعى. أقل ما يمكن أن يُقال عنها أنها ثقافة 
غير مطابقة لواقع المجتمع العربي. فمنطقها 
مختلف. وتعييرها مختلف: وذوقها مختلف عما 
تعوّد عليه المجتمع العربي. أو عمًا يسير عليه 
عنامّة الثّامن::فيذلاً من أن تمكس هذه الحقافة 
تحوّلات المجتمع العفوية وأن تتأَثّر بتناقضاته. 
نجدها هي التي تحاول أن تغيّر السلوك والذوق 
والتعبير؛ ليعود المجتمع مطابقا لمنطقها'". 

” - أصبحت الثقافة العربية - بشهادة الكثير من 
التاحفين- تشكل:ثيتها واسشعا تتعايش 1 


: ي 


داخلة وتيشكل تعاطفي, شبكة من النزعات 
والاتجاهات, التي يعوزها الائتلاف ويسودها 
الاختلاف. فهناك الثقافة العربية المحافظة: التى 
تمجّد الماضي وتقدّسه؛ وهناك الثقافة العربية 
الحديثة التي, بفعل ازدواجيّتها. تعيش في 
ضياع تامَ: لأنَّ زمنها الثقافي بعيدٌ كل البعد عن 
ذاتية الفكر العربي وخصوصيّاته الحضارية 
والثقافيةا". ١‏ 


إن المجتمع العربي أوقع نفسه في شراك نصبها 
له الآخرون بوعي؛ ونصبها لنفسه بغير وعيء» ووقع 
بسيب ذلك أسيرًا لتناقضات لا يظهر لها حل من 
خلال: التناقض بين الدين والعلم, التناقض بين 
العروبة والإسلام؛ التناقض بين الحاضر والماضي» 
التناقض بين الأصالة والمعاصرة. بل وصل 
التناقض إلى أنْ الآمة أصبحت مولعة بالبحث عمًا 
يفرّقها أكثر من بحثها عمًا يجمعها. 

هذه التناقضات قادت المجتمع إلى الابتعاد عن 
حقيقة الله في الخلق؛ وإلغاء تميّز الشخصية العربية, 
وإغفال الأصالة في التراث والحضارة؛ وسلب إرادة 
الآمة في تجاوز أخطائها وصنع مستقبلها. ومن ثم 
تعطيلها من التوصل إلى شق طريقها العربي 
المستقل. أسوة يأمم الأرض الأخرى''. ١‏ 





























وفى ضوء هذه المعطيات تأتي الدعوة إلى 
العقلانية والواقعية, وتبتّي حقيقة أن لا نهضة عصرية 
لأمّة إسلامية ما لم تقم على مبادىء الإسلام 
ودستوره, وأن لا تقدّم ولا إصلاح منقطع الصلة مع 
مبادىء الدين الإسلامي الحنيفء ويمكن أن ندرك» 
وبتواضع. أن الأمّة التي كوّنها الرسول يلي في أقل 
من مائة سنة كانت حضارة ظٍِ عظيمة» عجزت الامم كلها 
أن تأتى بمثلها في ألف سنة أو تزيدء كما شهد بذلك 
عود مح #كان الغرت والسيةة لا 

نا الدعوة إلى إعطاء العقل حقه على فرضية أن 
العقل أساس التفاعل الحضاري؛ ومقياس لصحة 
العقائد, ووعاء العلم والثقافة. فالبرهان العقلي لا 
يمكن أن يكون إلا سليمًاء والوحي الإلهي لا يمكن أن 
يكن إلا صادفاء وأ تناقضن فين الأثتين تسق 
مفتعل؛ وباب الاجتهاد هو الجسر المفتوح لعبور 
فجوةهذا التعسّة المفتعل. والمعلوم أن الأمّة 
الإسلامية قد أدركت منذ القديم أن العلاقة بين العقل 
والإيمان ليست شرط أفعال العقل المفسّر والمؤوّل 
فحسب؛ بل هي عين شرط الوجود الإنساني 
المتوازن وأن الحضارة الإنسانية لا تستقيم إلا إذا 
ضربت عروقها في أعماق الإيمان. وبالإيمان تستقيم 
القيم وتتوازن. 
رابعا : الفزو الثقافي الأجنبي اختراق أم 
انجذاب؟ 


قين المنصفين 


يبدو للوهلة أن هناك نوعًا من الغرابة فى هذا 
التساؤل من أن الاختراق صفة ملازمة للغزو؛ فكيف 
يكون لأحد أن يجتذب الغزو على نفسه؟ وإنّ الاجابة 
عن ذلك تقودنا إلى الاعتراف ببعض المُسلّمات التى 
تبدو ثابتة وواقعية وهى: 


١‏ - إن التماثل الحضاري والثقافي المطلق لن يتحقق 
أيذا: ولن تنجح أيّ حضارة في بلوغ هذا الهدف. 
فالحضارة البابلية والاشورية والسومرية لم 
تجعل العالم بابليًا أو اشوريًا أو سومريًا بالكامل. 


آفا والترات 





وكذلك الحال بالنسبة إلى الحضارة الفرعونية 
واليونانية والرومانية والحضارة الإسلامية إلى 
أن نصل الى الحضارة الغربية الحديتة. 
وقياسًا على ما سبق؛ لن تنجح الحضارة الغربية 
في استيعاب الحضارات الأخرى وذوبانها 
داخلهاء بغضّ النظر عن اختلاف منطق التفاعل 
الحضاري في سماته ومضمونه عن المنطق ذاته 
في مراحل تاريخية سابقة, طالما أن لكل أمة 
معطياتها الحضارية الثابتة. 1 
إن ظاهرة الغزو الأجنبي للثقافة العربية» في 
الواقع حقيقة مستقلة استقلالاً تاريخئًا وكاملاً 
عن ظاهرة الغزو الاستعماري كما عرفته المنطقة 
العربية ابتداءً من القرن التاسع عشر. حقيقة أن 
الثقافة العربية خضعت لأآثار هذا الاحتلال الذي 
كان لا بِدّ من أن يتسلل إلى النواحي المعنوية 
والفكرية للوجود العربي, ولكنّ الواقع؛ أن هذا 
التصوّر تبسيط لحقيقة معقّدة, فعلاقة الغزو 
السياسي والاستعمار الحضاري لا تفرض 
بالتبعية عملية احتلال ثقافي: وليس أدل على هذه 
الملاحظة من أن حقبة الحكم العثماني لم تؤدّ إلى 
ذلك الغزو بتلك النسبة, ولا بذلك القدر؛ الذي 
عرفته الحضارة العربية فى مواجهة الثقافة 
الأوربية"". ْ 
" - إن الحقبة الاستعمارية الحديثة تميّزت بحلم 
الغرب للسيطرة على الشرقء وأنْ لا يطرد منه كما 
حدث لغزواته الصليبية (485 - 0٠15ه/ -1١97‏ 
5ع ولذلك أوا نب الغرت وممكووه كمفيق 
ركيزتين للغزوة الاستعمارية الحديثة, هما: 
> ركيزة الغزو الفكري - الثقافي؛ التي تحتل 
العقل الشرقي والاسلامي منه بوجه خاص؛ 
ليظل الغرب هو القبلة الحضارية للشرق, 
فتتأيّد للشرق تبعيّته للغرب. حتى لو جلت عنه 


جيوش الاستعمار. 























- إيجاد أقليّة دينية أو أكثر بين الأقليّات التي 
تعيش في محيط العروبة والإسلام؛ تقبل 
بار الفربٍفيهذاالمشروع 
الاستعماري الحديث (الفزو الثقافي 
والفكري). تمثّل بذلك ثغرة الاختراق الغربي 
للشرق الإسلامي. فعمل الغرب على تشجيع 
الاقتلاع الثقافي بفرض الثقافة واللغات 
الغربية من ناحية؛ وبتشجيع التفكير السلفي 
الغيبى من ناحية أخرى. وقد نشأ عن هذه 
السياسة ثنائية هائلة ضمن البلد الواحد بين 
فكر ليبرالي أوربي وفكر سلفي يغرق في 
متاهات الماضي"". ش 
وإزاء هذه المسلمات. هل يبقى ثمّة شك في أن 
الغرب يفرض قيمه الثقافية قصرًا على الشعوب»؛ وإن 
كان هذا هدفه الأول؛ فهل يفلح الغزو الأجنبي في أن 
يُحطُم القيم المعنوية للشعوب؛ دون أن تكشف هذه 
الشعوب عن غطائهاء وتزهد عن قيمها. وتتاجر 
بذاتهاء وتتخلّى عن دورهاء وتتنازل عن حقوقها 
الإنسانية والحضارية. فالثقافة قيم وممارسات؛ ثم 
هي نظامٌ متكامل لا يقبل التحليل ولا يعرف إلا 
التماسك التصاعدي؛ فالثقافة بهذا المعنى هي أوَّلاً 
إيمان. وثانيًا امتياز, وثالثًا تضحية وكفاح. فالإيمان 
شعورٌ داخلي يفرض على الفرد أن يرى في تلك القيم 
محور حياته ووجوده؛ والتضحية تجرٌ صاحبها دوم 
إلى الأمام؛ فمن أين يتم الاختراق إِذَا؛ وفي ضوء هذا 
الطرح الموضوعي, يتجلى للمرء بوضوح أن هناك 
قوى جذب مركزية؛ تنبع من صميم المجتمع العربي 
وواقعه. ملوّحة للغرب إلى أن هناك تعطّشًا ثقافماء 
وفراغا قيميًا. ورغية ماسة لأيّ جديد. وبغض النظر 
عن مدى تلاؤمه مع القيم السائدة في المجتمع. 
ولعل مبعث ذلك يعود إلى عدم التجانس الفكري 
والياس الثقافي. والتناقض الأيديولوجيء وتعدّد 
الانماط الاجتماعية والأنظمة التربوية. التى جعلت من 





المجتمع العربي مسرحًا لغموض عميق؛ تترجمه مظاهر 

التباين والتناقض بين القيم والمبادىء: بين الشعارات 

والإنجازات؛ بين التصرفات والممارسات"". 

خامسا : ما العمل لحماية القيم الثقافية في 

المجتمع الحضري العربي 
مما لاشكٌ فيه أنّ مسألة حماية القيم الثقافية 

لمجتمعنا باتت من الأمور الملحّة: التي تفرض نفسها 

على المجتمع العربي المعاصرء وذلك لأمرين اثنين: 

أولهما ذاتي صرفء يهم تاريخ العرب أنفسهم, 

وقوامه أنه على التقافة العربية المعاصرة أن تحتل 

مكانتها بين الثقافات الأخرئ. المكائة .نفسها التى 
احتلتها الثقافة العربية القديمة في عصور ازدفادها 
وإشعاعها. وثانيهما موضوعي محض. مفادة أنه على 
الثقافة العربية أن تكون في مستوى تحديات العصر 

الجديد. عصر الثورة التكنولوجية والانفتاح الثقافي. 
ولغرض توفير الحماية المطلوبة للثقافة العربية لا 

بِدَّ من الأخذ بنظر الاهتمام الأسس الأتية: 

- تبِنَى سياسة الثقافة المضادة (عتننا»‎ - ١ 
التى تتمثّل برفض الثقافة السلفية‎ 1 
التقليدية من ناحية, والثقافة التغريبية والانتقائية‎ 
المستعارة من الغرب دون تمحيص في معناها‎ 
وأهميّتها وتناسيها مع الواقع العربي» ثقافة ضد‎ 
التقليد, أكان ذلك تقليدًا للماضي أو لغرب‎ 
فهي ضد الماضيء بمعنى أنها ترفض الانعزال‎ 
والا: خلاق وتوٌ 3 بالانفتاح بالاستفادة من‎ 
التجارب الإنسانية العالمية. وهي ضد الغرب لكي‎ 
تتجِئّبٍ الهامشية والاغتراب والاقتلاع الثقافي,‎ 
ثقافة مرتبطة بتطلّعات الشعبء ومعبّرة عن توقه‎ 
للتحرّر والاستقلال التقافي.‎ 

؟ - حماية الأسرة العربية من الانزلاق عن الإيمان 
وضعف الثقة بالنفسء مع التركيز على حماية 
الأطفال؛ نظرًا لما يُحيطهم في سنوات حياتهم 











المبكرة من أخطار. من خلال بث القيم الروحية 
والإيمانية في مجالات تنشئتهم يما يساهم في 
دعم شخصية الأطفال؛ ومنحها أهم ما تحتاج إليه 
من استعدادات وقدرات ذهنية وعاطفية. لا يد من 
توافرها لاستكمال النموذج الاجتماعي المطلوب 
لمواجهة تحدّيات الحياة. والمعروف عن اليابان 
أنّها منذ القدم أحاطت حياة أسرها بأعلى درجات 
الحماية الغيبية: وأنَ المجتمع الياباني يُولي 
الطفولة من العناية والاهتمام ما يندر العثور على 
نظيرها في مجتمعات العالم الأخرى”*". 





* - الحذر من الوقوع في مغبّة اليأس» كما يجب 
الحذر من تفشّي حالة الشعور بالعجزء وانتشار 
روح السلبية» التي تؤدّي إلى تهاون النّاس وترك 
الآخرين يشكلون مستقبل أوطانهم. وتقع على 
المثقفين مسؤولية تخفيف ضغوط اللحظة 
الراهنة. مستعينين في ذلك بمخزون الثقافة 
العربية الإسلامية من قيم الحق والعدل والتعاون 
والصبر والأمل"". فالخير لا ينهزم: والشر لا 
ينتصر. والغزو لن يفلح أمام سلاح الإيمان» وفي 
ذلك سياجٌ منيع يمن الحماية الكافية لقيمنا 
العربية الإسلامية. 

؛ - تأسيس منهج لثقافة عربية؛ تأخذ باهتمامها 
حقوق الهوية وموجبات المعاصرة. فنحن معنيّون 
بتأسيس هوية ثقافية له؛ أي إِنْ الإطار التأسيسي 

العام للمشروع الثقافي هو الإطار الحضارى 

لهذا المشروع؛ في مصادره ومرجعيّاته. كما في 
مطالية وأهدافه العامة. والهوية الثقافية هنا تسير 
بإيجابية وفق المضمون الإنساني للثقافة. وضمن 
سياق الأخذ بشروط العقل ومستلزماته 
وتطبيقاته: أي الأخذ بقواعد التفكير الحرّء 
الموضوعي. المنهجي. وصولا إلى تطبيقاته فى 
العلم. ثم في التكنولوجيا. | 
وإضافة إلى الهوية القومية والمضمون 
الثقافة والتراث 





الإنساني يعد الإبداع الأساس الثالث الذي تبنى 
عليه كلّ ثقافة معاصرة. هو ذا الضلع الثالث الذي 


العربية في طورها الراهنء ويضعها في المكان 
الملائم لمقاومة الغزو الخارجي"". 

- تأخذ التحدّيات الاقتصادية والسياسية؛ التى 
تواجه الوطن العربي اليوم. موقعًا في المجال 
الذي تتشابك فيه العلوم والثقافة مع السياسات 
الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. 


ولغرض بناء إطار نفسي مشبع بروح الثقة, 
وتهيئته للبناء الذاتي» وتعزيز قدرته لمقاومة الغزو 
الفكري الأجنبيء لا بِدّ من الاتجاه نحو تشخيص 
بعض المحكات, التي تندرج ضمن هذا الإطار, 
والمؤثّرة في صميمية المجتمع, وتكاد تمنعه من 
التقبّل والاستيعاب والقدرة: متمثلة بتأمين الغذاء 
والمسكن للسكانء وخلق فرص العمل ومعالجة 
النخضلات الأجماعنة المتزاينة : ونهيقة مسظرمات 
التعليم؛ والخدمات الصحية؛ والتوظيف, ونقص 
البناء السوسيو - اقتصادي الحضري؛ وعدم 
الاندماج فيه؛ إضافةً إلى مواطن الحرمان الأخرى". 

إن توفير الحدود المأمونة لهذه المآخذ في المجتمع 
الحضري العربي يرسّخ الإطار الذاتي لشخصية الفرد 
العربي بما يمكنه من مواجهة أي تحدّ خارجي. 


تجدر الإشارة إلى أن الدول العربية شهدت في 
العقود الأخيرة من هذا القرن ظاهرة النمو المتسارع 
لمدنها الرئيسة. سكاناء وعمراناء ويخاصة 
عواصمها التي تشكل مناطق جذب رئيسة: الأمر 
الذي زاد من المشكلات والتعقيٍ أت الاجتماعية 
والحضارية. التي تعاني منها الدول العربية”''؛ وهذا 
يضع بالحسبان ضرورة معالجة هذه المشكلات 
بوصفها أُسسًا أوليّة لأيّ مبادرة إصلاحية على 
مستوى الأصعدة الأخرى. بما في ذلك القيم الثقافية 


للمجتمع الحضري. 




















الخلاصة 

تم تناول موضوع البحث من عدّة جوانب؛ لغرض 
التوصّل إلى حقيقتين: أولهما إثبات أصالة قيم 
الثقافة العربية, وثانيهما طبيعة الغزو الثقافي 
الأجنبى. وتطلّب ذلك دراسة الخصائص العامة للمدن 
العربية فى المقام الأول؛ ثم تحليل جوهر الأصالة 
الإسلامية لقيم المجتمع التقافية ثانيّاء وتفسير القيم 
الثقافية و الأسباب الموجبة لهذا التغيّر ثالثا, ثْمّ تأكيد 





حقيقة الغزو الثقافي الأجنبي من حيث إِنَّه اختراقٌ 
قسري أو انجذاب يرتكز على وهن وتراجع عربي 
رخا وق ع الباحث في /١‏ قام الأخير الطرق 
الملائمة لحماية قيمنا الثقافية في وجه الغزو 


الخارجي. 


وتوصّلنا إلى أن للمجتمع العربي قيمًا وعادات 
وممارسات ثقافية لها خصوصيتها على مستوى 
الشعوب والأمم الأخرىء؛ من خلال أصالتها الراسخة 
في جوهر الدين الإسلامي ومبادئه. وتاريخها 
الموغل في تراث زاخر وحضارة مجيدة. وإنَّ المدن 
العربية احتضنت رسالة الإسلام منذ بدايته؛ ويهذا 
تعد المهد الذي ترعرعت فيه قيم الثقافة العربية 
الإسلامية. وعليه تجسّدت أصالة هذه القيم في 
المجتمع الحضري العربيء الأمر الذي جعل المدن 
العربية موطأ القدم الأول لأيّ توجّهِ غربي. يرمي إلى 
طمس معالم العروية والإسلام: لتحل محلها قيم 
الغرب وممارساته وعاداته وأعرافه المنافية للأعراف 
والتقاليد العربية. © 


١‏ - الالتحام بين العلم والثقافة مفتاح القرن الحادي و العشرين» 
مجلة المستقبل العربيء العدد 15/1757 -50, 

١‏ - مستقبل الثقافة فى مصر: ”/ره؛. 

" - تعريف باقتصاد المدن وبآهم المشاكل التي يتناولها. مجلة 
المدينة العربية. العدد 595/ر١9.‏ 

؟ - القومية والإسلام في خطاب كل من حسن البنًا وعبد 
الناصر. مجلة المستقيل العربي: العدد .5١1/199‏ 

2 - المدن في الإسلام حتى العصر العثماني: ؟/١٠.‏ 

١‏ - إشكاليات التفاعل والحوار الحضاري بين العرب 
والحضارة الغربية في إطار متغيّرات العالم الجديد. مجلة 
المستقبل العربي. العدد /171/- 5. 

- ثقافتنا في ضوء التاريخ شن 

4- أوهام علموية حول الحداثة الغربية: مجلة المستقبل العربي. 
العدن 195/رة .٠١‏ , 

1 - العرب على أعتاب القرن الواحد والعشرين. مجلة المستقبل 
العربي. العدد 050/ر ه -3. 


.51١ رضينا بالإسلام دينًا:‎ - ٠ 

١‏ - الثقافة العربية الإسلامية في مواجهة الغزو الأجنبي؛ مجلة 
قضايا دولية؛ العدد 515؟/رسا//ره7. 

.5١ المجتمع العربي المعاصر:‎ - ١ 

٠١‏ - الشباب العربى والممارسات الثقافية المأمولة؛ مجلة 
شؤون عربية: العدد 1/1/8 ؟١.‏ 

5 - المجتمع العربي المعاصر: 95. 

١6‏ -7كلاا .ميسلا" بك .ماح 2 املا لإوم لمم عطاهخ امفضسك 
قلت لالتحا 'أن نزاتالفسشصاما علا لصن مالظ علو 

- العانش في الحقيقة: 35. 

١7‏ - الثقافة العربية والتحولات العلمية الراهنة. مجلة شؤون 
عربية. العدد 5/ا/ر55. 


8 - من هم فقرا. الحضر » قاع المدينة العربية نموذجا. مجلة 


المستقبل العربى. العدر .5١/505‏ 
9 - صصراع العدينة والقرية في الدول النامية؛ مجلة العربي 


ع 3/ا/رسس 1/7 

















- إشكاليات التفاعل والحوار الحضاري بين العرب 
والحضارة المغربية في إطار متغيّرات العالم الجديد. 


- الشباب العربي و الممارسات الثقافية المأمولة. للدكتور 
احرشاو الغالي» مجلة شؤون عربية, العدد 5؟, الأمانة العامة 


لثناء قؤاد عبدالله. مجلة المستقبل العربيء العدد 177, مركز لجامعة الدول العربية, القاهرة, 15517ام. 

دراسات الوحدة العربية. بيروت» ؟159م. - صراع المدينة والقرية في الدول النامية. للدكتور فضل 
- الالتحام بين العلم والثقافة مفتاح القرن الحادي أيوبي؛ مجلة العربي. العيق وزارة الإعلام؛ الكويت. 

والعشرين. للمهدي المنجرة. مجلة المستقبل العربي, العدد لم 

36م - العائش في الحقيقة, لنجيب محفوظ؛ دار مصر للطباعة. 
- أوهام علموية حول الحداثة الغربية,؛ لأبي يعرب القاهرة:؛ دءت. 

العرزوقيء مجلة المستقبل العربي, العدد 195, مركز - العرب على أعتاب القرن الحادي والعشرين, لمحمد 

دراسات الوحدة العربية؛ بيروت: 1555م. حسنين هيكلء مجلة المستقبل العربىء العدد .16١‏ مركز 
- تعريف باقتصاد المدن وبأهم المشاكل التي يتناولها, دراسات الوحدة العربية. 1554م, 2 

للدكتور محمد سمير دركزئليء مجلة المدينة العربية؛ العدد - القومية والإسلام في خطاب كل من حسن الينًا وعيد 

/س/, الكويت: 194/7م. الناصر. لمارلين نصرء مجلة المستقبل العربي؛ العدد 195/ 
- الثقافة العربية الإسلامية في مواجهة الغزو الآجنبي: مركز دراسات الوحدة العربية؛ بيروت؛ 15959م. 

للدكتور حامد ربيع؛ مجلة قضايا دولية: العدد 537/رسا'» - المجتمع العربي المعاصر. للدكتور حليم بركات. ط5, 

معهد الدراسات السياسية: إسلام آباد, 1955م. مركز دراسات الوحدة العربية» بيروت» 19/7م. 
- الثقافة العربية والتحوّلات العلمية الراهنة. للدكتور - المدن في الإسلام حتى العصر العثماني. للدكتور شاكر 

محمد مشيا. مجلة شؤون عربية, العدد 5/, الأمانة العامة مصطفىء ط١‏ . دار ذات السلاسل للطباعة؛ الكويت؛ 198/8م. 

لجامعة الدول العربية؛ القاهرة؛ 19555م. - مستقيل الثقافة فى مصر. للدكتور طه حسين؛ مطبعة 
- ثقافتنا في ضوء التاريخ؛ لعبدالله العروي؛ دار التنوير المعارف ومكتبتها؛ القاهرة, 155/8م. 

للطباعة والنشر. بيروت: 547١م‏ - من هم فقراء الحضر؟ قاع المدينة العربية نموذجا, 
- رضينا بالإسلام ديئًاء لإبراهيم النعمة. ط١‏ ؛ مطبعة الزهراء» لإسماعيل قيرة؛ مجلة المستقبل العربيء العدد 505: مركز 

الموصل - العراق؛ 1987م دراسات الوحدة العربية؛ بيروت: 1997م. 





الثقافة والتوات 











صورة الجوع في إبداعات شعرية عربية 
قبل الإسلام 


تحليل ونقد 


الأستاذ الدكتور/ بوجمعة جمي 
أستاذ باحث 
كلية الآداب والعلوم الإنسانية 
أغادير - المقرب 


أشاع علماء الشعر وتُقَادهِ القٌّدامى مصطلحات لأغراض الشعر العربي الذي أبدع قبل 
الإسلام : نعدّها مفاهيم عامّة غير دالة دلالة دقيقة على موضوعاته ومعانيه » وعليه نظن 
أنّ هذه المفاهيم العامّة ضيّقة المدلول » إذا اعتمدنا في فهمها معانيها القريبة ؛ وأغفلنا 
النظر فيما وراء هذه المصطلحات العامة ؛ فشعرٌ ما قبل الإسلام يحوي قصائد كثيرة 
تضمّنت بعض أبياتها - مثلاً - وصف الأسلحة العربية : وعلاقة الفارس بها , وأهميتها في 
حياته. لكن لا يوجد من بين المصطلحات المحدّدة لأغراض ذلك الشعر ما يوحي بمعاتي 
الحرب والأسلحة المقترنة بهاء مما جعل تداول أسماء تلك اللأغراض الشعرية يسبّب 
تغييب موضوعات أخرى ؛ تعير عن فضاء واسع » مارس فيه العربي أساليب عيشه ؛ وكلّ ما 
ارتبط بحياته , ذلك أنَ شعراء ما قبل الاسلام دفعتهم بيئتهم الصحراوية القاسية , 
وتمسكهم بقيم إنسانية » إلى الاهتمام بقضايا الإنسان في عصرهم ؛ لكون الشاعر لسان 
الجماعة التي يعيش بين ظهرانيها » ويتأثّر بالظروف المحيطة به ؛ مما يجعل نفسه 
تجيش بمشاعر الفرح والحزن والسعادة والشقاء والإعجاب والتحقير ؛ فيصوغها في إبداع 
شعري ؛ يعكس مشاعر الجماعة المتلقية. ش 


ومن القضايا التي أقضّت مضجع الأفراد بالتعبير عن همَّخطيرءلارْمْ العربي في بيثته 
المكوؤنين للمجتمع العربي قبل الإسلام. كغيره من الصحراوية المعروفة بكونها تشتد فيها «الحرارة 
المجتمعات البشرية, قضية الجوع التي لم يضع لها المهلكة التي يزيد في قسوتها تطاول النهار وارتفاع 
علماء الشعر ونقاده القدامى مصطلحا. يوحي الشمس في سماء صافية؛ لا يحجيها عن الآرض 














غمام؛ وهيوب الرياح الخانقة الأنفاسء محملة يالغيار 
والرمال' مما يسبّب انحياس الغيث وجفاف الماء 
والمرعّىء فتقفر البادية يموت نباتهاء وتقسو الطبيعة 
على الناسء ثم يدهمهم الجوع؛ فيو اجهون خطر 
الموت. 

وفي غمرة هذا المأزق الشديد يبرز سلوكٌ عجيب 
في هذا المجتمع العربي يستحق الإكبار, إن الكرم 
والأريحية السائدان فيه. ذلك أن الإقبال الشديد على 
اقتناء الطعام لسدّ الرمق لم يخلق في الفئة الميسورة 
الجشعء الذي يُسبّبٍ الاحتكار والاستئثار بما تملكه 
من طعام وغيره؛ بل تسارع إلى الجود به جودًا يُثير 
في نفوسهم الأبيّة الإحساس بالفخر والأنفة, »وهو ما 
نستوحيه من قول طرفة بن العبد. الذي قال فيه ابن 
سلام الجُمحي م طرفة فأشعر الثّاس لهذم ا 
أي معلقة: 


نحن في المشتاة ندعو الجفُلى 
لاترىالأدِبِ فيناينتقر 
أقفتارٌ ذاك أم ريح قطوٌ 

كالجوابي لاتني ممترعة 
لقِرَىالأضياف أو للمحتضِن 


إنما يخزن لحم المدّخِة 30 
وظف طرفة خ ضمير الجمع «نحن» للدلالة على كرم 


قومه وأريحيتهم. فجعل الفخر بهذه الخّلّة الحميدة 
جماعيا. ولم يجعله فرديًا. ثْمْ ربط الكرم بمدّة فصل 
الشتاء. التي يعر فيه الطعام. ويشتدٌ الضيق بالبادية. 





فيحتاج فيه الجسم إلى غذاءٍ أوفر .كي تُخلق فيه طاقة 
مقاومة البرد القارس, ووسّع داقر جودهم بتعؤدهم 
على تقديم الطعام لكل من مهم 5 
وسخاء قومه الأجواد؛ الذين يقدّمون كميّة كبيرة من 
القرى للحاضرين, مما يجعل لحومهم وشحوم 
أسنام إبلهم تستهلك فلا تفسد. ومن الشعراء من 
يدفعه الإكبار والإعجاب بكرم الأجواد؛ فيمدحهم, 
كما في قول زهير بن أبي سُلمى مادا السيد الجواد 
هرم بن سنان المُرّي: 


ثم افتخر بسخائه 


يلودب|بهالمخؤول والعديم 
وعوّد قومّههرمً عليه 

ومنعاداتهالخئُقٌالكريمٌ 
كماقدكانعوّدهمأبوه 

إذا أزّقت بهم سنةأزوم 
كبيرة مَغفغرم أنيحملوها 

ُهِمّالناسن أو أمرٌ عظية"' 

إِنَّه مديح #صادو تتخللة خزارة الأعماث 
بممدوحه وبقومه المواسين للمعوزين. الذين حرّت 
جراح هم آلام الجوع: وهو الحرمان في السَّنة 
الأزوم؛ التي تدهم الفقراء بقحطها وما تسيّب من 
خسارة وعذاب. إن كلا الصورتين المدحيّتين اللتين 
أبدعهما طرفة وزهير تحققان التأثير والأهداف الفنية 
التي سعى إلى تحقيقها الشاعران: وهي التأثير في 
نفس الإنسانء والدفع به إلى قعل الخير المؤدي إلى 
الأفضل والأجمل في الحياة. 
إن تعظيم طرفة وزهير لنفسيهما ولقوميهما لا 

يعني التعالي والتبجّح بالجود : لأن هذه الخصلة 
فطرية فيهم. فهي لا تعني شيئًا في مجال الإبداع 
الفتي الأصيل. قد تنتهي بانتهاء الحاجة الداعية اليها, 








والظروف الملابسة لها. لكنٌ الغاية الفنيّة البعيدة هي 
ل ل ا ا 
لسيّئة في كل المخلوقات المحتاجة إلى القوت. 
والتى بأساليب شعرية فنيّة: لإثارة عواطف 
لمتلقين. وتوجيههم إلى الطريق ق السوي .ولفت 
نتباههم إلى مشكلة الجوع:؛ التي إذا لم تُحَلّ فإِنّه 
سيعقبها هلاك الجوعى. «فما هذا الفخر والمدح إلا 
دعوة للإنسان الجاهلي للعطاء والجود بما يملك من 
لخير في الأزمات. وهذا الجود بالخير ليس إلا نوعًا 
من أنواع التعاون, أو طريقة خاصّة اهتدى إليها 
لجاهليون للخلاص من أزمة الجوع في بيئة البادية 
لفقيرة». كما يقول أحد الباحثين'". 





وفي المقابل نجد شعراء آخرين عضّتهم السنون» 
حتى حرّت اللحم؛ فوصلت إلى العَظم؛ فجرت في 
نفوسهم آلام الجوعء؛ ومرارة مذلة الفقر» فرَشّحوا 
شعرًا مصوّرًا لضنك العيش, وهوان الإقتار إلا أن 
الدارسين لم يتعاوروا هذا الموضوع بالدراسة 
والتحليل؛ عدا الإشارات التي تأتي عَرَضًا في 
دراساتهم لنصوص شعرية أبدعت قبل الإسلام. 
وهذا هو الدافع الأساس الذي دفعنا إلى بسط القول 
فيه حسب ما يقتضيه المقا م. فالموضوع دقيق: لأنه 
يبدو لقارىء بعض ما أبدع فيه من شعر قبل الإسلام 
قراء ل سطمية أن تراكبيه الشبعرية كين مناتي 
متكوّرة: لأنيا د تشحّص الصراع الدائر بين العربي 
وآثر الجوع في حياته. التي حوّلها إلى معيشة ضنك, 
وتدخّل الميسورين باريحيتهم وكرمهم: للتخفيف من 
آلام الجوعى. 

لكل من تعمّق في تلك البنيات التركيبية الشعرية 
على مستوى دلالتها البلاغية. وعلى المستوى 
البياني. والجمال الفي. سيقتنع بأن كل بنية تركيبية 
صيفغت بأسلوب بلاغي وفتي لها دلالة بلاغية عميقة 
متميّزة عن بنية تركيبية أخرى تشترك معها في إطار 


فمن هؤلاء الشعراء الذين عضّتهم السنون: 
المتميّزين بموضوعاتهم. التي تصوّر أسلوبهم في 
الحياة وغايتهم: الشعراء الصعاليك: وهم «طائفة كان 
للبيئة الجغرافية. والأوضاع الاقتصادية؛ والتقاليد 
الاجتماعية؛ أثرٌ بعيد في نشأتها ونموّها واستمرارها 
على مدار العصر الجاهلي". 

فقد سُْلَ أعرابي: «ما أشدٌ الأشياء؟ فقال: كبدٌ 
جائعة تؤدّي إلى أمعاء ضيّقة»'", ذلك أن الجوع من 
الأسباب التي حرّكت شعور هذه الفئة من الناس, 
فتربّت فيها روح الانتقام من المجتمع القبلي الذي 
تعدّه ظالمًا لها؛ مما جعل بعض هؤلاء الصعاليك ماع 
الطاريق» تعتقدون أن 'وسيلة: تحقدق. الغنى للقضاءٍ 
على الجوع والذل هي القوّة والتمرّد؛ متيقنين من أن 
المال مال اللهء وأن من حقّ المحروم أن يسلب المال 
من الموسر عُنوة وقسرًاء ففدت الصعلكة شيمة 
الشجعان» وقد ترك الفقر والجوع أثره في أنفسهم, 
تجلّى في أشعارهم,؛ التي صوّروا فيها التشرّد والألم 
وشّْدٌة المعاناة". 

إن الأماكن التي ترتادها القبائل العربية في 
الصحراء وتقيم فيها مضاربها غير متشابهة في 
خصبها وجديهاء فقد ينزل الغيث بمواقع تنتفع 
بخصبها القبائل التي تتخذها منتجعًا لها. لكن كثيرًا 
ما تشم السماء بغيثها على مواقع أخرى؛ فيذوق 
المتردّدون عليها مرارة العدم؛ وهو تباين كرسه 
توزيع الثروة بين أفراد القبائل العربية توزيعًا غير 
عادل «ممًا أفضى إلى وجود طبقتين مختلفتين: طبقة 
ال الكبيرة: أو الإبل 
الكثيرة؛ وطبقة الفقراء المعدمين الذين كان في 
حياتهم غير قليل من الكفاف و الشقاء»"'' 


الأغنياء من أصحاب الا 


وقد أدّى هذا التناقض إلى احتراف فنة 
الناقمين على هذا الظلم الاجتماعي الغزوٌ وقطمٌ 
الطرق ليوفروا قُوّتهم. 

وقد نشأت بين الصعاليك فى وسط الفقراء 
































والبؤساء طائفة الخُلعاء الشاذين عن تقاليد المجتمع 
العربي وأخلاقه؛ الذي تبرّأ منهم. 

ومن هذه الفئة من الشعراء الصعاليك: عروة بن 
الؤرة الف عاليك». الذي 
لا يعرف اسم أمّه. مما أَثّر في مجرى حياته: فقد 
فجرت مرارة الإقتار قريحته الشعرية؛ فقال: 


المعروف ب«عروة» !! 


ومن يك مثلي ذا عيالومقتِرا 


من المال؛ يطرح نفسه كل مَطرحٍ 


لببلغَعزرًاءأوي يصيب رَغيبة 


إلى أن يقول: 
ينوؤون بالأيدي, وأفضل رَادِهِم 
بقيّةلحممن جزور مُمَلّح'" 
قرن عروة بن الورد الجوع بالعيال الذين يزيدون 
صورة الجوع تأثيرًا وإيلامًا. مما يسوّغ ار تكاب 
أعمال عدوانية يلومه عليها مجتمعه تسويفا يخلّصه 
من الإحساس بالذنب. فكيف لا يُعذّر وقلبه يتفطر, 
وهو يرى عياله قد دب فيهم الهُزال؛ حتى ثقّلت 
أيديهم؛ فأصبحوا لا يرفعونها إلا بجهد. 
ويقول: 
قالت تماضر إذ رأت مالي خوى 
وجفا الأقارب. فالفؤاد قريمح 
مالي رأيتك في النوادي منكسا 
وصبا كانك في الثديّ نطيحٌ 
إن القعود مع العيال قبِيحٌ 
المالّ فيه مهابةوتجتةٌ 


والفقرفيهمذلة وفضو <" 





تربط العربي بأ يأ ته في عهد ا قبل الإسلام 
علاقة وطيدة ٠‏ فها هو عُروة يتلقى العتاب من زوجته 
00 التي وصيفت .خاله بين قومه :في المنتدى 
وَضفًا ينم عن امتعاضها هما سم له الفقر كن مذلّة؛ 
تى أدص بح كالنطيح الذي يتجنّيه أقرانه؛ ولكي 
يحارب الجوع حثته على المخاطرة بنفسه كي يظفر 
بغنيمة؛ لأن المال هو الكفيل بجعله عزيرًا ومهابًا في 


ويشخّص صورة فنية للجوع - لكنها قاتمة - وما 
ينجم عنه من ماسي مادية ومتاعب معنوية: فيقول: 


إذا المرء لم يطلب معاشًا لنفسه 

شكا الفقرء أو لام الصديق فأكثرا 
وصار على الأدنين كَلاً وأوشكَت 

صلات ذوي القربى له أن تَنْكّرا 


فسر في يلاد الله. والتمس الغنى 


- 02 نا 1 رأوت ت و ع# و 


ولا ترض من عيش بدون ولا تنم 
وكيف ينام الليل من كان مُعسرا"" 

يسترسل عروة الصعاليك في تصوير ما يُغرق 
الدرع دنه الجائعين تن الا واد انيم النحوة 
العربية في عصره؛ فيشير إلى أن المتقاعس عن طلب 
وسائل العيش يشتكي من آلام الفقر ٠‏ فيكثر من لوم 
الميسورين الذين يضتُون بمالهم عليه, ؛وهوافي عسر 
شديد. ٠‏ يؤدي به الى أن يكون :غيم كقئلا على عشدزته 
الأقربين؛ موظفا أسلوب التقديم والتآخير: وذلك 
بتقديمه بنية الجملة: «على الأدنين» المتعلقة ب «كلاً» 
للدلالة على تشويق المتلقي وانتظاره تبيان حاله مع 
انيزح اليصدمة يجش خرص ال نفين ممع 
مرارة الذل. كما اتبع الأسلوب نفسه. فقدّم «له» على 
المتعلق به «تنكراه: لاظهار قوَّة الرايطة بين 





























وعشيزته وكذا أمميتهافي نظومة العلاقات 
الاجتماعية في العشيرة داخل المجتمع العربي؛ فهي 
التي تحمي الفرد أو تخلعه: كما أن حذف «تنكرا» 
يوحي بسرعة قيام ذوي القربى بهذا التنكر. 
وتبعًا لهذه المسوّغات يؤثر الشاعر أن يضرب 
في أرض الله لك ب العيش والغنى في عر وكرامة, 
أو أن يلقى حتفه فيموت فيُعذر. ثم بيّن أن المع 
الجائع لا ينبغي له أن يرضى بالهوانء فيركن 
للاستسلامء بل له أن يسلك السبيل التي تؤدّي إلى 
كسب المال؛ ولو كانت وسائله في تحقيق مرامه غير 
مشروعة: ترفضها قبيلته. 
إن عروة أرّقه الفقر؛ وحرّت آلام الجوع نفسه, 
حتى عدّ الفقير شر الّاسء وهو الأمر الذي حاول أن 
يقنع به زوجته؛ التي ما فتئت تعاتبه على كثرة أسفاره 
ومغامراته: لأنها تخشى أن يلقى فيها حتفه؛ فقال: 
رأيت | كاسن رَهمًا فقيِرٌ 
وأبعدهموأهونهمعليهم 
ويقصيهالنديٌٍ وتزدريه 
حليلته. وينهرهالصغيرٌ 
ويُلفىنذوالفغفنىولهجلال 
يكدد فؤاد صاحيه يطيبيِرٌ 
قلينلَنذنبيه. والذتب جم 
ولكز فنىربٌ غفور" 
ويقول: 
إذا قلث: قد جاء | لغنى حال دونه 


أبو صبية يشكو المفاقر أعجف"' 


فأواضع الشناعز عروة أن الكسي وكوم الفحتد 
ينمحيان أمام الجوع» وما يجلبه للجائع من مذلة 
وهوانء مما يدفع بعشيرة الفقير الجائع وزوجته. 
وحتى صغار القوم. إلى نهره وازدرائه. فيقصيه 
القوم عن نديّهم, مقايل الغني الذي يُرفع شأنه داخل 
مجتمعه؛ وإن كان ظالمّاء فكأنُّ الله تعالى رضى عنه؛ 
فغفر له ذنويه الحمّة, وهو انتقادٌ ضمنى لعقلية هذا 
المجتمع الذي تبهره المظاهر. ١‏ 

إن ما يشئّه عروة من غارات يعقبها القتل والنهب 
يجني من ورائه بعض الأموال؛ وعادة ما يقصد بها 
الإبل في عصر ما قبل الإسلام؛ لكنّه يشتكي من كونه 
لا ينعم بها؛ لأنّ عطفه على الصبية الجياع؛ وعلى كل 
المُفاقر» يجعله ينفق عليهم ما كسبه؛ فيبقى هو تحت 
وطأة الجوع. 


إن شعور العربي الميسور بما يقاسيه الجائع من 
ألام يثير في نفسه لهفة إطعامه؛ وهو ما نستوحيه من 
قول حاتم الطاني: 


إذا القوم أمسوا مُرِملِي الزاد جُوَّعا.. 


أبيت حَمدِ ن البطن مذ طَمِرَ ا 432 
حياءً أخاف اللو أن أتضل ع١‏ 


إن انتشار ظاهرة الجوع في أصقاع الجزيرة 
العربية رَبَّى في نفوس الكثيرين من الأعراب سلوكًا 
رشيدًا هو الإيثارء فقد أثر العربي الجائعين على 
نفسه وعلى من يعولهم؛ فإذا استطعنا استيعاب دلالة 
شعور الشاعر حاتم الطائي بالحياء؛ الذي يلذع قلبه 
حينما يعلم بمن نفد زاده من القوم الجُرّع؛ فإثنا 
سندرك أن قيمًا إنسانية سادت في المجتمع العربي 
قبل الإسلام. لكتها انقرضت في عصور كثرت فيها 
الخيراك وتنوّعت. لأسباب مها شيوع الاحتكار 
والأنانية المقيتة على المستوى الفردي والجماعي: 











و عي كل النّاسء: في عصرناء لاقتناء مغريات 
التكنولوجيا التي يحار العقل في تطورها وتكاثرها , 
مع أنه كان بالإمكان تحكم تلك الأنانية في نفوس 
قوم حاتم الطائي. الذين ابتلوا بندرة الطعام والماء. 
إن هذا الرجل الجوادء الذي تأصّل فيه إيثار الجوّع 
على نفسه؛ لا يكتفي بالاستحياء ممّن سُلط عليهم 
الجوع من أبناء قومه؛ بل يؤثر أن يبيت جائع البطن» 
هزيلاً؛ مخافة أن يُلام بامتلاء ما بين أضلاعه شِبَعًا 
ورَيًا. وهو كأمثاله من الشعراء - الذين يتخذون 
مثل هذه القيم الإنسانية المغرقة في النبل مرتكرًا 
في علاقاتهم الاجتماعية؛ يدعو من خلال هذا 
السلوك إلى إطعام الجوّع: ولو كان ما يملك هو ما 
يسد رمقهم. 

فالجوع - الذي ابثليَ به قاطنو صحراء الجزيرة 
العربية - اتخذ الشاعر قساوة تحمله رمرًا للصبر 
الشديد» الذي يُقضي بصاحبه إلى بلوغ المكارم. 

كثيرًا ما يقرن شاعر عصر ما قبل الإسلام بين 


الجوع والندى: كما في قول متمم بن نويرة في 


مَعرض رثائه لأخيه مالك. الذي قتل بعد أن أقيم عليه 


حد رفض أداء الزكاة: فوصف ذ 


يات ى إدة 


ومروءته وشجاعته: 
لبِيبٌ أعان النّبَّ منه سماحة 

خصيب إذا ما راكب الحدذب أؤضعا 
تراه كصدر السيف يهِتَرُ للشدى 

إذا لم تجد عند امرىء السّوء مَطمَعًا 
وضيف إذا أزغى ظروقا بعيزه 

وعان توؤى في القِدَّ حتى تَنْكّعا 


وأرملة تمشي بأشغث مك: 


كفرّخ الخبارى رأسه قد تضوّع)” 





وضنك: اشاس أكاة مها بخصال حميدة تعد 
مَفخرة في ذلك المجتمع العربي؛ منها: 

أنه رحب الفناء. سهّل سخي» وهي خلال ضمت 
إلى تعقله فولدت لديه الجود, الذي يسرع بتقديمه 
إلى الجوّع. كما أنه يكرم الضيف الجائع الذي يضل 
الطريق في الفيفاء يحمل بعيره على الإرغاء «لتجيبه 
الإبل برُغائهاء أو تنبح لرّغائه الكلاب»"". كما أنه 
يكرم الأسير الذي يبس القيد على جلده. ولا شك أن 
حاله هذه كان من أسبابها الجوع؛ ويجود بماله على 
الأرملة التي يصحبها ولدها المتلبّد الشّعّرء الذي 
ساءت تغذيته يسيب الجوع, الذي تعدّدت آثاره فى 
هذا المجتمع العربي. وقد وظف الصورة البيانية 
التشبيهيّة المشحّصة للأثر السيّىء للجوع على 
البنية الفيزيولوجية لهذا الولدء الذي شبه رأسه 
وشعره المتفرّق برأس فرخ الحبارى حينما توحي 


قواه. 

لقد تعامل العربي الموسر مع ظاهرة الجوع 
بتنوّع سلوكه؛ الذي يخفف وطأته على الجياع؛ فهذا 
مالك بن حريم الهمداني؛ أحد الشعراء الفحول قبل 
الإسلام. يصوّر بعض أنواع هذا السلوك تصويرًا 
فنيًا في قوله: 
وأكرم نفسي عن أمور كثيرة 

5 ضَاء وأنَجَ 35 5 إن ت 0 

وهي النفس التي أيَى عليها مناقب أريعًا؛ منها: 
ورابعة : أن لا أحَجّل قِدْرَنا 
ومتارئيس يستضاءً بنوره 


سناء وحلمًا فيه., فاجتمعا معا 





اه 
5 


1 








ولايّسأل الضيف الغريبْ إذا شتا 
بمازخرّت قدري له حين وَدَّعا 


فإنّ يكن غَنَا أو سميمًا فإنّني 

إِنَهُ الشاعر الذي يمل العربيّ الأبِيّ المفعَمّ قلبُه 
بالأريحيّة؛ لا يُخفِي ما يملك من الطعام على المعوزين, 
وبخاصّة في حمأة القرّء التي يعر فيها الطعام؛ بل 
د ل 0 
الطعام: قليلاً كان أو كثيرًاء وبسلوكه «الحضاري» 
هذا يُشعرنا أن 000 يُقاسيه الجائع الذي 
يُشخّص الضيف الغريب العابر للفيافي المقفرة بعد 


نفاد زاده. 


وهذا أعشى باهلة عامر بن الحارث الشاعر 


التُجِيد قبل الإسلام يصوّر مظاهر الجوع في حال 


أخرى؛ ويعطيه مفهومًا آخرء فيقول: 

لايتأرى لمافي القِذريرقٌيُه 
ولايزالأمامالقومتفتقرٌ 
طاوي المقصيرء على 
با 3 ولد 3 لاما ولاك : زقثر 
إن الشاعر يتوافر على طعام: لكر همّته يست في 
المطعم والمشرّب. وإنما هو مؤثر للجوع عندما 
تؤدي به هذه الحال إلى بلوغ المعالي. فعلى الرغم من 
خرن صابو البطو من شدّة الجوع الآ أن همّته العالية 
تحفزه إلى تحمل الجُهد : ليكون مُنصلتا ماضيا في 
الحوائج محققا المجد لقومه ٠.ؤشبيهبة‏ الشناعن 


الفارس ذو الخرق الطهُويٌ خليفة بن حمل حيز 
يقول: 


العرّاء مُنْصَلِتٌ 


لقارات إبلي جاءت حلوبثها 
هزلى عجافا عليها الريشن والورق 


قالت: ألاتبتغي مالاً تعيش به 


ممّاتلاقي, وشرا لعيشة الرمقٌ 


في الجدب لاخِفَةٌ فينا ولانرْقٌ 
إناإذا حظّمة حنَّت لنا ورقًا 
نمارسن الغود حتى ينثت الورق""" 
لق ولف آلام الجوع في تصوير صبره وصبر 
قومه على ما يتركه الجدب من فقر دقع. عندما 
تحطمهم السنة الشديدة؛ كما أدخل زوجته فى هذا 
المشهد: لأن ما يُُخْضِره لها هو مصدر عيشهاء لما 
بين أنها ضجرت وتبرّمت من شبح الجوع, الذي بدا 
يتراءى لها بحلول الجدبء فحثته على طلب المال» 
لكنّه خفض من جأشها وحضّها على الصبرء الذي 
تعؤّد عليه حينما يضطر إلى تقشير الورق» في انتظار 
نزول الغيث. 
فإذا كان الجوع يقاوّم بالبحث عن الطعام فإن 
العربي الأبيّ الشامخ الأنف يقاومه بوسيلة أخرى؛ 
هي الصبر. الذي يُعِينُه على تحمّل تبعاته قيم إنسانية: 
منها الآنفة والإباء. ورفض الخنوع والذل. 
وإذا كانت لام الجوع القاسية لا تُحتمّل فإن 
الشاعر آبا داود الجواد يقول: 
لاأعدّالإقتار غغدماءولكن 
فقذمنرزئتهالإعدام 
من رجال من الاقارب فادوا 
من حذاق هم الرؤؤوس العظام 


و راح إذا يرادال قرام 











وسَتماخلدى السنين إذاما 
000 1 38 3 03 وا 0 الرّهاة” 
الجوع من أعظم الهموم التي تؤرق الإنسان' لأنه 
الضعة والهوان: ومصدر الألام الشديدة» ونافذة 
الموت؛ لكنّ قلّة المال وضيق العيش التي ينجم عنها 
الجوع لا تعد فقرًا وإعداماء ولكن الفقر المُميت في 
رأي أبي دؤاد هو فقده لرجال أقارب هم الرؤوس 
العظام: 


فعلى إثرهم تسَاقط نفسي 
حسرات,؛ وزِكرُهم لي سَقام”" 
«وقال الشاعر السّليّك: 


وحتى رأيت الجوع بالصيف ضرّني 
إذا قَمتُ تغشاني ظلال فأسْدفُ 
يصور الجوع حتى في الصيف, الذي يكثر فيه 
لبن في البادية, فعندما يشعر به يأخذه الدّوار» حين 
يقف فتظلم عيناه'”'', إنها صورة مشخّصة لما عاناه 
لعربي من ضَّرٌ الجوع, الذي لا يسبب له الألم فقط, 
ولكنه ينهك قوادء فيفقد توازنه, مما يؤدَّي به إلى 


لسقوط. 
وليس حال الشاعر تأبّط شرًا أحسن من حال 
لسليّك حين يقول: 











قلي لاتخار الزاد. إلاتعِلة 
وقد نشز الششرشوف والتصق المعى 

يبيت بمغنى الوحش حتى ألفنه 
ويصبح لا يحمى لها -الدهر- مرتعًا:"' 
ترد تأبّط شرًا وتيهائة في الفيافي بحذًا عدن 
يعبرها كي يسحطلو على متاعه. وإنفاقه على الفقراء 


معظم ما يملك. وقلة الزاد: عوامل جعلته لا يدّخر إلا 
الزاد القليل الذي يسدٌ به الرمق. ممًا يجعله نحيفا قد 





ف الثقافة والنواث 


بطنه من شدّة الطوى, يعاة 
الوحش في المفازة التي يجوبها باستمرار. حيث لا 
يستقرٌ في مكان معيّن. 

وقد ينهج شاعر ما قبل الإسلام المعبّر عن 
معاناته للجوع وضرّ الفقر الأسلوب القصصي 
المشوّق, ذلك أن بعض دواوين شعراء ما قبل 
الإسلام تضمّنت ضروبًا من فن القصص الشعري: 
منها القصّة التي أبدعها المزرد يزيد بن ضرار. 
الواردة في الأصمعيّات. يصف فيها صيادًا يعيش 
في شقاء ضنك العيش. يقول في أبيات: 


يرزت أضلاعه. وض 


فعَدٌ قريض الشعر إن كنت مُغْزْرًا 

فإنَّ غزير الشّعر ما شاء قائل 
ينغت صُباحِي طويل شقاؤه 

لهرَقمياتٌ وصفراء نابل 
بقينلهممَايبَرَي وأكلبٌ 

تقلقلُ فى أعناقهن السلاسل.. 
بناث سَنُوقيّيْنكاناحياته 

فماتا فأودتى شخصُة فَهْوَ خامل 
وأيقنإِنْماتابجوعوخئبة 

وقال له الشسيطان إِمَكَ عائلٌ 
قوف هي 55558 

فآب وقد أكُدَت عليه المسائلٌ 
إلى صبية مثل المغالي وَخِرّمِلٍ 

روادء ومن شر النساء الخرامِل 


فقال لها:هل من طعام فإئّني 


دم اليك الماس, أَمّك هابلٌ 























فقالت: نَعَم, هذا الضَّوِي وماؤْهُ 


ومُحترق من حائل الجلد قاحل 
فلمًا تناهت نَفْسُهُ من طَعامِهِ 


تغشى, يريد النومَ, فضل ردائِهِ 
فأعيا على العين الرٌّقَانَ البلابلٌ”" 
أسلوب المزرد في تصوير ما يُعانيه هو وأسرته 
من ألم الجوع الوصف والتصوير الحسّيء حيث إِنه 
وصف شقاءه بالطويل: أي إن الجوع أناخ عليه هو 
اأسرةة باستموان كما أنه اعدمن وصسف: فال كلانة: 
لتي تساعده على الظفر بالصيد ؛ ليعكس بهذا 
لتصوير الحسّي صورة أثر الفقر في أهله؛ معتمدًا 
لكناية في قوله: «تَقلقَلُ في أعناقهن السلاسل»؛ فهذه 
لأكلب الستة التي بلغ الهزال منها غايته أصبحت 
لسلاسل التي تحدث في عنقها صونًا. وهي صورة 
حسية وصوتيّة؛ تصور شدّة نحافتها من فرط الجوع 
لذي تعاني منه كصاحبهاء وهو ما أودى بحياة اثنين 
منهاء وهو ما يوحي بحرمانه من الصيد الذي كانا 





يقومان به. 

إن انعدام الطعام في الموطن الصحراوي للشاعر 
المزرد دفعه إلى طلب المعونة من أصحابه. لكتّه لم 
يظفر منهم بطاتل. ريّما لأنه تمسّك غريق بغريق. ثمَّ 
عمد. بأسلوب قصصي وفتّي. إلى وصف هزال 
صبيته, الذين ععضّهم الجوع. فأبدع صورة فنيّة 
مؤثرة: موظفا وسيلة بلاغية بيانية هي التشبيه. حيث 
شبَّههم بالسهام التي لا نصال لها: فهم في ضعفهم 
وسوء حالهم ونحولهم مثل هذه السهام. 

ثُمّختم هذه القصة الطريفة المأساوية. التى 


صاغها صياغة فنيّة بمساءلته زوجته. في حوار 


مآلوف بين الزوج وزوجه في مثل هذه المواقف 
الجبعية عبن وهو ظعام تحمف ن اخ ماساة 
الجوع. فأجابته بالإثبات: «نعم هذا الطلّويٌ..., 
ساخرة بهذه الإجابة التهكميّة المتضمنة للمرارة: إذ 
لا طعام ولا ماء. فأسلم نفسه للسهر: لأنْ النوم أبى 
عينيه يسيب معاناته الشديدة للجوع. 

لقد سبقت الإشارة إلى أنفة العربي وتضحيته من 
أجل كرامته؛ وهي تضحية يعيد تصويرها الشاعر 
الصعلوك أبو خراش الهذلي إثر حادثة وقعت له؛ ذلك 
أنه أقفر من الزاد أَيّاما «ثمّ من بامرأة من هذيل جزلة 
شريفة؛ فأمرت له بشاة؛ فذبحت وشويت, فلمًا وجد 
بطنه ريح الطعام قرقر؛ فضرب بيده على بطنه. وقال: 
إنك لتقرقري لرائحة الطعام, والله لا أطعمت منه 
شيئًا! ثم قال: يا ربّة البيت؛ هل عندك شيء من صبر 
أو مُرَّ؟ قالت: تصنع به ماذا؟ قال: أريده. فأتته منه 
بشيء» فاقتحمه. ثم أهوى إلى بعيره فركبه» فناشدته 
المرأة. فأبى: فقالت له: يا هذا؛ هل رأيت بأسًا؛ أو 
أنكرت شينًا؟ قال: لا والله, ثم مضىء وأنشأ يقول: 


وإِنّي لأشوي الجوع حتى يمنّني 

فأحيا ولم تدنْس ثيابي وَلاحِرْمي 
وأصطبح الماء القراح فأكتفي 

إذا الزادُ أضحى للَمُرْلجٍ ذا طعم 
أَرْدُ شجاع البطن قد تعلمينه 

وأوثر غيري من عيالك بالطعم 
مخافة أن أحيا برغم وزِنّة 

فللموت خير من حياة على رعُم”" 


يؤكد أبو خراش أنه صيورٌ على استقرار الجوع 
في بطنه. حتى تطول معاشرته له؛ طولاً عبّر عنه يكونه 








يمله. مفضّلاً هذه الحال على تدنيس ثيابه أو جسمه؛ 
كناية عن حرصه على كرامته؛ كي لا يريق ماء وجهه. 
فيكتفى بشرب الماء الخالص صباحًا إذا حمل 
الجشع البخيل الدنيء على الزاد اللذيد الطعم. ثم 
شيّه الأمعاء بالثعابين لما ترمي إليه من المهالك, 
ممننكا أنه وفكن متها :الماع :«اوصيهته الشواء 
الذي قدّمته له تلك المرأة الشريفة؛ لأنَ ذلك قد يسبب 
له الذلّة: مفضّلاً الصّبر؛ بل الموت؛ على فقدان أنفته؛ 
إِنّها الشهامة والكرامة المثاليتان. 

ومن صور الجوع التي عانى منها العربي قول 
الحطيئة مستعادًا عمر بن الخطاب ميقي حين حيسه 
في بثر بسبب هجائه للنّاس هجاءً مقذعًا: 


ماذاتقول لأفراخ بيذي مَرَمٍ 
رُعُبٍ الحواصل لاماءٌ ولاشجِرُ 

ألقيت كا :. في قفر مُظَلِمةٍ 
فاغفِرٌ - علبك سلام الله - يا غعُمر""ا 
إنّها صورةٌ فنية أفرغ فيها الشاعر ما عُدَ ضربًا 
على الوتر المؤثر في نفس الخليفة رَتِئيَةِ ؛ وهو صبية 
ضعاف لا حول لهم ولا قوّة. ينتظرون قوتهم من 
والدهم الملقى به في السجن. إن الحطيثة شاعرٌ يتقن 
وصف المشاهد وصفا فنيًا. كما هو متجل فى 

«القصة» الشعرية التي أبدعهاء فقال فيها: 

وطاوي ثلاث عاصب البطن مُرْمِل 
ببيداءً لم يعرف يها ساكن رَسْمَا 

أخي : جفوة, فيه من الأنس و خادة 
يرى البؤس فيها من شراسته تُعمَى 
شلاثة أشباح تخالهم ثهما 





ق الثقافة والتواث 


حُفاةٌ غُراةٌ ما اغتذوا خبز مِلَةٍ 
ولاعرفواللبُرَمُذْ خُْلِقوا طعما 
إِنّهُ تصويرٌ فنّي لمشهد يتجلى فيه الأثر السيّىء 
للجوع, الذي تعاني منه أسرة عربيء لم تذق الطعام 
ثلاثة أيّام.رماها القدر في مّفازة مقفرة: لا زاد 
عندها؛ عصّبّ كل منها بطنه: لعلّه يخقف من آلام 
الجوع؛ اشتدٌ عليهم البؤس ولازمهم؛ حتى تعٌؤّدوا 
عليه, فقد انزوت العجوز وصبيتها في شعب قفر فهم 
لشدّة مُزالهم يبدون كالأشباح التي تظهر في صورة 
ولد المعز الهزيل»: حفاة عُراة. ما عرفوا لخيز البُرٌ 
طعمًا. ثم استمرٌ الشاعر في وصف مُشْهدٍ أخر يُدمي 
القلب وفي الآن نفسه يجعل العربيّ يكير في عين من 
تخيّل هذا المشهدء إنه حلول ضيف على هذه الأسرة 
التي تتضوّر جوعًا. فشعرت بِأنّ صاعقة من الملامة 
ستعصف بها إن لم تقدم القرى له. 


يقول: 
رأى شبهحا وسْط الظلام فراعه 
فلمّابدا ضيفًا تهيّأواهتمًا 
فقالابنهلمًارآهبحثئرة 
أيا أ'َتٍ اذيحني ويسّر له طفما 
ولاتعتذر بالغعذم عل الذي ترى 
يظرٌلنامالاًفئُوسفنانمًا 
فرؤى قليلاًشمٌأحجمبرهة 
وإنهولم يَذيح فَتَاهُ فقدهمًا 
وقال : هيًا ربًاه ضيف ولا قِرَى 
بحقك لا تحرمّه تَالليلة اللحما 


انها لحظة حرجة لأسرة تربّت على الأنفة وإكرام 

















الضيف؛ وخشية الملامة؛ ولو على شيء مظنون لا يد 
لها فيه وكيف لا وهي تدرك أفاعيل الجوع الذى 
تعاشره باستمرار»! مما يجعلنا لا نستغرب الدلالة 
العميقة للموقف الدرامي الذي تخيله الشاعر؛ وهو 
خطاب الاين لأبيه حين عرض عليه ذبحه. لتقديم لحمه 
لكن من الثابت أن بعد العسر يسرًاء وهو ما 
صوّره الحطيئة في مشهد أخر قال فيه: 
فببناهماء عَمَّت على اليُعد عانَةٌ 
قد انتظ خ :مق ةم بسحا نظما 
ظماء تريد الماء فانساب نحوها 
على أنَّهِ منهاإلى دمهاأظما 
فأمهلهاحتى تروّت عِطاشها 
فأرسل فيها من كنانته سهما 
فيكت 3 ص ذات < 5 فتيّة 
قد اكتنزت لحمّاء وقد طدّقت شحما.. 


فباتوا كرامًا قد قضوا حقّ ضيفهم 
فلم يَغرموا غرْمًا وقد غزموا غنما"" 
فقد فرج الكرب. وعمّت البشرى نفوسهم لما 
ساق لهم القدّرٌ صيدًا ثميئًا أطعموا الضيف من لحمه. 
وقد سبق عنترة إلى تصوير نفس العربي الأبيّة, 
وصبره وتحمّله لألم الجوع للحفاظ على أنفته 
وكرامته. حيث يقول: 
ولقد أبيت على الصّوى واظنٌّه 
حتى أنال يه كريمَ المَأكَل 


روى أبو الفرج الأصبهاني أئه أنشذ النبى 2+ 
قول عنترة: (ولقد أبيت على الحلوى...) فقال + 








مارو هييف إلى اعنواكن هجا نتاف يف أن أراه الا 
عنترة)00". 

ولم يشذ موقف زهير بن أبي سُلمى عن هذه 
المواقف النبيلة التي تربط الكرم بمأساة الجوع التي 
عاناها العربي في صحرائه؛ بل نجده يجعل إكرام 
الجوعى ضمن الصفات التي مدح بها الجواد سنان 
ابن أبي حارتة المُرَيء يقول: 


إذا السنة الشهباء بالئاس أَحْحَفْتْ 
ونالَ كرامَ المال؛ في الجخرة: الأكلٌ 
رأيث ذوي الحاجات حول بيوتهم 
قَطِيئًا بهاء حتى إذا نَّبَتَ البَقلْ 
هنالك, إن يُسْتجِبَلوا المال يخبلوا 
وإن يُسألوا يُغطواء وإن يبروا يُعْلُوا"" 
فقد ربط الشاعر الحكيم ما تتركه السنة الشديدة 
البرد؛ التي تحجر الناس في البيوت فتض بهم, 
وتهلك أموالهم؛ بجود سنان بن أبي حارثة وأمثاله من 
أجواد العرب» الذين يلزم المعوزون بيوتهم, 
فيشاركونهم في أموالهم حتى ينزل الفيث؛ فيخصب 
الناس؛ وينبت البقل. 
إِنْها صورة من صور المجاعة التي تعوّد عليها 
العربي في صحرائه؛ تحفز الميسورين الأجواد على 
إكرام الجوعىء وقد برع الشعراء في تصويرها 
تصويرًا فنيًًا يختلف باختلاف أسلوب كل شاعر 
ودرجة إحساسه بهول المأساة: منيهين الميسورين 
إلى الاقتداء بسلوكهم النبيل. 
ولم ينفرد الشاعر العربي السالف الذكر بتصوير 
ظاهرة الجوع في مجتمعه؛ وما تتركه في نفسه من 
آلام ومتاعب معنوية؛ بل إن المرأة الشاعرة عبّرت عن 
إحساسنها نماسناة اع العربي مع الجوع, 


فالخنساء تماضر بنت عمرو ربطت ظاهرة الجوع 


























بالمبادرات الإنسانية لأخيها صخرء الذي كان من 
أجواد قومه. تقول في رثائه: 
يا فارس الخيلء إن شَدَّت رَحائتها 
ومُطهِمَ الجُوع الهلكى إذا سَقَبوا 
كحمومن ضرائك هشلآك وأرملةٍ 
حَنّوا لديك فزنت عنهمٌ الكرب”” 
وتقول في رثائه كذلك: 
ولاتراهومافي البيتيأكله 
لكسُهبارز بالصحن مِهمالٌ 
ومُطعِمُ القوم شحمًا عند مَسْعَيِهم 
في الجْدُوبٍ كريم الجَدَ ميسارٌ 
وتقول في رتاته: 


انك تُقتِدْآة 8 حَريبَتة 

دهرٌ وحَالَفَه بِؤْسُ وإفتار"”" 
ومن الصفات التي رثته يها: 

مأوى الضَريك ومأوى كل أرملة 
عند المُحول إذا ما هيت القُرَدا" 
شاع عن هذه الشاعرة القَذّة أن قريحتها الشعرية 
فثقها فقدانها لأعنّ إخوتها صخر فقدانًا أسال 
دموعها التي طال انهمارُها. فدفعها حيّها الفريد له 
إلى رثائه بأحسن الصفات التي يفتخر بها الإنسان 
الأبي في مجتمع ما قبل الإسلام بالجزيرة العربية. 
مما يبيّْن أهمية أثر مظاهر الجوع في قلب الشاعرة 
واخيها صخر أيَام حياته. فقد وصفته فى هذه 
الآبيات الشعرية بقارس الخيل. وميّرْتُ فروسيته 
بكونها تتجلى أكثر عندما تشدٌّ سروج هذه الخيل؛ 





استعدادًا لخوض المعركة التي تبرز فيها شهامته؛ ثمّ 
قرنث شجاعته بكرمه وبسط جوده على الجُوّع 
الهلكىء الذين أضرَّتُ يهم المُسقبة؛ فش خّصَّتَ 
مخاطر الجوع ببنيات تركيبية معيّرة؛ كدَّسَتْ فيها 
الألفاظ المعجمية المصوّرة لقساوة الجوع: (الجوّع, 
والهلكى؛ وسغبوا. والضرائك: التي تدلّ على أسوء 
الفقراء حالاً. والكربء والأرملة: اللفظ المقرون عادةً 
بالفقر - على أنْ الذي يعول الأسرة في المجتمع 
العربي هو الأب - والجُدوب» ومقتر. وحريبة: وهي 
المال المسلوب؛ وبؤسء وإقتارء والمُحول: وهي 
الجدب). 


وبهذه الجولة في فضاء إبداعات شعرية قبل 
الإسلام؛ التي تعبّر عن تعامل الشاعر العربي مع 
الجوع؛ الظاهرة الطبيعية الملازمة لحياة المخلوقات 
المحتاجة للغذاء. يتجلى لنا أن الشعراء الذين عانوا 
من ألم الجوع, أو الذين عايشوا مشهده؛ تربّت فيهم 
روح الإحساس العميق بمأساة الجوعى؛ والإشفاق 
على شقاوتهم, فعبّروا عن هذا الإحساس الإنساني 
بأشعار تجمع بين الجمال الفني, وتشخيص مأساة 
المتضوّرين جوعًاء كما أن ثلة من الميسورين منهم 
حاولت أن تخفف عنهم معاناتهم الشديدة باتصافهم 
بسلوك تقوده الأريحيّة والتنافس في إكرامهم, 
إضافةٌ إلى سلوك الصعاليك الذين ينهبون باليمنى, 
ويكرمون المعوزين باليسرىء ولعل الفاية الفنيّة 
لهذا الشاعر العربي بناء صور شعرية فنيّة مفعمة 
بأحاسيسه الصادقة تجاه هذه الشريحة العريضة من 
أبناء مجتمعه القبلي» وتشخيصه لمظاهر الجوع الذي 
يَحُطمها. وأثره في حياتها؛ هادقا إلى الدعوة لنهج 
سلوك التكافل الاجتماعي؛ على أساس أن ما يملكه 
الإنسان من مال ليس من حقه أن يستأثر بالانتفاع به 
كله ولكن فيه حقّ للسائل والمحروم.؛ الذي أقرَّه 
الإسلام بطريقته العادلة الخاصة به. » 

















.18 ديوان الأعشى:‎ - ١ 

* - طبقات فحول الشعراء: ١/ر8؟١.‏ 

* - أشعار الشعراء الستة الجاهليين: ؟/15. 

- شعر زهير بن أبي سلمى. 

ه - من محاضرات الدكتور عزة 
الآداب بالرباط سئة 191/8 . 

+ - الشعراء الصعاليك في العصر الأموي:١.‏ 

- المحاسن والمساوىء: 519 

8 - ينظر الشعراء الصعاليك في اله 

9 - الشعراء الصعاليك في العصر الأموي 3 

١٠١1-5305 ديوان عروة بن الورد:‎ - ٠ 

العتصيد و التنايق 11 

.795- ١ا/١ المصدر السابق:‎ - ١١ 

- المصدر السابق: ١1/5‏ - 5/ا١.‏ 

4 - المصدر السابق: 193 

.4١١ الفاضل‎ - ٠١ 

- جمهرة أشعار العرب في الجاهلية والإسلام: 511. 

٠‏ - المفضليات : 515 -111. وتضوع: تفرق شعره. 

8 - المصدر السايق: 533. 

5- الأصمعيات :277 31/3334 

.5١ المصدر السايق:‎ - ٠ 

.١75 المصدر السايق:‎ -0١ 

؟” - المصدر نفسهة: /141. 


ن فى السلك الثالث بكلية 


الأموي: و6 








- أخبار - أشعار الستة الجاهليين؛ للأعلم الشنتمري: طلا 
دار الآفاق الجديدة: بيروت. 191/5. 

- الأصمعيات, لعبد الملك بن قريب. تح. أحمد محمد شاكر, 
وعبدالسلام هارون: ط؛ . دار المعارف بمصر. 

- الأغاني. لأبي الفرج الأصبهاني, تح. عبد الكريم إبرأهيم 
الغرباري. و د ال للطباعة 
والنشر. بيروت. 

- جمهرة أشعار العرب في الجاهلية والإسلام. لأبي زيد 
القرشي. تح. علي محمد البجّاوي. دار نهضة مصر . الفجالة. 
القاهرة 


د غنيم. مؤسسة < 


- ديوان الأعشى. لميعون بن قيس. تح. محمد محمد حسين, 
طلا: مؤسسة الرسالة. بيروت, 1987م 

- ديوان تأبّط شرًا وأخباره. جمع على ذو الفقار شاكر. ط١,‏ 
دار الغرب الإسلامي. 1384 

- ديوان عروة بن الورد. شرح الدكتور السعدي ضناوي. 
ط١.‏ دار الجيل. بيروت. 1997م 


.1١84 المصدر تفسه:‎ - 7٠ 

5 - مجمع الأمثال للميداني: .٠١/١‏ 

0 - ديوان الخنساء: ؟1؟. 

1١95-510١ الأصمعيات‎ - 3 

- كتاب الأغاني: ١5ر4‏ ١؟.‏ 

- المصدر السابق: ؟/83١.‏ 

5 - تنظر القصة في: الشعر العربي إلى أوائل القرن الثاني 
الهجري: :7١‏ وشعر زهير ابن أبي سلمى: 6١‏ -47. 
السنة الشهباء : البيضاء من الجدب. وانعدام النبات. 
الحَجّرة : الشديدة التي تحجر الناس في بيوتهم؛ فتمنعهم 
من الخروج. الاستخبال : التكرم: وأصله أن يستعير الرجل 
من الرجل إبلا فيشرب ألبانها. 
«وإن بيسروا يغلوا»: إذا قامروا بالميسر يأخذون سمان 
الجزر. فيقامرون عليها؛ لا ينحرون إلا غالية. . . 

٠‏ - ديوان تأبّط شرا وأخباره: .١١5‏ التعلة؛ والتحلة : القليل 
الذي يُتَعلل به ويُسد به الرمق من الزاد. الشُرسوف : جمعه: 
شراسيف: أطراف أضلاع الصدر التي تشرف على البطن, 
ونُشوزها: بروزها من شدّة ضمور البطن والجسم. التصق 
المعى: أي التصقت الأمعاء: كناية عن انطواء البطن 
وضموره. أَثَّر فيه الملوى حتى هزل. ينظر هامش ديوان 
تأبّط شرا وأخباره: .1١5‏ 

.45- 4# ديوان الخنساء:‎ - ١١ 

.086 المصدر السايق:‎ - "١ 





- شعر زهير بن أبي سلمى. صنعة الأعلم الشنتمري» ط؟؛ 
دار القلم العربي» حلب, 151/7م. 

- الشعراء الصعاليك في العصر الأموي, للدكتور حسين 
عطوان: دار المعارف بمصرء ١/1910م.‏ 

- طبقات فحول الشعراء. لابن سلام. شرح محمود محمد 
شاكر. مطبعة المدني» القاهرة: د.ت. 

- الفاضلء للمبرد. محمد بن يزيد. تح. عبدالعزيز الميمني, 
ط؟. دار الكتب المصرية, القاهرة. 955١م‏ 

- القصة في الشعر العربي في أوائل القرن الثاني 
الهجري. لعلي النجدي؛ دار نهضة مصر. 

- المحاسن والمساوىء. للبيهقي: تح. محمد سويد: طاء 
دار أحياء العلوم. بيروت: /198م. 

- المفضليات. للمفضل !! ٠‏ تع. 1 نكا كن 


وعبدالسلام هارون. ل5. دار المعارف بعصر 




















المعرب والدخيل 
قر 


كتاب (العيت) 
دواسة وفعنجى 


الدكتور/ عبد العزيز ياسين عبد الله 
جامعة الموصل 
كلية التربية - قسم اللغة العربية 
الموصل - العراق 


في العربية ظواهر لغوية عديدة: لعل من أشهرها وأكثرها شيوعًا ما اصطلح على تسميته بظاهرة 


(التعريب)؛ أو (الاقتراض)!". 


ومفاد هذه الظاهرة ما تجده في العربية من ألفاظ أعجمية» دخلت إليهاء وانضمت إلى مفردات 


معجمها اللغوي: بعد أن حقق العرب - قبل الإسلام وبعده - اتصالاً متنوعًا بالأمم المجاورة لهم. وقد 


كان من نتيجة هذا الاتصال وما صاحيه من تطور حضاري ظهورألفاظ مستعملة: لم يكن للعرب؛ ولا 


للغتهم: عه بها من قبل'". 


ولعل شيوع استعمال هذه الألفاظ. وتطاول 
الزمن عليها. وصوغ أكثرها على وفق أبنية العربية, 
أفضى بها لأن «تصبح جزءًا من العربية: وربّما 
تنوسي أصلها الأجنبي". وأن تكون واقعًا لغويًا له 
دلالته المعتبرة على نمو العربية وقدرتها على مواكبة 
التطور. وقد أطلق على تسمية هذه الألفاظ - منذ 
نشأة الدراسات اللغوية - مصطلحان. هما (المعرّب) 





أفناق الثقافة والتواث 


و(الدخيل). ويكاد يستقرٌ مفهومهما عند الدارسين 
المحدثين بأن يراد بالأول اللفظ الأعجمي المستعمل 
بالعربية بعد أن طوّعه العرب باألسنتهم وغيّروا في 
بنيته بالزيادة أو الحذف أو الإبدال؛ ليوافق أصول 
كلامهم. ويكون شبيهًا باللفظ العربي» ويّراد بالثاني 
اللفظ الأعجمي المستعمل بالعربية كما هو في لخته 


الأصلية. من غير تغييرا”". 











وقد أولى اللغويون - قديمًا وحديفًا - عنايتهم 
بمقردات هزه الظاهرة. وصنفوا فيها كتيّاء ذكروا 
فيها جملة من الضوابط التي يُعرف بها اللفظ 
الأعجمي من العربي» وجمعوا من ألفاظها ما وقع 
إليهم ها وما وجدوه في المصادر اللغوية؛ ولا 
سيّما المعجمات منها. ومن بين الكتب المتخصّصة 
بهذه الألفاظ كتاب (المعرّب) للجواليقي (ت ٠‏ 55ه)ء 
وكتاب (شفاء الغليل في كلام العرب من الدخيل) 
للشهاب الخفاجى (ت ١16‏ 1ه)". 





وعد التمعكفمسات العرحية وإحدة هن أوسع 
لمصادر اللغوية التي تضم في متونها عددًا كبيرًا من 
لألفاظ الأعجمية؛ إضافةً إلى ما يُقال في شأنها من 
ضوابط وأحكام وأصول. ويأتي في مقدمة هذه 
لمعجمات كتاب (العين) للخليل بن أحمد الفراهيدي 
(ت 175ه). وهو من أشهر كتب اللغة: إن لم يكن 
أشهرها قاطبة:؛ إذ لا يخفى على الدارسين 
لمتخصّصين ما له من أهمية ومكانة؛ فهو بحقّ صدر 
معجمات العربية؛ ومصادرها اللغوية المعتبرة. وقد 
نال هذا الكتاب حظًا موفورًا من عناية العلماء به 





وأقيمت بشأنه دراسات عديدة أيانت عن ريادته في 
التأليف المعجميء ومنهجه؛ وقيمته العلمية» وجهد 
مؤلفه فيه إضافة إلى ما يختص منها بواحدٍ من 
الموضوعات الواردة فيه. 

ومهما يكن من أمر تلك الدراسات المنجزة, 
وتنوع مناهجها, فإن المادة اللغوية في هذا الكتاب لم 
تحظ بعد - على حدّ علمنا - بدراسة وافية شاملة 
تغطي كل ما تنطوي عليه المادة من مفردات علوم 
العربية. وما يرد في نصوصها من ظواهر وسمات 
لغوية. 

وقد انعقد هذا البحث على استقصاء ما في كتاب 
(العين) من الألفاظ الأعجمية. ومن ثم دراستها 
وترتيبها في معجم لغويّ. إضافة إلى توثيقها 
بالمصادر المعتمدة. هادفا بذلك بيان جهد المؤلف 


وإسهامه في هذا الموضوع. وشاء البحث أن تكون 

دراسته لهذه الألفاظ موزعة على فقرات. يختصّ كل 

منها بيجانب محدّد من جوانب المادة العلمية. دراسة 
قوانها الوصشا والإيجاف وفوا اديه الدراسة 

المعجمية. 
وقد رأينا أن نقسمه إلى قسمين؛ خُصّص الأول 

منها لدراسة الألفاظ دراسة وصفية: وفق ما تقتضيه 

المادة المجموعة: وخُصّص الثاني لمعجم الألفاظ, 

وهي مرتبة على حروف المعجم؛ وحسبنا أن يكون 

هذا الجهد المتواضع إسهامًا في ميدان 00 

اللغوي؛ حينما يقتضي الدرس تعريفًا أو كشفًا 

لجهود الروّاد من علماء العربية. 

القسم الأول 

الدراسة 
تتورّع دراسة الألفاظ الأعجمية الواردة في كتاب 

الم في مطالبٌ شتّى؛ ينضح تحديدها وتفصيلها 

في الفقرات الآتية: 

5-1 سضر تعا اللي الاي وتداجاب في 
الكتاب (158) لفظ. وهي الألفاظ التي نص 
المصدّف على بيان أحكامها؛ أو أصولها اللفوية, 
وبالشكل الذي يُعدَ تصريحًا على أعجميتها؛ أو ما 
يقرب من ذلك. وسنبيّن في فقرة لاحقة شكل هذه 
الأحكام. 
ومعظم هذه الألفاظ مما استعمله العرب في 

كلامهم. أو ما اصطلح على تسميته بالمعرّب أو 

الدخيل؛ وفيها مجموعة أخرى لم يستعملها العرب في 
كلامهم؛ وإنما ذكرت في سياق تفسير آلفاظ العربية 
بقصد المقابلة. دون إرادة الاستعمال. ولم يخل 
الكتاب من آلفاظ أعجمية لم يورد في حقها حكمًا؛ أو 
أنه ذكر لعدد منها أحكامًا لا تتضح بها صراحة على 
أنها أعجمية. وقد ترجح عندنا أن تكون من جملة ما 
نص على بيان حكمه, اعتمادًا على قراتن يتضمُّنها 











سياق التفسيرء وعلى ما في المصادر المعتمدة. وقد 

يكنا المعجم المصنوع بطائفة منها؛ لتكون أمثولة 

لهاء دون أن نقوسّع في استقصائها: لأن البحث 

منعقدٌ أساسًا على بيان المصرح به من الالفاظ 

الأعجمية؛ إضافة إلى أمور أخرى تقتضي التحديد 

والاختصار. ْ 
ولا نقطع بعدم وجود ألفاظ أخرى غير التي 

ذكرت فى هذا البحث, على الرغم من أن استقصاءنا 

لها كان موفيًا. وتتورَّع دلالات الألفاظ المجموعة 

ومعانيها على عدّة مجالات: وأكثر ما يكون منها في 

النبات. والحيوان. والأطعمة, والآلات. وأسماء 

الأشياء. وأوصافهاء والأماكن؛ والألعاب» وغيرها. 

وهي في جملتها من المحسوس المنظورء وقل ما 

يكون منها في المعاني المجرّدة. 

؟ - وردت الألفاظ في سياق المواد اللغوية 
ونصوصها التي ضمّها الكتاب: وهي في جملتها 
معروضةً وفق المنهج المعجمي العام الذي سار 
عليه المصئّف. ومن أبرز ما يختصّ بها منه: 

- ذكر اللفظة, وبيان معناهاء ثم بيان حكمها. ومن 
ذلك قوله: (والأنجِرٌ: مرساة السفينة؛ وهو اسم 
عراقي)"'. 

- ذكر حكم اللفظة أَوّلاً. ثمّ ذكر معناها. ومن ذلك 
قوله: (الأَرَنْدَيُ: دخيل؛ وهو الأديم الأسود)". 

- ذكر اللفظة. وذكر حكمهاء دون ذكر معناها. ومن 
ذلك قوله: (والبِاسُور: معرّبة)". وقوله: 
(والصرم: دخيل)". 

- ذكر حكم. أو حكمين. للفظة الواحدة؛ وريّما يرد 
لنسخها ثلاثة أحكام. ومن أمثلة ذلك قوله: (وَإِيّل: 
اسم من أسماء الله عر وجل بالعبرانية) ١‏ 
وقوله: (السمسار: الذي يبيع البرّ للناس.. 





فارسية معربة)”". وقوله: (الطرّخة: ماءٌ يجتمع 


كالحوض الواسع عند مخرج التناة.. ثُمْ يفتح 


منهاإلىالمزارع.دخيل. ليس بعربية 


محضة)''. ونص في موضع لاحق على أنها 
بالفارسية" 

- ذكر اللفظة العربية, وبيان معناها, ثم ذكر ما 
يُقابلها في الكلام الأعجمي» دون أن يكون المقابل 
مستعملاً في العربية. أي إنها من غير المعرب أو 
التكيل بوم ذلك فؤلة ب ولإلهه لول #تحنبيشة 


. 


تطبخ فتؤكل؛ تسمّيه الفرس بَرْعْسُت)"". 

- ذكر الأصل اللغوي الذي تعود إليه اللفظة 
الأعجمية» كأن ينص على أنها فارسية أو نبطية أو 
عبرانية, أو غيرها من اللغات2. ومن ذلك قوله: 
(البَرتكان: كساءً أسود, بلفة أهل العراق)"', 
وقوله: (والبُّهار: قبطية, ثلاث مئة رطل)7", 
وقوله: (لادَهْلَ, بالنبطية: لا تَخُفْ)1". 

- ذكر ضوابط عامّة يُعرف من خلالها اللفظ الأعجمي 
من اللفظ العربي» ومن ذلك قوله: (الأقلش: اسم 
أعجميء وليس في كلام العرب شين بعد لام مع 
القاف إلا دخيل)"". وسيرد بيانها في فقرةٍ 


لاحقة. 


" - تتنوّع الأحكام المنصوص عليها للألفاظ 
الأعجمية. بتنوّع صيغ التعبير عنهاء فقد ينص 
على أن اللفظة أعجمية؛ أو ليست بعربية: أو أنها 
معرية أو دخيلة؛ دون ذكر أصلها اللغوي الذي 
تعود إليه؛ وقد ينصّ على بيان الأصل الأعجمي 
الذي تعود إليه. فيذكر آنها فارسية؛ أو من كلام 
أهل العراقء أو نيطية. أو عبرانية, أو غيرها من 
اللغات. وقد يرد للفظة الواحدة حكم أو حكمان» 
وفيما يآتي بيان بالأحكام الواردة في الكتاب مع 
ذكر عدد مرّات ورود كل منها: 

- ليست بعربية محضة(١١),‏ ليست يعربية(4), 
ليست من كلام العرب(؟)؛ ليس بعربي(١)/‏ غير 


عربية(١)/‏ ليست بمحضة(١)‏ ليست من محض 


























لعربية(١)/‏ ليس في كلام العرب(١)/‏ لم 
يستعمل في العربية(١)/‏ ليس من كلام 
لبادية(١).‏ 

- أعجمي(؟)/ أعجمية(؟)/ اسم أعجمي(١)/‏ كأنه 
سم أعجمي(١).‏ 

عرّب(5؟) مُرّبت(4)/ إعراب(5)/ عربته 
لعرب(١).‏ 

فط 

- معرّب دخيل(؟)/ دخيل معرّب(1). 





- فارسية(١٠)/‏ تسميه الفرس(1)/ مشتق من 
الفارسية(؟)/ كأنّها فارسية(١)/‏ كأنه 
فارسي[١).‏ 

- تسميه العجم(١)/‏ من كلام العجم(؟) 

العجم(؟) مشتق من كلام العجم( اهن 20 
- من كلام أهل السواد(؟)/ سوادية(؟)/ اسم 
سوادي(؟)/ بلغة أهل السواد(؟)/ يسمي به أهل 
السواد(١)/‏ بلغة السواد(١).‏ 

- كلمة عراقية(؟) بلغة أهل العراق(؟)/ من كلام أهل 
العراق(7)/ اسم عراقي(١)/‏ كلام عراقي(١).‏ 
- نبطية(8)/ رومية(1)/ عبرانية(؟)/ بلغة 
الهند(١)/‏ هندية(١)/‏ خراسانية(١)/‏ بلغة 
خراسان(١)/يلغة‏ السريانية(١)/‏ أظنها 
بالسريانية(١)/‏ حميرية(١)/‏ بلفة حمير(١)/‏ 
حميرية عبادية(١)‏ عبادية حيرية(١)/‏ قبطية(١)/‏ 
سندية(١)/‏ بالسمنية(١)/‏ حبشية(١)/‏ بلغة 
أفريقية(١)/‏ في كلام أرمينية(١)/‏ من كلام 
بلعم(١)/‏ بلغة أهل الطانف والغور(١)/‏ في لغة 
البربر ومصر(١)/‏ بغدادية(١).‏ 





- ليست بعربية محضة ولا فارسية(؟)/ تسميه 
العرب والعجم(١)/‏ عربية محضة. ويقال: ليست 
بعربية(1). 





ويتضح من هذا البيان شيوع استعمال 
مصطلحي (المعرّب) و(الدخيل). وغلبة الالفاظ 
المنسوبة إلى الفارسية, مع ترجيع كون الألفاظ 
المنسوية إلى كلام العجم أو كلام أهل العراق أو 
كلام أهل السواد فارسية أيضّاء بحكم مجاورة يلاد 
فارس لأرض العراقء مما يسوّغ وجود التأثير 
اللغوي بينهما؛ واستعمال ألفاظ أحدهما في لغة البلد 
الآخر. ١‏ 
ب تعمل : البجنتف مصتطلح '(معوب) :وما اشدق 
من لفظه في (59؟) موضعًاء واستعمل مصطلح 
(دخيل) في )5١(‏ موضعًاء وجمع بين 
المصطلحين في (1) مواضع, ولم يحدّد 
مفهومهما. ولا نكاد نجد في كل المواضع التي 
ورد فيها المصطلحان ما يُشير إلى فهم مغاير لما 
هو شائمٌ عند اللغويين من أن المعرّب هو اللفظ 
الأعجمي الذي استعمله العرب» وأحدثوا فيه 
تغييرًا, ون الدخيل هو اللفظ الأعجمي المستعمل 
في كلام العرب من غير تغيير. ويتأكّد هذا الفهم 
في تفسير عددٍ من الكلمات الأعجمية الواردة في 
الكتاب والتي نصّ على أنها معربة أو دخيلة؛ مع 
بيان ما حصل في المعرّب من تغيير. ومن ذلك 
قوله: (البّدٌ: بِيتُ فيه أصنام وتصاوير؛ وهو 
إعراب بت بالفارسية)1”"' في مجرنة ؛ أبدلت التاء 
فيهادالاً. وقوله: (وَالخُوَرْنْق: نهرءوه 
بالفارسية: خُرَتُكاه, فُرَبٍ الحْوَرْئّق)! *'. وقوله: 
(الخيدٌ: أصلها: خِيذ فارسية؛ فحوّلوا الذال دالاً 
تعريبًا)!'"'. ومن أمثلة الدخيل الذي لم يحصل فيه 
تغيير قوله: (البَرْدَج: السَّبْيء دخيل)"". وقوله 
(البَقمٌ: كتجرة.. وإتما علمنا أنه تأخيل” لأنْه ليس 
للعرب كلمة على بناء فكّل. ولو كانت عربية لوجد 
لها نظير)!"'' 
وقوله: (الجُرَيرُ : الخِبّ من الرجال. دخيل)1”. 

















وأمًا الجمع بين المصطلحين في الحكم على 
الكلمة الواحدة؛ فلا يتعارض مع المفهوم المتقدم 
لكل منهماء فهي دخيلة؛ لأنها أعجمية الأصل؛ غير 
عربية, وهي معربة لأنها مستعملة في كلام العرب 

وفق أحكامهم ونهجهم. وممًا ورد من ذلك قوله: 

(والسّجّيل: حجارة كالمّدّر؛ وهو حجِرٌ وطين, 

ويُفسّر أنه معرّبٌُ دخيل)*", وقوله: (الفراق: دخيل 

معرب)!". 
أمًا مصطلح (الأعجم) فقد نصنَّ المؤلّف على أنه 

(كل كلام ليس بلغة عربية)"". 
وأمّا ما نص على أنه (ليس بعربية) أو ما شابه 

هذا التعبير, فدلالته واضحة, ولا يراد به إلا اللفظ 

الأعجمي. ويمكن القول إِنْ مصطلح (الأعجمي) أو ما 
يقابله ذو مفهوم عام يُراد بيه المستعمل وغيره؛ فما 
كان مستعملاً فهو معرّب أو دخيلء وما لم يكن 

مستعملاً فهو الأجنبي. 

5 - وردت في الكتاب جملةٌ من الضوابط والأحكام 
والسمات. ترتقي في مضامينها لأن تكون 
بمستوى القواعد العامة التى يعرف بها اللفظ 
الأعجمي من اللفظ العربي, وتتنوّع تلك الضوابط 
أى القواعد بتنوّع الخصائص اللغوية التي يتسم 
بها اللفظ العربي في بنائه وضبطه. فمتها ما يتعلّق 
بدات التحرف بتوصيفه صونا أو تحركيية: أو 
اجتماعه مع حرف أخر في بنية الكلمة الواحدة, 
ومنها ما يتعلّق بضبط حروف الكلمة أو وزنها 
الصرفي. وقد أورد ا/ جواليقي في كتابه 
(المعرّب)”'' عددًا من هذه الضوابط. وفيما يآتى 
ذكرهاء والنصوص الواردة فيها: 

- «قال الليث: قال الخليل: الخماسي من الكلمة على 
خمسة احرف. ولا بد أن يكون من تلك الخمسة 
واحد أو اثنان من الحروف الذُلّق: ر.ل؛ ن..ف. 
ب.م. فإذا جاءت كلمة رباعية أو خماسية لا يكون 
فيها واحد من هذه الستة. فاعلم أنها ليست 





آفاق الثقافة والتواث 


بعربية..)1"". ومثّل لذلك بالكلمتين (الحضائج) 
ورالخَضَعْفَج), ونصّ على أن (الدَعُشُوقة) ليست 
تعونت استحخضة التعريتها وف الذلقٍ 
والشفوية!". 

- وقوله: «المُهَنْدِسُ.. مشتق من الهَنْدَرْة. فارسيء 
صّيّرت الزاي سينًا: لأنه ليس بعد الدّال زاي في 
شيء من كلام العرب»"". 

- وقوله: «العلَّوْثْنُ: الذئب» بلغة حميرء وهي مخالفة 
لكلام العرب؛ لأن الشينات كلها قبل اللأم,"". 
ونصّ على أن (الأقلش) اسم أعجميء وقال: 
«وليس في كلام العرب شين بعد لام مع القاف إلا 
00 

- وقوله: «الأواغي» تُثقل وتُخقف: مُفاجر الدّبار في 
المزارع, الواحدة أخيّة وآغِيّة. وهو من كلام أهل 
السواد؛ لأنْ الهمزة والغين لا تجتمعان في بناء 
كلمة واحدة"". 

- وقول الخليل: «القاف والكاف لا يجتمعان في كلمة 
واحدة: إلا أن تكون الكلمة معرّبة من كلام العجم, 
وكذلك الجيم مع القاف لا يأتلف إلا بفصل 
لازم..", وقوله أيضًا: «القاف والكاف لا 
يأتلفان, والجيم لا تأتلف معهما في شيء من 
الحروف إلا في أحرف معرّبة..»”' 

- وقوله: «والقاقُرٌة: مشربة.. ويقال: هي أعجمية, 
وليس في لام العرب مثلها مما يُقصل بين 
حرفين مثلين مما يرجع إلى بناء (ققز) 
ونحوهة..01 

- وقوله: «الدّككصٌ: اسم نهر بالهندء بلفتهم؛ ليست 
بعربية. ودليل ذلك أنه لا يلتقي في كلمة عربية 
حرفان مثلان في حشو الكلمة إلاّبفصل لازم»”". 

- وقوله: «التَرْمَقٌّ: فارسية معربة. ليس في كلام 
العرب. كلمة صدرها (نرٌ) نونها أصلية»"". 


- وقوله: «السقرّقع: شراب لأهل الحجاز من الشعير 

















والحيوب قد لهجوا به. وهذه الكلمة حبشية, وبالمفهوم اللغوي الذي يتحدّد به كل منهما. 
وليست من كلام العرب» وبيان ذلك أنه ليس من والجمع بينهما في عدة مواضع. 

كلام العرب كلمة صدرها مضموم وعجزه ١‏ - زكر ألفاظ أعجمية لم يرد لها ذكر في المصادر 
: توح الأماجاء من البناء موتكم تتحيو 


0 


اللغوية المعتمدة. ومنها"”: (اله مُنْبُغ) 

ورالخْضَعْفَّع) و(سَعْن) و(سَنْجد) و(العتّؤس). 

وغيرها. 
- ذكر أحكام لم يرد ما يطابقها في المصادر اللغوية 

المعكمذة :ومن ذلك قؤللة::(الأنكر؛ كرشاة 

السفينة. وهو اسم عراقي)”'. ونْصّ الجواليقي 

ا 
(الجُرّبُرٌ: الخب من الرجال: دخيل)”', و 
الجواليقي على أنه (فارسي معرب 0 
(العسَطُوس: من رؤوس النصارىء بالنبطية)؛”" 
ونصٌّ ابن منظور على أن اللفظة (رومية)"", 
وغيرها من الأحكام التي نص اللغويون فيها على 
بيان أصول الألفاظ الأعجمية ومواردها؛ وقد 

1 ورد بيان ذلك في الحواشي الخاصّة بها من 

- وقوله: «مَشّخلبّة: كلمة عراقية؛ ليس على بنائها ا 5 

شيء من العربية؛ وهو الذي يُّتَخذ من الليف ْ 

وَالخَرْرْ أمثال الخُلِئا؛*. - ذكر ألفاظ لم يرد ما يطابقها في ضبطها وبنائها في 
' المصادر المعتمدة؛ ومن هذه الألفاظ (البَهُوْنِيَ) 
و(قطور) و(الكراحة) و(مُشَكْلَيّة) و(الأنجبات). 


ادر خركة. “ 
- وقوله: «الكشخان: الدَّيُوت, وهو دخيل: لأنه ليس 
في كلام العرب رباعيّة مختلفة الحروف على 
فَعُلال, ولا يكون إلا بَكَسرٍ الصّدرء غير كشّخان 


فإنه يُفتيم '" 8 


- وقوله: هلبقم شجرة.. وإنما علمنا أنه دخيل: لأنه 
ليس للعرب كلمة على بناء «فكل» ولو كانت عربية 
البناء لوّجد لها نظير..»”؛! 





- وقوله: «ومتى: اسم والد يونس - عَلينَامْ - بوزن 
فَعْلّىء وذلك أنهم لما لم يكن في كلامهم في آخر 
الاسم بعد فتحة على بناء «متّي» » حملو! الياء على 
الفتحة التي قبلها فجعلوها ألفا . كما يقولون من 
عَمَّيْتُ: غتّى.. وهي بلغة السريانية مَتّي,”". 


هذه جملة الضوابط والأحكام التي نص المصئّف 
على بيانها في معرفة ما يتميّز به اللفظ العربي من 





اللفظ الأعجمى: وقد ورد معظمها قى المصادنر ولفظها في غير (العين) على النحو الآتي: 
اللغوية نقلاً عن الخليل أو صاحب كتاب (العين) ولا (البَهْتَوِي) و و(قطوراء) و(الكراخية). وتشكلةة) 
يما في كتاني (تهذيب اللغة) للازهرى (ت ١1ه)‏ و لأنيجات )”*'. وقد أ ير في حواشيها من 
و(لسان العرب) لابن منظور (ت ١1لاه).‏ المعجم إلى ما كان منها خطأ أو لغة 
1 - أسفرت دراسة الألفاظ الأعجمية الواردة في - عد المصنّف ما ورد من آلفاظ حميرية؛ غير عربية, 
كتاب (العين) وتوثيقها عن النتائج الآتية: 1 في حين يفيدنا فقه اللغة المعاصر أن الحميرية 
- الريادة في بيان الألفاظ الأعجمية المستعملة فى من اللغات العربية القديمة (الباندة). ويقرب من 
لام العرب. إضافة إلى ذ> ألفاظ أخرى لم هذا ما عدّه من لغة أهل الطائف و أهل الغور؛ وهما 
تستعمل في كلامهم. من مواضع جزيرة العرب. 


- استعمال مصطلتحي (المعرّب) و(الدخيل). ولعلّ معاودة النظر في الألفاظ الأعجمية الواردة في 























كتاب (العين) تفضي بالقارىء المتخصّص إلى 

الكشف عن جوانب أخرى لم يرد ذكرها في هذا 

البحث؛ الذي يطمح أن يكون كغفيره من الاعمال 

العلميّة التي أقيمت بشأن الكتاب؛ وبيان ريادته 

في الدرس اللغوي. 
القسم الثاني 

المعجم 
يتناول هذا القسم ذكر ما ورد في كتاب (العين) 

من الألفاظ الأعجمية سواء أكانت مستعملة في كلام 

العرب - وهى الألفاظ المعرّبة والدخيلة - أم لم تكن 
كذلك, وهي الألفاظ المنسوية إلى أصولها الأجنيية 
من غير استعمال في العربية» وقد اقتضى عرض هذه 

الألفاظ منهجًا معجميًا. قوامه ما يأتي: 

أ- ترتيب الألفاظ على وفق ترتيب حروف الهجاء؛ 
وا لمعتير في ذلك الحروف ذات اللفظ؛ لا حروف 

جذرد اللغوي. 

ب - بيان دلالة الألفاظ؛ ثم بيان أحكامها كما وردت 
في (العين). 

ج - تصرّف غير مخلُ بعبارة نص الأصلء غايته 
الاختصار. 

د - حصر الألفاظ بين أقواس: وحصر أحكامها 
كذلك؛ ليتضح المقصود. 

ه - توثيق الألفاظ وأحكامها بالمصادر اللغوية 
المعتمدة. وتفسير ما لم يفسّر منها. إلا ما كان 
معروفا. والمعتمد في التفسير كتابا (المعرّب) 

و(لسان العرب) على الأغلب. 

و - اختصار لفظ (العين) في الهوامش بالرمز (ع). 
وفيما يأتي ذكر الألفاظ: 

- (الأبهل): شجر. يُقال له الأيْرْس. وبالعربية عرّْعر 


(ليس يعربية محضة)!". 





- (أخ): كلمة يتوجّع بها عند التوجّع من شيء. 
(فارسية)!*. 

- (الأَرَنْدَج): الأديم الأسود. (دخيل)”. 

- (اسٌبائغ): نيات؛ وهو الرّحى. (من تسمية 
الفرس)”''. 

- (الإبسشتاج) و(الإسْتيج): وهو الذي يُلف عليه الغزل 
بالأصابع. (من كلام أهل العراق. تسمّيه العجم 


مِِ 
3 


أسْتُوجة وأسْجوتة)1”. 

- (إِشْتِيامَى): رأس ملاحي السفينة البحرية. 
(بالنبطية)*". 

- (الأشْكرٌ): كالأديم, إلا أنه أبيض يؤكد به السروج. 
(معرّب وليس بعربي)”!. 

- (الأَقلَشنُ): اسم (أعجمي, دخيل)1". 

- (الأَنْجَرُ): مرساة السفينة. (اسم عراقي)1". 

- (الأواغيً): مفاجرٌ الدُبار في المزارع. تثقل 
وتخفف, الواحدة (أَغِيّة وأغية). (من كلام أهل 
السواد)5”1. 

- (إِيَلْ): اسم من 1 
(بالعبرانية)1”. 


ماء الله عر وجل»؛ 


- (الباسّور): (معرّية)1:. 
- (الباشق): الأَجْدَلٌ الصغير. (فارسية: عُرَيّت)!:*. 
- (الباقنّى): الغول. (اسم سوادي)”". 


- (الّْتْ) ورالبّحْتِيَ): الإبل الخراسانية تنتج من إبلٍ 
عربية وفالج). (أعجميّان دخيلان)”'. 


- (البّدَ): بيت فيه أصنام وتصاوير. (إعراب «بت» 
بالفارسية)'". 
- (البَربط): وهو من ملاهي العجم. (معرّب) '. 


- (برّخوا): أي برّكوا. في قول رؤبة... (أخذها من 
النبطية) ''. 























- (البَْدَيٌ): السَبْىُ. (دخيل):1". - (الكراجيل): من بقول البساتين. (اسم سوادي)"". 
- (الدْصْت): حشيشة تُطبع فتؤكل.. (من قسمية ١‏ - (تل 
الفرس) 3 (يلسان العجم)!”". (بالرومية)!”". 

- (اليَرْق): (دخيل في العربية)؟”. خ[الطاودوا سم 

- (البّدذتكان): كساءٌ أسود. (بلغة أهل العراق)1:". - (الجاوَرّسّق)؛ والجمع (الجَوارِسُ): بمعنى الفريد» 
وهو الشّذّر الواحدة فريدة. (بلسان العجم)!". 


ين): اسم شهر من شهور الخريف. 





- (بَرْنيّة) والجمع (اليّرائي): الدّيّكة الصغار أوّل ما 


تدرك. (بلغة أهل العراق)". - (الجِرَيْرُ): الخِبّ من الرّجال. (دخيل)1". 
- (البُرَهْين): العالم والعابد. (بِالسّمَنيّة)7". - (الجَزيرُ): رجل يختاره أهل القرية لما ينوبهم من 


000 نفقات من ينزل بهم من قبل السلطان. (بلغة 
5 ْ لسّواد)", 


- (البَممُباض): قالوا: الكمأة. (ليست بمحضة)"". 000 
- (الجلاهق): البثدق الذي يرمى به. (دخيل)7”". 


- (البَقْر): نبات يمشي. وهو القُتَيْبير... (بلغة أهل 





- (حلة 1 50 اماع 
لعراق)1". (جلق): اسم موضع. (معرب) 
2 م - (الجِنْيّخ): الخابية الصغيرة. (بلغة أهل السُوان)"", 
- (اليّقم): شجرة؛ وهو صبغ يُصبغ به. (دخيل)!". (الجتيخ) بية الصغيرة. (بلغة اهل السواد) 
: مع“ للم - (الجوالِق): ... (ليست بعربية محضة ولا 
- (بم العود): (معرب)"". -- 
فارسية)! 3 








حزاليية | تع الأدوية د مطلت 0 


4 - (الجوسّق): القصرٌ. (دخيل)” ٠‏ 
- (بتجرقات): الخوخات: واحدها خوخة؛ وهي باب عه الاعاة ١‏ كلذ 
صغير بين بيتين.. (فارسية)”". م ا فك 

.١' واحد. (كانها فارسية)!”‎ ١ 
5 (البَنْدُ): الحيلة.. (دخيل):".‎ - 
(الحضائج): (ليست بعربية)5”.‎ - 7 
(بتدار) والجمع (البنادرة): التجار الذين يلزمون‎ - 


المعادن: (دخيل)!*. 2 لخاميز): إعرابه: عايص وأميص. (عجمي)1”". 
- (الجُهار): ثلاث منة رطل. (قبطية)!0". ش 0 1 
0 - (الخوان): المائدة. (معرّبة)3". 
- (البَهْط): الأرز يطبخ باللبن والسّمن يلا ماء. 


- (الكَوَرّئق): نهر. (وهو بالفارسية خُرنكاه فعرّب 





(سندية.. وعرّبته العرب فقالوا: بَهَطَةُ طَيبة)). 








0 لخورنق)” "' 

- (البهوني): ما يكون من الإبل بين العربية - (الخيد): أصلها: خيدٌ. (فارسية: فحوّلوا الذال دالاً 
والكرمانيّة. (دخيل في الكلام)". تعر يب )1 

- (البُوم): (معربة]"*. - (الداجن): مثل (الداشّن)” ". 


- (التالة): القارورة. (بالنبطية)؛ و(بلغة بلُحارت: 
البالة)؛ ". 


- (داشّن): (معرّب) من الدّشّن. (وهو كلام عراقي, 
ليس من كلام البادية) '". 














- (الدّرابنة): التجار الذين يلزمون المعادن. 
(تكيل) 

- خنفساء (الدَرْرُ): دَرَّْ التوب ونحوه (معرّب)””” 

- (المُعْشُوقة): دُوييّة شبه خنفساء. (ليست بعربية 
5-59 

- [الدّكُرٌ): بمعنى الذّكر. (ليس في كلام العرب)”” 

- (الدُككص): اسم نهر بالهند. (بلغة الهندء ليست 
بعربية) ”7 

- دَهٌ): كلمة كانت العرب تتكلم بها يرى الرجل ثاره 
فتقول له: يا فلان إلا ده فلا دَه: أي: إنك إن لم 
تتأرٌ بفلان الآن لم تثأرٌ به أبرًا. .. (يقال إنها 
فارسية]” . 


- دمل - لا دَهْلَ): أي لا تَخف. (بالنبطية]1". 


(دهليز): إعراب دليج. (فارسية)"”. 

- [الدَمْنْجْ): حصّى خُضر يُحكَ منها القفصوص. 
(ليست بعربية) '. 

- (ذَيايُوذ): ثوب له سدّان. أو كساء. (ليست بعربية. 


وهو بالفارسية: دُوبود. فعُْرّيت) ” 





الو اشن ع القثس. (من تنه ارو 

- (الرّاشان): نفوض الأرض. بيمعنى التراب. 
(فارسية) '. 

- |الربون): وهو نحو عُرْبُون. (دخيل)””. 

- (الوغ): من أدوات الشطرنج. (من كلام العجم):”". 

- (رْخذ): اسح مدينة. (ويعرب فيقال: رَخّخ)”. 

- [الرْسٌ): بمعنى الشولقى. الذى يبيع الحلارة. 

(بالفارسية)””. 


(رويته): عروق تستخرج من الأرض. يصبة بها 
الثياب. (بالفارسية] *". 


- (الريباس): (معرّب]””. 





أفاق الثقافة والتواث 


- (زاذه): غلام أرمولة. (بالفارسية)””". 


- (الزْرَجُون): قضبان الكرم. (بلغة أهل الطانقف 
وأهل الغور):””. 

- ال وطظ) جيل 
بالهندية)'. 

- (الرْقُومٌ): الؤبدٌ بالتمر. (بلغة إفريقية):"". 


- (الرّمّمُ): طائر دون العقاب, في قمّته حمرة غالبة. 


مند. (إعرابُ جَت 


ن أهل !! 


(تسمّيه العجم دوبرادر)”". 

- (الرّيرُ): (مشتق من الفارسية) ”' 

- (سْبَاط): اسم شهر. (بالرّومية)»:”” 

- (السّجِيل): حجارة كالمدّر وهو حجر وطين. 
(معرّب دخيل)5”. 

- (السِحْتيت): كلمة اشتقت من (سَخْت). (يقال: هي 
فارسية) ''. 

- (السّراويل): والجمع سراويلات. (عُرّيت):”" 

- (سَرّخاره): حديدة يُحك بها الرأس. (أعجمية) ” 

- (سَوُوا): العَرَعَرٌ. وهو شجرٌ لا يزال أخضر. 
(بالفارسية) 

- (سّعن): نبات من السّم. (بالغارسية) *” 

- (السُقرفّع): شرابٌ لأهل الحجاز من الشعير 
والحبوب. (حبشية وليست من كلام العرب) ' . 

(نسَموقتد):.مدينة السفن. غواها '(شمن): لاهن 
اليمن. فهدمها. فسُميت (شْمِرْكئْد). ويقال: بل 
هو بناها. (معرية)”: 

- (السمسار): الذي يد 
السماسرة. (فارسية معربة)' 


- (ستجد): شجرة. وه 


العجم» 


- (السثدسن): : 


5 الأرّْطاد. (من تسمية 


(معرب) 























وهو قام 


-(ستسن): اسمٌ(أعجمي) يُسمّي به (أهل 


وان 
لسوهفان: المدرق: (بالفارسية)*"". 


مُيْسّك): الصّفصّفة. دُويّبَّة: (من تسمية 


- (الصّنْحَ): ذو الأوتار. (دخيل)1”. 
- (الصّولْجان): (معرّب)!”. 
5 (الطارمة): بيت كالقبة من خشب. (دخيل)1*", 


- (طرّخان): اسم رجل. (بلغة خراسان)1”". 


العجم)!*". 
- (الشبُوط): ضري من السمك.. (كلمة عراقية)! *. 
- (الشّْرَانَ): شبه البعوض يغشى وجه الإنسان, لا 
يعْضن ليمي البغرت: الأذئى (منق كلام أفشل 
لسو اد)31٠,‏ 


ِ 


> (التستففة) : خوفة حَقَوْب الاين كالشيكة: (من 


تسمية الفرس)”*". 









ولوق 


- (الشّشقلة): تعيير الدنائير: أي وزنها. (حميرية 
عبادية: ليست بعربية محضة). 

- (الشّعْوَذِيَ): من الشّعْوَدَة. (ليست من كلام العرب» 
وهي كلمة عالية)1:*!. 

- (شقل) الدّنائيرَ: عَيّرهاء (كلمة عبادية حيرية, 





- (الشُلّقَ): من الضتّرب والبَممّْع. (ليست بعربية 


ل 
- (الشّلّق): شبه سمكة صغيرة.. يكون في أنهار 
البصرة. (ليست بعربية]*". 
- (الشمَخْترٌ): (معرب]*". 


- (شَم زَ): يقال شمزت الأرض تَشُميرًا. (ليست 
بعربية)”1. 


- (الشثْترة): الام 


(بالحميرية)1. 
- (الصّرم): (دخيل)". 


بِع. وجمعها الشتناتر. 





- (الصقصفةً): ذويبة, تسميها العجم (السَيْسَك). 


حم 


-( 
ا 


لطرّحّة): شبه حوض واسع يجمع فيه ماء الب* 
والقناة. تم يفجر في الزرع. (بالفارسية/ دخيل/ 
ليع بكزقة محضة |11 

لطرْرُ): النبت الصّيفي. (فارسية معرّية)!". 
الطنْبُورٌُ): الذي يُلعبٍ به. (معرّب» وقد استعمل في 
لفظ العربية)1*", 


لعاميصٌ) و(الأميص): الخاميز. (معربة):". 


- (غُوّبون): .. (دخيل)"”". 


اللعستطكوس )نكن رز لون اتسنا زع 
(بالنبطية)!""". 


ع ه26 


لعٌصّفر): نات سّلاقته الجريال. (معرّبة)””. 








لعَضرٌ): حي من اليمن» ويُقال اسم موضع. (لم 
يستعمل في العربية)!. 


- (عَفنَّرُ): اسم رجل. (كأنه اسم أ عجمي)1. 


لعِلّوْسُ): الذئب. (ليس من كلام العرب)”". 
لعلَوسٌْ): الذئب. (بلغة حمير)»”. 
لفاثور): الجاسوس, والجمع الفواثير. (في كلام 


رمينية)71. 


لفحٌ): مصيدة. (من كلام العجم)!*". 





(- 





لفرائّق): .. (دخيل معرّب):” 


- (فِرران): من لعب الشطرنج. (اسم أعجمي)!”. 


- (فرد): اسم للثوب. (دخيل معرب)”” 


ا 
١‏ 


لفيُج): رسول السلطان على رجليه. (اشتق من 


لفارسية)0”1. 























- (القافوُة): مشربة. (أعجمية)1*". 


- (القالَبْ): ويقال: قالب. (دخيل):*". 


- (قانه): متاحَة تُشْدٌ بها عضادة الباب ونحوه. (من 


تسمية الفرس)1*". 
5 لقَيْج): ... (ليست بعربية محضة ولا فارسية)”"", 
- (قطور): اسم نبات. (سوادية):*". 
- (القمْدَعٌ): الدَيُوث. قال: (أظتها بالسريانية)**". 
- (القَيّْرَّوان): القافلة, ومعظم العسكر. (معرية), 
وهو دخيل)!” 
- (القيُطون) المُّحْدّع. (في لغة البَرْبّر ومصر)!"". 








كاحُول): وهو الأخْيّل؛ طائر؛ خُضرته مشربة 
حمرة؛ يتشاءم به العرب (من تسمية الفرس)0*", 
- (الكارخ): الذي يسوق الماء إلى الأرض 


(سوادية)”*" 


- (الكاغد): (خراسانية)!:*". 


- (الكامَع): من الأدم, والجمع (الكوامِيح). 
(دخيل)!*", 


- (الكاثونان): :: شهران في قلب الشتاء. كل واحدٍ 
منهما كانون اليد 6 


الكراحة): الشقة من البواري. (بغدادية)"*". 
- (الكرباسٌ): و(الكِرْباسة): ثو 
- (الكْرَجُ): شي يلعب به. وربّما قالوا: كُرّق. (دخبا 
معرّب). 


لمحل 


ب. (فارسية) 





ال 
- (الكُرز) ): الغيي اللثيم. (تسمية الفرس: كُرَِيَا). 
والطائرز يكرد (دخيل), 

- (الكُسْبْجُ): الكُسْبُ. (في لغة أهل الستواد)1”". 


- (الكشوت): نبات مُجْتَثَ مقطوعٌ الأصل. أصفر. 


أفاق الثقافة والتراث 





يتعلق بأطراف الشوك (من كلام أهل السّواد, 


وليست بعربية محضة)1”". 


- (الكشخان): الدَيّوث. (دخيل)”. 





- (الكُتَارٌ): السَّدْرٌ. (بالفارسية)1". 


تُبسط وتُّتّخذ عليها الرياحين ثم تُطوى طَيًا. 


- (كثنى): نوَرْدَجَة تتخذ من أسٍ وأغصان خلاف, 1 
(بالنبطيّة)3:". / 


- (الكوسنٌ): خشبة مثلثة يقيس النجار بها تربيع 
الخشب وتدويره. (فارسية)1”". 

- (الكؤْس): الغرّق. (أعجمية)7". 

ٌٌِ (الكوْسَّع): (دخيل)* 5 

- (الكيْمُخْت): الرُرْعْب (بالفارسية)””. 

- (اللآذة - اللآذ): ثيابٌ من حرير يُنسج بالصين. 
(تسمّيه العرب والعجم اللأذ)!"'”. 

- (اللَّعْمُ): (ليس بعربية محضة). ولّعرّها لَعرًا: 
باضّعّها. (من كلام أهل العراق)1””. 
- (اللَّقَنْ) : (إعراب لَكَنْ)؛ وهو شبه طسْت من 
الور 

(اللَكُ): صبعٌ أحمر يمُصبغ به جلود البقر للخفاف. 
(معرّب)!””. 

-(التاكاء يا كسفن مين الجلن المتكوك شد يه 
السكاكين في نَصّبها (معرّب)1””. 

- (مَنّي): اسم والد النبي يونس - علبتل - (بلغة 
السريانية]””. 

- (المِرّجَبةٌ): المقلاع. (بالعبرانية)”". 

- (المُريق): شحم العُضُفْر. (يقال: هي عربية 

محضة, ويُقال: ليست بعربية)1"". 

- (المُسُتقة): نوعٌ من الملاهي. وهي المزمار. 

(دخيل معرّب)". 1 





(المِسّكُ): معروف. (ليس بعربي محض)!”". - (الهَبُورُ): الشعرٌ الثّابت. (بالنبطية)1”". 


رك ليه وهو الذي يُتَخْذ من الليف والجَرَّرْ أمثال - (هَشْتْ أبير): وهو التَنّينُء نجمٌ من نجوم الحساب. 
لحل (كلمة عراقية)91:”. وهو من التّحوس. (بالفارسية)!”", 
جالتسلة )بعك رون تفيل - (الهُمقاق): واحدتها مُمُقاقة. وهي حبة تشبه حب 


القطن... قال: (لا أظنه إلا دخيلاً من كلام العجم, 

أو كلام بَلُعم خاصّة: لأنها تكون بجبال بَلْعَم)1"". 

- (الهُخدَرّة): اشدقّ متها (المُّهْتْدِسُ), الذي يقدر 
جاري القني ومواضعها حيث تحفر. 


- (المَدْمُ): يعني الغطة. (إعراب المَْدِء دخيل)1””". 





- (المَتُجَنيق): .. (ليس من محض العربية)!”". 


جازم كنا هو ابن مكزضن” ذو القؤائم الأريع: 
طويل الظهر: قكال للحمام؛ (بالفارسية)"". 














(فارسي)"”'". 
- (الُوم): اسم الجدري يكون كله قرحة واحدة - (الرّسْ): الجماعة, وعيد من أعياد النصارى. 
بالفارسية)]0". (إعراب متْجكن)". 
الي ا 0 ١‏ : 1 
(المجة): (فارسية) - (هِيج): بمعنى المِضنٌ. وهو أن يقول الإنسان 
- (التاطر): الذي يحفظ الزرع. (سوادية, غير بطرف لسانه شبه (لا). (بالفارسية)1”*". 
عربية) . - (الهَيُول): الهباء المُنْبَت, وهو الذي يُرى من ضوء 
- (النافقة): فآرة المسك. (دخيل)!””". الشمس في البيت,ء (بالعبرانية؛ ويقال: 
98 2 5 5 5-35 4ك 
- (التّرْحِسُ): معروف. (معرّب)1”". بالرومية) '. 
- (التّرَّمَق): (فارسية معرّية)1”". (الوصرة) لصك. (معربة) ' 
0 ا 1000 - (الوّن): الصَّمْج الذى يُضرب بالأصابع؛ وهو 
- (النّسطاسُ): النطاسيّ والنّطيسء وهو العالم 00 0 0 0 ' 0 
بالطب (بالرومية)!"". لونج. (ويقال: هو مشتق من كلام العجم) ٠‏ 
3 1 ! - (اليارّجان): من حلي اليَدَيْن. (كأنه فارسي)”"". 
ا ل ليارقان) و(الء / نادم أنه 537 ا 
: قيتهم 1 1 3 قان حان): من أسورة النساء. 
يخالفون بقرت . (بالرومية)!”". ار ناو( 0 ن عن لد 
دخيلان)1*”". 





الأودية بالبادية (من تسمية العجم)؛"”". 0 ا ١‏ 
- (اليهود): يقال: نسبوا إلى (يهوذا)؛ وهو أكبر ولد 


يعقوب - غليتلاه - (حُولت الذال إلى الدّال حين 





- (الخشوط): سمك يمُقَرٌ في ماءٍ وملح. (كلمة 


0 عريت)/ 1 
- (نعص): (ليست بعربية). إلا ما جاء من اسم بقيت طائفة من الألفاظ. لم ينصَ صاحب (العين) 
فاضي ا اا 5 5 7 
[تأإعضة) على بيان أحكامها. عدا عدد منها ذكر لها أحكامًا 
- (نؤر): يقال: فلان يُنْوَرْ على فلان. إذا شَبّهِ عليه لاتتضم يهنا ضراحة على أنه أعجمية :من 
امرا. اشتقاقه من (نوره) اسم امرأة كانت من المعرّب أو الدخيل. أو نحو ذلك. وقد ترجح أن 


أسحر النّاس.. (ليست الكلمة بعربية محضة):”". تكون مق مله ما'تض على نان حكن استتاا 




















إلى قرائن وردت في سياق تفسير المصئّف لهاء 
إضافةً إلى ما ورد في المصادر المعتمدة من 
تصريح بأعجميتهاء ومن هذه الألفاظ: 

- الأنْبعُ): حمل شجرة بالهند تُرَبّبُ بالعسل»”””. 

- (الأنبجات): ما يُرَبّبُ بالعسل من الاترّج والإمليلجة 
ونحوهاا”". 

ا لول): اسم شهر ن شهور الروم أوّل 
الخريف2”*". 

- (إتلياء): هي مدينة بيت المقدسا**". 

- (يَاطية): (اسمٌ مجهول أصله)1**". 


- (تيسي): كلمة تقولها العرب إذا استكذبت الرجل. 


2,555 - 1738/١ ينظر في هذا الموضوع: المزهر:‎ - ١ 
- وكلام العرب لاه‎ ,5١ - ٠ والمعرب (مقدمة المحقق)‎ 
وفقه اللغة العربية‎ ,5١5 - 7٠١ ومحاضرات في اللغة‎ ٠١ 
2,54 - ؟١ (الزيدى) ام د حول وفقه اللفة (الضامن)‎ 
175-10 وفقه اللغة [المبارك)‎ 

؟ - ينظر: كلام العرب: /ا5 وما بعدهاء وفقه اللفة العربية: ؟515. 

- فقه اللفة العربية: .51١‏ 

- ينظر: كلام العرب: ١/ا‏ - ”7, وفقه اللغة العربية: 51١+‏ - 
5 . وفقه اللغة (الضامن): .51١‏ 

© - فقه اللغة (الضامن): 55. 

.٠١ 1/1 العين (نجر):‎ - ١ 

/' - العين (رندج): ك/رة .5١‏ 

- العين (بسر): لا/ر١0؟.‏ 

- العين (صرم): /ار ١١١‏ 

٠‏ - العين (أيل): ه/رلاه؟. 

55 العين (سمر): لا/رة2؟. (سمسر): لابرغ‎ - ١ 

١١‏ - العين (طرخ): 5/ي515. 

,١الةر/ت العين (أجل):‎ - ١ 

5 - العين (غمل): 1/ر؟؟1. 

- العين (بركن): 555/5. 


آفاق الثقافة والتراث 








(لم يُحرف أصل هذه الكلمة)1”". 
- (الدّمْقنة): من الدَمُقان"”". 


- (الرَّعُدِيد): الفالُوذَج قال: (فما أدري مُوَلَّدٌ أم 
تليد)"". 


- (السّيابجة): قومٌ جلداء من السَّنّْدٍ يكونون مع رأسٍ 
ملاح :السفحة المحريةاة: 


- (طخمورت): اسم ملك من عظماء الفرس!"". 
- (الفتّرَّحَ): رقص المجوسر"”". 
- (الكتُجارّق): الكُسُب”". 


- (المِمُدُ): جيل من الهند.. يَغزون المسلمين في 
البحر؟. »© 


7- العين (بهر): 848/4. 
١٠‏ - العين (دهل): 4/ره؟. 
8 - العين (قلش): 41/0 . 
5- العين (بد) 8/؟١.‏ 

.557١/4 العين (خرنق):‎ - ٠ 
العين (خيد): 4/ره59؟.‎ - ١ 
.50 5/7 ؟” - العين (بردج):‎ 
.185//5 العين (بقم):‎ - 3٠ 
.”505/1 العين (جربز):‎ - 5 
.5 العين (سجل): ت/رغ‎ - 5 
العين (فرنق): 0/ر5375؟.‎ - 6 
.558ر//١ العين [(عجم):‎ - 37 
وينظر: المزهر: ١/ر ١/اا - 5ل/ا؟‎ .٠١ - 24 المعرب:‎ - 8 
العين: ؟/ره54.‎ - 5 

١ ٠‏ العين (دعشق): "/ر583. 
١‏ - العين (هندس): 4/ر١؟1,‏ 
51 العرن (علش) 503/11 
55 - العين (قلش): 8١/0‏ 

4 - العين (وغى): 151//5. 














5 - العين (حرف القاف): 3/6 . 

1 - العين (باب التلاثي الصحيح من القاف): 75/5 

/” - العين (قز): ١7/8‏ . 

8 - العين (دككم): 455/0. 

- العين (نمرق): 515/9 

.5145/" العين (سقرقع):‎ - ٠٠ 

.١5 5/5 العين (كشخ):‎ - ١ 

؟؛ - العين (يقم): .١85/5‏ 

؟؛ - العين (مت): 48/؟١١.‏ 

44 - العين (شخلب): 4// 578 --577, 

5 - ينظر: القسم الثاني/ المعجم 

6 - العين (نجر): .١١5/7‏ 

؛ - المعرب: 75. وينظر: التاج: */لا5 9 . 

8 - العين (جريز): .7١/5‏ 

.١55 المعرب:‎ - 5 

.711//7 العين (عسطس):‎ - ٠ 

.١64ار/كا اللسان:‎ - ١ 

5 - تنظر الألفاظ وهوامشها في المعجم. 

2 - ع (بهل): 5/4 5. وينظر: المحكم: 5/:4؟5. 

4* - ع (أخخ): .5٠١/5‏ وفي الجمهرة: ١5/١‏ . قال ابن دريد: 
(وأحسبها محدثة). 

6 - ع (رندج): 4/1 .5١‏ وفي المعرب: ١5.35‏ : (أصله 
بالفارسية رّنده). 

7 - ع (رحى): ؟/٠19.‏ وينظر: اللسان: 5/15 .5١‏ 

/5 - ع (ستج): 1/ 45 - .5١‏ وفي التهذيب: :074/٠١‏ (وهما 
معربان). 1 

8 - ع (سبح):33/7. وينظر: المعرب: :55١‏ واللسان 
(شتم): 15/ةاك. 

5 ع (حصر): 577/7. (شكن) 5. وفي اللسان: 
2 (وأصله بالفارسية ادرنج). 

.5517//1 وينظر: اللسان:‎ .5 ١/5 ع (قلش):‎ - ٠ 

1١‏ - ع (نجر): .1١1/6‏ وفي المعرب: 5/ (فارسي معرب). 
وينظر: التاج: ؟ثرلاهه. 

”1 ع (وغى): 4/لا2؟. وينظر: اللسان: ١1/ر4ة؟.‏ 

35 اع (أيل): م/رلاه؟. وفي اللسان: ١/١١‏ 4: (عبراني أو 
سرياني). 

14 - ع (بسر): 501710. وينظر: الجمهرة: ١/00؟.‏ والمعرّب 
٠١5‏ . واللسان: 39/4. والياسور: داء. 

- ع (بشق): 3/5 4. وينظر: المعرب: .11١‏ 

.2<6ر/١١ وينظر: اللسان:‎ .١7١/2 ع (بقل):‎ - 1١ 








307 - ع (بخت): 51/4؟. وينظر: اللسان: ؟/ره. 

8 - ع (بد): م/؟1١.‏ وينظر: الجمهرة: .57/1١‏ والمعرب: .١51‏ 
واللسان: ؟/ركم. 

5 - ع (بربط): /ا/ر”لا5. وينظر: المعرّب: ,»1١9‏ واللسان: 
لالرره؟. 

7 - ع (برخ): 557/4. والبيت للعجاج؛ في ديوانه: 435, 
وئصه: 

ولوأقونْبِرَخوالبِرَحُوا 

لمار سزجيس وقد تدخدحُوا 


وينظر: الجمهرة: //١‏ 557 - 5578, والمعرب: 159 - 50ل 


واللسان: ؟/.9. 

١‏ - ع (بردج): ١ل .5١‏ وفي المعرب: 55: (وهو بالفارسية 
بَرده) 

7 - ع (غمل): 477/5 , (تمل): 8/؟١‏ . وينظر: اللسان: /1١١‏ 
لللنة 


"ل - ع (برق): 0/0 15. وينظر: اللسان: .١4/٠١‏ 

4- ع (بركن): 455/5. وينظر: الجمهرة: ١5/7‏ ؟؛ والمعرب: 
ا 

5 - ع (برن): 270/4. وينظر: اللسان: 0/١١‏ 5. 

١ل‏ - ع (برهن): .١17١/4‏ وينظر: اللسان: ؟51/1. 

/ا/ا - ع (سندس): 7/ر١ا54.‏ وتنظر: مادة (سندس) اللاحقة. 
والمعرب: 555. 

8 - ع (بض): //ر7١.‏ وينظر: اللسان: 0/ر5١١.‏ 

- ع (قنبر): 534/5. وينظر: اللسان: *//ا1١١.‏ 

6٠‏ - ع (بقم): 185/5. وفي الجمهرة: ؟/؟55: (فارسي 
معرب). وينظر: المعرب: .٠١/‏ 

١‏ اع .4١ ١/8‏ وينظر: المعرب: .19١‏ واليّمُ: أحدُ أوتار 
الود ا 

85 - ع (بنج): 155/7. وينظر: اللسان: ؟/3١5.‏ 

87 - ع (خوخ): .5١7/4‏ وينظر: اللسان: ؟/4١.‏ 

84 - ع (بند): 7/8 5. وينظر: المعرب: 9؟1. 

6 - ع (بندر): 8/ر؛ .٠١‏ وينظر: اللسان: 4/ر61. 

7 - ع (بهر): 48/4. وينظر: المعرب: .111-12١‏ 

/ى - ع (بهط): 4/؟؟. وينظر: اللسان: /ا/ر5ة؟. 

8 - ع (بهن): 55/5. وفي اللسان: ؟١/11:‏ (البَهنوي..) 
بتقديم النون على الواو. 1 

5- ع 6//ر١١:.‏ وينظر: اللسان: 717/1١‏ 

6 - ع (بآل) مر؟ة؟. وينظر: اللسان: ١١/ره/.‏ 

.؟ا/4/1١ وينظر: اللسان:‎ .٠١ 5/6 ع (رجل)‎ - 5١ 

57 ع(نشر)25/6؟. وينظر: اللسان: 51/4. 


5 ع (جمس) .1١/1‏ وينظر: المعرب: .١97‏ 

5 - ع (فرد) 55/4. وينظر: اللسان: 757/7. 

6 - ع (جريز) 5-7/7. وفي المعرب: 154. (وهو فارسي 
معرب). 

5 ع (جرز) 37/6. وينظر: اللسان: 151/4. 

/اة - ع (جلهق) ه/؟5؟. وفي المعرّب: .١55‏ (فارسي واصله 
بالفارسية جُلاهة..). 

8 - ع د/56؟. وفي المعرّب: 155. (وهو أعجمي معرب). 

5- ع (جنبخ) 558/4 ولم أجده في غيره. 

٠‏ - ع 5/0. وفي المعرب: .١58‏ (أعجمي معرب)ء وهو 
مطابق للحكم المثبت. وينظر: اللسان: .731/١‏ 

١ح‏ ع (جوسق) 75/5 587. وفي المعرب: .١154‏ (فارسي 
معرب). 

.117/11 ع (جوم) 155/1. وينظر: اللسان:‎ ٠٠١١ 

٠‏ - ع 5/ره؛5؛ من غير تفسيرء وكذا في المعرب: .٠١‏ ولم 
أجدها في اللسان والتاج. 

٠٠١‏ - ع (خمن) 4/؟١5.‏ وينظر: اللسان: ,517/٠‏ 8/0 ه. 
والخاميز: ضربٌ من الطعام. 

5 - ع كثره54. من غير تفسير. ولم أجدها في غيره. 

- ع (خون) 504/5. وينظر: المعرب: /9١؛‏ واللسان: 
ارا 

٠7‏ - ع (خرنق) 45/١؟5.‏ وينظر: المعرب: ١27/5‏ - هلاق 

ومعجم البلدان: ؟/ركل؛ واللسان: ١٠/ركلا.‏ 

١-ع(خيد)‏ 4 من غير تفسير. وفي التهذيب: 

٠/٠"‏ . (يُعنَى به الرطيّة). 

4 - ع (دشن) 137/7؟. وينظر: الهامش اللاحق. 

1١‏ - ع (دشن) 545/1. وينظر: المعرب: 157, واللسان: 
7 و_والداشن: الجديد غير المستعمل من الثياب أو 
الدور. 

١‏ - ع (بندر) 6/؛١٠.‏ وينظر: المعرّب: 164. واللسان 
ارما 

١١‏ ع (درز) 507/7. وفي اللسان 79 (فارسي 
معرب). 

.ة/ر/١ ع (دعشق) 587/5. وينظر اللسان:‎ - ١١7 

531-590 /4 ع (دكر) 5/؟؟. وينظر: اللسان:‎ - ١١4 

68 - ع (دككص) دثره15. 

1 - ع (ده) 448/7 7. وينظر اللسان: ؟١٠٠/ر١‏ 55 

١١‏ - ع (عذر) 53/6. (دهل): 55/4. وينظر: الجمهرة: 

"/50. والمعرب: /131 - موا 
- ع (دهلز): 175/4. وينظر: المعرب: 505. واللسان 
5 والدهليز: ما بين الياب والدار. 





6 ح- ع (دهنج) .1١7/4‏ وينظر: اللسان: ؟ثرلالا؟. 

١٠‏ - ع (دب) .١17//6‏ وينظر: المعرب: 185 - ل/ا14. 

2180/١١ 185/1 ع (قنس) 5/ر١8. وينظر: اللسان:‎ ١ 
والقنسن: الأضل>:‎ 

١١‏ - ع (نفض) لا/راة. وينظر: اللسان: /ا/ر5غ؟. 

٠7*‏ - ع (رين) 515/8؟. وينظر: المعرب: .58٠‏ واللسان: 
بردلا 

5 - ع (رخ) 5/ر5؟١.‏ وينظر: اللسان: ؟/ر8١.‏ 

- ع (رخذ) 4/4 55. وينظر: معجم البلدان: ؟/ر4؟. 

7 - ع (شلق) 0لر١؟.‏ وينظر: اللسان: .183//٠١‏ 

٠١1/‏ - ع (فو) 5/6 : :. وينظر: الصحاح: 558/6 ؟., واللسان 
مرحت 

.١١؟ر/ت ع (ربس) لا/؟5؟, وينظر: اللسان: ؟/ره"1,‎ - ١8 
والريباس: نبات.‎ 

- ع (رمل) 537/8. وفي التهذيب: .7037/١5‏ قال 
الأزهري: (لا أعرف الأَرَمُولّة عربيّتها ولا فارسيّتها). 

7٠‏ - ع (زرج) 15/1. والكلمة معرّبة, على الرغم من أن 
الطائف والغور كلاهما من أرض العرب. ينظر: المعرب: 
كدقة 

.5١8/// ع (زط) لا/رلاة". وينظر: اللسان:‎ - ١٠١١ 

٠١١‏ - ع (زقم) 44/0. وينظر اللسان: ؟538//1. 

37 - ع (زمج) 75/7. وينظر: المعرب: 518 -515. 

5 ع (زير) /ا/ر541. وفي التاج: ؟/47؟: (الزير لذ‎ - ١١4 
آعجمي أو الزّير: الحُب.. بلغة العراق).‎ 

ين ع (سيط) 515/77 وينظر: اللسان: لا/ر1١؟.‏ 

- ع (سجل) 04/7. وينظر: المعرب: 57 75759, واللسان: 
لل مض فيه 

/ا١‏ - ع إسخت) 195/5. وينظر: المعرب: 558 واللسان 
"ر؟. والسخكتيت: الصّلبُ الشديد. 

58 - ع (سرل) ا/557. وينظر: المعرب: 555؛ واللسان 
للمقيقة 

5 ح- ع (درء) .1١/8‏ وينظر اللسان: 555/14. 

١‏ - ع (عر)١/ر83.‏ وينظر: اللسان: 4/ر50ه. 

- ع (ذبح) 7/7 0”. ولم أجده في غيره. 

55 - ع (سقرقع) ”/رة55. وينظر: المعرب: 584؛ واللسان 


0 

١4‏ - ع (سمر) .511١/6‏ وينظر: معجم البلدان: */ر4؟ وما 
بعدها. واللسان: 4/ر5؟]. 

١14‏ - ع (سمر) 790/7 (سمسر): 4/0 8”. وينظر: المعرب 
05 


١5‏ - ع (رطا) غ/رة:؛ ولم أجده في غيره. 














141 اع (سندس) 61/0. وينظر: المعرب: 770 والسَّنْدُسُ: 
الذيباج الرقيق. 

١61‏ - ع (سن) ر154. وينظر: اللسان: 5/15؟5. 

114 - ع (يرد) 55/8. وينظر: اللسان: 1//ا4. 

1 ع (صف) //5ط. وينظر: اللسان: 153/59. 

- ع (شبط 5/ .55١- 7١9‏ وفي المعرب: 555. (أسم 
أعجمي). 

.5 ١5/4 -ع (شر) ك//ا١". وينظر: اللسان:‎ 140١ 

.47+/١ ع (سكب) 517/5. وينظر: اللسان:‎ - ١56 

٠5‏ - ع (ششقل) 515/5 ولعل الصواب (حيرية..) كما في 
مادة (شقل) الآأتية. وينظر: اللسان: .797/١١‏ 

- ع (شعذ) .554/١‏ وينظر: اللسان: ”/رهة؟. 

2- ع (شقل) 0/١؛.‏ وتنظر: مادة (ششقلة) السابقة, 
واللسان: .555/١١‏ 

7 - ع (شلق) ١/5‏ 4. وينظر: اللسان: .185/٠١‏ 

.183/٠١ ع (شلق) 5/ر١. وينظر: اللسان:‎ - ٠50 

ع(ث ) ؛/777. وينظر: اللسان: .45١/6‏ 
والشمكين اللثيم 

9 - ع (شمز) 5/7؟5. بلا تفسيرء ولم أجده في غيره. 

.15 0/6 وينظر: اللسان:‎ .50 ١/1 ع (شنتر)‎ - ١٠ 

١‏ - ع (صرم) /١؟١.‏ وينظر: المعرب: 518؛ واللسان: 
غ5 59؟. والصّرُم: القَطعٌ؛ أو الجلدٌ.. 

.193/5 ع (صف) ا/34. وينظر: اللسان:‎ - ١ 

.777 ع (صلج) 1/5 :. وينظر: المعرّب:‎ - ١15 

- ع (صلج) ١/راة.‏ وينظر: المعرّب: ,55١‏ واللسان: 
.5٠١/"‏ وَالصُوْلجانَ: العُود المُعْوَج. 

5 - ع (طرم) //ر؛؟4. وينظر: المعرّب: 5ا5, واللسان: 
لاه 








١1‏ - ع (طرخ) .5١3/4‏ وفي اللسان: //18: (اسمٌ للرجل 
الشريف) بلغتهم. 

360 - ع (طرخ) 4 ؟. وفي اللسان: 58/5 

6 - ع (طزر) لا/ره 0". وينظر: اللسان: .5١ ١/5‏ 

- ع (طنبر) 757/7 4. وينظر: المعرب: 575 

3 - ع (عمص) .5١5/١‏ وتنظر: مادة (الخاميز) السابقة. 
واللسان: 248/77 . والعامص: ضَرّبُ من الطعام. 

فن - خ (ربن) 513/8. وينظر: المعرب: 580. واللسان 
ا 

١1"‏ - ع (عسطس) 7717/7. وفي اللسان: ١87/1‏ (رومية). 

١1"‏ - غ (عصفر) 5/رد5؟. وينظر: اللسان: ؟//581. 

1 ع (عضر) .172/١‏ ولم ينص في اللسان 85/2 على 
عدم استعماله في العربية. 


آفاق الثقافة والتم 


ها - ع (عفزر) 5535/5. وينظر: اللسان: 4/ر١5ه.‏ 

7 - ع (علوس) .5١5/7‏ ولم أجده في غيره. 

ا - ع (علش) ١517؟.‏ وينظر: اللسان: ١/7‏ 55. 

. وينظر: التاج: ؟/ر؟ة:‎ .5١١/4 ع (فثر)‎ - ١8 

9 - ع (فخ) 5ر5 .١4‏ وينظر: اللسان: */١؟.‏ 

ادع (فوتق) 5157/0 وينتظين المعربء واللسان: 
٠‏ 5. والفرائق: حيوان شبيه بابن أوى. 

- ع (فرز) لار؟57. وفي اللسان: .595/1١١‏ (أعجمي 
معرب). وينظر: المعرّب: 580. 1 

47 - ع (فرند) .٠١7/7‏ وينظر: المعرب: ١55؛‏ واللسان: 
4 

8٠‏ - ع (فيج) 6/رك18. وينظر: المعرب: ,55١‏ واللسان: 
نل 

4 - ع (قن) 0/؟١.‏ وينظر: المعرب: ١157,؛‏ واللسان: د/ 
/مول, 

- ع (قلب) ١75/5‏ . وينظر: اللسان: .145/١‏ والقالب 
شيء تفرغ فيه الجواهر ونحوها ليكون مثالاً لما يُصنع 
منها. 

7 ح- ع (قنح) ١/7‏ 0. وينظر: اللسان: 5717/5, 

0 - ع (حرف القاف) 3/0. وفي المعرّب: 709: (فارسي 
معرب) وهو مطابق للحكم المثبت. وينظر: اللسان: 501/77 

84 - ع (قطر) 57/5. وفي اللسان: دمر ٠‏ : (قطوراء) 


ممدود. 





5 - ع (قنذع) 553/9. وفي اللسان: :5١5/8‏ (سريانية؛ 
ليست بعربية محضة). 

- ع (قرن) 145/0؛ (قرو): 5/8 .5١‏ وفي المعرب: :5١*‏ 
(أصله بالفارسية كازوان فعُرّب). 

- ع (قطن) .٠١/5‏ ونح في الجمهرة: "/588 على أنه 
امن امعمى:وكذا في المدرن .”٠‏ وينظر: اللسان: 
ايه 

١95‏ - ع (خول) 5/4 .٠0‏ ولم أجده في غيره. 

195 - ع (كرخ) 133/4. وينظر: التهذيب: 45/17 واللسان 
؟/رحة. 

4 - ع (كاغد) 557/4. وفي اللسان: ؟/58: (وهو فارسي 
معرب). 

5 - ع (كمخ) 157/4. وفي المعرب: 547: (معرب). 

1- ع (كن). (كون) 585/5 .1٠١‏ وينظر: اللسان 


ود 
61 - ع (كرخ) 151/4. وفي اللسان: 5/رة4: (والكراخية..) 
ولم يذكر أصلها. 











مدلداع (كربس) 557/5. وينظر: المعرب: ؟55: واللسان 
ككرهكا. 

5 - ع (كرج) 58/4. وفي المعرب: 154: (فارسي معرب). 
وَيَمْطو: اللتباق: 155/6 

٠‏ ع (كرخ) 151/4. وينظر: اللسان: /8؟. 

مع (كرز) /515. وينظر المعرب: 555-518 
واللسان: ه/ 599 - 0١‏ 5. 

ع (كسبج) 455/5. وفي المعرب: 177: (معرب). 
وَالعفن عضازة الدمن” 

50 -ع (كشث) 5/ 5412-9 وينظر: اللسان: ك/راك١.‏ 

0 دع (كشخ) ؛/ره5٠.‏ وينظر: المعرب: 579, واللسان: 
#/رة. 

.١5؟ر//5 ع (كنر) ه/ . وينظر: اللسان:‎ ٠5 

5 - ع (كنث) 2/,- 55. وينظر: اللسان: ازا 

- ع (كوس) 597/5. وينظر: المعرّب: 5553. 

4د ع (كوس) 5/؟59. وينظر: المعرّب: 553. 

- ع (كسج) 188/5. وينظر: المعرب: ,55١‏ واللسان: 
؟/”". والكوْسَعٌ: الذي لااشعرٌ على عارِضَّيّه. أو الناقص 
الأستان. 

"٠‏ - ع (زرغب) 484/5 ؛ وكذا في اللسان: ١/8؛‏ 4» والتاج: 
17/١‏ من غير توضيح أخر. 

.5 ١ ع (لوذ) 155/8. وينظر: اللسان: ؟/را‎ -١ 

.6 ١ ع (لعز) ١/ره5". وينظر: اللسان: ه/ره‎ - ١1 

.59 ١/١١ وينظر: اللسان:‎ .١77/5 -ع (لقن)‎ 5١1 

"١4‏ - ع (لك) */580. وينظر: الجمهرة: ١/١7١؛‏ والمعرب: 
(هامش 5)., واللسان: .444/٠١‏ 

6- ع (لك) 581/5. وتنظر: المصادر المذكورة في الهامش 
السايق. 

- ع (مت) ١١2/8‏ . وينظر: اللسان: ؟/رم3, 185. 

"١١7‏ - ع (رجب) .1١4/1‏ ولم أجدها في غيره. 

- ع (مرق) 170/2. وفي المعرب: 515: (أعجمي معرب). 
وينظر: اللسان: ١٠/؟84.‏ 

15 ع (مستق) 104/0. وينظر: المعرب: 591. اللسان 
فاه 

"٠١‏ - ع (مسك) .5١6/5‏ وفي المعرب 775: (فارسي معرّب). 
وينظر: اللسان: ١٠/لا4غ.‏ 

6١‏ - ع (شظلب) 4/ 755 -577. والضبط فيه (مشخلبة). 
وينظر: المعرب: 517. واللسان: 3837/١‏ . 

55 ع (صطك) (مصطك) 505/9. 555. وينظر: المعرب: 
14؟. واللسان: ١٠/ردة 15١.1‏ 





*75 - ع (منج) 6/ره5١.‏ وفي اللسان: ؟/570: (وهو حب إذا 
أكن أَسْكْرَ أكله وغَيرَ عقله). 
554 - ع (مجنق) 545/0. وينظر: المعرب: +505 - موك, 
واللسان: .558/٠١‏ والمَتُجنيق: ألة يُرْمَى يها الحَجرٌ. 
6 - ع (قرض) ١/0‏ ه. وفي اللسان: لاىر ١‏ ": (دويبة تقتل 
الحمام يقال لها بالفارسية دَلَهٌ). 

73 - ع (موم) 355/8. وينظر: المعرب: ,51١‏ واللسان: 
اراتكه 

/<” - ع (ياب الباء) ١١/8‏ 5. وفي اللسان: ١//لا78:‏ (المَيْبّة: 
شيء من الأدوية» فارسي). 

- ع (نطر) /ا/ر7١‏ ؟. وينظر: الجمهرة: ؟/ر585؛ والمعرب: 
87",. واللسان: */ره١؟.‏ 

ع (إنفق) .١178/0‏ وينظر: المعرب: 549 ,591١‏ 
واللسان: ١/٠١‏ 55؟. 

,78٠0 - 5/4.59 وينظر: المعرب:‎ .5١ ١/6 ع (نرجس)‎ - ٠ 
.35١ واللسان: ا/رتى‎ 

35١‏ - ع (نرمق) 6/ه510. وفي اللسان: ١٠/؟2]:‏ (معناه 
َرمّه, وهو الليُّ). وينظر: المعرّب: 585-141 

57” - ع (نطس) /ار0١5.‏ وينظر: اللسان: 7/؟5؟؟. 

5317 - ع (نسطر) 0/ر558. وينظر: المعرب: 7178؟, واللسان: 
رتك 

74 - ع (ثآب) //رة؛؟. وينظر: اللسان: ١/14؟5.‏ 

6 - ع (نشط) 578/57. وينظر: اللسان: /ا/ر5١؟.‏ 

7 - ع (نعص): 4/١‏ 50. وينظر: اللسان: /ا/ر9ة. 

537 - ع [نور) 6/ركت597؟. وينظر: المعرب: 585. واللسان: 
وه ع . 

68> - ع (هبر) 47/4. وتفسيره في اللسان: 2544/0 5145: 
(دقاقَ الزرع) بالنبطية أيضًا. 

5 - ع (تن) 8/8 .٠١‏ ولفظه في اللسان: *75/1: (هُشْكثْيّر) . 
وعن ابن بَرّي: (الجوزهر). 

55٠‏ - ع (همق) ؟/577. وينظر: الجمهرة: 1717/7 , و المعرب: 
/ا5؟؛ واللسان: ١٠/ركتل,.‏ 

- ع(هندس)5/١؟1.‏ وينظر المعرب: ,1٠0٠0.99‏ 
واللسان: م//ا؟ة. 3/ 502-01 

545 - ع (هنزمن) .١5١/4‏ وفي اللسان: ؟١/458:‏ (وهي 

555 - ع (مض) لا/ر١.‏ وينظر: اللسان: لا/ر575. 

4 - ع (شيل) 85/4. وفي اللسان: :7١5/١١‏ (عبرانية أو 
رومية معربة). 

8- ع (وصر) لا/ر51١.‏ وفي اللسان: 85/5؟: (الوَصيرة 
فارسية معربة). وحكى ما في العين أيضا. 








5 -اع (ونن) 08/4 5. وينظر: المعرّب: 558, واللسان: 
كارة. 

50 - ع (يرج) 7/5 ,. وينظر: المعرب: ١5‏ 5: واللسان: 
رايع 

4 - ع (أرق) .7٠١/0‏ وينظر: المعرّب: 505. 

- ع (باب الباء) .4١١/8‏ وينظر: معجم البلدان: 4517/8 
اه 

- ع (هود) 6//. وينظر: المعرب: 5:5 واللسان: 
رحا 

0١‏ ع (نبج) 1/؟15/ وفي التاج: '/؟ :٠١‏ (معرب أنب). 
ويتظر اللسان: 7527/5/5 

555 - ع (نبج) 158/1, وفيه (الأنْجبات) بتقديم الجيم؛ خطأ. 
وفي الصحاح: 745/١‏ قال الجوهري: (وَأَظنّه معربًا). 
وينظر: المعرب: .5١‏ 

؟5؟ - ع (أيل): /لاه؟. 


- تاج العروس من جواهر القاموس, للزبيدي (ت 5١5١ه),‏ 
المظيفة الخيرية: فيضن 35 اه 

- تهذيب اللغة. للأزهري (ت 0ه). تح. عبد السلام هارون 
وأخرين, الدار المصرية للتأليف والترجمة:؛ القاهرة, 1١59745‏ - 
/131م. 

- جمهرة اللغة. لابن دريد (ت ١57ه)؛‏ نشر ف. كرنكو؛ ط١ء‏ 
حيدر أباد الدكن؛ ١1755‏ ه. 

- ديوانا لعجاج, رواية الأصمعي وشرحه. تح. د. عزة حسن» 
مكتبة دار الشرق؛ بيروت: ١191م.‏ 

- الضحاح زتاج اللغة وصحاح العربية), للجوهري (ت 
37م )؛ تح. أحمد عبد الغفور عطار. ط5؟. دار العلم للملايين: 
بيروت: 1944م. 

- العين. للخليل بن أحمد الفراهيدي (ت 5/١١ه)؛‏ تي. د. مهدي 
المخزومي. ود. إيراهيم السامراني. منشورات وزارة الثقافة 
والإعلام. يقداد, 19٠0‏ - 1385م 

- فقه اللغة. د. عبد الحسين المبارك. مطبعة جامعة البصرة. 
51م 

- فقه اللغاة. د. حاتم صالح الضامن. مطبعة دار الحكمة للطباعة 
والنشر. الموصلء 1550م. 


55 - ع (أيل) /لاه؟. وفي المعرب: :8١‏ (وهو معرب). 
وينظر: اللسان: 0/١١‏ 4. 

58 - ع (بطأ) لا35. وفي المعرب: :15١‏ (قال الحربي: 
والباطيّة: كلمة فارسية: إناء واسمٌ الأعلى ضَيّقٌ الأسْفل). 

- ع (تيس) /ا//81؟. وينظر: اللسان: اك/رة؟. 

/61” - ع (دهقن) .1٠١/4‏ وفي المعرب: 154: (فارسي 
فعرّب): والدمقان: الثاخنء ‏ 5 

8" - ع (رعد) 54/5. ويئظر: الجمهرة: */ر١5؟.‏ 

9 - ع (سبج) /رةه. وفي المعرب: 54؟: (أعجمي معرب)» 
وينظر منه أيضًا: 5021. 

٠ح‏ ع (طخمرت): 579/4. 

١‏ - ع (فنزج) 5/5 .5١‏ وينظر: المعرب: 585؛ واللسان: 
ا 

ا - ع (كسب) 0 وتشنظر: مادة (كسسج) السايقة. 
واللسان: ١7/١‏ 

565 - ع (مئذ) 4/ر؛ ."١‏ وفي اللسان: 5١١/1‏ : (ميذ) بألياء. 


- فقه اللغة العربية. د. كاصد ياسر الزيدي. مديرية دار 
الكتب للطباعة والنشر. جامعة الموصلء 15417م. 

- كلام العربء, للدكتور حسن ظاظا., دار النهضة العربية 
للطباعة والنشرء بيروت: 91/5ام. 

- لسان العرب, لابن منظور (ت ١١/اه)؛‏ طبعة دار صادر, 
بيروت. 51956 -159031م. 

- محاضرات في اللغة (القسم الأول)) للدكتور عبد الرحمن 
أيُوبِ؛ مطبعة المعارف» بغدان, 1955م. 

- المحكم والمحيط الأعظم في اللغة, لابن سيده (ت 
هم ): تح. مصطفى السقا وأخرين: ط١.‏ مطبعة مصطفى 
البابي الحلبيء القاهرة, 15548 -151/5م. 

- المزهر في علوم اللغة و آنواعها, للسيوطي (ت ١١11ه)ء‏ 
تح. محمد أحمد جاد المولى. وعلي 
أبو الفضل إبراهيم؛ مطبعة عيسى البابي الحلبي القاهرة: 
ام 

- معجم البلدان؛ لياقوت الحموي (ت 151ه).؛ طبعة دار صادر 

6 - لادكام. 


البجاوي: و 


- ودار بيروت. بيروت» 

- المعرب من الكلام الأعجمي على حووف المعجم, لابي 
منصور الجواليقى (ت 040ه). تح. أحمد محمد شاكر؛ ط", 
مطبعة دار الكتب. القاهرة. 1935م. 








صتاب 
الخطوطات العربية 2 المكتبة البريطانية 
ومكتبة جامعة كامبردج 


عرض ومرامعة 


الدكتور/ محمد عيد الجواد محمد علي 
الرياض - المملكة العربية السعودية 


تُعدَ الجهود التجديدية التي طرحها عبدالله يوسف غنيم من خلال كتابه المخطوطات الجغرافية 


العربية والإسلامية با مكتبات البريطانية صحوة تنوير جغرافية عربية جديدة. ويسبب ذلك نبعت 


أهمية عرض هذا الكتاب وتحليله. 


يبدو أن المكنوز الجفراقي العربي الإسلامي 
بالمكتبات البريطانية ظلّ طويلاً حبيس الأرفف بها, 
غير مستثمر وغير مستغل, بل بعيدًا عن أيدي علمية 
موضوعية وأمينة تحاول أن تزيل غبار الزمن 
المتراكم عليه. وتنفض عنه غبار التعصّب وعدم 
الإنصاف إذا ما طالته أيدي مستعربة أو مستشرقة 
غريبة عنه. ربّما تسلب منه الغالي والنفيس. أو تنقد 





ما تبقى منه بروح تعصّب وتزمت مقيتة. 


ويبدى أن وضع هذا المكنوز العربي الإسلامي 





الثقافة والتواث 


بركازاته ثقيلة العيار ظلت معلقة هكذ! على أرفف هذه 
الملكتبات هناك كمشنوق معلق على حبل مشنقة 
وينتظر إمّا التنفيذ وإما النجدة والإنقان.. وحمدًا لله 
أن جاء خيار الإنقاذ على يدٍ علمية أمينة خبرت العمل 
بالتراث الجغرافي العربي الإسلامي سنوات, ولها به 
باع طويل. تم هذا على يد الجغرافي المسلم العربي 
الخليجي الكويتي عبدالله يوسف الغنيم؛ ومن خلال 
مؤلفه المعنون: (المخطوطات الجفرافية العربية في 
المكتبة البريطانية ومكتبة 


جامعة كامد دج)ء الذي 














صدر في العام ٠155١ه/‏ 1995م في 1/87 صفحة من 
الورق المصقول والحجم المتوسط. جاء هذا المؤلف 
ليمئل لنا معشر الجغرافيين العرب والمسلمين. ليس 
المصباح المنير ومفتاح علاء الدين السحرى وسراجه 
المضيء فقطء بل إن عمل الغنيم حقيقة يرقى ليكون 
فتحًا جغرافمً جديدًا جاء ليفك لذا - على الأقل - أوليًا 
- رموز شفرات ما كان مغلقًا من أقفال؛ وليفتح 
بوابات كانت موصدة «بالضية والمفتاح» على كنوز 
العرب والمسلمين الجفرافية بالجزر البريطانية 
وتحديدًا بالمكتبة البريطانية ومكتبة جامعة كمبردج» 
وكذا بعض منها بمكتبة باريس. بل إن التصنيف 
الواعي والفريد للمخطوطات وبفهارسه للمواضع, 
والأعلام» والنسّاخ, وأرقام المخطوطات؛ والمصادر 
والمراجع؛ والموضوعات:ء الذي وضعه المؤلّف لفك 
طلاسم شفرات المخطوطات العربية بالمكتبات 
البريطانية, وتسهيلاً للبحث والتنقيب عن هذه 
الركازات الثمينة المكنونة يمثّل, بلا شك جهدًا خارقًا 
للعادة وإضافة طيّبة وعلمية؛ وحصر مجد بيد علمية 
أمينة. ولكن قبل أن نستطرد ونخوض تفصيلاً في 
عرض مادة هذا الكتاب العلمية وتحليلها تقد فا قر 
بداية أن محاور هذه المراجعة النقدية لكتاب عبد الله 
يوسف الغنيم تدور حول العناصر الآتية: 
أولاً : عرض محتويات الكتاب وتبويبه وفهارسه 
ومراحهه ومصنادرة: 
ثانيًا : أوجه تميّز الكتاب وعرض محاسنه. 
ثالا : مراجعة نقدية وإشارة لبعض المأخذ والهنات 
والملاحظات والمرنيّات. 
رابعا : ملحوظات ختامية. وخلاصة فكرية. 
أولا : عرض محتويات الكتاب وتبويبه وفهارسه 
ومراجعه ومصادرد 
يذكّرنا هذا الكتاب في مجمله بعصور الكتب 
العربية الجامعة في موضوعاتها. ويدلَ على سمات 


كاتبها من الإتقان: والحذق؛ والحرصء. وسعة 
المعلوماتء ومتانة الصياغة, وطول الباع في 
مخضضبة والحسكى فيه ر لذ رايت من المناسنت 
والمعقول أن أحاول عرضه في هذه المراجعة لما فى 
ذلك من فوائد جمّة. ١‏ 1 

وهندسة بنائية الكتاب الذي جاء في 187 صفحة 
من القطع المتوسط؛ وعلى ورقٍ مصقولء احتوت على 
مقدمة وتمهيد, ثم دخل المؤلف مباشرةٌ في التقسيم 
الموضوعي الذي اتبعه في عرض مادته العلمية, أو 
بالأحرى مخطوطاته: التي جاءت تحت عناوين ستة 
دون أن يسميها لا بالفصول ولا بالأبواب؛ ولعله وجد 
أنّ هذا أنسب: لأن الكتاب يعرض مخطوطات متفرقة 
في الفنون الجغرافية المتنوعة ويصتّفها ويفهرسها. 
وتضمّن تصنيفه أو تقسيمه لهذه الموضوعات ستة 
مجموعات رئيسة» وردت تحت عناوين: الجفرافيا 
الإقليمية وكتب البلدان, والجغرافيا الطبيعية, 
والمعجمات الجغرافية وتقويم البلدان» وكتب 
الرحلات. وكتب الخطط وفضائل المدن» وكتب 
العجائب. أعقب تلك المجموعات الست الرئيسة قائمة 
بالمصادر والمراجع مقسّمة إلى عربية وأجنبية؛ ثم 
خصّص فسمًا أخيرًا معتبرًا في نهاية كتابه لستة 
أنماط من الفهارس الجامعة للمواضع., والأعلام 
والنسًاخ:, والكتبء والمخطوطات,. ولأرقام 
المخطوطاتء وللموضوعات. 

وقد تضمّنت مقدمة الكتاب إشارة إلى اهتمام 
المؤلف بهذا الفرع من الجغرافيا التراثية منذ اشتغاله 
برسالته للماجستيرء التى نالها بامتياز من قسم 
الجغرافيا في جامعة القاهرة في العام ١/161م:‏ وكانت 
عن «الجغرافي العربي أبي عبيد البكري وما يتعلق 
بشيه الجزيرة العربية فى كتابه المسالك والممالك» 
وحيث نما لدى المؤلة حيه وائة غالهبالبحثت 
والتتقيبء تحدن تطلنث خلك التوسالة النتحة عن 
مخطوطات الكتاب محل دراسته وغيره في توئس 




















والرباط وباريس ولندن. ويُستشف من مقدمة كتابه 
حول المخطوطات الجغرافية العربية أن مسيرة هذا 
الكتاب امتدت إلى مدّة طويلة ومرّ الكتاب بثلاث 
مراحل يمكن أن نلخّصها في مرحلة السبعينات حيث 
كانت بدايته الأولى فى صورة مقال ظهر في (5؟) 
متفحة قر :مكلة امعو التخملوتطاك العربية الصادرة 
بالقاهرة ف نوفمير 1517م ويمكن أن نطلق على 
هذه المرحلة مرحلة ولادة هذا الكتاب وطفولته؛ ثم 
جاءت مرحلة الثمانينات مرحلة صبا وشباب» حيث 
اضطلع المؤلف بمهمة إنشاء قسم للتراث العربي 
بالمجلس الوطنى للثقافة والآداب بالكويت؛ وحيث قام 
المؤلف بزيارة إلى لندن صور فيها معظم فهارس 
المخطوطات العربية المحفوظة في مكتبة اللتحف 
البريطاني؛ ومكتبة كلية الدراء ات الأفريقية 
والأسيوية؛ إضافة إلى مقتنيات العديد من 
االخطوطات العربية الجفرافية والمراجع» وقيامه 
بإعداد فهارس لمعظم المخطوطات العربية المحفوظة في 
مكتبةالمتحف. أمّا المرحلة الثالثة وهي مرحلة 
النضوج الكامل لهذا المؤلف فإِنّها قد اكتملت فى 
التسعينات الميلادية حيث ارتأى المؤلف إعادة النظر 
في كتابه الوسيط الذي أنتجه في الثمانينات وبخاصّة 
بعد تغيّر الوضع في مكتبة المتحف البريطاني؛ وتغيّر 
اسمها إلى المكتبة البريطانية. وحيث قام المؤلف فى 
العام 1115م بعدّة زيارات للمكتبة المذكورة وراجع 
بعض ما كان موضع شكه في الزيارات السابقة. 
وارتأى أيضًا أن يضيف إلى هذا العمل المخطوطات 
الجغرافية المحفوظة في مكتبة جامعة كمبردج. 

هذا الجهد المتواصل لهذا الجغرافى القدير وعبر 
سنوات. ربّما بلغت ما يناهز ثلث القرن, وزياراته 
الميدانية المتعدّدة للمكتبات في مختلف أنحاء العالم. 
وسعيه الدؤوب. وتجشّمه عناء الحل والترحال: 
لازالة شك أو غموض. أو إضافة. أو حذف. أو لتزوّد 


وتزويد وتصحيح وتنقيعح. أو للتأكّد والتثبّة 


والتثبيت. توحي لنا أن هذا العمل حقًا لم يآت من 





فراغ. بل عن حب للعلم والبحث والتنقيب وإصرار 
ودأب» وفي المجمل تحلّى بخصال وصفات العالم 
المدقّق والباحث المتعمّق ذي السعة في الأفق والباع 
الطويل. كما أن الإطار أو البعد الزمني الذى 
استغرقه تأليف هذا الكتاب, والمراحل التى ف بهاء 
أتاحت له التدرّج المنطقي من السيظ إلى المؤش: 
ومن العام إلى الخاصء ومن الكلي إلى الجزئي أو 
العكس, واتاحت له أيضا شمولية موضوعية وتغطية 
إقليمية شبكية موفقة ووافية؛ وتتسم بالمصداقية 
والعلمية والتدقيق في البحث والتوثيق لقطاعاتٍ 
عريضة من الأداب والفنون والأجناس والأقاليم 
الجغرافية المنوّعة. 

ففي معرض حديثه عن قسم مجموعة المخطوطات 
الأولى: الذي جاء تحت عنوان: «الجغرافية الإقليمية 
وكتب البلدان» والذي ضمٌ 14 عنوانًا في 47 صفحة 
[من صفحة (51) إلى صفحة ])1١(‏ تناول أوّلاً أهمية 
الجغرافيا الإقليمية البشرية بوصفها أبرز الحقول في 
الجغرافيا العربية الإسلامية؛ وحيث ميّز منها ثلاث 
مناهج محدّدة, تأثّر بها العرب في جغرافيتهم 
الإقليمية؛ وهي المنهج الهندي والمنهج الفارسي 
والمنهج اليوناني حيث عادة ما يتم تقسيم المعمور إلى 
سبع دوائر متساوية. وظهر بعد ذلك المنهج العربي, 
الذي نضج في القرنين الثالت والرابع الهجريين 
وك علس رأ > رواده الأصطخري في كتابه: 
(المسالك والممالك), وابن حوقل في كتابه: (صورة 
الأرض)» والمقديسي في كتابه: (أحسن التقاسيم). 
وكان أساس متهع هؤلاء مز النظقة 
جغرافية!!). وحيث المعالجة الجغرافية الأصيلة من 
ناحيتى الأرض والناسء وارتياط ذلك بما أسماه 
جمهرة المستشرقين بالأطلس الإسلامي: والذى كانت 
الخرائتط فيه دعامة اساسية في لوصف 5 
والتفسير والتحليل. وإن كان المؤلّف لم يستطرد 
طويلاً في الحديث والعرض لمدى تميّز هذا المنهج 
العربي. وما ألا"كاق قت كاء اإسجلاكا عم فيل مخ 


























مناهع؟ أم أن له أوجهًا تميّزه وتفرده الخاصّة به؟ وإن 
كان قد أشار إلى نهج الهمذاني المتميّز كمنهج مستقل 
فى كتابه: (صفة جزيرة العرب) الذي يعدن (ضورة 
مخالثة لدراسة إقليم جزيرة العرب في نظره. 
المجموعات الست» 
وتفاوتت - وكما في الأ ام الأخرى - أعداد 
المخطوطات يها للعنوان الواحد؛ وتضمّنت هذه 
المجموعة مخطوطات لمشاهير . مثل مقدمة اين 
خلدون. وصفة جزيرة العرب للهمذاني, والمسالك 
والممالك للبكري؛ والأصطخريء وكتب نراها نادرة 
حقًاء وتتداول أشياء كشي ة ككتاب: (الصفوة في 
وصف المملكة المصرية) لمحمد بن أبي الفتح الصوفي 
الشافعي (504ه) «يصف فيها محاسن أهل المملكة, 
وكيفية المواكب والمللبوس وما لذلك من إقامة 
الناموس ووصف لأرباب الوظائف والبيوتات 
والمطابخ والإصطبلات وعمارة القصور», 
ومخطوطة: «أخبار إقليم اللسكوف». لقسيس 
أرثوذكسي من أصل سوريء لم يذكر اسمه؛ كان في 
روسيا عام (128م) أورد فيها معلومات جغرافية 
عن روسيا وأحوال ناسها وحكوماتها. 

المجموعة الثانية: جاءت تحت عنوان (الجفرافية 
الطبيعية). من ص 5١‏ حتى صفحة ,8١‏ وضمّت ١8‏ 
عنوانًا ابتداءً (برسائل إخوان الصفاء) وانتهاءً 
بكتاب: (مرشد بحر)؛ ولوحظ ورود أربع مخطوطات 
بها عن النيل منها: (القول المفيد في النيل السعيد)» 
وما دونه السيوطي عن الزلازل وتاريخها منذ ما قبل 
الإسلام. في تابه (كشة الصلصلة فى وصذؤ 
لزلزلة). وقد أوردت مجموعة المخطوطات هذه 
لعديد من النظريات والآفكار المتطوّرة فيما يتعلق 
بنشأة الأرض. ونظرية التوازن الأرضي. وتطوّر 
لمجاري النهرية. والدروع الأرض.ي ة (الذا واح 
لتكوينية أو الصفانح القارية). وكيفية تكوّن جليد 
لزمن الرابع. وتعرّضت أيضا لعناصر الجوّ. 


وهذه المجموعة ه يأ . 








وظاهرتي المدّ والجزرء وأسباب الرعد والبرق؛ ونهر 
النيل وظواهر فيضانه. ولعلّنا نطرح تساؤلاً هناء أو 
كنا نأمل أن يبيّن لنا المؤلف أو يفسّر علاقة كثرة 
المؤلفات في هذه المجموعة تحديدًا عن النيل ومصر 
وتوافرها بالمكتبة البريطانية وعلاقة ذلك بالكشوف 
الجغرافية لأعالي النيل وجهد المستكشفين الغربيين 
ودأبهم في هذا الصددء وعلاقة ذلك بالحقبة 
الاستعمارية» وهل هذا نايع من حرص بريطانيا على 
جمع كلما يتعلّق ب صر والنيل تمهيدًا لحقبة 
استعمارية لاحقة؛ أم أنّ وجود هذه المخطوطات فى 
المكتبات البريطانية كان خالصًا لوجه العلم ويظلَ 
السؤال متبوعًا بآخر يتعلّق بزمن وصول هذه 
المخطوطات, وكيفية استقرارها على تلك الأرفف فى 
تلك العروض الباردة؟ أهو حرص علمي بريطاني 
وعناية ورعاية بريطانية على جمع المخطوط» أم أنه 
خبت استشراقي وتلافيف ووساشل جمع 
استخباراتية للفحص والتمحيص قبل الحملات 
والغزوات العنترية للامبراطورية البريطانية» التي 
كانت الشمس قد بدأت - وفي تلك العروض العليا 
وعلى عكس قوانين الفلك والمناخ» ودوران الأرض 
والشمس - لا تغيب عنها أبدًاء ولسنواتٍ وعقود 
عديدة من بعدء تساؤلنا أيضًا ما دوافع هؤلاء 





وحوافزهم. وكما اتضح من كتاب الغنيم أن يُعتنى 
بطباعة الكثير مما أورده من مخطوطات وعلى أيدي 
أجنبية وبعض منها مخطوط بأيدي مستعربة أو 
مستشرقة أوربية؟ وما الجهات وراء ذلك؟ ولأيّ 
غرض؟» كنا نآمل ولا نزال في إجابة الغنيم الشافية 
فهو الأقدر والأدرى, وليكن ذلك في مقام ومقالٍ 
أيكن: 

وجاءت المجموعة الثالثة تحت عنوان «المعجمات 
الجغرافية!') وتقويم البلدان» من الصفحة 45 حتى 
الصفحة ؟؟١‏ وتبدأ بكتاب: (معجم ما استعجم من 
أسماء الأمكنة والبقاع): وحوت تلك المجموعة (؟١)‏ 
عنوانا من بينها كتاب: (الأمكنة والمياة والجيال)؛ 









































وكتاب: (المشترك وضعًا والمفترق صقمًا)!", 
وكتاب: (تقويم البلدان 1١‏ ية في الأعمال 
السلطائية), وكتاب: (مرصد الاطلاع على أسماء 
الأمكنة والبقاع). وعد الغنيم المعجمات الجغرافية 
أحد الفنون الرئيسة التي 
الحضارة العربية الإسلامية والتراث: وأرجع أصل 
بداية أهدافها إلى الوقوف أمام خطر التصحيف الذي 
حاق بأسماء الأمكنة الواردة في الأحاديث الشريفة 
طبقًا لما جاء في مقدمتي الحموي والبكري» ثم أورد 
الغرض البيّن لما ورد في كتب التواريخ والأخبار 
والمعاجم والأشعار من أسماء المواخ 
ومرتبة ترتيبًا معجميًا مع ضبطها وتحديد موقعهاء 
وتضمنت المعاجم التي عرض الغنيم لمخطوطاتها 
تحديد الموقع؛ وترتيب معجمي لها حسب الأسماء. 
وتضمنت أيضًا تقسيم أقاليم الأرض على سبعة 
أقسام. ثم عالج بعضًا منها إقليما بعينه متبمًا في ذلك 
مفاهيم الأصطخري وابن حوقل في تقسيم الأقاليم, 
وهناك نوع آخر من المعاجم الطريفة التي تحدّد 
الأسماء التي تشترك في اللفظ وتختاة في المكان, 
مشل البصرة اسم لموضع في العراق وأخر في 
المغرب: ويجمع ياقوت الحموي أمثال تلك المواضع 
في كتابه الكبير: (معجم البلدان): وهو يمثل جهدًا 
خارقا وسعة أفق» وإحاطة مكانية لا حدود لها وفي 
ظل ظروف اتصالية ومواصلاتية صعبة. 


أهمت في بحوث 


ع المتعددة 





جاءت المجموعة الرابعة تحت عنوان٠كت._‏ 
لرحلات» وضمّت ١١‏ عنوانا من صفحة ١١‏ 
إلى صفحة ١58‏ من بينها (تحفة الآلباب ونخبة 
لأعجاب) للغرناطي. و(عنوان المجد في بيان أحوال 
بغداد والبصرة ونجد) للحيدري, و(نشوة المدام في 
لعودة الى دار السلام) للالوسي البغدادي. والرحلة 
- كما يقال - عين الجفرافي التضيرة .ومين 
لتسجيل الدقيق. واليوميات. ولها ألوان وأجناس 
كرحلات الحج والعمرة. والرحلات الرسمية. 
ورحلات الملآحين. وغطت مجموعة مخطوطات 











الرحلات بقاعًا كثيرة ومهمّة. منها الحجاز: والقدس, 
ومصرء والشام, والهند. ولا شك أن المعلومات 
الجغرافية وغيرها التي يمكن أن نستقي منها يمكن 
أن تكون على درجة عالية من الأهمية والدقة حيث 
يكن أن يمتدل على "الكفين. :لحان تصسنف: هنا "أن 
هذا الخنسن أو اللون الجغرافيء أى أدب الرحلات 
على العموم. نجده قد تلاشى في عصرنا الراهن, 
ولعل تحقيق بعض ما ورد في مجموعة الرحلات 
بكتاب الغنيم تكون خطوة لإحياء هذا النوع الجغرافى 
الأدبي المهم. وحيث إن المحقق من هذه الرحلات 
اقتصر على ابن بطوطة:» واين جبير» وابن فضلان. 
وهى السائدة فى الأدبيات. 


أمًا المجموعة الخامسة التي وردت تحت عنوان: 
«كتب الخطط وفضائل البلدان» من صفحة ١49‏ 
إلى صفحة 185: فاشتملت على ؟5؟ عنوانًا أوّلها: 
(فضائل مصر) للكندي؛ ومن بينها أيضًا (محاسن 
أصفهان) للمافروخي. وذكر الغنيم أنه جمع 
مخطوطات هذين الفنين معًا لاتصالهما معًا. ومثل 
موضوع الخطط دومًا موضوعًا حيويًا حيث جاء في 
مقدّمات الكتب التي تؤرّخ للمدن كبغداد وغيرهاء 
وضرب مثلاً بما كتبه حسن الوزان (ليون الأفريقي) 
عن «مدينة فاس», وما كتبه ابن الحكم عن (خطط 
الفسطاط والجيزة والاسكندرية)؛ والمقريزي 
كنموزج فريد «للخططء». ونال أيضًا الحرمين 
وثالثهما اهتمامات هؤلاء الكتّاب العرب في 
مخطوطات عدّة: لأهميتهم الدينية وكثرة زوّارهم. 
وكمثال فمنها: (مختصر إثارة الترغيب والتشويق 
إلى المساجد الثلاثة والبيت العتيق). لشمس الدين 
الخوارزمي. و(الإعلام بأعلام بيت الله الحرام). 
للجكدي 1 اخالت نمس 
ف القدين 41 إماطات ممائلة تمقّل ذلك مثلاً في: 
(فضائل بيت المقدس والشام) لمجهول؛ وتمثّل في 
تقديرنا بعض كتب الخططا”). وفى أجزاء مميّزة منها. 
نماذج طيّية لما به 1 يثا بلغة أهل 


ق" و«ب غداد» 


ن أن يطلق عليه 



































التخطيط العمراني (بشقيه الحضري والريفي) 
والإقليمي الخطط الرئيسة قصواط "عاقلا والتي 
تعرض أولاً فيما إذا رغب في إعادة التخطيط إلى 
عرض تفصيلي للأوضاع الراهنة للمدن والقرى 
والأقاليم محل الدرا ة والتخطيط؛ وقد برع 
المقريزى لا شك فى ذلك؛ وجاءت أعمال هؤلاء حقًا 
عامل كمرقن بالوضف والشوئ والمخلدل 
للتوزيعات المكانية لاستخدامات الأرضء والخدمات» 
والمواقع؛ وإجمالي تناسب الكتل العمرانية 
ووضعيتها على الأرض التي تحتلها وما جاورها ما 

لكفتمت كلك :الجمؤقات ثاله جمموعة السنادسة: 
لن:تضهنت :العجائب من حبففة 151 إلى صفحة 
؟18, وتضمّنت 17 مخطوطًاء أوّلها: «عجائب 
لدنيا», لابن وصيف شاد؛ ومخطوطًا للؤلفٍ مجهول 
معنون دِ «تحف العجائب وطرقة الغرائب», يرجح 
لبعض أنه لابن أثيرء وإحداها حول الأهرام معنونة بي 
«تحفة الكرام نحو الأهرام», وأخرى حول «عجائب 
لبر والبحر والحيوانات والطيور وباقي المخلوقات». 


لاشكٌ أن معظمها يتضمّن جغرافيات عديدة أهمّها 
الحيوية وبما تحويه من نباتٍ وحيوان وتربة وغيرها. 
وعلى الرغم مما أورده الغنيم من أن هذه الكتب كان 
لهارواجها وشعبيتها زمن كتاباتها دون إبداء 
الأسباب. الآ أن مرجع ذلك والحافز لفكر هؤلاء 
الكتّاب الأوّلون الرؤاد؛ ولمثل هذه الإبداعات: كان 
بدافع التدبّر لذوي الألباب. وانطلاقًا من دعوة أو 
نداء #إيأي آلاء ربكما تكدّبان4 دعوة الدين الحنيف 
للتدير في مخلوقاته. فكثر مثل هذا النوع من الكتب 
في محاولة من كتّابها لعرض تلك العجائبي 
وتفسيرها. وكان القزويني والدميري على رأس 
رواد هذا الجنس الجغرافي الأدبيء الذي نرى 
صورا عديدة منه حاليًا. لعل النماذج المعاصرة 





الغربية منه نجدها في منشورات ومجلات جغرافية 


كمجلة “1ص قنع 060 0221 غدل والمجلة الألانية 
61580 واليرامج التلفازية تحت مسمّى (عجائب 
لمخلوقات)؛ و(عالم الحيوان)؛ وغيره مما يتوافر الآن 
من أقراص مرنة حاسوبية كثيرة. تعرض لهذه 
لنماذج وتسوق لهاء والتفت إليها آباؤنا الجغرافيون 
لعرب الأولون وتغاضى عنها الجغرافيّون العرب 
لمحدثون؛ وأحياها الغربيون بتقنياتهم مره أخرى. 
وهذا الاهتمام الغربي بهذه العجائب في العص 

لراهن دلالة على العمق الفكري الذي تحلّى به 
الجفرافيون العرب الأوائل وسَبقِهم في هذا الميدان. 





لعله من المفيد الآن» ويعد أن عرضنا محتويات 

كتاب الغنيم» أن نعرض لأوجه تميّزه وما يحسب له 

في ميزان حسناته. وبعض نواقص وهنات متناثرة 

هنا وهناك لا تقلل من قيمة العمل. ونبدأ بأوجه تميّز 

الكتاب ومحاسته. 

تالنًا : أوجه تميّز الكتاب وعرض محاسنه 

١‏ - أمانة المؤلف في ذكره مراحل إنتاج هذا الكتاب 
وعبر مدّة زمنية قاربت ثلث القرن بدأت بمقال» 
فكتيّب؛ فكتاب ناضج.. وهكذا الأعمال المتميّزة 
تمر دائمًا بمراحل ولادة وطفولة ونموّ وتطوّر» 
وتنتهي بمرحلة فتوّة ونضج.؛ مثلها كتاب الغنيم 
الصادر في ١5١ه/19953م.‏ بعد نبتة أولى له 
وفسيلة 0 نت في أوائل السبعينات؛ كما أنه من 
الواضح أن هذا العمل جاء بإيعاز من ضمير علمي 
حي. وغيرة على تراث مكنوز يرى بعين فاحصة 
أن إحياءه - بفضّ الغبار عنه وهتك الأستار 
الغامضة والمحيطة به - مهمّة خير وبر عاجلة 
وضرورية. 

؟ - وفاء الكاتب المنقطع النظير لأساتذته؛ ومن بينهم 
المبحوم الأستان الدكتور غبدالعزيز كامل, 
وذكره لعرفانهم واعتراف بجمائلهم بخاصّة 
أولنك الذين أرشدوه نحو مهمّة البحث عن 


مخطوط قيّم. او 


هلواله مهمة الاطلاع على 
































مخطوط نادرءوذكره لفضل هؤلاء وأولئك على 
الملأ ومن خلال مؤلفه. تضرب لنا المثل على وفاءٍ 
نادر في زمن قل فيه الوفاء ونفتقده كثيرًا في 
كتابات كتاب اليوم ومؤلفاتهم. 

* - تنظيم عام جيّد؛ وعرض متوازن لعدد 555 
مخطوط؛ وضع ذلك التنظيم في ذلك النظام 
الرقمي الذي وضعه؛ وفي التقسيم أو التصنيف 
اللوضوعى الثيمي 11 إلى ستة موضوعات 
رئيسة» ورتبت المخطوطات ضمن كل مجموعة 
حسب تسلسلها التاريخي؛ وهي ميزة إضافية 
تحسب للكتاب مما سهل معه المتابعة الجيّدة؛ وإن 
كنًا نود أن نعرف تلك المعايير التي استخدمها 
المؤلف في عمل هذا التصنيف الموضوعي 
للمخطوطات؛ حتى نهتدي بها ونستفيد ومع 
الآخرين. 

5 - تقديم موجز قدّم به المؤلف لكل مجموعة من 
مجموعات المخطوطات الست يعرفء باختصار 
وبنظرة سريعة. مفهوم المجموعة وعناصرها 

الندرجة فيها. وإن كنا أيضًا نأمل في المزيد من 

لتوسع في هذا التقديم لكل مجموعة زيادة في 

لإحاطة به وتعرّف منهجه. 

5 - تضمين الكتاب مجموعة من الفهارس الجيّدة 

الإعداد ذات المغزى والفائدة, التى تسهّل التعامل 

معه. وعمليات التابعة. والحصر. والتنقل بين 
أجزاته. والريط بينها. وشملت فهارس حول 

لمواضسع. والأعلام. والنسّاخ. والكتب. 

والمخطوطات. والموضوعات. 





١‏ - عرض الكتاب مجموعة من الصور والرسوم 
والاشكال والخرائط وبعض المنمنمات المخطوطة 
المستمدة مباشرة من المخطوطات محل موضوعه. 
وبدآ الكثير منها زاهي اللون دقيق الاخراج مما 
دعم الان. ووضح جليًا حذق هؤلاء الجغرافيين 
العرب الأوائل. ودقة أعمالهم ليس الفكرية 

اق الثفافة والنتراث 





فحسب بل التصويرات والخراتط والرسوم أيضًا 
التي تخدم فكرتهم وتجلّيها. كما شكلت تلك 
المنمنمات والصور وسيلة جذب وتشويق للقارىء 
سواء الملتخصّص أو العادي الذي يرغب فى 
الاستزادة, أو الذي يرغب في تحقيق نص ماء 
فهي مشجّعة على الإقدام على ذلك. وحقيقةٌ قد 
أذ الغنيم يعرضها في كتابه وسيلة دعاية وإعلام 
طيبة لهذه المخطوطات وبخاصّة أن الكثير منها 
يخا ملوناة 





ا ف موجز من قبل المؤلف للمخطوطة بصفة 


عامّة, وذكر لمؤلّفهاء وتعريف موجزيه وبهاء, 
ويتواريخ حولها؛ وحول طبعات منها إن كان 
هناك أكثر من طبعة؛ والفروق والتميين بينها, 
وذلك في وجازة مطلوبة ونبذات مختصرة. ووثق 
كل هذا وذاك من خلال تواريخ هجرية أو ميلادية 
أو كليهما. 


4 - تمييز واضح جلي بين ذلك المكنوز في المكتبة 


البريطانية سواء مجموعة المتحف البريطاني 
وبالرمز (1..1/0): أو مجموعة مكتية الهند, 
وبالرمز (1.سآ)» والأخر المكنوز بمكتبة جامعة 
كامبردج: وبالرمز (-ط.لا©). وإن تكرر ذكره 
أحداهما بمكتبة باريس فيذكر ذلك. هذا ناهيك 
عن ذكر الرقم الأصلي المفتاح الذي تُوفّق به 
الخطوطة أو شدئن: أو تُفهرسن في اللكدية 
المعنية. 


9 - في المجمل ثرى .أن الكتاب:ليس فهرسًا جاممًا 


للمخطوطات بالمكتية البريطانية ومكتبة كامبردج 
فحسب. بل من خلال نظارة متفحّصة أكثر عمقًا. 
ومن زاوية آخرى يمكن عدّه رحلة مخلصة عبر 
تاريخ الفكر الجغرافي العربي الاسلامي أوردت 
مصئّفات مختارة. وصئفت طبقا لمعايير ستها 
المؤلف لعمله. وإن كانت تقديرية فيحسب لها 
التزامه يها وسيره عليها. 


























رابعا : مراجعة نقدية وإشارة لبعض المأخذ 

والهنات والملاحظات والمرئيات 
وهي في مجملها خفيفة طفيفة لا تقل بحال من 

جودة الكتاب العلمية العالية وفائدته الجمّة. ولا تمثل 
فى مجملها إلسوى هنات لا يخلو منها كتاب على هذا 
النمط؛ ولا تنال بحال من قيمة هذا الكتاب؛ وبعض ما 

نورده هنا يأتي في عداد الرؤى والمقترحات: 

١‏ - اقتصار عنوان الكتاب على المخطوطات العربية, 
ومجيئه تحت مسمّى (المخطوطات الجغرافية 
العربية بالمكتبة البريطانية ومكتبة كاميردج). 
وبالطبع أن المؤلف قصد بالمخطوطات الجغرافية 
العربية تلك التي هي مكتوبة باللغة العربية؛ ولعلنا 
نرى أن إضافة كلمة «والإسلامية»!7) إلى العنوان 
ربّما يكون أوفق ومناسبًّاء نظرًا لأنْ كثيرًا من 
هؤلاء المؤلفين الجغرافيين وإن أجادوا العربية إلا 

أَنْ بعضًا منهم على الأقل جاؤوا من أطراف العالم 

لإسلامي. ومنهجيتهم إسلامية, والكثير منهم 
ربّما تفقه في علوم الدين واللغة أيضّاء وهويتهم 
غير عربية, وصاغوا أعمالهم بالعربية, فكان 
لأجدر بهم إضافة كلمة «والإسلامية» على 
لعنوان: وإن كانت مفردات العربية (العرب 
وعروبة... إلغ) يظلها جميعًا المظلة الإسلامية 
لأوسع والأرحب. 





- قلّة المصادر والمراجع التى ضمّنها الكتاب. 
وهناك العديد من المراجع والمصادر الحديثة فى 
صورة مقالات نرى أَنْ إضافتها كان يمكن أن 
تج ق كوازنا بين المخطوطات التي أوردها المؤلف 
وأهمية الموضوع «التراث الجغرافي الإسلامي» 
وما كتب نحود من مقالات ودراسات. وينطيق 
ذلك على المراجع الأجنبية أيضا("). 

؟ - الوصف والتقديم الذي ورد حول بعض 
المخطوطات كان مختصرًا إلى حدّ كبير. وورود 
بعض ما هو مثير ومرغب لمعرفة المزيد حولها 





جعل القارىء متشوَّفًا للمزيد لالتهام المخطوط 
بكامله. أو قد يشعر معه القارىء برغبته في أن 
يشدٌ الرحال إلى حيث يوج؛ هذا المخطوط 
للاطلاع عليه بأكمله. وإن كان المؤلف يشكر 
ويشني على جهده بالتعريف بالمخطوط على أيّ 
حال. فإِنَّنا كنا نأمل أن يكون الوصف الملمحي 
المبسّط فقط لبعض من هذه اللخطوطات أكثر 
أستيقاء :يدلا من ورون هذا الوصف في تبذاتٍ 


مختزته. 


؛ - الأمنية العريضة التي طرحها الكتاب في مقدمته 


صفحة ٠١‏ حول أمله أن يتسع التصنيف 
المفهرس؛ ليشمل جميع المخطوطات الجغرافية 
العربية في العالم أجمع «ولولا ضيق الوقت وتعدّد 
المشاغل» هي حقًا أمنية جليلة, وكمًا تأمل أن يضع 
لنا أستاذنا الغنيم بعض خطوط عريضة:؛ أو 
مفاتيح أوليّة. أو علامات هادية نحو هذا الطريق, 
وعلى هذ! الدرب» من خبراته العريضة حتى 
يهتدي بها من سوف يتجِشّم عناء هذا الفتح 
الجديد. 


5 - كنا نأمل أن نرى تقسيمًا مكانيًا أو بالأحرى 


إقليميًا مفهرسًا ومجملاً في جدول مزوّد 
بإحصائية عن تلك المخطوطات التي تحدّثت عن 
مُصمن مياتلا بأ كه نآب أوسكة أو الحزييزة 
لعربية. أو الشام» وعلى غير طريقة فهرس 
لمواضع وشاكلته المفيدة التي أوردها حد 
لصفحة في كتابه. وحتى يهتدي به الباحتون 
لراغبون في بقعة مكانية أو إقليم بعينه. كما أن 
جدولاً زمنيًا مماثلاً ربّما يُصاف فيه حقل للعصر 
أو لزمن الدولة الذي كتبت فيه (عباسي؛ فاطمي؛ 
مملوكي. عتماني... إلخ). كان سيضفي على 
كناب :آذاة ومفردة* حيصائية معلوماتية «زمنية 
تاريخية مفيدة؛ وإن كان ذلك بالطبع يتطلب جهدًا 
نيف للمخطوطات 
































زمنها وحسب موقعها الأرضي في جداول 
مبسّطة). ولعلّ ما يسهل ذلك استخدام الحاسوب 
لعمل مثل هذه التصنيفات الإحصائية المفيدة 
والؤقة. 

5 - عملية الحصر والتجميع التي قام بها المؤلف جهد 
خارق للعادة فى حدٌ ذاته إلا أن ما كنا نأمله أن 
نجد له بعضًا من إجابة عن عدّة تساؤلات مهمّة 
ومللجة: ومن مندها مكلاً..كيفٍ وضّلت هذه 
الخطوطات - وبخاصّة أن الكثير منها أصول 
مخطوطة أم معاد خطها أو طباعتها - إلى المكتبات 
البريطانية...؟ أكان هذا نوع من الاعتناء من قبل 
المستشرقين والمستعربين بطباعة هذه الكتب أو 
إعادة طباعتها واقتناثها؟ وهل كانت النيّة مخلصة 
لوجه الله والعلم وطلآبه ومريديه. وانطلاقًا من 
مبدأ الحوار بين الحضارات؛ ودعمًا لعمليات 
التلاقح الثقافي؟ أم أن من وراء هذه العناية بها 
«غرضْنٌ في نفس يعقوب؛؟ كنا نأمل أن نرى جزءًا 
تحليليًا جريئًا ومعتبرًا يفطي لنا هذه النقطة, 
ويشفي غليل السائل. ولماذا تمّ اقتناؤها؟ أكان 
ذلك مصادفة؟ وما ظروف وملابسات كل هذا 
وذاك؟ وما ذلك الذي اقثّني عن طريق السرقة؟ 
فلريّما حدث ذلك, أو ربّما اشتُري بعضها أو هُرَبٍ 
في أثناء حقبة الاستعمار قبلها قليلاً أو فى أثنائها 
أو حتى بعدهالا. وهل كان اقتناؤها نوعٌ من 
الاستطلاع والاستخبار؟ وما الدور 
الاستشراقي!*) في ذلك؟ وهل ساعد هذا الاقتناء 
على التمهيد لحقبة استعمارية؟ أم وصلت إلى 
هناك - قبله أم في أثنائه أم بعده - ولتسهيل 
مصلحة اقتصادية تجارية. أم لسيطرة على مورد 
أو موقع في الشرق* وما علاقة كل هذا وذاك 
بالامبراطورية البريطانية التي لم تكن تغيب عنها 

الشمس؟ أسئلة نراها مهمة. كنا نأمل أن نجد لها 
بعض الإضاءات في منظومة الغنيم. ولكن يبقى 
الفضل الكبير لمؤلف الغتيم أيضًا فلولاه لا 





آفاق الثقافة والترات 





طرحت هذه الأسئلة, وما أثيرت هذه التساؤلات 
فالشكر موصول للمؤلف على أيّ حال. 


” - أورد المؤلف ثلاثة منعطفات فكرية فى عملية 


توثيق الفكر الجغرافي العربي الإسلامي بأدبه 
وتاريخه وجغرافيته, وهي محاولات دي خويه. 
وكراتشكوفسكيء والدكتور حسين مؤنس» 
واثنين من هؤلاء الفرنجة: والثالث مؤرخ, مما 
يدعونا أولاً على التحسّر على حال أهل اللفة 
العربية والإسلام وأهل البلاد المعنية والمناطق 
التي نبع منها هؤلاء الجفرافيّون الأوّل, وعلى 
الجغرافيين المحدثين المعاصرين أيضًا وقصورهم 
وتقصيرهم في حق هذا الفكر الجغرافي العربي 
الإسلامي الأصيلء: وهو ما دفع الغنيم إلى أن 
يذكر هذه الحال في مقدمة كتايه ويخاصّة 
القصور والتقصير في عملية التحقيق لهذه 
المكنوزات الجفرافية؛ وحيث يلفت الانتباه إلى 
حقيقة كونها تمت في أغلبها عن طريق علماء من 
خارج الحقل الجغرافي: ومن لغويين ومؤرخين 
وغيرهم» ومن خارج أهل اللغة العربية وأصحاب 
الأرض العربية؛ وإن كنّا نضم صوتنا إلى صوت 
المؤلف في هذا الصدد. 

ولكن ما يشفع قليلاً في هذا جهود الغنيم نفسه 
في التحقيق وعملية الحصر و التوثيقء ومؤلفاته 
وجهود آخرين أيضًا نجدها مبعثرة هنا وهناك» 
مثل أعمال محمد محمدينء وعبد الرحمن حميدة, 
وشاكر خصباك؛ وأحمد سوسة. ومن غير العرب 
نفيس أحمد.ء وكذا أعمال المؤتمر الجغرافي 

الإسلامي الدولي الأول الذي انعقد برحاب 

جامغة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض 

في العام 199/5م. التي نشرت في 

5 ه/ 16م في عدّة مجلدات أحدها مجلد 

عن الجغرافيا العربية الاسلامية. ويشفع أيضًا 

وجود بعض الرسائل العلمية وبخاصة تلك التي 























صدرت عن الجامعات المصرية؛ والعديد من 
المقالات الملتفرقة حول قضايا الفكر الجغرافي 
العربي الإسلاميء التي قد تصل إلى مئاتٍ من 
المقالات متفرّقة هنا وهناك؛ وبوساطة جغرافيين 
عرب ومحدثين قلة وآخرين من غير العرب» وأمثلة 
على ذلك نجدها في سليمان حزين» وإبراهيم 
رقنا خسان غلاب؛: ومحمد الصياد. 
وعبدالفتاح وهيبة؛ والتي كنا نود أن نرى تدويئًا 
لبعض من هذه الأعمال في قائمة مراجع الغنيم 
ومصادره لتعم الفائدة!"١).‏ 

8 - في الواقع أن ما أورده الغنيم في صفحة ١7‏ 
من تمهيده في صفحة ١7‏ حول رأيه ومنهجه في 
تحديد ما هو جغرافي وما هو غير جغرافي من 
المخطوطات القديمة وعدم ذهابه مع رأي مؤنس 
الذي يقول بصعوبة الفصل بين المؤرخ والجغرافي 
والأديب في تاريخ الفكر الجفرافي واختلاط 
الخطوط الفاصلة وتشابكها فى هذا الصدد. 
واقتصار منهجية اختيارات الغنيم على منهجية: 
«ما اعتقدت أنه يدخل ضمن العمل الجغرافى 
المنهجي سواء كان وصفا إقليميًا عامًا لبقاع 
الأرض المختلفة أو وصفا تفصيلمًا لمنطقة 
بعينها... إلخ». ونرى أن هذا الاختيار الذاتى 
انان زاناك حقيقة لا تكفيء ولعل المأمول أن 
يكون هناك منهجية موضوعية: ذات معايير 
محددة. نهتدي بها جميعًا فى عمليات الانتقاء 
الجغرافي بين الركامات الهائلة من كتب التراث 
في التاريخ والأدب واللغة والجغرافيا والفلك. 
وغيرها, التي اختلط فيها الحايل بالنابل. وحيث 
تداخالت الفروع والاآ ول والحواشي 
والهوامش. ووجدنا مثلا الرنيس ابن سيناء 
طبيبا وجغرافيًا. ويؤلف في كلا الفرعين. 





أن الأوان إذا! ضع المعايير والضوايط 
للتصنيف. لتحديد ها الجغرافي القوي يدرجاته 


منها. والآخرا لجغرافي الحسن بدرجاته, 
والضعيف الجغرافي بدرجاته, ثم الخليط المختاما 





والرديء الوضعيء أو حتى بعض ضيع والذي 
ربما لا مذاق ولا لون ولا رائحة ولا هوية له. ولا 
يتمّ ذلك إلا بدرجات متعدّدة للتضعيف. وحقيقةٌ 
فقد تركنا كتاب الغنيم ولا نزال حيارى أمام هذه 
القضية الملحّة. وحيث لم نر حد مَالهذا الهم 
المنهجي المؤرق والملح: ولا يزال المشتغلون في 
هذه الحقول كل يغنّي فيها على ليلاه دون 
الضوابط البحثية المنهجية اللازمة!١١),‏ ونظل 
نستشف في تقديرنا من بعض ما أورده الغنيم 
من مخطوطات تعرض لكم ما لا بآس به من أدب 
وتاريخ وريّما لغة, على الرغم من ورود معلومات 
جغرافية طيبة: وفكر جغرافي واضح بالمثل فيها. 
والتساؤل هنا هل قصد صاحب هذه المخطوطة أو 
تلك الجغرافيا عرضًاء أم بناءً على منهج وفكر 
جغرافي مترسّخ لديه؟ وهل هو جغرافي أصلاً 
وأساسًا؟ وما تاريخ نشأة هذا المؤلف أو ذاك 
وظروفه ومسيرته وسيرة حياته والظروف 
الحقيقية التي عاشها. ما عرضته الأدبيات في 
مجملها حتى الآن في هذا الصدد لم يحل لنا تلك 
الإشكالية. وفي تقديري المبدئي المتواضع أجد 
أثنا نحن معشر الجفرافيين من المعاصرين - يبدو 
وفي غمرة الحماس للتراث - وهذا شيء طيّب 
على أيّ حال - أننا البسنا هؤلاء الموسوعيين 
عباءة الجغرافيا ربّما عنوة. وأحكمنا عمامتها أو 
قلنسوتها على أدمغتهم وربما رغمًا عنهم؛ وكانوا 

هلم كي الواقع مفكرين ومتدمرين ودوي فكر 

عميق وعقلانية ورصانة وتديّر لا تحتاج منًا إلى 

أن نبالغ في شأنهم أو نهون منهم؛ والأفضل 

حقيقة أن نتركهم وشانهم. ولعلٌ على نمط القول 

الشهير إن الإنسان اجتماعيّ بطيعه. فلعلي 

أضيف أن هؤلاء الأولين كانوا ح انان اظريية 























وطبيعتهم. وجغرافيين بالسليقة. فلريما يحل هذا 
القول تلك الإشكالية إلى حدّ ماء أو على الأقل 
يمك خلا ونسَطًا لإشكالية منهجية مزمنة ومعلقة. 
ولكن تبقى قضية البحث عن ضوابط بحثية وقيود 
منهجية لتحديد ما هو جغرافي منهجيء وما هو 
أدب, وما هو لغة, وما هو تاريخ وما هو أدب 
جغرافي» وما هو لغة جغرافية» وما هو تاريخ 
جغرافي؛ أو جغرافية تاريخية» يظل وضع حدود» 
أو على الأقل. خيوط فاصلة لفك الاشتباك 
والتداخل بين كل هذا وذاكء نقول يبقى كل ذلك 
قضية قائمة وإشكالية مزمنة وملحة!"١).‏ 


4 - نرى بإعادة النظر في بعض المخطوطات, التي 
بان من عنوانها أنها لا تنتمي إلى عنوان المجموعة 
المندرجة بهاء كورود كتاب للعجائب في مجموعة 
الأقاليم والبلدان: فلريّما احتاج الأمر إلى إعادة 
النظر في بعض هذه المؤلفات؛ وإجراء عملية 
مناقلة لبعض العناوين ووضعها في حزمة 
المجموعة التي تنتمي إليها. 

٠١‏ - نرى أن الكتاب في حاجة إلى توثيق إحصائي 
جدولي؛ وجدولي متقاطع حتى تسهل متابعته, 
ومن خلال ما يعرف بالجداول العلاقية المتقاطعة, 
وهناك برامج حاسوبية في هذا الصدد تعين على 
إنجاز هذه المهمة من خلال مفتاح رقمي (أو) 
ألفبائي محدّد . وبخاصة أن هناك تكرّر أو تفاوت 
في عدد مخطوطات العنوان الواحد... بمعنى أنه 
إذا ما أريدَ مثلا تعرّف مخطوط عن مكة المكرمة 
لولف ما في زمن معيّن ومكان معيّن. هذا 
لمخطوط في مكتبة ما ورقمه بها هو رقمٌ معيّن, 
فيمكن|ا تخراج ذلك بسهولة من خلال ذلك 
لجدول 1١‏ ان إللية اوخاهل أن خرى الترشيةة 
لتراث الجغرافي و. 
زدهارا وتألقا. فالتراث الالكتروني أو أتمتة 
لتراث أو أرقمته ليس فقط أحد سبل تسهيل 


اطة الغنيم ومن موقعد 





آفاق الثقافة والتراث 





53 


١‏ - لم نعثر على هنات أو أخطاء طباعية كثيرة: 


جمعه وحصره وتصنيفه بل بالغة الأهمية أيضًا 


2 قي (175), 
- كنا نأمل أن يتضمن الكتاب مجموعة سابعة 


نراها مهمّة وتكمّل عمل الغنيم لمخطوطات 
الخرائط!؟!) أو للكارتوجرافياء وتاريخ هذا 
الفرع لا يستقيم تتبّعه ودراسته دون وقفة تأمّل 
وتحية إجلال وعرفان لإضافات ما درّنه هؤلاء 
الجغرافيّون العرب والمسلمون الأوائل ورسمود 
واختطوه من خرائط وألواح ومصورات. وبخاصة 
أن تاريخ علوم الخرائط شابه بعض التجتي 
والادعاء غير المنصف من الكتّاب الغربيين» وقد 
برع العرب في هذا الفن وفي فنون أخرى ذات 
صلة كالملا ة البحرية التي أجادوهاء وكانت 
سواحل الخليج العربي وجنوب الجزيرة العربية 
منصات إطلاق فلكهم جوبًا ببحار الدنيا السيع, 
فالعرب ليسوا أهل صحراء وبحار رمال فقط؛ بل 
دفعتهم فراستهم الفلكية: وتعاملهم مع النجوم, 
والنظر في السماوات العُلى, والتدبّر والتفكر 
فعرفوا أنّهِم مه المهارة المحبّة والمتمرسة بالتجارة 
البحرية» وما يرتبط بها من جغرافيات وخرائط. 
ولا ندري ما السبب في إغفال الكتاب لمثل هذه 
المجموعات المهمة؛ ومنها أيضًا مجموعة عن علوم 
الفلك لصلتها بالجغرافيا. والتساؤل هنا هل تخلو 
المكتبات البريطانية منها؛ أم أن المؤلف أثر أن 
يكون ذلك في عمل أخر قادم يكمل به جميل 
صنعه؟ على أي حال تأمل أن يكون المانع خيرًا. 
وإن 
كان هناك واحدة مهمّة وردت في صفحة 5/١‏ 
في الفهارس اوَّلا حيث يجب أن تكون اوّلا: 
فهرس المواضع وليس الموضوعات. 


فتح كتاب الغنيم مجالا جديدا لمزيد من البحوث 























والدراسات في التراث الجغرافي العربي الإسلامي 
الذي لا يزال بكرًا ركان امنا ومكتور ا يق مستفل 
أو غير مستثمر كفاية؛ ولم تشف حقيقة تلك الأعمال 
التي صدرت حتى الأن غليل القرّاء والباحثين 
واللتخصّصين في العديد من فروع العلوم الجغرافية 
بخاصّة وغيرهم من المهتمين بقضايا التراث العربي 
والحضارة العربية الإسلامية على وجه أعم. 

هذا وقد ظلّ موضوع تقييم التراث الجغرافي 
العربي الإسلامي ولمددٍ طويلة ولا يزال في وعي أو لا 
وعي الكثيرين فرضية عدم معلقة لم نجد لها إثبانا أو 
تحفيق] حَكُكنا أو نفك قاظكا سؤاء بصتحة هده 
الفرضية وصدقها أو بضلالهاء وذلك لتعدّد الآراء 
حوله والآراء المعاكسة عنه؛ وتأرجح هذه الآراء ما بين 
مؤيّدٍ ومعارض» مبالغ ومهوّن: مدافع ومهاجم, 
مدعي ومدَّعَى عليه؛ متهم وبريء؛ ليس بين أوساط 
الكثاب العرب المحدثين فقط؛ بل أكثر تشويشًا 
وتشوَّثمًا في أوساط الكتابات الغربية؛ وبين جمهرة 
الممستشرقين والمستعربين ومن على شاكلتهم. ومن 
واقع دراستي للفكر الجفرافي العربي والعالمي 
بمدارسهم المختلفة؛ وأصول نشأتهم. ومراحل 
تطوّرهم بجامعة ويسكونسن بالولايات المتحدة 
الأمريكية. واتصالي ببعض من الأساتذة 
الملتخصصين في الفكر الجغرافي وتاريخه وتطوره 
بالشمال الأمريكي. ومن واقع اطلاعي الواسع أيضًا 
من خلال تدريس مواد الفكر الجغرافي المعاصر 
والحديث. ومناهج البحث لطاليات الفرقة النهاتية 
بأقسام الجفرافيا بكليّات البنات بالمملكة العربية 
السعودية. أقول إن الأحكام في معظمها على هذا 
التراث الجغرافي العربي الإسلامي ظلت في مجملها 
تتارجح يمنة ويسرة. ويصعد بها التقييم أحيانا إلئن 
أعلى. ويهبط بها إلى أسفل أحيانا أخرى بعيدًا عن 
لوسطية الحميدة والموضوعية المعتدلة. فما بين 
تهويل مبالغ فيه لهذا التراث الخخؤاقئي من فيل 














متحيّز لقيمته وجدواه ونفعه وميّزاته, التي لا تعد ولا 
تحصىء ومنهجيته الفريدة. واختراقه للافاقء وبين 
تهوين وتقليل من شأنه؛ ريّما جاء من جاحد حاقد غير 
موضوعيء غير نزيهٍ أو غير محايد أو غير مبال, 
يحاول التقليل من جدواه ونفعه وأهميّته؛ ويعدّه 
خاطرات وخواطر فقطء نقول ما بين هذا الرأي وذاك 
ضاعت الحقيقة واختلّ ميزان الحكم والتحكيم 
وكيعترت الآأرك: 

ولعله هناء وتحديدًا, تكمن أهمية كتاب الغنيم فى 
كونه يقدّم لنا مادةٌ طّبة لمن يريد التيّت. والتأيّد؛ 
والبحث, والتقصّيء والتحرّيء وربّما حسم هذا 
الأمر بصورة قاطعة؛ فهو خطوة طيّبة على هذا 
الطريق الطويل والدرب الشاق الذي من خلاله وعبره 
يمكن الفصل في هذه القضية (المبالغة والتهويل أو 
التقليل والتهوين) من قيمة التراث الجغرافي العربي 
الإسلامي؛ وبذا يتم وضع حدّ لتلك الشكوك, وتلك 
الحيرة: والتيه. والضياع؛ الذي وجد فيه الكثير من 
الجفرافيين والمهتمين بأمور التراث من العلوم 
الأخرى في الوطن العربي وفي أرجاء العالم. فالكتاب 
ينقد مادة خصبة غنية للبا حكن والذازسين 
والمتخصّصين وأهل حرفة التحقيق. لذا فلعله. وفي 
ضوء كتاب الغنيم وما جلبه من شجون,؛ وما ولده من 
حماسة وغيرة وإحساس بالمسؤولية نحو السلف 
الجفرافي الصالح: أن يكون حافرًا ومعينًا لمزيدٍ من 
الدراسات والتحقيق لهذا التراث الجغرافي العربي. 
ويكون كل ذلك سبيلاً نحو صحوة جغرافية؛ لتجدي 
الفكر الجفرافي العربي الإسلامي الراهن: وإنقاذ 
الفكر الجفرافي العربي المعاصر والجغرافية العربية 
من حالة الركود التى تعيشها الآنا٠).‏ وننادي بأن 
دراسة التراث الجغرافى العربى وأعلامه تكون عبر 
5-0-5 دواشية بالتعليم الجامعي العالي؛ وحتى في 
كتب الجغرافيا ومناهجها في مراحل التعليم العام. 


وأن تحصصن :ايا للها جو سال زاساتك الدلن 























وبحوثها وكموضوعات لرسائل ماجستير 
وأطروحات للدكتوراه؛ ولعلّ بعض مواضيعها يدور 
حول تحقيق بعض من هذه الدرر والذخائر الجغرافية 
للمقديسيء: والاصطخريء وابن حوقلء والهمذاني» 
والوتشاداتابة. والإددسي: والبكوى: وغيرهم: 
وأن تُستخدم التقنيات الحديثة في طرائق تدريس 
مثل هذه المقرّرات حيث تجذب الطالب وتربط بين 
الماضي التليد والتقني الحاسوبي الحديث. ونرشّح 
كتاب الغنيم وأمتاله ليكون أحد أدوات هذه المقرّرات 
والدراسات والبحوتء نأمل أن تحذو العلوم 
الجغرافية وأقسامها الأكاديمية بالجامعات العربية 
حذو فروع المعرفة الأخرى الطبيعية والسلوكية 
والاجتماعية فيما تقوم بها أقسامها الأكاديمية من 
إيلاء الأهمية الواجبة لموضوعات التراث: ولا يخفى 
على أحد تخصّصات علم النفس الإسلامي؛ والطب 
الإسلامي؛ وعلم الاجتماع الإسلاميء والعمارة 
الإسلامية؛ ناهيك عن اهتمامات التاريخ والأدب 
واللغات والفقه والسيرة؛ واهتمامها وبخاصّة بهذا 
التراث الذْرٌ. 


وقد لت كتب التراث الجغرافي العربي الإسلامي 
طويلاً مهملة وكما أسلفنا لم تتبلور بعد المنهجية 
والضوابط التي تحكم عمليات التحقيق الجغرافى 
لسليم. والجهود في ذلك مبعثرة دون منهجية 
واضحة أو مدرسة فكرية ذات توجِهٍ علمي رصين, 
وحاز من بين كل ذلك التراث الجغرافي الثرّ من 
لامتمام, ربّما كتب الرحلات: بنصيب الأسد من 
لتحقق والتحقيق. ونعلم أن هذا الفن الجغرافي يأتي 
علسى هامش ذخائر التراث الجغرافي العربى 
لإسلامي» وترك الباقي الثمين. وتأتي مناداتنا بمزيد 
من جهود التحقيق والبحوث في هذا الفرع الجغرافي 
لتراثي المهم. بعد أن اطلعنا على كتاب الغنيم. فهو 
بهدي إلى ذلك. ويمهّد له الطريق. وكذا بعض من 
أعماله الأخرى. وتنيع دعوتنا تلك أيضا مما أورده 











ال 


القكة 


الغنيم نفسه في مقدمة كتابه من حقيقة «أنْ الكثير من 
كتب الجغرافيا العربية التي تُشرت حتى الآن سواء 
في أوربا أو في البلاد العربية قد قام بتحقيقها 
ودراستها علماءً من خارج الحقل الجغرافي من 
لغويين ومؤرّخين وغيرهم»», وأيضًا من اعتقادنا 
الجازم بالحاجة إلى تأصيل لعلم الجغرافيا تأصيلاً 
عربيًا إسلاميًا نابعًا من تراثنا العلمي الفكري كما 
ذهب إلى ذلك الغنيم أيضًا. 

وحقيقةٌ قد سئّمنا وسئم الكثيرون معنا حول 
موجة التغتي بالتقنية الحديثة, والهرولة دون وعي أو 
خطة أو منهج وراء قضايا التحديث: والجري وراء 
الموضوعات الجغرافية الغربية الغريبة الزائلة, 
والتقليد الأعمى غير الواعي لها وركوب موجاتها 
الجارفة العاتية» التي قد تبدو للبعض عالمية مبهرة, 
ولكنّها في واقع الأمر تجارية غير أصيلة وخفيفة 
وليست بذات وزن علمي فكري كبير. وعجبنا من ترك 
الأول والأسنين والمبادىء التي صاغها الروّاد 
الأوائل في تراثنا الجفرافي العربي الإسلامي الثرّ 
مهملاً مغضوبًا عليه أو مغضوض الطرف عنه في 
أحسن الحالات من قبل المحدثين. فلعل هؤلاء المحدثين 
يعودون للصواب وإلى جادّة الطريق» ويستشفون 
ويجدون في كتاب الغنيم «المفتاح»؛ وما عرض له من 
ذخائر ونفائس لأمهات كثير من الكتب الجغرافية ما 
يمثّل حائط الصدّ الوجائي الواقي لمثل هذه الأفكار 
الهدّامة. وبعض كثير مما يُغني ويسمن من جوع, 
ويعثرون على ذلك المحتوى الجيّد الفقود, ويتعرّفون 
أصولاً فكرية ومنهجية راسخة؛ وأصيلة. وذات 
أسس علمية مميّزة. وذات نظرة عميقة واعدة. وهي 
صفاتٌ وخصال نراها تنقص الفكر الجغرافي العربي 
المعاصر بشكل ملحوظ. بل حقيقة نراه فكرًا تائهًا 
ضائفًا يلهث منسوبوه - أبو بعض منهم - وراء 
التقنية العالية 11181113011 ثرثرة وكلامًا وتحدثا 


عنها دون فعل إيجابي يُذكر. ودون الأذ ذ في 














الاهتمام التركيز على استراتيجية قوة العقل 
(للمجتمع) (/8ع21 ا 5) باع اع50 عوط متمسظ 
20 أو دراية أو إدراك أو أصالة أو تأسيس, 
ودون بوصلة هادية, أو كوابح ضبط وتهدنة أو 
ضوابط إيقاع, وأجدها ضرورة - لهذه الهرولة غير 
المسؤولة - أن تتأنى قليلاء وكما ننادي بالآخذ بحذر 
من تجارب الأخرين بعد تعريبٍ لهاء أو بالأحرى 
عورية؛ فعلينا - أيضًا - أن نأخذ من تجارب الأقدمين 
المفكرين الجغرافيين العرب والمسلمين الأولين: وننظر 
إلى التراث بعين,ثاقبة فاحصة تتحلى بروح النقد 
ومنهجيته الموضوعية. وعلى من يقوم بهذه المهمّة أن 
يجتمل من تفسة حخضماامواضوهن) للنص ذاقه لا 
خصمًا للشخص الذي وضع النصء وهو ما فعله 
الغنيم واختطه لنفسه في معظم أعماله حتى هذا 
الأخير الذي نتناوله هنا. 
ومن ناحية ثانية على من يقوم بهذه المهمّة أيضًا أن 
ينظر إلى الواقع؛ والحديث والجديد؛ والتقني من جهة 
أخرى. ولكي نبني المميّز الخاص بنا على التوجّهين 
الاثنين ممًا. أمّا أن يتهكم البعض ويسخر من مناهج 
الأقدمين التقليدية» ويستخف بهم وينعتهم ويذم 
فكرهم؛ وطرائق أبحاثهم, ومنهجيتهم على نحو غير 
موضوعي» ويصدر عليهم وعلى فكرهم أحكامًا 
جزافية بجور وهوى وعدم تجرّد. وعدم التزام 
بالعرف النقدي وآدابه. فهذا هو الخراب العلمى 
بعينه. والتخريب الفكري ذاته الذي حعائي منته 
التخراك ايساد الع ا 
وسلوكية وبيثية أخرى؛ وهذا سر تخلف آمّة العرب 
والمسلمين العلمي. وحيث فات على أصحاب دعاوى 
الحداثة والتحديث والهرولة غير المسؤولة نحو 
التقنية في الحقل الجغرافي أن سر قوّة الآخرين 
المتقدمين. أصحاب الفكر الجغرافي الغربى المعاصر 
بنظرياته الجيّدة التكوين والأخرى الأقل جودة. لم 
ينسوا جذورهم وأسلافهم وأحبابهم الأقدمين. بل 





أسّسوا مدارسهم الفكرية على ما تركه لهم آباؤهم 
وأجدادهم, وحافظوا وأجلوا هؤلاء الأوائل الروّاد 
من أبناء جلدتهم وبنوا على أعمال همبولدت. وريتر. 
وفيدال لابلاش. وسيمبلء ولييل» وساورء من 
الجغرافيين الغربيين أمريكيين وأوربيين» وغيرهم من 
علماء المناهج العلمية. وغيرهم من علماء التخصّصات 
الأخرى ككانت: وريكاردو؛ ونيوتن» وآخرون من 
قبلهم, وليس من بداية عصر النهضة فقط بل منذ 
المدرسة اليونانية والرومانية ومدارس العصور 
الوسطى الأوربية الجغرافية؛ فجاء تطويرهم 
للجغرافيا مشتقّ ومتدرّج من البسيط إلى اخُركَب, 
فعلينا إذَا ألا نهمل السلف الجفرافي العربي المسلم 
الصالح( ')؛ فلعلنا نعيد للجغرافيا العربية المعاصرة 
والمترنّحة, التي قاربت, كما يذكر البعضء مرحلة 
احتضار أو اختناق؛ نعيد إليها ذلك الوميض الفكري 
النيّرء وبخطوطه المنهجية المتزنة المميّرة؛ ونعيد - 
أيضًا - تلك النغمة الصحيحة النابعة من ثوابتنا 
وبيئاتنا وتراثناء التي تتواءم مع ظروفناء وتحت 
شعار «نحو جغرافية عربية إسلامية جديدة 
ومتجدّدة», تكون منطلقة من مفاهيم أسلمة العلوم» 
ومن منطلق النظر بعين إلى التراث؛ وبعين أخرى إلى 
الواقع وإلى تجارب الآخرين؛ وعلى أمل أن تجد 
علومنا موطأ قدم ثابت راسخ بين الحضارات:؛ وبالمثل 
تجد الجغرافيا العربية؛ والمدارس الفكرية الجغرافية 
الأخرى المتنوّعة؛ مكانتهاء ويعاد لها رونقها. وتجعلنا 
دومًا في موقف الند والمنافس الشريف للأخرين. 
لعل القيمة المضافة الأخرى لكتاب الغنيم أنْه يمثل 
كلك :الستيهنة الطقوبة جو منحؤة الكحزسن كل 
لجفرافية عربية جديدة: ومع ثلاثيته التي صدرت 
مَؤْجرًا. وهي إضافة إلى كتاب: (المخطوطاد 
الجغرافية العربية بالمكتبة البريطانية ومكتبة جامعة 
كاميردج) (1595م) محل المراجعة النقدية هذه, 
وأخويه الآخرين: كتاب (اللؤلؤ) (1545١م),‏ وكتاب 




















(مصادر البكري ومنهجه الجفرافي) (15155م)2 
وأعمال لعلماء ومفكرين أخرين بدأت تتوارد وتهتم 
بالتراث العلمي الإسلا ي ومن بينها التراث 
الجفرافي العربي الإسلامي, وحيث جاءت كلها مع 
كتب الغنيم لتمثل أبلغ رد على بعض صرخات تعصّب 
علميء وصيحات فكرية جاءت برؤى موتورة ظهرت 
مَوْخْرًا نراها تنضح على السطع بين الحين والآخر, 
تنفث كل ما هو ملوّث ومعكّر للصفو العلمي المنهجي 
المستقيم, وتمثل هزلاً تحليليًا ضعيفًا واضحًا وجليا 
ونشارًا فكريًا. وشذودًا في البناء البحثي العلمي, 
وانحرافًا يبعده عن الصواب العلمي السليم» وعن 
المنهج الصحيح المألوف. ونستدل على ذلك يما ورد 
مؤْحُرًا فى ندوة حول الألفية الثالثة الجديدة(١)‏ من 
تهكُم واستخفاف وسخرية بمناهج هؤلاء الجغرافيين 
الأول وحيث كان التساؤل في أروقتها من أحد 
لمشاركين بها: «والآن ما أمال الجغرافي العربي 
وطموحاته عندما تدنو خطواته إلى بوّابة الألفية 
لجديدة؟ هل يظل يقلّد في أبحاثه مناهج ابن بطوطة 
والمسعودي والإدريسي في وصف البلدان وغرائب 
لزمان». ويجيب «بلا» النافية» ثم يردف قائلاً: «الأمر 
يتعلّق بالواقعية في التفكير البحثي. ويتعلّق بكيفية 
لتفاعل مع القضايا البحثية المعاصرة .طبيعية كانت 
أم بشرية؛ والابتعاد عن طراز البسطاء. وعندها فقط 
يمكن أن تكون لنا آمالٌ قد تفوق أمال غير البسطاء» 
مثل هذه الأقوال غير المسؤولة وغيرهاء والأحكام 
الجزافية وغير الموضوعية على الغير؛ وعلى العلماء 
الأقدمين الذين هم أفضل وأقدر من أصحاب هذه 
الترهات. والذين هم أرفع وأسمى علمًا وفكرًا وروحًا 
ونفسا - لا عجب أن تأتي هذه الترهات عادةً من 
كثيرين من المتمسّحين بالعلم الجغرافي والجغرافيا 
منهم براء ؛ وحيث يرتكب أصحابها بأقوالهم 
وأفكارهم الهدّامة تلك خطأ جسيمًا. وتناسى هؤلاء 
البسطاء أصحاب ياقات السذاجة العلمية العريضة, 








آفاق الثقافة والترا 





وأخضنان الضحالة والسطحية الفكرية؛ وروّاد مقاهي 
التسطيح. ومروجي بضائعه الفاسدة غير الصالحة 
وسلعه ا مضروبة النتهية أجالها. : نسي أو تناسى 
مؤلاء وأولئك أنَّ«ابن بطوطة» شهد له القاصي 
والداني: العربي المسلمء المستعرب والمستشرق!18) 
وهو بمنزلة الأب الحقيقي للجغرافيا الميدانية. ويكفينا 
ما كتب حوله؛ وما حقّق من أعماله. وما أجِرّئ يحؤلها 
من دراسات وبحوث؛ وما أفادنا به من توصيف دقيق 
وتفسير لما قابله من ظواهر جغرافية وغيرها, 
وتسجيله الحي الدقيق لمنعطفات رحلاته التي طوّؤف 
فيها الأرجاء وقطع فيها آلاف الأميال. ونسي هؤلاء 
رم «المسعودي» هو ذلك الجغرافي العربي الف 
(51؟هثرا 5كم) صاحب المزج الفكري الفريد بين 
المنهج النظري والتطبيقي!؟'), وهؤلاء مع غيرهم من 
الرحالة شهد لهم الجميع بالنقل الدقيق والتسجيل 
الحيّ لعادات الشعوب التي زاروها في بقاع الشرق 
والتغرب:ه ولا تزال :هته التسجئلات والؤلقات 
التاريخية الجغرافية تشكل كلها مصادر أساسية في 
تاريخ تلك الأقوام, وكيك تزك هؤلاً وصفا فصلا 
لجميع البلدان من إسبانيا غريًا إلى تركستان ومصبّ 
السند شرفًاء مع وصف دقيق لجميع التقاط المأهولة, 
والمناطق المزروعة والصحاري؛ وفي عصر لم تكن 
هناك ألات تصوير ٠‏ أو ببث صوتي أن عبوت: أو 
وسائط لتقنيات أحادية أو متعدّدة, ولم يهتمّ هولاء 
الجغرافيّون الأوائل بالجغرافيا الطبيعية وظروف 
المناخ فحسب, بل بالحياة الاجتماعية والصناعية 
والزراعية: واللغة والمبادىء الدينية: والعادات 
والتقاليد. ونتساءل آين الجغفراقفي العربي المعاصر 
بين هؤلاء؟ وما قامته مقابلة بهؤلاء العمالقة الأفذان؟ 
آمّا «الادرب ي» آبو علم الخرائط فيكفيه ما دعا 
مدرسة الجفرافيا لإتادضيمت© "إن اموركن9(:؟) 
بجامعة كلارك الأمريكية لإاأك0أزالا 0111© أحد 
معاقل الجغرافيا بالشمال الأمريكي أن تطلق اسمه 




















على أحد برمجياتها الشهيرة والمتداولة تسويقًا عاليًا 
في مجال نظم المعلومات الجغرافية؛ أحدث الفروع 
الجفرافية؛ وحيث أطلقت عليه مسمّى 1012151 وأشارت 
فى أدلّة البرنامج أَنْ هذا اعترافٌ منها بجميل هذا 
الجغرافي والكارتوجرافي العربي المسلم الفذّ 
الأصيل وفضله؛ وكون أن يأتي من هو من بني جلدة 
الإدريسي ومن بني قومه ودينه وعشيرته من 
الملتمسحين بالعلوم الجغرافية؛ يذكر بهوى علمي 
واضحء وكبر علمي نرجسي صارخء وخيلاء علمية 
طاوسية متلونة - ويا ليت لهذا الهوى والكبر العلمي 
والخيلاء العلمية أساس من صحّة أو قطرة من 
موضوعية - وفي ندوة حول «الألفية الثالثة» يحذر 
ويتساءل بسخرية وتهكم واستخفاف وإصدار أحكام 
الإدانة: «هل يظل الجغرافي العربي يقلد في أبحاثه 
ابن بطوطة والمسعودي والإدريسي في وصف 
البلدان وغرائب الأزمان» فهذا هو الاستخقاف غير 
المسؤولء وهو التجِنّي بعينه, ونكران الجميل» 
والطامة الكبرى؛ ويزيد هؤلاء المتمسّحون بالعلوم 
الجغرافية؛ والجغرافيا منهم براء؛ الطين بلة بدعوتهم 
الموتورة غير المسؤولة السافرة «بإنقان الجغرافية من 
حصار الأدبيات», وهي دعوة في تقديرنا العلمي 
ظلامية جاهلية؛ بل نراها دعوة للانتحار؛ وتسريع 
وتفعيل لعمليات الاحتضار. ودعوة إلى تجهيز الكفن 
للجغرافيا المعاصرة؛ وتحضير النعش لهاء وفي 
مرحلة حسّاسة تمنّ بها نحتاج فيها إلى صالونات 
أدبية لتدارس أحوالها. وغرف إنعاش للتدارس 
والبحث. ومنتديات فكرية. وندوات علمية. وورش 
عمل أدبية. وحلقات نقاش تتنابل فيها الرؤى والآراء 
والآراء المعاكسة. وتتفاعل فيها الحوارات؛ وتتقارع 
الحجج والجدليات؛ وحيث ترتب الأوليّات. وتفحص 
المرنيات. ويضاف إليها مزيدٌ من الآدبيات أملا فى 
دعم الجفرافيا العربية المعاصرة. وضع مزيد من 
الدماد النقية فى 





عروقها. وحتى تنضج وتقوى 


ويشتدَ ساعد الجفرافيا العربية من خلال هذه 
الأدبيات. 

ونقول أيضًا لهؤلاء وأولتك إن أزمة الجغرافيا 
العربية المعاصرة هي بعدها عن الأدبيات سواء القريبة 
أو البعيدة, المحلية أو الإقليمية؛ أو العالمية, وتباعدها 
وانعزالها عن الأدبيات الحديثة المعاصرة فى الفكر 
الجغرافي الغربي وتجارب الآخرين, وبالمثل عزلتها 
أيضًا وتجاهلها المفرط لأدبيات الجغرافيين الروّاد 
الأوائل من الجفرافيين العرب والمسلمين» مما أضاع 
ملامح الجغرافية العربية المعاصرة؛ وخيّمت على 
فكرها أزمة بوار وركود طاحنة؛ ودخل معها هذا 
الفكر إلى متاهات وتجاويف بيات شتوي امتدت 
فصوله المتشابهة؛ وتعدّدت شهوره المتثاقلة, وتعاقبت 
أيّامه الباردة: وطالت لياليه القارسة ويظلمة كالحة. 


وعلى الرغم من أثنا نجد أن كتاب الغنيم وجهوده 
البحثية الأخرى في التراث الجغرافي, وأمثال تلك 
الأعمال في أدبيات عصر زهائه الجغرافي العربي 
الإسلامي. جاء في وقته؛ ليمثّل ردًا مفحمًا على 
دعاوى وأباطيل هؤلاء الداعين إلى: «إنقان الجغرافيا 
مخ حصنا الأدمتات مولعلا نشتيف أن على 
الجغرافيين جميعًا أن يبغضوا هذا الفكر الموتور 
العصبي المتشنّج» وإن كنا نعدٌ ذلك ردّة يجب أن توأد 
في مهدها. فإنّنا ندعو لأصحابه بالهداية والعودة إلى 
الرشد والصواب وجادّة الطريقء ونقول لهم بصوتٍ 
عال إن «قلة الأدب» أو «الأدبيات» هي التي تجلب 
وجلبت الحصار والحسرة والتحسّر على الجغرافيا 
المعاصرة, وأن سبب ركود أسواقها نقص الأدبيّات» 
وهى آفات وعلل نآمل أن تشفى منها الجفرافيا. 
فالآدبيّات وإحياؤها وتحليلها ونقدها لأيّ فرع من 
فروع العلم هي الأساس الذي يُبنى عليه. وهي أحد 
الأركان المنه 
تفتقد ها جغرافيتنا الحزية لعشت وو ال اا 
عوز شديد فيها. أزمة الجغرافية العربية الراهنة ليس 


جية والواجبات البحثية الملحّة التى 

















فى «إنقاذها من حصار الأدبيات». الجغرافيا العربية 
المعاصرة في تقديرنا فقدت البوصلة لبعدها عن 
الأدبيات: وهرولتها نحو السراب«الذي يحسبه 
الظمآن ماء». وأصبحت كالراقص على السلّم؛ فلا 
هي اقتدت بمنهج الأولين في مناهجهم وأساليبهم 
الأصلية, ولا هي صعدت لمستوى تقني يُقارن بالغرب» 
فجاءت الأعمالء وفي ظل مثل هذه الدعاوى 
والأباطيل التي ذكرنا أمثلة منها. هزلاً ضعيفًا ء ونغمًا 
نشارًا. حمدًا لله أن أعاد لنا كتاب الغنيم حول: 
«المخطوطات الجغرافية العربية» وبعقل موزون وفكرٍ 
عقلاني رصين ومفتوح» بعضًا من توازن مفقود 
ورشدًا وتذكيرًا لعل الذكرى تنفع المؤمنين. فهو يلفت 
الانتباه إلى أدبيات ما أحوجنا إليها في دراساتنا 
المعاصرة من ناحية؛ واستكمالاً أيضًا لكتابه تاريخ 
العلم الجغرافي بمصداقية, فلا يعقل أن يظلّ 
الغربيون في تمادٍ سافر يكتبون تاريخ الفكر 
الجفرافي بادئين بالمنهج اليوناتي وعلى رأسه 
بطليموسء ويقفزون إلى جغرافية العصور الوسطى 
وعصر النهضة والكشوف الجفرافية وريتر. 
وهمبولدت: ولييل. وسمبسون, ولا بلاش, وشيفر» 
وهارتشورن دون أن يوردوا - أو حتى يمرّوا مرور 
الكرام ويعزجوا على - الفضل الجغرافي العربي 
الإسلامي؛ وفكره الواعي الأصيل, الذي مكل منعطفًا 
شرا في تراهنا الو لحري هفات 
من الإسلام الحنيف. 


يمكّل كتاب الغنيم دعوة لتحطيم أسوار العزلة 
والحصار حول الجغرافيا. وفحوى هذه الدعوة 
لانفتاح على أدبيّات الجغرافيين الأوائل. يدعو كتاب 
الغنيم الجغرافيا العربية المعاصرة أن تخرج إذَا من 
بياتها الشتوي الطويل؛ وتحاول أن تقلب تلك الأدبيات 
القديمة وتغربلها. تستفيد منها وتنتقي الصالح 
والمفيد. وتنتهج نهجه. وبعد أن تنقدها 5 فالحصة 
واعية وتبني على تلك الأدبيات الثمينة. وتدوّنها. 








وتوّقها وتحققهاء ويقول من بين ثناياد إن إهمال 
الأدبيات هو الحصار بعينه. ونضيف أن إنقاذ 
الجغرافيا المعاصرة هو بمزيدٍ من الاهتمام بالأدبيّات, 
وتوسيع دوائرها لتشمل أيضًا الانفتاح على الأدبيات 
العالمية الجديدة» وتجارب الآخرين. وأكثر من هذا 
الربط بين هذا الفكر القديم وبين ما هو تقنى حديث: 
دل إنكا فرئ.أن أحهد الادوان الامولة الهمة شا 
للجغرافيا العربية الحديثة, أو للجغرافي العربي 
الحديث, يجب أن يكون دورًا استمراريًا تواصليا. 
وبقدر ما يكون متفاعلاً مع الآخر الجديد. ومتجاوبًا 
بوعي وفطنة مع الحديث أخذًا وعطاءًا. يكون أيضًا 
ناظرًا إلى ماضيه وتراثه وماضي أسلافه الجغرافيين 
الأوائل: وكما يعرض الغنيمء الذى أثبت بالمخطوطة 
والوثيقة والتحقيق, أن العزلة والانغلاق ليست من 
سمات الفكر الجغرافي العربي بخاصة فى عصر 
زهائه الإسلامى الأصيل وعصر ازدهاره وتألقه, 
وبسهولة يمكن استشفاف كل ذلك من مخطوطات 
كتاب الغنيم القول «بإنقاذ الجغرافيا من حصار 
الأدبيات» هى العزلة بعينهاء والانفلاق ذاته» فكيف 
يتم التفاعل مع الماضي أو الآخر الحديث بعيدًا عن 
الأدبيات؟ وكيف تنمو الجغرافيا العربية دون تواصل 
واستمرارية؟ ودون رحيق عبق الماضي. ونسيم 
تيارات الحاضر و الحديث. ونرى في كل ذلك وسطية 
مستحبة وحميدة؛ تلك الوسطية التي ننادي بها نبعت 
من الإسلام: والوسطية التي يجب أن تتحلّى بها 
الجفرافيا المعاصرة؛ هي نهج الأمّة المسلمة 
ومنسوبيها وأتباعهاء والوسطية العربية مذهب 
وتطبيق يجب أن تكون هي الد 
والمنهاج للجميع. 

يقدّم كتاب الغنيم المثل والنموذج على ضرورة 
العناية و الاهتمام بت 


عنة و اللدين ابش 


اث الماضى بأدبياته ومخطوطاته 
وتفاصيل محتوياته؛ وبمثل رد بليغ على تلك الدعوة 
الباطلة الموتورة «إنقاذ الجغرافيا من ار 


























الأدبيات», فنرى دعوة الغنيم مخلصة أمينة لإنقان 
الجفرافيا عن طريق الأدبيات حتى تلك القديمة. ومن 
بين تلال المخطوطات يلقي كتاب الغنيم القيد ويحطمه 
ويفك الأسر ويكسر الطوقء ويزيل الحصار 
المفروض على الجغرافياء ويقشع العزلة التي تخيّم 
عليها بتركها للأدبيّات: ترك الأدبيات خطيئة لا تغتفر» 
وتارك الأدبيّات الجفرافية لا أساس جغرافيًا له. «قلة 
الأدب» لأيّ فرع علمي أمرٌ لا يُشجّع عليه أحد. وحري 
بنا إِذّا نحن معشر الجفرافيين أن نراعي في مسلكنا 
أن يكون هناك توارْن بين الأصالة والمعاصرة: وأن 
يكون سعينا نحو الحديث والتقنيء والمعاصر, لا 
هرولة نحوه بقدر ما يكون بتؤدة وأناة وسعيًا حثيًا 
دؤويًا لا نففل فيه درر ولألىء الجغرافيين العرب 
والمسلمين القدامى, الذين أوسعونا علمًا بمؤلفاتهم 
الموسوعية الرائعة. أرى كتاب الغنيم وبحوثه علامة 
مضيئة على هذا الدرب الوسطيء الذي يقول لنا 
بيساطة يجب ألا نرفض التراث العلمي السابق رفضًا 
مطلقًاء بل هناك ضرورة للتواصل معه؛ والإضافة 
إليه؛ والبناء عليه وتحديثه إن وجب الأمر؛ كونه 
مجيوةا سايلا مشترةا يجيا أن يترم ويل 


هنينًا للجغرافيا العربية المعاصرة ومنسوبيها 
أكادي يميين ومتخصصين وممارسين عامين ومحترفين 
وهواة هذا السطوع المشرقء فما أحوجنا إلى أمثال 
كتبا غنيم التي تسب أغوار التراث الجغرافي 
العربي الإسلامي. وبخاصة في ظل حالة الخسوف 
الكبير. الذي حدث للجغرافيا العربية المعاصرة, 
وبخاصة مؤخراء ويّخِيّم أيضًا فوق فكرها. يحجب 
عنها النور والشمس. ويقطع عنها الماء والقان 
والكهرياء. ونرى أن الحالة الراهنة التى يعيشها 
الفكر الجغرافي العربي لا تعرض فقط لحالة من 
التخبط والتيه ما بين التقني والتراثى. ويا ليت هذا 


هو الجدل المحتدم والجدال الساري يكون. ولكنٌ 


الأمر أنّها - الجغرافيا العربية - لا تزال تجتر بُنى 
وهياكل ضعيفة نتاج إشكاليات وأوضاع الوطن 
العربي خلال القرن الماضيء وكما أسلفنا نراها قد 
عفى عليها الزمن وأكل وشرب بسبب نقص منهجي 
خطيرء وانعزال عن الأدبيات العالمية والتيارات 
المعاصرة؛ وتعرّض نمط فقير الدم قليل في أدبيّاته 
وأدبه. وتبقى لنا الجغرافيا العربية بوضعها الراهن لا 
حول لها ولا قوّة. كالراقص على السلّم فلا هي «مع 
الئاس الذين حلّقوا في الفضاء؛ وزرعوا فيه 
[السواتل والماكوكات] والمحطّات؛ وغزوا الأقمار 
بسفن الفضاءء ولا هي أيضًا مع النّاس الذين مَضَّوا 
وقضوا وووروا الثرى والتراب» ورحلوا إلى دار 
الخلد والنعيم حيث المقرّ والثواب... كتاب الغنيم 
يذكرنا بهؤلاء التّاس ولعل الذكرى تنفع المؤمنين. 

استطاع الغنيم بحرفية وحنكة أن يهتك أستار 
سوداء داكنة غريبة؛ وستائر بريطانية ظلّت طويلاً 
مسدلة على ذخائر الجفرافيين العرب والمسلمين 
الأوائل بالمكتبات البريطانية واستطاع أن ينقل لنا 
وميض أفكارهم بعد أن استقرأهاء وبعد أن استنبط 
ذخائر علمهم الجغرافي؛ ومن خلال ما خطوه 
بأقلامهم جمعًا وإعدادًا وتأليفًا. 

وصدق الإمام محمد عبده حين قال: «إن قراءة 
التاريخ (وبالطبع الأدبيات وتاريخ العلوم) واجبّ من 
الواجبات الدينية. وركن من أركان الوطنية» فلا بد 
من تحصيله». عمل القنيم استجابةٌ لنداء الإمام محمد 
عبده. الذي أطلقه من زمان. وحققه الغنيم بعد قرنٍ 
من الزمان. ولكن يفعلته الحديثة تلك - ومن قبل - 
كان لدى الغنيم وراء إعداد كتابه: (المخطوطات 
العربية في المكتبة البريطانية ومكتبة جامعة 
ازع والحافز الل 


كاميردج) |! 


والتراث. © 























١‏ - والمنطقة هنا بمعنى 868 ونجدها أحد الأعمدة التقليدية 
الأساس في الجغرافيا الغربية الحديثة والمعاصرة التي 
حدّدها باتسون في مقاله الشهير: 
له امصسمل ,"لإطمضعمع0 أأه كمه نله1 عوط ع1" 

.60 - 211 .مم ,لالأمفعومعء0 

؟ - والمعجمات الجغرافية وإن كانت فنا جغرافيًا ترائيًا إسلاميًا 
عربيًا أصيلاً قلا يزال ساري المفعول حتى وقتنا الراهن. 
نجد في معاجم وأعمال: حمد الجاسر, والشيخ العقيل, 

د ناصر العبودي. وأسعد 

عبده؛ ومحمد محمدين؛ وحسن عايل؛ والموسوعة الجغرافية 

السعودية للأماكن عن المملكة العربية السعودية؛ وأعمال علي 
ليم ورمزيء وهناك 
ثبت كامل لهذه الأعمال وغيرها تجده في: 

- التعريف بماهية ونظم المعلومات الجغرافية وتقصي أثارها في 
ثنايا الفكر الجغرافي الإسلامي. 

؟ - ويا لها حقًا من عبقرية تلك التي صاغت ذلك المسمّى كعنوان 
معبّر ليس عن محتوى هذا المخطوط فقط بل يوجد وراءها 
فكر جغرافي متقدم وحسّ مكاني راق ومتقد ودقة في 
الاختيار. ومع هذا العنوان لا غرابة ولا مبالغة أن نقول إن 
جذور مدرسة الاختلافات اللكانية والتشابهات الكانية 
لهارتشورن وشيفر وغيرهم من المدارس الجغرافية الحديثة 
قد تولّدت على أيدي هؤلاء الجغرافيين العرب العباقرة, 
ولعلنا نجد من الأعمال المشابهة لتلك الأعمال ما جاء من 
بعدهم ونقصد: جمال حمدان في دراسته الجادة حول فكرة 
النظائر الجغرافية. حيث أبدع فيها وتوسّع في مقياسها: فلم 
يقصر دراسته فيها على الأسماء والمواضع فقط وإِنّما ناظر 
بين وحدات جغرافية متكاملة كالجزر اليابانية والجزر 


وعبدالرحمن بن خميس؛ و 


المبارك؛ وسامي أمين باشا؛ و 


البريطانية» وبين جزيرة العرب وشبه جزيرة أيبريا. وبين 
الهند الصينية والبلقان الأوربية في دراسة ممتعة معنونة: 
«بين أوربا وأسيا دراسة في النظائر الجغفرافية». 

؛ - وما أحوج العرب الآن إلى مزيد من التحقيق لمثل هذه الكتب 
في مرحلة ضياع القدس التي نحياها الان. فلعل ما بهذه 
الكتب يكون حول ثالث الحرمين الشريفين ما يكفي المجتمع 
الدولي. دليلا ماديًا على ما يثبت الحق العربي الشرعى 
اللقدس للفلسطينيين والعرب المسلمين في هذه البقعة الغالية 
على قلب كل مسلم. ويكون حجّة الفاوض العربي سواء على 
لاولة المفارخمات في طابة أو كامب ديقيد أو أؤسلو أو معير 
أريسن: أو حتى في أروقة محكمة العدل الدولية بلاهاى. 

فتحقيق تلك الأعمال الجغرافية التاريخية عن القدس. التى 

وردت في كتاب الغنيم تسهم أَيَمَا إسهام في الجسراع الدائر 





عند كل منعطف في القدس وفي فلسطين عموما. ليس بين 

حجارة الانتفاضة وحسب. وإنما بين عقليتين ومنهجين: 

توجه تحريري وآخر استيطاني, ومنهج في كتابة التاريخ 

والجغرافيا أحدهما عقلاني يعتمد على الوقائع والوثائق 
والخرائط والحق الثابت» والآخر إجرامي يعتمد على عقلية 
الزاعم والأشاطين والخزافات :ولعل يزيد قيمة مكل هذه 
المخطوطات عن القدس,ء التي ورد ذكرها في كتاب الغنيم هو 
احد الكتب الصادرة حديثا بالإنجليزية بعنوان: ٠‏ القدس 
العثمانية المدينة المفعمة بالحياة /1811 - /15117م, قام 

بتحريره البروفسور روبرت هيليتبراند, وسيلفيا أولد. 
وتأتي أهمية الكتاب في كونه علامة تاريخية بارزة في نصفه 
القصّل وتغطيته الشاملة التي لم يكتب مثلها عن 2 مدينة 
أخرى في منطقة الشرق الأوسط؛ فهو مشروعٌ بحثي دولي 

ع بين دفتيه أعمال فريق من (7؟) باحثا وتعرخ 
المقالات به عن تاريخ القدس السياسي والاجتماعي والديني 
في العهد العثماني والحياة الفكرية والتجارية, 
واستخدامات الأرض بها ومرافقها من مكتبات وحمامات 
ومزارات وأزياء وأغاني وموسيقا, والأهم هو مقالان 
يقار نان بين ما جاء عن القدس في روايات الرحالة 
والجغرافيين المسلمين وما جاء عنها في روايات الرحالة 
الغربيين, ثم دراسة معمارية مفصّلة لكل سمة معمارية 
عثمانية في القدس, ولقد اعتمد هذا الكتاب على مخطوطات 
ممائلة لتلك التي عرض لها الغنيم؛ وللمزيد انظر: 

- ردًا على أضاليل إسرائيل وأساطيرها: حين كانت القدس 
العثمانية تضح بالحياة؛ الحياة. العدد (/17841). ص .7١‏ 

5 - ويذكر الصياد (1975م) مثلا «كتابة الخطط من فنون 
التاريخ ولكتنا نحتفل بها نحن الجغرافيين: إذ نجد فيها 

ندرًا مهما للدراسات الجغرافية الطبوغرافية 
والاقتصادية والاجتماعية: فالتاريخ ميدانه الزمان. 
والجغرافيا موضوعها المكان, والخطط في دراستها تجمع 
بين الناحيتين. بل هى تتخذ المكان أساسًا لدراسة الزمان. 
وللمزيد يرجع إلى: من الوجهة الجغرافية: دراسة في التراث 
العربي. 

١‏ - وعلى الرغم من أن بعضًا من هذه اللخطوطات كتبها غير 
مسلمين كقساوسة مثلا أو من ديانات لخرى إلا أنه كان 
يمكن أن يُشار إلى ذلك في هامش مميّز لغير الإسلامي منها. 
ويفصل ذلك عمًا جاء بالعنوان حتى لا يلتبس الأمر على 
البعض على الرغم من أن مخطوطات هؤلا القساوسة جاءت 
بالعربية. فالمسالة محلولة إذاء وبإضافة كلمة .والاسلامية» 

مع الواو - تحل هذه الإشكالية على أي حال ونظرا أيضا 





















































إلى أن التراث الجغرافي العربي إسلامي عربي أصلاً 
وَاتقاما؟ 

7 - وللمزيد انظر الحواشي والمراجع في: 

- نظم المعلومات الجفرافية. الجفرافيا العربية. وعصر 
المعلومات, رؤية فكرية جديدة وتركيبة منهجية حديثة في 
المعلوماتية الجفرافية. 

6 - كبعض الأثار والمسلات المصرية الفرعونية القديمة وتماثيل 
من حضارات أخرى كالبابلية والبوذية وغيرهاء وتحف 
ات من مختلف العصور الإسلامية 


ومجوهرات و 


والدولة العثمانية. 


- واقع الاستشراق بل تعريفه من حيث منظوره التاريخي 


يذكر كما وصفه إدوارد سعيد: أسلوبٌ غربي للسيطرة على 


الشرق. وامتلاك السيادة عليه. وأن الا اق شكل 
الحضارة الشرقية فى كوكبة من الأفكار الشرقية 
كالاضطياد والأبهة الث رقي وال3 وة الشرقية والحواسية 
الشرفيّة. ولم يكن إدوارد سعهد مبالعًا حين :شق 


الاستشراق وفضح نواياه وأعماله. التي تعاملت مع الشرق, 
وإن كان في الوقت نفسه ليس من التاريخ آن نصدر حكمًا 
جزافيًا وعامًا على أكاديمية الاستشراق, وكما ذهب في ذلك 
الفيّرمي (1١٠5م)‏ ففيهم في رأيي ذوو التوجه الاستعماري 
وذوو التوجه التبشيري؛ وفيهم الموضوعيّون؛ وإن كانت 
قليلة هي الشواهد يجيد مواق العلمي بحسن 
النية. ويستطرد الفيومي (1١١٠٠م)‏ - وهو ما نتفق فيه معه 
- ونجد له تفسيرًا لهذا الحرص على اقتناء المخطوطات 
الجفرافية العربية الإسلامية - إن غرض الاستشراق 
الدراسي للشرق (بأقصاد وآوسطه وأدناه) رغبته الجامحة 
في تطويعه لسياسة الغرب وخدمة لأهداف الاستعمار: 
فدرسوه تاريخيًا وجغرافيًا ومصادر طبيعية ودينيًا 
وحضارة وثقافة ونظما وغرفا. ولعل قيمة عمل الغنيم الفذة 
ردحضاللا تشراق الخبي ث هو حقيقة أن الاستشراق 
حاليًا ضعيفْ إلى حد حد كبير على الرغم من وجود تراكم 
لصادر كثيرة (المخطوطات الجغرافية العربية والإسلامية) 
التي لم تستغل أو يُعمل على نشرها وإبرازها؛ وحيث 
تراكمت المعارف العلمية الصحيحة عن الإسلام والعرب فوق 
بعضها دون أن يستفاد منها. لذا فتأثير الاستشراق العلمى 
في الرأي العام الأوربي كان قليلا. ٠‏ وبخاصّة في السنوات 
الأخيرة وحيث ضعف الاستشراق العلمي الموضوعي ربّما 
أكث رما مضبق: نأمل أن يكون كتاب الغنيم خطوة نحو لفت 
الاتقياه إلى هذه المعارف المتراكمة التي تصمّع الوضع 
والصورة عن العرب والسلمين بإحياء ذلك التراث نشرا 
وتحقيقا. ونضيف ترجمة أيضا إلى اللغات الغربية. وللمزيد 
حول الحالة الراهنة للاستشراق وتاريخه. انظر: 


- «جذور الاستشراق». الأهرام. عدد (/ا مارس ١500م).‏ 


- «نهاية الاستشراق, الأهرام. عدد (/ا مارس ٠00١‏ 5م). 


1 


- الخراتط الأوربية 


- انظرها جميهًا في: التعريف بماهية نظم المعلومات 
الجغرافية وتقصّي آثارها في ثنايا الفكر الجفرافي 
الإسلامي. 
- نظم المعلومات الجغرافية, الجفرافيا العربية وعصر 
المعلومات. رؤية فكرية جديدة وتركيبة منهجية حديثة في 
المعلوماتية الجغرافية. 
- وأمثال تلك القضايا لا تزال ساخنة أيضًا على الساحة 
الدولية وفي المدارس الجغراقية الغربية والأمريكية تحديدًا 
فلا تزال المدرسة الأمريكية تناقش بحدة ما إذا كانت 
الجغرافيا علمًا أم أدبا أم فنّاء ويتصارع منت لا 
اللدرستين ويتنايلون فكريًا - ولا يتناطحون في هذا 
الصدد وبضراوة علمية وعبر عواصف فكرية واستماتة 
للدفاع كل عن أفكاره؛ وإن كان ذلك يتم في إطار الأفكار 
والنظريات والرؤى والمرئيات. وقد دارت مساجلة في هذا 
بين جون هارت )1181 10101 أستان الجفرافيا بجامعة 
مينسوتا الأمريكية. وهو من أعضاء الحرس القديم في 
اللدرسة الجغرافية الأمريكية التقليدية أنصار الجفرافيا أدبا 
وفنا وبين الجدد المحدثين أنصار المدرسة الكمية والعلمية 
الجارفة. التي تعتمد على المكانية والتحليل المكاني أمثال 
مايكل جوتشيد. /1زاء ©000‏ لمعلن811 وريتشارد 
تشرش <اءتتلا1 © 1811210 وأنصار المدرسة السلوكية 
أمثال ريجولند كوليدج ععلت!001 1681000101 وجيري 
رشتون 0أطاكلاكا لتتع© وغيرهم كثيرون. وللمزيد في 
هذا انظر: 

لناأصعلاوعرط ناتيخ مه كه لطتو مع" 

نكم "جوع للم 

ثم ظهر رد فوري مفحم من أضداد عد الجغرافيا أديًا وفنا 
ظهرت في تعليقات 001111111115) في أحد الاعداد اللاحقة في 
الدورية ذاتها لرابطة الجغرافيين الأمريكيين. 
- انظر مثلاً موقع «الوراق» الجديد على شبكة الانترنيت 
السابق الإشارة إليه الذي يتبع أبوظبي الثقافي بدولة 
الإمارات العربية المتحدة. 
- يحضرني في هذا الصدد مجموعة من الأعمال أحدهما 
ديت داه ودرا الأعمال هي 
في القرن الثالث عشر إلى الثاعمن عشر 
الميلادي ليست سوى تقليد للخر انط العربية. محاضرة ألقيت 
خسمن الموسع الثقافي لدارة الك عبد العزيز بالرياض 
بالمملكة العربية السعودية (قدم فيها المؤلف سبعة بر اهين على 
تقليد الخرائط الأوربية للخرائط العربية) 












































- دور العرب والمسلمين في رسع الخرائط؛ بحوث المؤتمر 
الجفرافي الإسلامي الدولي الأول بجامعة الإمام محمد بن 
سعود الإسلامية؛ الرياض» المجلد (5). 

- جهود الجغرافيين المسلمين في رسم الخرائنط. بحوت المؤتمر 
الجغرافي الإسلامي الدولي الأول بجامعة الإمام محمد بن 
سعود الإسلامية. الرياض, المجلد (9). 

- خرائط جغرافيي العرب الأول؛ مجلة الأستاذء المجلد العاشرء 
يقداد. 

- هل هناك أصل عربي إسباني لفن الخرائط البحرية؟ صحيفة 
معيد الدراسات العربية الإسلامية. مدريد, العدد الأول؛ 
المجلد الأول. 

0 - ونورد تدليلاً على ذلك مجموعة الأعراض والأحداث الآتية 
التى حدثت مِؤْحْرًا كعينة تدلّ على حالة الجغرافيا الراهنة 
فنضم في هذه الضميمة ما يأتي: 

- حدث مؤكرًا إغلاق لقسم الجغرافيا بجامعة الملك خالد بالمملكة 
العربية السعودية؛ ولا تزال الدعوة بالاغلاق تتصاعد من 
قبل القائمين على التخطيط الوظيفي للخريجين في الكثير من 
دول الوطن العربي. 

- وحدث إغلاق أيضًا أو توقيف للقبول مؤْخُرً بأقسام الجغرافيا 
بكليّات المعلمين بالمملكة العربية السعودية؛ ومن قبل في 
أواخر الثمانينات بجامعة الإمارات العربية المتحدة, ونما إلى 
الأسماع أنه سيحدث بجامعة أم القرى برحاب مكة المكرمة 
بالمملكة العربية السعودية. 

- هناك محاولات لتغيير مسمّى أقسام الجغرافيا أو تهميشها أو 
تفريع شعب منها عبر نظم علمية مختلطة منها مثلا جامعة 
قطر (شعبة التخطيط العمراني)» أو فتح 3 
راضحة بجامعة الإمارات العربية (مساق شعبة المعلومات 
الجغرافية). أو محاولة تقديم دبلومات من خلال أقسام 
الجغرافية في نظم المعلومات الجغرافية كما هي الحال في 
قسم الجغرافيا بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة, (يذكر هنا 
أيضا أن قسم تخطيط المدن والأقاليم بكليّة تصاميم البينة 
بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران بدأ فى الاعداد 
تقديم دبلوم في نظم المعلومات الجغرافية بدا من العام 


ل ل 00 


اقات تخصصية 


رمن هذه الأعراض ذكر أن عدد الطلاب الذين سجلوا أو 
اختاروا المواد الجغرافية في مقررات المرحلة الثانوية بأحد 
المناطق التعليمية بمدينة الاسكندرية بجمهورية مصر العربية 
(غرب) قليلٌ للغاية. وهذه المعلومة متقولة عن حديث مع 
استاذنا الجليل الأستاذ الدكتور أحمد أحمد مصطفى أستاذ 
الجيمورفولجي والخرائط بقسم الجقرافيا بجامعة 
الإسكندرية. ومن واقع معرفته بيأوضاع الجغرافيا فيما قبل 
التعليم الجامعي هناك تفصيلا. 





- ومن هذه الأعراض أيضًا ما يُشير إليه تفصيلا الجغرافى 


1 


العربي صاحب المعالى الأستان الدكتور خالد بن مد 
العنقري وزير التعليم العالي بالمملكة العربية السعودية في 
معرض تشخيصه لحال النشاط البحثي والتأليفي بأقسام 
الجغرافيا بالمملكة العربية السعودية؛ حيث يذكر معاليه «أن 
الإنتاج العلمي من بحوث ودراسات ومؤلفات وترجمة لا 
تتلاءم مع ما كان مأمولاً من مثل هذا العدد من أعضاء 
التدريسء ومع ما تتيحه الجامعات السعودية من امكانات 
تيسر إجراء البحوت العلمية» ويضيف معاليه «بضعف 
الناتج العام لمثل هذا العدد وفي ظل هذه الإمكانات وأنّ 
معظم البحوث التي تجرى يكون هدفها استكمال المطلوب 
للترقية؛ وبعد ذلك تخبو جذوة النشاط البحثي بمجرد 
الحصول على الترقية المطلوبة». وللمزيد انظر: كلمة معالى 
وزير التعليم العالي. بحوث مختارة من الندوة الخامسة 
لأقسام الكتزافيا امات المملكة العربية السعودية, التى 
عقدت برحاب جامعة الملك سعود بالرياض خلال الدّة من ٠١‏ 
٠١ -‏ ذي القعدة 1515ه الموافق 17 - 18 أبريل 159914م: 
كار 

- حتى هؤلاء وعلى الجانب التقني كان لهم إضافات فدّة 
أيضّاء ونورد تلك الضميمة للتدليل على ذلك؛ وهي حقيقة 
تتعلق بأصل الحاسوب وتاريخه. وهو اكتشاف ربّما 
سيدهش الكثيرين. وهو ما كشفت عنه أبحاث أجراها علماء 
مصريون في مجال علوم اللغة» أثبتو! فيها أن الحاسوب في 
الأصل ابتكارٌ عربي إسلامي. واكتشفوا كذلك أَنْ العلماء 
الغرب والسنلفين اخترعوا جهاز حاسوب واستخدموة في 
إجراء أصعب القياساتء والعمليات الحسابية المتعلقة 
بأسرار الفضاء. والكواكب. بأساليب علمية دقيقة. وواقعية 
لا مكان فيها للأوهام والخرافات 

وقد تحقق ذلك الاكتشاف على يد الباحثة المصرية الدكتورة 
فاطمة محجوب أستاذ علم اللفة بجامعة عين شمس 


بجمهورية مصر العربية. التي أوضحت أن جمشيد بن 

عود الملقب بالكشاني كتب في سمرقند عام 175١م‏ عددًا 
من الكتب العلمية منها كتاب باللغة العربية عنوانه: نزهة 
الحدائق. يصف فيه جهازا علميًا اخترعه يعرف فيه تقويم 
الكواكب السبعة؛ وعروضهاء وبعدها عن الأرض؛ و 
الخسوف والكسوف واطلق عليه اسم: «جهاز الاتصالات», 
ملحقة بهد الة تسمّى: «جهاز طبق المناطق». وذكرت الباحثة 
في الدراسة التى أعدتها أن مخطوطة «نزهة الحدانق» انتقلت 





من سمرقند إلى لندن ضمن الكثير مما تم نقله من التراث 
العربي الاسلامي إلى العواصم الغربية فى بدايات !!/ 





الحديث. وتحتوي المخطوطة على توضيع لاستخدام جهاز 
“طبق المناطق». ومشار إليه بأنه جهاز يستخدم في حساب 
ف القمر. وأشارت الباحثة إلى أن الحاسوب فى أوربا 



























































لم يكن يحمل هو الآخر في بدايته اسم الكمبيوتر بل أطلق 
عليه ذلك الاسم بعد تطويره؛ وللمزيد يرجع إلى 

- ,الكمبيوتر بيتكلّم عربي» صحيفة الحياة. عدد 14/ /١5‏ 
7م5ك1ام 

- وللمزيد انظر 

تقرير حول الألفية الجديدة: التحديات والأمال؛ مجلة العلوم 
الاجتماعية, س58/رع 511/4 -719. 

- وفى هذا وعلى سبيل المثال لا !/ يذكر أحد الكتّاب 

القربيين المنصفين وهو: بارتهولد 282110010 في المقدمة 

التي كتبها للطبعة المنقولة طبق الأصل بوساطة مينورسكي 

1110005 إلكتاب: حدود العالم: /ا (وهو مؤلف بالفارسية 


المصادر 





اجع 


- التعريف بماهية ونظم المعلومات الجغرافية؛ لمحمد على 

عبد الجواد: ة رسائل جغرافية:ء العدد /ا1؟: الجمعية 

الجغرافية الكويتية - قسم الجغرافية - جامعة الكويت؛ الكويت, 

ه/0 ٠٠م‏ 

- جذوة الاستشراق, لمحمد إبراهيم الفيّومي؛ جريدة الأهرام: 
عدد لامارس١0٠1م.‏ 

- جغرافية المسعودي بين النظرية والتطبيق, لعبد الفتاح 
وهيبة؛ منشأة المعارف الإسكندرية, 1976م. 

- جهود الجغرافيين المسلمين في رسم الخرائط, لمحمد بن 
أحمد العقيلي؛ المؤتمر الجغرافي الأول؛ مجلد ؟, الرياض» 
شر كةام. 

- خرائط جغرافيي العرب الأول: لإيراهيم شوكت. مجلة 
الأستاذ. مج .٠١‏ بغدان. 1975م 

- دور العرب والمسلمين في رسم الخرائط. لفلاح شاكر 
أسود. بحوث المؤتمر الجغرافي الإسلامي الدولي الأول, 
المجلد ؟١.‏ الرياض. ٠5‏ 4١ه/ر1384م.‏ 


- رذا على أضاليل إسرائيل و أساطيرها. لثائر ديب. جريدة 


مجهول العؤلف) يذكر البعض أنه ربّما منقول من العربية 
أصلا ويرجعه البعض الآخر إلى الخوارزمي كمؤلف له]. 
حيث يذكر هذا الكاتب الغربي النصف في تلك المقدمة بأن: 
«عدم دراسة كتب الجفرافيا عند المسلمين يمفّل نقصًا 
9 - في هذا انظر: جغرافية المسعودي بين النظرية والتطبيق. 
٠٠‏ - وتعبير 501001 هنا بالمصطلح الأمريكي ليس بكلية وليس 

بقسم أكاديمي؛ و إن أ مرحلة وسطية بيد 1 
5001 هنا هي أكبر من قسم أكاديمي للجغرافيا بأحد 
الجامعات. وكما هو معروف فالجفرافيا بجامعة كلارك 

رسية شكزية فيدر ويجتدر :3 
الشهيرة /(10م 0 بع0ع0 01رمع 


اء بمعنى أن كلمة 


ا أيضًا الدورية 


الحياة العدد ,١7/8/41/‏ الخميس 5١‏ ذو الحجة ١47١ه/ ١5‏ 
مارس ١١10م.‏ 
- من الوجهة الجغرافية: دراسة في التراث العريى؛ لمحمد 
محمود الصيّاد. منشورات جامعة بيروت العربية: 151/2ام. 
- نظم المعلومات الجغرافية؛ لمحمد علي عبد الجواد؛ دار 
صفاء. عمان - الأردن» ١١٠5م.‏ 
- نهاية الاستشراق», لعبد الحميد صالح حمدان؛ جريدة 
الأفرام؛ عدد لا مارس ١١50م.‏ 
- هل هناك أصل عربي إسياني لفن الخرائط البحرية, 
لخوان فرنيت. صحيفة معهد الدراسات العربية الإسلامية, 
مج١/رع١؛‏ مدريد. 
لتأأمعل ندعم ناايخ تن عن لاص رومع" .ل مقط - 
.98 .ناخمخ "ودع للم 
أله مده نا تلنت 1 دنه2] ع .قا ممستنافط - 
1964 .لل اتعمت© أن لمحعنامل ."وتاص م6 

















طريق النشر الحلمي الإلكتروني 
بناء المجتمخ الرقميٍ 


مقدمة 


يعيش فضاء الطباعة العلمية وتوزيع المعلومات 


زمه 


الأستاذ/ الأخضر إيدروج 
باحث مت<د بالإعلام والاتصال 
الكويت 


تحؤلاتٍ تكنولوجية ثورية تحت تأثيرات التطؤر 


المتنامي لقطاع المعلومات ؛ التي بدأت آثاره تظهر على البيئة المكتبية وسلسلة النشر العلمي 
التقليدية. فقد بلغت هذه التطورات مستويات عالية » بل حيوية إلى درجة أنها تتيح فرصة التواصل 
بين المؤلف والفئات المستفيدة من جهة وبين الفئات ومراكز المعلومات وبين الناشرين ومراكز 


المعلومات من جهة أخرى. 


وتمتاز هذه العلاقة الجديدة بالدقة والسهولة والسرعة مع ميزة الاطلاع الفوري على مستجدات 
التخصصات العلمية والتكنولوجيا. كما أن أثرها قد أصبح واضحًا بالنظر إلى عدد النشرات 


الإلكترونية ؛ التي تغزو يوميًا جميع الميادين العلمية بما فيها الدقيقة » وعدد المستفيدين الذي 


بزداد بصضفة متصاعدة. 


وتطرح هذه العلاقة الجديدة إشكاليّة الدور 
التقليدي للهينات التوثيقيّة في السلسلة المعرفية 
والفكرية مع التركيز على أنشطة أمناء المكتبات 
ومتخصصي المعلومات. التي تحوّلت خلال عدّة 
سنوات إلى أدوار استراتيجية للتطوير. وتزداد حدّة 
هذه القضية المطروحة على بساط المستقبليات فى 
ضوء انتشار النشر الإلكتروني وخدمات الشبكات 


. والتراثت | 





المعلوماتية'": لتكوند ن أهم 
الأطروحات التي يتم مناقشتها للوصول إلى توزيع 
الثروة العلمية في أوساط الفئات المستفيدة؛ مهما 
كان تخصّصها تجِنَيًا للندرة. 

هذا التطوّر التكنولوجي في 
ميادىء الأداء فى المكتبات حيت تحوّلت من 
ب الحالة» لهينات تعمل 


ذلك واحدة 


وقد أثَّر أنخ 


مؤسسات تؤدى انشطة ٠‏ 





























فى «الوقت المحدّد» استجابةً لأي طلب؛ مهما كان 
نوع الوثيقة المرغوبة, استجابةً لمتطلبات الفكر 
والمعرفة. 

وبهذا يمكن تأكيد أن البيئة التكنولوجية الجديدة 
ما هى إلا إتاحة فرصة مناسية للمكتبات لمجاراة 





لتطورات المتعدّدة وحصر احتياجات المستفيدين» 
وتحقيق استجابة فورية. وتتوسع آثار بيئة الطباعة 
لجديدة في أنشطة أخرى؛ كالبحث العلمي؛ وتنظيم 
لمكتبات. ومنهجية الاستفادة من أوعية المعلومات: 
وقوانين إيداع المطبوعات؛ وحقوق المؤلفء ونماذج 
أعمال دور النشر وتنظيمهاء إضافةً إلى مهام 
لمختصين في قطاع المعلومات. 

وتهتم هذه الدراسة بتوثيق مضاعفات النشر 
لإلكتروني على الوسائل المطبوعة التقليدية؛ وبحث 
علاقة كل منها بالبحث والاتصال الأكاديمي, 
والوقوف على ثقافة الطباعة في تيسير الوصول إلى 
أرصدة المعلومات لعملاء البحث والتطوير. 


ولا يمكن في شتى الحالات عدم التطرّق إلى 
تحديد أثر الوثيقة الإلكترونية في بناء المجتمع 
«اللاورقي» ه5001 «دمانعمدط 206, أو الرقمى: 
لمواكبة الاحتياجات المعاصرة للفئات العلمية, 
وبخاصّة إذا علمنا أَنْ تكنولوجية المعلومات تهدف 
إلى تحقيق مفهوم الإحاطة العلمية الجارية والشاملة 


.تدعام بوث ناانامعك5 لنحاوا© 





كما أن القضايا المرتبطة بالمعالجة المكتبية 
والتوثيقية للمصادر الإلكترونية ستكون محور 
هتمام هذد الدراسة. وبخاصّة فى الحدود المرتيطة 
بتجاوز مصاعب الطباعة الإلكترونية. كما ستكون 
لخريطة العالمية للاتصال من بين القضايا 
لمطروحة في هذه الدراسة نظرًا لأهمية التحليل من 
اصل لأعداد 
لمستفيدين من الخدمات الإلكترونية. كما ستكون 
لوضعية المعلوماتية العربية نقطة من محاور 


أجل الوقوف على النمو المة 











الدراسة بهدف إبراز أهم التطوّرات وتبيان عوائق 
الخدمات الإلكترونية فيما يتعلق بالنشر العلمى 
الحديث خاصة. 
مراجعة مفهوم الوسيلة المعلوماتية 

تطرخ الأدميات المشخصضحة وتتشاقش هنة 
أطروحات ترتبط مباشرة بقطاع النشر العلمي 
الإلكترونيء الذي ظهر بعد الانتشار المكدّف 
للوسائل التكنولوجية الحديثة للمعلومات» الذي نتج 
جذري في ثقافة الطباعة؛ وتوزيع 
لمعلومات» ومنهجية الوصول إلى أوعيتها. 

وقد تنوّعت هذه الأطروحات لتشمل مفهوم 
لحتمية المعلوماتية في جانبها التعاوني'" لتجاوز 
أزمة المعلوماتء والجانب التنظيمى للنشر 
لإلكتروني”'. وتتطرّق أخرى إلى تنظيم المكتبات في 
عصر الترقيم'”', بينما تتناول بعض الدراسات قضية 
تصفية المعلومات للاستفادة من الأوعية الإلكترونية 
حسب احتياجات الفئات المستفيدة". 


عنه تغيد 





لقد أشرنا إلى أن الثقافة الجديدة للطباعة تتيح 
فرصا كبيرة لعملاء النشر العلميء من باحثين» 
ومستفيدين» وناشرينء ومكتبيين» ولكن تختلف هذه 
لفرص من منطقة إلى أخرى؛ لأنها حتمية تستوجب 
توافر مجموعة من الشروط على رأسها البنية الشاملة 
لمعلوماتية ةتساعنضاسة انآ للنطضلق 
إضافة إلى تطوّر بعض الصناعات المؤلفة لنشاط 
لمعلومات. 

من أهم المضاعفات التي أفرزها المفهوم الجديد 
للمطبوعة تلك الواقعة في البعد المكتبي والتوثيقي 
وهكا مسج التعاسل معاد ادر |! دثة, التي 
أرجعت الخدمات التوثيقية المعتادة إلى نوعية من 
الكدميات. اللتهليزرةا** ' الأ سسين المت وهات 
المطبوعة الإلكترونية. وفي حقيقة الأمر يجب النظر 
إليها على أتهااخطور ها عي لا مخاض التكنولوجي في 


للا 











افققة أغان! 





























السلسلة التوثيقية (معالجة وتخزين واسترجاع 
وتوزيع)ء بدليل أن فئة المكتبيين تمكنت من مسايرة 
احتياجات العلم والمعرفة من جانبي التنظيم 
والخدمات بعد الاستعانة بخبرات المهندسين 
للمعالجة التقنية للمعلومات. 

لم يقتصر تأثير النشر الإلكتروني في مراجعة 
فعاليّة الوسائل المسكّرة في توزيع المعلومات 
المرجعية لاقئات 'المستفيدة» بل يشمل أنضما إعادة 
صياغة الوظائف المكتبية والأنشطة التوثيقية. ويؤكد 
على هذه النقطة 050615ع! عبر الفقرة الأتية: 


...٠‏ تتعدى الثورة الإلكترونية نطاق النشر العلمي 
والأكاديمي. إِنَّها عبارة عن نسق ونظام اجتماعي, 
يهدّد وجود النشر التقليدي... وعليه تواجه 
مؤسّسات المطبوعات الجامعية ضرورة التوصّل إلى 
تطوير رؤية جديدة وتنسيقها عن كيفية الاستفادة من 
هذه التكنولوجيات والحفاظ على مساهمتها الحيوية 
لعملية الاتصال العلمي في الوقت نفسه»". 
أنماط المعلومات والفئات المستفيدة 
إن التحوّلات التي طرأت على الوثيقة التقليدية لم 
تغير من نماذج المعلومات وأنواعها التي تحتاج إليها 
الفئات المستفيدة لتثمين أنضطتهم وبلورتها كل في 
مجال اختصاصه. وتتشكل الحاجة المعلوماتية من 
نمطين من المعلومات: 
ولا : معلومات الدرجة الأولى. وهي تلك 
المعلومات التي يكتسبها الفرد من التجاربي 
الشخصية حول موضوعات اهتماماته؛ وتكون هذه 
المعلومات مدعومة بالواقع الذي يعيش فيه ومن ثمّ 
قد تكون ميسّرة للحصول عليها. 
ثانيًا : معلومات الدرجة الثانية التي تشمل جميع 
أنواع المعلومات. التي تخرج عن نطاق المحيط 
المباشر للمستفيد. والتي تكون في حوزة فتات 
أخرى يجسّدونها في وسائل اتصال محدودة". 





وتقوم الوثيقة بإنشاء العلاقة المفقودة بين نمطى 
المعلومات التي يحتاج إليها المستفيد ومحيطه 
التخصّصي بدقة ووضوح. فإذا كانت المدّة التى 
تستغرقها العلاقة في حالة المطبوعة التقليدية أطول 
فإِنٌ الوثيقة الإلكترونية تنث ئ: علاقة حالية 





5نا151:10141160] وتحاورية 1016100110 بين المستفيد 

والمعلومات على الوسائط الحديثة التى أفرزتها 

التكنولوجية الحديثة للمطومات وبخاصّة تكنولوجية 

الشيكات المعلوماتية. 
لقد ساهمت الوسائل المطبوعة التقليدية فى 

تحقيق جميع أهداف الاتصال العلمي» وسوف وم 

بدون شك؛ بتدعيم هذا الدور الحيوي ما دامت 

الظروف التكنولوجية والمادية للوثيقة الإلكترونية لم 

تكتمل بعد. ولكن يقترن هذا النجاح في إتمام الدور 

على مجموعة من الشروطء نذكر منها التي لها علاقة 

محدّدة بانتشار الوثيقة الإلكترونية: 

- نقص الموارد المالية لتوصيل الخدمات 
الإلكترونية لجميع الفثات المستفيدة. 

افر البنيةالتحتيةللمواصلات 
والتكنولوجيات الحديثة للاتصال وبخاصة 
البلدان السائرة في طريق النمو. 

- في حالة توافر إمكان الاتصال تفتقد معظم الفئات 
المستفيدة المؤهلات اللازمة للاستفادة القصوى 
من مميّزات الوثائق الرقمية؛ ما دامت الوسائل 
الإلكترونية لم تستقر على نموذج فريد وموحد 
للنشر الإلكتروني". ْ 

- اختلال في توزيع وسائل الاتصال وأدوات 
الوصول إلى الاوعية المعلوماتية. ولا تقتتصر هذه 
الظاهرة على اليلدان النامية: بل تشمل أيضًا 
البلدان المتطورة. 
ويطرح رامبلر “نا10:00:*! من جهته موقفا مغايرًا 

يقلل فيه من دور الوثائق الالكترونية؛ ويعيد يذلك 


- عدم 5 























أهمية الوثيقة المطبوعة التقليدية وتداولها في 
الأوساط العلمية. ويُعلّل هذا الموقف بالصعوبة التي 
تواجهاا تفيد عند تصفح أوراق الوثائق 
الإلكترونية مباشرة على شاشة الحاسب الآلي. كما 
يذكر النواقص المرجعية للوثيقة الإلكترونية 
وجدواها العلميّة ومركزها العلمي على عكس 
المطبوعة التقليدية» التي يبيّن وعاؤها مرتبة السيادة 
العلمية التي بلغتها الدورية'". 
المطبوعة الالكترونية تجاوزازمة النشر 
العلمي 
لا تهدف هذه الدراسة مناقشة المواقف المتنوّعة 
من النشر الإلكتروني بقدر ما تريد تأكيد التغيير 
الكبير في المفهوم التقليدي: الذي استخدم في 
مصطلح الوثيقة؛ التي تتحوّل تدريجيًا إلى صيغة 
جديدة؛ لم ترتسم معالمها النهائية على الرغم من 
التمكن من تحويل كل المفهوم إلى مصطلح 
إلكتروني”". إن النقطة التي تهمّنا في هذه الدراسة 
الاتفاق الكلّي الموجود بين الخبراء حول أهمية 
التطور والدور الرياديء الذي يمكن أن تقوم به 
الوثيقة الإلكترونية في التحول إلى النمط الإلكتروني 
في مختلف المجالات؛ ليس في النشر فقط؛ بل في 
التجارة والبحث والاجتماع والسياسة وغيرها من 
المجالات التكنولوجية والثقافية أيضّاء وبصفة 
خاصة في ميدان المكتبات والأرشيف. وتتحوّل هذه 
الأخيرة إلى مؤسسات منتجة للفكر والمعرفة؛ لأن 
ارتباطها التقليدي بالوثيقة المطبوعة يزداد في الوقت 
الذي يستحيل على الأجهزة الحاسوبية الاستحواذ 
على مكانة الكتاب؛ كما لم يتمكن الكتاب من تعويض 
المحادثة الإنسانية”. 
أمًا مايسون 801:80 فيشير في دراسته إلى 
التكامل الموجود بين نوعي المطبوعات بالتركيز على 


أن الاستفادة من خدمات الشبكات المحليّة والإقليمئة 
والعالمية تتم بالتوازي مع المطبوعة التقليدية؛ وأن 
الشبكات تزيد من دورها ومكانتها بحيث إِنْها لم 
تتمكن من تخفيض إنتاجها وتوزيعها. وقد كتب 
مؤْكّدًا: »إن المكتبات أتاحت خدمة الاتصال 
بالانترنيت مع فرصة الوصول إلى النصوص الكاملة 
ورابطاتها عدّة سنواتء ولكنّها [المكتبات] بقيت 
مضطرة إلى توفير بل زيادة المطبوعات التقليدية 
المتوافرة لديهاء بسبب التشجيع المباشر الذي تقوم 
به الشبكات للعودة إلى النصوص الأصلية 
المظبو 001 

قد يكون الدور الحيوي والريادي الذي تؤدّيه 
الوثيقة المطبوعة من الأسباب التي دفعتها إلى واجهة 
الاهتمام والمحافظة على مكانتها المرجعية 
والسوقية؛ على عكس الوسائل التكنولوجيّة الحديثة 
المستخدمة للوصول إلى الوعاء الإلكتروني. التي 
تتناقص أسعارها كلما تطوّرت. وقد توصّلت إحدى 


الدراسات الإحصائية إلى نتيجة مفادها أن أرباح 





الناشرين ارتفعت من نسبة ٠‏ 4/ عام 15175 إلى 
2307 عام 19417. وأنّ الجمعية الأمريكية لمكتبات 
البحث (لغلة) لإةةطنا انمدع آم ترهللل مدقم 
أنفقت عام ١1187‏ زيادة ماليّة» تعادل /١١4‏ لاقتناء 
مجموعات تقل بنسية 7٠7‏ مقابلة بعام 2191/5, 
الانترنيت : المكتبة الالكترونية العالمية 

لاجدوى من الوقوف على تعريف الشبكة 
العالميّة. التي تنتشر بسرعة كبيرة؛ وتطرح الحتمية 
الرقمية للمعلومات, ولا من الوقوف على مراحلها 
ت والدراسات قد طرحتها 
للجمهور. ولعل النقاط التي تطرح نفسها بإلحاح تلك 
المتعلقةن: 


التاريخية ما دامت الد 


بنمو أعداد المستفيدين وإمكان تحوّل 
الانذرتيك إن الشكحية الجالميية المويدةة لتو كد 









































بصورة لاتدع مجالاً للشك» لة الانتقال إلى 
المجتمع الرقمي في وقتٍ قياسي. 

وتتيح (الانترنيت) خدمات جليلة للفئات 
المستفيدة: لا مجال لحصرها في هذه الدراسة, 
ولكن ما دمنا يصدد التفصيل في الموضوع تبدو 
الحاجة إلى ذكر بعض منها؛ لأنها تساعد القارىء 
على إدراك أسباب النمو الضخم لأعداد المستفيدين. 
ومن بين هذه الخدمات نركز على: 
- البريد الإلكتروني. 


- مجموعات المحاورة. 


- التجول الإلكتروني في أوعية المكتبات المحلية 
والإقليمية والعالمية. 
- تفريغ الملفات المتاحة وطباعتها وتخزينها إلخ.. 
لقد سبق أن أشرنا إلى استحالة تعويض الورق 
على الرغم من تعد فرص الطباعة الإلكترونية بسبب 
لاختلافات الكبيرة في دور كل منهماء إلا أن هذه 
لأخيرة تحقّق التكامل المفقود في سلسلة النشر 
والاتصال بين أطراف البحث العلمي والفثات 
لمستفيدة. ويتمٌ هذا التكامل في تحصيل المعلومات 
لتي تحتاج إليها الفثات المستفيدة؛ وهى المعلومات 
لمنتمية إلى الصف الثاني من المعطيات: التى 
يحتاجون إليها بصفة دائمة. 





وتجسد الخدمات الإلكترونية الحديثة الاتجاه 
لحتمي للتطوّر المعلوماتي وصناعة المعلومات. التى 
تستحوذ عليها دول المركز أو التجمّعات الإقليمية 
لمركزية كما تشير إلى ذلك الإحصائيات العالمية. 
وتفيد هذه السيطرة المركزية لمجموعة من البلدان 
لتطور الحاصل في صناعاتها المعلوماتية. 
والاستفادة العلمية والثقافية من اوعية المعلومات 











جدول ١‏ : نمق العدد الإجمالي من المستفيدين من 
خدمات (الانترنيت) من ديسمدر 1١951‏ 
إلى ماريس 39٠٠٠0‏ 











العدد : بالمليون 

الشهر/السنة العدد |“ النمو | “امن 
الإجمالي السكان 

ديسمير 91 7 5 الا 
يناير /9 ؟1 |الارمع | هعم 
ديسمير 5/4 1 ١غ‏ أإأكتء 
سبتمير 949 عا اع 2 
ارس لا ككرع.؟ إككركه | مايه 
00000 57 | لكيه ,0 
ايوؤليق 5 لك ككلم إالكره 
أغسطس ١٠٠؟‏ 68م" | 45" إلاءبة 
سبتمير 5٠0٠6‏ كر بالا ولك اع 
أكتوبر ٠٠٠١‏ ا الم الكل 
نوفمبر 5٠٠6‏ الا 1 لف 














يبِيّن هذا الجدول الأعداد المتراكمة للمستفيدين 
على المستوى العالمي للحصول على الخدمات 
المعلوماتية المتاحة على (الانترنيت) ونسبتها من 
الإجمالي العالمي من السكان. ويلاحظ أن نسبة 
النمو ترتفع من شهر إلى أخرء وتتضاعف من سنة 
إلى أخرى بسبب الحاجة الماسّة والضرورية 
للوسائل الحديثة للاتصال والاستفادة من الخدمات 
المميزة المتاحة عبر الشبكةا”". 


فقد سجل العدد الإجمالى نموًا يزيد عن 7595 
قن شير اكوقمير + << فقابلة مشنين' يكاين 15557 
يمعكى أن اللزساذة الشكوية تضصل حقون كات 1 
ولكنها لا تتوزع بالتساوي بين القارات؛ ذلك أن أكب 
حصة نمو تسجل في البلدان المتطورة (أوربا 
وأمريكا الشمالية واليابان). 

من أهم أسياب هذا التطور الوعي العميق لدى 
الهينات الإدارية والعلمية لهذه البلدان بأهمية 
























































المعلومات كما يؤكد ذلك كينيث لاعصدع1 أن: «حلم 
المستقبل الإلكتروني يتجِسّد في المكتبة 
الافتراضية؛ وهي أرض خصبة غير محدودة؛ وتتيح 
معلومات مجانية يمكن للباحث الوصول إليها 
بسهولة ويسر. كما أن المطبوعات الجامعية التي 
وُجدت لمثات السنوات في خطر التحوّل إلى الجسد 
الميّت لهذه المكتبة الافتراضية. لذا شكلت الجامعة 
عاملاً توزيعيًا للمعرفة عن طريق عدّة وسائل؛ بما 
فيها نشر الكتب والدوريات؛ ولكنٌ الباحث كان دائمًا 
ينظر إلى النشر على أنه صوت خارج هذا المحيط 
(...) يجب تدعيم هذه التغيّرات بوساطة إحتياجات 
الباحثين والمعرفة وليس حسب حاجات المؤسسات 
(...) وبهذا سوف يظهر محيط جديد يتوقف على 
مكانة المطبوعات: بل على الدور الذي تقوم به. 
ويتوقف أيضًا على طريقة تنظيم المعلومات من قبل 
الباحثين والناشرين والمكتبات”". 

وقد تدفع الوضعية التي تحتلها الوثيقة 
الإلكترونية؛ أو التي ستصل إليها في المستقبل, 
الجهات الحكومية إلى إعداد السياسات اللازمة 
لتحقيق البناء التحتي الضروري والمرتقب لإنجاح 
هذه العملية. 





وفي هذا السياق توصلت إحدى الدراسات 
الأمريكية إلى أن 977 من المكتبات فى المدن تملك 
اتصالاً مباشرًا (بالانترنيت) عام 199177 بعد أن كانت 
لا تتعدى 7 44/: و١7/‏ من المكتبات الريفية توفر 
خدمات (الانترنيت) لروّادها على الرغم من ضعف 
لوسائل المسكّرة لذلك*". 
لا تتوقف الاستعدادات الخاصّة لمواكبة التيار 
لالكتروني العام في المجتمع على المكتبات, بل بلغت 
لمدارس والمؤسسات التعليمية. التي بلغت نسبة تلك 
لتي تتيح اتصالاً مباشرًا (بالانترنيت) 733 عام 
63 يزيادة قدرها ١١ا/ر‏ عن عام .١515‏ وتتوزع 
لنسب حسب مستويات المدارس على الشكل الأتي: 


5“ من المدارس الابتدانية. 








7 من المدارس الثانوية. 


من المدارس التي لا تمتلك قاعدة مادية 
للاتصال (بالانترنيت)؛ تخطط لهذه العملية مع حلول 
عام :٠٠٠١‏ لتكون النسبة النهائية للمدارس التى 
تمتلك خطًا مباشرا مع (الانترنيت)» أو تخطّط 
للوصول إلى الشبكة 55/ من العدد الإجمالي 
للمدارس الأمريكية في السنة الأولى للألفية الشالقةة"". 


جدول ؟ : توزيع عدد المستقيدين من (الانترنيت) 
حسب القارات 3" العدد بالمليون 


7 ا 7 
البيان رسن: ا توفمين 
٠ 8‏ الزيادة 
المجموع العالمي | 401,١ | 5١5,57‏ .8ك 
ٍ 8 
إفريقيا لوك ا للدي دكين 


نكا و النابنسيفتك مد [كىل ١١4‏ | كله 




















أورويا مكالم | لعا | رهم 
الشرق الأوسط 1 0 | تداق 
أمريكا الشمالية ‏ |1 "١| 1١5ال,15| ١١5.85‏ 
أمريكا الجنوبية لا1 6 أإأكلكه 


الخريطة العربية (للانترنيت) 

كلّما تحدّثنا عن البلدان العربية في موضوع 
محدّد تستوجب الضرورة التساؤل عن السياسة 
العربية المشتركة للمعلومات, أو السوق العربية 
الموحّدة. أو الإعلام العربي وغيرها من البنود 
الاستراتيجية للتنسيق والتطور. وفي السياق نفسه 
ع العامة التي 


كساال هده المزابية عن أذ 


يعيشها قطاع المعلومات في البلدان العربية والفرص 
المتاحة للفئات العلمية؛ للاستفادة من خدمات الشيكة 
العالمية. كما تطرح هذه الدراسة تساؤلاتٍ حول 
الشبكة حماسًا عربيًا من أجل إقامتها؛ لتندثر الجهود 
فيما بعد ذلك لأسباب متعدّدة؛ منها ما يرتبط ارتباطًا 


وثيقا بأنواع السياسات المنتهجة؛ ومنها ما يقترن 
بتباين وجهات النظر في الاستراتيجيات التي يجب 
انتهاجها لتفعيل الأدوار. 





















































وفى متل هذه الظروف لا يسعنا إلا تأكيد بقاء قطاع 
المعلومات من ضمن القطاعات التي تستقطب اهتمامًا 
ثانويًاء بل هامشيًاء على الرغم من توجّه الخطابات 
الرسمية العربية إلى تأكيد أوّليته مقابلة بالقطاعات 
الأخرى, التي تتبتّاها الجهات الرسمية الحكومية على 
عكس ما يجري في البلدان المتطورة أو البلدان 
السائرة نحو المجتمع الإلكتروني 'إاءأ506 انااعاط. 

وتبقى الخريطة العربية للاتصالات العامة؛ ومن 
ثم العلمية ضعيفة مقابلةً بنظيراتها في بلدان المركز 
على الرغم من توافر العمالة المتخصّصة والموارد 
المالية. وتشير بعض الدراسات في هذا الصدد إلى 
أن البلدان العربية لا تساهم في الصناعة الإلكترونية, 
وأنَ السيطرة الدولية واضحة؛ وهي لصالع البلدان 
الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية واليابان» ذلك 
5 لأخيرة تخصّص موارد مالية مهمّة وتوفر مكانة 
ثقافية اجتماعية مميّزة للفئة العاملة في القطاع. على 
عكس البلدان العربية التي جعلت من فضاء الاتصال 
قطاعًا محضًا لامتصاص البطالةا"'. ويوضّح 
الجدول الآتي المساهمة التي تستحوذ عليها البلدان 




















المتطورة. 
جدول " : الصناعة الإلكترونية العالمية” 
القيمة بالبليون 9 
البيسان نسبة المساهمة من 
الإجمالي العالمى 
المجموعة 
1 آمريكا |النانا' 
الأوروبية 00 لادان 
إجمالي الصناعة دس ملم | بم 
الصناعة الالكترونية | 4,؟+ 4ع لالع 
وبناء على هذه لأرقام يمكن توضيح ضعف 
الاعداد الخاصة بالفنات المستفيدة من خدمات 





الاتصال الإلكتروني المتاحة على الشبكة العالمية 
(للانترنيت). والتي لا ترتقي نهائيًا لطموح الفنات 


الخلمية : كما أن عنات المساهمة العو يقمتر حيفت 
الوسائل المسخّرة في خدمة النخبة العلميّة من حيث 
ارتفاع أسعار الاتصالء التي بلغ المعدّل فيها 80704 
سنويًا في الوقت الذي لا تتعدّى فيه أجرة (فاتورة) 
الخدمة في بلدان المركز وحدتين من الدولارات. 


حدول ؛ : عدد المستفيدين من خدمات المعلومات في 











البلدان العربية ''"' 
البدل العدد (آلاف) | التاريخ |2 السكان 
الجزائر للع »ع يونيو .-0١ ٠٠٠١‏ 
مصر 26 مارس ٠٠٠١‏ 56 
جيبوتي 5 يونيو 7٠٠١‏ 3 
ْ ليبيا ,7 مارس 5٠٠٠١‏ | 16, 
موريتانيا 0 مايو 19499 37 
المغرب 1 مايو 1999 ّ 
السودان 7 |امارمن ‏ ا م 
تونس 1 المارسس ا 1 1ك 
8٠0 59‏ [مارس 0٠0.؟‏ 1 
| البضين مق مارس ٠٠٠١‏ | 55.ه 
الماك البريي لمع اي 5 1 
السعودية 
الاردن. ولام أمارس ١9” | 5٠0٠-0‏ 
الكويت 1 تثثررةطآ مارس ٠‏ 37 20 
لدتاة» 6 [إمارس ٠٠٠؟‏ 1 
عمان 0 مارس 5٠٠١‏ 3 
فلسطين |أكتوبر 1999 5 
سوريا * إعازسن *٠*؟‏ | ؟كر, 
اليمن 1 مارسن ١‏ لان 
قطر :1 مارس 5٠٠١‏ | 30595 
ا 
وتوضح أرقام المستفيدين على المستوى ‏ 57 








العالمي عدم توازن خريطة الاتصال بين البلدان 
المتطورة. وتلك التي تنتمي إلى بلدان المحور 
(السائرة فى طريق النموّ). وقد !د 
الباحثين في الأرقام الأتية: 


هاأحذ 































































































حجدول ه : خريطة الاتصال العالمية* 


القارة نسبة التغطية 
أوروبا 5 
أمريكا الشمالية 5 
5 1ك 
أمريكا الجنوبية لل 
أوقيانوسيا 4,1 
البلدان العربية 7١‏ 
إفريقيا 3ك 








إن التغطية التى تتيحها وسائل الاتصال الحديثة 
في البلدان العربية لا ترتقي إلى طموحات الفئات 
المستفيدة من ذلك؛ إن العدد الإجمالي في الإقليم 
العربي لهذه الفئة يزيد قليلاً عن مليوني مستفيد في 
الوقت الذي يزيد فيه عدد السكان عن ٠٠١‏ مليون 
نسمة؛ لتكون بذلك من بين أضعف النسب المتاحة 
عالميًا بعد إفريقيا. 


إن الحديث عن النشر العلمي الإلكتروني العربي 
يجرّنا أيضًا إلى التطرّق إلى مكانة البحث العلمي, 
والإنتاج الفكربي؛ ومفهوم الباحث؛ وعلاقته بالسلطة, 
وهذا جانبٌ آخر لا نرى ضرورة الوقوف عنده؛ لأَنَّه 
أخذ نصيبًا كبيرًا من النقاش فى البلدان العربية. وما 
يهمّنا هنا حتمية الارتقاء بالبحث العلمي إلى مستوى 
السيادة في كل بلدٍ عربي من أجل إتاحة الفرصة 
للباحثين والمفكرين لتقديم معارفهم في الشكل 
التقليدي للمطبوعات. ومن ثم الوصول إلى مرحلة 
النشر العلمي. 


خائمه 


تتيح تكنولوجيا المعلومات فرصا كبيرة للتطوّر 
العلمي والمعرفي والفكري والثقافي بالنسبة 


للمجتمع المعاصرء وقد يكون قطاع المعلومات من 
أبرز الميادين الذي استحوذ على اهتمام الدول بعد 
ميادين السيادة التقليدية المعروفة. لهذه الأسباب 
وغيرها تحولت «الفتات»المستفيية من المعلومات 
تدريجيًا إلى أنماط جديدة من الوثائق بعد اكتشاف 
المزايا المتعدّدة التي توفرها الوثيقة الإلكترونية. 
ومن المؤكد أن تتوصّل هذه التطوّرات لتصل 
الذروة بعد توسيع استخدام الحبر الإلكتروني 
الذي يراه المختصون بمنزلة الثورة الحقيقية فى 
ميدان النشر. ' 

ومن الضروريء بما كان؛ أن تهتم البلدان العربية 
ولا بالبحث العلمي وتوفر له جميع الوسائل بما فيها 
من الوسائل المالية اللازمة والكفيلة بالنهوض بهذا 
القطاع؛ وتغيير المنظور السلبيء الذي يؤثَّر في 
المكانة السوسيولوجية للبحث العلمي؛ إضافةٌ إلى 
هذه النقطة الحسّاسة والحيوية من الضروري 
إشراك القطاع الخاص في مشاريع بحث تخدم 
المضتلجة العامة اللتلك ان العرحة<وتتخل: التجتعياك 
المدنية بما فيها من الهيئات العلمية؛ التي تجمع 
البلدان العربية في ميادين التربية والثقافة والعلوم, 
وغيرها من المؤسّسات العلمية الأخرى. 


قد يكون من السهل اللحاق بركب التطوّر في 
الميادين الخارجة عن نطاق المعلومات؛ لأنْ الأجهزة 
والمعدّات متاحة في السوق العالمي بأسعار تنافسية, 
غير أن الوضع يختلف في معالجة المعلومات, 
والاستفادة من القنوات الموجودة؛ ذلك أن التحكم 
في السلسلة التوثيقية ضروري وحتمي؛ لأن النشاط 
المكلؤماصي الحبيتل والعاعدى يحت شيدق فن 
المككية :المحلية قبل استقدام: الخاسوب والنراقع: 
وهذا ما يستدعي تضافر الجهود وتجميعها. ما دامت 


بطاقات هاتلة, تستفيد منها البلدان 


اليلدان 33ت 


المتطورة. 






































اع متعالنة طالتصحسسة] ,"متطختلطبيج عتمناععك ما قمر عط مه" 
.ملا .2.اولا 
* - يقدم كوفمان (01105©) وأودليزكو (0019/10) مجموعة 


أت التى تؤكد الحتمية المرتبطة 


مهمة من الإحصائي 
باستخدام الشبكات وبخاصّة: 

- الزيادة ال تخدمي (الانترنيت) التي تتراوح 
مابين ٠١‏ إلى /5٠‏ حسب الظروف الخاصة بكل بلد. 

- استخدام الوسائل الحديثة لتبادل المعلومات الالكترونية 
تسجل زيادة سنوية تزيد عن //. 

- استخدام خطوط الشبكات ١ل‏ 

- تطوّر سعة خطوط الشبكات بنسبة 
0 خلال سنتي 1١959‏ و93ؤا. 

- تدفع المؤسسات العلمية ما يزيد عن 757 من الميزانية 
للحصول على خدمة (الانترنيت). 
.3 أولا لإنلصما8ة كلت أعممعاما أه عنم ادمع لمد عملح ع 


نا 


؟ احعطللة ,"دلممم معدن يمناعماط تعمتطوتلطيم لأحمسسسز عتممع تمزع" 


نوية في عدد 


ليّة زيادة بنسبة ./75١‏ 


٠‏ سنويًا مع ذروة 


.6/24 | ,عومعنع اوم اسعوعع شاعا 


اه ."اول متووممماء لع معام لعانطمامتن ى التمعنه زعام" 
.كانتا كسما 

2 رامدامطفة عمتعمتطع؟] توطنا سامت زه برليمط ملز" 
عالتاختلطيا8 عتمميعملع قه لنصمسهل عط]" ,"ممتاف تمناصوك 

ادل 1 .أولا 

كه خاناء تعمل جما امعهنا اذ بامعمعك علا .احمفمممه 14ل" 


ملاظ :ول لمعم" تفسله 1 .تاماه امد زولا ,تل88 ,"حع لو تمويك 





# 
60-64 مم ,كواح لمك .اول ,131315 ,عاحاف 6 تدامح ممشتوممامز عمن 


- المرجع السابق: 44. 
م بماك 02 ...رلن8 من" 


5- مل "ومح مرا صن عت امه مل لاتمعطاما .مرت 


139.م .كملق ,للك .املا .ممسوطل! ممرمممنه مج 





3532-٠‏ رمك من ع عط) نل حساويم معاموالين 


اد مطممة اجناممين] ذلك :نامل متسسمامعك لحم اصن مل 1 برجزتاا» 
املا ,13 ءاملا م لتاقتلطيظ عتسمضاتم انا تن لصيل ما "يه 


3 - يجب الوقوف هنا للإشارة إلى التطوّر الكبير الذى توصّلت 


إليه إحدى فرق البحث بمعهد 811 بعد أن وضعت حبرا 


إلكترونيا بإمكانه الطباعة مباشرة على الشبكات. 
تناع ننم لخدا ل "ماو تسم تمان ممومال حاناز حت امور عن 1" 


لكاي اليه 





يد من المعلومات يمكن الرجوع إلى الموقعين 

امات لحفلل رمصط ةا مووي مودت روزت مووي 

كت لللكا الل تلو عل لون دكت الت ) أن وتبخرطا.] ,حم تينم 
تاك" باسسل سك ممطمر لين تبرج لصاويل يحولا ضيية) "سمي 


أن ااسللاليك عماس شيدة) عدا تماقط يلاتك مدر حورسيسول 
132 بم عله رقا .امك رعلورمو | وجول 1 جمتوجووان] 








للدت لعانسل عسلنلعودا؟ "ملام 
10 م0 ... مم11 





لكا أن عصيكا ده ملا مرت 
للع لصم ممترال0 مرق 








6- فلك المسامل نكا المتانتاوه عتعلا ى اأمسونمر إز و" 


قلط رك .ادا .عمتاختاطيط عتممعامماء تن تسمل 
1- الإحصائيات مجمعة من المؤلف. 
1( ره 


1110ل" كحو يك نوه سكيع لاحت مال 
لتاناءذعلم امع دعاقت 


/١ا‏ - عن أهمية الخدمات التي تتيحها الشبكة لجميع الفئات 
العلمية وأهمية التخزين الرقمي للمعلومات يمكن الرجوع 


إلى: .'لإملتعطذا عالطيم عطا من أعمعامز عط عون وز ممع" 
.80.2 .3 .املا ,عمتطختلطن عتممينم اخل 'له انسمل مو 


48- © م0 ...اه لم8 مرك 





9- ناك اتممتتولجم 997! .اعمماما عل لم نا عتادانم"” 
.لإ أالوط لإعهامه اعه1 مواتصمماما عمل مك01 جمر 
7 نزنالة .ممتلةاعمهعم لسسطاا منم مجم 





عااطنم كنا مز دعتاعتافاء ممتتعسلع 5 ععامعه التمم لولم" 
للمععاع) لعمموحلم ,ذاممنء؟ توملرمعمة لمن مفامعدصمات 
.96 ذاه" .خممتاقك اانا 





ليد للصاطا. نه لعن امه مدر خمط كبرت سباكم انلام ل 


”١‏ - سيرك الاتصال والثقافة في الفضاء العربي: دراسات 
عربية؛ عدد 5 - ٠١‏ يوليو - أغسطس 1958. 





37 - عل جعنوماموطهر مما ممصمل ممتي حممصز تل كك ممم ما 

ال أالقة كا حورم - تملتلك أل اصصق غلك دم اهصضم لم1 

8 عبيهة ,حلروطا .صخل بن أخعمع© 

5 ناكمل متعم نادم ءامص مركي دسل ا شام وي 

5 - تكنولوجيا الاتصال في الوطن العربى: عالم الفكر, 
العدد ١‏ -5: لاة. 




















- سيرك الاتصال والثقافة في الفضاء العربيء للأخضر 
ايدروج»: مجلة دراسات عربية, العددان ة - ١٠1558.3م.‏ 

- تكنولوجيا الاتصال في الوطن العربي. لمحمود علم 
الدين» مجلة عالم الفكر ؛ العددان ١‏ -5, 4ك1م. 

مامالا بعيمتاعتاطنم تفمعسمز عتمممععاع" برعستاكعداة) متحلله8 - 


تناع لالم 6224| "معوع امم إتعمعع شناخاا طكة ."علعمن ععونا 
53 99 ,تلمع كسم 


7 باءممعام] عط نمه معتوعطتنا عزلطب6" ناخ لهه رصناهل) أملع8 - 
ل زلمم رومافصطعس1 امتاتصسصرماما عمل م05 ."ترإعبصيه أفممتاولم 
١‏ .1997 وداة .ممتجاعمههم جنا مستعصم 





عه امعط لمن مجعرع صمك ناه وممعطنا ,معمعطتلآ" ترط.ل) مماصم زلات8 - 

ارععلمم) مابرال0 برط لعلمسن .كنااملعوط ا 

ممتسامت عماسممنتاصمصك عدا مط ممعتالة لمن كصفععل ممعزاره 
1997| ععصوتصوياة معلمعر1 تنا معع مقطا له 








أله عانم طاتصويع مه عجلد ع1 تلخ ) ماعتر[ل0 ممه (0 .كا ) متطتاام2 - 
098 .نوما الع ,'اعممعاما 

نومك ا ) ومالإعلمعط .لح ,ملعطتطاط) ممسامطة - 

عممدم عط لنه وملطععة ممتامصمملم] ع 

.995 ملأمخطئتآ 





ععلء موك" إرالع 
عممعععاعم عط 





ممتافطمماما عمه عععتاتع بعملاللمءط" بلعمتها عتحارة) اعسمت - 
99 كاظ8 بعاإطفاامامىة 

قاد ممتانالء عدا معنوع لومم ولط" ناخ كمه (ناء!5) علأدأتديع1] - 

.ؤادمطءة تمفلمممعةه لسن 'رعنامعدمعاك علتاطسم جلا صا وعتامن 

6 اله .قدمنات بحم ومععاع) لععمولم 

-هامصناععا ذعا كمفك ممناكمممأنا اء عطععطعم ها :زوع 1از6) مطمكا 

انك« اده - ممتلقت زمتصصم هل اع ممتشتصمطلمز"ا عل معزع 

.9 لتيل كيه ,مواط سن لضعمعن 

عملامتطاع8 بجدرطنا لمعت تنه نرلمط عم :زلاممعة) طاعممع] - 
عأمم تفاط له اممنمل ع1 ."ممتلفءامنصصم. بإاوامطفم 
.9 ,عيستاوتاطيه 

-طنام عط مه أعمععاما ع1 تعسمن ملز عمواع8" بلعميعز عل) عتضملك- 
.997 | .ومتاختاطنظ متصمماعماع ناه ندمل مط ,"خرطنا علا 

.كنإ قعيط 





وما أت وميا لمد ملا عط نرم.ا8) ممحماة 
.عا م0 ... ومعتانك" بلععنلمة) معترال0 ترقا لعامين 

تمل جعا تمعهزا ها .امع ط مع هلا تممه هاا" بزملساء) مولح 
9 8815 ,"وعلان السانعات والعتين 

.“تالطع أاطيم “الاقاتعات فا لومم عط و0" بحم اعمصم) معطمترال0 
.996 | عوبال .متاعالنظ لالخصسيع 


ع1 تحطعاعط درمعلاتع لمن سج 
وماصط 1 





تتفل عدن ةليك الوعقلمة) معمرال0) 

تنخاطنًا أت تنناسامنك بولامسمتبومع 
100 

اانطعنلمل ما لاملاسامه ملم لح الاعجيمر يز وجل" تعنم بماحاصسع - 
9009| .ييه تامتاحاوظ عتممعمماك أله التمصممل مال "مدقت 


ل تا 








أمراضن الآأذث 


عنتما 


الأطباء المسلمين القمد ام 


الدكتور / غياث حسن الأحمد 
مستشفى الملك فهد التخصصي 
بريدة - المملكة العربية السعودية 


الحمد لله وحده؛ والصلاة والسلام على من لا تبي بعده.. أمّا بعد : 


فقد برز في دنيا العلم والطب؛ بين العرب والمسلمين القدامى: أطباء بارعون وعلماء مجيدون؛ 
واصلوا الرسالة الإنسانية في هذا الميدان» فكانوا فرساته المجلين؛ حيث قدّموا الكثير من الكتب 
التي حوت من الأفكار أعمقهاء ومن الفحوصات السريرية أسلمهاء ومن العلاجات أجودهاء حتى 
أضحت هذه الكتب والآثار النبع العذب الفرات» والمعين الذي لا ينضبء الذي نهل منه علماء أوريا 
قرونًا عديدة ومددا مديدة. وكان طب المسلمين النواة التي قامت عليها الثورة الطبية والعلمية 


الحديثة. 


وفيما يأتي دراسة لما أورده جممٌ من علمائنا 
الأجلاء القدامى وأطبائنا المبرّزين فى دنيا الطب 
حول أمراض الأذن وعلاجها. مع مقابلة معلوماتهم 
وإسهاماتهم بالمعطيات العلمية الحديثة. وتشمل هذه 
الدراسة ما ذكره عبد الملك بن زهر: وأبو بكر 
الرازي» وابن سينا؛ وابن البيطا 


النفيس. وداود الأنطاكي. 


رء وابن رشدء وابن 


وتظهر هذه الدراسة. وبوضوح جِمّ. أن الأطباء 





القدامى قد اعتمدوا تفنضينا للأمراض ومنهجًا 
البحث: لا يختلف كيرا عما نحن عليه اليوم» .مما 
والمنطقي» 
وطريقتهم المثلى في التشخيص والمعالجة. 


يشيرء وبجلاء. إلى فكرهم ال 


ويمكن تقسيم هذه الدراسة إلى النقاط الآتية التي 
لا تزال معتمدة عند الباحثين في الكتب والمراجمع 
المصدّفة في ذلك: 











- التشريح (لاماهسة : 
لقد انصب اهتمام القدامى؛ عندما درسوا الأذن 
مج الناهية اللشكريهئة: علىنا سد الأزن 
الخارجية 6د 8:467001. وهم لم يذكروا وجود 
تصنيف مبدئيء أى شبيه به كالذي نحن عليه اليوم 
من انقسام الأذن إلى أذن خارجية ووسطى وداخلية. 
ولم يذكروا كذلك العظيمات السمعية أو الدهليز أو 
الحلزون. وإن كان ابن النفيس قد أشار إلى العظم 
الذي يحتوي الأذن الداخلية» والذي سمّاه العظم 
الحجري'". مشيرًا إلى قساوته؛ وهو التعبير نفسه 
المستخدم اليوم سواء في المراجع العربية أو 
الأجنبية؛ إذ يسمَى الصخرة (5ل56)60 القسم 
الصخري من العظم الصدغي عدهم اهمع ). 
ووصف ابن سينا صيوان الأذن (القسم الخارجي) 
بالصدف المعوج'", وأشار هو وابن رشد'"' إلى بنيته 
الغضروفية. وبينوا الحكمة من هذه البنية المرنة. 
فهو ليس غشائيًاً ولا لحمياء يمنع الأذن من المحافظة 
على شكلها. وليس عظميًا لكثرة الرضوض التي قد 
تصيبه وتؤذيه. ولقد أشار هؤلاء الأطباء إلى التقعير 
في الأذن» وإلى أهمية ذلك في جعل ثقب الأذن مخفيًا , 
لثلاً يتعرّض للهواء البارد (وهذا الأمر فيه نظر) 
وللأصوات القوية. 
ويصف ابن سينا مجرى السمع الظاهر (على 
لأغلب) بكونه معوجا'"'. (وهو كذلك. ليس مستقيمًا بل 
ملتويًا إلى الأسفل والأمام والأفسي). وذكر أن ثقب 
لأذن يؤدي إلى جوف فيه هواء راكد (مجرى السمع 
لظاهر): حتى يصل إلى الجدار الأنسي (الداخلى) 
لهذا الجوف (غشاء الطبل نت تحادعدم 0000 
الجدار الأنسي مفروش بليف العصب 
لسابع الوارد من أزواج العصب الدماغى (وفق 
تصنيفهم). ولكنّه ذكر أيضا أن هذا الجدار صلب 
قليلا (يشير إلى توثّر غشاء الطبل). وعلّل فائدة ذلك 
كي لا يكون ضعيفاء ومن ثمّ منفعلا بما فيه الكفاية, 


وزعم أن هذ 














الققة آفاد الذ 


ومستجيبًا لقرع الهواء؛ الذي يسبب أمواجا صوتية. 
وذكر الأطباء أن منفذ الأذن وعصبها موجود فى 
عظم صلب. وأشاروا إلى أهمية صلابة العظم هذه في 
نقل الأصوات. (وهذا ما نعرفه بالطريق العظمى 
للصوتء الذي نستخدمه في الاختبارات السمغية 
(عمضمعط اه عصنايك) وتذلك يكون ابن النفيس قد 
أشار حقًا إلى أهمية النقل الصوتي بالطريق العظمي 
الذي يس خدم حتاليًا فيمخطظات الشمه : 
والاختبارات السمعية. ومعروف حاليًا أن الصوت 
ينتقل إلى الآذن الباطنة بوساطة واحدة من ثلاث 
طرق: 
- طريق العظميات السمعية عبر غشاء الطبل (الطريق 

الرئيس) وهو الطريق الهوائي. 
- مباشرة عبر الأذن الوسطى من خلال انثقاب واسع 

في غشاء الطبل. 
- عبر اهتزاز عظام القحف إلى الأذن الباطنة (وهي 

الطريق التي أشار إليها ابن النفيس). 

ولكن من الحق أن يُقال: نا لا ندري ما الذي 
أراده أطباؤنا القدامى بقولهم: إن مجرى الأذن كثير 
التعرّج. أو أنه لولبي أو معوج. فهل قصدوا بذلك 
مجرى السمع الظاهر فقطء أم أنهم قصدوا مجرى 
السمع الظاهر مضافا إليه جوف الأذن الوسطى 
والقنوات نصف الهلالية والحلزون. 
- وظيفغة الأذن : 

النقطة التي اهتم بها الأطباء القدامى بيان وظيفة 
الصيوان. وذكروا أنه يعين على |! 
للهواء"'. بيد أنْ الوظيفة الأهم التي غابت عنهم هي 
تعيين مصدر الصوت من خلال الفارق الزمني 
القصير في وصول الصوت إلى الأذنين؛ ومن 
اختلاف الظل الصوتي. 

كما ذكروا الحكمة من عدم القدرة على تحريك 
الضيوان. نخلافا لآذان الحنوانات: تظرًا لسهولة 


ع يجمعة 














تحريك العنق عند البشر» حيث يوجه ثقب الأذن إلى 
أي جهة مرادة". 
حفظ صحة الأذن 

نصح الأطباء القدامى بحماية الأذن, التي سموها 
العضو النبيل» وبخاصّة من الحرّ والبرد الشديدين. 
ومعلوم أن البرد الشديد قد يسبب ما يسمى عضة 
الصقيع عاأطائم, ٠‏ التي تصيب الصيوان؛ ٠‏ وتؤدي 
إلى انقطاع ترويته الدموية, ا يموت. اوعض 
الصقيع هذه صعبة العلاج: الذي يدور أساسًا حول 
التدقئة المعتدلة. 

ونبه هؤلاء الأطباء إلى إمكان دخول الحيوانات 
الصغيرة؛ والحشرات في الأذنين: وتفنّنوا في طرق 
الكذاسن فيا 

كما حذروا من دخول الماء في الأذن» وهذا فيه 
نظرٌ على إطلاقه! فمتى كان غشاء الطبل سليمًا 
ومجرى السمع صحيحًاء لاسدادة فيه ولا خدش ولا 
جرح: فلا مانع عندئذ من دخول الماء النظيف فى 
أثناء التممام أو التسباحة. 1 


أمًا تنقية الأذن من الأوساخ - التى أشاروا إليها 
- فليس ذا أهمية؛ إلا إذا تراكم الوسخ وتيت لدأ 
في الأذن. ولا مانع من تنفيذ ما قالوه من تقطير دهن 
اللوز المرّ مد في الأسبوع. بعد التأكّد من سلامة 
الاذن. 
وليس هناك من دليل حول صحة ما ذكروه من 
تضرر الأذن وسائر الحواس بالتخمة والنوم بعد 
الامتلاء (وانظر إن شتت ما قاله الشيخ الرئيس ابن 
سينا في قانونه)!”. 
التهاب الأذن الخارجية مسصعءاي 0)415, 
ذكر الشيخ الرنيس ابن سينا: أن وجع الآذن قد 
يكون عن ورم أو بثر'"'. وفي هذا إشارة واضحة إلى 
التهابات الأذن الظاهرة. بنوعيها الحادَ والمزمن. 
وبخاصة التهاب الأذن الظاهرة النخري الخبيث 





قتاع انالا وأنهما 0 المجرى 
عاعمساظ: وأشار نضا إلى التهايات المجرى حينما 
قال: «إن أحد مسبّبات الألم حدوث تفرّق اتصال 


عاك ام “تعر 


نيج حدوت أ#رحانة" .توفي 
القروح الظاهرة للحسنًا"". 
وقال ابن البيطار: «إنّ 


ضع آخر سماها 


ن الألم يشتد ليلاً ويسكن 
نهار ا» ويكون مع حمرة في اللون» وسخونة في 


الملمسسن"'.وهن1 ما تلاحظه من أن جلك المخرع يبدو 
بَالفُحضن محبر ا مَدؤد ما هلقي" 1, 


وذكر أبو مروان عبد الملك بن زهر: أن ن أودام 
الأذن (الدمل) تتميز بشدة الوجع اللاحق (وهو أمرٌ 
صحيم تمامًا), وتترافق بالطنين وثقل السمعا"". 
وهذا ينجم عن انسداد مجرى السمع نتيجة تودَّم جلد 
المحوض 1 

وَمَماذكرة أبن سينا أنضاء أن الالتهات قد نتطر: 
ويظهر له رأس”"'؛ وهو ما يُعرف ببدء نضج الدمل 
وقرب انفجاره. كما أشار إلى حدوث التقيع””. و 
أيضًا ذكر الأورام (ليس بمعناها المتعارف عليه 
اليوم) التي تصيب الفضاريف الخارجية:, وهنا لا 
يكون شدة ألم ولا شدّة خطر. وهذا نطلق عليه آفات 
العسشوان »وامخاضةة لصم 
عبان | لاه , 
التهاب الأذن الوسطى 012 00105 ؛ 

وصف الأطباء القدامى أعراض التهاب الأذن 
الوسطى وعلاماته واختلاطاته. مع جهلهم بآلية 
الحدوث؛ وتصنيف المرضء ومكان توضع الآفة 
(وهذا يعود طبعًا لقصور معارفهم التشريحية). 
ويمكننا فيما يأتي استعراض ما يمكننا استنتاجه 
مما كان يعرفه هؤلاء الأطباء القدامى. 


ان القنبيطي 


ؤذكر أبن زهن أنه يعرض في الأذن استنقاع 
وزكام تتبعه أوجاع'"''. وفي هذا إشارة إلى الالتهاب 


الذي يتلو الزكام والرشح. وهو التهاب الأذن 

















الوسطىء الذي يعد اضطراب وظيفة نفير أوستاش 
عابنا مختطعفاكنا أهم عوامله المسيبة, والذي ينتج 
عن الرشح والزكام. وتكاد لا تجد التهاب أذن وسطى 
إلا يتلوه الزكام والرشح. وبخاصة عند الأطفال. 

وذكر :انق سينا ؤزابن النفئسن أل الأ الذي يتلو 
دخول الماء 6 لدئ الاستحماء"". وضعلوم أن 
دخول الماء أصلاً إلى الأذن ليس ينجم عنه أي وجع. 
ولكن المراد مما ذكره هذان الطبيبان 
أحدهما مقبولء وهو تطور التهاب في الأذن 
الوسطىء نجم عن انسداد في نفير أوستاش, 
وثانيهما غير مقبول - على الأقل نظريًا - وهو وجود 
سدادة صملاخية؛ انتبجت. وكبر حجمها بالماء, 
حي ديت ألما والذي دفعني إلى استيعاد الأمر 
الثاني أنْهم ذكروا أن الألم الناجم ألم شديدء وهو 
خلاف ما يحدث في السدادة الصملاخية: التي 
تتظاهر بأعراض أخرى تكون هي المسيطرة. 

وقال ابن البيطار :٠إن‏ الوجع يقوى ليلاً»". وهو 
أمرٌ ملاحظ سريريًا '". وقال ابن زهر: «إن ن أورام 
الأذن تترافق بشدّة الوجع اللاحق» وبالطنين؛ وبثقل 
السمع"''. وهذا ينطبق جيّدًا على التهاب الأذن 
الوسطىء وبخاصّة في طوره القيحي الحاد قبل 
الأتففان 


ومعلوم أن المراد بالأورام عند الأطباء القدامى, 
ليس ما يراد به اليوم من أنه الورم 06««ن5, وإِنّما 
كانوا يطلقونه على كل ما يزداد حجمه. وهو ما نراه 
في مرحلة الانتباج (انتباج غشاء الطبل قبيل 
انفجاره) حيث يتبارز غشاء الطبل خارج إلى مجرى 
السمع. وقد يكون هو الورم الحار الغائص. الذى 
000 أوجاع الأذن ٠‏ الذي وصفه ابن 


'". والألم ف في التهاب ال الوسطى ألم شديد 





وق صحب . 


وقال الرازي في كتابه: «الورم الذي في الصماخ 
ردىي»: ويكون معه حمى واختلاط العقل. وأسرع من 


يهلك من ذلك الشبان»”". ففي هذه المقولة إشارة 
واضحة للحمى (ارتفاع الحرارة)» التي تكون 
شديدة: وبخاصة عند الأطفال والصغار. واختلاط 
العقل المراد هنا هو الهذيان الناجم عن 0 
التضرارة الشديد, الذي لم نعد نراه اليوم: لأ 
أمتعيفا نستخدم مستكنات الألم التي تخقفض 
الحزازة غاية: . وقد تكون الحرارة ع 6 
من الحالات'"". مع ملاحظة أن الشبّان (لفةٌ جمع 
شاب) والشباب هو الحداثةا”'". ويتابع الرازى 
فيقول: «فأمًا المشايخ فلأنّه لا يكون بهم حمّى 
فتتقيح ويستريحون منه»7". والمراد هنا تحوّل 
التهاب الأذن الوسطى القيحي الحادٌ الموصوف أنفًا 
إلى الالتهاب المزمن. وقوله يستريحون منه إشارة 
إلى زوال الألم والحرارة اللذين كانا مسيطرين. ثم 
قال الرازي: «إنهم ريما هلكوا بعد التقيّح أيضًا بأن 
تسيل المدة إلى الدماغ». فهو يشير هنا إلى 
اختلاطات التهاب الأذن الوسطى المؤدية إلى الموت 
والهلاك. وغالب ما يقصده حدوت التهاب سحايا 
قانع مامعلل أو التهاب الجيب الجانبي الخثري 
فلوو طنط وسررزة لتعاسشاء أو خراجات داخل القحف 
(خراجات خارج الجافية ومعنوطد اسلسعق, 
وداخلها «دءندطه 1«رسلط50). وتعبير «تسيل المدة 
إلى الدماغ» في أصله صحيح. ولكن يراودنا الشك 
بأنُهم قصدوا حقًا ما نفهمه اليوم من هذا التعبير 
اللفوي. والذي يدفعنا إلى هذا الشك جهلهم بتشريح 
الأذنء وعلاقتها الجوارية بالدماغ. وجل ما عرفوه 
هو تطور اختلاط أدَى إلى وفاة. وهذه الوفاة قد تنتج 
هي الأخرى عن اختلاط غير دماغي كإنتان الدم 
ا ١‏ 

وجاء في كتاب (القانون) لابن سينا قوله: «وأما 
المذمتة من العميقة فنّها ردينة جدًاء وبّما أدت إلى 
كشف العظام. ويدل عليها اتساع المجرى وكثرة 
الصديد المنتن (ثم ذكر الصديد المنتنء ثم ذكر 
'''. ولفظة العميقة التي جاءت 


العلاج في ١١‏ سطرا)' 














في سياق كلامه دفعتني إلى نفي التهاب الأذن 
لظاهرة النخري (الخبيث) 00115 
امفدع ناذالا الذي يي الميستدق: «السشكر مقن هونا 
إلى تنخر عظم المجرى في جداره السفلي أو 
لأمامي” ". وعلى الرغم من هذا إلا أنه يبقى من 
لتشخيصات التفريقية الممكنة. 


افضعاءاط 


ونعود إلى قول ابن سيناء فنستنتج أن في ذلك 
إشارة إلى الاختلاطات التي يحدث فيها تأكل العظام 
نتيجة التهاب الأذن الوسطى المزمن. وكشف العظم 
هذا ينطيق عليه التهاب الخشاء المزمن ؟ناثلمادة8/1؛ 
إذ يحدث فيه اتساع المجرى وكثرة الصديد. فالذي 
يحدث هو التهاب سمحاق 7اناءا26105 موضعء مع 
هجرة 811»:1000 شاذة للبشر مما يؤدَي إلى تشكّل 
ورم كولسترولي 11 في المجرى: 
ويحدث ألم كليل وسيلان متقطع؛ ويتطور الأمر إلى 
تأكل العظم وتوسع في المجرى"". 

وفي موضع أخر يذكر ابن سينا: «وأمًا المذكور 
أولاً (ويقصد به وأصعب أوجاع الأذن ما كان عن 
ورم حار غائص)؛ فربّما قتل بغتةٌ كما تقتل السكتة. 
وهو أقتل للشاب منه للشيخ. وأسرع قتلاً له فربّما 
قتل في السابع» "'. ونحن لم نعرف اختلاطًا لالتهاب 
الأذن الوسطى يؤدى إلى الموت بغتةٌ كالسكتة. ولا 
ندري ماذا أراد كاتبنا. والقتل في اليوم السابع ليس 
بغتة كالسكتة. وهنا يمكننا وضع تشخيص تفريقي 
للاختلاطات المؤدية إلى الموت القريب؛ الذي قد 
يكون خلال سبعة أَيّام أو أكثر (ولا قيمة لعدد السبعة 
هذا أبدا). على النحو الأتى: 
- إنتان الدم. 





- التهاب السحايا. 
- التهاب الجيب الجانبي الخثري. 


اجات داخل 


القحف يات 
واختلاطاتها المختلفة. 


الها وألواتها 





النزف من الاذن 
مير امن قينا فلاكة أسئنات اللحؤف من الأني, 


زح 


هى 


-مايجري مجرى الرعاف في أنه بحراني. في 
الواقع لا يوجد و فى الأذن كالرعاف 5ل خنادام8 
مق :الأنك من حت هشاشة الأوهة ‏ وتعرضن 
الآنف للجفاف). 

- ما كان عن امتلاء أدَى إلى انشقاق عرق أو 
انقطاعه, أو انفتاحه. 

- ما كان عن صدمة أو ضريبة. قد يحدث نزف من 
الأذن إما بإدخال جسم أجنبي في الأذن وجرح 
المجرى أو ثقب غشاء الطبل» وقد ينتج النزف عن 
كسر قاعدة الحمجمة. 

ألم الأذن دأعله0 : 


ترش" الأطفناء القدامى ألم الأذن وأفردوه في 
فصل مستقلء؛ وعزوا حدوثه إلى أسباب متعددة: 
فقالوا: 
- إما أن يكون من سوء مزاج. 
- وإما أن يكون بسبب ورم أو بثر. 
- وإما أن يكون بسبب تفرّق اتصال”". 

أما سوء المزاج الحار» فهو ينجم عن أفات 
التهابية (سو 
الملمس: وحمرة اللون. وامتلاء النيض)”". وهذ 
الالتهاب قد يكون التهايًا فى الأذن الظاهرة أو التهابًا 
حادا في الأذن الوسطى. وقد يكون الألم انعكاسيا 

عن التهاب في مكا 
نأع 011 اننننك*ا) من غير أن توجد إصاية أذنية. 
وهذا الألم قد يكون ناجما عن التهاب في الأنف أو 
الجيوب أو البلعوم. 


ء المزاج الحار يحدث فيه سخونة 


ن أخر غير الأذن (آلم انعكاسي 


وأما سوء المزاج البارد. فهو الأخر قد ينهم عن 
الأورام الخبيثة في مجرى السمع. وقد ينجم عن ألم 














اتعكاسي مصدره الأسنان أو الفكين أو الفدد 
اللعابية أو اللسان. 
وأما الألم الناجم عن ورم أو بثر؛ وهذه الأورام 
قد تكون حارّة أو باردة (باصطلاح الأطباء القدامى). 
فمن الأدواء التي تدخل ضمن الأورام الباردة الأورام 
الخبيثة في مجرى السمع الظاهر. ومن الأدواء التي 
تدخل تحت ما يُسِمَّى الأورام الحارّة: التهاب الأذن 
الظاهرة المؤدي إل تود مها :“نضا مل المجوى: 
وأمًا الألم الكائن بسبب تفرق الاتصالء فمثل ريح 
تمدد» أو قروح وجراحات (كرضوض الأذن)؛ ومن 
جملة أسباب الوجع الأذن المفرّقة للاتصال؛ ريح 
يتولّد فيهاء أو ماء يدخل فيها (هو غاليًا التهاب الأذن 
الوسطى القيحى 216014 01115 أرع[نا#ناط عاناعة قييل 
الانقجار: أو أنه سدادة صملاخية تاعتارلضرء© أدى 
دخول الماء في الأذن إلى انتباج السدادة)؛ أو حيوان 
يخلص إلى صماخهاء أو دود يتولد فيهاء وقد يكون 
عقيب سقطة أو ضرية. 
وعد ابن النفيس الورم أنه مزاج ساذج أو ماي 
إضافة إلى كونه تفرق اتصال“". 
مناقشة لمقال الأورام 
أورد ابن سينا في كتابه القانون مقالاً تحدث فيه 
عن آفات الأذن وسماه: «فصل في الأورام التتى 
تحدث في أصل الأذن» سنورد فيما يأتى هذا المقال 
مع التعليق حيثما كان ذلك ضروريا. 
فصل في الأورام التي تحدث في أصل الأذن 
لا تعني الاصطلاحات الطبية للأطباء القدامى كما 
ذكرنا سابقا ما يريد بها أطباء اليوم. وهذا ينطبق 
تماما على كلمة الأورام. فهي كل ما ازداد حجمه. 
وهكذا يندرج تحتها الأورام الحقيقية رسن" 
والوذمات والالتهابات والخراجات وغيرها. أما اليوم 


فتطلق كلمة الآورام على التكاثر الخلوي غير السوي 
والشان. 


«هذه الأورام مسن جنس الأورام الحادثة فى 
اللحوم الرخوة وبخاصة الغدديء يقصد بذلك الحقد 
الليمفاوية» ويسمى باريطوس. ويسمى نبات الأذن. 
وربما بلغ من شدة ما يؤلم أن يقتل (الآلام الناجمة 
عن الأورام هي الآلام السرطانية؛ وآلام الخراجات 
والدمامل والتهاب مجرى السمع الظاهري 
النخري)؛ ومثل ذلك قد يتقدّمه اختلاط العقل كثيرًا 
(نتيجة الألم الشديد أو الحرارة العالية)؛ وهو 
والورم الكائن في الصماخ أقتل للشبًّان منه 
للشيوخ, لأنه يكون في الشيوخ ألين (واللين يشير 
إلى المنشأ الورمي :71000 وليس الالتهابى 
المتوذم). وأما الشبّان فهم أسخن مزاجًا (تكثر 
الدمامل وخراجات المجرى عند الشبابء ولم نلتق 
على العموم بدمّل مجرى عند مسن)؛ وأورامهم 
المزمنة أحد كيفية» وأشدٌ إيجاعًاء وأقلّ إمهالاً إلى 
أن يؤلم (الدمل يؤلم في اليوم الثاني والثالت في أبعد 
تقديرء أما الورم الخبيث فلا يؤلم إل في مراحله 
المتأخرة). والأورام التي تكون تحت أصل الأذن 
(ضخامات العقد تحت الأذن وخلفها). أسلمها ما 
كان على سبيل بحران حسن العلامات 
(كالخراجات): وأما إذا كان عن يحران ليس معه 
علامات نضج (هذا ينطبق على كونه ليس التهابً إنما 
ورميًا). أو كان سبًافًا لوقت البحران فهو رديء. 
وهذه الأورام بالجملة قد تكون من مادة حارة 





صفراوية أو دموية؛ وقد تكون سوداء؛ أو من بلغم 
(وهذه الأصول الأربع التي عدها الأطباء القدامى 
سيبا لكل مرض يصيب البدن). ويدل على الدموي 
ملنها بحمرة وتفل: :ومزافقة للحس ضبيق فى 
المجاري؛. ويدل على الصفراوي؛ وعلى الكائن من 
الدم الرقيق» وجع لذاع؛ بلا ثقل ولا تضيّق في 
المجاري؛ ولكن مع تلهب شديد. والبلغمي يكون مع 
تذبّل ولين وقلة حمرة. والسوداوي مع صلابة» وقلة 
وجع. ومن جنس ما يجب أن يعتنى في الأكذ 

بتبريده وجذيه لا بردعه؛ إذا كانت المادة المنصبة 














فضل عضو رئيس. ولا سيّما في بحرانات 
أمراضها مثل ما يحدث في بحران ليترغس كثيرًا. 

وقد أشرنا إلى معرفة هذا في الكتاب الكلي؛ 
فيجب إذَا أن لا يهتم بعلاجه من حيث يستحق العلاج 
الورمي قبضًا وردعًا في الابتداء» ثم تركيبًا للتدبير» 
كمَّتحليلاً صرفًاء بل يجب أن تبدأ. وبخاصة إذا 
عرض في الحمّيات» وأوجاع الرأس؛ فيعان على 
جذب المادة إلى الورم بكلّ حيلة ولو بالمحاجم؛ إن 
كان ليس منجذبًا سريع الانجذاب: وينبغي أن تقلل 
المادة بالفصد إن احتيج إليه؛ وإن كان شديد التحلّب 
والانجذابء. تركناه على الطبيعة. (وفي هذا إشارة 
إلى وجوب عدم عصر الخرّاجات قبيل نضجها)؛ لثلاً 
يحدث وجعًا شديدًاء وتتضاعف به الحمّى (أي حدوث 
انتشار للالتهاب)؛ بل يجب أن يقتصرء إن كان هناك 
وجع شديد على ما يحي ويسكن الوجع مما هو 
رطب حار (حيث يعد استخدام كمّادات حارّة من 


إحدى وسائل العلاج). وإن كان ابتداؤه بوجع 
شديد. فاقتصر على التكميد بالماء القراح؛ وإن كان 


خفيفا فاقتصر على الكمّادات بالملح» أو على دواء 
الأقحوان؛ وعلى الداخليون؛ ومرهم ماميثا؛ ومرّ. 
وإن لم يكن شديد الخفة؛ وظهر له رأس (حيث بدأ 
التقيح بالظهور)؛ فليستعمل ما يجمع بين تغرية 
وتهشيش وإنضاج. مثل دقيق الحنطة والكتان مع 
شراب العسل؛ أو ماء الحلبة والطميء أو البابونج, 
فإن حدس أنه ليس يتحال. بل يتقيّح (آي إن الالتهاب 
لا يشفى دون تقيح ولا يختفي بالعلاج). فالواجب أن 
يخرج القيح؛ إما بتحليل لطيف إن أمكن. أو عنيف, 
ولو بشرط ومص. وممًا يخرج القيح منه بعد البطً؛ 
أو الشرط؛ دواء أسميلون. وممًا هو موافق فى هذه 
العلة لجذبه وتحليله ولخاصية فيه بعر الغنم بشحم 
الاوز او الدجاج. ومن ذلك نورة. 
البقر غير المملح. 


وأما المزمن (لعله التهاب الأذن الظاهرة اله 


وكعة يوقت 


زمن) 





فيحتاج إلى رماد الصدف والودع مع العسلء أو مع 
شحم عتيق» أو يؤخذ التينء ويطيخ بماء البحرء أو 
يستعمل الأشق وحده؛ أو مع غيره»؛ وكذلك الزفت 
الرطب. والمقل بوسخ الكوائرء والميعة السائلة, 
ومخ الإبل. 

فإن صارت خنازير وثبتت» فليتخذ مرهم من هذه 
العناصرء ونسخته: علك البطم؛ زفت» وحبّ 
الدهمست, وميويزج. وصمغ عربي؛ وكمّون؛ وفلفل, 
وأصل اللوفء وقنّة» وكزبرة» وقردماناء ورماد 
قشور أصل الكبرء وعاقر قرحاء وبعر الغنم والماعز, 
والشحوم؛ وبخاصة شحم الخنزيرء والماعن, 
والتيوس الجبلية؛ وبخاصة للسوداوي؛ وكذلك 
أدمغفة الدجاجء والقبّجء والبقر؛ ومخاخ البقر 
وبخاصة الوحشية؛ والأدهان. 

أما لما هو أسخن مادة (أي الالتهابات القيحيّة 
الحادة): فدهن الورد والبنفسج, ولما هو أبرد مادة 
(أي الالتهابات الفطرية) دهن السوسن؛ والشبت, 
والبابونج؛ والخروعء وينفع من هذه الأورام إذا 
عسرت مرهم الريتبانج”*". 
الدوار 7 

كان الدوآان عن العلماء القدامى: والوصؤل. إلى 
دسفتة, أمرا امهنا جنا ما استطاعوا شير غورة 
ولا معرفته بشكل واضح. وذكروا أشياء هي إلى 
الخيال أقرب. وخلطوا كثيرًا من الأمورء والواقع أنهم 
يُعذرون في ذلك لفقر عهدهم بمعلوماته, وجهلهم 
بتشريح الأذن وفيزيولوجيتها من جانب: ولصعوبة 
بحث الدوار وتفسيره:ء وتعدد جوانيه من الجانب 
الخ 

وقد عرفوا الدوار بتخيل المريض الأشياء تدور 
حولة. وهو ما نعرفه بالدوار الدوراني (الدوار 
الحقيقي وليس الدوخة). فيقول ابن سينا: «الدوار 
فو :أن بتكيل لصاسه أن الأضهاء دور علية خوان 

















دماغه ويدنه يدورء فلا يملك أن يثبت» بل يسقط», 
وكثيرًا ما يكره الأصوات» ويعرض له من تلقاء نفسه 
مثل ما يعرض لمن دار على نفسه كثيرًا بالسرعة: فلم 
يملك أن يثيت قائمًا أو قاعدّا»”". 

وميّر الأطباء بين الدوار وبين فقد الوعي الذي 
يحدث في أدواء مثل الصرع. فقالوا إن فقد الوعي 
الذي يحدث في الصرع يُسقط صاحيه ساكنًا ثم 
يفيق (وذكروا ترافقه مع التشتج). ثم عرفوا السدر 
بعدء وقصدوابه نقص التوتر الانتصابي» وهو 
الدوار الذي يحدث عند الوقوف المقاجىء؛ فقال: 
«إنّه يكون إذا قام الإنسان فأظلمت عيناه؛ وتهيأ 
للسقوط. 


ومني الأطساء سيب الناوازة" :إلى ورا 





البخارات والأرواح» ونسيتهم هذه إلى الروح ترجع 
إلى جهلهم بالبنية التشريحية للأعضاء المسؤولة, 
وبالفيزيولوجية الطبيعية والمرضية. 
وصتف ابن سينا الأسباب المؤدية إلى الدوار 
كما ياتي' ا 
- النظر إلى الأشياء التي تدورء وما كان عن ضربة 
أو سقطة (وذكرابن النفيس هنا ضربة 
فسن 31: 
- أسباب بدنية حاضرة في جوهر الدماغ. 
- كثرة البخارات المحتقنة في الدماغ. 





- سوء المزاج. 
- بخارات متصاعدة إلى الدماغ؛ وليست من 
جوهره:؛ ولا محتقنة فيه. 
ومما قاله ابن سينا : أن الدوار الناجم عن ضربة 
أو سقطة يسبب علة دانمة. وفي واقع الأمر أن أذيات 
الرأس قد تحدث صدمة في التيه. وتفرق اتصال 
كامل في التيه العظمي أو العصب الثامن. أو تسيب 
ناسور اللمف المحيطى ا" 


وذكر ابن سينا ترافق الدوار أحيانًا بأعراض 
أخرى: كالدوي والطنين» وثقل في الرأس؛ وهذا ما 
يشاهد فى داء منيير عكدهدال "81016 وغيره من 
الأقات. - 

وأشار أيضًا إلى الدوخة التي تنجم عن الجوع, 
والتي تفسّر بنقص سكر الدم (يمكنني هنا أن أعلق 
عن عرق العلماء أنواع الدوار إلى آفة فى المعدة 
وفساد في الهضهم””*. فلعل ما دفعهم إلى عن المع 
سببًا للدوار وجود بعض الأعراض نظيرة الوديّة 
كالغثيان والخفقان والإقياء التي تترافق مع الدوار 
وتنجم عنه). 
الطنين : 

عرف ابن سينا في قانونه الطنين (الذي سماه 
أيضًا الدوي والصفير) «بأنّه صوت لا يزال الإنسان 
يسمعه من غير سبب خارج» وقياسه إلى السمع 
قياس الخيالات والظلم التي يبصرها الإنسان من 
غير سبب من خارج إلى العين»''". 

عد مثله ابن النفيس الطنين ناجمًا عن حركة 
الهواء الموجود داخل تجاويف الأذن» فهو يقول: 
«لما كان الصوت سببه تموج يعرض في الهواء 
يتأدى إلى الحاسة فيجب أن يكون في هذا العرض 
الذي نتكلم فيه من الدوي والطنين حركة من الهواء, 
وإذ ليس ذلك الهواء هواء خارجاء فهو الهواء الداخل. 
والهواء الداخل هو البخار ا/ 
التجاويف,". 


حجرتاشي 


وميزوا الأسباب المؤدية إلى الطنين وفق ما 
يأتواة: 


- ازدياد قوّة الحس (هنا يبقى الدماغ والحواس 
سبلدقة)؟ 


- نقصان قوّة الحس (وتكون الحواس هنا كدرة). 
- تولد ريح وأبخرة في الدماغ. وهذا يكون: 


- عقيب صدمة أو ضرية. 


الفقة آفاق ا 














- من اضطراب ينحو نحو الدماغ خاصة كما يكون 
عقيب القىء العنيف. 
- بسبب مادة لزجة تتحلل ريحا يسيرًا. 
عقيب أدوية (قد تحبس الأخلاط والرياح في نواحي 
الدماغ). 
- تولد الرياح والأبخرة من المعدة (نتيجة الجوع أو 
الامتلاء), وهنا ييقى السمع طبيعيا. 
وميّ ابن سينا أنماطًا متعددة لصوت الطنين 
(سمّاه هيئثة الصوت)1*": 
- كأنه صوت شيء يغلي. 
- كأنه صوت شيء يدور على نفسه. 
- كحفيف الشجر. 
وذكر الرازي في كتابه (ما الفارق) التشخيص 
التفريقى للطنينء فالطنين العارض لذكاء الحس 
وقوّته. يكون السمع معه سليمًا لا آفة فيه. والحواس 
كذلك, اما الطنين العارض من الريح فيكون السمع 
فيه ثقيلا وبقية الحواس سليمة؛ وريما وجد معه ألم 
في الرأس أو الأذن. 
ثم ذكر الرازي الفرق بين الطنين الناجم عن ذكاء 
أو عدن ضبعتك :الحس 
لط تجمعىمم:110 فقال: «ما كان ناجما عن ضعف 
الحس فيرافقه ثقل السمع, أمّا ذكاء الحسّ فيكون 
السمع فيه صحيحا والدماغ سليمًا وكذلك بقية 


الحس 1١"‏ ذاأطتعمعممم لط 











الحو انر 


ونحن اليوم نعرف الطنين بأنّه صوت رنين أو 
ضجة في الأذن. وهو يختلف في اللحن والشدّة, وله 
أنماط مختلفة: كالزنير 1225نن! والصغير عللد زلا 
والحفيف 18ج والطقطقة 111108 ''. وهى 
شبيهة بالأنماط التي ذكرها ابن سينا. 





وفي واقع الأمر لم يصل الأطباء القدامى إلى 
معرفة كل أسباب الطنين يوخ ح. ولكنهم بلا شاد 





عرفواء وبشكل دقيق, أسبابًا كثيرة نعدها اليوم من 
أسباب الطنين. من ذلك تمييزهم للطنين المترافق 
بنقص السمع والأعراض الأذنية الأخرى. فسمود 
الطنين الناجم عن ضعف الحسّ (وهذا يشمل داء 
منيير 015656 806716:65: وورم العصب الثامن 
4ت “أاكلاتهة وغيرهما). كما لاحظوا الطنين 
الناجم عن انخفاض سكر الدم؛ وسموه الطنين 
الناجم عن الخوى والجوع المفرط"''. ولعل هذا ما 
دفعهم إلى ظنهم مشاركة المعدة في الطنين (من خلال 
إرسالها الرياح إلى الدماغ). 

وممًا ذكروه أيضًا الطنين التالي لأدوية عدوها 
تحبس الأخلاط والرياح في نواحي الدماغ. والذي 
يغلب على الظن ها هنا ليس ذاك الطنين الذي نعرفه 
اليوم بأنه ينجم عن الأدوية السامة للأذن؛ فهي حتى 
تسبّب طنين الأذن لا بد من استخدامها بجرعات 
معيّنة (كبيرة نسبيًا) ولمدد قد تطولء إضافةً إلى أنّها 
لم تكن موجودة أنذاك. ولكن الأقرب إلى فهمنا هو 
الأدوية ذات التأثير السريع الآتي؛ أي الأدوية التي 
ترفع الضغط الدموي. الذي يؤدي إلى نوع من 
الطنين. وذكر ابن سينا الطنين المترافق بالصديد 
والقيع””' وهو الطنين المرافق لالتهاب الأذن 
الوسطى الحاد والمزمن. أمًا الطنين الرضي 
(بخاصّة رض الدهليز) فأشاروا إليه بأنه الطنين 
عقيب الصدمة أو الضربة. 
الصمم ونقص السمع 

55 قسترةوء لصة دوع مكدء12 

لقد ميّز ابن سينا في قانونها”'' أنواعا ثلاثة للأفات 
التي تطرا على السمع: 
- بطلان الفعل --> ينتج عنه بطلان السمع. 
- نقصان الفعل --> ينتج عنه نقصان السمع. 
- تغير الفعل ::-> يودي الى سماع المريض ما لا 

يُسمع عادة كالدوي و الطنين والصغير. 














وفرّق الأطباء القدامى بين الصمم و الطرش 
والوقر. فالصمم عندهم: فقدان السمع إضافة إلى 
كون الصماخ أصم. ليس فيه التجويف الباطن؛ أي 
إِنّ مجرى السمع الظاهر معدوم (انسداد المجرى). 
أمًا الطرش فلا يصل نقص السمع إلى درجة الانعدام 
كالصمم. والوقر كالبطلان العام للصمم» ولكن مع 
بقاء التجويف الطبيعي؛ والإصابة محصورة في 
العصبء حيث تنعدم فيه قوة الحس!". 


( 


والصمم ينقسم إلى نوعين'”': 
- أصليء ولادي؛ خلقي؛ لا علاج له. 





- عرضيء ينجم عن عدّة أسباب: حادث: 
- قريب العهد؛ قد يقبل العلاج. 
- طويل العهد» فهو مزمن؛ قريب من اليأس أو عسر 
العلاج. 
وهذا الذي ذكروه صحيح إلى درجة كبيرة» 
بالنظر إلى الإمكانات التي كانت متوافرة أنذاك. 
ونحن اليوم نملك كثيرًا من العلاجات (نتيجة التطور 
الحضاري والعلمي) لكثير من الأنواع التي كانت تُعدَ 
مستحيلة العلاج أو قريبة من ذلك مثال ذلك تصلب 
الركابة الذي نجري له اليوم عملاً جراحيًا ناجمًا 
تحت المجهر (وبالطبع فإنهم يُعذرون فيما قالوه). 
- وقد صذف الأطباء القدامى أسباب فقد السمع 
وفق ما يأتيا”ا: 
١‏ - مشاركة عضو آخر (مشاركة الدماغ أو بعض 
الأعضاء المجاورة). 
١‏ - آفة في العصب. 
" - أفة في المجرى (داخلي. خارجي). 
- وإذا توسعنا في هذا التصنيف وصلنا إلى الشكل 
الأجر ا 


-١‏ مشاركة عضو آخر : كالدماغ أو بعض 


الأعضاء المجاورة. والذي يكون بشركة الدماغ , 
ويدل عليه مشاركة الحواس الأخرى؛ أو قوى 
الحركة (وعلى وجه الخصوص مشاركة اللسان. 
وعقيب اختلاط العقلء ويعد الآفات الدماغية 
المزاجية), وهذه الفئة من الآفات تُعبّر عنها اليوم 
الأقات المركزية. 
" - آفة في العصب : وفسروا ذلك بحدوث سدة 
يوجبها خلطء أو مدّة (وهو القيح)؛ أو الورم من 
دبيلة (خراج)؛ أو ورم حار؛ أو صلبء أو غشاوة 
من وسخ» أو ترهلء أو نفخة. واشترطوا في هذه 
الفئة من الآفات سلامة الدماغ. ويُعدَ استخدام 
تعبير «آفة في العصب» استخدامًا غير صحيح 
بتاتا. وهذا يرجع بالدرجة الاولى إلى جهل العلماء 
القدامى بتشريح الأذن. والذي أرادوه بقولهم: 
«آفة في العصبء, الآفات بدءًا من غشاء الطبل 
خارجًا وامتدادًا إلى كامل بقية الأذن في الداخل؛ 
دون الوصول إلى الدماغ. 
وبتفصيل ما قالوه تحت هذا العنوان نلاحظ ما 
يأتي: 
- قولهم: «إن كان السبب دبيلة» أو ورمّاء دل عليه 
الصميات والخاقص. والقتشعريرة: وأحيانا 
تطوّره إلى اختلاط العقل والهذيان؛ حتى ينفتح»,' 
فهذا كلّه يشير إلى ما نعرفه عن حدوث التهاب 
أذن وسطى قيحي حاد قبل الانفجار؛ الذي 
يترافق بأعراض كثيرة أهمها نقص السمع, 
والألم الشديد. والحرارة العالية التي قد تؤدي 
إلى الهذيان. ويفيد قولهم: «حتى ينفتح» في 
معرفة زوال كل تلك الأعراض متى انفجر 
لالتهاب وسالت الأذن. أي حدوث انثقاب غشاء 
لطبل. وهذا بالطبع َ 
وبخاصة إذا تذكرنا قول ابن البيطار”' من 


يح تمامًا وبشكل دقيق» 





جووات تكن سمعامن فواء قازد تعذ:مرضن حاد 
ح إلى حدوث 
لى الذي يتلو الرشع والزكام. 


وبعد ارة. الذي ع 


التهاب الأذن الو 




















- قولهم : «إن كان السبب رياحاء دل عليه دوي 
وطنين غير مفارق للثقل» يحمل إشارة إلى تلك 
الأفات التي يترافق فيها نقص السمع بأعراض 
سمعية أخرى (مثل داء منيير عكدعدال ممع امعالل, 
ورم العصب السمعي لاع علتاكتامعف 
وغيرها) وقد ذكر ابن البيطار*' علاجات 
لأمراض ترافق فيها ثقل السمع بالدوي. 

»> - آفة في المجرى : 
نمطين اثنين: بدني» وخارجي. 


وتُقسم هذه الأفات إلى 
أ- البدني: وقصدوابه الداخلي؛ وشرحوه 
بحدوثه ثؤلول؛ أو ورم أو لحم زائد؛ أو دود أو 
كثرة وسخ, أو خلط؛ أو صملاغ ؛ أو جمود مدّة 
أنذم ماسم 'اتقدن. وهذ كله ملاحط. سؤيرنا. 
فقد يحدث دمل 2#اء«ن”ناظ داخل مجرى السمع, 
وقد يحدث التهاب منتشر في الأذن الظاهرة 
لمطعامع كلانه عوباأاللط وبخاصة في الطور المزمن 
ملام عتومرك! ''. بحيث نات تور ساد للمجرى 
يسبب نقصًا في السمع. وقد تحدث أورام بمعناها 
الحقيقي وبخاصة الابتليوما قاعدية وشائكة 
الخلايا وتامسصنانة 75 “اده8؛ وقد تحدث الأعران 
العظمية 5:05]0515. وهكذا يندرج الدمل والالتهاب 


والأورام الحقيقية تحت كلمة ورم (باصطلاح 
الأطباء القدامى). وأما الدود الذي ذكروه فهو داء 
النغف :8171081 الذي يُرافق الالتهابات المزمنة 
وبخاصة التهاب الأذن الوسطى القيحي المزمن 
1 مانام وأ«مدا (وهو يترافق غاليًا 
بتاكل العظيمات ونقص السمع). ويندرج هذا 
أنكنا تكت قوله: :#جمؤن المدةة: أي جمود القيح 
وجقافه, على أثنى يأأظن أنيشمل أيضااقطون 
المجرى (سواء بالرشاشيات السود عدا اتعرامعشء 
أى بالمبيضات البيض #05 اداه 000100©). التي 
تترافق بتراكم مفرزات شبيهة بالقيح المتجمد, 
التي لم يستطع أولئك الأطباء تمييزها عنه. 
وبالطبع هم أشاروا إلى الصملاخ وتراكمه في 
المجرى وتشكيله سدادة. وقد ذكر ابن النفيس 
نوعا من الطرش كان السبب فيه بقاء غشاء مخلوق 
على المجرى الطبيعي أفصق أممعاي أله وأمعجاف 
وأشان إلى أنه شذوذن ذ خلقي لهاتصععمه0 وهو م 
صحيح تماماة". 

ب - الخارجى : وقصد به الأطباء القدامى العوائق 
الانسدادية التى تسد المجرى. وتكون خارجة 
عنه. مثل الرمل والحصاة والنواة وجمود دم 
سال إلى الأذن. » 








.538 : شرح تشريح القانون‎ - ١ 

؟ + القائوة:- 1 

" - القانون : “535 . والكليات: 1؟. 
-القائين : ركه 

- شرح تشريح القانون : 538. 

١‏ - شرح تشريح القانون محم ككل 
7 - القانون ا 0 م 

8- القانون 
3 - المصدر السابق نذ 


ارد 


٠‏ - المصدر السابق : ؟/رد؟ 
١‏ - الطب العربي : .١١6‏ وتحفة ابن البيطار 5+ 





١‏ - أمراض الأذن والأنف والحنجرة: 4ل9. 
7 - كتاب التيسير في المداواة والتدبير: 30/5 . 
١:‏ - أمراض الأذن والأنف والحنجرة: 9/8. 

5 - القانون : ؟/ركلا؟. 

المصدر السابق نفسه 

7 كتاب التيسير فى المداواة والتدبير: ٠١8‏ 
- القانون */١7؟.‏ والموجز فى الطب ليق 
- تحفة ابن البيطار : ؟١. ١‏ 

-5- أمراض الأنف والأذن والحنجرة: 1٠‏ 

3/5 كتاب التيسير في المداواة والتدبير:‎ ١ 
؟؟ القانون رد‎ 








٠6‏ 2 طب الرازى : دلاا. 

4 - أمراض الأذن والأنف والحنجرة 6 
5 - مختار الصماح : 517. 

5- طب الرازي : 31/6 

له اقناتوق : /ر/1. 

8 - كتاب ما الفارق أو الفروق: 8ل. 

9 - نام ببرعوامع برمعذاما0 أن كاشامعص تنسكا 
٠‏ - القانون : ؟/رحه؟. 

١‏ - المرجع السابق تفسه. 

5١‏ - المرجع السايق : ”/رةه؟. 

3 - المرجع السابق نفسه. 

- الموجن فى الطب : 778. 

د - القانون : ؟/ تفخدت نفقة 

.7/4 طب الرازي:‎ ,»١17 /١ : القانون‎ - 
.177 /١ ١ القانون‎ - 5/ 

8- المصدر السابق نفسه. 

9 - المصدر السابق نفسه. 

.١؟1ر/١‎ : المصدر السابق‎ - ٠ 

.7/5 : طب الرازى‎ - ١ 

؟؛ - أمراض الأذن والأنف والحنجرة: .1١5‏ 
؟؛ - القانون : ١/ره"!‏ . طب الرازي: دلا 


- أمراض الأنف والأذن والحنجرة: والرأس والعنق 
وجراحتها. للدكتور محمد أكرم الحجار, منشورات جامعة 
دمشق: 1515 -/1111ه/ 1993 -/1551م. 

- أمراض الأنف والأذن والحنجرة, للدكتور محمد أكرم 
الحجار. دار الأنوار» دمشق - بيروت. 15517م. 

- بغية المحتاج في المجرب في العلاج؛ للأنطاكي. مكتب 
البحوث والدراسات. دار الفكر؛ دمشق - بيروت. 5١51١ه/‏ 
ل" 

- التحفة في العلاج بالأعشاب و النياتات. لابن البيطار: تح. 
د. أبو مصعب البدري. دار الفضيلة؛ القاهرة 

- الدرّق البهية في منافع الأبدان الإنسانية. لابن البيطار: 
تح. محمد عبدالله الغزالي. ط١.‏ دار العلم للجميع. 815١ه/‏ 
155م. 

- شرح تشريح القانون. لابن النفيس. تح. د سليمان قطاية. 
ود. بول غليونجي. المجلس الأعلى للثقافة. الهينة العامة 
للكتاب. القاهرة. ١‏ 14١ه/‏ 1384م 
- طب الرازي. لمحمد كادمل حسين. ومحمد عبد الحليم 
العقبي. المنظمة العربية للتربية والعلوم. إدارة الثقافة. دار 
الشروق. القاهرة. 


5؛ - القانون : ؟/ر317؟. 

5 - القانون : ؟/ر575. الموجز فى الحلب: /ا/31. 

5 - القانون : #ا/ر34؟. 510: الموجن في الطب: 31/0 
7غ - القانون : ؟/ 534 ١‏ 

6 - ما الفارق أو الفروق: ١ا.‏ 

- المصدر السابق: الا, ؟لا. 

- أمراض الأذن والأئف والحنجرة: لا75. 

.١7/لا/ الموجز فى الطب:‎ - ١ 

*ه - القانون : ؟/514. 

07 - القانون : */رع5؟7. 





5 - المصدر السايق نفسه. 

0 - القانون : ؟5/ة52: الطب العربى: 85؛ تحفة اين البيطار: 5. 

6 - القانون : ”*/ره55, ال إجز في الطب: 1171, ث اح تشريح 
القانون: 5/ا. 

لاه - القانون: ؟/ 557-754 الموجز في الطب: ,١177‏ شرح 
تشريح القانون: 5, تحفة ابن البيطار: 35, ما الفارق أو 
الفروق: ؟/ا- هلا, 

8 - تحفة ابن البيطار: 519. 

5 - المصدر السايق : 88 - 84/. 

.771/- ١55 أمراض الأنف والأذن والحنجرة:‎ - ٠ 

1 العضدن الشائق 1514 





- القانون: لابن سيناء تح . سعيد اللحام؛ مكتب اليحوث 
والدراسات,. دار الفكر؛ بيروت؛ 5١5١ه/‏ 15915م. 

- كتاب التيسير في المداواة و التدبير تح. محمد بن عبد الله 
الرودانى؛ الأكاديمية الملكية المغربية. 

- كتاب ما الفارق: للرازي. تح. د. محمد سلمان قطاية؛ ط١,‏ 
معهد التراث العلمي العربي: /59١ه/‏ 1617م 

- الكليات في الطبء لابن رشدء تح. د. سعيد شيبان؛ ود. 
عمار الطالبي. المجلس الأعلى للثقافة, والاتحاد الدولي 
للأكاديعيات: 1545م. 

- مختار الصحاح. للرازي: تح. مصطفى ديب البغاء ط؟؛ دار 
العلوم, دمشق. 5-05١ه/‏ 1545م. 

٠‏ المعجم الطبي الموحد, المنظمة العربية للتربية و الثقافة 
والعلوم. دار طلاس. دمشق. 1584م. 

- الموجز في الطب. لابن النفيس. تح. عبد الكريم العزباوي» 
المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية: القاهرة.1057١اه/‏ 








ككلم 
3 
كنت لف عاممطتحمر د - اماف سناد أن كلمانفتستاصخا يكتشا 
نيدت ككل 1 - ال(أناخة يحتستليخ .ل سنت( ) محتسحلل الترلا لنررة مكميرن 


حراحت جلث لاانادة كلكلا اناله عمراذ!! لخ مم ب لاقع مالل مسلط 
واسلاللت لسلك رصم 














535 
أبى العباس أحمد الشماع الهنتا:: 
ا لمتوضى سذة 8م ع 
ُ تحليل 
عرص و - 
الأستاذ الدكتور/ عبد الخالق بن المفضل أحمدون 
شعبة القانون الخاص 
كلية الحقوق 
طنجة - المغرب 
مقدمة 
كان لمجلة أفاق الثقافة والتراث؛ فضل كبير في كتابة هذا البحث؛ إذ اطّلعت على بحث الأستاذ الفاضل 
السيد أحمد بن أحمد سالم الذي نشر في العدد :١‏ ويدور حول نفائس المخطوطات والوثائق في مكتبة أهل 
الشيخ سيدي ببوتلميت بموريتانياء حيث وقعت عيني في الصفحة 4/ من البحث على عنوان مخطوط رقم :١١‏ 
مطالع التمام في رد القائلين بإباحة إكرام ذوي الجنايات والإجرام؛ هكذا خطأ دون أن يذكر اسم مصفه. 
ونظرا لما لهذا المخطوط من قيمة علمية؛ حيث يتجلّى من خلاله مدى انفتاح الفقه المالكي على 
القضايا المتجددة؛ ومرونته في التعامل معها وفق أصول وضوابط وقواعد مكّنته من الاحتفاظ بهذه الميزة 
العظيمة داخل المنظومة الفقهية المتطورة؛ ولكونه أقدمٌ نص مالكي - فيما أعلم - تناول موضوع العقوبة 
المالية: أو الغرامة: باصطلاح القانون: بنوع من الاستيعاب والشمول: وناقشها بالبراهين والأدلة: ولكونه من 
النصوص النادرة في المذهب, التي اعتمدها علماء المغرب؛ وجعلوها مرجعا لهم في التأليف في المسألة 
ومناقشتهاء ثارت في نفسي فكرة الكتابة حول هذا المخطوط والتعريف بصاحبه وظروف تأليفه؛ لافادة 
القارىء الكريم: واطلاع الباحثين على مضمونه: بصفته من الكتب التراثية الفقهية النادرة. 
وقد رأيت أن أتناول في حديثي العناصر الأتية: المدخل إلى موضوع المخطوط 
- المدخل إلى موضوع المخطوط. 
- المصنف. 
- المضمون. 


- نماذج منة. 


تنقسم العقوبات في الشريعة الإسلامية؛ من حيث 
تطبيقها والحكم بها. إلى نوعين: عقوبات مقدرة: 
وهي الت ي تكفقل الشارع ببيان نوعها. وتحديد 
مقدارها. والزم بتطبيقها دون تعديل أو تبديل أو 














زيادة أو نقصء وعقوبات مقدّرة: وهي التي أوكل 
أمر تحديد مقدارها؛ وبيان نوعها؛ إلى اجتهاد 
لقاضي. ونظره في الجريمة وظروف المجرم. 
فالعقوبات الأولى عقوبات لازمة؛ والثانية عقوبات 
اختيارية تفويضية: وهي ما يصطلح على تسميته عند 
لفقهاء بالعقوبة التعزيرية. 

ويتجه الرأي السائد في الفقه الإسلامي إلى 
ستعمال لفظ: العقوبة المالية. للتعبير عن العقوبة 
لمالية التعزيرية» التي تخضع في تحديد مقدارها 
وتنفيذها إلى سلطة القاضي وقناعته الشخصية, 
لمبنية على اجتهاده وفقهه. ونفاذ بصيرته في 
ملابسات الجريمة. وشخصية المجرم. والتعزير كما 
هو معلوم من نصوص الفقه الجنائي الإسلامي: 
تأديب على الذنوب, التي لم تشرع فيها الحدود. 
يشل تطافة كل مقصمة لا حل مهنا ولا كفازة: 
ويختلف مقداره باختلاف الأشخاصء ويقيمه 





القاضي بقدر ما يرى المصلحة فيه. يقول ابن تيمية - 
رحمه الله -: «ومنها عقوبات غير مقدّرة؛ قد تُسمّى 
التعزير؛ وتختلف مقاديرها وصفاتها بحسب كبر 
الذنوب وصغرهاء وبحسب حال المذنب؛ وبحسب 
حال الذنب في قلته وكثرته»". ويقول أبو البركات: 
«يرجع إلى اجتهاده وما يراه على حسب الحال في 
تلك الجنايات من العقوبة الشديدة أو الخفيفة. أو 
العفو أو المسامحة: أو الغفلة من أول؛ بقدر الجناية, 
وقدر فاعلها؛ ومن فعلت به؛ وبقدر القول والقائل'". 





لقد اختلف الفقهاء في مسالة «العقوية المالية» 
اختلافا كبيراء فأباحها بعضهم بإطلاق ومنعها 


د بعضهم. وأجازها ب بعضهم بشروط معينة. ولكل فريق. 
ادلة يستند إليها. تختلف في مدى صحتها وقوّتها في 


الاستدلال بها: وتبقى مهمة الباحث أن يختبر هذه 
الادلة. ويعرضها على المعايير العلميّة فى التحليل 
والموازنة: ليصل إلى السديد منها. 

وهذا الاختلاف أتاح الفرصة لبعض الباحثين 
لادعاء أن الشريعة الإسلامية لا تعترف بالعقوبات 


المالية"'. وهذا الرأي لا يستند إلى دليل قوي, 
ويكشف عن قصور صاحبه في إدراك ما كتبه فقهاء 
الإسلام في هذه المسألة. كما دفع بعضهم إلى القول 
إن الفكر القانوني الإسلامي لا يقبل فكرة الغرامة 
المالية. ويعدّها من قبيل أخذ ما لا يستحق إلى بيت 
المال!. 

لقد عرفت الشريعة الإسلامية التعزير بالعقوبات 
المالية في سنة الرسول قَِ وطبّقه الصحابة 
رضوان الله عليهم في حالات متعدّدة. ومع ذلك, 
اختلف الفقهاء في شأنه. فلا نكاد نستقرٌ على رأي 
واحد داخل المذهب الواحد. ١‏ 





وقد كان المذهب المالكى أكثر المذاهب اهتمامًا 
35-5 المسألة وتفصيلا للكلام فيها. ولعلَ ذلك راجع 
إلى أن مبنى المسألة عند المالكية رعاية المصلحة, 
ورعاية المصالح أصل من أصولهم؛ فرّعوا عليه 
كثيرًا من المسائلء ومنها مسألة «العقوبة المالية,ا". 
وهي كذلك من المسائل التي جرى بها العمل عند 
المتأخرين من علماء المالكية بالمفربا". 


ومعنى جريان العمل عندهم: الأخذ بالقول 
الضعيف في المسألة. وترك الراجح أو المشهور في 
المذهب. مراعاةً للمصلحة: وجريًا مع تطور 
الأوضاع الاجتماعية؛ بناءً على قاعدة «تفيّر الأحكام 
بتغيّر الأزمان». وهى قاعدة مكّنت الفقهاء 
الانفتاح على عصورهم, واستنباط الأحكام الملائمة 
لما استحدت من القضايا في أزمانهم'"'. 

وعلى هذه القاعدة ترد المقولة المشهورة 
المنسوبة للخليفة عمر بن عبد العزيز ريشي : «تحدث 
للناس أقضية بقدر ما أحدثوا من الفجور». قال 
الصنهاجي تعقيبًا على ذلك: «من ذلك ما أحدثوه من 
العقوبة بالمال,". 

وقد قسّم المتأخَّرون من المالكية العقوبة المالية 
إلى قسمين: العقوبة في المال. والعقوبة بالمال. 














ومعنى العقوبة في المال عندهم: أن يعاقب الجاني 
بأخذ المال الذي ارتكب به المعصية؛ أو كان سببا 
فجهاءو يضرف في وجوه اللتضلهة الح يوافنا 
الحاكم باجتهاده. وقد اتفقت جميع التعريفات على 
هذا المعنى. 

قال ابن غازي: هي ما وجب للتصرّف في ذلك 
المال بما يحلء كإراقة اللبن المفشوش". 

وقال عبد الواحد الونشريسي: هي قصر عقوبة 
الجاني على ما عصى الله به أو فيه"". 

وقال أبو حامد الفاسي: هي إتلاف المال الذي 
وقعت به معصية الله تعالى؛ وحصل به الفساد"". 

وقال عبد الرحمن المجاجي: هي أن يعاقب 
الجاني في ماله بإتلافه عليه””. 

فالحاصل من هذه التعريفات أن العقوبة في المال 
هي أخذ مال الجاني الذي وقعت المعصية بعينه؛ أو 
كان سببًا للوقوع فيهاء وصرفه في وجوه المصلحة 
التي يراها الحاكم باجتهاده في الواقعة؛ إِما بالإتلاف 
وإما بأي طريق من طرق التمليك للغير, كالتصدّق به 
أو البيع. 

أما العقوبة بالمال فمعناها عندهم أن يأخذ الحاكم 
من الجاني قدرًا من المال تعزيرًا وأدبًا له على 


وتختلف هذه عن الآولى في كون المال المأخون 
من الجاني لا صلة له بالمعصية التي ارتكبها. فالأولى 
قصد بها إتلاف ما وقعت به المعصية ٠‏ والثانية قصد 
بها تأديب فاعل المعصية. قال أبو حامد الفاسبى 
«فان قيل في إتلاف ذلك المال عَقوَية أيضًا وآدن؛ 
فالجواب : أئى »وان حصل الأدب في ضمن ذلك, 
فليس مقصودا في الأصل وبالذات واتماحصل فق 
الآدبي بالعرض بخلاف العقوية بالمال. قالادي هو 
المقصود في الأصل وبالذات عا". ولذلك وردد 
تعريفات الفقهاء لهذا النوع من العقوبة المالية 
كالاتي: 





قال أبو القاسم البرزلي: «أن يوقف من ماله ما 
يحسم به مادته» إما بإعطائه للمجنى عليه أو يرد عليه 
إن أد نت حاله؛ أو يوضع في بيت المال؛ أو 
يتصدق بهما!! 

وقال السجلماسي: «هي إغرام الجاني شيئًا من 
ماله, الذى لا تعلق للجناية يها" 


وقال أبو الحسن التسولي: «العقوبة بالمال إغرام 
أهل الجنايات المال لزجرهم وردعهم عمّا هم 
عليه" 


فهذه التعريفات تتفق كلها على أن العقوبة بالمال 
هي نوع من الغرامة المالية: يوظّفها القاضي على من 
ارتكب فعلا بوجب العقوبة والتأديب. 

ولم تحدّد هذه التعريفات الجهات التي يصرف 
فيها هذا المال» ولعلّ ذلك راجعٌ إلى كون التحديد من 
اختصاص الإمام أو من ينوب عنه. وهو الذي يقدر 
المصلحة في ذلك المالء إلا ما أفتى به الشيخ أبو 
القاسم البرزلي فرأى أن يصرف المال في جهات 
أربع» يختار منها من له سلطة التعزير ما يراه 
مناسياء وهذه الجهات هى 


- إعطاء المال للمجني عليه. وهنا تبدو فكرة 
التعويض عن الضرر واضحة المعالم. 

- فمن أغراض العقوبة في القانون الجنائي الإسلامي 
جبر المجني عليه وتعويضه ماديا عن الضرر 
الذي أصابه؛ بخاصة في الجرانم التي تمس 
حقوق العياد. 

- إرجاع المال إلى الجاني إذا حَسّنت حاله وظهرت 
توبته. وهذا الرأي يتفق مع ما ذهب إليه الحنفية 
في تفسيرهم للعقوبة بالمال. فقد ذهب أبو يوسف 
ا ادن ٠‏ وفسر الفقهاء ذلك: بأن 
يأخذ الإمام مال الجاني؛ ويحبسه مدة. 
ل 
إليه ماله إذا ظهرت توبته. وإذا لم يتب الجاني, 














وصار ميؤوسًا من توبته, فإنَ الحاكم يصرف 
المال في مصالح المسلمين العامة" 
- وضعه في بيت المالء فتكون العقوبة بالمال في 
هذه الحالة أشبه بالغرامة المالية» التي تدخل 
حزانة الدولة في القوانين الجنائية الوضعية 
التقاصوة 
- التصدّق بالمال على الفقراء والمساكين. وهذا 
الواع ا به بعض من فقهاء المذهب المالكي. 
قال ابن بشير: «الصدقة بالمال الكثير عقوبة 
بالمال!"". 
ولم أجد واحدًا من الفقهاء حدّد هذه الجهات 
غيره؛ ومن ثم يعد رأيه فى هذه المسالة رايا جديدا 
في المذهب المالكي؛ لا يمكن إغفال أهميته في مجال 
الفتوى والتشريع, ولذا عُدّت فتواه بجواز العقوبة 
بالمال غريبة في عصره.ء مما دفع فقهاء الوقت إلى 
انتقاده بشدّة؛ واتّهامه بالخروج عن الإجماع. 
واستعمال عبارات نابية في حقه! 
لقد شغلت مسألة «العقوبة بالمال» حيّرًا مهما من 
اهتمام المتأخرين من فقهاء المذهب المالكي» 
لتغام في ااسغرب رفاس راهن دا عنساء 
المغرب في إطار اهتمامهم بما استقرٌ عليه الرأيٌ 
عندهم من الاخذ بما جرى به العمل في بعض المسائل 
الخلافية"', درءًا لمفسدة: أن نا لعصلتعة أو 
إقرارا لعرف سائد. استنادًا إلى اختيارات الشيوخ 
المتاخرين القائمة على تصحيح بعض الروايات 
والاقوال الموجبة لذلك”". 
وقد قام خلاف قوي في المسألة بتونس في أوائل 
محرم من عام 6ه بين فقيهين مالكيين. هما: 
الشيخ أبو القاسم البرزلي. العالم الشهيرء و الشيخ 
القاضي أبو العباس الشمّاع الهنتاتي. فقد أفتى 
الأول بجواز العقوبة بالمال. وألّف فى ذلك تاليفاء 


وخالفه فقهاء الوقت واتهموه بمخالفة مشهور 





المذهب» من بينهم: الفقيه أبو يوسف يعقوب الزغبي, 
وأبو عبدالله محمد بن مرزوق الحفيد» والقاضى 
الشمّاع. وقد انبرى هذا الأخير للردَ عليه. ونقض 
فتواه؛ فألّف في ذلك رسالته (مطالع التمام). 
وقد أشار الفقيه أبو زيد عبد الرحمن الفاسى إلى 
هذا الخلاف في نظمه للعمل الفاسي بقوله: 
ولمتجزعقويةبيالمال 
أوفيهعن قولمنالأقوال 
مازال حكمها على الليس يدور 
كأجرةالملد فىيالخصام 
والطرح للمغشوش من طعام 
والبرزلي أاخذبالعموم 
فهو كقولالشافعي القديم 
ورده المعاصر ابن الشماع 
50 1 يه الإجماع"" 
وقد قُدَرَ لي أن أعثر على رسالة القاضي الشمّاع 
ضمن المخطوطات النادرة المحفوظة بخزانة 
الأسكوريال بإسبانيا. ولا أعلم واحدًا أفرد هذه 
المسألة بتأليف خاصً؛ وتناولها بالتفصيل قبله. 
وهذ! يدل من الناحية التاريخية على أن بداية الاهتمام 
بالمسألة بشكل موسّع إنما كان مع ظهور فتوى 
البرزلىء ورد الشمّاع عليها. ويؤكده أن جميع 
المتآخرين من فقهاء المذهب المالكي الذين كتبوا في 
الموضوع يشيرون إلى ذلك الخلاف؛ الذي وقع 
بتونس بين الفقيهين المذكورين في العهد الحفصي. 
وقد دخلت رسالة الشماع إلى المغرب؛ وتداولها 
العلماء. فانقسم الرأي حولها بين مؤيد لفتوى 
البرزلي ومنكر لها. ولا يمكن أن نجزم في شآن 











تاريخ دخولها إلى المغرب بشيء؛ وما يمكن أن نقرره 
في هذا الصدد - انطلاقا من النصوص التي وقفت 
عليها - أن رسالة الشمّاع كانت مصدرا أساسيا 
للتأليف في هذا الموضوع لدى علماء المغرب في 
القرن العاشر الهجري. 

ووقفت على رسالة خاصّة لواحد من علماء الأزهر 
المتقدّمين: هو الشيخ محمد بن محمد بن كمال 
الدين الاخميمي؛ المعروف بالقصيرء ذهب فيها إلى 
نصرة رأي الشمّاع. ونقض فتوى البرزلي؛ معتمدًا 
فى ذلك على قول المغاربة في المسألة, كابن غازي» 
والعربي الفاسي؛ ومحمد البناني. وقد سمى رسالته: 
«فصل الأقوال في الجواب عن حادثة السؤال ونفي 
العقوبة بالمال». ومن الغريب جدًاء أنني وجدت 
الباحثين الذين درسوا المسألة في إطار تحضير 
رسائلهم الجامعية لم يتفطنوا إلى رسالة القاضي 
الشمّاع؛ مع أن كثيرًا من كتب النوازل والأجوبة 
تشير إلى الخلاف بين الفقيهين البرزلي والشماع. 
صاحب المخطوط 

تجدر الإشارة هنا إلى أن المصادر التي ترجمت 
للمؤلّف قليلة جدًاء وهي مع قلتها شحيحة:؛ لا تقدّم لنا 
معلومات كافية لبناء ترجمة وافية, وتسكت عن 
جوائب مهمّة في حياته. تعلق بمولده ونشآته ومرحلة 
لطلب والتحصيل ثم مرحلة التدريسء إلى غير ذلك 
من الأمور التي تكون السمات البارزة فى حياة هذا 
لرجل. 
ومن خلال المعلومات التي وقفت عليها في هذا 
لصدد قدرت أن تكون المدّة التي عاشها في ظلٌ 
لدولة الحفصية بتونس تمتد من النصف الثاني من 
لقرن الثامن إلى وفاته في أوائل العقد الرابع من 
لقرن التاسع (4 ؟لاهرلاة 7١م‏ - اهكرت ام). 








وهذه المدة قد تزامنت مع تصدّع السلطنة الحفصية. 
عقب وفاة السلطان أبي بكر سنة /5لاه. وظهور 
ضطرابات قوية كادت تقضي على الدولة. بسبب 





آفاق الثقافة والترات 





التنافس على السلطة بين بني حفص من جهة؛ وبين 
بني حفص وبني مرينء الذين استولوا على تونسء» 
من جهة ثانية. وما نتج عن ذلك من أحداث دامية 
مؤلمة: وبخاصة في عهد السلطان أبي !! 
المريني, الذي قويث أطماعة بشكل كبير في ضضم 
تونس الحفصية إلى ملكه؛ كما تزامنت هذه المدة مع 
تعاقب اثنين من خلفاء بني حفص على الحكم؛ هما 
السلطان أبو العباس احمد الملقب بالمتوكل على الله 
(الالاه/- /اا١م‏ 7 4لاهكر 175م)؛ والسلطان أبو 
فارس عبدالعزيز( ؟الاه/ة155ام- 
307مه/117١م)‏ ألمع سلاطين بني حفص في العهد 
الثاني لهذه الدولة؛ أي بعد توحيدها على يد والده أبي 
العباس. وقد حظي القاضي الشمّاع في عهد هذا 
الخليفة بمكانة كبيرة» فقد جعله في خاصته. 

وينتمي المؤلف إلى الدولة الحفصية؛ وهي 
الدولة الإسلامية الرابعة, التي تولّت الحكم في 
أفريقية وقد دام حكمها ثلاثة قرون ونصف قرن, 
من سنة 715ه/7؟17١م‏ إلى سنة مادام 
تعاقب على الملك فيها أربعة وعشرون خليفة, أولهم 
أبو زكريا يحيى الحفصي, وأخرهم محمد بن الحسن 
الخقصي. 


لقد سبقت الإشارة من قبل إلى أن المصادر التي 
ترجمت للقاضي الشمّاع قليلة. وهي مع قلتها سكتت 
عن حياته؛ ولم تقرينا منها إلا يما يفيد اسمه وبعض 
وظائفه وتاريخ وفاته؛ ومن ثم يصعب وضع ترجمة 
وافية له. ولذلك سنقتصر على ما ورد في هذه 
المصادرء دون أن نغامر في افتراض أمور قد تكون 
بعيدة عن حياة هذا الرجل و إكوالة 


تتفق جميع المصادر على أن اسمه الكامل هو: 
أحمد بن محمد الشماع الهنتاتيء أب الفحاس: 
والهنتاتى نسبة إلى هنتاتة. إحدى قبائل مصمودة 
البريرية الكبرى بجنوب مراكش. فيكون على هذه 
النسية من أصل مغربى. ولا يستبعد أن تكون عاتلته 

















كوفاكوة مو امراك مخ أنمسان المتوحويق: 
واستقرت بأفريقية لخدمة الدعوة الموحدية هناك» 
وبخاصة إذا علمنا أن المهدي بن تومرت إمام 
الموحدين كان من هنتاتة. وقد أثنى عليه الشمّاع 
شيرًا في ر الته, وأن , بني حفص هم من هذه القبيلة 
كذلك. وَلَعل ما يؤكد مغربيته أن نسب «الشماع» كان 
متداولاً بمراكش, وبه عرف أحد أقطاب الفكر في 
القرن الثامن الهجريء وهو الفقيه أبو العبّاس أحمد 
ابن محمد الشمّاع المرّاكشيء المتوفى سنة 
كلام" . 
وقد هد عن بالوف تميق الأسنقاة كمه 
محفوظ؛ ونسبه إلى الولي الصالح المرجانيء فقال: 
هو أحمد بن الولي الصالح أبي عبدالله محمد 
المرجاني الهنتاتي؛ شهر بالشماع'”". وهذه النسبة 
في نظري بعيدة جدًاء ولا يُعرف مصدرها. ويبدو في 
رأيي أنه لا علاقة بين المرجاني والقاضي الشمّاع من 
وجوه: 
2 3 المصادر التي ترجمت للقاضىي الشمّاع لم 
تذكره بهذه النسية"". 1 
- أن الولي الصالح المرجاني هو أبو محمد عبدالله 
ابن محمد المرجاني, متصوّف, له معرفة بالفقه, 
ودراية بالتفسير على طريقة الصوفية؛ قدم مصر 
والإسكندرية, ووعظ بهما. قال عنه الذهبي: لم 
يُصدّف شيئًا. ولا كان أحد يقدر أن بعيد ما يقوله 
لكثرة ما يقول على الآية. ولد سنة /5711ه وتوفى 
سنة 145ه. له: الفتوحات الربانية في المواعظط 
المرجانية؛ وهي دروسٌ تفسير جمعها أحد 
مريديه. يعرف باين السكريا”"' 
- أن المترجمين للولي المرجاني لم يذكروا نسبته 
الى الهنتاتي. 
ومن المؤسف أننا لا نعرف شينا عن مراحل 
نشياة القاضي الشماع. وأحوال والديه وأسرته. 


وكل ما أفادتنا به المصادر في هذا الشأن أنه أخذ 
العلم بتونس على كبار علماء وقته بجامع الزيتونة. 
منهم: 
- أبو عبد الله محمد بن عرفة الورغمي (ت ت للها 
المنوه به سابقًا. درس عليه التفسير والفقه 


والأصول. 
- أبو العباس أحمد القصارء أخذ عنه النحو واللفة 
وشروح البردة". 


- أبو العباس أحمد بن حيدرة: قاضى الجماعة 
بتونس. كان إمامًا عالمًا حافظًا للمذهب؛ نقل عنه 
البرزلي كثيرا في نوازله"". 

- أيو عبدالله محمد بن أحمد البطرني (ت 
الفقيه الراوية المحدّث'"". 


الالاه)ء 


إن المطالع لرسالة القاضي الشماع «مطالع 
التمام» يلمس ملامح ثقافية أصيلة ::تدل علئ إحاطته 
بشْتّى علوم عصره : من أدب؛ وفقه. وأصول, ٠‏ ونحو, 
ولفة:وتصتوف: هما تف أن كفافدةاكانك واشعة 
ومتشعبة. ويجد إضافةً إلى هذاء شدة تمسّكه 
بالمذهب المالكى ودفاعه عنه واستيعابه لأحكامه. 
وكان تمهره في هذه العلوم سبيًا في وصفه بأوصاف 
العلماء الكبارء فقالو! فيه: الشيخ. العالم, الفقيه, 
الصالح.ء الزاهدء الأديب» الشاعر”". 
وعلى الرغم مما كان يحظى به في وسط العلماء 
من التقدير والإجلالء إلا أنه لم يشتهر شهرة أقرانه 
من تلاميذ ابن عرفة, كالبرزلي والأبي؛ واين ناجي, 
لأن هؤلاء اشتغلوا اعدو والتأليف» في حين 
انصرف هو إلى خدمة السلطان وملازمته فى 
أسفاره. 


وكانت تربطه ببعض أصدقائه. الذين درسوا معه 
على ابن عرفة؛ روابط الود والتقدير والاحترام؛ كأبي 
يعقوب يوسف الزغبي' '. بينما كانت بينه وبين 
عفدو خضومات + 


جت عن نطاق اللباقة والأدب. 














حتى أصبحت هجوًا صريمًا وسبايًا مُقذعًاء مثل 
الذي وقع بينه وبين الحافظ البرزلي في مسألة 
العقوبة بالمال» حيت ألف هذا رسالة صغيرة» وأفتى 
بجوازها ردًا على رأي الشمّاع بتحريمهاء ثم ألف 
الشمّاع بدوره جوابًا طويلاً عنها. ضمنه كلامًا كله 
طعنّ فى شخصية البرزلي وعلمه ومكانته, وهجاه 
بقصيدة طويلة يحذَّر فيها السلطان 


فتواه”". 


أيا فارس من 


ولقد أمَلته مكانته العلمية إلى أن يتبوّأً منزلةٌ رفيعة 
ومقامًا عاليًا في بلاط السلطان أبي فارس عبد العزيز 
عزوز). حيث عينه قاضيًا على العسكرء وهو الذي 
يعرف عندهم بقاضي المحلة, وهي وظيفة جليلة, 
موضوعها أن صاحبها يحضر بدار العدل مع 
لقضاة؛ ويسافر مع السلطان إذا سافر؛ ويفصل في 
لخصومات بين الجند, ويبين لهم أحكام الشريعة في 
لمشكلات التي تعرض لهم'””. كما كان خطيب جامع 
القصبة بجوار قصره. والإمام الذي يصلي به مع 
لجماعة, والأستاذ الذي يظاهر به إذا غشي قصره 
وجوه العلماء من الأندلس والمغرب: وكان جليس 
أسمارة: ورفيق أسفاره, يقيم في الحاضرة بإقامته. 
ويظعن إذا سافر إلى جهة من الجهات بظعنه 
لذي قرأ بجامع تلمسا 
دخلها يوم ١٠١‏ جمادى 


لوقي 
ن الكبير بيعة أهلها له لما 


الثانية عام /11/ه بحضور 





فقهائها الكبار'”'. يقول الشيخ الرصاع: «وكا 
قاضي عسكرد الشيخ الإمام العالم الصالح سيدي 
أيو العباس أحمد الشدّ ع]". ورأيت الشيخ 


لقاش المزكور قدردرا البيعة بالجامع الأعظم 
بالبلدة. وحضر بها فقهاء وقتها وعلماء عصرها. مثل 
لشيخ الإمام العالم وحيد عصره وفريد دهره سيدى 


بي عبد الله محمد بن مرزوق. ٠‏ وسسيدع 





يي أبي القاسم 
لعقباني. وسيدي أبي الفضل بن الامام: وابن 
لنجار. وغير هؤلاء من العلماء والصلحاء,: 








وكان السلطان عبد العزيز يقدّر القاضي الشماع 


آفاق الثقافة والترات الأؤنقا 





وممل كتير ا ولتي جائونة ينود له بحوز قصب 
السبقء والتقدم في العلم على غيره من الفقهاء 
والعلماء. ومن مظاهر عنايته به وتقديمه إيَاد أن جعله 
ناظرًا على جميع قضاة المحال وقضاة الكور 
وعدولهاء وأنه كان يُعينه على الأمر بالمعروف 
والنهي عن المنكرا"' 

ولعل ما يؤكّد ما سبق ذكره من مظاهر الرعاية 
والحظوة والمكانة التي تبوأها القاضي الشمّاع لدى 
السلطان عبد العزيز هذه الفقرة التي 
محمد الشماع في معرض الحديث عن فضائل 
السلطان المذكورء قال: «ومن فضائله (أيو فارس) 
ملازمته لقراءة العلم بمجلسه سفرًا وحضرًاء 
وتواضعه وجلوسه الحصير حين قراءته للحدية 
النيويء شاهدت ذلك منه - رحمه الله - أَيَام 


أوردها ابنه 





حضوري مع الوالدء وكانت تصدر منه حين القراءة 
نكت تدل على جودة فهمه وقوّة ذهنه. وكان هو الذي 
يستدعي الوالد في كثير الأوقات للقراءة: ولا سيما 
حين يرد عليه من يرد من فحول العلماء من الأندلس 
والمغرب. وكان مولعًا بتمييز الرجال: وكان يعترف 
للوالد بأنه أحرز قصب السبق... وأخبرني الوالد - 
رحمه الله - قال: استدعاني يومًا للصلاة؛ أعني 
صلاة الصبح بغلسء وكان رحمه الله من عادته أن 
يُصلَي الصبح بغلس جماعة ٠ويركب‏ فرسه في مأربه. 
فلمًا فرغنا من صلاة الصبح وركب وسار مع جنده 
قال: فبقيت في مكاني الذي صليت فيه وأنا مفكر في 
إعادة الصلاة؛ لأنه وقع عندي شك في طلوع الفجر, 
وهل وقعت الصلاة في وقتها أم لا؟ قال: وإذا به قد 
رجع منفردا من جنده إلى أن وصل إلي فقال لي: يا 
فقيه أحمد. ما نصلّي بعد هذا اليوم إن شاء الا 
يتبين طلوع الفجر»”” 

وإلى جائب حظوته عند السلطان أبي فارس؛ كان 
الفاخي الحتماة ارا عد ولك عه دمحمة الجسيوو 


أبي عبدالله. ومحبوبا لديه. يقول ابنه في الأدلّة 


حتى 














البيّتة: «وكان رحمه الله خالص المحبة في الوالد - 
رحمه الله - وكان له نعم العون على الأمر بالمعروف 
والنهي عن المنكرء جبله الله على فعل الخير 
د 
ولم يل متابرًا على ذلك إلى أنْ توفاه الله سعيدًا 
شهيدًا ظاهر مدينة طرابلس في شهر رجب من عام 
17هه وتولى الوالد - رحمه الله - غسله وتكفينه 
والصلاة عليه؛ ونقل إلى تونسء فدفن بتربته بالقرب 
من دار الشيخ سيدي محرز بن خلف» وحزن الوالد 
لفقده إلى أن لحقه في شهر شوال من العام المذكور. 
ولمًا قدمت على مولانا المنتصر المرحوم عزاني 
فى الوالد وقال: علمت أنه سيلحق به في أقرب وقت 
ا وجده عليه" , ْ 
إن المدّة التي عاشها القاضي الشمّاع تقل من 
الناحية الثقافية عن سابقتها في مجال النظر والتعمق 
في البحث؛ فإنه مع ذلك جمعت نخبة من العلماء الكبار 
الذين ذاع صيتهم في الأقطار الإسلامية؛ وكان 
القاضي الشمّاع في زمرتهم, وإن لم يشتهر 
شهرتهم. ولعل ذلك يرجع إلى كون هؤلاء اشتغلوا 
بالتدريس والتأليف؛ في حين كان القاضي منصرفًا 
إلى خدمة البلاط الحفصيء حيث عينه أبو فس عبد 
العزيز قاضيًا على عسكره. 
ومن أقطاب الحركة العلمية في هذه الحقية: 
- أبو عبدالله محمد بن عرفة الورغمي. الذي قال عنه 
المقري: إمامته لا تُذكر ولا تجمد؛ ومعرفته 
بالفنون؛ وتبريزه على أهل عصره. مما يعترف به 
كل منصف لوذعي أوحدا"". 
- أبو زيد عبد الرحمن بن خلدون. الذي برز في علم 
السياسة والاجتماع والتاريخ وفلسفته. وألّف في 
ذلك كتابيه ٠المقدمة»‏ و«العبر». وهما شاهدان 
على علو مرتبته. وارتفاع كعبه في العلوم. 


- أبو القاسم بن أحمد البرزلي مفتي تونس وفقيهها 


وحافظهاة. ضناحب التؤازل المشتهورة فى الققف 
كان إمامًا علآمة حافظًا للمذهب. بِحَانًا نظارًا في 
الفقه. لازم الإمام ابن عرفة نيفًا وثلاثين سنة, 
وقد قال في حقه: «كيف أنام وأنا بين أسدين 
الأبي بفهمهء وعقله؛ والبرزلي بحفظه ونقله”. 
حلاه العلماء بالحافظ؛ وشيخ الإسلام؛ وشيخ 





لشيوخ. وهو الذي جرت بينه وبين القاضي 
لشمّاع المناقشة للعلماء بما وهبه الله من القدرة 
على الحفظ والفهم. فقد ناقش أبا حفص عمر 
لركراكي في مسائل منوّعة, وقد أثبت هذا 
عتراضاته خلال رسالته (هداية من تولّى...) عند 
لبابين الثالث والرابع؛ ثم عرض ذلك على 
لحافظ البرزلي فأجاب عنها مسألة مسألة في 
رسالة أثبتها بنصّها في نوازله"". ولخَّص ذلك 
تلميذة التو نهدي فى المعضان التؤادل 
البرزلية". ١‏ 
- أبو يوسف يعقوب الزغبي, الشيخ المدرس. تولى 
الجماعة بتونس بعد الغبرينيء وهو من أكابر 
أصحاب ابن عرفة. كان القاضي الشمّاع يجِله 
كثيرًا ويُقدّرهء فقد حلاه في إحدى رسائله إليه: 
بالشيخ الفقيه؛ الإمام الجليل: الأفقه الأعلم, 
العتحمو؛ العدرسّن ,التخظي» التحسيت: سنودنا 
قاضي القضاة بالحضرة العلية...,”, 








0 


ل 


1 


- أبو مهدي عيسى الغبرينيء قاضي الجماعة 
بتونس؛ وخطيب جامع الزيتونة وإمامه ومدرسه. 
نقل عنه البرزلي في نوازله. ووصفه بصاحبناء 
وأثنى عليه القرافي بحفظ المذهب دون مطالعة: 
حكى ذلك في شرحه لتهذيب البراذعي في كتاب 
الظهار!*". 

- أبو العباس أحمد بن محمد الأزدي؛ الشهير بابن 
القصار, الإمام النحوي المتقن. كان معاصرً! 
لابن عرفة:؛ وعنه أخذ ابن مرزوق الحفيد 
والبسيلي وغيرهما. له شرح على البردة؛ وشرح 

اهد المغني, وحاشية على الكشاف”". 








- أيو عبد الله محمد الواتوغي؛ كان عارفًا بالتفسير, 
والأصلينء والمنطقء والفرائض. والفقه. له 
حاشية على التهذيب للبراذعي في غاية الجودة, 
محتوية على أبحاث جليلة؛ مرتبة على مقدّمات 
منعلقية. وضع عليها المشذالي ذيلاً. وكان شديد 
الذكاء. سريع الفهم؛ حسن إيراد التدريس 
والفتوى. وله تأليف في الرد على قواعد اين عبد 
السلام. وعشرون سؤالاً في قنون العلم؛ بعثها 
للجلال البلقيني فأجابه. ولم يستحسن الجواب. 
يعاب عليه إطلاق لسانه في العلماء". 


- أبو عبد الله محمد بن مرزوق الحفيد. قال في نيل 
الابتهاج: «الإمام المشهورء العلامة. الحجة, 
الحافظ. المحقق الكبيرء الثقة, الثبت. المطلع» 
النظار؛ المصئّف..., الفقيه. المجتهد الأبرع. 
الأصوليء المفسّرء المحدّث؛ المسند, الراوية... 
شيخ الشيوخ؛ وآخر النظار الفحول» صاحب 
التحقيقات البديعة:. والاختراعات الأنيقة, 
والأبحاث الغريبة» والفوائد الغزيرة المتفق على 
صلاحه وهديه... أما الفقه فهو فيه مالك ولأزمة 
فروعه حائر ومالك؛ فلو رأه الإمام لقال له: تقدّم 
فلك العهد والولاية: وتكلم فمنك يسمع فقهي ولا 
محالة, أو ابن القاسم لأقرَ به عينًاء وقال له: طالما 
دفعت عن المذهب عيبًا وشيثًا أو أدرك الإمام 
المازري لكان من أقرانه الذي معه يجاري؛ أو 
الحافظ ابن رشد لقال له: هلم يا حافظ الرشدء أو 
اللخمي لأيصر منه محاسن التبصرة: أو القرافي 
الاستفاد من قواعده المقرّرة1". 
- أبو عيد الله محمد بن خلفة الأبي الوشتاني الإمام 
المحقق المدقق. أخذ عن ابن عرفة ولازمه؛ وكان 
من أعيان أصحابه ومحققيهم. ويُحكى أنه ليم ابن 
عرفة على كثرة اجتهاده وتعبه فى النظر. فقال: 
كيف أنام وأنا بين أسدين: الأبي بفهنله وعقله. 
والبرزلي بحفظه ونقليا"". 





- أبو القاسم بن عيسى بن الناجيء» شارح المدونة 

والرسالة, اخذ عن ابن عرفة والغيرينى 

والبرزلي؛ وكان اشتغاله عليه أكثر, مدحه 

الختريئي بأنه ممن نظن بابحفظ التدسيرون 

مطالعاة؟, 

كل هؤلاء العلماء البارزون وغيرهم أثروا الثقافة 
بأبحائهم وتآليفهم وتعليقاتهم ومناقشاتهم. 

وكان جامع الزيتونة أحد المراكز العلمية الكبرى 
التي كان يقصدها الطلاب والشيوخ ورواد المعرفة 
من مغارية وأندلسيين. وبجانبه مدارس العلم التي 
تخرج فيها كبار العلماء والأدباء. كالمدرسة الشماعية 
التي ذكرها الرحالة في رحلاتهم: ووصفوا 
مجالسهاء وترجموا لشيوخها. كابن رشيد السبتي 
في رحلته «ملء العيبة...». وخالد البلوي في رحلته 
«تاج المفرق في تحلية علماء المشرق». 

ومن الكتب الدراسية التي كانت متداولة في 
حلقات العلم نذكر: 

- في القراءات : قصيدة الشاطبي «حرز 
الأماني ووجه التهاني...» المعروفة بالشاطبية, 
والمفردات في القراءات الثمان؛ والتيسير في 
القراءات السبع. والمقتم؛ لأبي عمزق الداني؛ وعقيلة 
أتراب القصائد في أسنى المقاصدء للشاطبي... 

وفي علم الكلام : الإرشاد, لأبي المعالي 
الجوينيء والمعالم الدينية للخطيب الرازي» 
والمحصل في أصول الدين له... 

وفي المنطق : كشف الحقائق. للمفضل بن عمر 
الأبهري... 

وفي الحديث : الكتب الصحاحء وكتاب المحدث 
الفاضل. للرامهرمزي؛ وكتاب التقصى؛ لابن عبد 
اليو نأ والملحصضن: لني البشين العازينتوا» والأحكام 
الكبرى والصغرى. لعبد الحق الإشبيلي. وشرحها. 
لابن بزيزة. وعمدة الأحكام, لعبد الخني المقدسي, 
والالمام في أحاديث الأحكام. لابن دقيق العيد. 

















وفي السيرة : كتاب الشفاء لعياض. و القصيدة 
الشقراطيسية؛ للشقراطيسيء والبردة وشروحها. 

وفى اللغة : الألفية؛ والكافية. والتسهيل, 
وسائر كتب ابن مالك؛ وكتاب سيبويه؛ والجمل, 

وفى الفقه : التهذيبء للبراذعيء ومختصر ابن 
الحاجب الفرعي, والرسالة لابن أبي زيد» والحوفية 
فى الفرائض. والذخي ة, للقرافيء والعتبية, 
والتوادّن والذياذات: والتبضزة الخمي؛.. 

وفي الأصول : مختصر منتهى السول والآمل, 
لابن الحاجب. و!! حصولء للرازي؛ ومختصره 
الحاصلء لتاج الدين الأرموي؛ والمستصفى, 
للغزاليء والأحكام, للأمدي؛ وتنقيح الفصول: 
للقرافي... وغيرها من أمّهات الكتب. 


ومن التأليف الشهيرة التي كتبت في ذلك العصر: 
- المختصر الفقهي؛ لابن عرفة؛ قال الأبي: ما 
وضع في الإسلام مثله: لضبطه فيه المذاهب مع 
الزيادة المكملة؛ والتنبيه على المواضع المشكلة, 
وتعريف الحقائق الشرعية'''. وقد ضم فيه فروع 
المذهب موشحا بالمناقشات النفيسة لابن الحاجب, 
وشرحه لشيخه ابن عبد السلام بنقول أهل المذهب, 
مصدرًا جميع الأبواب بالحدود البديعة التى تقف 
فحول العلماء عند دقائقها'". 1 
ومما يذكر أحمد بابا في نيل الابتهاج أنه لما حيّ 
الإمام أحمد بن قاسم القباب اجتمع في تونس بابن 
عرفة. فأوقفه هذا على ما كتب من مختصره الفقهى. 
فقال له: ما صنعت شيناء فقال ابن عرفة: ولم؟ قال: 
لأنه لا يفهمه المبتدى:. ولا يحتاج إليه المنتهى. فتغيّر 
وجه الشيخ. ويُقال: إن كلامه هذا هو الحامل لابن 
عرفة على أن بسط العبارة في أواخر المختصر. ولين 
الاختصارا” '. قال الونشريسي: هذه حكاية لا رأس 
لها ولا ذنب”. 





- صدق المودة في شرح البردة: والاستيعاب لما فى 
البردة من البديع والإعراب: لأبي عبد الله كس 
اين مرزوق. 

- إكمال إكمال المعلم في شرح صحيح مسلم؛ لأبي 
عبد الله محمد الأبي؛ جمع فيه بين ١١‏ اذري 
وعياض والقرطبي والنوويء مع زيادات مفيدة 
من كلام شيخه اين عرفة وغيره. 

- جامع مسائل الأحكام لما نزل من القضايا بالمفتين 
والحكام, لأبي القاسم بن أحمد البرزلي. جمع فيه 
مسائل اختصرها من نوازل ابن رشد وابن الحاج 
والحاوي لابن عبد النور وأسئلة عر الدين, 
وغيرها من فتاوي المتأخرين من أئمة المالكية 
المغاربة والأفريقيين ممن أدركهم وأخذ عنهم؛ أو 
غيرهم ممن نقلوا عنهم. 
إن المعلومات القليلة التي وقفنا عليها تفيد بن 
القاضي الشماع اشتغل بالتدريس قبل أن يلتحق 
بوظيفته في بلاط عبد العزيز قاضيًا لعسكره. 

ومن أشهر التلاميذ الذين أخذوا عنه: 

- ولده محمد الشمّاع أبو عبد الله صاحب (الأدلة 
البينة النورانية)'*. 

- أبو زيد عبد الرحمن بن مخلوف التعالبي الجزائري 
(ت لالامه)ء الإمام العالم الشهي 
التصانيف الكثيرة””'. 

- أبو العباس بن كحيل؛ أحمد بن محمد التجاني (ت 
5م ). كان عارفًا بالفقه والتصوّفء ألّف فيهما 
كتابيه المقدمات: وعون السائرين إلى حوا”". 
تتفق المصادر التي ترجمت للقاضي الشمّاع على 

أن وفاته كانت في وال عام 6ه فتولى 

بعده خطتى الخطابة والقضاء الفقيه أبو عبدالله محمد 

المسراتيا” 0 

مضمون المخطوط 


شاع 


لقد سبقت الإشارة إلى أن 


ألة «العقوبة المالية» 























من المسائل الاجتهادية:, التي بحثها العلماء 
والدارسون قديمًا وحديثًاء واختلفت فيهما أراؤهم 
بين الإباحة والمنع؛ فلا نكاد تستقر داخل المذهب 
الواحد على رأي واحد. 

وقد جاءت رسالة القاضي الشمّاع (مطالع 
التمام...) لتعكس الرأيين معّاء الرأي المجيز ويمثله 
الحافظ أبو القاسم البرزلي””', وهو رأي - كما 
أوضحت - مخالف لمشهور مذهب الإمام مالك» وقد 
أيّده جمهورٌ من الفقهاء بالمغرب. والرأي المانع. 
ويمثله القاضي الشمّاع؛ وهو الرأي الراجح في 
مذهب الإمام مالك. 


وقعت مناقشة المسألة ومراجعتها بين الفقيهين 
المذكورين بمجلس السلطان الحفصي أبي فارس 
عبد العزيز في أوائل شهر محرم من سنة 5/8/ها*, 
فأملى فيها الحافظ البرزلي جوايًا مطولاً على تلامذته 
في قدر ساعتين' '', ذهب فيه إلى جواز العقوبة 
بالمال. وكان رأيه تعبيرًا عن الاتجاه الرسمي للدولة 
في معاقبة الجناة بالعقوبة المالية. يذكر السراج نقلاً 
عن عبدالله الترجمان في كتابه (تحفة الأريب) أن أيا 
فارس عبد العزيز أبطل أمكاسًا كانت بتونسء منها 
مجبى الصوابنيين ومقداره ستة ألاف دينارء وأياح 
لاس عمله (الصابون) بعد أن كان عملة محصورًا, 
متوعدا فاعله بالعقوبة المالية"". 
وتتلخص فتوى البرزلي في الفقرة الآتية, التى 
أوردها الشماع بالحرف في رسالته (مطالع التمام): 
«والذي أقولَهُ الآن في بوادي أفريقية وأعرابها 
والبلاد النانية عنها من الحواضر. التى هى محل بت 
الشرع. وغلب عليهم الجهل. والتعرّض للأموال. 
والأخذ بالدماء. والهروب بالحريم. وأخذ الأموال 
بالخيانة والفشَ والحرابة والمعاملات الفاسدة. أن 
يفعل بهم ما يقطع هذه المفاسد من التعرّض لبعض 
مال الجاني وبدنه وسجنه عقوبة له. فيوقف من ماله 
ما يحسم به مادته. إما بإعطانه للمجني عليه. أو يُرِدُ 





عليه إن حَسُنَتْ حاله, أو يوضع في بيت المال. أو 
يتصدق به؛ كما في بعض المسائل الأتي ذكرها. 
وهذا الذي تدلُ عليه بعض المسائل المالكية والقواعد 
الشرعية والاجتهادية»ا””. 

وقد عدّت فتواه في ذلك الوقت مخالفة لأصول 
الشريعة. ومشهور مذهب الإمام مالك» وخارجة عن 
إجماع الأمة. وممّن ناقض فتواه الشيخ محمد بن 
مرزوقء ويعقوب الزغبي؛ والقاضي أحمد الشمًا ع" 
الذي رد هذه الفتوى وألّف في ذلك رسالته (مطالع 
التمام). 


وقد وصلت هذه الفتوى إلى فقهاء المغرب في 
القرن العاشر الهجريء وناقشوهاء وألّفوا فيها 
رسائل صغيرة. منها تقييد أبي سالم الكلالي في 
العقوبة بالمال» وجواب أبي حامد محمد العربي 
الفاسي. وقد اختلفت أراؤهم في المسألة بين مؤيّد 
ومانع» وكان مما استند إليه المؤيّدون زعاية 
المصلحة للضرورة:؛ فأجازوا تطبيق العقوبة المالية 
وبخاصة في المناطق البعيدة عن حكم السلطان. قال 
نيدي العرتي الفاسي: ٠«ومقتضى‏ هذا أنه إذا 
تعذّرت إقامة الحدود. ولم تبلغها الاستطاعة. وكان 
التغيير يحتاج إلى إيقاع الزواجر» وكانت الاستطاعة 
تبلغ إلى إيقاع تعزير يزدجر به تنزلت أسباب 
الحدود منزلة أسباب التعزيرات. فيجري فيها ما هو 
معلوم في التعزير. وليس المراد أن الحدٌ يسقط 
بذلك. ولكن ذلك غاية ما تصله الاستطاعة في الوقت» 
دفعًا للمفسدة ما أمكن. وتوخيًا لتغيير المنكر على 
قدر الاستطاعة, فإن أمكنت بعد ذلك إقامة الحد أقيم, 
إن اقتضت الشريعة إقامته. والظالم أحقّ أن يحمل 
عليه. وذلك شمرة عدم الإذعان لإقامة حدود الله 
تعالن1: 

أل القاضي الشمّاع رسالته (مطالع التمام) سنة 
8ه حسيما صرح به هو نفسه. فقال: «ثم هذا 
الاجتهاد إخراج إلى شيء لم يقل به أحد. ولم يوجد 





3 
ا 














مثله على تطاول الإعصار. 
اليوم ثمانمائة سنة وثمان وعشرون ونيف" 
الغرض من تأليف الرسالة 

كان الغرض من تأليف هذه الرسالة مناقضة 
فتوى البرزلي وردّها والجواب عنها بما يُبطلهاء قال 
القاخ ىالشباع "ولا ون كفمنو هن المتكر 
الفظيع؛ ورد هذا المنكر الشنيع» وكلت الكلام فيه 
مرة لأهل البأس في الدين والشدةء واستنجدت في 
ذلك من اسكدمو دي مهن أعتقد أن لديه لحمية 
الإيمانية بأوفر نصيبء وقلت لعل الله يكفي بما شاء, 
فلم أرَ من تعرض لذلك من مخطىءٍ ولا مصيبء بل 
كلهم أحجم؛ وقال : هذا يوم عصيب» ..وعلقت أن جيرا 
مما عن الثّاس ها عت الله ووتتحققت أنه إذا' ظهرت 
البدع وسكت العالم فعليه لعنة الله فاستخرت الله 
تعالى فيما أنبه به الغافل: وأبصر به الجاهل؛ رجاء 
الموعود به فيمن دعا إلى الهدى 

وقد تتبّع الشمّاع رسالة البرزلي فقرةٌ فقرة, 
وناقش كلامه وأدلته. مستحضرًا في ذلك نصوص 
من تقدمه من الفقهاء وأدلتهم في المسألة, وسمّى 
رسالته: (مطالع التمام ونصائح الأنام ومنجاة 
الخواص والعوام في رد القول بإباحة إغرام ذوي 
الجنايات والإجرام زيادة على ما شرع الله من 
الحدود والأحكام). وهذا هو العنوان الرئيس 
للرسالة المكتوب على ورقة العنوان. وقد اقترح 
المؤلف تسعة عناوين أخرىء وأعطى القارىء حرية 
اختيا رما يراه ملائما منها ٠‏ فقال: وإن تكندت قتعم 


.. من مبدأ الإسلام إلى 


ىم 








- النصائح الجلية في فضائح القول بتحليل الخطية: 
أو 

- نصح البرية في تخطية من حلل الخطية. أو: 

- رد الرأي المضلل ة في الظلم المحلل: أو 

- الرماح الخطية في دفع القول بتحليل الخطية. أو: 

- العضب الباترة للاراء الخاسرة. أو : 


- طعان الأسنة لمن خالف الكتاب والسئة؛ أو: 

- رمي السهام لمن ضلل الحكام؛ أو: 

- العذب السلسال في تحقيق الحق في منع العقوية 
بالمال» أو: 


- نصح الخلفا في التحصن بحصون الوفا 
والإعراض عن مقالات د أهل الغلوٌ والجفا اتياعًا 





منهج المؤلّف في الرسالة 

سلك القاضي الشماع في تحرير الرسالة منهج 
أهل الجدل, الذي اتخذوه أساسا في المناظرة 
والمحاورة؛ وهو إيراد كلام الخصم بلفظه أولاً, ثم 
الشعرضن التقمية فاننا .حتى يتخلّص من التهمة 
بتغييره أو نقضه.؛ ويكون كلامه موازنًا لكلام 
خصمه وموازيًا له في النظر العقلي. وهذا منهج 
محمود عند أهل المناظرة وأصحاب الأساليب 
الجدلية: ومثال على ذلك قوله: «قال المفتي 
المذكور: وقعت مسألة بين يدي الخليفة أمير 
المؤمنين, الملك الصالح العدل المجاهد في سبيل 
الله. أبي فارس عبد العزيز أيده الله ونصره؛ وهي 
ما يعاق به الجاني إذا ارتكب جرحاء أو قطعًاء أو 
هروبًا بامرأة, أو أخذ مالاً بسرقة أو خيانة أو 
بحرابة. أو نحو ذلك من التعدي والغصبء. وهي 
مسألة مشهورة بأفريقية بالعقوبة بالمال في هذه 
الاباك 

أقوك إن أزاك أنه مقنوورل الحرية بق الطماء: 
يذكرونها في مجالسهم ومذاكراتهم. فصحيح »؛ وهو 
حجّةٌ عليه فيما رام من التحليل ل اد بأتها 


مكتهنوؤة هنا تهنامن الجق والعدال فجمهتان 


«قال: هذه المسالة ينبغي أن تجري على حكم 
المصالح المرسلة. وهو الوصف المناسب الذي لم 
يشهد له الشرع بإهدار ولا اعتبا 





























أقول: هذا كلام فاسدء وقول عن سبيل الحق 

حائدء وذلك من وجوه...”. 
ويُعزَّر القاضى جوابه بأدلة من الكتاب والسئة, 

وآراء الفقهاء وأقوالهم في المسألة. وبخاصة ابن 

رشد الذي أكثر النقل عنه في كتاب (البيان 

والتحصيل). 
ويتلخُص رأيه في المسألة بما يأتي: 

١‏ - إن العقوبة بالمال؛ المسمّاة بالخطية؛ معلوم 
تحريمها بالضرورة من الدين» حرمتها نصوص 
الشريعة القاضية بتحريم أموال الناس بالباطل, 
وهي نصوص قطعية متظاهرة؛ لا تقيل النسخ 
والتبديل والإبطال. 

؟ - إن الاجتهاد في المسألة وبناءها على المصالح 
المرسلة غير مقبول وخارج عن المعقول, 
ومخالف للإجماع وأهل الأصول؛ لأنّ تحريمها 
منصوصٌُ عليه في الكتاب والسنّة. ولا يجوز 
الاجتهاد مع وجود النص. 

؟ - إن الإمام نص على أَنّهِ لا يحل ذنبٌ من الذنوب 
مال إنسان وإن قتل نفساء فيستفاد من عموم 
قوله المنع من بناء المسألة على المصالح المرسلة 
دعي غيرها: أن لشن المدهبي الملد بمدرلة 
النص النبوي للمجتهد المطلق. ‏ - 

؟ - إن العقوبة في الأموال أمر كان أوّل الإسلام ثم 
نسخ. وعادت العقوبات على الجرائم في الأبدان, 
على ما حكاه ابن رشد وغيرهء فإذا وقع نسخ 
الوجوب رجع أخذ المال إلى أصله المشروع. 
واصله المعلوم المقطوع به حرمة أخذه بغير حق. 

5 - إن غرم المال لا ينهض زاجرا على الشهوات 

والاهواء الغالبة: لأن من غليت عليه شهوة اللذة أو 

الانتقام يستسهل في طلبها دفع المال وانفاقه. 

وكل شهوة تمكنت. وعلاقة استحكمت. سهلٌ على 

صاحبها يذل المال لتحصيلها. 





5 - إذا ثبتت الحدود وجب إقامتها على صاحبها. 


وإذا لم تثبت وجب درؤها بالشبهة؛ كما قضت 
بذلك السنّة فلا موجب لاستبدال الحدّ بغرم 
المال. 


وقد ختم المؤلف رسالته بقصيدة تشتمل على 


خمسة وسبعين بين دنه الأفكار التي ناقش بها 
الحافظ البرزلي, تتخِلّلها عبارات لقحو و الايد 
والتقريع. 

مصادر الرسالة 


اعتمد القاضي في تأليفه على مصادر متنوعة, 


أكثرها في الحديث والفقه والأصول, وهي مصادر 
معروفة؛ كانت متداولة في حلقات الدرس في تلك 
الحقبة: أذكرها على الترتيب الآتي: 


- سنن الترمذي - ١‏ لسدن الكبرى للنسائي - سنن 
أبي داود - الموطأ للإمام مالك - معالم السنن 
للخطابي - الإكمال للقاضي عياض - الاستذكار لابن 


عبد البر - شرح صحيح البخاري لأبي حفص عمر 
الأنصاري - الأحكام الصغرى لعبد الحق الإشبيلي - 
المنتقى لأبي الوليد الباجي - شرح صحيح مسلم 
للنووي - عارضة الأحوذي لأبي بكر بن العربي - 
شرح الأحكام الصغرى لابن بزيزة. 


في التفسير : أحكام القرأآن لابن العربي - 


أحكام القرأن للقرطبي - جامع البيان للطبري. 


في السيرة : الاكتفاء في المغازي والسير لأبي 


الربيع الكلاعي - كتاب الأقضية لابن الطلاع. 


في الفقه : رسالة البرزلي في العقوبة بالمال - 


مشائل: أبئ الوليد بن زشتدء سماه:كتات الأسكلة - 
الإشراف على مذهب أهل العلم لابن المنذر 


الك 
القطان - 


ائل الإجماع لابن 


يل لأبي الوليد بن رشد - 


ابوري - الإقناع في 
إلبيان والت 


الوثائق المجموعة لابن فتوح البنتي - النهاية والتمام 

















للمتيطي - المدونة برواية سحنون للإمام مالك - 


الرسالة لابن أبي زيد القيرواني - التبصرة للخمي - 
التكبية على شادى” التوجئة لابن بترت محتضر ابن 
الحاجب الفرعي - الأحكام السلطانية للماوردي - 
النكت والفروق على المدونة لعبد الحق الصقلي - 
قواعد الأحكام للعرّ بن عبد السلام. 

في الأصول : البرهان لإمام الحرمين الجويني 
- مختصر ابن الحاجب الأصولي - الأحكام للآمدي 
- المستصفى للغزالي - المحصول للفخر الرازي - 
شرح تنقيح الفصول للقرافي - الاستشفاء بما في 
تحصيله شفاء (في القياس) لأبي بكر بن العربي. 

في علم الكلام : شرح المعالم في أصول الدين 
لاي التلمساني - شرح العقيدة للتادلي. 


في التاريخ والتراجم : ترتيب المدارك 
للقاضي عياض - تاريخ لمتونة لابن الصيرفي. 
أسلوب الرسالة 
جمع القاضي الشماع في كتابة رسالته بين 
أسلوب الفقهاء والأصوليين وأسلوب أهل البلاغة 
والبيان؛ ويتميز أسلوبه في الغالب بمسحة أدبية, 
تتسم بالمبالغة والتكلّف في البحث عن الكلمة, 
وتزدحم فيها المحسنات البديعية من جناس وطباق. 
ومثال على ذلك نورد الفقرة الآتية. قال: «واعتقاد أن 
ما شرعه لا يفي بزجر العباد. وأن ما أحدث من أخذ 
الأموال هو الرادع. وتسهيل طريق العصيان على من 
أراد رفع القليل من الإيمان. وتمكين حب المعاصي 
من قبول الولاة والعلماء. إذا انتهى إليهم جناية أو 
معصية يأخذون فيها المال. وذلك كله مسب لسخط 
الرحمن واستجلاب النيران وحرمان الجنان: وإلى 
متى تمد العنان فيما هو ضروري بالمشاهدة 
والعيان؟ هدى الله هو الهدى. ومن اتبع رسول الله 
هتدى. وإياكم والمحدثين وما أحدثوا, 
فانهم عن ارانهم التي لم يشهد لها كتابٌ ولا سُنّة 














حدثواء أتوا من الافتراء بكل أعجوبة؛ وقلوبهم عن 
الأنوار محجوية...1". 

إن ما يمكن أخذه على القاضي الشمّاع في 
رسالته كثرة استعماله لعبارات الهجو والتجريح 
والقدح» والمبالغة في التشنيع على الحافظ البرزلى 
بكلام لا يليق بمكانته وعلمه وعلوٌ شأنه وارتفاع قدره 
بين العلماء؛ ورميه بأمور بعيدة عن الحقيقة والصواب 
منهاء قوله: «ولقد حدثنى ثقات ذق عدد نا 
الإمام ابن عرفة - رحمه الله - كان يدعو غير مرة ريه 
أن يحفظ دين نبيّه محمد يَليةِ من البرزلى»"". فهذا 
مخالف للحقيقة. فقد نقل العلماء أن ابن عرفة كان 
يعترف به ويُقدّره. وهو تلميذه المخلص الذي لازمه 
كرا ٠‏ سنة؛ وكان يقول فيه هو والإمام الأبي: 
«كيف أنام وأنا بين أسدين, الأبي بفهمه وعقله. 
والبرزلي بحفظه ونقله». 

وقد بالغ الشماع في تقريع البرزلي مبالغة 
خارجة عن آداب المناظرة والمناقشة والمذاكرة, 
فقال في آخر رسالته: «... فليت الأمّة فقدتك قبل أن 
تقول ما قلت؛ وليت أمك لم تلدك؛ وليتك إذ ولدتك لم 
تتعلم» وليتك إذ تعلّمت لم تتكلم؛ وليتك إذ تكلمت لم 
تلج لجاجك. ولم تقم على هدم الشريعة حجاجك؛ 
وليتك إذ تكلمت لم تصدر للاخذ عنك؛ وليتك إذ 
صدرتء وأنت لا تحسن ما صدرت له في ورد ولا 
صدرء لم تقبل, وليتك إذ قيلت أمسكت عنائك عما لا 
يعني. واتبعت جنانك ليتبيّن لك ما أنت على الدين 
تجني. ولقد بلغني تواترًا عن شيخنا الإمام - رحمه 
الله - مقالات جملة من < لتها أنه آل الله أن يحمي 
دينه منك”''. غفر الله له وعفا عنه. 

إذا استثنينا عبارات التجريح والهجو والقدح, 
فإن الرسالة قن لها قيمة كبيرة بين الكتب التراضية 
الفقهية من ناحيتين 

الناحية العلمية : فالرسالة من النصوص 
النادرة: إن لم نقل الفريدة. في المذهب المالكي؛ التي 











تناولت مسألة «العقوبات المالية» بنوع من التوسع 
والاستيعاب. وناقشتها بالأدلّة النقلية والعقلية. 
الناحية التوثيقية : فقد احتفظت الرسالة 
بنصوص نقلها القاضي الشمّاع من مصادر تعد عند 
الباحثْينُ في عداد المفقود من التراث الإسلامي, 
منها: (رسالة الحافظ البرزلي في العقوبة بالمال), 
وكتاب (الاستشفاء بما في تحصيله شفاء) للقاضي 
أبي بكر بن العربي, وهي رسالة في القياس» وكتاب 
(تاريخ لمتونة) لابن الصيرفي أبي بكر يحيى بن 
محمد القزتاطىئ»كاتب الأمي رتاشفين ين علي: 
ويسمى [الأنواق. الجلية في أخبار الدولة المرابطية): 
وقد ضاع الكتاب وبقيت منه شذرات تناقلتها 
المؤلّفات بعده, كالبيان المغرب لابن عذاري» 
والإحاطة وأعمال الأعلام لابن الخطيب» والجمان في 
أخبار الزمان للشطيبي. 1 
لقد تداول علماء المغرب هذه الرسالة؛ وجعلوها 
مرجعًا لهم في بحث مسألة العقوبة الماليةا"", ولا 
يمكن أن أجزم في شأن تاريخ دخولها إلى المغرب 


إن النسخة التي وقفت عليها من هذا المخطوط 
محفوظة بخزانة الاسكوريال بإسبانياء ومسجلة تحت 
رقم .)١١40(‏ وهي النسخة الوحيدة التي قدّر لي 
الاطلاع عليهاء وتوجد في معهد المخطوطات العربية 
مصورة عنها تحت رقم «ف 54 فقه مالكى». وقد 
علمت من خلال بحث الأستاذ أحمد الم ب جود 
نسخة أخرى بمكتبة أهل الشيخ سيدي بموريتانيا. 
ولا استبعد أن تكون من المخطوطات المخلفة عن 
خزانة أبي الربيع سليمان الحوات. التي أشار إليها 
العلامة عبدالله كنون رحمه الله. 





ولا أستبعد أن تكون هناك نسخة أو نسخ أخرى 
من الرسالة موجودة بالخزائن المغربية ضمن 
مجاميع غير مفهرسة:. أو محفوظة فى خزانات 
خاصة. 


تقع هذه النسخة ضمن مجموع يتألف من 87١‏ 
ورقة. وتحتوي على خمسة كتب منسوخة بخطوط 
مختلفة. ومرتبة على النحو الأتي: 
- تحرير ما اشتمل عليه مختصر الشيخ ابن عرقة من 

الحقائق الشرعية من ؟/رأ إلى 4؟/أ. 
- الهداية الكافية الشافية:؛ لأبى عبدالله محمد 

الرصاع. من ١٠/أ‏ إلى /ب. 
- مطالع التمام ونصائح الأنام, لأبي العباس 

الشماع. من 85١/رب‏ إلى 7؟؟/رب. 
- جمع الجوامع في الأصولء لأبي نصر تاج الدين 

السبكي. من 54؟/أ إلى 77؟/رب. 
- عمل من طب لمن حب؛ لأبي عبدالله محمد المقري. 

من 515/آ إلى النهاية. 1 ١‏ 

تتألف رسالة «مطالع التمام» من 99 صفحة؛ في 
كل صفحة ١6‏ سطراء ناستفناة الصفحة ؟15/أ التى 
تضمنت 6+ سطرًا:فني كل سطرونا كلية في 
المتوسط. 1 

كتبت النسخة بخط مغربي مقروء. دقيق 
ومدموج؛ وناسخها أبو العباس أحمد بن يحيى 
الونشريسيء الذي جاء ذكر اسمه واضحا في 
الصفحة الأخيرة من الرسالة: وكان الفراغ من 
النسخ يوم الاثنين 9؟ جمادى الأولى عام 46ىها"". 
كتب الناسخ بعض الكلمات بقلم غليظ»؛ مثل عبارات 
الترتيب: الأول الثاني... والعبارات التي تفيد السؤال 
والحواتك مثل: قال... قلت إن قلت... قلنا - سلمنا 
جدلاً - وآسماء الأعلام كابن عبد البر - وابن عرفة - 
والقاضي عياض - والمازربي - والعبارات التي تدل 
على الاستنتاج مثل: والحاصل من...؛ وأسماء بعض 
الكتب مثل: الإكمال - والاستشفاء - والبيان 
والتحصيل - والنهاية والتمام؛ وبعض الأبيات 

تمتاز النسخة بميزات تجعلها من النسخ الجيدة. 
































خخ من الكجلله) المتموتورخن 
والمك جف صين في الفقه والنوازل» ومن 
المشتغلين بالتأليف فيهما. له في ذلك تأليفًا 
مشبهور ا حمة فيه نوازل فقهاء الأندلس والمغرب 
وخوضى سماء(المجيار المعرب والجامع 
المغرب). وهذه ميزة تجعل احتمال ورود الخطأ 
والتصحيف والمسغ الذي يقع فيه النسّاخ عادة 
أمرًا نادرًا وضئيلاً جدًا. 


- أن نا 


- أن النسخة كتبت بخط مقروء خال من الأخطاء 
والتصحيفات. إلا قليلاً مما يعد من سبق القلم. 
- أ اله غةخالية من أي أثر من آثار الإتلاف 
والتلاشي, فهي نسخة كاملة تامّة؛ لا بتر فيها ولا 
- أَنْ النسخة كتبت سنة 486هء فهي قريبة من زمن 
المؤلف, ولا يفصلها عن تاريخ وفاته إل نحو 01 


سبنة. 


وقد وقفت على كثير من النقول من هذه الرسالة في 
المصادر الآتية: 

- جواب أبي حامد محمد العربي الفاسى فى العقوبة 
بالمال. مخطوط الخزانة الحسنية رقم 5077 

- الت د والت 1 في ذكر ما أغذ خلن من 
أحكام المغارسة والتوليج والتصييرء لعبد 
الرحمن بن عبد القادر المجاجى - مخطوط 
الخزانة العامة رقم: د 6؟55. 

- الأمليات الناشية في شرح العمليات الفاسية. لأبي 
عثمان سعيد بن قاسم العميري. مخطوط مكتبة 
عبدالله كنون رقم /31511. 

- المعيار الجديد المعرب. للمهدي الوزاني. الطبعة 
الحجرية. 

- شرح نظم العمل الفاسي, لابي عبدالله محمد بن 
قاسم السجلماسي. الطبعة الحجرية. 


- تحفة الحذاق شرح لامية الزقاق» لأبى حفص عمر 
الفاسىء الطبعة الحجرية. 

- أجوبة أبي الحسن علي التسولي على أسئلة عبد 
القادر الجزائريء الطبعة الحجرية. 

- الجواهر المختارة فيما وقفت عليه من النوازل 
بجبال غمارة, لأبي فارس عبد العزيز الزياتي, 
مخطوط خاصن: 

- حاشية محمد بناني على شرح الزرقاني. 

- فصل الأقوال في الجواب عن حادثة السؤال ونفى 
العقوبة بالمال» للشيخ محمد الاخميمى. 

- بدائع السلك في طبائع الملك لأبي عبد الله محمد بن 
0 

نماذج من الرسالة 

سيب تأليف الكتاب 
وبعد: «فلما كان بيان ما التبس من الدين: والذب 

عن شرائع المرسلينء؛ وحفظ عقائد المسلمين؛ مما 

أخذ الله فيه على العلماء الميثاق, وشدد فيه من العبد 

الوثاق» وذمهم أبلغ الذم على ترك البيان» ووبخهم 

غاية التوبيخ على نبذ الكتاب وراء الظهرء وبيعه 

بالقليل من الأثمان» وتوعد على السكوت والكتمان 

بتسعير النيران» وعلى ترك النصيحة بحرمان 

الجنان؛ والبعد عن جوار الرحمن. وكان في بعض 

هذا أبلغ رادع عن السكوتء وأتم قامع عن التغافل 

والخفوت. ووقع في بعض ما علم تحريمه بضرورة 

الدين» واستوى فيه علم اليقين وعين اليقين؛ تلييس 

من كبير في الزمان» حيث أطلق فيه العنان» وكانت 

أكثر الطباع مجبولة على التقليد : لفقدانه النظر 

السدفةه: وخعئرفةه التدة بالريكال, تدز التسافة 

والمحال. وكتب فيه من الهذيان والوسواس ما جاز 

بهرجه على كتير من النّاس. وكان مما يجب على 

الآنام: اعتقاد ما اشتمل عليه الكتاب والسنّة من 

الأحكام. فمن استحل شنينا مما حرمه الله غالمانيه, 

















فخارج بإجماع عن الدين والإسلام ولم يشترط 
العلم به. بل قال في باطلٍ إنتسق. وواحب أو الأزه! 
أنه كان في بعض العلماء الأعلام. 

ولمًا وجب تغيير هذا المنكر الفظيع»: ورد هذا 
المنكر الشنيع, وكلت الكلام فيه مرَّةً لأهل البأس في 
الدين والشدة, واستنجدت في ذلك من استنجدني 
عمد .أعتقد. أن لدته الحسة الأنماننة تاوق تصنت 
وقلت لعل الله يكفي بما شاء, فلم أرَ من تعرّض لذلك 
من مخطىء ولا مصيب, بل كلهم أحجم وقال هذا يوم 
عصيب؛ وعلمت أن خيرًا مما عند النّاس ما عند الله, 
وتحققت أنه إذا ظهرت البدع وسكت العالم؛ فعليه 
لعنة الله. فاستخرت الله تعالى فيما أنبه به الغافل, 
وأبصر به الجاهل؛ رجاء الموعود به فيمن دعا إلى 
الهدى. وأن يكون ذلك لأمر الله عن وجل وأداء 
وحسنة باقية على مر المدى. وكم نصحت في ذلك 
وأفصحت, وبينت وأوضحت,ء والشياطين تجرف من 
ارات وقد من اليدزا :افق ييل 


شد على الكتيبةلاأبالي 
أحتسفي كان فيها أم سواها 

فليتك تحلو والحياة مريرة 
وليتك ترضى والأنام غضاب 

وليت الذي بيني وبينك عامرٌ 
وبيني وبين العالمين خراب 

إذا صح منك الود فالكلٌ هين 
وكل الذي فوق التراب تراب 
وهذا حين أشرع فيما أجملته على التفصيل. 


مؤكدًا بالبْرها ن والدليل. معتمدا على الله حسبي 
ونعم الوكيل. 


والقضية التي وقعت فيها المنازعة. وكثرت فيها 





أفاق الثقافة والتراث 


المراجعة. حرمة المغرم المسمى بأفريقية في هذه 
الأعصر بالخطاياء المتضمّن لأجناس البلايا وأنواع 
الرزاياء وهو عبارة عن أخذ المال من ذوي 
الجنايات. كالقتل والجرح والقطع والسرقة, وسائر 
الفواحش: كم عطل بسبيه من الحدود ألتي وصف 
الرب سبحانه بالظلم متعديها. وتتبع لأجله من 
العورات التي اشتدٌ وعيد متتبّعها ومبديهاء وتطرّق 
منه إلى اتّهام البرىء؛ وبحث لأجله على المستور 
والخفي, واجترأ ذو السعة بها على الشهوات: وهناك 
ما شاء من الأيات» وأخذ فيها بقول قائل؛ وتوصّل 
إليها مما ليس تحته طائل؛ وطلّت بها الجراح 
والدماء. وصار الحكام من أجلها في عمى وعمه. 
لطالما اشتدت إليها الأطماع, واشتهرت حتى قدرت 
بالمدٌ والصاعء؛ وأخذ فيها الجار بالجار؛ والمتبوع 
بالاتباع» وصارت سنن وأحكام الشريعة فيها 
ابتداع» كأن لم يقرع نهي الله سبحانه عن أكل المال 
بالباطل قط الأسماع» ولم يجمع بينه وبين القتل في 
النهي حتى لم يبق فيه اتتساع. وكأن الرسول يكل ما 
عظم تحريمه بمحضر الأشهاد في خطبة حجّة 
الوداع. وكأن 0 
التفدين والأوضاع ٠‏ وكأنه د 3 يقل: (أمرت أن 
أقاتل النّاس حتى يقولوا لا إله إلا الله 0 
عصموا مني دماءهم وأموالهم, إل بحقها وحسابهم 
على الله)”". وقد انعقد على صحته الإجماع ٠‏ لكن 
فت عن الحرضن يعوذ الشعاع؛ وحب الشيء يُعمي 

الأبصار وَيْصمٌ الأسماع 0 
واضعء وما لما وضعه الله من ارتفاع؛ إلى أن وفق 
لقطعها من ألهمه الله رشده. وقرن باتباع أحكامها 
الكشات والشريعة حمكة وسبفدة :زهت 


المؤمنين ملكه وأيده. وصدقه الله في الأمر 
بالمعروف والنهي عن المنكر وعده؛ فأعلى كعيه 
ومجده. وأذل أعداءه, وأعرّ أولياءه وجنده. أمير 


المؤمنين. المهدي لإحياء سئة المرسلينء أبو فارس 
عبد العزيز. جعله الله في حصن حصين؛ وحرز 














حريز؛ إنه عرف ما [فيها] من الغوائل؛ وما دخل على 
المسلمين [فيها] من الدخائل؛ ولم يخف عنه فيها أن 
الاسم هو المسمّىء وانكشف له انكشافاء لم يفتقر 
معه إلى إخراج المعمى, وتجِلَى له الحق ٠‏ وكيف 
يخفى إلأّعن يصيرة أعماها حب دنياها واتباع 
هواها؟ إومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة 
أعمى وأضل سبيلا4”". فآثر النجاة من شرها 
والسلامة: وتبرَأ من موجبات الخزي والندامة, 
وشهر إسقاطها رجاء أن يثقل ميزانه في عرصات 
القيامة» وأمر بالسياسة الشرعية التي مضى عليها 
الخلفاء الراشدون؛ ومن يرتضي من أهل الإمامة, 
وأنفذ ذلك من حكمه وقضائه؛ وعزمه الصادق في 
تحقيق الحقائق وإمضائه؛ وثبت ذلك في ديوان 
المكرمات التي أفادهاء والمظالم التي محاها 
وأبادهاء والسنن التي أميتت فأحياها وأعادها؛ ملأ 
الله قلبه خشية ورحمة. وشرح صدره بنور العلم 
والحكمة. وضرب غليه سرادق الحفظ والعصمة, 
فصفر منها وطاب المعتدين, وحسده الشيطان 
اللعين. فخيل إليهم أنهم إليها غير عائدين, إلا أن 
يجمعوا مكر الماكرين وكيد الكائدين [85اي]» 
فأجمعوا أمرهم على إمهال الرعية, وإمهال الشريعة, 
وإمهال السياسة الشرعية؛ وترك حدود الله غير 
محفوظة ولا مرعيه ٠‏ وإن بعثوا من كل ناحية شكية, 
ويوذنوا أن كثرة الفساد قطع الخطية. وسيق القلم 
على من ذكر. فألقى إليهم الإباحة؛ فتمّت لهم الأمنية, 
وقد كانوا قبل ذلك في محاورة ومصانعة. ومقاولة 
ومراجعة. فاستطاعوا أن ينزلوا الخليفة أَيْدَهُ الله عن 
تلك المنقبة العليّة. والرتبة الرفيعة المرضية 
رْلَّ معينهم في مزلة الهوى. وأغوى لما غوى. 

وأنا أسأل الله أن يعصم أمير المسلمين من 
سواهم. وينجيه من مكيدة إلباسهم. وإليه أضرع في 
ذلك. فهو الذي بيده أزمة الألسنة والقلوب. وهو الذي 
يصعد إليه الكلم الطيب غير محجوب. 


» حتى 





مسألة علم حكمها من الحرمة بضرورة الأديان, 
فكيف تفتقر إلى دليل؛ ويُقام على المحسوس 
برهان؟ قالوا إذا لم يكن ردعهم إلا بالمال؛ قلنا هذه 
دعوى عرية عن الاستدلال» في مقابلة الدليل العاصم 
للمالء والروادع الشرعية أردع على التفصيل 
والإجمال». 


قصيدة نظم فيها المؤلف ما تقدّم ذكره في المسألة 
0 قدمناه من الاستدلال على تحريم هذا 
المحلل» ورد الرأي المضلل كفاية. وقد جمعنا ذلك 
في منظوم» جعلناه كالفنلكة لكتابنا والتذكرة؛ خاطينا 
به إمام الدهر وخليفة العصرء ذا الأيام الزهر 
والوقائع الغرّء أبقاه الله حاميًا للإسلام: واقيًا 
للأنام؛ راقيًا إلى دار السلام؛ وأرفع ما رقت إليه 
الأقدام: 
(من الوافر) 
أياملكَالأنامومنإليه 
تناهى العرّ والشرف الخطير 
ومن عظمت وقائعهوجلت 
[على أساس فخرك في البرايا 
وجدك في التقى نصب السرير] 
شددت الملك بالتقوى فتممّت 
خصال المجحد وانتظم النقفير 
وشيّدت المباني إن بناها 
بنو حفص فعرّلك النظير 
عززت نصرت عاديت الأعادي 








عقدت العزم في ترك الخطايا 
ومثلك لايحورولايجور 
وأشهدت العبيد بذك أن لا 
يفغرّكحاسدأوكفور 
فوفًيماعقدرتولاتماطل 
فماتدريمتىيأتي السفير 
ولاتتبعهوىمنلايبالي 
يمايريد فالمولى غيور 
فقد وضح السبيل لمن يراه 
وبانالحقٌواتجه المسير 
وإنّ الحدّ لايعتاض منه 
ولامعههفتيلأونقير 
حدوداللهكافيةلزجر 
ومسن قد قال لاتكفي كفور 
كما شرع الإلهلناوفيها 
إذامالم تبع فاعلمظهور 
أقيموا الدين قال الله حقًا 
وعمايهشرعتفلاتجور 
فلا يخدعكم عنهاخيال 
ووسواس يلمٌبهالفرور 
يقيس مع النصوص وذاك خرق 
نعاطاه مع النهي القرور 
إذا ما قد قضلى الرحمن أمرًا 
تقاصرت المزذاهب والأمور 


آفاق الثقافة والتواث 






وقولالمال أردع فارفضوه 
فمائنصح المجيب ولا المشير 
أليس المال للأهواء عونًا 
وللشهوات وهولها مثير 
يروحالأغنياء بمااشتهوه 
ويبقى إلف حسرته الفقير 
يجل الرب أن يختار حكمًا 
بهسفةوجهلأوقصور 
ومن رام العقوبة بالخطايا 
فقول ظاهر البطلان يبور 
إلى أن يقول : 
وقد قال الإمامالحبرأعني 
بذلكمالفًاوهوالأمير 
وصرح لاا يبيح الذنيٍ مالاً 
ولوقت لالنفوس, فلا يجور 


نعمم.ورأىوأفتىوهوحق 


فمن يبح المغارم بالمعاصي 
أقل حجزائه فاعلم حجدير 
رأى إممامك الحبراليصير 
وماعلمالأكمة أن ذنبًا 


وتابعهالجماعة ليس يبدو 








وفي الأحكام تنصيصٌ صريح 
بأنّعقويةالأموال زور 
وفيهالايجوزوباتفاق 
على حال ومن هذا كثير 
وهذاقطب مذزهبناعليه 
جوابإمامنافاعلم يدور 
كذا قال ابن رشد في بيان 


مرارًاءوالرواة له ظهير 


علىهذافعول لاتعاقب 
بمالء فهو خسرانٌ كبير 

وإذا أوتيت ملتيسًا فدعه 

يردي هإلى أصل صحيح 
بشور يصيرة, والعلمنور, 


.٠١ال/5/ الفتاوى الكبرى لابن تيمية:‎ - ١ 

" - بشائر الفتوحات والسعود ص ك ١5:7‏ - 155,. 

" - ادعى المستشرق يوسف شاخت أن الشريعة الإسلامية 
قاصرة عن تنظيم المساتل الجنائية: لعدم اعترافها بالعقوبة 
المالية. راجع: في أصول النظام الجنائي الإسلامي للعوًا: 
ةده 

؛ - الجريمة والعقوبة في الشريعة الإسلامية: 1917. 

5 - ضوابط المصلحة للبوطي: 50١‏ -5:غ]. 

. 44 العرف والعمل في المذهب المالكي‎ - ١ 

/ - المرجع السابق: ؟١5.‏ وقارن مع ص .١15‏ 

4 - مواهب الخلاق: "/م١551,‏ وانظر جواب أبي حامد الفاسي 
في العقوبة بالمال: :٠١‏ ونوازل الزياني */؟؟: والمعيار 
الجديد للوزاني: ٠‏ واالأجوبة الفقهية: :5١١5‏ 
ومطالع التمام: ١‏ ١؟ب:‏ وفصل الأقوال للاخميمي: 34. 

3 - تكميل التقييد: 1/4؟. , 

. ١ نوازل العلمي: “رةه‎ - ٠١ 

١‏ - جوابه في المسألة /!: والمعيار الجديد: :188/٠١‏ وشرح 
نظم العمل الربادلي: ار 

١‏ - أحكام المغارسة 1:, والأمليات الفا 
العمليات الفاسية 
الأقوال: 21.5 


٠‏ ؛ ومواهب الخلاق: ؟/١9؟‏ : وفصل 


.19 0/٠١ جوابه في المسألة: 8؛ والمعيار الجديد:‎ - ٠ 

5 - مطالع التمام: 94١ب؛‏ و6١٠اب.‏ 

6 - شرح نظم العمل الفاسي: 451/5 

- أجوبة التسولي: 0 

١١‏ - حاشية فتح المعين على شرح الكنز: ؟/80؟؛ والبحر 
الرائق: :5١/5‏ ومجمع الأنهر: ١/17١3؛‏ وحاشية الدرر 
على شرح الغرر: 5/”؛ وحاشية ابن عابدين: /153؟! 
وفتح القدير: 4/؟١5؛‏ والفوائد السمية: .535//١‏ 

8 - مطالع التمام: 15١4‏ 

5- راجع تفصيل هذه المسألة في أطروحة الأستاذ عبد 
السلام العسري: نظرية الأخذ بما جرى به العمل في المغرب 
في إطار المذهب المالكي. 

.31/-53 حسام العدل والإنصاف:‎ - ٠ 

١‏ - شرح نظم العمل الفاسي: ”/475؛ والأمليات الفاشية 
٠‏ والمعيار الجديد: :١76 /٠١‏ وجتى زهرة الأس 
اا ولق 

"١‏ - أبو العباس أحمد بن محمد بن إبر اهيم الأوسي المراكشي» 
شهر بالشماع. ولد بمراكش وبها نشأ. فأخذ عن شيوخها. 
ثم طاف المغرب بحثا عن الشيوخ. فنزل فاس وسبتة. أخذ 
عن الابي. وأبي القاسم السبتي. وسليمان بن سعدون, 
ويحيى بن رشيد الفهريء وابن جاير الوادي اشي وغيرهم 


وكتب إليه خلق من تونس والأندلس, وانصرف مأخذه عن 








مواد العلم إلى القراءات, ورواية الحديث؛ وعلم الأصول. 
وعلم اللغة والآداب: وتصدر للتدريس في مرّاكش وفاس. 
أخذ عنه أبو زكريا ال 
مرزوق الحفيد؛ وابن قنقذ؛ وابن حياتي وغيرهم. توفي سنة 


اج. وأبو الوليد اين الأحمر؛ وابن 


ام 
ترجمته في: فهرسة السراج: 18 - مخطوط خع 5157 - 
وفيات ابن قنفذ : 419! أنس الفقير: 14 وفيات الونشريسي: 
1١‏ وفيات ابن القاضي: 5”5: نيل الابتهاج: :٠١5‏ 
فهرس الفهارس: ؟/؟١]!‏ الأعلام للمراكشي: ؟/8١5؛‏ 
دليل مؤرخ المغرب الأقصى: ”/05؟! أعلام المغرب 
العربي: 5531/4. 
وقد خلط محققا الفارسية لابن قنفذ بينه وبين محمر 
الشمّاع: ولد القاضي الشمّاع . صاحب «الأدلّة البيّنة 
النورانية». انظر فهرس الأعلام: 597: والصفحات: 2,18 
61:5-55 وخلظ متهمن الحبين الْهّيلة محفق :العلل 
السندسية للسراج بينه وبين القاخ 
7/١‏ مع لائحة الأعلام: ؟/ر5ة5. 

7" - تراجم المؤلفين التونسيين: 5١/8/7‏ رقم 55/4. 

4 - يشير محمد الحبيب الهيلة في الإحالة على صاحب «الأدلة 
البينة؛ فيجعله ابن الشماع محمد بن أحمد المرجاني أبو 
عبدالله! الحلل السخدسية: ؟//539. 

6 - انظر العمر في المصنّفات والمؤلفين التونسيين: 2١9١/١‏ 
67 ؛ رقم 17؛ والمصادر التي يحيل عليها في الهامش. 
1- ترجمته في: نيل الابتهاج: :٠١1‏ والحلل السندسية: 

١ىره‏ 24 : وشجرة النور: 75؟5؟. 

1" - نيل الابتهاج:5١٠:‏ وشجرة النور: 6؟7: والحلل 

السندسية: ١/ر758:‏ ومسامرات الظريف: ؟/ر5ه. 


ي الشماع. قارن 


8 - نيل الابتهاج: :41١‏ وشجرة النور: 7؟5: ووفيات ابن 
قنفذ: 718: والحلل السندسية: ١/ر581.‏ 

4 - فهرس الرصاع: :٠١5 05١‏ وتاريخ الدولتين: 158 

.١١ المعيار: 58//5: وتكميل الصلحاء:‎ - ٠١ 

١‏ - مطالع التمام: 55؟/رب و5؟5/أ. 

؟؟ - راجع حول هذه الوظيفة: نظام الحكم في الشريعة 
والتاريخ الإسلامى: ؟/رهمه؟ - 1م 

3١‏ - أعلام المغرب العربي: /ر؛؟. 

4" - ذكر الرصاع أن الذي قرأ البيعة هو ابنه محمد الشمّاع أبو 
عبدالله. ولعله خطأ من النساخ. وقد نقله كذلك ابن 


بن أبي دينار 
في المؤنس 5*٠.وقارن‏ كذلك بالحلل السندسية 
الما 





5 - فهرسة الرصاع: 5١‏ 

5 - أعلام المغرب العربي: ©/ر 4؟ - 56. 

0 - الأدلة البيّنة النورانية: .١856 - ١44‏ 

.١545- ١5/8 المصدر السابق:‎ - 68 

9- أزهار الرياض: ؟/58. 

.337١ر/١ نيل الابتهاج: 584 : والحلل السندسية:‎ - 5٠ 

١؛‏ - نوازل البرزلي. مخطوط الخزانة الحسنية رقم ,844١‏ 
ج١.‏ آخر كتاب الصلاة. 

"؛ - انظر شجرة النور الزكية: 56١‏ هامش١.‏ 

1 - المعيار : 5 /755؛ وانظر مسامرات الظريف: ؟/57ه: 
وتكميل الصلحاء: ١١‏ -17. 

5؛ - الحلل السندسية: 555/١‏ ؛ ومسامرات الظريف: 5١1١/١‏ 

5 - نيل الابتهاج: ٠١17‏ ؛ والحلل السندسية: ١/ر‏ 5340 -543. 

5 - نيل الابتهاج: 874/5 4؛ والحلل السندسية: ١/ر؟3”.‏ 

- نيل الابتهاج: 5955 - 5٠٠‏ ؛ والبستان: .5١4 - 7١١‏ 

8غ - رحلة القلصادي: 573. 

9 - الحلل السندسية: ١/؟191؛‏ والبستان: ١549‏ 

٠‏ - الحلل السندسية. 

١‏ - الحلل السندسية: /١‏ 5548 -555؛ وانظر: 7/ا5. 

5 - نيل الابتهاج: 7١٠؛‏ وأزهار الرياض: ؟/75: والحلل 
السندسية: ١/ر9؟35.‏ 

6ه - أزهار الرياض: 25/5. 

5ه - لم أقف على ترجمته. 

5 - ترجمته في نيل الابتهاج: 517؟؛ وشجرة النور الزكية: 
4- 7555: والحلل السندسية: 31١/١‏ -110؛ والضوء 
اللامع: 6/؟15١:‏ وفهرس الفهارس: ١15١/75‏ : وفهرسته 
«غنيمة الوافد ويغية الطالب الماجد», مجلة الحياة الثقافية 
التونسية. عدد 76. سنة 7947 , ص: 110-750 ! وتعريف 
الخلف برجال السلف: ١/رقة.‏ 

- نيل الابتهاج: 157 : الضوء اللامع: 177/5 : درة الحجال 
4/١‏ : شجرة النور: 70/8 

لاه - مصادر ترجمة القاضي الشماع: 

- الأدلة البينة النورانية: 145 - 1١45‏ 

١١6 75١ فهرس الرصاع:‎ - 

- المؤنس لابن أبي دينار: ١55‏ 

- الحلل السندسية: ١/رككقه.‏ 

- تاريخ الدولتين: 178 

- تكميل الصلحا. والأعيان. 505-1١‏ رقم15. 




















- نيل الابتهاج: .11١‏ 

- مسامرات الظريف بحسن التعريف: 1/5 9. 

- الإعلام بمن حل مرّاكش من الأعلام: ؟/ .75١ - 5١‏ 

- الضوء اللامع: ؟/35؟. 

- شجرة النور الزكية: 45" رقم 817 

- النشرة العلمية للكلية الزيتونية» س١‏ . ع١:1١5.‏ 

- اتحاف أهل الزمان: ١/ر85١.‏ 

-أكتاب العمر:فى 11 تّفات والمؤلفين التونسيين: ؟/ 1/77- 
5// رقم ,5١١9‏ 

اك المؤلفين التونسيين: ؟“/8١؟‏ رقم /595. 

- أعلام المغرب العربي: 5/ 4؟ - /ا” رقم /178. 

3 نزوهلنؤأةك 5عا 5لامة عاأهاصعتره 86066 ها - 

- هو الحافظ أبو الفضلء أبو القاسم بن أحمد بن محمد بن 
المعتل البلوي. المعروف بالبرزلي القيرواني. من أعلام 
المالكية في العهد الحفصي. يلقب بشيخ الإسلام. وشيخ 
الشيوخ. ولد بالقيروان سنة ١‏ 5/اه. قرأ على الفقيه الخطيب 
محمد بن مرزوق التلمساني شينًا من | لصحيحين؛ 
و الشاطبيتين (حرز الأماني» وعقيلة أتراب القصائد)؛ وعلى 
الفقيه الصالح بن الحسن البطرني القراءات السيع؛ وعلى 
الإمام ابن عرفة بعض صحيح مسلم؛ وجميع صحيح 
البخاري؛ والموطأً, والشفا للقاضي عياضء وعلوم الحديث 
لابن الصلاح. وجميع تهذيب المدوّنة للبرادعي مرارًا' 
وتأليف ابن الحاجب الفرعي. وكثير! من تأليف ابن الحاجب 
الأصليء ومعالم الدين لابن التلمساني. وجمل الخونجي» 
وكثيرا من محصل الأرموي في الأصولء وقرأً عليه 
مختصره المنطقي. وفي الأصلين» وأكثر مختصره الفقهى. 
وأجازد الجميع. لازمه نحو أريعين سنة؛ فأخذ عنه علمة 
وهديه وطريقته؛ وكان من تلامذته النبغاء يفتخر به هو 
والابي. وقرأ على الفقيه أبي محمد عبدالله الشبيبى القراءات 
السبع وغيرها. وتهذيب المدونة. والتفريع لابن الجلاب. 
والرسالة لابن أبي زيد لازمه عشر سنوات من 750ه إلى 

ااه قدم القاهرة سنة 8607ه وأجاز للحافظ ابن حجر 

العسقلاني. من قلامذته: ابن ناجي. وحلولو. والرصاع, 

والثعالبي. ومحمد القاشاني. ومحمد التريكي. وأحمد 

التجاني. وغيرهم كثير. تولى البرزلي التدريس بمدرسة ابن 

تافراجين: ولما توفي الشيخ أبو مهدي عيسى الغبريني سنة 

6ه . تولى بعده الامامة والخطابة بجامع الزيتونة والفتيا 

بعد حسلاة الجمعة. 


من مؤلقاته: جامع مسائل الأحكام: يعرف بديوان البرزلي, 
والحاوي في الفتاوي: وفهرسة بأسماء مروياته. توفي - 
رحمه الله - سنة 845ه أو 844ه. ترجمته فى: نيل 
الابتهاج: /771؛ شجرة النور: 45؟: درة الحجال: ؟/ر5م؟: 
الضوء اللامع:١١/5١1:‏ البستان: 1٠١‏ : الحتثل 
السندسية: 185/١‏ ؛ تكميل الصلحاء: 9 - ١١‏ : تاريخ 
الدولتين: 1١18.57‏ -5؟1١:‏ توشيح الديباج: 55: 
مسامرات الظريف: ١/ر؟١7.‏ 





- مطالع التمام: 87١/رب‏ - لامل/رأً, حكا/ا. 

٠‏ - مطالع التمام: 55كل/اً. 

- الحلل السندسية: ؟//183. 

5 - مطالع التمام: 1/1١55‏ 

7 - مطالع التمام: /41١/رب.‏ 

- جوابه ص: 0. 

5 - مطالع التمام: 95١/رب.‏ 

- المصدر السايق: 87١/رب.‏ 

117 - المصدر السابق: 85١/رب.‏ 

8 - المصدر السابق نقسه. 

- المصدر السابق: 88١//رب.‏ 

.أ/؟5١؟ المصدر السابق:‎ - ٠ 

١‏ - المصدر السابق: 4؟5؟/أ. 

/- المصدر السايق: ؟175؟/أ. 

77- ورد ضمن فهرس الكتب المتخلفة عن العلأمة المؤرخ أبي 
الربيع سليمان الحوات (ت ١55ه)‏ كتاب (ابن الشمّاع في 
تحريم المغارم). انظر: أربع خزائن لأربعة علماء من القرن 
الثالث عشر ؛ مجلة معهد المخطوطات العربية؛ مجة, 1935: 
5 

8 - ورد في الأعلام للزركلي: 575/١‏ في أثناء ترجمة أبي 
العباس الونشريسي صورة لا مفحة الأخيرة من رسالة 
(مطالع التمام) مصورة عن النسخة المذكورة. 

5 - رواد البخاري وغيره. انظر فتح الباري - كتاب الإيمان - 

١/ره”:‏ والهداية في تخريج أحاديث البداية لأحمد بن 
الصديق. حيث ذكر ١ل‏ ادر ال يثية التي أوردت 


الحديث: ه/رم١‏ 


01 - الإسراء : الا 























أ - المخطوطات 
- الأمليات الفاشية في شرح العملدات الفاسية, لأبي عثمان 
فيد بن القاسم العميري التادتلي (ت ١١هم).‏ مخطوط 
بمكتبة عبدالله كنون. طنجة,» رقم (1551). 
- بشائر الفتوحات والسعود في أحكام التعزيرات 
والحدود. لأبي زكريا يحيى بن أبي البركات الغماري (ت 
٠‏ م). مخطوط بالخزانة الحسنية رقم .)٠١7(‏ 
- تكميل التقييد أو إتحاف زوي الذكاء والمعرفة بتكميل 
تقبيد أبي الحسن وتحليل تعقيد ابن عرفة, لأبي عبد الله 
بن غازي العثماني المكناسي (ت 114ه)؛ مخطوط 
بالخزانة العامة بالرباط رقم (د57119). 
- التنييه على ميادىء التوجيه, لأبي الطاهر إبراهيم بن 
الصمد بن البشير التنوخي المهدوي؛ مخطوط الخزانة العامة 
بالرباط رقم (ق /551). 
- التبسير والتسهيل في ذكر ما أغفله خليل من أحكام 
المغارسة والتوليج والتصيير؛ لعبد الرحمن بن عبد 
القادر المجاجي الجزائري؛ مخطوط الخزانة العامة بالرباط 
رقم إد5878). 
- جامع مسائل الأحكام لما نزل من القضايا بالمفتين 
و الحكام, لأبي القاسم بن أحمد بن المعتل البلوي البرزلي (ت 
84١‏ ).: مخطوط الخزانة الحسنية رقم (484؟ - 1885) 
ونسخة الخزانة العامة بالرباط رقم (ق197). 
- جواب عن مسألة العقوبة بالمال: لمحمد العربي الفاسي, 
أبوحامد (ت 57١٠ه),‏ مخطوط الخزانة الحسنية رقم 
الما 
- الجواهر المختارة ذيما وقفت عليه من النوازل بجبال 
غمارة. لأبي فارس عبد العزيز الزياتي (ت 55١٠ه),‏ 
مخطوط خاص. 
- حسام العدل والإنصاف القاطع لكل مبتدع باتباع 
الأعراف. لمحمد بن يحيى بن محمد الشنقيطي الولاتى. 
ميكررفيلم بالخزانة العامة بالرباط رقم (1555). 
- فتاوى فقهية, لمحمد بن يحيى بن محمد المختار 
الولاتي. مخطوط بالخزانة العامة بالرباط رقم (د/ا 8) 
- مطالع التمام ونصائح الأنام. لأبي العباس أحمد الشمّاع 
الهنتاتي (ت 877ه). ميكروفيلم بخزانة الاسكوريال بإسبانيا 
رقم( .)١24‏ 
المطبوعات الحجرية 
- أجوبة أبي الحسن علي التسولي. وهي أجوبة على مسائل 
الشيخ الأمير عبد القادر محيي الدين الجزائري. وردت من 
الجزائر في عيهد الملك عبد الرحمن بن هشام العلوي الذءٍ 


يي 





كلف التسولي بالرد عليها. 

- شرح نظم العمل الفاسي, لأبي عبدالله محمد بن قاسم 
السجلماسي الرياطي. 

- المعبار الجديد الجامع المعرب عن فتاوي المتأخرين 
من علماء المغربء لأبي عيسى محمد المهدي الوزاني (ت 
5الام). 

كتب الفقه و الدراسات الحديثة 

- البحر الرائق شرح كنز الدقائقء لزين العابدين بن نجيم. 
المطبعة العلمية» القاهرة. ١1؟اه.‏ 

- الجريمة والعقوبة في الشريعة الإسلامية, لعبد الرحيم 
صدقي. مكتبة النهضة المصرية, 08 15ه/541ام. 

- جني زهرة الآس في شرح نظم عمل فاس, لعبد الصمد 
كئون؛ مطبعة الشرق الوحيدة؛ مصر (د.ت.). 

- حاشية على الدرر الحكام في شرح غرر الأحكام, لأبي 
سعيد محمد بن مصطفى الخادمى؛ المطبعة العثمانية. 
٠ه‏ 

- رد المحتار على الدرّ المختار. لمحمد أمين بن عابدين: 
المطبعة الكبرى يبولاق» مصر, ؟١5اه.‏ 

- العرف و العمل في المذهب المالكي. لعمر بن عبد الكريم 
الجيدي؛ مطبعة فضالة؛ المحمدية. ؟ ٠‏ 5١ه/ر15/4ام.‏ 

- ضوابط المصلحة في الشريعة الإسلامية, لمحمد سعيد 
رمضان البوطىيء مؤسسة ال الة.بيروت» 
05 اهمركفكام. 

- فتح القديرء لكمال الدين محمد بن عبد الواحد السيواسي 
المعروف بابن الهمام. المطبعة الأميرية ببولاق. 1515ه. 

- فصل الأقوال في الجواب عن حادثة السؤال ونفي 
العقوية بالمال. لمحمد بن محمد كمال الدين الاخميمي, 
الشهير بالقصيرء مطبعة مصطفى البابي الحلبي. مصر؛ 
5 اه/راككام. 

- الفوائد السمية في شرح الفوائد السنيّة. لمحمد بن حسن 
بن أحمد الكو اكبي؛ المطبعة الأميرية ببولاق؛ مصرء امم 

- في أصول النظام الجنائي الإسلامي. لمحمد سليم العوا, 
دار المعارف, القاهرة (د.ت.). 

- كتاب النوازل. لأبي الحسن علي بن عيسى العلمي. تحقيق 
المجلس العلهي بفاس. طبعة وزارة الأوقاف. 
05 ام/كفكام. 
مجموع الفتاوى الفقهية. لأحمد بن تيعية الحراني: جمع 
وترتيب عبد الرحمن بن قاسم. عكتبة المعارف. الرياط 
المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوي اهل 
أفريقي: والأندلس و المغربء لابي العياس أحمد بن يحيى 




















الونشريسيء خرّجه جماعة من الفقهاء. إشراف محمد حجي, 
نشر وزارة الأوقاف, 15-1١ه/581ام.‏ 

- مواهب الخلاق. لأبي الشتاء بن الحسن الصنهاجيء. وهو 
حاشية على شرح التاودي للامية الزقاق؛ المطبعة الجديدة. 
قاس؛ 85١1ه.‏ 

كتب التاريخ والتراجم 

- الأدلة البيّنة النورانية على مفاخر الدولة الحفصية. 
: بن أحمد الشماع الهنتاتي, تعليق عثمان الكعاك, لجنة 
الطلبةللنشر والتعريبء, مطيهعة العربء تونس» 
كام 

- أزهار الرياض في أخبار عياضء لشهاب الدين أحمد بن 

د المقرى التا انى؛ طبعة لجنة ند التراث الا لامي. 

- الأعلام. لخير الدين الزركلي؛ دار العلم للملايين» بيروت» 
م. 

- أعلام المغرب العربي, لعبد الوهاب بن منصورء المطبعة 
الملكية, الرباط؛ ١٠1١اه/ر155م.‏ 

- المستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان:؛ لأبي عبدالله 
محمد بن مريم التلمساني؛ المطبعة الثعالبية: الجزائر, 
م/را كام 

- تاريخ الدولتين. لأبي عبد الله محمد بن إبراهيم الزركشي» 
تحقيق محمد ماضورء المكتبة العتيقة. مطبعة ٠١‏ مارس», 
81 ه/15ام. 

- تراجم المؤلفين التونسيين: لمحمد محفوظ؛ دار الغرب 
الإسلامي. بيروت. 1587م. 

- تكميل الصلحاء والآعيان لمعالم الإيمان: ل 3 
صالح عيسى الكناني القيرواني. تحقيق محمد العنابي, 
المكتبة العتيقة؛ تونس. ٠‏ /151م. 

- توشيح الديباج وحلية الابتهاج؛ لبدر الدين القرافي, 
تحقيقا الشتيوي. دار الغرب الإسلامي. 

5 1ه/1145ام. 

- الحلل السندسية في الأخبار التونسية, لمحمد بن محمد. 


الوزير السراج الأتدلسي. تحقيق محمد الحبيب الهيلة؛ دار 
الغرب الإسلامي. 1549م. 

- درّة الحجال في غرّة أسماء الرجال, لأبي العياس أحمد بن 
القاضي. تحقيق محمد الأحمدى أبو النورء دار التراث: 
القاهرة (ددت ). ١‏ 

- دليل مؤرخ المغرب الأقصى. لعبد السلام بن عبد القادر بن 
سودة. دار الكتاب, الدار البيضاء, 1557م 

- الديباج المذهب في معرفة أعيان المذهب, لبرهان الدين 
بن فرحون. دار الكتب العلمية: بيروت (د.ت.). 

- رحلة القلصادي, لأبى الحسن على القلصادى, تحقيق 
أبو الأجفان. الشركة التونسية للتوزيع. /1510م. 

- شجرة النور الزكية في طبقات المالكية. لمحمد مخلوف» 
المطبعة السلفية, القاهرة, 55؟١ه.‏ 

- الضوء اللامع لأهل القرن التاسع, لشمس الدين محمد 

تبة الحياة؛ بيروت (د.ت.). 

- كتاب العمر في المصنفات والمؤلفين التونسيين. 
لجسن حستى عند الوطاب» .مو االجعة وإكمال محمد العروسي 
المطوي؛ وبشير البكوش: دار الغرب الإسلامي» بيروت: 
م 

- فهرسة الرصاع. لأبي عبدالله محمد الرصاع التونسي. 
تحقيق محمد العنابيء المكتبة العتيقة؛ مطبعة ٠١‏ مارس, 


السخاوي. منشورات دار 


تونس. 15517ام. 

- مسامرات الظريف بحسن التعريف, لأبي عبدالله محمد بن 
عثمان السنوسيء تحقيق محمد الشاذلي النيفر؛ دار الغرب 
الإسلامي؛ بيروت؛ 1595م. 

- المؤنس في أخبار أفريقية وتونس, لأبي عبدالله محمد 
بن القاسم الرعيني القيرواني المعروف بابن أبي دينار, 
تحقيق محمد شمام؛ المكتبة العتيقة؛ مطبعة ٠١‏ مارس, 
تونس. /171ه//ا1 15ام. 

- نيل الابتهاج بتطريز الديباج, لأحمد بابا السودانيء بعناية 
طلاب كليّة الدعوة الإسلامية, منشورات كلية الدعوة, 


طرابلس» 1945م. 


























مخطوطة 
ذكر أعضاءع الإنسان 
لبدر الدين الغزي 
المتوقى منة 9517 ه 


الأستاذ الدكتور/ حاتم صالح الضامن 
يغداد - العراق 


هذا الكتاب » الذي تقدّمه على صفحات مجلة آفاق الثقافة والتراث الغرّاء أول مرة ء أَئَرْ 
نادر من آثار بدر الدين الغزّي » كتبه بخطه ؛ وأغفلت ذكره الكتب التي ترجمت له. 

والغيرة على تراثنا العربي هي التي دفعتني إلى التعريض بهذا الكتاب » ونفض غبار 
الزمن عنه. 


فالحمد لله اتلذي هدانا لهذا » وما كُنَا لنهتدي لولا أنْ هدانا الله ؛ وما توفيقي إلا بالله» 
عليه توكلت وإليه أنيب. 


تراث خلق الإنسان في العربية - الخطيب الإسكافيء المتوفى سنة ١47ه.‏ 
ألف في خلق الإنسان كثيرٌ من علماء العربيةء2 - الحسن بن أحمد بن عبد الرحمن (؟). 
ونذكر فيما يأتي إحصاء لمن ذكر في كتب التراجم - السيوطيء المتوفى سنة ١١1ه.‏ 


من هؤلاء المؤلفين؛ مرتبين ترتيبًا تاريخيا تبعاً ‏ أما المؤلفون الذين لم تصل إلينا كتبهم فهم: 


لوفياتهم. ونبدأ بمن طبعت كتبهم أوَلآً - أبو مالك. عمرو بن كركرة الأعرابي (ق5ه). 


- الأصمعي. المتوفى سنة 17؟ه. - أبو ثروان العكلي (ت ١٠5ه).‏ 
- ثابت بن أبي ثابت. ق 7ه روى عن أبي عبيو ‏ - النضر بن شميل (ت 60ه). 
المتوفى سنة 5١؟ه.‏ 


- أيو عمرو الشيباني (ت 5١٠ه).‏ 
- محمد بن حبيب, المتوفى سنة 5 5ه 
- الزجاج. المتوفى سئة 811هم. 


- احمد بن فارس. المتوفى سسنة 555ه. 


- أبو عبيدة (ت نحو ١٠5ه).‏ 
- قطرب (ت بعد ١٠5ه).‏ 


- نصر بن يوسف (ت 5١1ه).‏ 





0 
كراب فادكر اع طاء! دانسا 


26 
ارو الم 


0 





صفحة العنوان 
- أبو زياد الكلابي (ت 5١1ه).‏ 
- أبو زيد الأنصاري (ت 5١1ه).‏ 


- سعدان بن المبارك (ت ١57ه).‏ 

- أبو نصر الباهلي (ت ١55ه).‏ 

- بو الحسن الأثرم (ت كككم). 

- نصير بن يوسف (ت ٠‏ 55ه). 

- ابن السكيت (ت 55؟ه). 

- أبو محلم محمد بن هشام (ت 6 ه). 

- أبو حاتم | :. تاني (ت 95؟ه). 

- ابن قتيبة رت 1/1ه). 

- المفضل بن سلمة (ت ١559ه).‏ 

/ - ابو محمد القاسم بن محمد الأنياري (ت 5١5ه).‏ 
بو موسى الحامض (ت 5١5ه).‏ 

- داود بن الهيثم التنوخي الأنباري (ت 7١5ه).‏ 
لجعد الشيباني: محمد بن عثمان (ت الاه). 
- أبو الطيب الوشاء (ت 5؟5ه). 

- أبو جعفر النحاس (ت 558ه). 

- يوسف بن عبد الله الرّجاجي (ت 65 ه). 











- عبد الله بن سعيد الخوافي (ت ١/4ه).‏ 
- أبو نصر النحويء محمد بن محمد (ت 584ه). 
- علي بن يوسف بن حيدرة (ت لالاه). 

وتضناف إلى هذه :المؤلفات الخاصة بخلق 
الإنسان الأبواب والفصول التى أفردها العلماء لخلق 
الإنسان: وهم: ؛ 
- أبو عبيد (ت 5؟١ه)‏ فى كتابه: الغريب المصنف. 
- ابن السكيت (ت 44 ه) فى كتابه: الألفاظ. 
- ابن قتيبة (ت 5لالاه) فى كتابه: أدب الكاتب. 
- كراع النمل (ت ٠]ه)‏ في كتابيه: المنجد, 

والمكتكت: 
- أبو هلال العسكري (ت بعد 595ه) في كتابه: 
لتلخيص فى معرفة أسماء الأشياء. ‏ " 
- الإسكافى (ت ١٠5ه)‏ فى كتابه: مبادىء اللغة. 
- التعالبى (ت ه) فى كتايه: فقه اللفة. 
2 557 زت 8 ه) فى كتابه: المخصص. 
- ابن الأجدابي (ت نحو ٠1؟ه)‏ في كتابه: كفاية 
- الربعى (ت ١58ه)‏ في كتابه: نظام الغريب. 
- ابن شاهمردان (ت نحو ٠٠ه)‏ في كتابه: حدائق 
لآدب. 
- محمد بن الطيب الفاسي (ت ١7١١ه)‏ في كتابه: 





تحرير الرواية في تقرير الرواية. 
المؤلف 

بدر الدين أبو البركات محمد بن محمد بن محمد 
ابن عبد الله الغرّي العامري الشافعي. 

ولد سنة 604ه؛ ونشأ في بيت علم وأدب؛ أتقن 
منذ صغره قراءة القرآن الكريم. ودرس العربية 
والفقه والمنطق على والده الشيخ رضي الدين: 
وسمع الحديث,. وقرأ في الفقه على شيخ الإسلام تقي 
الدين بن قاضي عجلون, ثم أخذ الحديث والتصووف 
على الشيخ العارف بالله تعالى بدر الدين المقدسي. 

رحل مع والده إلى القاهرة؛ فأخذ عن شيخ 
الإسلام القاضي زكريا. وانتفع به كثيرا, واخذ عن 
القسطلاني صاحب المواهب اللدنية؛ والبرهان بن 


أبي شريف. والبرهان القلقشندي وغيرهم. 














وبقي بمص مع والده نحو خمس سنين:» 
واستجاز له والده قبل ذلك من الحافظ جلال الدين 
السيوطيء وبرع ودرّس وأفتى وألّف. وشيوخه 
أحناء؛ مقر أعينهم به. 

ْم رجع مع والده من القاهرة إلى دمشق؛ سِية 
إحدى وعشرين وتسع مئة؛ فتولّى مشيخة القراء 
بالجامع الأموي؛ وتصدر للتدريس والإفادة؛ وهو ابن 
سبع عشرة سنة» واستمرٌ على ذلك إلى آخر عمره. 

وانتفع به الناس» ورحلوا إليه من الأفاق» ولزم 
العزلة عن الناس في أواسط عمره. لا يأتي قاضيًا ولا 
حاكمًا ولا كبيرًاء بل هم يقصدون منزله لطلب العلم 
والتبرّك وطلب الدعاء. وكان لا يأخذ على الفتوى 
شيمًاء بل سد باب الهدية مطلقًاء وجعل لتلاميذه 
رواتب وأكسية وعطايا. 





توفي, رحمه الله تعالى؛ بدمشق سنة أربع 
وتمانين وتسع مئة". 
مؤلفاته 
بلغت تصانيفه في سائر العلوم مثئة وبضعة عشر 
بف 9 
مصنفاء طبع منهاء فيما وصل إليه علمي: 
١‏ - أداب العشرة وذكر الصحبة والأخوة: تد. د. 
عمر موسى باشا. دمشق: 1574. 
- أداب المؤاكلة : تح. د. عمر موسى باشاء د مشو 
/3. 
ا لدرٌ النضيد في أدب المفيد والمستفيد: نشر 
كسما منه محمد مرسي الخولي في مجلة معهد 
المخطوطات العربية. م١٠.‏ ج١.‏ القاهرة 1534 
- لزبدة في شرح البردة: تح. عمر موسى ياشاء 
الجزائر. ؟/151. 
5 - المراح في المزاح: تح.د. السيد الجميلى, 
القاهرة. 19/7, ١‏ 
أما المؤلفات التي لم أقف عليها وذكرها ابنه نجم 
الدين في الكواكب السائرة. فهي مرتبة على حروف 
الهجاء 1 
- أسباب النجاح في اداب النكاح. 
- البرهان الناهض فى نيّة استباحة الوطء للحانض. 


5-5 













الجن به الزِي طن الامتارية 1 











لباه 


01 
للشبرة أب :نال انانف حمخرانوف وك 





اس 2 
0 2 ك1 0 0 
اللرن اا ذ نيه ئكى را ورا دالا لعمه قال ين رق 
8 جع سمس 


ان عن ذل مدوةه| نشل تلزن زبا سان لطا لئام لقامعى © 
سر 5 

- ك0 ب 

0 . 2 ١ 

لا مام جل دار ع 3 


ا 0 ا - 

عر رغرب عولازار ونال للأذي ابعن أذان خسن عت ابل 
-- م 3 2 

دائم دافا را ومهاط ذم نا نصي الارن ع وطاته ل 


3 


الصفحة الآأولى 


- التفاسير الثلاثة : المنثور. والمنظومان: وأشهرها 
المنظوم الكبير في مثة ألف بيت وثمانية ألاف 

- التنقيب على ابن النقيب. 

- ثلاثة شروح على الألفية: منظومان؛ ومنثور. 

- جواهر النخائر في الكبائر والصغائر. 

- حاشيتان على شرح المنهاج للمحلي. 

- دروس على طاتفة من شرح الوجيز للرافعي: 
والروضة:؛ والتذكرية الفقهية. ْ 

- شرح أية الكرسي. 

- شرح خاتمة البهجة. 

- شرح شواهد التلخيص في المعانى والبيان. 

- شرح الصدور بشرح الشد وق 1 

- شرح على التوضيح لابن هشام. 

- شرح على الرحبية. 


























- العقد الجامع في شرح الدرر اللوامع. 
- فتح المغلق في تصحيح ما في الروضة من خلاف 
المطلق. 
- قصل الخطاب في وصل الأحباب. 
- قصيدة رائية في المواعظ. 
- اللمحة في اختصار الملحة. 
- المطالع البدرية في المنازل الرومية. 
- منظومة في خصائص النبي عقة. 
- منظومة في خصائص يوم الجمعة وشرحها. 
- منظومة في موافقات سيدنا عمر كَيْكْيَة. للقرآن 
العظيم: وشرحها. 
- نظم الأجرومية. 
- نظم جمع الجوامع؛ في الأصول. 
وإضافةً إلى تلك المؤلفات للغرّي شعرٌ مدوّن في 
كتاب مستقلء ذكر ذلك ولده نجم الدين في الكواكب 
السائرة بأعيان المثة العاشرة. 
كتاب ذكر أعضاء الانسان 
منهجه 
بِيّن الغرََّي منهجه في مقدمة الكتاب» قال: 





«وبعدء فقد وقفت على مجموع لطيف حسن 
التأليف والترتيب للإمام اللغوي الأديب أبي جعفر 
محمد بن حبيب في ذكر ما في بدن الإنسان من 
الأعضاء والمنافع فرأيته من أحسن تأليف جامع 
نافع. لكن فاته من ذلك شيء كثير فأحببت أن 
أضيف له. مما فاته جملة صالحة: مع الإيضاح 
والتحرير. مبتدنًا بكلامه. مع زيادة البيان 
والتفسير». 

فالكتاب إذا شرح للالفاظ التى ذكرها محمد بن 
حبيب المتوفى سنة 45؟ه. واستدراك عليه؛ فقد 
اكتفى ابن حبيب بذكر أعضاء الإنسان من غير أن 
يستوفي شرحها. 





والمنهج الذي سار عليه ابن حبيب منهج فريد في 
عصره: إذ رتبه على حروف الهجاء فيدأ بياب الألف. 


وانتهى بباب الواى, وأغفل حرف الياء؛ ولم يُراع ابن 
حبيب الترتيب الهجائي في داخل الباب الواحد: 
وتابعه الغرّي. 

ففي باب الألف من كتاب ابن حبيب نجد الألفاظ 
الآتية: 

الأف: الآذن: الأطنل» الأذاقكالأخفصض: 
الانثيان» الاصبعء الأنملة: الإيهام. 

وفي باب الألف من مستدرك الغرّي على الألفاظ 
السابقة نجد الترتيب الآتي: 

الإرب» الاسبء الاستء الإيرة: آخرة العين, 
الأرنء الإطان» الإشنان” الاباق. 

وبعد أن ينتهي الغرّي من ذكر الألفاظ التي ذكرها 
ابن حبيب وشرحهاء يقول: (قلتث: بقي عليه)؛ ويذكر 
الألفاظ التي أهملها ابن حبيب. 

وقد قسّم الغزّي كتابه على ثمانية وعشرين بايا 
على عدد حروف الهجاءء ولكنّه قدّم باب الهاء على 
باب الواى خلافًا لابن حبيبء وألحق باب الياء الذي 

ونذكر فيما يأتي عدد الألفاظ التي ذكرها ابن 
حبيب في كل باب؛ وعدد الألفاظ التي استدركها 
الغرّي على هذه الآبواب: 


عدد الألفاظ عدد الألفاظ 
الياب عند التي استدركها 
ابن حييب الغري 
لألف 8 5 
لياء 1 18 
لتاء 0 
لثاء 3 5 
لجيم 4 0 
لها مم14 3 
الخاء ع 535 
لدال 4 4 





















































لذال 53 ٌ 
الوآء 16 15 
لزاي 3 1 
سدم 1 56 
لشي 2 /1 
لصاد 4 8 
لضاد 1 1 
لطاء 0 37 
لظاء 5 0 
لعين 7 559 
لغين ٠‏ 455 
لفاء ١‏ 
لقاف 10 4 
لكاف 1 8" 
للام ١‏ 1 
الميم 1 3" 
لنون 4 38 
لواو ١‏ 13 
لهاء ؟ 94 
لياء أهمله أبن حبيب 3 
فمجموع الألفاظ في كتاب ابن حبيب 517 لفظة, 


ومجموع الألفاظ التى استدركها الغرّى 4317 لفظة. 
مصادره ْ 
اعتمد الغرّي اعتمادًا كبيرً! على الصحاح 
للجوهريء والقاموس المحيط للفيرو زآبادي؛ وقد 
تتبّع معظم الألفاظ التي ذُكرت في القاموس. ومنها 
ألفاظ كثيرة لم تذكرها كتب خلق الانسان. 
واعتمد على كتب أبي عمر الزاهد وأحمد بن 
فارس من غير إشارة إلى اسماء كتبهم. 
ونقل عن كثير من العلماء. منهم: 
أبو عمرو بن العلاء. وأبو عمرو الشيباني. 
والفراء. وأيو عد زيد الأتصا 
والأصمعي. وأبو عبيد. وابن الأعرابي؛ وأبو نصر 
الباهلي. وابن السكيت. واين ذريد : والفارابي. 
والمطرزي. والصّغاني. والاسنوي. 


حرة “ود ع 





000 اق رست 
رو ري لاوجلا البزوزالنطضاونا مل هداما 
5 باه وه عل الشرت 


الويف قليه ولك الدفف * 
ما ند واج معش رصفول تعل جب ته 


لزي العا د غذللقرولا برالتين 2 
ساو يغريس وذ لعل نحلم سح حك ١‏ 
سحن لرخعتاي) ع راظهر ولكش العارر ع عصلر. 9 
عستو يلاع دقطل تنص راناب 11-3 












+ لوب لنبدافاينة نمام للؤريكت ٠‏ 
شرك 0 موب ضاق 
انسرد هر واطتايد ها لديدهاي ب وي 
نوز مرؤام اسم مج 
اعلإسقاي اوعس هو بررردكل ارد و 

عولط رهز وريي اها سططنحاي 








الصفحة الأخيرة 
شواهده 
أولاً : القرآن الكريم 
استشهد الغرّي بثلاث أياتٍ من القرآن الكريم. 
ثانيًا : الحديث والأثر 
استشهد بخمسة منها فقط. 
ثالنًا : الأمثال : استشهد بأربعة أمثال. 
رابعًا : الأشعار : استشهد الغرّي بستة وثلاثين 
بِينًا من الشعر, وبشطرين من أنصاف الابيات. 
خامسًا : الأرجاز : استشهد بأربعة وأربعين شطرًا 
من الرجز. 
اهميته 


تكمن أهمية الكتاب فى النقاط الآتية: 





/ فى الكتاب 765 لفظة تخص أعضاء جسم‎ - ١ 
/ الإنسان: وهو من أوسع الكتب في هذا الباب.‎ 
['  قلخ ؟ - في الكتاب ألفاظ كثيرة أغفلها مؤلفو كتب‎ 


الإنسان. 
” - في الكتاب نصوص منسوبة الى مؤلفين لم تصل 
إلينا كتبهم. ككتاب النضر بن شميل, وكتاب 


الص غاني في خلق الإنسان. 
































؛ - اهتم الغرّي بذكر المعنى المجازي لقسم من 
الكلمات: وذكر قسم من الظواهر اللغوية 
كالأضداد والمثلث والمعرّب والاشتقاق. 
ه - في الكتاب ردود على بن حبيب وغيره في معاني 
قسم من الألفاظ. 
5 - مما يُحمد للغرّي تتبّعه لألفاظ أعضاء جسم 
الإنسان في القاموس المحيط من أُوّله إلى أخره. 
مآخذ على الكتاب 
ثمّة مآخذ وقفت عليها حين قراءة المخطوطة. 
وهي لا تقلل من قيمة الكتاب» ولكن لا بدّ من ذكرها 
خدمة للعلم والعلماء؛ وشي 
- ذكر المؤلف ألفاظًا لا علاقة لها بأعضاء جسم 
الإنسان: فقد جاءت كلمة (المئّة) في باب الميم؛ قال: 
(المئة. بالضم: القوّة). 
- جاءت ألفاظ في غير بابهاء قال في باب النون: 
(النُشق, كمقعد والناشق: الأنف).. 
وحقه. أي مَدُشق على وزن مقعد؛ أن يكون في 
باب الميم. 
- وهم المؤلف في قسم من الألفاظ؛ منها: 
قال: (الرُمرة بالضم؛ والرّمور: الفرج). 
والصواب: الفوج؛ جمعها: زمر كما في اللسان 
والقاموس والتاج (زمر). 





الحواشى 
١‏ - ترجم له في: 
الكواكب السانرة: */ر؟  ٠١‏ 
ريحانة الألبا: ./رم؟١‏ 


شذرات الذهب: 4//ر؟: :1 


” الأعلام. للزركلي. خير الدين.ت 1311. بيروت. 1474, 
- خلق الإنسان, لابن حبيب. محمد.ت 3 14ه مصورة عن نسخة جاريت 
- ذكر أعضاء الإنسان. لبدر الدين الغرّي؛ محمد بن محمد.ت 944ه. 
مصؤرة عن مخطوطة دار الكتب الظاهرية. دمشق. 
ريحانة الألبا. للخذاجي. شهاب الدين أحمد بن محمد.ت 15١1ه.‏ تد. 
عبد الفتاح محمد الحلو. القاهرة. 1331 





وقال: (الصّفْر: الدائرة خلف موضع الكبد, وهما 
اثنتان). والصواب كما في القاموس والتاج 
(الصقر): خلف موضع لبد الدّابة. 

وقال: (القُوَي؛ كسُمَيٌ: الفرج). 

والصواب كما في القاموس والتاج (قوا): الفرْخ, 
بالخ 
المخطوطة 
هي نسخة فريدة تحتفظ يها دار الكتب الظاهرية 
بدمشق تحت رقم 1777؛ وتقع في 71 ورقة؛ في كل 
صفحة سبعة عشر سطرًاً. كُتبت بخط نسخي مقروء, 
فين تصن الفتكل: كقيت الأبوان واأسنماء أعضناء 
جسم الإنسان بالحمرة:؛ وشمّة تصحيحات 





واستدراكات و روح على حواشي قسم من 
لصفحات. 

وتاريخ نسخ الكتاب في السادس عشر من ذى القعدة 
سنة تسع وسيعين وتسع مئة» كما جاء في أخر 
لمخطوطة؛ وفي الورقة الأخيرة إجازة المؤلف لابنه 
لشيخ شهاب الدين أبي الفضل أحمد. 

وعلى الورقة تملك باسم يحيى بن محمد بن الاكرم 
سبط الفلوجي سنة ١٠‏ ١٠هء‏ وتملك آخر باسم أحمد 
بن متحعك بن.تحيت الأنوين سينة 5144أه: وتطلكات 


اخرى مطموسة. © 





سلافة العصر: /58 
الأعلام: لا/ر44؟ 
معجم المولفين: 57١/١١‏ 


- سلافة العصر. لابين معصرم. على بن أحمدت 5١١1ش.‏ مصر 1554م 
- شذرات الذهب. لابن العماد الحنبلي. عبد الحي. ت 85١٠ه.‏ عصر, 
الك 


الكو اكب السائرة بأعبان المثة العاشرة. لنجم الدين الغرّي. عحمد 

ناكل سليجان جنون نيودت 1 

معجم المؤلفين. لكحالة. عبر ر 
لتقل 


من محيرءت 5111 


أت 19417 / مطبعة الترقي بدمشق . 














الرسالة الأعينية في القصد 


«٠ 3 00 


لصديقكت 
أمين الدولة أبي الحسن هبة الله بن صاعد بن إبراهيم المعروف 
بابن التلميذ 


المتوفى سنة 09١‏ ه 


تحقيق وتعليق وشرح الاستان 
حبك القادر أحمد عيد القادر 
مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث 
دبي - الإمارات العربية المتحدة 





آفاق الثقافة والتراث 











الحمد لله وسلامٌ على عياده الذين اصطفى 


مقدمة البحث 
الحمد لله الذي خلق الإنسان؛ ومنحه من نعمه الجليلة ما لا يمكنه عدّه وحصره, ومهّد له الأرضء وهيأ له ما 
فيها وما عليهاء ومكنه من الاستخلاف فيهاء فانطلق الإنسان إلى سهولها وجبالها ووهادها؛ يبحث ويُنقّب؛ 
ويدرس ويستنتج. وتتولد فكرة من لبنات استنتاجاته., يدفعه إلى ذلك استمرار وجوده؛ بالحفاظ على حياته, 
من خلال البحث عن دواءٍ يشفيه مما يعرض له في أثناء انطلاقته في الحياة من آلام وأوجاع. فهداه الله إلى 
صناعة دواءٍ لكل داء. وبلسم شاف من كل علّة. وعندما تيقّن من نجاعة ما توصّل إليه أراد أن تعمّ التجربة أفراد 
الجنس البشري من خلال ما يسطره على أوراق دفاتره. فسجّل كل ذلك في كتب تحمل فكره؛ وتراثه الحضاري 
الإنساني؛ جاء بعضها عامًا شاملاً لجزئيّات هذا الفكر كله وبعضها خاصًا, بفرع من فروع شجرته؛ وثمرة من 
مارها.” ١‏ 
ومن فروع شجرته علم الطب, وهو العلم الأساس الذي يساعده في الوصول إلى غاياته وأهدافه. التي لا 
تقف عند حدّء ولا تصل إلى نهاية؛ فمن هذا جاء تراث هذه الأمّة, الذي وصل إليناء من بدايات بنائه وأسسه 
إلى أن استوى على سوقه. وحفظت درره في أنحاء العالم, سواء في ذلك المراكز العلميّة: أو المكتبات العامة, 
أو الخاصّة. ومَثّل علم الطب مثل غيره من العلوم؛ تنوّعت كتبه المخطوطة ورسائله؛ ما بين عام يحمل في طيّاته 
المبادىء الأساسية للأمراض والعلل؛ أسبابها وعلاماتهاء وطرق علاجها وأدويتهاء وخاصّ يتضمن دراسة 
شاملة لكل ما يتعلق بنوع واحد منهاء وتفصيلاً يحيط بكلّ جزئيّاتها لا يترك شاردة أو واردة إلا عرض كل 
مفرداتها. 
ومن هذه الكتب المخطوطة (الرسالة الأمينية في الفصد) تصنيف أمين الدولة: أبي الحسن هبة الله بن صاعد 
ابن إبراهيم, ابن التلميذ. المتوفى سنة 570ه. 
ومن المعلوم أن تعاني صناعة الفصد , بصفتها دواء لأمراض عديدة, كانت المرضى تلجأ إليه قبل ميلاد السيد 
المسيح إلى منتصف القرن العشرين. حيث نجد عند مطالعة الكتب التي تؤرّخ للطب عناوين كتب طبيّة كثيرة. 
تتحدث عن عمليتي الفصد والحجامة. فقد وجدنا عنوان كتاب لجالينوس؛ هو كتاب الفصد.. كما وجدنا الأطباء 
العرب يشيرون في ذلك إلى ما قاله جالينوس بهذا الشأن. كما نسب لأبقراط قوله: ٠‏ الجسد يعالج جملة من خمسة 
اضرب: ما في الرأس بالغرغرة. وما في المعدة بالقيء. وما في البدن بإسهال البطن. وما بين الجلدين بالعرق؛ 
وما في العمق وداخل العروق بإرسال الدم», واللقصود تار اران الدم» إخراجه بطريق الفصد و الحجامة. 


كما ورد في كتاب (عقيلة العقلاء في علم الفصد عن الفضلاء): أنّ جالينوس حكى عن أرسطراطيس 














وأيقورس وأسقليبادس أنْهم كانوا يمنعون من خروج الدم بالفصد شمًا عليه؛ وأنْ أبقراط وأفلاطون 
وجالينوس كانوا يرون خروج الدم بالفصد من العروق. 

من كل ما سبق قوله يمكنتا أن نضيف أن هذه الرسالة؛ وعلى الرغم من تقدّم الطب وتطوّره؛ وقطعه أشواطًا 
كبيرة نحو الرقي؛ مما جعل الاستشفاء عن طريق الفصد يتقهقر ويندثرء, تعطينا فكرة كاملة عن بدايات الطب» 
وتطوّره عبر العصورء وتؤرّخ أيضًا لعلم الطب الإسلامي. وكيف استطاع الأطباء المسلمون من استيعاب الطب 
اليوناني» مع بدايات الترجمة؛ واستطاعوا تطوير وسائل الاستطباب وصناعة الأدوية. 

لذلك نرى أن تقديم هذه الرسالة, بعد إحيائها ونشرها محققة من الأهمية بمكان: فصمّمناعلى أن نكدّ الذهن, 
ونشمّر عن ساعد الجدّ؛ لإخراجها محقّقة تحقيقًا علمي. 


كما وأننا أن نقدّم لتحقيقنا بنبذة موجزة عن مؤلف هذه الرسالة» وعن مصادره فيهاء ومنهجه الذي اتبعه 
فيها ثم نقدّم وصفًا للنسخ التي اعتمدنا عليها ة في التحقيقء ثم نبيّن منهجنا في التحقيق. 
المؤلف 

هو موفق الملكء أمين الدولة؛ أبو الحسنء هبة الله بن أبي العلاء"' صاعد بن إبراهيم: ابن التلميذ؛ الطبيب 
النصراني. ولد سنة 837ه/ 174١٠م,‏ في بغداد» » ونشاً في بيت علم وطبء ٠‏ فقد كان والدد؛ أيو العلاء صاعد 
طبيبًا فاضلاً مشهورًاء عمل في خدمة المستضيء بأمر اللها"', هو وأوحد الزمان أبو البركات". 


كان في عصره أوحد زمانه في صناعة الطب » ومباشرة أعمالها ٠‏ يدل على ذلك ما هو مشهورٌ من تصانيفه 

وحواشيه على الكتب الطبيةا") ؛ متفدنًا في علوم كثيرة, حكيمًا أديبًا شاعرًا مجيدًا . إضافةً إلى إتقانه خطا منسوبًا 
في نهاية الحسن, ؛ وكان على معرفة باللغات؛ الفارسية؛ واليونانية والسريانية, متضلعًا بالعربية له النظم الرائق, 
والنثر الفائق» ونثره أجود من شعرا". 

كان ساعور البيمارستان العضدي, تولآه إلى أن توفي”, خدم الخلفاء من بني العباسء وتقدّم عندهم؛ وعلت 
مكانته لديهم, وعمّر طويلا". وكان مقدّم النصارى في بغداد ورأسهم ورئيسهم وقسيسهه". 
2-١‏ ورد اسمه في وفيات الأعيان: 19/1: «أبو الحسن هبة الله ب بن أبي الغنائم بن هبة الله بن علي المعروف باين التلميذ , الملقب أمين 
الدولة البغدادي. وفي معجم الآدياء 5ه هبة الله ين صاعد بن هبة الله بن إبراهيم بن علي؛ موفق الملك, أمين الدولة. أبو 
الحسن بن أبي العلاء, المعروف باين التلميذ البغدادي. 
المستضيء بأمر الله: هو الحسن بن يوسف بن المقتفي العباسي الهاشميء أبو محمد (- 0170ه) خليفة عباسيء كان حليمًا 
جوادا. كريم اليد. بويع بعد وفاة أبيه. ٠‏ وبعهد منه. سنة 037ه. ترجمته في فوات الوفيات: ١/171١؛‏ ومراة الزمان: 1/8 55. 
ومن الجدير بالذكر أن المستضيء قد تولى الخلافة سنة 057ه. ٠‏ بينما أمين الدولة ابن التلميذ توفي سنة 570هء لعل خطأ وقع 
فيه من أورد الخبر. ٠‏ ونرجح أن يكون الخليفة الذي أوكل إليه رناسة الطب هو المقتفي . ينظر طبقات الأطباء: جاشية ١‏ ص .55١‏ 
* - طبقات الأطباء :589 
طبقات الأطياء : 545, 
معجم الأدياء : 30/3/19 
معجم الأديا. 15" والساعور: مقدّم النصارى في معرفة الطب. (القاموس: سعر) 
“1 - الحمصدر نفسه : 3ا/ لابا؟ 


4 - المصدر نفسه : /١5‏ /ا/؟. 








8 35 0 ه 0272:7006 9 000 
وكانت وفاة أمين الدولة ببغداد في الثامن وا لعشرين من شهر ربيع الاول سبنة سكين وخمسمائة. وله من 
العم و ركه ومشمؤن نشقة توما نصرائيًا. وخلف نعمًا كثيرة» وأموالاً جزيلة» وكتبًا لا نظير لها في الجودة. 
ربع وتسعو : : 
1 
فورث جميع ذلك أبنه! 3 
أخلاقه ْ 
أجمعت المصادر التى ترجمت له على أنه كان حسن العشرة: كريم الأخلاق» ذا مروءة وسخاء, حلو الشمائل, 
كثير النادرة”". وكان 590 كثير الوقار» حتى قيل: إنه لم يُسمع منه بدار الخلافة مدة ترداده إليها شيم 
ن الجن تينوى هزة والحدةا'0ا: بحضرة الخليفة» حيث إنه كان عنده يوماء فلمًا عزم على القيام لم يقدر عليه إلا 
من تمكحو 0 ١‏ وأا 8 5000 
بكلفة و شقّة من الكبر؛ فقال له | خليفة: كبرت يا حكيم؛ فقال: نعم يا مولاناء وتكسّرت قواريري... فلمًا قال 
ْ حكيم هذه اللفظة. قال الخليفة: هذا الحكيم لم أسمع منه هزلاً منذ أن خدمناء فاكشفوا قضيته"". 
مصنفاته 
إضافةً إلى اشتفاله في الطب وإلى رئاسته البيمارستان العضدي؛ ورئاسة الطب في بغداد» صئّف كثيرًا من 
الكتب الطبية؛ منها: 
١‏ - أقراباذين» من عشرين بابّاء اشتهر بين الناس أكثر من سائر كتبه, وتداوله الناس "7" 
؟ - أقراباذين موجزء من ثلاثة عشر بايًّا'". 
" - المقالة الأمينية فى الأدوية البيمارستانيةا"". 
؛ - اختيار كتاب الحاوي للرازي!"". 
- اختيار كتاب مسكويه في الأشربة!". 
١‏ - اختصار شرح جالينوس لكتاب الفصول لأيقراط"". 
- اختصار شرح جالينوس لكتاب تقدمة المعرفة لأيقراط"". 
/ - نتمة جوامع الاسكندرانيين لكتاب حيلة البرء لجالينوس”". 


4 - شرح مسائل حنين بن إسحاق على جهة التعليق". 





5 - طبقات الأطياء : 828 

٠‏ - طبقات الأطباء : 55٠‏ معجم الأدياء : 99/ لال 

1 - لم يقصد من وراء ما سمع منه في تلك المرةالتماجن. بل أراد أن يوصل إلى الخليفة أن وزيره يحيى بن هبيرة قطع راتبه من دار 
القوارير بيغداد. ينظر: معجم الأدباء: /»". ووفيات الأعيان: 7/ردلا. 

.الالال/١1‎ : وفيات الأعيان 1/ردلا. معجم الأدياء‎ - ١١ 

7 - ذكر له في : طبقات الأطباء : 50١‏ وفيات الأعيان : 7/رهل, معجم الأدياء: 9/15/!؟. هدية العارفين: 50/١‏ 

.50هر/١‎ ١ طبقات الأطباء : 1/ا5. معجم الأدباء : 74/15؟. هدية العارفين‎ 0-١5 

5 - طبقات الأطباء : ١/ا؟‏ 

11- طبقات الأطباء : الع 

317 > طبقات الأطياء : الاع 

4 - طيقات الأطباء : الام 

6 - طبقات الأطياء : الام 

5< طبقات الأطباء : الام 

- طبقات الأطيا. : ١لا؟‏ 


00 هر/١‎ : هدية العارفين‎ .58/١5 : معجم الادباء‎ ٠ 
ه١‎ هر/١‎ ١ معجم الأدباء : 5١/0/8؟. هدية العارفين‎ ٠ 
.50هر/١‎ ١ معجم الأدياء : 8/15/!؟. هدية العارفين‎ . 
ه٠هر/١‎ : معجم الادبا. : 14١/5؟. هدية العارفين‎ 
ه٠هر/١‎ : معجم الادباء: 5١/9/8؟. هدية العارفين‎ » 
ه.هر/١‎ ١ هدية العارفين‎ .2078/١13 : معجم الادباء‎ ٠ 
.5 ١ هر/١١ معجم الأدياء 5ه _ه. هدية العارفيين‎ ٠ 


أفاق الثقافة والتراث 





4 


ا 








٠‏ - شرح أحاديث نبوية تشتمل على طب”". 
١‏ - كناش طبيا”". 
١‏ - مختصر الحواشي على كتاب القاتون للرئيس ابن سينا”". 
٠١‏ - الحواشي على كتاب المائة للمسيحيا”". 
4 - التعاليق على كتاب المنهاج”". لابن جزلة. 
- مقالة في الفصد"". وهي هذه الرسالة التي نقدّمها محققة. 
1 - كتاب يشتمل على توقيعات ومراسلات"". 
- تعاليق استخرجها من كتاب المائة للمسيحي*". 
8 - مختار من كتاب أبدال الأدوية لجالينوس!". 
- ديوان شعرا"". 
هذا ومن الجدير بالذكر أن نسجل هنا ما أورده بروكلمان له من مصئفات"". وأماكن وجود نسخها 
المخطوطة. 
١‏ - المقالة الأمينية في الفصدء ونسب هذا أيضًا إلى اين سيناء منه نسخة في المتحف البريطاني؛ رقم 235/5 
بودليانا رقم ,177/١‏ شباط؛ ٠١7‏ وشهر 17/ ,71/٠١‏ طبعت في لكنى بالهند طبعة حجرية سنة ١704‏ 
" - أقراباذين : هذا الكتاب مجموعة من الوصفات والكتب الطبية القديمة؛ منه نسخة في جوتا رقم 
17 ونسخة في المتحف البريطاني شرقي رقم: 4597, تاريخها 07: ونسخة في القاهرة رقم 55/1. 
" - المجربات : مختصر في الأدوية من الأقراباذين؛ منه نسخة في جوتا رقم 1957. 
؛؟ - الاقناع'""'؛ منه نسخة في القاهرة: ثلره . 
د - قوى الأدوية؛ منه نسخة في المتحف البريطاني: شرقيات, 85557 
١‏ - له شعر ذكره كارلايل: /5. 


5” - طبقات الأطباء : ١لا,‏ معجم الأدياء : 1/8/15؟؛ هدية العارفين : ١/ره50.‏ 


57 - طبقات الأطباء : ١/ا.‏ معجم الأدياء : 15/15؟؛ هدية العارفين : ١/ره50.‏ 


4 - طبقات الأطباء : 1/؛ وفيات الاعيان : 5/ره/ء معجم الأدباء : 15١/ر8/ا؟؛‏ هدية العارفين : 505. 


2 - طبقات الأطباء : ١/ا؟.‏ معجم الأدياء : 15/ر74؟: هدية العارفين ١‏ ١/ره50.‏ 
5-- طيقات الأطياء : الا 
العارفين: ١/ره٠5.‏ 


1” - طيقات الأطباء : ١/ا؟‏ 


٠‏ وقال ابن أبي أصيبعة: «وقيل إنها لعلي بن هبة الله بن أثردي البغدادي. وععجم الأدياء : 71/8/15, هدية 


.5-هر/١‎ : معجم الأدباء : 71/9/15 هدية العارفين‎ ٠ 


8 - طبقات الأطباء ./١‏ معجم الأدياء : 579/15. ذكره بعنوان ديوان رسائل. هدية العارفين ١١/ره:5.‏ 


5 - طبقات الأطباء ١/ا؟.‏ معجم الأديا. : 8/15/ا: هدية العارفين : ١/ره:5.‏ 
٠٠‏ - طبقات الأطيا. ١1ا؟.‏ معجم الأدياء : 15/ثل!؟. هدية العارفين : ١/ره00.‏ 
معجم الأدياء : 21/9/19 

تاريخ الأدب العرني : ه/ /اه؟ 8 


نسب كتاب الإقناع في وفيات الأعيان : 5/7/ لشيغ ابن التلميذ في الطب. أبي الحسن هبة الله بن سعيد .. ولعل وهما وقع في 
نسيته لابن التلميز. 


القهة آغاة اد 








أقوال العلماء فيه: 


قال أبو بكر بن عروة: «دخلت على اين التلميذ يومًاء فلمًا عرف أني حصلت على بعض علوم الحكمة غيّر 


درسه؛ وأورد فيه من دقائق المنطق والطبيعيات ما عُرف به أن 


للاؤوا الطب غاية1 


وقال العماد الأصفهاني في الخريدة: «سلطان الحكماء, مقصد العالم في علم الطب؛ بقراط عصره. 
وجالينوس زمانه, ختم به هذا العلم؛ ولم يكن في الماضين من بلغ مداه في الطب... عاش نبيلاً جليلاً. ورأيته وهو 
شيخ بهي المنظر. حسن الرواء؛ عذب المجتلى والمجتنى؛ لطيف الروح, ظريف الشخص: بعيد الهم» عالي الهمّة, 


كي الخاطر. مصيب الفكر» حازم الرأيا"' 


وقال أيضًا في كتاب أنموذج الأعيان من شعراء الزمان فيمن أدرك بالسماع أو بالعيان: «كان متفتنًا في 


العلوم ذا رأي رصين وعقل متين» . 


.. وكنت أعجب في أمره كيف حرم الإسلام مع كمال فهمه ؛ وغزارة عقله 


وعلمه... وكان إذا ترسل استطال وسطاء وإذا نظم وقع بين أرباب النظم وسطاء"". 


وقال عبد اللطيف اليغدادى: 


«كان أمين الدولة حسن العشرة, كريم الأخلاق؛ عنده سخاء ومروءة؛ وأعمال في الطب مشهورة؛ وحدوس 


ضافية 151 


وقال سعد الدين بن أبي السهل البغدادي: رأيت أمين الدولة بن التلميذء واجتمعت به وكان شيحًا ربع القامة, 
عريض اللحية. حلو الشمائل, كثير النادرة. وكان يحب صناعة الموسيقا, وله ميل لها»". 
إضافة إلى ما ذكرناه من أقوال فيه نثبت فيما يأتي بعض الأشعار التي مدح بها. قال بعضهم 


أبو الحسن الطبيسبي ومقتفيه 


فهذ بالتواضع في الثريا 


وقال فيه السيد النقيب الكامل اين الشريف الجليل: 


أمين الدوؤلةاسلم للأيياري 
وللمعصروف تنششسرروإذا اما 
فأنت المترع فى حين تدع 

وصصولاً للخليل على التنائى 
ل 


وأثني والثعناء علد 4 5 


قلق تاريخ حكماء الاسلام : ١:1‏ 
د" دفيات الأعيان : ده 
<١‏ دفيات الأعيان 20/1 
51 - طبقات الأطباء : .مع 

8 - طبقات الأطيا. : 5315 


4 - الابيات في طبقات الأطيا. : ٠‏ د5. 





أبو البركات في طرفي نقيض 
وها بالتكيّر في الحضيض"” 


على رغم المناوي والمعمادي 
طواه تتناوب الن وب الشدرادن 
جلسوادًا بالضريف وبالتلاد 
ودودًا لايعحمول عن ل واد 
نهنا أن يميل عن الس ران 
إليّ على التداني والدع اد 





5 
5 


يما أوليتني في كل نادي ١‏ 














دعوت د والز مان به ح ران 
وكممنمثة لدكلاتوازى 
ومن بيضاء قد عميرت بقلبي 


متتسال متحنوي ولائني واعتقادي 
فأمسسى وهسو لي سهسل القيان 
بلامن لدي ولا اعت دان 
محلك منه في أقصى سواد 


و كمنئذة طلويلةا 17 كنا أورد: ابن أبي أصيبعة قصائد أخرى لشعراء آخرين يمدحون فيها ابن 


التلمحة تا 


وقد أورد ابن أبي أصيبعة له أبياتا كثيرة: نثبت منها: 


قال أمين الدولة ابن التلميذ: فككرت يومّا في أمر المذاهب, فرأيت هاتفًا في النوم وهو ينشدني: 


أعومفقي يحصرك علي أرى 
فمااأرى فيهسوى موجة 
وفك أشهارة.: 
مانشر أنفاس الرياض مريضة 
بدميئنةميتثاء حلَى وجههما 
كفلت بتثروتهامؤبتّدة بها 
بكت السماء فأضحكتها مثل ما 
وإذا تعارضهما زكاء تشعشعت 
مشت الصبسايفروعهامختالة 
وإذا تغتى الطسير في أرجائها 
يومًا بأطيب من جوارك ثساهدًا 


ومنها: 
سق النفس بالعللم نحو الكمال 
ولاترج مالمتسد له 





قيهلمالططلب ده قفرا 
تدة و 0 أة 151 


عوارر ا طَِ الندى وقضصار 
وحبيا عليها حنوة وعرار 
وكقى صداها دول مسدرار 
أيكي فتضحك بي الفداة نوار 
فتعمازج الن وار والن وار 
فصبا المشوق وغيره استعبار 
أايدى يبلامربل صددره التذكالر 
أو غائيّا تدنو ب لكلالأخبار"" 


توافروالسعادةمنبابها 
فإن الأمور بأسبابيها" 


ومع كونه شاعرً كان أديبًا مترسّلاً. ولعلّ فيما نثبته من حكمه ونثره؛ ما يعطينا فكرة عامة عن أسلوبه؛ فمن حكمه: 


العالم الذي هو غير معلم كمتمول بخيل. 


إن كان لك حظ من الدنيا أتاك مع ضعفك؛ وإن كان لك منها بلاء لم تدفعه عن نفسك بقوّتك. 


ريما يأتي الخير من جهة الخوف. والشرّ من جهة الرجاء. 
من اشتة بأمر قبل زمانه فرغ منه في زمانها”". 


ومن نثرد: ما كتبه إلى ولدد رضي الدولة أبي نصر: «التفت بذهنك عن هذه النزهات إلى تحصيل مفهوم 


ينظر طبقات الأطبا. : 558 
-4١‏ ينظر طيقات الأطياء : /اد؟, .لام 
؟؟ - ظبقات الأطياء : ؟55. 
0 طيقات الأطياء : /0؟, 
44 - طيقات الأطيا: ٠‏ 3ع 
58 تاريخ الحكماء ' 1١11 : ١12‏ 








تتميّز به, وخذ نفسك من الطريقة بما كرّرتُ تنبيهك عليه وإرشادك إليه؛ واغتنم الإمكان واعرف قيمته ٠‏ واشتغل 
بشكر الله تعالىعليه. وفز بحظ نفيس من العلم تثق من نفسك بأنك عقلته وملكته لا قرأته ورويته. فإن بقيّة 
الحظوظ تتبع هذا الحظ وتلزم صاحيه؛ ومن طلبها بدونه؛ فإمًا ألا يجدهاء وإمّا ألا يعتمد عليها إذا وجدهاء ولا 
يثق بدوامهاء وأعوذ بالله أن ترضى لنفسك إلا بما يليق بمثلك أن يتسامى إليه بعلو همّته. وشدّة أنفته وغيرته 
على نفسه. وممًا كرّرت عليه الوصاية به: أن تحرص على ألا تقول شيئًا لا يكون مهذبًا في لفظه ومعناه ٠‏ ويتعيّن 
علنك أنذادة ٠‏ وأن تصرف معظم حرصك إلى أن تسمع ما يفيدك لا ما يلهيك مما يلد للأغمار وأهل الجهالة .رفك 
الله عن طبقتهم؛ فإن الأمر كما قال أفلاطون: الفضائل مرّة الورد حلوة الصّدرء والرذائل حلوة الورد مِرَةٌ 
الصدرء وقد زاد أرسطاطاليس في هذا المعنى فقال: إن الرذائل لا تكون حلوة الورود عند ذي فطرة سليمة؛ بل 
يؤذيه تصوٌّر قبحها؛ إن يفسد عليه ما يستلذ من غيرها بها, وكذلك يكون صاحب الطبع السليم قادرًا على معرفة 
ما يتوحّى وما يتجتب, كالتَامٌ الصّحة يكفي حسُّه تعريفه النافع والضّار فلا ترضَ لنفسكء حفظك الله؛ إلا يما 
تعلم أنه يناسب طبقة أمثالك, ؛ واغلب خطرات الهوى بعزائم الرجال الراشدين» واطمح بنفسك إلى المعالي بإطاعة 
عقلك؛ فنك تسن بنفسك, ٠‏ وتراها في كل يوم مع الاعتماد على ذلك في رتبة عليّة, ومرقاة من سمو من السعادة, 

إن شاء الله تعالى»ا. 
الكتاب 

رسالة صغيرة: تناول فيها ابن التلميذ إحدى الجراحات التي كان أسلافنا يلجؤون إليها للاستشفاء من بعض 
الأمراض؛ فيخرجون من أجسامهم كمية من الدم محدودة حسب الحاجة؛ وهي ما تعرف بالقفصد. 

وقد جاءت الرسالة دون مقدمة أو ديباجة, التي اعتادها المصنفون» حيث يبدؤون بالتسمية» ثم الحمدلة: ثم 
الصلاة على النبي وآله؛ إلى آخر ما يتضمنه منهجهم من أمور يثبتونها في هذه المقدمة. 

وقسمها على عشرة أبواب, هي: 

الباب الأول في الفصدء والثاني: في الأغراض المقصودة بالفصدء والثالث: في كيفية الفصد في الجملة, 
وكيفية فصد لشرايين والعروق الغائرة, والرابع: في منافع شد العضد وكيفية الرباط الأول والثاني: 
والخامس: في عدد العروق المفصودة على الأكثر, وكيفية فصد كل واحدٍ منهاء والسادس: في ذكر العلل التي 
يفصد لها كل واحد من تلك العروق, والسابع: في العلل التي ينفع منها الفصدء والثامن في العلل التي يضرها, 
والتاسع: في استدراك خطأ الفاصد, والعاشر: في الشروط المأخوذة على الفاصد. 

وقد جاء تناوله الفصد في هذه الرسالة وافيًا شاملاً. لم يترك أيّ جانب من الجوانب التي يحتاج إليها 
القارى:؛ أو الفاصدء أو الطبيب. 





نسبت هذه الرسالة لأمين الدولة »ابن التلميذ؛ أبي الحسن, ٠‏ هبة الله بن صاعد بن هبة الله بن إبراهيم بن علي. 
في كل من: عيون الأنياء ء في طبقات الأطبا 


. ومعجم الأدياء ٠‏ وهدية العارفين. ووردت فيها يعنوان ن مقالة في 
الفصد. أما | 


لعنوان ن «الرسالة الأمينية في الفصد» فهو ما وجدناه على ورقة العنوان من النسخة المخطوطة 
المحفوظة في الظاهرية. . وكذا وردت في فهرس مخطوطات الطب. الذي صنعه الدكتور حمارنة؛ حيث ذكرها 
قائلاً : «الرسالة أو المقالة الأمينية في الفصد,". 





- معجمالأديا 255 - 5481. وطبقات الأطيا. : 01+ - مدع 
4 فهرس مخطوطات الحلب. في المكتبة الظاهرية : ؟ه: . 


فاق الثقافة والتواث 

















ووردت فى تاريخ الأدب العربي لبروكلمان بعنوان: «المقالة الأمينية في الفصد». قال: «نسب هذا أيضًا إلى 
ابن سينا»”' معتمدًا في ذلك على نسخة المتحف البريطاني رقم: 544: وعلى نسختي المكتبة الآصفية بحيدراباد: 
ومكتبة خدابخش بتنة؛ وقد تم لنا بحمد الله وتوفيقه الاطلاع على النسختين. وقد وحدنا هاتين النسختين 
00000 الأمينية في عدد الأبواب التي تنقسم إليها النسخ الكلاد كما وجدنا الث ابه التام في كل ما 
في النسخ الثلاث, العناوين والعبارات والتناول؛ والمنهجء ولا فرق في الألفاظ إلا بعض الزيادات هنا, 
وَالنَقصن ماك ٠‏ كالفروق التي نجدها في النسخ المتعدّدة لكتاب واحد. ويدفعنا هذا إلى القول أن هذا التشابه 
ليس جديدًا بين كتبٍ متعدّدة لمؤلفين 000 إلى موضو ع واحد؛ وبخاصة في كتب الفقه والكتب ذات 
الطابع العلمي» حيث نجد على سبيل المثا لثال: أن كتب الفقه تبدأ بكتاب الطهارة, ٠‏ فتقدّم تعريفًا للطهارة لغة 
اماك ال ا اع ا ا لج عر لكك اننا 
عندما يتناول المؤلفون حدّه وتعريفه؛ إنما يتناولون حقائق ثابتة اتفق عليها الأطباء؛ وعندما يتناولون طريقة فصد 
لعرق: أيّ عرق, نلاحظ أَنّهِم يتفقون عليها؛ ونجدها في كتب متعدّدة واحدة؛ لا نجد فرقًا بينها. ولعلّ تناول 
ضيف كتاب (عقيلة العقلاء في علم الفصد عن الفضلاء), الذي قدّمه للسطان صلاح الدين الأيَوبِي داود بن 
عيسى بن أبي بكر (- 157ه) صاحب الكرك خير دليل على ما نقول» حيث وجدنا الباب الأول المعنون ب«في حدّ 
لفصد» بلفظه في هذا الكتاب» فلو نظرنا إلى تاريخ وفاة ابن التلميذ صاحب هذا الكتاب التي حدّدها الذين 
ترجموا له بسنة -5ه. ون مؤلف عقيلة العقلاء من رجال القرن السابع. وبين المؤلفين ما يقارب مثة السنة, هذا 
لأمر يجعلنا نقول: إن الحقائق العلمية واحدة: لا خلاف فيها بين المصنفين. 








دفعنا إلى هذا القول أنّنا وجدنا نسخة محفوظة في المكتبة الآصفية كتب في أولها: رسالة الفصد للشيخ 
لرئيس. ووجدنا في نسخة الكتبة الظاهرية؛ ما كتب في ورقة العنوان: هذه الرسالة المعروفة بالأمينية في 
لفصد. ألفها أمين الدولة أيو الحسن, ؛ هبة الله بن صاعد بن إبراهيم ٠‏ كما كتب في بداية الورقة الأولى بعد 
لبسملة»؛ مقالة في الفصد, لأمين الدولة» وهي عشرة أبواب. وهذا الأمر أوقعنا في شك في صحة نسبة الرسالة, 
هل صئفها ابن سينا أم أمين الدولة, لكنا بعد البحث والتحقيق؛ ومن خلال مقابلة ما وجدناه في كتاب القانون 
لابن سينا. وجدنا فيه زيادات عمّا ورد في الرسالة؛ فلو كان مؤلفها ابن سينا لما وجدنا اختلافا في عدّة أمور 
وردت في كتاب القانون, ؛ وفي رسالة في الفصد لابن سيناء محفوظة في مكتبة الكونجرس وبعد مقابلة نسخة 
مكتبة الكونجرس بنسخة الظاهرية ٠‏ وجدنا بينهما اختلافًا كبيرًاء منهجًا وترتيبًا وتناولاً وموضوعًا. فلم يقسم 
ابن سينا رسالته إلى أبواب. كما أنه بدأها بالحمدلة, ثم بين نوعي العروق المفصودة؛ وعددهاء ومنفعة فصد كل 
منها. وبين وقتين للفصد. ثم ختم رسالته بالصلاة على الرسول الكريم. بينما نسخة الظاهرية ونسختي 
خدابخش والأصفية قسّمها المؤلف إلى أبواب عشرة. وخلت من الحمدلة والصلاة على النبي. سواء في المقدمة 
أو النهاية. والمعروف أن اين لتلميذ نصراني: وابن سينا مسلم؛ وأنه يبدأ رسائله وكتبه بالحمدلة ويختمها 
بالصلاة على النبي. حيث جاءت البداية في نسخة الكونجرسء وهي منسوبة لابن سيناء وضمن مجموع رسائل 
له: «الحمد لله رب العالمين. وصلواته على محمد وآله الطاهرين»: وجاءت نهايتها: «والله ولى الكفاية؛ وهو 
حسبنا ونعم الوكيل وصلى الله على سيدنا محمد وأله وصبحه أجمعين». وهذا لم نجده 9 النسختين: 
خد انكف بر الاملدرة مها بدك أن مؤلغهما ليس ابن سينا . وإنما هما لابن التلمين. 


وقد اثبتنا العنوان اللسجل على ورقة العنوان. 











048 تاريغ الاداب العربية لبر كلمان الترجمة العربية : د/رلاة؟. 























النسخ المخطوطة و أماكن وجودها: 

ذكر بروكلمان في كتابه من نسخهاا"': 

- نسخة المتحف البريطاني»؛ رقم 585. 

- نسخة بودلياناء رقم .177/1١‏ 

- نسختي سباط؛ رقم .١١7‏ 

- نسخ مشهدء الأرقام: 50,17 .5١‏ 

كما ذكر بروكلمان أن هذه الرسالة طبعت طبعة حجر في لكنو في الهند سنة 8/١١١ه.‏ 
النسخ المعتمدة : 

اعتمدنا في تحقيق هذه الرسالة على ثلاث نسخ هي: 

١‏ - نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق: وهي ضمن مجموع يقع في 51 ورقة؛ قياس 18,5 * 4١سم؛‏ في 
الصفحة ١7‏ سطرًاء وفي السطر حوالي ٠‏ كلمات. 

- كتبت العناوين ورؤوس العبارات بالمداد الأحمر؛ وكتب المجموع بخط النسخ الجميل؛ وفي أخر المجموع 0 
ورقتان كتب عليهما فوائد شعرية منقولة متنوعة, وذكر تاريخ نسخ المجموع سنة 154 ١٠هء‏ ولم يذكر فيه اسم 
الناسخ. يتكون المجموع من: 
- أرجوزة في الطبء لابن سينا. 
- أرجوزة في عدد العروق المفصودة, لشمس الدين محمد بن مكي. 
- أرجوزة في الختانء للحمد بن مكي. 
- أرجوزة في قضايا أبقراط الخمسة والعشرين. 





رجوزة في أمراض جفن العين. 





- أرجوزة في تدبير الصحة في فصول السنة الأربعة. 
- مسائل من كتاب التشريح الصغير؛ منسوية لابن سينا. 
- الرسالة الأمينية فى الفصد., لابن التلمين. 
- مقالة في مرض السعفة, لأبي نصر عدنان بن نصر بن منصورء العين زربي. 
وهذا المجموع محفوظ في دار الكتب الظاهرية بدمشق؛ تحت رقم 514: وعنه صورة على ميكروفيلم في 
مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي. الفيلم رقم ١547‏ 
وقد كتب على ورقة العنوان : هذه الرسالة المعروفة بالأمينية ألفها أمين الدولة أبو الحسن هبةالله بن صاعد 
أبن إبراهيم. كان من الأطباء المعتبرين في زمانه بين أقرانه. وكان ينظم الشعر بفصاحة وبلاغة. وكان نصرانيً . 
؟ - نسخة مكتبة خدابخش - بتنة؛ بالهند. تحمل الرقم 505؟: وهي ضمن مجموع من عدّة رسائل؛ وهي 


4 تاريخ الاداب العربية لبر كلمان : الترجمة العربية ه/0ا2؟ لره5. 1 





اق الثقافة والتواث 

















الرسالة الرابعة ضمن المجموع؛ من الورقة 78١و‏ - 150, تتكون من ١5‏ ورقة؛ قياس 7,5 ا 17.5 : وفي كل 
ورقة ١7‏ سطرًاء وفي كل سطر حوالي 4 كلمات. كتبت بخط التعليق, يعود تاريخ نسخها إلى القرن الثاني عشر 
الهجري؛ وهي منسوية لابن سيناء حيث كتب في أوَّلها بعد البسملة رسالة الفصد, للشيخ الرئيس» وقي نهايتها: 
26 الرسالة الفصد [كذا] للشيخ أبو [كذا] علي سينا. 

* - نسخة المكتية الآصفية بحيدر أباد, بالهند؛ تحمل الرقم .4١‏ 

وهي ضمن مجموع من عدّة رسائل؛ وهي الرسالة السابعة والعشرون ضمن المجموع, من الصفحة 77/8 - 
7 تتكوّن من ٠١‏ ورقاتء قياس 5 “ 7١سم؛‏ في كل ورقة ١1/‏ سطرًاء وفي كل سطر حوالي 8 - ٠١‏ كلمات. 

كتبت بخط تعليق جيّد؛ يعود تاريخ نسخها إلى القرن الثاني عشر الهجري؛ وهي منسوبة لابن سينا حيث كتب 
في أوَّلها بعد البسملة رسالة الفصد, للشيخ الرئيس. 

وبمقابلة النسختين الثانية والثالثة لم نجد بينهما فروقًا تذكرء لعل إحداهما نقلت عن الأخرى؛ ويلاحظ أن 
الناسخين لهما هنديان: وذلك لأننا وجدناهما يحوّلان الياء إلى همزة في بعض الكلمات. مثل كلمة الشرايين مثلاً. 
كتبت الشرائين؛ وهكذا, علمًا بأنه لم يذكر اسم الناسخ في كلتيهما. 

وقد استأنسنا بالنسخة المطبوعة طباعة حجرية في الهند سنة /170هء على الرغم من الأخطاء والتصحيفات 
والتحريفات الكثيرة فيها. 

ونا كانت هذه الرسالة مبثوثة في رسالة أخرى عنوانها: «عقيلة العقلاء في الفصد عن الفضلاء؛ لمجهول. 
وهي مخطوطة محفوظة في مركز جمعة الماجد. ضمن مجموع, حيث قام مؤلفها بالاعتماد على : الرسالة الأمينية», 
وبتّها كلها في كتابه, استعنًا بهذه الرسالة في مقابلة النسخة, والاستفادة منهاء وتصويب بعض الأخطاء. 

عملنا في التحقيق: 

١‏ - قرأنا النسخ الثلاث قراءة متأنية. ونسخنا نسخة الظاهرية: وفقًا للقواعد الإملائية المعاصرة؛ واتخذناها 
الأم؛ ورمزنا إليها بكلمة الأصل. 

؟ - قابلنا بين النسخ الثلاث. وسجلنا الفروق بين نسخة الظاهرية وبين النسختين الهنديتين في الحواشي, 
ولا لم نجد فروقًا بين النسختين الهنديتين, رمزنا لهما بالحرف أ. 

؟ - قابلنا ما ورد في هذه الرسالة بما ورد في عقيلة العقلاء. حيث إننا وجدناها مبثوثة في هذا الكتاب. 

4 - عرضنا المعلومات الطبية الواردة فيها على ما ورد منها في كتاب القانون لابن سيناء واللنصوري في 
الطب. للرازي؛ والختصر الفارسي. للمجوسي. وجامع الغرض في حفظ الصحة لابن القف. وأثبتنا بعض 
المعلومات الزائدة في تلك الكتب في الحواشي. 

5 - عرفنا المصطلحات الطبية. والأمراض. والأدوية: التى وردت فى ثنايا الرسالة. 

١ ١ عرفنا الأعلام التي وردت فيها.‎ - ١ 

وختاما نسال الله تعالى أن يسدّد خطانا. ويمهّد دربنا الذي اختاره لنا. وأن يهدينا إلى صراطه؛ وأن يرزقنا 
الصدق في القول والعمل. وأن يبعد عنًا الخطأ والزلل. إنّه سميمٌ مجيب 














عه احم امد 


00 رااان فاده 
هااا ع له ءدبن 
قمكان مزالا مين :نما 3-2 
0 كان يناعم 
بلاقم ميان سانيا . 
عنفى 


مام 


ورقة العنوان ‏ نسخة الظاهرية 


با رآنم, 

0 0 0 ا 
مزجناع ١‏ اذك ولاننمرسئها هري 
دلاطناوصير 0 ولاطا ماللا 
٠ 5‏ الغوط ط اوها ل لطبا ابا 

علا 0 0 لجان لازن دافام 





الذي لناب لما أبن" 











الورقة 1 - نسخا. الظاهرية 





بمالعزارهم 
71 
0 
البارالارلندبا النائية فأ مق 
بالندرالاان يقني انمد ولهل, ل 
الغإييدناتريق الفا الاب متا ثرالضد 
1 اي 
سلا بامرنهتا 6 
0 
لاا 0 0 
النامرالية. فاشو الزن نال 
: و نالاول: 
مزالا دادي شعدا امسر 1م 
ساي لتم لمعنل رفحل أ بنك 
0 أذ لاه لتر ملانان 


الورقة الأولى - نسخة الظاهرية 








2 7 24 بااضت رق ا 
00 علاغسرار كل لماه 
اوقد ة ريزتت ارق 
00 000 0 در 
لغ لك لاسر عا ردك 
07 عن كه الساضر زول 
ورا س1 تارك سخ 
ا قاض زإغيت لزي الغ مر بيع اس 
عن رالغطر رتم /و لازم 4 5 
در أيه ماغنا واساراسات رم ل 
0 وسار و رتره ا 
شاو نت / الاوز 2000 رن ارك 
عه قد 




















5-7 - 
















7 بستحي 
١‏ ب و 2 ويل رنيال : 8 بيه 
: : ا راو 3 
ز ود لم ول لروا فلع ازور ورا 
لدم / اراب | انا رليم ودرإلايت متك اليك ويمطش الي مرت نائزة الا . 
لو ل وروا ناض سام فول شد طوقسو زف انيت 71 
ررقت ناملا واس سر رزو لصورا/د ” | ايكسيكعن تمر 
2 ةسل ناسين نسدد كرام : 
راس فعا دا روا روط الشف" ا ااال عونت سني لعا ثريع بل لطعر لاد 
ورا اها 2 ولر اسل ا ار ,ملع 0 
كرا 20 لوس 

















الورقة الأاخيرة ‏ نسخة خدابخش بتنة 


الورقة الأولى - نسخة الأصفين - حيد رأباد 








اف كيذ( لخ فت بواير خزال علمة م 
شغ نيزن وررطوغ لوغ نطوو رعشيل - 
مو 2010101111 ل 
1 وو لد فر زارط يل يو نص عله 
7 ير امرك نوز تسب لطت د سقدم 
: جوز صيطنوايضةي ادب كي دة وكير 
ا 
:“200 ليه دياف رزب اطق كلها تاد كي ١‏ : 
8 00 7 أ . 
ختومو دايا ا 
























النصم اللحقق 


مقالة 2 الفصد 
لأمين الدولة 


وهي عشرة أيواب : 

لباب الأول : في حدّ الفصد. 

لباب الثاني : في الأغراض"'"' المقصودة بالفصد. 

لباب الثالث : في كيفية الفصد في الجملة وكيفية فصد الشرايين والعروق الغائرة. 
لباب الرابع : في منافع شد العضد'"' وكيفية الرباط الأول والثاني. 

لباب الخامس : في عدد العروق المفصودة'"؛ على الأكثرء وكيفية فصد كل واحد منها. 
لباب السادس : في ذكر العلل التي يفصد لها كل واحد من تلك العروق. 

الباب السابع : في العلل التي ينفع منها''' الفصد. 

لباب الثامن : في العلل التي يضرّهاا". 


لباب التاسع : في استدراك خطأً الفاصد". 








لباب العاشر : في الشروط المأخوذة على الفاصد. 


في الأصل الأمراض. والمثبت من | . ب. 

في | . ب : في منافع شد العضد عند فصد عرق مأبط اليد و كيفية الرباط الأول والثاني 
.ب : في العروق المفصودة. 

اناب هها: 

8ج أوب :يضر بها الفحيو, 

- 1 “القضان 














الباب الأول 
في حدّ الفصد 
الفصدا" هو تفرّق اتصال إرادي يتبعه استفراغ”' كلّي من العروق خاصّة: لتوسّطها" من جميع 
العا 
فقولنا في حدّه: نه تفرّق اتصال»: جار مجرى الجنس له: إذ كان" تفرّق الاتصال قد يكون بالاتفاق, كالذي 


يتبع صدمة أو ضرية؛ وقد يكون من فعل الطبيعة كالرعاف'''' البحرانيا"!. 


وقولنا”"': «إرادي»: لفصله”' مما يشركه في الجنس. 


١-37‏ القصو لكة ,فصِد قطي فصدا وقصناك! [والكتتن]ء وافحصن + شق العزق اوهق مقضون وقصين: 


استفرغ استفراعًا : تقيً. القاموس المحيط : .٠١17‏ وفي الاصطلاح : الاستفراغ كالقيء؛ بإلقاء ما في المعدة من طعام أو 
علاج حتى يفرغ ما يثقلها. جامع الغرض في حفظ الصحة ودفع المرض: 508. والمقصود هنا: إخراج الدم من عروق 
مخصوصة في البدن. على أساس أن في الدم أخلاطا رديثة. 

5 - أ.ب: بتوسطها. 


-٠‏ ب : الجسد مكان الجسم 


-١‏ قال في القانون : 595/١‏ : «الفصد استفراغ كني يستفرغ الكثرة. والكثرة هي تزايد الأخلاط على تساويها في العروق؛ وفي 


المنصوري: 15/5 إخراج مقدار من دم المريض بشق وريده. وفي النزهة المبهجة في تشحيذ الأذهان وتعديل الأمزجة ؟/روة: 
9 اغ كلّي بالمعنيين: ل يستفرغ الأخلاط كلها وإن شنت من البدن كلّه. وينظر ذيل التذكرة: ؟/7١1١,‏ وينظر جامع 
الغرض: .٠٠١‏ وهدية المحب: 19. 

*1 2 ! : إذاتفرق الاتصال. ب : وتفرق الاتصال 


5 - الرعاف لغة رعف : خرج من أنفه الدم. رعفا ورعافا. والرعاف : الدم بعينه. القاموس المحيط .٠١5١:‏ وفي الاصطلاح الطبي 


خروج الدم غالبا من الأنف بشدة. أو سيلانا. من أسباب عامة وموضعية. مثل مرض الناعور. جامع الغرض: 555. 
البحران : التغيير الذي يحدث للعليل فجأة في الأمراض الحميّة الحادة. ويصحبه عرق غزير. وانخفاض سريع في الحرارة, 
وجاء في مفيد العلوم البحران معناد في اللسان اليوناني: يوم المناجزة بين المتغالبين. وفي الطب الحديث: اليوم الذي تكون 
فيه المناجزة بين المرض وطبيعته. واليوم الباحوري هو اليوم الذي تقع فيه المناجزة. المنصوري في الطب: 545 

وزاد في جامع الغرض . وهو نقطة التحوّل للمرضى. إما للتحسن والانفراج والشفاء. أو للنكسة والتأخر صحيًا. وهو الذبول. 
ويكون ذلك تالبا فجأة في حالة الأمراض الحادة الشديدة الاصابة. وقد ذكره أبقراط فى كتاباته. وفسّره جالينوس ومن تبعه 
من الشراح بإسهاب. جامع الغرضي: .51١‏ ولعله أراد هنا بالرعاف البحراني الدم الذي يسيل فحأة من الأنف في حالات التغير 
المفاجى. للمرضى بالحديّات الحادة. وينظر التذكره . ؟/ر: #. والنزهة ا 
0-5 في الأصل : فقولنا. والمثبت من! .ب 

30 " آأرتا التفضيلة 























1 370000 0 30 : 5 
وقولنا : «يتبعه استفراغ كلّي» لأنه يخرج [منه]”' الأخلاط الأربعة'”'. [وإن كان أغلب ما يخرج الدم]"". 


وقولنا : «من العروق خاصّة. وبتوسّطها'”'' من جميع الجسم» [ليفصله]"' من الحجامة'""': لأن الحجامة هي 


00 اتصال إرادي: لكن أكثر استفراغها من نواحي الجلد والعضل.ء لا من العروق يا فقد بان [أ]1"ا 
هذا الحد مطابق المحدود””. 


في الأصل : منء والمثبت من أ ب. 

6- الأخلاط : مفرده خلط؛ وهي أمزجة البدن الأربعة» روّجها الإغريق؛ واستعملت في الطب عند العرب. وحتى عصور حديثة فى 
الغرب. والأخلاط الأربعة هي: ١‏ 

- الصفراء : من عنصر النار. ومسكن هذا الخلط في المرارة» وهو حار يابس. 

-2 السوداء : من عنصر الأرضء ومسكنه في الطحال؛ وهو بارد يابس. 

- الدم : من عنصر الهواء؛ ومسكنه في الكبد؛ وهو حار رطب. 

-0 البلغم : من عنصر الماء. ومسكنه في الرئة؛ وهو باردٌ رطب. 
وإذا كانت الأخلاط في حالة الاعتدال والانسجام كانت نتيجة ذلك الصحة والسلامة. جامع الغرض: 587 وفي المنصوري: 
«الاخلاط: الامشاج». وينظر: التذكرة: ٠١/١‏ 

- في الآصل : وإن الأغلب منها ما يخرج. والمثبت أ .ب. 


-٠‏ أ: توسطها. 
١‏ - الأصل : لنفصله. والمثبت من | .ب. 
1 


الحجامة في اللغة : من حجم : مصّ. والحجام : المصاص؛ والمحجم والمحجمة بكسرهما: ما يحجم به؛ وحرفته الحجامة. 
القاموس المحيط: ١4١‏ وفي الاصطلاح الطبي: امتصاص الدم بالمحجم. وهي ألة من صنع خزفي أو زجاجي أو معدني؛ أو 
هي كأس زجاجي لامتصاص الدم؛ أو منع نزفه. بوضعه على الجلد؛ ليحدث انحباسًا للدم. واستعماله إمَا مع هواء أو بدون 
ذلك؛ أو الجراحة فيه لإخراج الدم في الكأس. قصد الشفاء من الحميات بالنسية إلى ازدياد خلط الدم حسب التقليد في 
الحضارات القديمة. حتى العصور الحديثة. جامع الغرض : 518 

وهي عملية علاجية أداتها كأس زجاجي يشبه قدح الشاي. حيث تؤخذ قطعة من الورق (يفضل من الأكياس التي يعي فيها 
الإسمنت) وتشعل. وتلقى داخل الكأس. وبسرعة فانقة تحلبق فوهة الكأس على الموضع المراد حجامته. وبعد برهة تنطفى: الشعلة 
داخل الكاس. ثمٌ يأخذ الجلد بالاندفاع داخل الكأس. إلى حد معيّن. ثم يتوقف الاندفاع . ويصبح الجلد هذا أحمر محتقنًا بالدم. 
ثم تكرر العملية في موضع آخر. وتدعى هذه الحجامة الناشفة. أو حجامة الهواء. ويعالج بها البرد والتشنجات العضلية. 
واحتقان الرنة. وهناك الحجامة الرطبة. أو حجامة الدم. وتتم بالطريقة نفسها. لكن يشرط جلد البقعة. التى يراد حجامتها 
بالمشرط قبل تطبيق الكاسات المشتعل فيها الورق. وحالما تنطفي الشعلة يندفع الجلد | ذكرنا. وين فم الدم معه من خلال 
خدوش التشريط. المنصوري 5, الحاشية 55١.51‏ وانظر القانون: والنزهة المبهجة: ؟"//88. والطب النبوى: 51. 

1 ع+هر/١‎  نوناقلا ينظر‎ - "١ 

54 - الأصل : بأن. والمثيت من! ..ب. 

قات م1 ب بللجذوى: 











الباب الثاني 


في [الأغراض]”" المقصودة بالفصد 


[الأغراض]”' المقصودة بالفصد ثلاثة: وهي”": 


إِمّا نقص الكمية”"', وإمًا إصلاح الكيفية: وإماا'" هما جميعًا”". 


ونقص الكمية إمّا يكون لكثرة'”'' شاملة لجميع الجسم كما نفصد من ظهرت له" أمارات الامتلاء؛ كالتمدّد: 
والثقل. والكسل عن الحركة, والانتفاخ» وقلّة الشهوة؛ وإما يكون!" ثرة خاصة بعضو ماء يُراد نقصها منه. 
وهذا يكون على أحد الوجهين”": 


إمّا من عضو قريب منه؛ ويُسمّى هذا سل الفضلة"", كما نفصد عرقي" المأقين”' بسبب أمراض الملتحمةا"" 
الامتلائية. 


وإمًا أن تستفرغ من عضوا '' بعيد منه جِدًا [محاذٍ]”' له في الوضع”"'؛ ويسمّى هذا جذب الفضلة ونقلهاء 


1- وردت في الفهرس في أوّل المخطوط : الأمراض,ء وفي الأصل : الأعراض, والمثبت من أ ؛ ب؛ ومن عقيلة العقلاء. 
3 - انظر الحاشية السابقة. 


6- أب : في الفصد وهى ثلاثة. 
-- في عقيلة العقلاء : نقص الكمية المقصودة بالفصد. 


٠‏ - فى عقيلة العقلاء : أو هما معًا. 


-١‏ في القانون : 505/١‏ : ٠إما‏ أن يفصد لكثرة الدم. وإمًا أن يفصد لرداءة الدم وإما أن يفصد لكليهما. وفي ذيل التذكرة: ويكون 


ما لحفظ الزيادة. لزيادة الخلط في الكم. أو رداءته في الكيف, أو لهماء أو لدفع المرض. وقد يكون للمجرّد الخوف من الوقوع 
فيما يفسد . 


في عقيلة العقلاء : أن يكون لكثرة. وأ . ب : يكون إمّا لكثرة. 
0-71 في عقيلة العقلاء : عليه مكان له. 

| .ب : وإما أن يكرن. 

م5 | على وجهين. 


في عقيلة العقلاء : عضو قريب مثل الفضلة. 
0-537 أ. ب : يفصد عرق. 
0 الماقين : مثنى الموق. مأق العين ومؤقها. ومؤقيها. وماقيها. ومآقها وموقتها ومأقها. وموقها وأمقها. ومقيها: طرفها مما يلي 
الانف .وهو مجرى الدمع من العين. أو مقدمها ومؤخرها. جمعها أماق. وأماق. ومواق. ومأق. القاموس المحيط: ١119؛‏ وينظر 
المنصوريي في الطب: 5148: وجامع الغرض: 575. 

4ب االميمة الغشاء الباطني لجفن العين. جامع الفرض : 755 

ا .ب : وإمًا من عضو. 

4- في الأصل محاذي. وفي عقيلة العقلا. محازيا له في السعت. 


45 ا.ءب: السمت مكان الوضع. 














كما نفعله'”'' فى فصد الصافن'*' لأصحاب الشقيقة”". 


و 9 اغبا 1 8 7 الكيفية؛:فكما نفصد"' من عرضت له حكتاه" أو قروح من الناقهين”" 
لم تظهر أمارات الامتلاء”. 


نإو٠‎ 


وأمًا الاستفراغ يسببهما جميعًا: فإذا اجتمعت الأسباب الموجبة لكل واحدٍ منها. فهذه' الأغراض! 
المقصودة بالقفصد. 


الياب”*؛ الثالث 
فى كيفية الفصد في الجملة وفي كيفية فصد الشرايين والعروق الغائرة 


أما كيفية الفصد فتكون' بأن تجس موضع العرق””*' قبل الربط أعلاه””*'؛ لتنظر حال الشرايين هناك, 
وموضعها من العروق””' ليفصد البعيدا””' عنها؛ لأن ذلك إذا [عيّن]” بعد الربط لم يتبين. 


ثمّ تربط أعلى موضع الفط د ربطًا معتدلاً. وتملأ العرق بالإبهام» وتجسّ بالسبابةا', لتنظر صعود الدم, 





*5 - أءب: يفعل. 


4 - الصافن : وهو وريد ضخم في باطن الساق؛ على الجانب الإنسي من الكعبء ويمتد من الوريد الفخذي. ينظر القانون: 2515/١‏ 

المنصوري: 558. 1 
الشقيقة : وجع في أحد جانبي الرأسء يهيج ويحدّها جالينوس بأنها الساترة اللتوسطة, وربّما كان سببه من داخل القحف, 
وربما كان في الغشاء المجلل للقحف, القانون: ؟/4/؛ وفي جامع الغرض: :58١‏ «صداع يأخذ في نصف الرأس والوجه. 
شديد الألم». وينظر النزهة: ؟//؟/. 
7- بالفصد ساقطة من أ. 


/ا4- أ .ب : يقصد. 

4- الحكة تغير سطح الجلد في اللمسء, مع لذع مستلذ إذا حك, ولا تنبو عن سطح الجلدء ولا تقرح. التذكرة : ؟/ر5؟١.‏ 
- الناقهين : جمع ناقه. نقه من مرضه نقهًا ونقوهًا صح وفيه ضعفء, أو أفاقء. فهو ناقه. القاموس المحيط : .١515‏ 
0١‏ - [:لم يظهر أمارة. ب : لم يظهر فيه أمارة. 

-١‏ أءب:فهذد هي 

: 2-0 


في الأصل : الأمراض. واللثبت من | . ب . وعقيلة العقلاء. 
85ح مالسل 

في الأصل فيكون, وهو خطأ نحوي. 

3 - |: الفصد مكان العرق. 


51 - في عقيلة العقلاء : ربط أعلاه ٠١‏ . ب : ريطه أعلاد. 
١ 2-21‏ .ب : ووضيعها من العرق. 

28 - ا.ب : ليقصد بالبعد. 

5 في الأصل وا.ب اعتبر . والمثيت دن عقيلة العقلاء. 
ب 


| .ب : ليملا العروق: ويجس بالإبهام والسبابة. 





فتفرق”''' بذلك بين العروق الغائرة, وبين العروق الوترة المدفونة تحت اللحم””؛ لأن'” العرق الغائرء وإن خفي 
لونه فإنه إذا ملىء أْحِسٌ“"' يصعود الدم فيه؛ وذلك معدومُ في الوترة الدقيقة التي [تشبه]”' العرق. وإذا تحقق 
وجود العرق وعرف موضعه, فينبغي” أن يقي ليؤمن من تحرّكه تحت المبضعء وذلك إمّا بجذب الجلدة نحو 
المعصم بإبهام الفاصدا" الأيسرء أو نحو المرفق من أسفل, ثم [تحدس]””' تقدير كميّة غور العرق: لترسل 
البضع بحسب ذلك؛ ويتوقف [بعد إرسالك]'' اللبضع لتنظر بروز الدم"' هل أصاب العرق أم لاء فإن كان قد 
فرق اتصال العرق [بتر]"”" الملبضع؛ فأوسع تفرق الاتصال, وإن لم يكن قد فرق اتصال العرق”' فسل المبضع 
من غير أن توسع تفرق اتصال. وقد تُختار سعةٌ الفتحة وضيقها'". 

أمّا سعة الفتحة فتختار لأنها أبلغ في التنقية”'', وأمنع من جمود الدم في الشتاء؛ وذكره لأنها أدعى إلى 
الغش ا" 
وأمًا ضيق الفتحة فإنّه لايعرض""" معه الغشيء وهو في الصيف أوفقء فأمّا في الشتاء فإنَهِ ريما جمد الدما””" 
وامتنع من الخروج, ويُكره الضيقُ بسبب امتناع الدم الغليظ من البروز منه على ما ينبغي؛ وكذلك أيضًا إن 


- في عقيلة العقلاء : لتفرق. 

7 - في عقيلة العقلاء : في اللحم. 

*د- [:وذلك لأن. 

0-8 في عقيلة العقلاء : إذا ملي أحس الفاصد منه بصعود الدم فيه. 


5 - ساقطة من الأصلء والمثيت من عقيلة العقلاء. 


0-7 أ:وضعه. 

77 - في عقيلة العقلاء : فينبغي أن تُعلم عليه بمداد؛ أو شيء أخر. ويكون إرسالك المبضع في موضع العلامة بعد أن تقيد تحت العرق 
ليؤمن من تحريكه. 

8- أ: بالإيهام الفصد. 


في الأصل : تحدث, وفي | : يحسّ. والمثبت من عقيلة العقلاء 

في الأصل : وتتوقف بإرسال المبضع. والمثبت من عقيلة العقلاء. 

: بروز الدم أو عدم بروزه وهل. 

"8 - في الأصل ثبت, والمثبت من 1. 

77 [: وإن لم يكن أصاب العرق. 

| : الفتحة في وقت وضيقها في وقت. 

| : لأنها أبلغ في سهولة خروج الدم على ما به من غلظ القوام 

الغشي : في اللفة : غشي عليه كفني غشيا وغشيانا : أغمي. فهو مغشى عليه. وداء في الجوف. القاموس المحيط: ١155‏ ؛ وفي 
الاصطلاح الطبي: تعطل جل القوى المحركة الحساسة لضعف القلب. واجتماع الروح كله إليه. بسبب تحركه إلى داخل. أو 
بسبب يحقنه في داخل. فلا يجد متنفسا., أو لقلته ورقته. القانون: ؟//5ة4. 

وجاءت العبارة في | : الفشي للمتابعة الاستفراغ الكثير . واستتباع ذلك تحلل الكثير. 
0غ (31: قلما يعرشن. 


١ - 8‏ :جدد الدم قرب الفتحة 


آفاق ) 














فتمم' *" العرق طولاً يُختار فيما كان من العروق تحته عضلة أو عصبة: ؛ لأنّ تفرّق اتصال هذها وروي ع بيطا 
الفاصد غير مضرّ جِدَ, وتفرق اتصالها عرضًا يحدث خدرًا”” أى تفتخا وككتان أيضًا فتح العرق طولاً. 
إذا كان في مأبطا”' اليد ؛ ؛ لأنَّهِ إذا فصد المأبط عسر التحامه :لذن الأيط عند .طرهفالغرق مفصوة طول .تفححة 
ويمئعه من التصاق الشقين. 

وكذلك أيما”' يُختار الفصد طولاً في العروق الدقاق؛ كيلا [يبترها]” الفصد عرضًا, إلا أن يخاف زوالها 
وقوتهاء فحينئذ تفصد عرضًا. ْ 

وأمًا الفصد عرضًا”' فيُختار لما كان من العروق بقرب شريان): لأن الخطأ في فتح الشريان أعظم خطرًا 
من بتره'*": أن الشريان المبتور يرقا" دمه لتقّص طرفيه. والمفتوح يتصل نزفه إلى أن يُبتر"”' 

[ويُختار الفصد عرضًا إذا لم يرد إخراج الدم في عدة نوبء وذلك إذا كان الة د في عرق 57 لمعونته 
على المأيط على التحام الفصد عرضًا هناك, بخلاف حال الفصد طولاً كما سلف منا ذكرهء فأما الفصد ورابًا 
فيُختار إذا لم يردا”*' بالفصد بطء الالتحام ولا سرعته]”". 


ويُختار عرضًا للعرق الزّوال ويقندا* من الجهة التي يزول إليها. 


قوله : وكذلك أيضًا إن فتح. ساقط من أ. 
م أ : عنه مكان هذد. 
-١‏ [:عند خطأ الفاصد يحتمل. 


0-47 الخدر في اللغة : : امذلال يغشى الأعضاء. وفتور العين ؛ أو ثقل فيها من قذى أو كسل. القاموس الحيط : 45؛ وفي الاصطلاح 


الطبي :علة آلية تُحدث للحس اللمسي أفة إمّا بطلانًا وإمًا نقصانًا مع رعشة .إن كان ضعيفا , أو استرخاءً. إن استحكم: لأن القوة 
الحسيّة لا تمتنع عن النفوذ إلا والحركية تمتنع. القانون: .١0/8/7‏ وفي جامع الفغرض: فقد الإحساس. وربما الغيبوبة» والسبب 
تلف الأعصاب مع ضعف عام أو موضعي للحركة. وفي ذيل التذكرة: ١59/7‏ «نقصان حسّ الأعضاء أو بعضها, لسدة تحبس 
الروح غير تامة: وكأنّها مبادى. السكتة. وقد تكون لالتواء عضو. وانضغاط وخطأ في نحو فصد وقطع يصيب العصب. 

2-8 التشنّج لغة : تقبض في الجلد. القاموس : .15٠‏ وطبيًا : علة عصبية؛ تتحرك لها العضل إلى مباديهاء فتعصي في الانبساط. 

فمنها ما تبقى على حالها فلا تنبسط. ومنها ما يسهل عوده إلى الانبساط؛ كالتثاؤب والفواق. القانون: ؟/158١.‏ وفي ذيل 

التذكرة: ؟//157: هو تعطيل الأعضاء عن الحركة الكائنة بها مطلقا: فإن كان مع انتفاخ وامتلاء وحدوث فجأة؛ وصاحبه بعيد 

عبد بالاستفراغ فهو الرطب. وإلا فاليايس. 

في كل النسغ : مابض. والصواب ما أثبتناد. والمأبض : باطن المنكب. القاموس المحيط : 445. 

5 - قوله : وكذلك أيضًا ساقط من | .ب. 

 -‏ في الأصل : يكثرها. والمثبت من أ. 

410 -- عرضا : ساقطة من أ. 


4- الشريان : وهو العرق النابض. وعاء دموي يجري فيه الدم من القلب إلى الأنسجة في البدن كله. جامع الغرض: 958 


45د < عمق يثريه بالواسي. 


- !:قلما يرقا. ويرقاً : يجف ويسكن. القاموس المحيط : 55. 

-١‏ !| :والمفتوح وهو متحصل يطول منه النزف إلى أن يبتر في أكثر الأمر. 
2 في الأصل : لم يراد. وهو خطأ نحوي. 

31 ها بين معقوفتين ساقط من الأصل. والمثبت من ب 

3 


يقند . أي يلقى القند فيه. والقند عسل قصب السكر إذا حمد. القاموس المحيط . 585. 

















فأمًا العروق الغائرة فيجب أن يكون الربط”' والحل عدة نوب ليظهر العرق؛ فإن أحسٌ في وقت جسّه 
وامْتلاقة::ونحفى لونه رأسًا ع عليه بالمدادا'*': فإن خفي مع تكرار الربط”'' فليمسك المفصودٌ جسمًا ثقيلا مدّة 
ماء فكثيرًا ما تظهر العروق الغائرة بذلك. 

ومن كان حال عرقه كذلك؛ فلا تقتصر على تطلب عرق مخصوص. ولا في المأبط خاصّة: بل ينبغي أن يُقصد 
حيثما وُحِد وانفتح من المأبط إلى الأساجع, فقد تخفى العروق في المأبط وفي الذراع"'. وتظهر في أسفله. 

وأما كيفية فصد الشرايينء فيجب أُوَّلاًا"' أن تعلمّ أن الشرايين التي يجوز فصدها هي الصغار البعيدة من 
القلب فإنَ هذه هي التي يرقأ دمها إذا فصدت. 

فأمًا الشرايين الكبار والقريبة الموضع من القلب, فإمًا أن لا يرقأ دمها وما ''' أن يعسر. 

والشرايين المفصودة على الأكثر شريانا''" الصدغين, واللذان بين الإبهام”'' والسبّابة, وهما اللذان أُمِرَ 
جالينوس'”'' بفصدهما في المنام'''' لامرأة كان بها وجع في كبدها ففصدت” ''. وهذه قد تفصد وقد تبترء وذلك 
بأن يشق الجلد عنها'”'", وتو بإبريسم””2 ثم تبتر وترك حتى يجري الدم”'' بمقدار الكفاية» وتربط فإن الدمّ 


يرقأ. ومنها إذا فصد ترك حتى ينقطع الدم من ذاتها""". 


فأمًا كيفية التثنية فيكون بأن يفتح فم العرق قبل الشّدٌ أعلاه. وتحرك الإبهامين'''' على شفتيه بالخلاف, 





5 - أ:يكررالشد. 

1 - 1: في حال ما يجب وخفي لونه بالواحدة فقد يستعان بخطه بالمداد. 
51 - 1]: الريط والشد. 

- [: وعظمة الذراع. 

6- [:فأول ما يجب. 

.1 من قوله : فإمًا أن لا يرقأ إلى قوله وإما : ساقط من‎ -٠ 

1ك | : مثل شرياني. 


كك | : والشريانين اللذين الإبهام. 


٠١"‏ - جالينوس : من الأطباء اليونانيين. قيل ولد قبل المسيح بتسع وخمسين سنة؛ وقيل بعد المسيح بعنتي سنة. درس الطب على امرأة 
وأخذ عنها آدوية كثيرة؛ له مصدّفات عديدة. معظمها ترجم إلى العربية وعنها آخذ الأطباء !/ لمون. ترجمته في عيون الأنباء 
في طبقات الأطباء: 155-٠١9‏ 

١4‏ - جاءت العبارة في أ الذي أمر جالينوس في المنام بفصد الأيمن منهما 

520 


في القانون : 5٠١/١‏ : لوجع كان في كبده هو. 
١1‏ - كلمة عنها ساقطة من [. 


الابريسم : فارسية معربة. ومعناها أحسن أنواع الحرير. جامع الغرض : 505. وفي القاموس المحيط: 1598: «الحرير: أو 
معرب. مفرحء مسخن للبدن. معتدل. مقوٌ للبصر إذا اكتحل به. 

١‏ : ويترك الدم حتى يجري 

- جاءت العبارة في ! ومنها إذا قصد ترك الدم حتى ينقطع. ومن ذات العرض بالتنبيه استيفاء القدرة بقسميه الاستفراغ والجذب 
من الموضع. الوارم إن كان قد جهدت هناك 

اه في الأصل : الإبهامان. وهو خطأ نحوي. 




















إحداهما إلى فوق» والأخرى إلى أسفل؛ لتذوب علقة الدم التي جمدت هناك!"'', ثم تربط أعلاه. وتمسح العرق 


من أسفل إلى فوق فيبرد الدم حينثق. 


وينبغي أن لا يطيل إيلام الموضع عند التثنية''؛ لئلاً يرم الموضع, فتجلب على المفصود أفة. بل افتح العرق 


ثانا بالمبضع'"'" أهون من ذلك. 


فأما كيفية الرباط قبل الفصد وبعده فإنا نذكره مع ذكرنا منافع شد العضدا", والغرض في التثنية استبقاء 


القوة والجذب من الموضع الوارم؛ إن كان الفصد يسبب ذلك. 


الباب الرايع 


في منافع شد العضد وكيفية الرباط الأول والثاني" 


منافع شد العضد أريعا"”": 
ال 

لإرسال الدم والروح'" إلى العضو الألم. 

والثانية : أن العرق إذا امتلأً بالدم بالذي جذبه"'' الرباط المؤلم ظهر. 


التقييد في ثبات العرق. 





والرابعة : أن الرباط يخدّر حسٌ"”' العضوء فيكون الألم بالفصد أقل. 
فهذه منافع شد العضد عند فصد عرق”"'! مأبط اليد. 
فأمًا كيفية الرياط الأول فهكن!!""": 


١‏ - من قوله : «فأمًا كيفية التثنية» إلى قوله : «هناك» ساقط من 1آ. 
- [: الشد مكان التثنية. 


- 1[ :ليضع. 

4 - | : شد الفصد عند فصد عروق يضر. والعضد : ما بين المرفق والكف من اليد . القاموس 
3 - 3 :في منافع شد العضد عند قصد عروق مأيط الب وكيفية الرباط الأول والثاني. 
- أ: وذلك أربع. 

317 ل الأولى مدي 

لله [ على الدفع إلى موضع القفصد. 

3- !: والدم 

امم بالدماء الذي جذبته. 

- الرّوال : الخخرك. 

75 - | : حسن. وهو تصحيف. 

5 |( شد الفصد عند عروق... 

1- في الأصسل ذ!. وهو خطا د 


ي. وكلمة هكذا ساقطة من١.‏ 





لأولى”": تنبيه الطبيعة إلى الدفع؛ أي دفع الخلط"' لموضع الفصد: لأن الشدّ مؤلم, والألم يدعو الطبيعة 


والثالثة : أن الرباط يمنع العرق من الزوال"”' يمنةٌ ويسرة:. إذا قابله التقييد من أسفلء ولولا الرباط لم ينفع 


ديق 














1 كىن 1 ؟[ 5 5 5 5 95 در 3 
تضع العصابة”' أعلى من المفصل نحو" أربع أصابع مضمومة؛ وتكون العصابة معتدلة"؛ لأن 
العصابة العريضة!*' لا يُتمكن الرباط بهاء والدقيقة جدًا تؤلم وتحرٌ والمتوسطة يتمكن الرباطا""' بها ولا 


وإن كانت اليد اليمنى المفصودةا”''', فيكون القسم القصير'""' من العصابة مما يلي الجانب الوحشي(؟؟1), 
والأطول مما يلي الجانب الإنسي”", ويستقبلء ثم يكبس بإبهامه على عميلن العضد» ورف بعد و 
بأنشوطةا''' إلى فوق العضد؛ ليسهل إرخاؤها بعد فتح العرق. ولأنَ الأنشوطة إلى أسفل””" تظل على الموضع 
المفصود فتغللل!"" وإن كانت اليسرى هي المفصودة كان الأقصر من الجانب الإنسي؛ فالعمل كالأول!". 

ما الشدّ الثاني" إن الحال فيه بعكس الأول؛ وهو أن يكون الأقصر [ممًا يلي]”" الجانب الإنسي في 
اليمنى» وفى لسري بالضدء ويوضع على تأريب! '' ويستقبل الطول من العصابة من أسفل, وتذهب به إلى 
الجانب الوحشي حتى يتقاطعاء ويبرز المرفق؛ فتسهل حركة اليد. 





- في | : فلنيتدىء موضع مكان تضع العصابة. 
- [: أعلى من الفصد نحو من. 
317 - | : معتدلة الدقة. 

١١8‏ - أ : الغليظة. 

5- أ: يتمكن منه الريط. 
اد :هي المفصودة. 

١‏ - أ : فليكن القسم الأقصر. 
155 - الجانب الوحشي : أي جهة العضو البعيدة عن العمود الفقري. جامع الفرض : 555. 
"1 - الجانب الانسي : أي جهة العضو القريبة من العمود الفقري. جامع الفرض : 057. وكلمة الجانب ساقطة من أ. 
154 - الأنشوطة : عقدة يسهل انحلالها. كعقد التكة. القاموس المديط : .484١‏ نقول: كعقدة رباط الحذاء. فهي أوضح تمثيلاً: لقلة 
استخدام التكة في العصر الحديث. 

5 - |:لوكانت إلى أسفل. 

كح |( الأغلب على المرضع المفصود وصلايه. 

١ - 317‏ : وسائر العمل كالأول. 

- ! : فأمًا كيفية الشدّ الثاني. 

- في الأصل على. والمثيت من | 

1م 


التاووب > الشبد والتوكيق وفنا ادخال الشيء بالشى. متعاكسين. 


آفاق الا 








الباب الخامس 
في عدد العروق المفصودة 
على الأكثر وكيفية فصد كل واحدٍ منها 
العروق اللفصودة!'" على الأكثر السواكن”"' والضوارب"'' هي هذها”": 


فى الرأس والعنقء وعرق اليافوخ: ويسمّى عرق الهامة”'', وعرق الجبهة”'", وعرقا”' المأقينا!, وهما 
30 صغيران فى المآقين الأكبرين» وعرق الأرنية*"". وشريانا الصدغين*". وعرقان خلف الأذنينا””, 
والودجان الظاهرانا”*, والجهارك”" في الشفتين» وعرق تحت اللسان في باطن الحنك!*'', وعرق تحت اللسان 
ملتصق به وعرق في اللحي [الأسفل]”*'' في وسط الذقن. 


وقالوا إن فى اللثة [عرقا]”"' يُقصد أيضاء وعلى البطن عرقان أحدهما على الكبد والآخر على الطحال؛ وفي 


0- اختلف الناس في عد العروق الفصودة: فمنهم من يرى أنّها ثلاثة وأربعون. ومنهم من يرى أنْها خمسة وثلاثون؛ ومنهم يرى 
أنْها أكثر من ذلك أو أقل. ينظر مخطوط عقيلة العقلاء: الباب السادس عشرء الورقة: 174 وما بعدهاء ومخطوط المختصر 
الفارسي: الورقة: 39بء والمنصوري في الطب: 574, والتذكرة: ٠177/7‏ 

١147‏ - السواكن هي العروق التي تنقل الدم إلى جهة القلب؛ وهي الأوردة» جامع الغرض لل 

.510 : الضوارب : هي الشرايين؛ وتعني العروق الضوارب الحافظة للهواء, جامع الغرض‎ - ١14* 

5- :هي على هذد. 


5 - الهامة : رأس كل شى:ه. القاموس : 1517. 


5- عرق | الجبية : هو المنتصب ما بين الحاجبين. القانون : ١537/1؛‏ أو المنتصب في وسط | جبهة. املنصوري: 4؟5. وفي | بعد عرق 
الجبهة زيادة: «وعرق الأرنبة». 


47- أ:وعرق. 
8 - عرقا الماقين هما عرقا مجرى الدمع في زاوية العين مما يلي الأنف. 


5- عرق الأرنبة : وهو عرق الأنف. وهو غير ظلاهر. وإِنّ حين يدخل المبضع من أرنبة الأنف إلى الموضع الذي إذا غمز عليه بالإصبحع 
أحس بأنه منحاز بعضه عن بعض. النصورى: 775. 


03 


000 
0 
20 
5 - عرقا الصدغين : عرقان ملتويان على الصدغين. اللنصوري : 575. والصدغ : ما بين العين والأذن. والشعر المتدلي على هذا ْ 
الموضع. والأصدغان عرفان تحت الصدغين. 


١‏ - في | بزيادة : وشريانان خلف الأذنين. 
؟- الودجان عرقان في العنق. الملنصوري 5" القاموس المحيط : /511. 


٠‏ - الجهارك : كلمة فارسية. تعني أربعة. وهنا تعني أربعة عروق؛ في الشفتين. 
4 - الحنك : باطن أعلى الفم من داخل. أو الأسفل من طرف مقدم اللحيين. القاموس المحيط : ١؟١.‏ 


٠-8‏ للحن منبت اللحية. شعر الخدين والذقن. القاموس المحيط : 1714. وفي المتصوري : 5117 «منبت اللحية من الانسان. 
وجمعها ألح ولحي. واللحيان العظمان اللذان فيهما الأسنان من كل ذى لحى. وفي الآصل. اللحي الأول. والزيادة من .١‏ 
- في الأصل ٠‏ عروق. والمثبت من .١‏ 





آفاق الثقافة والتراث 























اليدين القيفالان”*''. وهما عرقان على الجانب الوحشي من الزندا”' الأعلى"*. والأكحلان!' وسط المأبط؟", 
والباسليقان””" في الجانب الإنسي من الزند الأسفل”", وحبلا الذراع [وهما طرفا القيفالين ويوجدان في 
الزند الأعلى. والباسليقان الإبطيان وهما شعبتان من الباسليقين الأعليين؛ هما في ميل إلى الجانب الإنسي من 
الأعليين]!'*'', والباسليقان العاليان, والأسيلمان”*"'. والشريانان اللذان' بين الإبهام والسبابةا”" , وفي 
الرجلين عرقا""' النسا"**"'؛ والصافتان!'"؛ وعرقا مأيضي""" الركبتينا”". 


فأمًا كيفية فصد هذه العروق: 


فإنٌ الذي في نواحي الرأس والعنق في الجملة""" فتكون بوضع العصابة على الرقبة. وتتصل من جهة القفا 
حتى يتبيّن العرق المفصودا"". 


١510‏ - القيفالان مثنى قيفال في كل يد واحدء ويقع القيفال عند المرفق من اليد. موضوع من الجانب الوحشي. ويجيء إلى اليد من 
ناحية الكتف. المنصوري : 5؟5. 


6 - الزند : موصل طرف الذراع في الكف. وهما زندان. القاموس المحيط : 35 

9 - في أ زيادة : ويسميان الكفين. 

٠٠‏ - الأكحلان : مثنى أكجل؛ في كل يد واحد. عرق في اليد أو هو عرق الحياة. القاموس المحيط ١١٠‏ . وهو شعبة من عرق 
الباسليق» وشعبة من القيفال يتحدان فيصير منهما الأكحل؛ وموضعه الوسط بين هذين. المنصوري: 4؟5. 

١‏ - 1 : الماقين مكان المأبطين. 


١‏ - الباسليقان : مثنى باسليق ٠‏ في كل يد واحدء وهو العرق الموضوع في الجانب الإنسي؛ ويجيء إلى اليد من ناحية الإبط؛ وهو 
العرق الإبطي المسمى الوريد القاعدي. المنصورى: 047. 

تاد | : الباسليقان الأعليان وهما في الجانب الإنسي على الزند الأسفل. 

14 - ما بين معقوفتين ساقط من الأصلء والزيادة من آ. 

6 - الأسيلمان : مثنى أسيلم. في كل يد واحد. ٠‏ وهو العرق الموضوع على ظهر الكف؛ بين الخنصر والينصر. المنصوري : 5518. 

7- في الأصل : اللذين؛ وهو خطأ نحوي 

١‏ - في أزيادة : والمشهور فصد الأيسر منهما. 

4ن فرق 

5 الشا :عرق من الوك إلى الكعب. موضعه عند العقب من الجانب الوحشي. المنصوري 5؟ والقاموس المحيط: .١755‏ وفي 
أزيادة وهما عرقان في وحشي الساقين. 

- الصافنان : مثنى صافن. ٠‏ في كل رجل واحد. وموضعه عند الكعب من الجانب الإنسيء المنصوري : 554. 

2,85١ في الأصل مابطي : وهو تحريف للمأبض: لان المأبط : ما تحت الابط :واليض من الركية باجلذنها ينظر القاموس المحيط:‎ - 3١ 
534 وللتضورى‎ 

"3 - في الأصل الركبتان. وهو خطأ نحوي. 

"7 - في عقيلة العقلاء «فصد عروق الرأس التي في الجبهة والصدغين والعرقين اللذين خلف الأذنين . والتي في الماقين و أرنبة الأنف 

وتحت اللسان والودجين» مكان «في نواحي الرأس والعنق في الجملة.. عقيلة العقلا.: الورقة: ؟4١‏ ب ا 

- ينظر المختصر الفارسي : الورقة 39 ب. 


أفاق الخة 





وفصد عرقى الهامة والجبهة بالآلة المسماة بالفاس, أمكنْ من فصدها بالمبضع””'' وعرق الجبهة هو الحدّ بين 
- 0 عر 


الحاجبين؛ وعرق الأرنية يفصد*" في الموضع الغضروفي من موضع الأنف 


للدي إذااجنن ري 


والجهارك كلمة فارسية؛ تفسيرها أربع عروق*”", وهي في الشفتين, في العليا اثنان» وفي السفلى اثنان”". 


والتي في المأقين لا يجب أن" يغور المبضع في فصدها [خيفة من إحداث الناصور]”*". والشريانان 
اللذان'”'' فى الصدغين قد يسلان؛ وقد يكويان» وقد يبتران”*. 


والودجان الظاهران يجب أن يكون تقييدهما بإمالة العنق إلى ضدا”*' الجهة التي يكون فيها الفصدا”", 
ويطلبان نحو القفا. ويهرب من العروق التي تظهر في مقدم العنق» فإن هناك عرقين آخرين!”' يسمّيان الودجين 


- فى عقيلة العقلاء : ١45‏ ب : «الفصد بالمبضع أسلم: لأن الفاصد يحكم على الفصد, ويشق بالمبضع ال الجياع إليه. وفيه 
عن الفصد بالفأس: أن يوضع فم الفأس على موضع العرق المنتصب في الجبهة... وأنا أرى أن قصده بالمبضع أسلم من فصده 
بالفاس. والقأس: نوع من أنواع المباضع التي تستخدم في عملية الفصد, يفصد به عرق الجبهة. ينظر شكله في عقيلة العقلاء, 
الورقة: .١55‏ 
وفي المختصر الفارسيء الورقة : ٠٠١‏ : ١أن‏ تخنقه حتى يظهر العرق, وتضع شوكة الألة التي تسمّى الفأس على العرق. 
وتضرب من فوق بطرف الانملة» وبمبضع عريض؛ فتخرج الدم مقدار الحاجة؛ ثم حل الخناق واربطه. 

- في أ بزيادة : طولاً. 

11 - أ يفصد طولاً في الموضع الغضروفي من طرف الأنف. 

8 - أ: إذا جس وخصوضًا بعد المراهقة وجد منقسمًا بقسمين. وفي عقيلة العقلاء : الورقة : ١57‏ : «وأمًا عرق الأرنبة فينبغي أن 

يفصد طولاً في الموضع الغضروفي من طرف الأنف, وهو الذي إذا جُسَ... وجد منقسمًا بقسمين», وفي المختصر الفارسي 

الورقة: :٠٠١‏ فصده بأن تخنقه. وامسك الأنف بيدك اليسرىء وتأخذ مبضعًا رقيقا طويلاء وتغرزه في وسط الأرنبة على 


استقامة. وتمحص بيدك: لأن هذا العرق يدرك بالجس. 

- أ : الأريعة عروق. 

- ينظر عقيلة العقلاء : الورقة : .١57‏ وفي المختصر الفارسى : الورقة ٠٠١‏ ب : «وكيفية فصدهما أن تجلس الطيل أمامك؛ وشدّ 
رآسه بعمامة. وحول شفته. فترى عرقًا عن يمين الشقة والأشرى عو دما ها هار اختلفا عليك لكثرة العروق التي هناك؛ فابدأ 
بأعظمهم. وكذلك تفصل بالعرقين اللذين في الشفة العليا. وأما العادة فيبدأ بالعروق في الشفة السفلى. 

41 - 1[ : واللذان بالمأقين يجب أن لا .. وجاءت العبارة في الأصل : والتي في المآقين لا يجب أن يغور المبضع في فصدها. فأمًا كيفية 
إحداث الناصور». والمثبت من عقيلة العقلاء: الورقة؛ +14 0 
دفي القاثون : 777/١‏ : ويجب أن لا تغور المبضع فيهما. فربما صار ناصورًا؛ وفي المختصر الفارسي: الورقة: :٠٠١‏ »أن 
تفصدهما وأنت واقف على رأس العليل بمبضع عريض منحرف إلى الطول بعد الخنق. وتخرج من الدم بقدر الحاجة؛ ثُمْ 

145 - في | : حقيقة مكان خيفة. 

187 -: في الأصل اللذين. وهو خطلأ نحوي. 

18 - في القانون . ١7ر55‏ »وأا الشرايين التي في الرأس. فمنها شريان الصدغ. قد يفصد وقد يبتر وقد يسل؛ وقد يكوى». 

2- ا:إخلاف 


- ! : التى فيها الخفصد. 


١ - 14‏ وتهرب من العروق التي تظهر في مقدم العنق عرقين اخرين. 





أفاق الثقافة والتياث | 























الغائرين. فمن فصدهما فقد ذبح المفصود, والاحتراس من فصدهما”'' يكون بالميل نحو القفا: ليطلب الودجين 


الآخرين 


رعمدر 


وكيفية فصد العروق التي في اليدين فقد ذكرناها عند ذكرنا كيفية الفصد الكليا'". 


وإذا قصد الأسيلم» وفواعرق بين الخنصر والبتصس: فيحب أن يربط فوق المعصم على بُعدٍ من الكوع بأريع 
أصابه”*", تع خروج الدم؛ فلتوضع اليد في ماءٍ فاتر: ليسهل خروج الده'""''. وكذلك الحال في قصد 
الشريانين اللذين بين الإبهام والسبابة”". 


فم 


! كيفية فصد عرق النسا فيكون بتُوارا*'' يربط على ترتيب”**' من لدن الوركء بعد أن يربط الوسط جميعه. 


ثم ينزل منه**' إلى الفخذ من المفصود, ويتجاون”" مفصل الركية؛ واربط بعد لفه على نصف الساق أيضاء 


معتمد 


-14848 


-5 


اه 
-151١‏ 


1ه 


كذخط- 
2 
دق 
كك- 

-11/ 
4 


ليك 


ا 


وشد بعصابة دون النوار”*'؛ وافصده في الجانب الوحشي من الساقء وإن وجد وإلا فصدت إحدى شعيها**" 


التي بين الخنصر والبنصر من الرجل والتي يليها”". والصافن, يؤمر االفصود بالوقوف على الرجل المفصودة 


شِ 





على كرسي أو حجر" '' لتعلق الأخرى من الأرضء ويطلب من الأيسر'”'' من الساق» حيث طرف الساق 


ينظر عقيلة العقلاء : الورقة : ؟5١.وقد‏ نسب القول : «من فصدهما فقد ذبح المفصود». لجالينوس 

في القانون : 775/١‏ : «ومن هذه الأوردة الوداجان... وأمًا كيفية تقييده فيجب أن يميل فيه الرأس إلى ضد جانب الفصد: 
ليشور العرق. ويتأمل الجهة التي هي آشد زوالاً. فيؤخذ من ضد تلك الجهة. ويجب أن يكون الفصد عرضنًا لا طولاً.. وفي 
اللختصر الفارسي: الورقة :٠٠١‏ «أن يشدٌ تحتهما في العنق برباط؛ ويجلس العليل على كرسي ويقف الفاصد على رأسه؛ ثمّ 
يفصده إلى الطول واسعًا قليلاً. وتخرج من الدم قدر الحاجة. وتفعل بالعرق الأخر كذلك وتشدهما شدًا مبسوطاء. وجاءت 
العبارة في أ : ٠في‏ طلب الودجين الآخرين أعني الظاهرين اللذين تقدّم ذكرهماء وأكثر فصد الودجين يكون عرضًا.. 

ينظر الباب الثالث من هذا الكتاب. 

أ : بزيادة : ويفصد العرق. 

في المختصر الفارسي : الورقة ٠١١‏ :»أن تشدٌ معصم اليد بعد أن تتركها في الماء الساخن. حتى تنتفيخ العروق وتلين. لفصده 
على تحريف قليلا. ولا تمعن باللبضع. ثم تعيد اليد إلى الماء الحار. فترى الدم يجري فيه. وجاءت العبارة في أ : ليسهل جرية 
الدم. 
ينظر عقيلة العقلاء : الورقة 145. والمنصورى : 5589 
النوار : قطعة قماش من القطن. ينظر عقيلة العقلاء : 5 ١4‏ ب. 
| : على توالي واتصال. 

|أ:يستمر النوار منه. 

|: ويتجاوز بالربط بالنوار 

أ. بزيادة وأعني تحته مما يلي القدم وتطلب بذلك العرق. 
في الأصل : أحد شعبه. والمثبت من | 
في المختصر الفارسي : الورقة ٠١١‏ ب : »تأمر العليل يدخل الحمام. وتشدها فيه من لدن الورك 

١‏ اجرة. وإن خيف تزلزل الكرسي ليتعلق بالرجل الأخرى من الأرخ فيكون الاعتماد على المفصودة وحدها حتى يملا من الدم 
ويطلب العرق إلى فوق الكعب بأصابعك الأريع بعمامة رقيقة. فإذا ظلهر العرق فادٍ ذه على أتى خالة أنكنك. كاثه موظم ما 
والتحريف أفضل. وما يلير إلا في القليل من الناس. فإن لم يظهر فافصد إحدى شعبه. وهي التي تظهر في ظهر القدم نحو 
ر. وجاءت العبارة في ١‏ بين الخنصر من الرجل و الإصيم التي تليها 

|. ويطلب العرق في الجائب الانسي 1 


ع ماعون, 


الختنصير وال 


























التى تسميه العامة كعبًا فإن وجد وإلا فصدت إحدى شعبه التي في إبهام الرجل” ". 


وعرقا المأبضين'*' يربط فوقهما ويطلبان في موضع على الركية” "'. فجملة العروق المفصودة على الأكثر 


ثلاثة وأربعون” ' عرقا. 


وقد ذكر بعضهم أن وراء الأذنين عرقان يفصدان”'' لقطع النسل'”". وأنكر ذلك جالينوس"”"". ومن 


نتيفة. 


الياب الساديس 
في العلل التي يفصد لها كل واحد من هذه العروق 


يفصد عرق الهامة لقروح الرأس والسعفة''"' والصداع''" المسمى خودةا"'". ويفصد عرق الجبهة 


5٠‏ - ينظر عقيلة العقلاء : ١44‏ ب. وفي المختصر الفارسي : الورقة ٠١١‏ : «يدخل العليل رجله في الماء الحار. وتدلكه؛ ثم تشدٌ فوق 

ل الرجل؛ وافصده د يكا: وتتشعب نه شعب في وجه الرجل؛ فإن لم يظهر في موضعه فصد في أوسع تلك الشعب, 
وفصد في موضعها أفضل وأسلم. 

5" - أ : بزيادة : أعني مأبضي الركبتين يربط من فوقها أعني أسفل الفخذ. 

في المختصر الفارسي : الورقة ٠١١‏ : «وفصده بأن يدخل العليل رجله في الماء الحار؛ ويكثر عليه الدلف حتى يدر العرق ثم تشدّ 

فوق مفصل الركبة»: وفي | : على مفصل الركبة. 

1- في الأصل : وأربعين. وهو خطأ نحوي. 

3٠‏ - في الأصل : تفصد., والمثبت من أ. 

4 في أزيادة : أي إن فصدهما يقطع النسل. 

في القانون : 515/١‏ : «وينكر جالينرس ما يقال : إن عرقين خلف الآذنين يفصدهما المتبتلون ليبطل النسل». 

السعفة : مرض جلدي فطري.يتميّز بلطخ حلقية خضابية. قد تتغطى بحراشيف أو حويصلات تشبه القراع. وتصيب رأس 

الحلفل ووجهه. جامع الغرض: .57١‏ وفي المنصوري: 198: «وتدعى داء القرع؛ أو السعفة الجازة؛ وسمّاها صاحب مفب 

العلوم: الباذشام. أو النبك. وهي مرض فطري يسبّبه نوع من الفطريات, يسمّى الفطريات الشعرية الجازة. ويصيب الأطفال 

خاصة. ويتصف بسقوط شعر الطفل بشكل بقعة تكون قليلة الشعر. وسخة متقشّرة الجلد في فروة الرأسء ويكون لون الجلد 

احمر. وهذا ما دعاهم لتسميتها بالسعفة الحمراء. وإذ! ما وقع شيء من الشعر الساقط على رأس طفل آخر أصابه بالعدوى 

والسعفة قد تكون وقتية. حيث يعود الشعر إلى النمو. أو تكون صعبة دانمية. قتسمّى الصلع الدائم». 

-١‏ الصداع ألم في أعضاء الرأس. وسببه تغيّر مزاج دفعة. واختلافه. أو تفرّق اتصال. أو اجتماعيما معا. القانون: *“/ر5؛. وفي 

جامع الفرض وجع في الرأس تختلف أسبابه وأنواعه. وسبل علاج مواضع وجعه. الذي يقترن بعدة أمراض أو اضطرابات 

تزيد أو تقصر مدّة مكثه. وتكرار الامه الواصلة من أغطية الدماغ والشرايين والأوردة في سطع الجمجمة 

"٠١‏ - في القانون : 8/7 : يسمى بيضة أو خودة: لاشتماله على الرأس كله وهو صداع لابث ثابت مزمن. وتهيج صعوبته كل ساعة. 

ولادنى سبب من حركة أو شرب خمر. أو تناول مبخر. ويهيجه الصوت الشديد. وفي القانون ١/ر؟::‏ العرق الذي على الهامة 

يفصد للشقيقة وقروح الرأس.وفي ! : المسمى بالبيضة. 


وأدرد في عقيلةالعقلا. الورقة : ١4‏ : ثمانية فواند لفصد عرق الهامة قروح الرأس. والسعفة. و الصداع. يقطع مادة السيل. 
يقوم عصب النور للعين. ينفع من الجرب الحادث في الأجفان. يشفي من الشقيقة المزمنة. يزيد فى الذّكر, ينفع من القمل الحادث 
في الاجفان ويمنعه من التولد. وفي المنصوري 0٠يفصد‏ في السعفة والقروح الردينة في الرأس» 


























ال وثقل الؤاين: 0 1 حفون الاي وعرق الماقين 1 ال 5 وجرب الحقو :"7 والرمد””” 
ا ا 


وعرق الأرنبة للبتورا”*” في باطن الآنف':”"', والكلف""'"', وكمودة البشرةا”"', ونتن رائحة 


+0 - السدر : الدوار يعرض لراكب البحرء وسدر : تحيّر بصره من شدّة الحر. المنصوري : 555. وفي ذيل التذكرة: /,/4: ٠‏ السدر 
من أمراض الرأس. وحقيقته انسداد منافذ الروح الصاعد إلى الدماغ بأخلاط غليظة لا في الغاية؛ وإلااجاءت السكتة. وهو في 
الدماغ كالخدر في باقي الأعضاء». 

- في القانون 5١/١‏ : »عرق الجبهة... فصده ينفع من ثقل الرأس» وخصوصًا في مؤحّره. وثقل العينين» والصداع الدائم 
المزمن»: وفى المنصوري: 777: «يفصد في العلل المزمنة في الوجه والعين بعد فصد القيفال», وذكر في عقيلة العقلاء الورقة: 
5 عشر منافع: ينفع من الصداع, السدرء ثقل الرأسء أوجاع العين» من ابتداء الانتشار؛ الصداع العارض في الزاسن: 
القروح العارضة في الوجه والرأس: داء الثعلب, داء الجبة؛ الكلف والسعفة العارضة في الوجه والرأسءمن الجرب والسبل 
الذي يعرض في العين». وفي المختصر الفارسي: الورقة ٠٠١‏ «ينفع من علل الوجه المزمنة كالسعفة والقروح». 

5 - السبل : غشاوة تعرض للعين من انتفاخ عروقها الظاهرة في سطح الملتحمة والقرنية» وانت اج شيء فيما بينهاء كالدخان؛ 
وسببه امتلاء تلك العروق. وفي جامع الغرض: 17: داء في العين؛ يسبب غشاوة كأنها نسيج العنكيوت؛ وتظهر العروق في 
العين حمراء. ويحدث تورم على سطح الملتحمة والقرنية من طبقات العين. يصاحب ذلك حمرة وجه؛ وضربان في الصدغين 
ودمع وحكة. وينظر النزهة في تشحيذ الأذهان: ؟//؟ ,٠١‏ والذيل: 51/7 ؛ والقاموس المحيط: 8١5١؛‏ والقانون: .5١١/5‏ 

5- جرب العين : هو التراخوما المعروفة. ويعرفه الأطباء باسم الرمد الحبيبي. مرض معد يصيب ملتحمة العين وقرنيتها؛ ويتصف 
بارتشاحات خلوية؛ وبظهور حبيبات صغيرة كروية. تنتشر على سطح منظمة الجفن العلوي؛ ومنشؤها في كثير من الأحيان في 
الطبقة العميقة من الملتحمة, وتتسبّب عن فيروسات مرتشحة:؛ ويتميّز المرض بحدوث ضمور وتندّب في الطبقة السطحية 
والعميقة من الملتحمة. وتشوّه في الجفن. وسقوط الأهداب. ومن ثم ضعف في البصر. المنصوري: :10١‏ وجامع الفرض: 2577 
وفي الطب القديم: الجرب: خشونة الأجفان. ولذعهاء وهو ثلاثة؛ ما يشبه حب التين ملتصقًا مستدير! محددً!. ومادته فساد الدم 
وغليانه. ونوعٌ يسمّى الحصفي. أبيض الرؤوس ينتشر عنه كالنخالة.ونوعٌ منبسط؛ لا يدرك معه إلا الخشونة؛ ومادتهما خلط 
حريفي. ينصب من الدماغ. النزهة في تشحيذ الأذهان: ؟“/9١٠.‏ وينظر القانون: ؟/ر8؟5. 


١‏ - الرمد : هو ما يُعرف بالتهاب ملتحمة العين, وهو إِمّا وقتي بسبب دخول أجسام غريبة داخل العين. وإما أن يكون التهابًا جرتوميًا 
يسببه نوع من الجراثيم. تسمى المكورات البنية. وهذه تعمل على تقيّح الملتحمة, لذلك يسمّون الرمد بالرمد الصديدي. 
المنصوري: /151. وجامع الغرض: 203. فى | : الأرماد العتيقة. 

- في القانون : 517/١‏ : منفعة فصدهما في الصداع. والشقيقة. والرمد المزمن, والدمعة. والفشاوة. وجرب الأجفان. وبثورها, 
والعشا. وفي عقيلة العقلاء: الورقة: 147: «٠ست‏ منافع. من الظفرة الناشنة على الطبقة اللحمية؛ من السبل وجرب الجفون 
والأرماد العتيقة. يذهب بالكلف والنمش العارضين في الوجه. ينفع من الصداع. يقوّم أشفار العين؛ ويمنع الشعر الزاند من أن 
ينبت في الاشفار: يذهب بمادة الناصور العارض في الماق» وفي المختصر الفارسى: الورقة ٠٠١‏ «للجرب والحمرة والسيل 
وأمراضي الوجه.. وينظر كامل الصناعة: 431١/9‏ . 

4- البثور : جمع بثرة. وهي نفخة أو خراج مملوء ما. أو صديدا. وربما يرافقه صديد أو نفاط أو نتوء. جامع الغرض: ,51١‏ وينظر 
التذكرة: 7/ر74. 

51١‏ - في ازيادة : وبخر الأنف وئتن الرائحة 

- الكلف . شي: يعلو الوجه كالسدسم. فيفيّر لون البشرة. جامع الغرض ' 118 

55 


الكمودة . تغير اللون. وذهاب صفاته. القاموس المحيط ا 


-00- 




















الفم"”"", وقد تحدك فكدة حرق الأرفنة لآجل!'"" تحصيرة :في الوجه تشبه حمرة السعفة: وريما أبطأ 
زوالها””. 
والجهارك يفصد''''' لليواسير في الشفتين وأورام اللثة أيضًا'””. 


وشركانا الصدغين يفصدان للشقيقة الصعبة*”". 


والعروق والشرايين التي خلف الأذنين تفصد للقروح في مؤخر الرأس, والسدرء وثقل الحركات الكائن عن 


امتلاء دموي في البطن المرخي الخلفي””" بعد فصد القيفال'"'. وإلا كان الفصد داعية جذب الاستفراغ. 


7 - وئتن رائحة الفم ساقطة من آ. 

546 - لأجل : ساقطة من آ. 

5- في القانون :١‏ /515: «العرق الذي في الأرنبة... ينفع فصده من الكلف؛, وكدورة اللون, والبواسير والبثور التي تكون في 
الأنف, والحكّة فيه, لكنه أحدث حمرة لون مزمنة تشبه السعفة؛ ويفشو في الوجه فتكون مضرته أعظم من منفعته كثير». وفي 
عقيلة العقلاء: الورقة: ١57‏ :«أربع منافع... من أوجاع العين والاحتراقات التي تكون في الخدتين. » ويتفع من البواسير والبثور 
والحكة التي تكون في باطن الأنف ؛ وتزيل نتن رائحة الأنف » ويزيل الكلف وينقي البشرة وحمرة الوجه التي تشبه السعفة. وفي 
المختصر الفارسي الورقة: ١٠٠:«ينفع‏ من الحم الحاة والصداع الشديد» ومن موا الونجة كا لسعفة الحمراء. وغيرها» 
وينظر كامل الصناعة: ؟471//9. 

-- كلمة يفصد ساقطة من أ. 

7 - في القانون /١:‏ 515 : «الجهارك... ينفع فصدها من قروح الفم والقلاع» وأوجاع اللثة. وآورامها واسترخائها أو قروحها 
والبواسير والشقوق فيها». وفي عقيلة العقلاء: الورقة 147: «خمس منافع لفصد الجهارك: من البواسير في الشفتين؛ ومن 
أورام اللثة. ووجع الغمور بسيلان الدم منهاء ومن القروح في الشفة ومن البثور فيهاء ومن الامتلاء في الوجه وينفع من 
الصداع. كما ذكر أن إدمان فصدهما يسرع وقوع الأسنان والآضراسء ويغيّر رائحة الفم. ويصفر الأسنان. وفي الملختصر 
الفارسي: ١٠٠ب:‏ وينفع فصدها من القلاع في الفم. وفساد اللثة, والقروح الردية؛ وشقاق الشفتين؛ وقروح الأنف. 
وجاءت العبارة في أ : وأورام اللثاث وسيلان الدم منها. وكذلك يفصد عرق اللثة أيضًا. 

4 - في القانون : .717/١‏ ذكر فواتد فصد عرقي الصدغين وعرقي المأقين معًا. وقد ذكرناها في الحاشية 518. وفي عقيلة العقلاء 
الورقة ١55‏ ب ذكر ثلاثة منافع: من الصداع الدائم والشقيقة الصعبة. والنوازل الدموية الحارة التي تصب إلى العين. وينفع 
من الجرب. ومن ثقل السمع. وفي المختصر الفارسي: الورقة ٠:٠٠١‏ وفصدهما من الشقيقة المزمنة؛ والصداع الصعب. والرمد 
الدائم. وسيلان الفضول الحادة إلى العين.. وفي المنصوري: 1؟1: »يفصدأن في الشقيقة الصعبة والصداع الصعبء والرمد 
الدائم. وريما سلا وبترا». وفي ! : زيادة: والنوازل الدموية إلى العينين 

- !: البطن الخلفي من بطون الدماغ. 


:"5 - في القانون : 515/١‏ : «ثلاثة عروق صغار موضعها وراء ما يلحق طرف الأذن عند الالصاق بشعره. وتفصد من ابتداء المأق. 


وقبول الرأس لبخارات المعدة. ومن قروح الأذن والقفا ومرض الرأس. وفى القانون: :14/١‏ «والشريانان اللذان خلف 
الأذنين يفصدان لأنواع الرمد. وابتداء الما.. والغشاوة والعشا. والصداع الزّمن: ولا يخلو فصدهما عن خطر . ويبطؤ معه 
الالتحام. وفي عقيلة العقلاء الورقة ١4‏ ب: ست منافع: من الشقيقة الصعبة, والبثور التي تكون فى جلدة الرآس. ومن ابتداء 
الخنازير الحادثة في الرقبة؛ لأنه يقطع مادتها. ومن ثقل الحركات الكاننة على امتلا “موي في البطن المؤخر من يلون الدماغ 
بعد فصد القيقال؛ ومن القروح في الرأس والوجه. ومن الرعاف الشديدالدائم. حوس الشرو سو التقرى التي تعرض في باطن 
الآأذن ٠‏ وفي المختصر الفارسي الورقة ب: «وفصدهها ينفع من النزلات المزمنة والشقيقة والسعفة وقروح الرأس الردية» 





الات 

















وأمًا العرق الذى فى باطن الحنك؛ الذي تحت اللسانء» فيفصد في البثور التي في الفم واللوزتين””". 
والعرق الذي في باطن اللسان"”" يفم د للأووام الحارّة في اللسان'””", والذبح في الحلقا""' أيضًاا"". 
وأمًا عرق الذقن فيقال إن فصده ينفع من البخر"”". والودجان”" يفصدان للجذام””", والأمراض 
السوداوية*", والاحتراق: وخشونة الصوت'*", والبحة"''' المزمنةا”*". 
والعرق الذي خلف الكيد'"*'! بفصد للمستسقيين*'' الذين يحتاجون إلى إخراج الدم, وهم الذين كان سيب 
- فى القانون : 515/١‏ :«العرق الذي تحت اللسان على باطن الذقن يفصد في الخوانيق وأورام اللوزتين. وفي عقيلة العقلاء: 
الورقة 55١ب:‏ ست منافع: يقوم اللثة والأسنان والغمور ويذهب بالقروح والبثور التي تعرض في الفم؛ وينفع من اللوزتين» 


ومن الناصور العارض في الماقين: وينفع من الخنازير العارضة في العنق» وينفع من وجع الحلق والسعال. 
7+١‏ - 1[ : اللسان نفسه. 


+5 - 1: لأورام اللسان الحارة. 

0 وللذيح أيضًا. 

- في القانون : :575/١‏ «يفصد لثقل اللسان الذي يكون من الدم». وفي عقيلة العقلاء: الورقة: 147: «يفصد لأورام اللسان 
الحارة والريع» 

- في القانون : :577/١‏ عرق عند العنفقة [ما بين الشفة السفلى والذقن] يفصد للبخر. وينظر عقيلة العقلاء: الورقة: .١41/‏ 

5357 - 1 : الودجان الظاهران. 


8 - الجذام : ويسمّى داء الأسد, علة تتأكل منها الأعضاء. وتتساقط, كتجذم الأصابع وتقطعها, أو فقدان الأعضاء أو بعضًا منها 
وتشوهها. والمصاب هو المجذوم. جامع الغرض: 577 , والمنصوري: ,19١‏ والقانون: :»1١١/1‏ وغاية الإتقان: ”57 , والتذكرة: 
ا 

5- أ : آصحاب السوداء. 

6" - في عقيلة العقلاء : اللسان 

0- فى |[ : البخر المزمنة. 

147 - في القانون : 577/١‏ :»الودجان» وهما اثنان يفصدان عند ابتداء الجذام والخناق الشديد. وضيق النفس. والربو الحاد. وبحة 
الصوت في ذات الرنة. والبهق الكائن من كثرة دم حار ؛ وعلل الطحال والجنبين. وفي عقيلة العقلاء: الورقة: /141: تسع منافع 
لفصد الوداجين: من المجذومين. وأصحاب السوداء والاحتراقات, وخشونة اللسان: والبحة المزمنة؛ وينفع من الريحة العصبة, 
ومن الخنازير. ومن القروح في الرأس والوجه. ومن داء الثعلب والحمة» ومن أورام الرأس, ومن قلة الاستنشاق؛ ومن 
الصداع والشقيقة. وينفع من انتشار الشعر. وفي النصوري: 557؛ ذكر فاندتين, عند شدة ضيق النفس؛ وفي ابتداء الجذام. 
وفي المختصر الفارسي: الورقة :٠٠١‏ «وقصدهما ينفع من ابتداء الجذام وضيق النفسء والأورام السوداوية على سطح البدن, 
والقروح الردية». 

0-257 على مكان خلف. 

المستسقون : المصابون بمرضض الاستسقاء. ومعناد في اللغة : ماء يقع في البطن. القاموس المحيط: ,١77/١‏ وفي الطب القديم: 

مرض مادي ببه مادة غريبة باردة. تتخل الأعضاء. وتربو فيها. إمّا الأعضاء الظاهرة كلها. وإما الواضع الخالية من النواحي 

التي فيها تدبير الغذا.. والأخلاط. وأقسامه ثلاثة: لحمي: تتسبّب عن مادة مانية بلغمية تفشو مع الدم في الأعضاء. زقي: مادة 

مانية تنصب إلى فضاء الجوف الأسفل. وما يليه. طبلي: مادة ريحية تفشو فى تلك النواحي. القانون: ؟/١15؛:‏ وينظر ذيل 

التذكرة: ؟7. ١‏ 1 

وفي الطب الحديث : الاستسقاء. ويدعى الحبن. وهو داء يتصف بانصباب كمية مختلفة الحجم من السائل المصلي في جوف 

غشاء البريتون المغلّف للا 

أثناء انحنانه خاصّة. وفي أثنا: تحركه بشدّة كالركض مثلا. وإذا استلقى على قفاه أحسنّ أن خاصرتيه قد انتفختا. واندفعت 

سرته للامام. هذا عدا شعوره بالتعب والخفقان وضيق النفس وغير ذلك. المنصوري: 145, وينظر جامع الغرض: 508 


معاء. ومن علاماته. تضكّم حجم البطن. وشعور المصاب بوجود سائل كالماء في جوفه. ويحس به في 


























لحي 


الاستسقاء فيهم خنق الدم لحرارة'”'"' الكبد الغريزي 
والذي على الطحال ينفع”''' من علل الطحال والأورام التي تعتريها”"". 
والقيفالان [ينقع فصدهما من جميع أمراض الرأس]”*' وأعالي البدن الامتلائيةا”*'" كالخوانيقا”” 
والذيحة'””*'! والبرسام الحار"*'' وخاصةً من الدما”". 


والباسليقان [ينفع قفصدهما]””'' من أمراض آلات النفس؛ كالشوصه””' وذات الرئةا”'؛ وعسر النفس, 


ه- 1: بخار مكان حرارة. 
- ينظر القانون : .514/١‏ 
11 - 1 : ينفع قصده. 


- ينظر القانون : .5314/١‏ 
- فى الأصل من جميع الرأس.ء والمثبت من أ. 





.5ع أ الامتلائية وخاصة من الدم 

- الخوانيق : لفظ أطلقه القدماء لى التهابات شراع الحنك واللوزتين واللهاة. وما يحيط بفوهة البلعوم. وهي أنواع عديدة, منها 
البسيطة, وأشهرها الخناق النزلي, وهو التهاب الغشاء المخاطي البسيط؛ ويبدو بلونه الأحمر, وإذا تكوّن راسب أبيض على 
الغشاء نف دعي الخناق اللبي. أما إذا تقد 3 اللوزة المجاورة أصبحت مقر لخراجة حقيقية. ودعي الالتهاب حينذاك الخناق 


الفلغموني ؛ وجميع هذه الالتهابات تيتدي بحمى وصداع ودعث عام. وبصعوية البلع؛ وانتفاخ العقد اللمفاوية» وهناك الخناق 
الجرثومي؛ ويدعى الخناق الديفتريائي؛ أو الدفتيريا. النصوري: 155: وينظر القانون: 5437/5. 

8 - ينظر القانون : 547/5. وفي كامل الصناعة : 5١8/5‏ :"الذبحة ورم حار يعرض إمّا في الحلق وإما في الحنجرة فإذا عرضت 
هذه العلة فالصواب في مداواتها المبادرة إلى فصد العرق وهو القيفال». 

2 - البرسام : التهاب يعرض للحجاب أو الغشاء المحيط بالرئة؛ لذا يسمّى أيضًا ذات الجنب. ويحدث فيه للمريض الهذيان والتهاب 
في نسيج الرئة آو فصوصها. يحصل منه ارتشاح في داخل التجويف وعلى سطحه. ويكون الالتهاب حادًا أو مرمناء 
والعلامات: نخز في الجنب» » وقشعريرة يتبعها حمى وسعال ناشف. جامع الفرض: 577, وفي المنصوري: ١:15‏ أطلق القدماء 
الاسم على حالة من حالتي المرض المعروف بذات الجنب » وهو ذات الجنب الجاف المتسبّب عن التعرّض لبرد شديد في غالب 
الأحيان: أو الحادث بعد الإصابة بالانفلونزا في حالات أخرى. ٠‏ ويتصف بوجع ناخس في الصدر مع سعال تختلف شدته, 
وصداع. وارتفاع في درجة الحرارة؛ ثم لا تلبث الحالة أن تزول بعد أيّام». وفي القانون: ١8/٠‏ : أورام دموية موجعة جدًا 
تعرض في الحجب والصفاقات والعضل التي في الصدر ونواحيها والأضلاع. تسمّى شوصة وبرسامًا وذات الجنب. 

524 - ذكر في عقيلة العقلاء : الورقة 1817 ب : أن فصد القيفال ينفع من الهذيان. والسدد. والدوران. وتزعزع الرأس؛ ومن أورامه, 
وقروحه. وقروح الأذن؛ ومن الصداع الحادث من الحر ومن علل اللثة؛ ومن الريحة. والرعاف الدائم. ومن تقرح الأذنين في 
الخرٌ ٠‏ ومن البواسير في الشفة ٠‏ ومن الخنازير في الرقبة. ومن الرمد في العينين؛ ومن الفتور فيهما. ومن القروح فيهما؛ ومن 
انتشار شعر الرأس. ومن وجع الشفتين والأسنان من الحرارة. ومن وجع الشرى والجرب والحرارة العارضة في البدن 
والراس 0 الورقة 35: «ينفع من أمراض العين». وينظر كامل الصتاعة: 471/5. 

دة؟ - في الأصل ينفعا فعان: والمثيت من 


- الشوصة : وجه إجع في البطن من ريح أو اختلا ج العرق. وفي مفيد العلوم انور الحجاب القاصل بين الضدر والبطن» ٠‏ وقد يسمّى 
به ورم الجنب كله السمى بذات الجنب. . ويعلق الدكتور حازم البكري الصديقي: لم يرد في أي كتاب أنَ الشوصة ورم حادَ كما 
قال الرازي. ولا ورم الحجاب الحاجز كما قال صاحب مفيد العلوم. المنصوري: 507. وينظر: جامع الغرض: 58١‏ وذيل 
التذكرة: ؟/رد : 

ادع - 


اذات الرئة أو ورم الرنة وأسبابه أحد الأخلاط والبخا رات من الأعلى إووتقدم جراع أورذبكة وال فكن غترةوعلاماتة 
الوجع. وضيق النقس ٠‏ والعطش. والحمى. والنفث الكثير إن كانت المادة رطبة. وخفة الحمى والناخس إن كانت باردة. وإلاً 
العكس. وأمًا حمرة الوجنة والسعال والانصباب فواجب في الكل . ذيل التذكرة. ”ره ؛. وفي كامل الصناعة. 531/5 


“قورع 
حار يعرض للرنة. ٠‏ وقد يتبعه .حد. 


عي 























وأموامن: الأحشاء الامتلائية, كذات الكبدء وتمدّد الكلى» وإلى أسفل البدن!”". 

والأكحلان هما ملتحمان من شعبتين, إحداهما””' من القيفال» والأخرى من الباسليق؛ وكذلك يختار 
فصدهما لمن يحتاج إلى نقص'"'' من جميع الجسم" '. 

فأمًا حبل الذراع فذاهب مذهب القيفال!”", والإبطي ذاهب مذهب الباسليقا”". وهو بالجذب من الرجلين 
وأسافل البدن أشيها""". 


والأيكل في اليتق يفم لأوجاع1**"ا الكبرا"'ل, وفي اليسرى لعلل الطحال!"". 


والشريان الذي بين الإبهام والسبابة؛ وهو الذي أمر جالينوس بفصده في المنام لامرأة كان في كبدها وجع. 
فلمًا امتثل ذلك وفعله شفيت المرأة مما كانت تشكوه”"", وهو شديد النفع من أمراض الكبد المزمنة: وأمراض 
الحجاب”"”', 


8 - ذكر في عقيلة العقلاء : الورقة ١44‏ منافع فصد الباسليق فقال: ينفع من الشوصة؛ ومن حمى الربع؛ ومن قروح المعدة. 
والأمعاء, ومن هجر أقواه العروق التي في الرئة» ومن اللبن المنعقد في البطنء ومن أورام المقعدة؛ ومن البواسير والقروح التي 
في المقعدة, ومن النتوء فيهاء ومن علل الكبد. والطحال. ومن وجع المفاصل من حرارة, ومن النفخ الذي يعرض في الصدر, 
ومن وجع المفاصل من حرارة: ومن ذهاب الشهوة؛ ومن جميع العلل التي تعرض أسفل البدن. وفي المختصر الفارسي: الورقة 
٠٠‏ : فمنفعة فصده من العلل التي تحت العنق والصدر والبطن. وينظر كامل الصناعة الطبية: ؟/ 55 .53١-‏ 

- في الأصل : أحدهما؛ والمثبت من أ. 

21-5 تقصنالكمية: 

-١‏ في المنصوربي : 710 : «وأمًا الأكحل فليقصد إليه في العلل الحادثة في الموضعينء أو عندما يراد ا لنقص والتخفيف عن البدن 

جملة». وفي عقيلة العقلاء: الورقة ١5/4‏ ذكر أنه ينفع من انفجار الدم. ومن النزلات, ومن الأمراض التي تعمّ جميع البدن؛ ومن 

السعال من الحر. ومن أورام الرحم؛ ومن امتلاء البدن؛ ومن نفث الدم؛ ومن كثرة القيء الدائم؛ ومن الانطلاق الكثير؛ ومن 

امتلاء العروق. ومن الامتداد والاختناق. ومن الثأليل والدماميل. ومن القروح في جميع البدن. ومن البثر في جميع البدن, 

ومن القروح الساعيّة ومن الجمرة. ومن القروح التي ينبت فيها لحم زاتد. وأنه ينفع مما ينفع فيه فصد القيفال والباسليق. 

وينظر: الختصر الفارسي: الورقة ١١٠ب. ١‏ 

في القانون : .510/١‏ وحبل الذراع مُشاكل للقيفال. وفي | : مذهب القيفال لأنّه طرفه. 

237 - في القانون ١‏ ".و الإبطي حكمه حكم الباسليق. 

4 


81 


في عقيلة العقلاء : الورقة ١54‏ ب «في فصد حبل الذراع المنافع التي ذكرت في فصد القيفال». وفي 1 : وأسافل البدن أولى 
على ما شهدت به التجارب. 


5 - ! : لأوجاع الكبد وضيق التفس. 
51- في القانون : 53/١‏ «الأسيلم : ينفع الأيمن منه من أوجاع الكبد». 
517 - في القانون : 55١/١‏ : «الأيسر من أوجاع الطحال. وفي عقيلة العقلاء : الورقة ١4/‏ ب: فصد الأسيلم ينفع من وجع الطحال 
المزمن. ومن وجع الكبد المزمن. ومن وجع الرئة. والقروح العارضة فيها. ومن البواسير في المقعدة. ومن الجرب العارض في 
اليدين. ومن أوجاع الصّلب. والمتن. وينظر المختصر الفارسي: الورقة .٠٠١‏ وفى ! زيادة: وفصده من اليسرى هو المشهور 
4 - في القانون 770/١:‏ : أن جالينوس رأى في منامه كان امرا أمره بفصد الشريان الذي على ظهر الكف ما بين السباية والابهام 
لوجع كان في كبده هو . ففعل فعوفي 


55 في القانون : 710/١‏ : وهو عجيب النفع من أوجاع الكيد و الحجاب المزمتة. وفى ! زيادة: وفحسده عن البينى هو المشهور 








الوجوزةة* شهد أن فصد عرق النسا أنفع”'"'؛ ولعل ذلك لمحاذاته موضع المرض!". 


تتفم بق أضقاتك سوا المزاج! 4" الخان مع مادة كالحمايات الحادة. والحمايات الحادثة1'*) عن عفونة 


282 


3 


377 - في القانون : 511/١‏ : الصافن : يفصد لاستفراغ الدم من الأعضاء التي تحت الكبد؛ ولإماله الدم من النواحي العالية إلى 


3/1 - فى الأصل : مأيط. 
ات 


ا د 


1 - | : التجربة شهدت. 


ففى 


لض 


لهننا 


5000 


لمك 





وأما عرق النسا فيفصد في [وجع]!”" مفصل الورك الممتد إلى القدم المسمّى عرق النسا”''". وهو عرق. 


والضنافة يفصد لإدرار الطمث؛ ولأصحاب الشقيقةا”, [ومأيض]!”" الركبة أقوى منه في إدرار الطمثا""". 


وفى القياس قد كان يجب أن يكون فصد””" الصافن يقارب فصد النسا في نفعه من وجع الورك؛ ولكن 
فهذا ما يقال للتي يفصد لها كل" واحد من العروق. 


الباب السايع 


في العلل التي ينفع منها الفقصد 


- ساقطة من الأصلء والزيادة من المنصوري في الطب؛ ومن أ. 
- فى القانون : 717/1١‏ : ٠ومنفعة‏ فصد عرق النسا في وجع عرق النسا عظيمة؛ وكذلك في النقرس وفي الدوالي وداء الفيل». 
وفى المنصوري: 117: «وأمًا عرق النسا فإنه يفصد في الوجع الذي يمتد من لدن الورك إلى القدم». وفي عقيلة العقلاء: الورقة 


:: ينفع من وجع الكبد المزمن؛ ومن وجع الطحال المزمن. ومن الحرارة» ومن العلة التي يقال لها عرق النسا. وينظر كامل 
الصناعة: 431/9 . 


السافلة, ولذلك يدر الطمث بقوّة ويفتح أفواه البواسير. وينظر: كامل الصناعة: 4١/5‏ . 
وفي عقيلة العقلاء : الورقة 145: «ينفع من احتباس الطمث؛ ومن أورام المفاصل؛ ومن أورام الكبد المائل إلى الرطوبة»؛ وفي 


الختصر الفارسي: الورقة ١١٠ب:‏ «وينفع من علل الأرحام» واحتباس الطمث. وأمراض الكلى, وقروح الفخذين والساقين 
المزمنة. وغير ذلك» 


في القانون : 517/١‏ : «عرق مأبض الركبة يذهب مذهب الصافن. إلا أنه أقوى من الصافن في إدرار الطمث. وفي أوجاع 
المقعدة والبواسير». وفي عقيلة العقلاء: ٠«فصد‏ المآبض ينفع من احتياس الطمث؛ وفصده يدر الطمث. ومن البواسير التي تكون 
في المقعدة. ومن الامتلاء من كثرة المني؛ ومن أوجاع الصافن؛ ومن حمّى الربع المائلة إلى الحرارة». وفي المنصوري: 551: 
«وأمًا العرق الذي في مأبض الركبة. والعرق المسمّى الصافن, فإنهما يفصدان إذا أريد جذب الدم إلى الناحية السفلى من البدن. 
وفي العلل المزمنة في هذه النواحي». وفي المختصر الفارسي: الورقة ١١٠ب:‏ «وينفع من علل الأرحام؛ واحتباس الطمث. 
وامراض الكلى: وقروح الفخذين والساقين المزمنة. وغير ذلك». وينظر كامل الصناعة: ؟'/ر31]. 

في الأصل :يفصد الصافن. والمثبت من [. 

١ -‏ : أبلغ وأنفع فيه. 
- في القانون : 535/١‏ :»و القياس يوجب أن يكون عرق النسا والصافن متشابهي المنفعة. ولكن التجربة ترجح تأثير الفصد في 
عرق النسا في وجع عرق النسا بشي كثير وكان ذلك للمحاذاة». 

| : نقوله في العلل التي يفصد كل واحد. 


المزا ج : الحالة المناسبة لكل عضو من الأعضاء. فبعض الأعضاء أحر. وبعض الأعضاء أيرد. ويعضها أيبس.وبعضها أرطب, 
ومن هنا أعطى الله الإنسان أعدل مزاج يمكن أن يكون مناسيا لقواد التي بها يفعل وينفل. القانون: ١١/١‏ 
كالحمايات الحادثة ساقط من | 











الأخلاط؛ إذا كانت داخل العروق؛ وينبغي أن يكون الإقدام عليه في الثانية أقل*'. وليس يجب الفصد في هذه 
الحمايات إلا بعد مراعاة القوّة؛ وبقية القوانين العشرة”*' المراعاة عند الاستفراغ. 

ولا يجب أن يلتفت إلى عدة الأيام؛ وقول [عوام]!'*' الأطباء إنه لا يجوز الفصدا”"" بعد الرابع: بل يجوز 
بعد عدّة أَيّام إذا ساعدت القوّة. وبقيت العلامات”””, وقد تمنع منه من أوَّل يوم إذا لم توجبها*"' القرّة 
والبواقي. 

ويتفع| لفصد من الأورام الحارة؛ مثل السرسام””" الحار» والماث ا" والورم الحار؛ والذيحة, 
والشوصة:, وذات الرئة؛ وذات الكبدء وجميع الأمراض الأحشائية!”'؛ أي أمراض الأحشاء الحارة"". 





وينفع من الخفقان””" الحارء والصداع الحار, والجربا””, والتقرّح؛ والجذام. والتشتج الامتلائي» 
ويستبقي من الدم ما تحلله''"' الحركة التشتّجية. 


ويفصد من يُخاف عليه حدوث ورم بعد ضرية!”*” إذا ألم عضو من سيب بأد . 


1 - أ : الثانية في كل يوم أقل. 

587 - القوانين العشرة هي نوغ الرضن :سن اللزيض وفانة: يب المرخ قوة المريض, مزاج البدن غير الطبيعي؛ المزاج الطبيعي؛ 
الوقت الحاضر من السنة. البلد الذي يسكنه المريضء حال الهواء في وقت مرضه. ينظر عقيلة العقلاء: الباب العاد 

8 في الأصل العامة والمثبت من أ. 

05 - كلمة الفصد ساقطة من 1آ. 

- في | : وبقية الشرائط. 

/41؟ - 1 : تساعده. 

- السرسام : ورم غير سرطاني في حجاب الدماغ (السحايا)» وغاليًا ما يكون من نوع الأدران أو الصموغ الافرنجية, الزهرية, 

تتسبب عنه حمى وألام حادة في الرأس, وإقياء. وهذيان. وشلل وغير ذلك؛ وغالبًا ما تكون عاقبة الورم وخيمة. المنصوري: 

54 ؛ وينظر جامع الغرض: 577, والنزهة: /77؛ والقانون: ؟//1لا. 

الماشرا : من آنواع الأورام الحارة. يتقدمه وجع في الصلب: لتولد مادة في شريان. ويرتقي حتى يظهر في الوجه والحلق بشدّة 

حمرة والتهاب. وكثرة دم. النزهة: ؟/ر١١.‏ 

- أ: وسائر أورام الأحشاء. 


- 8 


١‏ - أي أمراض الأحشاء الحارة. ساقط من أ. 

”51 - الخفقان : في اللغة : اضطراب القلب. وهو خفقة تأخذ القلب. القاموس المحيط : .١1١77‏ وفي الطب : حركة اختلاجية تعرض 
للقلب. وسببه كل ما يؤذي القلب. القانون /57؛: وفي ذيل التذكرة */:17: «دوام حركة القلب فوق ما يجب لانحصاره 
بها وصل إليه. وأسبابه طول مرض سقطت معه القوة. أو سوء تدبير فيما يؤكل ويشرب. أو كثرة خروج الدم. وقد تكون لخلط 
فاسد. فإن كان مع سوء فكر وتخيّل فسوداء, أو طيش وحركة فصفراء. أو ثقل وامتلاء فرطوبة من دم؛ وإلاً فبلفم, وقد يكون 
لامتلاء المعدة». 

57 - الجرب مرض جلدي يسببه نوع من الحلفيليات غير المرئية. تسمى هامة الجرب. حيث تحفر أنثاه لها أخاديد وأنفاقا في بشرة 
الجلد, وتخمع فيها بيوضها. وإذا ما نقفت البيوض خرجت قوانبها على سطع الجلد. وتكون الأنقاق عادة ما بين الأصابع وفي 
انثناءات المفاصل. ومن طبيعة هذا الطفيلي أن يختفي نهار داخل أنفاقه. ويظهر ليلا مسبَبًا حكة شديدة؛ لذلك فإن تأثير الداء 
وانتقاله (العدوى) من شخص إلى شخص يتم ليلا غاليا. المنصوري . وفي القانون: ؟/ر8؟؟: «سببه مادة مالحة بورقية 
من دم حار. أو خلط اخر حاد يحدث حكًا. ثم يجرب. وأكث ه عقيب قروح العين». يقصد هنا الجرب في الأجفان 

534 - ! : من الدم في ضاحب التشنج الامتلاني ما يحل 

2 - في القائرن ١١/ركه؟‏ «والذين تصيبهم ضربة أو سقطة فقد يفصدون احتياطا : لخلا ب 


ث بهم ورم؛ ومن يكون به ورم ويخاف 
انفجاره قبل النضج, 


آفاق الثقا 























05 2 9 2 55 00000 
ويفصد من يراد إدرار طمثها من مأبض الركبة؛ والصافن كما قلنا'"". 


سد ال اه 50 عت يك ازا كث ف أو رجماخكم ذلك 
ويفصد من يعتريه نفت الدم”"' من انصداع عرق في الرئة؛ لان الدم إذا كثر في اوردتها”''' صدع 


العرق"'. فصار نفته الدم؛ فيفصد ؛ ليؤمن من الانصداع . : 
ويُقصد من احتبس دم بواسير كان يعتاده' ''. ولون هؤلاء يدل" ' على الحاجة إلى الفصد: لأن لون الدم 
يضوب"”" إلى الخضرة مع البياض. ظ 
وبالجملة فينبفي أن يُفصد.ء إِمّا المتهيّىء للوقوع في المرض'””", أو الواقع فيه '', والفصد الأول أمن. 
ويجب أن يُحتاط في استفراغ المحموم, ويُنظر نوع الدم؛ ويستبقى منه عدة للطبيعة؛ فربّما كان الاستفراغ 
سببًا لجنوح الطبيعة عن النضج. وربّما أجرى الفصدٌ الفضل العفن؛ وخلطه بالذي ليس عفيًا”". 
لكا 


ويذن الآ يتمد 


لملوءٌ البطن من الأغذية؛ لأنَّ ذلك يدعو إلى نفوذها إلى عروق غير منهضمة؛ ولا المملوء 
النظن من" الفقئلات أيظنا : لأن ذلك يعوق عن احفر عي" 





فأمًا الأصحاء؛ فإن أصحاب الأكباد الحارة؛ وهم الذين عروقهم واسعة, وألوانهم حمر جيدة؛ ذات رونق. 


وهضمهم”" جيّد. وشعورهم معتدلة* ", ومائلة!"" إلى الكبر والسواد؛ وسحنهم'"" معتدلة, وهي مائلة 
قضافةا””, فالإقدام على فصدهم أكثر. 


0 





7 - ينظر القانون : .517/١‏ ومن قوله: ويفصد من يراد إدرار إلى قوله كما قلنا ساقط من 1آ. 
61 - نفث الدم : خروج الدم من الفم قسرًا أو إرادة. وهذه العلة لا تختص بألات النفس, بل هي أغلبية؛ وأسبابه امتلاء وانفجار بسقطة 
أو نحو ضربة أو قرحة في الرئة؛ وقد يكون من الرأس والمعدة. ذيل التذكرة "ىرد ؛ ؛ وينظر القانون: ؟//ر4ة؟. 
- [: أوردته. 


5- أ : تلك العروق. 


٠‏ - أ : يعتاد استفراغه. 
1-5 لادزل: 

5 - 1[ :لأن لونه يضرب. 
1 


اس | : في المرض الامتلاني الحار. 


5 - وضح ابن سينا الأمراض التي ينبغي أن يفصد المتهيىء للوقوع فيهاء وذكر منها: عرق النساء النقرس الدمويء أوجاع 
المفاصل الدموية. والذي يعتريه نفث الدم من صدع عرق في رنته. والمستعدون للصرع والسكتة, والمالنخوليا. مع فور دم 
للخوانيق ولأورام الأحشاء والرمد الحار. والمنقطع عنهم دم بواسير كانت تسيل في العادة. والمحتيس عنهنٌ من النساء دم 
حيضهن. القانون: ١/ر555.‏ 

- في الآصل : عفن. وهو خطاً نحوي. 

3*1 - 1:؛ ولا يجب أن يقصبد 

15-11 بزيادة :وريم فخئل يعضهاء 

| >08 


وهضومهم. 

- !: والشعر عليهم معتدل. 
ا في الأصل ومائل اوهو يخبلا: 
ا |: وسحناتهم. 

2-0 1 التققيف: 











فأمًا الأبدان البيض العارية من الشعرء الكثيرة الشحم., القليلة اللحم؛ السمجةا"" اللون'''". والأبدان 
الشديدة حسّ فم المعدة”". والتي يسرع إلى أصحابها الجشأ"”". فينبفي ألا تفصد إلا عند الضرورة بتوقّ 
وحذرا”". 

وأمًا أوفق الأسنان للفصد فسن الشباب, وذلك أن الدم في هذه السن غزير والحرارة الغريزية أيضًا 

وسنّ الصبيء وإن كان الدم والحار الغريزي وافرين فيهاء لكن الحاجة إليه بسبب النماء والغذاء ماسّة, 
والقوى ضعيفة!""", والحرارة مغمورة برطوبات كثيرةا '. 

وسن الشيخوخة: إن الحار الغريزي فيها ضعيف, والدم قليل؛ والبلغم أوفر وكثير» فلا يفصد هؤلاء, إلا عن 
ضرورة!”". وقد يضطر الأمر إلى الفصد. فلا يمكن الانتظار. والاستيفاء للشروط المعهودة في مثلها”". 

وأمّا مالم يضطر في ذلك؛ ولا يحفز حافز””, فأصلح الأوقات لذلك ضحوة النهار بعد استفراغ 
الفضلات!"", وظهور الحرارة الغريزية. 


وامنع من النوم بعده؛ فإنّه يحدث فتورًا وانحلالاً في المفصودء ومّر المفصود بأن يتدرج في أغذيته, مبتدنًا 
من اللطيف, كل ذلك هربًا من امتلاء العروق بمادة غير نضيجة. 


الباب الثامن 
في العلل التي يضر بها الفصد 


الفصد يضر بمن حرارته الفريزية ضعيفة؛ لقلة المادة. فأمّا من ضعفت حرارته لغمور المادة فقد ينعشها 


5٠‏ - القليلة صبغ اللون. 

4- في القانون : 55/١‏ : «يحذر الفصد في الأبدان الشديدة القضافة. والشديدة السمن. والمتخلخلة . والبيض المترهلة». 

6 - ينظر القانون : ١/ر3ه؟.‏ 

- الجشأ : في اللغة : ثوران التفس للقيء. القاموس المحيط : 45: وفي جامع الغرض : 4 : «تكرع المعدة أو تدشيها وثورتها 
للقيء؛ مع خروج صوت وريع من الفم, لا سيّما عند امتلاء المعدة وزيادة الشبع أو التخمة». وفي التذكرة: ؟/5/: «من أمراضص 
المعدة الكائنة عند فساد حالة من حالاتها». وفي أ : الغشى. 

7١‏ - ينظر عقيلة العقلاء : الورقة : 5؟1. وزاد ابن سينا في القانون : 55/١‏ : «أمّا صاحب ذكاء حسٌ فم المعدة فتعرفه بتأذيه من 
بلع اللذاعات. .. ويجب أن يلقم لقمًا من خبز نقي مغموسة في رب حامض طيب الرانحة؛ ثم يفصد». 

514 - ينظر عقيلة العقلاء : الورقة 175 . وفى أ والحرارة الغريزية قوية. 

5- | : ضعيفة بعد وإن كان أخذه فى زيادة 

0+ ينظر عقيلة العقلاء : الورقة 174. وفي آ طبيعية مكان كثيرة. 

775 ينظر عقيلة العقلاء : الورقة‎ - 736١ 

51 - | : مثله إذا لم تكن تلك الضرورة. 

777 -- | : وأمًا مالم يحفز حاقز 

0 5 ل ل 2 : 
جاءت العبارة في | «فاختر له خمحوة نهار في زمان معتدل بعد استفراغ الفضلات اليومية» مكان فأصلع الأوقات.... 


آغاق الثقافة وأ 














الفصد كما ينعش النار الضعيفة قل" الحطب إذا رفع عنها كثيره؛ لأنَ الحطب الكثير يضعف النار القليلة 
وأتظففه 0" ويضرٌ بأصحاب الأمراض الباردة: والتي يغلب عليها اليبس/"", كالفالج""" البلغمي» والسكتة" ", 
والصرع'”". إذا لم يكونا دمويين؛ ويضر'"”'' بحمى الدق"""'. وسن الشيخوخة, وبالأمراض المزمنة» كالكلفة, 
والاستشيقاء» والنزف المزمن. ويضر بأصحاب الاسترخاء السّدي من أخلاط غليظة باردة. وأصحاب الخدرء 
وأصحاب التشئّج من اليبس"". 

ويجتنب فصد الحامل في أوائل حملها''”'' وفي أواخره"", وإن دعت الضرورة ومسّت الحاجةا”””, فينبغي 
أن تفصد في الشهور الوسطى مع تحرّز واحتياطا”". 


- 7 


1 


اا 


- 78 


0 


3 


1د 


- 


انان 
رانك 


د 


ل 


نظضس 


دكثرة: 

ينظر عقيلة العقلاء : الورقة .١55‏ 
والتي يغلب عليها اليبس؛ ساقط من أ. 
الفالج : في اللغة : استرخاء لأحد شقي البدن: لانصباب خلط بلغمي, تنسدٌ منه مسالك الروح. القاموس: 508 وفي الطب: 
غياب الحركة جِرئيًا أو كليًا من أحد شقي البدن. ويدعى الشلل النصفي, ويشمل الطرف العلوي والطرف السفلي. وربما يتبع 
ذلك اللسان أيضًاء ويحدث الفالج نتيجة انسداد في أحد شرايين الدماغ؛ أو نزف في أحد هذه الشرايين. الملنصوري: 2171 
وينظر القانون: 151/6 لمعرفة ما كان يُعرف في الطب القديم. 
السكتة : نزف فجاتي؛ وأغلبه دماغي, فتتعطل به الأعضاء عن الحسٌ والحركة: إلا التنفسء وإذا كان المصدر من القلب؛ فتكون 
نتيجة سدّة كاملة في القلب أو الدماغ ؛ وتؤدي غالبا إلى الفلج وبطلان الحس والحركة. جامع الغرض: 575: وفي الطب القديم: 
سدة كامنة في بطون الدماغ. مانعة من نفوذ الروح. وهي كل ما يأتي في الصرع من سبب وغيره؛ غير أن البارد منها ينحل 
إلى الفالج. وأعسرها ما كان معه الزبد والغطيط. ذيل التذكرة: */ة5: وينظر القانون: ١55/7‏ 

الضرع:+ عله نفع الأغضاء النفسية عن أفعال السينٌ والمركة والانتضان مدكًا غير تام ..ؤدلك لسدة تقم: وأكثره [تشنج كلي 
يعرض من أفة تصيب البطن المقدم من الدماغ؛ وهو داءً يشبه الجنون ويقع المريض عند حدوث النوبة متشتّجاء ثم يستفيق 
بعد وقت يطول أو يقصر. القانون: ٠//9؟1.‏ 

العبارة في أ : ويضر بأصحاب الأمراض اليابسة. وبحميات الدق والشيخوخة الحادثة عن المزمن, وبأكثر أنواع الاستسقاء 
والكلفة المزمنة والسرف المزمن وأصحاب الربو الذي سببه أخلاط غليظة باردة 

حمى الدق : هي الحمى التي تستمر ثلاثة أيَام فصاعدا ولم تنقلع. وهي مع ذلك ليست قوية الحرارة واللهيب» وليس معها 
الاعراض التي تكون في الحميات الحادة. كعظم التنفس. وشدة القلق والكرب. ويبس اللسان وسواده؛ ولكن دامت بحالة 
واحدة. لا يستبين بها فترة ولا نوبة؛ وتكون فاترة ساكنة, ويستبان آمرها بإطعام العليل في أوقات مختلفة فإ حمّ بعقب الطعام ‏ 
فالحمّى دق لا محالة المنصوري: /431. 

ينظر القانون ١‏ ١/ر‏ 308-5858 

البحمل : 


في القانون : 554/١‏ : الطامث والحبلى لا تفصدان إلا لضرورة عظيمة. مثل الحاجة إلى حبس نفث الدم القوي, إن كانت القوّة 
متواتية. والأولى والأوجب أن لا تفصد الحبلى بثّة إذ يموت الجنين. وينظر عقيلة العقلاء الورقة 545. 

| بزيادة : الحاجة إليه في الشهور الوسطى. أوتوا فيه على تحرز واحتياط 

بنظر القانون 52/١:‏ وعقيلة العقلا. . ١:5‏ 





آفاق الثقافة والترات 














ويجتنب فصد الطامث أيضًا*", ويمنع من فصد أصحاب القولنج””" إلا الورمي””'" بعد شروط. 


وكلّ ما ذكرته من فصدٍ مشروط أن لا يكون إلا بإذن الطبيب: فإنه أولى بذلك من الفاصد"“". وإِنّما أشرنا 
إلى هذه الأحوال؛ ليكون الفاصد غير بعيدٍ من الصواب. 


الاب التاسع 
في استدراك خطأ القفاصد 

قد يخطىء الفاصد بأن يفرق اتصال العرق المفصود إلى غيره”*"', مما لا يحتاج إلى تفرّق اتصاله. كعصبة 
تحت الأكحلء أو عضلةا”''' تحت قيفال؛ أو شريان تحت الباسليق» أو أن يفرق اتصال ما لم يقصد تفرقها'*'' ألبثة 
من غير تفرّق اتصال العرق, وهذا أشدَّ أنواع الخطأ. كما يصيب الشريان مثلاً. ولا يفتح الباسليقء أو أن يقصر 
عن تفرق اتصال العرق نفسة: قضئلاً” "عن أن يتعدآه إلى غيرة: كما 'يقزق اتضالن الجلد فقط في بعض الأوقات, 
ولا يصل إلى العرق"". وهذا أشد أنواع الخطأء ويحدث بإيلامه وردّه إليها”". أو بتحريكه عند التثنية, 
ورمًااة". 





8 - ينظر القانون : 4/١‏ 55: وعقيلة العقلاء : 5 


1 القولنج : في اللغة : مرض معوي مؤلمء يتعسّر معه خروج ما يخرج بالطبع. وهو أسم لما كان السبب فيه في الأمعاء الفقلاظ 
قولون فما يليهاء وهو وجعٌ يكثر فيها لبردها وكثافتها. ولبردها ما كثر عليها الشحم. القانون: ؟/١1:‏ وفي الطب الحديت: لفظ 
معرب أطلقوه بالأصل على التهاب القولون الحاد. أو المفص المعوي, ثم عم الاسم؛ فآصبح يطلق على كل ألم ممفص شديد 
يحس به الإنسان؛ سواء أكان ناتجا عن التهاب الزائدة الدودية. أو المصير الأعور, أو التهاب الكلية الحاد؛ أو غير ذلك؛ فكلّ 
هذه كانت لديه قولنج. تعليقات د. حازم: المنصوري: ده 

4٠‏ - في الأصل الدمويء والمثبت من أ. وعقيلة العقلاء. 

١‏ - [: بشروط فيحتاج فيه إلى معتبر وإذن من أحق بذلك من الفاصد. 

١ - 545‏ : الفاصد قد يخطىء ما بأن يتجاوز تفريق... إلى غيره. 

57 - في الأصل : عظلة. 

54- !: تفريق اتصاله. 


2 - لا تستخدم فضلا هذه إلا في سياق النفي. كما نقول : لا يملك درهمًا فضلا عن دينار. وقول الشاعر 


ووحشية لسنا نرى من يصدّها 


ينظر في هذه المساتل السفرية 


عن القتل فضلا أن نرى ما يصدها 
١١‏ ومخطوط العباب في شرح اللباب : ق 1١55‏ 

- أقوله :ولا صل إلى العرق ساقط من !: 

7417 في الأصل ورداءة الالة. والتصويب من عقيلة العقلاء : الورقة © 75 

- ! : بتحريكه العضو عند التثنية حركة عنيفة. 





5 ءَ ا 8 4 5 0 أ ات 5 5 3507 الع 
فأمًا من أصاب عصبًا بشيءٍ من المبضعء فيجب أن يمنع من التحام الفصدء ويمتنع من تبريد العضو 

بالصندل""*', وعصارة عنب الثعلب”:*'' بالليلة'”"', ومسح العضو بدهن ورد مفتر'”*"'؛ ويعالج بالعلاج الذي يعالج 

به اعفار 


55006 3 3 مون : و ا 0 
ومن أجل الأدوية وسخ الكور'*". والزفت الرطب'””"'؛ وخمير الحنطة العتيق جذا”'"'. والقيروطي'”' المتخذ 
بالفربيون”*' العتيق. 


والذي يجب أن يعتمد عليه أكثر الاعتماد””"', وهو وسخ الكورء فإن جالينوس يحمده في جراحات العصد 
حمدًا كثيرًاء على أن المتولي على ذلك العلاج هو الفاصدا”"”. 


وأمًا إن أصاب الشريان؛ وعلامته بروز دم أشقر رقيقء ويثب وثباء وتلين مجسته. .فعند ذلك ينبغي أن 


- الصندل : اسم يطلق على نوع من الشجرء يشبه شجر الجوزء ورقه ناعم رقيق؛ وثمره بشكل عناقيد, كثمر الحبة الخضراء. 
وُخشب جدّعه ثقيل الوزن شبديد الصلابة, قابل للصقل الجيدء رائحته عطرية؛ وإذا أحرق فاحت منه رائحة قوية. المنصوري: 
5 التذكرة: 5١5/١‏ 


0- عنب الثعلب : يعرفه العامة باسم عنب الذئب, واسمه العربي الضناء وهو شجر كثير الأغصان والفروع؛ ثماره عنبية الشكل, 
حجمها أصغر من حجم العنب المعروفء لونها أحمر أو أبيضء طعمها سكري, يميل إلى الحموضة. المنصوري: 115, التذكرة 
ا/رتاك 

- كلمة «بالليلة» ساقطة من [. 


7 أ: بل عليه بمسح الموضع بالدهن المفتر. 
01 [ علاجه بعلاج جراحات العصب. 


04 - في الأصل : الكواير» وفي عقيلة العقلاء : الكور» وهو جمع كورة. وهي خلية النحل, وكانت الكورة فيما مضى تصنع من سلة 
مخروطية من أغصان الشجر. وتوضع في مكان منعزل تحت الأشجار, لذلك فإنها تكون عرضة لغزو الحشرات وتجمّع 
الشوائب التي تلتصق على حوافها. وهذه الأوساخ تستأصل بعد جني العسل مع شيء من الشمع والعسل اللتصقة بها 
وتستعمل. التذكرة: .7١ 5/١‏ وفي [ : بزيادة : أعني كور النحل. 

2- زفت : أو رفت البحر والجبل والبر يعمل منه القار. من أصل نباتي. غاليًا من شجر الصنوبر ومن أصول معدنية بترولية. جامع 

الغرض: 05 الحذكية: كرا 

١ 1‏ : أعتق ما يكون. 

3 - القيروطي يوناني معرب. مرهم يصنع من الشمع والزيت. يضمد به الجرح والكسور. وقد يخلط الشمع بدهن الورد أو نحوه. 

الاغذية والأدوية عند مؤلفي الغرب الاسلامي: 5357. وفي | : القير والطين. 

- الغربيون : اختلفت أسماقه في بعض الكتب الطبية. منها : فربيون. وأفربيون. وفرابيون. ويريبيون. وفي العراق: فربيونة. 

دفي محر التاكوت. وفي بلاد الشام اللوبانة الغربية. وهو صمعٌ تنتجه شجرة شائكة تكثر في بلاد المغرب. في منطقة مراكش. 
حيث تشق أغصان الشجرة فتسيل منها عصارة صحغية راتنجية تشبه الحليب. لا تلبث أن تجف وتتجمد بعد ملامستها للهواء. 
وتتصف بأنّها قوية لها تأثير مهيج وكاو على الأنسجة الحيّة التي تقع عليها إذا كانت سائلة حديثة. أما إذا جفت فإن قوّتها 
تضعف تدريجيا. وتأثيرها يخف. المنصوري: ؟11. التذكرة: 4///١‏ 

- | : أكثر الأمر. 


5٠‏ - [: بعلاج ذلك غير الفاصد 


افاق الثقافة والتراث 























000 "ويد الأرنب» مع دواء الكندرا”"'؛ ودم الأخوين"”', والصبرا""". والمرا “", وشيء!"'" من القلقطار" 
والذاج"*". ويبرد بماءٍ بارد كلما يمكن7””. ويربط المكان ربطًا حابسًاا"*". فإذا انقطع الدم فيّترك ثلاثة أَيَّام ولا 

حل :ذا ثحل فلعد ملق من النوا؛ ويف مدّة يُضْمّد على الموضع بالقوابض المبردة؛ ليرقّ الدم؛ ويغلظ قوامه, 
وتضيق مسالكه. 


فأمًا تفرّق اتصال الجلد [وسدّه]!'*' فعلاجه جمع فم العروق؛ وشدّه؛ من غير أن يضع عليه شيئًا ألبثة, فإئه 
ينمل 

والقوانين الكليّة في علاج تفرّق الاتصال'”" جمع ما قد تفرّقء وحفظ ما قد اجتمع» ومنع جسم غريب من 
الولوج بين أجزاء التفرّق, وإصلاح مزاج العضو. 


فامًا الورم الحادث عن شدة إيلام الفاصدء فيعالج بالفصد في اليد الخو مل َ تغالج الأورام'”" الحارّة 


0- 1 : يلقم الفصد. 

5 - الكندر : أو لبان ذكرء وهو راتنج؛ أو عصارة لبنية صمغية. تستخرج من جذوع أشجار متنوّعة؛ وعرفت عند العرب فى 
العلاجات الطبية؛ وفي التقاليد والشعائر الدينية, إضافة إلى استعمالها في العطور كالبخور والطيب. جامع الفرض: 111, 
التذكرة: .547/١‏ وفي أ : الكرنب مع دواء الكندر. 

55 - ادم الأخوين : ومن أسمائه العندم والقاطر المكي؛ ودم الثعبان, ويسمّيه الغربيون دم التنين. وهو عصارة صمغية حمراء؛ تشبه 
الدم تمامًا. تسيل من شجرة تعيش في وقطرى العربية خاصة, وهي شجرة تمتاز بأنها ذات أصل واحدء يتفرع منه جذعان 
متناظران بالشكل والهيئة والارتفاع؛ كآنهما أخوان توأمان. المنصورى: *١1؛‏ التذكرة: .711//1١‏ 

5 - يعرفه العامة باسم صبير» وهو نباتٌ صحراويء أنواعه وأشكاله كثيرة جدًا. ربما تتجاوز أربعة ألاف نوع. ولكنّ الأنواع الطبية 
منها محدودة العدد. وأشهرها صبر سوقطرى, نسبة إلى سوقطرة» جنوب اليمن الجنوبية؛ وهو المستعمل في العلاج؛ جذعه 
متخشب, وأزهاره تظهر محمولة على شمراخ بشكل عناقيد, وأوراقه لحمية ثخينة مسدّنة الحافات شانكتها؛ ومنها تستخرج 
عصارة سائلة تتكثف وتجف بوساطة الهواء وآشعة الشمسء رائحتها عطرية وطعمها مر» ولونها أصفر ذهبي. المنصوري: 
5., التذكرة: ٠٠٠١/١‏ 

0 المر : صمغ لأحد نباتات الفصيلة البخورية التي تنبت في جنوب الجزيرة العربية وفي بلار الحبشة؛ ويسمونها القفل. والصمغ 
يسيل من جذع الشجرة بشكل سانل أبيض اللون يميل إلى الصفرة, كثيف القوام؛ ثم لا يلبث أن يتجمد ويتغيّر لونه إلى 
السمرة. والمرٌ عرف منذ القديم. المنصوري: /7517 ؛ التذكرة: ١ر53‏ 

- في الأصل شيء؛ وهو خطأ مطبء 

53 - القلقطار يعرف لمي لينم كبؤينات لخدي ٠‏ وسمّاد العرب قديمًا باسم حجر الدم؛ وشاذنج. أو شاذنه؛ وهو معدن يكون في 
أل أمره بشكل كتل ٠‏ سهلة التفتت. لونها بنقسجي. يميل إلى الصفرة؛ وإذا ما تر 00 بحت قا 
قوي الحمرة, يلوّن الأصابع. الملنصوري: 3148. 


دع الزاج : ملح معدني كيمياني. يوجد في الطبيعة شكله العدني, ما يمكن صنعه كيميائيًا وهو بأنواع مختلفة؛ كل منها يتركب 
من كبريتات ومعدن خاص. ولكل نوع منها لون يميّزه. ولذلك يسمى الزاج باسم اللون هذا. فيقال الزاج الأزرق» والزاج 
الأخضر ٠‏ والزاج الأبيض. المنصوري: 105, التذكرة: ١/ره5١.‏ 

5- أ: وبكل ممكن. 

:١ - 3‏ بزيادة : هن غير وضع شيء ألبثة عليه. 

١‏ - في الأصل وفي 1 : نفسه نقسه. والتصويب من عقيلة الحقلا: 

رفي أ هي علاجه اعني 

1 1 - اليد .من اليد الأخرى. 


آلا | كم لسائر علاج الأورام. 























1 5000 7 ك3 وأ | أمع 9 
من الرادعات أُوَّلاً. ثمّ خلطها بالمحللات, ثم تضف المحللات أخيرًا بالمرخيات' ''. فاما إن افضى إلى جمع مادة 
يلوا علاجه لما كان 11 


الياب العاشر 
فى الشروط المأخوزة على الفاصد 
هذه الشروط منها ما يتعيّن على الفاصدء ومنها ما يتعيّن على كل متّسم بالطبا””". 
فأمًا التى تجب على الأطباء في الجملة. فغض الطرف عن المحارم, والاستعمال بما انتدب إليه من العلاج لا 
غيره. ولا يضر" بشىء مما فيه نفع المريض لتعذّر فائدته من جهته. ولا يسمح بما فيه مضرًة لأحد لأجلا””! 
فائدة تصلوا*”, فَإنّ الأول يعون علنة تحؤيل' الأحخز وجميل الثناء”*", والثاني بعظيم"*" الإثم وشنيع الذكر. وإيّاه 
الشروع فيما لا يحكم علمها”, والإقدام على علاج خطرها"”', وليقصر في زمانها””", على التشاغل بتعلم 
صناعته: فإ هذه صناعة لا تعطي بعضها إلا لمن يعطيها كل كله. 
وليعلم أنّه, وإن واتاه”*' الحظ من الدنيا بغير علم استحق به ذلك. فإنّه عما قليل يتزيف, ويرى نفسه وتراه 
الناش:يعين التقصين: ويثلاشى أمره. 


وأعظم من ذلك ما يرتكبه من الوزر والإثم في احتقاره بالنفوسء وادّعائه”*' بما ليس هو من أهله. 


فأمًا إعجابه من نفسه بعمل إن نجح فيه [بما يأتي من خير مما اعتنى]”*' عن ذكره؛ إذ كان من هذا حاله لا 
يُرجى له فلاح؛ ولا يجري على يديه”*' صلاح؛ بل يجب أن يبني الأمر على نفسه على أنه يثاب في سلوكه المحجة 
القويمة في صناعته عند الله جل اسمه. 
2- |[ : ثم تصريف المحلآت أخيرًا. 
١ [ -7‏ فأمًا إن اقتضى جمع المدّة فليتول علاجه. 
30/07 - 1 : كل متطيّب. 
58 - في الأصل : يظن. 
ككل 1" لأجد لتعجيل قائة: 


58 - كذا في الأصل. والصواب تصل إليه 


- أ: الأحدوثة مكان الثناء. 

587 - | : بتعظيم 

187 - | : والتسرع إلى ما لم يحكم علمه. 
١ - 584‏ : علاج مخاطر فيه. 

1-6 يقضمر ؤمائة: 


> في عقيلة العقلا. : وافاه. 
7م 1د إذعانه. 


ها بين مقرنتين ساقط من الأصل. واللثبت من | 
كمع | 








ونأك *" إذا سلك الطريقة [غير المستقيمة]!”" ويذم في ذلك. ولو عطب المريض في الحالة الأولى وبرىء في 
الثانية. 1 

واعلم أن العافية التي هي أجل منح الله. هي أقل وأصغر من أن يُكسبها قومًا ويّحرمها قوماء وإنما هي نعم 
الله تعالى يجريها على يد من يشاء'”", ويقربها بصواب قوله وعمله. 

وليعلم أيضًا أن هذه المنحة خليقة بأن تجرى على يدي من صلحت سريرته, :أو أنكلمين كندمدوة لله نمال أمضنانا 
إلى الاجتهاد في العلم والعمل, #وآن أقلن الناس توفيقًا من حقر””*" الطب الإلهي وازدراه؛ ولا سيّما إذا أضاف 
إلى ذلك الاشتغال باللذات عن تحصيل! “*" العلم» والمزاولة للمرضى”*". فهذا ما يجب على الأطباء جميعًا أن 
يأخذوا أنفسهم به. 
وأما ما يختص بالفاصد فإنه يمنع نفسه من عمل صناعة مهينة يمنع أنامله من الصلايةا”" وأن يراعي 
بصره بالأكحال المقوية لها'", وبالإيارجات'”" إن ن كان ممّن يحتاج إلى ذلك"”": ولا يقصد شيكًا هرما ولا طفلاً 
صغيرًا, ولا حاملاً ولا طامثًا إلا على الشروط التي تحدّها له الأطباء, ولا يفصد عبدًا إلا بإذن مولاه, ولا ولدًا إلا 
بإذن والي أمرها””'", ولا يفصد إلا في مكان مضيء» ويآلة ماضيةا" '' ولا يفصد وهو منزعج الجنان» ولا يخلي 
داوردانه'”” '' خاليًا من الأدوية القاطعة للدم, كالكندرء والصبرء ودم الأخوينء والمرء والزاجا 
وبعض الأدوية المدملة الجراحات» وليتقدم على حفظ جميع الأصول:*' الكليةا” ا 


ووبر الارنب» 





فإن اعتمد ما ذكرناه» وأخذ نفسه بهء ازداد بصيرة , وازداد به الناس شغفًاا" “د وكان لدقيولة روطي 
بالمطلوب الأشرف؛ وهو الأجرا” * عند الله تعالى الذي له الحمد داثمًا أيدًاة. 


- | : وينتفع من الناس على أنه يثاب على سلوك... يأثم ويندم. 
- فى الأصل : الغير مستقيمة. 

97 - 1 : على يديه مكان على يد من يشاء. 

545 - 1 : أقل الناس معادًا وتوفيقًا من اختصر. 

8 - [: التعب فى تحصيل. 

552 | 
اش | 


للمرضى بحسب قوانين. 

يكسب أنامله الصلابة. وعسر الا يتأتّى له معه حس العروق. 

547 - بين في كامل الصناعة الطبية : “51/7 4, الأكحال بقوله: بمنزلة الروشنايا والباسليقون والتوتيا وغير ذلك. 

- الإيارجات. مفردها إيارج. كلمة فارسية؛ معناها دواء مركب مسهل. وقد يسمَّى الإيارج باسم المادة الرئيسة؛ التي تكون فيه, 

فيقال: أيارج فيقرا مثلا. ومعنى كلمة فيقرا (المر)؛ ويكنى بها الصبر. ويتصف به. فيكون اسم الدواء المر؛ الذي فيه مادة 
الصبر. وهذا أشهر الآدوية المسهلة التي استعملها القدماء. المنصورى: 555. 

1-5 إلى شرييا: 

افد ينظر كامل الصناعة الطبية : ؟/رةه 1 

17950 : ماضية : حادة. والماضي : الأسد والسيف. من مضى يمضى : نفذ. القاموس المحيط‎ - ١ 

- داوردان : لعله حقيبة الفاصد التي يضع فيها أدواته. 

5ت 1: .والزاج المصزى 

(١-04‏ حفظ الوحايا الأول الكلية. 

2 - عقد في عقيلة العقلا . فصلا في الشروط التي تلز 


م الفاصد. هو الفصل الثاني .وحدها بعشرة شروط. وفي كامل الصناعة 
الطبيّة: 51/7 : حددها بخمسة شروط 


6غ | نفعا به. 

0 في الأصل ورحضي. 
١٠١ 3-4‏ . الزلفى عند الله تعالى 
1 


.ت النهاية في | . والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وعلى اله وصحيه أجمدين 











- الأعلام لخير الدين الزركلي: طة. دار العلم للملايين. بيروت, -155م. 
تاريخ الأدب العرمي, لكارل بروكلمان: تر. محمود فهمي حجازي. المنظمة العربية للترجمة والثقافة والعلوم, الهيئة المصرية العامة 
للكتاب. مصر: 1595م. 

- تاريخ حكماء الإسلام, لظهير الدين البيهقي. تح. محمد كرد علي مطبوعات المجمع العلمي العربي؛ دمشق. 1578ه/ 1547م. 

- تذكرة أولى الألداب والجامع للعجب العُجاب؛ لداود الأنطاكي, ط مصر» د.ت. 

5 جامع الغرض في حفظ الصحة ودفع المرض. لأبي الفرج؛ ابن القف الكركي. تح. د. سامي خلف حمارنة. منشورات الجامعة 
الأردنية: عمان. 

- ذيل تذكرة الألباب, لبعض تلاميذ داود الأنطاكي؛ ط. مصرء د.ت. 

- شذرات الذهب في أخبار من ذهب لابن العماد الحنبلي, دار الفكر للطباعة؛ بيروت» د.ت. 

- عقيلة العقلاء في الفصد عن العقلاء. لمجهول, مخطوط في مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث. 

- عبيون الأنباء فى طبقات الأطباء, لابن أبي أصيبعة؛ تح. د. نزار رضاء دار مكتبة الحياة» بيروت» مم 

- فهرس مخطوطات الظاهرية؛ الطب والصيدلة. لسامي خلف حمارنة. مطبوعات مجمع اللغة العربية؛ دمشق, 745١ه/‏ 1979م. 

- فوات الوفيات. لابن شاكر الكتبي. ط. مصر؛ 5575١ه.‏ 

- القاموس المحيط. للفيروزآبادي؛ ط؟؛ مؤسسة الرسالة. بيروت؛ /15-1١ه/‏ /15/1ام. 

- القانون. لابن سينا تح. سعيد اللحام, دار الفكر؛ بيروت: 1594م. 

- كامل الصنذاعة الطبية؛ لابن العباس المجوسي. المطبعة الكبرى؛ مصر. 595١ه.‏ 

- المختصر الفارسي, للصقلي, محمد بن محمد بن عثمان» مخطوط في مركز جمعة الماجد. 

- مرأة الزمان في تاريخ الأعيان. لسبط ابن الجوزي؛ حيدر آباد؛ الهند, ١٠1717ه/‏ 1551م. 

- المسائل السفرية, لابن همشام الأنصاري, تح. د. حاتم صالح الضامنء مؤسسة الرسالة؛ بيروت: 19/5م. 

- معجم الأدياء. لياقوت الحموي. مطبوعات دار المأمون؛ دمشق. 

- المنصوري في الطب. للرازي. محمد بن زكريا؛ تح. د. حازم البكري الصديقي, معهد المخطوطات العربية الكويت؛ 408١ه/‏ 
/لقمكام. 


- النزهة المبهجة في تشحيذ الأذهان وتعديل الأمزجة. لداود الأنطاكي؛ ط. مصرء د.ت. 


هدية العارفين, آأسماء المؤلفين لإسماعيل باشا البغدادي, دار الكتب العلمية بيروت. 51١ه/‏ 1995م. 


- وفدات الاعيان وانباء أبناء الزمان. لاحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان: تح. د. إحسان عباس. دار صادر . بيروت. 








413 2-1 


ممه دون كن51 غه أمعصاءممة0 عط1 برط معطاتاطنم 


00 طدكذو قط أى 


عوواول ممه ععنذانت ه؟ 


-_- 2 
6 :بيبعره8 .80 - أعطنط 11 12 
26224999 (04) :.أه1 
696950 (04) نعاه] ععمغ نس لط لمعمع لانن غه لمممسن[ ولمعا عقيو م 


دوعنو اسع طمءةم له امنا 


| 2 (مودذذألا) امم - ...ىم 1423 355300 ابانا اه - 37 .هلط : 10 عمميام/ا ا 


68 6ض ا1امع 


4 8 |26 |8 لااانااى>2 | .انا 71 - 1607 ل(ووا 


117 6لا 1امع 
لا5ا ةلكا - ا /إ1لا20»! 5أمبالا 


عط م لهذا ذأ أعصعيهل عتط؟ 
أعدصهتتهصععتما نطءع مال ” 
مج806 اذاع1[0امع معلصمن “لصمقععءزه واوئءزلومعم 
وأصسمقام-ام مله تون م 8 ..هل! لرمعهم 
الأكظط ناك ام مامازنام مماا/ام انالا م 
اناطقم' معازدم قاممج انامقم؛' 








أت كلانوايا عط أن امع قتناق قفد علطا دز معاعنايم معطنه ع.م.لنا 





أعمااعم لإالنتمممعهه امو هل لجيج مبوزلانية رتفدلا 5 لوده 
هقفت فطل نت ماحم عرزل إن مدهو | صدانا يننا تدات! عدا لل نا 
ةلمعالله تهنا عن ١‏ ذرانط 75 تننان لاز ؟أتت !| “امخرل ل 


ناذا 24 اذا لاك لك 











الشروط الخاصة بنشر كتب محكمة ضمن سلسلة آفاق الثقافة والتراث 

١‏ - أن يكون الموضوع المطروق متميّرًا بالجدّة والموضوعية والشمول والإثراء المعرك. وأن يتناول أحد أمرين: 

- قضية ثقافية معاصرة: يعود بحثها بالفائدة على الثقافة العربية والإسلامية. وتسهم 2# تجاوز المشكلات الثقافية. 

- قضية تراثية علمية؛ تسهم .يك تنمية الزاد الفكري والمعر لدى الإنسان العربي المسلم. وتثري الثقافة العربية والإسلامية 
بالجديد. 

؟ - ألا يكون الكتاب جزءً من رسالة الماجستير أو الدكتوراه التي أعدّها الباحث. وألاٌ يكون قد سبق نشره على أي نحو كان, 
ويشمل ذلك الكتب المقدمة للنشر إلى جهة أخرى. أو تلك التي سبق تقديمها للجامعات أو الندوات العلمية وغيرها. ويثيت 
ذلك بإقرار بخط الباحث وتوقيعه. 

- يجب أن يُراعى الكتب المتضمنة لنصوص شرعية ضبطها بالشكل مع الدقّة ‏ الكتابة. وعزو الآيات القرآنية. وتخريج 
الأحاديث النبوية الشريفة. 

؛ - يجب أن يكون الكتاب سليمًا خاليًا من الأخطاء اللفوية والنحوية؛ مع مراعاة علامات الترقيم المتعارف عليها 2 الأسلور 
العربي. وضبط الكلمات التي تحتاج إلى ضبط. 

- يجب اتباع المنهج العلمي من حيث الإحاطة. والاستقصاء. والاعتماد على المصادر الأصيلة. والإسناد والتوثيق. والحواشي. 
والمصادر. والمراجع. وغير ذلك من القواعد المرعية 2 البحوث العلمية؛ مع مراعاة أن تكون مراجع كلّ صفحة وحواشيها 
أنتفلهًا. 

1 - بيان المصادر والمراجع العلمية ومؤلفيها خ نهاية كل كتاب مرتبة ترتيبًا هجائيًا تبعًا للعنوان: مع بيان جهة النشر وتاريخه. 


١‏ ؛ - أن يكون الكتاب مجموعًا بالحاسوبء أو مرقونًا بالآلة الكاتبة. أو بخط واضح. وأن تكون الكتابة على وجه واحد من الورقة. 


/- على الباحث أن يرفق ببحثه نبذة مختصرة عن حياته العلميّة. مبينًا اسمه الثلاثي ودرجته العلمية. ووظيفته. ومكان عمله 
من قسم وكلية وجامعة: إضافة إلى عنوانه. وصورة شخصية ملونة حديثة. 
4 - يمكن أن يكون الكتاب تحقيقًا لمخطوطة تراثية. و هذه الحالة تتبع القواعد العلمية المعروفة ب تحقيق التراث. و 
بالكتاب صور من نسخ المخطوط المحقق الخطيّة المعتمدة 3 التحقيق. 
٠‏ - أنلا يقل الكتاب عن مثة صفحة ولا يزيد عن مثتين. 
١‏ - تخضع الكتب المقدمة للتقويم والتحكيم حسب القواعد والضوابط التي يلتزم بها. ويقوم بها كبار العلماء والمختصين. قصد 
الارتقاء بالبحث العلمي خدمة للامّة ورفمًا لشأنها. ومن تلك القواعد عدم معرقة المحكمين أسماء الباحثين. وعدم معرفة 


الباحثين أسماء المحكمين. سواء وافق المحكمون على نشر البحوث من غير تعديل أو أيدوا بعض الملاحظات عليها؛ أو رأوا 
عدم صلا حيتها للنشر. ّْ 

ملاحظات 

عا يشر كين ة من[ 5 1 تل رآ / 
ا ينشر بإ هذه السلسلة من اراء يعبر عن فكر أصحايها. ولا يمثّل رآى الناشر أو اتجاهه. 

؟ - لا ترد الكتب المرسلة إلى أصحابها. سواءً نشرت أو لم تنشر. 


0 5 5 53 ب ل 
يجوز للباحث أن يطلب عدم نشر كتابه بعد عرضه على التحكيم الآ لأسباب تقتنع بها الاجنة المشرفة على إصدار السلسلة. 
وذلك قبل اشعاره بقبول كتابه للنشر. 


- يستبعد أي كتاب مخالف للشروط المذكورة. 
5 - يدهع المركز مكافات مقابل الكتب المنشورة وثلاثين نسخة من الكتاب المطبوع. 



































112 
112312 ار 
غ113 | 1172 


ععقغتق11 لدسغلمسن غه لممعساه][ ولعممقى0 م 


2 (مو5ذألا) اأزمم - .4.0 1423 3/1310 اناالا اذ - 37 .810 : 10 عماناام/ا 


مل 
جر رطع سا نايا كول م وار اير 
وام يول بي امبطسو موا لصو 
ودس خرصل ملعيال بص 
0 م 


لطم لب 
3 | لسلس 
ابا معاي كال افو ببرطتوم مإعبمه»كراكهة” اومان فدات .باق جراو وهات يدك يهان 





مخطوط شرح الحكم الإلهية ‏ تأليف حسن الكردي ‏ نسخت سنة 1١64‏ ه 
تعس له مممما مهعنم "وبرتطهاا لم سمزنك اه معممة» ناماع مس مدر 
لله 1154 عقعيا مما مز معغ كاملا 





:لاط ملعاو 1اطسط 





للكت ا ا ل ا 
11 ا 1 ا 1 000